منتديات أنصار الإمام المهدي ع


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات أنصار الإمام المهدي ع
منتديات أنصار الإمام المهدي ع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وما ذنب الذي لم يصله قرآن ؟

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

وما ذنب الذي لم يصله قرآن ؟ Empty وما ذنب الذي لم يصله قرآن ؟

مُساهمة من طرف houssiane_dakhla السبت 28 يونيو 2008 - 10:34


دار حوار بين ملحد و مسلم حول (ماذنب من لم يصله القران)نص الحوار

:هرش الملحد رأسه..
ثم قال في هدوء وهو يرتب كلماته:
-
حسنًا .. وما رأيك في هذا
الإنسان الذي لم يصله قرآن ولم ينزل عليه كتاب .. ولم
يأته نبي .. ما ذنبه .. وما
مصيره عندكم يوم الحساب .. مثل اسكيمو في أقاصي القطبين
.. أو زنجي في الغابات .. ماذا
يكون حظه بين يدي إلهكم يوم القيامة.

-
قلت له:
-
دعني
أصحح معلوماتك أولا .. فقد بنيت أسئلتك على مقدمة خاطئة .. فالله أخبرنا

بأنه لم يحرم أحدًا من رحمته ووحيه وكلماته وآياته.

( وإن مِّنْ أُمَّةٍإِلَّا خلَا فِيهَا نذير (24))) فاطر.
((وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّأُمَّةٍ رَّسُولاً (36) ))النحل.والرسل الذين جاء ذكرهم في القرآن ليسواكل الرسل..
وإنما هناك آلاف غيرهم لا نعلم عنهم شيئًا .. والله يقول لنبيه عنالرسل:
((
مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْعَلَيْكَ (78))) غافر.
والله يوحي إلى كل شيء حتى النحل.
((وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) )) النحل.
وقد يكون الوحي كتابًا يلقيه جبريل .. وقديكون نورًا يلقيه الله في قلب
العبد .. وقد يكون انشراحًا في الصدر .. وقد يكون
حكمة وقد يكون حقيقة وقد يكون فهمًا وقد يكون خشوعًا ورهبة وتقوى.
وما من أحديرهف قلبه ويرهف سمعه إلا ويتلقى من الله فضلاً.
أما الذين يصمون آذانهم وقلوبهم فلا تنفعهم كتب ولا رسل ولا معجزات ولو كثرت.والله قال أنه يختص برحمته من يشاء.. وأنه لا يسأل عما يفعل.
وقد يريد الله لحكمة أن ينذر أحدًا وأن يعذر آخرفيقبل منه أهون الإيمان.ومن يدرينا .. ربما كانت مجرد لفته من ذلك الزنجيالبدائي إلى السماء في رهبة هي عند الله منجية ومقبولة أكثر من صلاتنا.
على أن القراءة المتأملة لأديان هؤلاء الزنوج البدائيين تدل على أنه كان لهم رسل ورسالات سماوية مثل رسالاتنا.
في قبيلة الماو ماو مثلاً نقرأ أنهم يؤمنون بإله يسمونه\" موجايى \" ويصفونه بأنه واحد أحد لم يلد ولم يولد وليس له كفو ولا شبيه .. وأنه لا يرى ولا يعرف إلا من آثاره وأفعاله .. وأنه خالق رازق وهاب رحيم يشفي المريض وينجد المأزوم وينزل المطر ويسمع الدعاء ويصفونه بأن البرق خنجره والرعد وقع خطاه.
أليس هذا الـ \"موجايى \" هو إلهنا بعينه .. ومن أين جاءهم هذا العلم إلا أنيكون في تاريخهم رسول ومبلغ جاء به .. ثم تقادم عليه العهد كالمعتاد فدخلت الخرافات والشعوذات فشوهت هذا النقاء الديني.
وفي قبيلة نيام نيام نقرأ أنهم يؤمنون بإلهواحد يسمونه \" مبولي\" ويقولون أن كل شيء في الغابة يتحرك بإرادة \" مبولي \" وأنه يسلط الصواعق على الأشرار من البشر .. ويكافئ الأخيار بالرزق والبرة والأمان.
وفي قبيلة الشيلوك يؤمنون بإله واحد يسمونه \" جوك \" ويصفونه بأنه خفي وظاهر .. وأنه في السماء وفي كل مكان وأنه خالق كل شيء.
وفي قبيلة الدنكا يؤمنون
بإله واحد يسمونه \" نيالاك \" وهي كلمة ترجمتها الحرفية .. الذي في السماء .. أو الأعلى.
ماذا نسمي هذه العقائد إلا أنها إسلام.
وماذا تكون إلا رسالات كانلها في تاريخ هؤلاء الأقوام رسل.
إن الدين لواحد.
((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّه وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ
عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ
(62) )) البقرة.
حتى الصابئينالذين عبدوا الشمس على أنها آية من آيات الله وآمنوا بالله الواحد وبالآخرة والبعثوالحساب وعملوا الصالحات فلهم
أجرهم عند ربهم.

ومعلوم أن رحمة اللهتتفاوت.
وهناك من يولد أعمى وهناك من يولد مبصرا وهناك من عاش أيام موسى ورآهرأي العين وهو يشق البحر بعصاه .. وهناك من عاش أيام المسيح ورآه يحيى الموتى.. أما نحن فلا نعلم عن هذه
الآيات إلا سمعًا .. وليس الخبر كالعيان .. وليس من رأي
كمن سمع.
ومع ذلك فالإيمان وعدمه ليس رهنًا بالمعجزات.
والمكابرون المعاندونيرون العجب من أنبيائهم فلا
يزيد قولهم على أن هذا \" سحر مفترى
\".ولا شك أنصاحبنا الملحد القادم من
فرنسا قد بلغه من الكتب ثلاثة .. توراة وإنجيل وقرآن
وبلغته .. فلم تزده هذه الكتب
إلا إغراقًا في الجدل .. وحتى يهرب من الموقف كله
أحاله على شخص مجهول في
الغابات لم ينزل عليه كتاب .. وراح يسألنا .. وما بالكم
بهذا الرجل الذي لم يصله قرآن
ولم ينزل عليه كتاب .. ملتمسًا بذلك ثغرة في العدل
الإلهي أو موهمًا نفسه بأن
المسألة كلها عبث.

وهو لذلك يسألنا \" ولماذا تتفاوترحمة الله \" .. لماذا
يشهد الله واحدًا على آياته .. ولا يدري آخر بتلك الآيات إلا
سمعًا.
ونحن نقول أنها قد لا تكون رحمة بل نقمة ألم يقل الله لأتباع المسيح الذين طلبوا نزول مائدة من السماء محذرًا:
((
إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُم ْفَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُأَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ (115) )) المائدة.
ذلك لأنه مع نزول المعجزات يأتيدائمًا تشديد العذاب لمن يكفر.
وطوبى لمن آمن بالسماع ودون أن يرىمعجزة.
والويل للذين شاهدوا ولم يؤمنوا. فالقرآن في يدك حجة عليك ونذير.. ويوم الحساب يصبح نقمة لا رحمة.وعدم إقامة هذه الحجة البينة على الاسكيمو ساكنالقطبين قد يكون إعفاء وتخفيفًا ورحمة ومغفرة يوم الحساب .. وقد تكون لفتة إلىالسماء من هذا الاسكيمو الجاهل ذات ساعة في عمره .. عند الله كافية لقبوله مؤمنًا مخلصًا.
أما لماذا يرحم الله واحدًا أكثر مما يرحم آخر فهو أمر يؤسسه الله علىعلمه بالقلوب.((فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَعَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18) )) الفتح.وعلم الله بناوبقلوبنا يمتد إلى ما قبل
نزولنا في الأرحام حينما كنا عنده أرواحًا حول عرشه
.. فمنا من التف حول نوره ..
ومنا من انصرف عنه مستمتعًا بالملكوت وغافلاً عن جمال
خالقه .. فاستحق الرتبة
الدنيا من ذلك اليوم وسبق عليه القول .. هذا كلام أهل
المشاهدة.وما نراه من تاريخنا القصير في الدنيا ليس كل شيء..ومعرفة الحكمةمن كل ألم وحرمان أمر لا يعلمه إلا العليم.
والذي يسألني .. لماذا خلق اللهالخنزير خنزيرًا .. لا أملك إلا أن أجيبه بأن الله اختار له ثوبًا خنزيريًا لأننفسه خنزيرية وأن خلقه هكذا حق وعدل.
وكل مانرى حولنا من استحقاقات هي عدل لكنمعرفة الحكمة الكلية وإماطة
اللثام عن هذا العدل أمر ليس في مقدور كل واحد.

ولعل لهذا السبب هناك آخرة .. ويوم تنصب فيه الموازين وينبئنا العليم بكل ما اختلفنا فيه.ومع هذا فسوف أريحك بالكلمة الفصل .. فقد قال الله في كتابه أنه لن يعذب إلا من أنذرهم بالرسل.((وَمَاكُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً))(15-الإسراء.)
هل أرحت واسترحت.ثم دعني أقول لك يا صاحبي..
إن أعجبما في سؤالك أن ظاهره يوهم بالإيمان والإشفاق على الزنجي المسكين الذي فاته ما فيالقرآن من نور ورحمة وهدى ..
مع أن حقيقتك هي الكفر بالقرآن وبنوره ورحمته وهداه
.. فسؤالك أقرب ما يكون إلى
الاستدراج والمخادعة وفيه مناقضة للنفس هي \" اللكاعة
\" بعينها .. فأنت تحاول أن تقيم
علينا حجة هي عندك ليس لها أي حجة.

ألا ترى معي يا ملحد أن جهاز المنطق عندك في حاجة إلى إصلاح


عدل سابقا من قبل houssiane_dakhla في السبت 28 يونيو 2008 - 11:32 عدل 1 مرات
houssiane_dakhla
houssiane_dakhla
مشترك جديد
مشترك جديد

عدد الرسائل : 23
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 20/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

وما ذنب الذي لم يصله قرآن ؟ Empty رد: وما ذنب الذي لم يصله قرآن ؟

مُساهمة من طرف روحي فداك السبت 28 يونيو 2008 - 11:23

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما

إلى "houssiane_dakhla"

يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ

http://almehdyoon.org/montada-f21/topic-t953-15.htm#6920
والحمد لله وحده


روحي فداك
مشترك جديد
مشترك جديد

عدد الرسائل : 35
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 10/06/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

وما ذنب الذي لم يصله قرآن ؟ Empty اقراء

مُساهمة من طرف الوارثين السبت 28 يونيو 2008 - 21:47



إضاءات من دعوات المرسلين


الجزء الأول

الطبعة الثالثة



إضاءات من دعوة نوح (ع)


1-
نوح
أول الأنبياء أولي العزم مبعثاً ودعوته لقومه فيها شيء من اللين
والموعظة الحسنة والظاهر حتى الإنذار في دعوة نوح (ع) كان يصب في هذا القالب (
إِنْ
أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ
) (الشعراء:115) فلم
يشتد معهم حتى في الإنذار مع انهم طغاة
عتاة (
قَالُوا
لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ
) (الشعراء:116)
وهذا قوله (ع) في سورة الأعراف (
أَوَعَجِبْتُمْ
أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ
عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
) (الأعراف:63) وقال (ع) ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى
قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ
إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ
) (هود
25-26) وقال (ع) ( قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ
كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ
عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ
) (هود:28)
فالإنذار مرة يقرن بالرحمة ومرة بالخوف عليهم من العذاب ، وهذا اللين من نوح (ع)
إما للتقية وتجنب الاصطدام الشديد مع الكفار وما يجرة من ضرر على المؤمنين وإما
طلباً لترقيق قلوبهم وتليين جانبهم وفي النهاية طمعا في ايمانهم وهذا الوجه الأخير
ارجح من التقية وذلك لانه عندما علم من الله انه لن يؤمن أحد من قومه غير الذي
آمنوا اشتد معهم وسخر منهم وهددهم وتوعدهم بشدة وغلظة قال تعالى (
وَأُوحِيَ
إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا
تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا
وَوَحْيِنَا وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ *
وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا
فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ * فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ
يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ
) (هود 36
–39) .


2-الصبر
والمطاولة :- ( قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً
وَنَهَاراً…ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً * ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ
وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً) (نوح 5-9)


والصبر
والمطاولة مطلوبان لمن رجى أيمان من يدعوهم فكثير من الناس تدعوهم الى الحق فلا
يؤمن أول وهلة بل يواجهك بشدة وغلظة ولكن مع مرور الأيام يوفق للأيمان بالحق وربما يصبح من دعاة الحق المخلصين


3-
الالتجاء إلى الله والتوكل عليه سبحانه والاعتماد على تخطيطه وتدبيره سبحانه بل
وطلب النصر من الله بعد اليأس من أيمان من بقي على الكفر ( رَبَِّأَنِّي مَغْلُوبٌ
فَانْتَصِر)


4-
الرحمة بالمؤمنين وخفظ الجناح لهم والأعراض عن ماضيهم قبل دخولهم في الدعوة مهما
كان هذا الماضي بل والدفاع عن هؤلاء الثلة والاعتزاز بهم ( قَالُوا
أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ * قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ * إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ * وَمَا
أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ * إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ) (الشعراء 111-115)


5-
العمل الدؤوب للنجاة من الفيضان وذلك بصنع السفينة المباركة وتهيئة الطعام للناس
والحيوانات وتهيئة العدة والعدد وهذا أمر لا يتصور انه يسير بل على العكس هو أمر
صعب والذي يقوم به لابد انه يواجه مشاكل كثيرة خصوصاً إذا كان منبوذ من قومه وبالتالي
لا يملك الكثير من الإمكانيات لأداء هذه المهمة الكبيرة ومن هنا نتصور كم كان صبر
نوح عظيم وكم كان توكله واعتماده على الله الواحد القهار عظيماً وكم كانت الرحمة
الإلهية والفضل الإلهي الذين شملا نوح عظيمين فكان عليه السلام يعمل بيد تكاد تكون
خالية إلا من رحمة الله وكان يعمل في مجتمع لا يعرف إلا الاستهزاء به والسخرية
والتهكم .


6-
اليقين ولا اقصد اليقين بوجود الله سبحانه أو بنبوته (ع) بل اقصد اليقين بالنصر
على الظالمين والتسلط على رقابهم وهذا اليقين جعل نوح (ع) قوي العزيمة يبلغ رسالة
السماء ويصبر على الأذى ولا يأبه باستهزاء القوم بل هو يستهزئ بهم حيث انه واثق من
قوله تعالى (( وَلَقَدْ
سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ
الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) (الصافات:171 ـ 173 )



الخلاصة:

الدعوة الى الحق بلين ورحمة ورقة ثم المبالغة في
الرحمة لمن يؤمن بالحق والصبر على من لم يؤمن في البداية لعله بعد ذلك يؤمن بالحق
والعمل ليل ونهار وسراً وعلانية لإيصال الحق دون ملل وكلل ( لا تمنن تستكثر ) وفي
كل هذه الأحوال لابد من اليقين بالنصر الإلهي والالتجاء إلى الله والتحصن به
والتوكل عليه توكل حقيقي بمعنى أن يكون العبد مصداق للآية الكريمة (لا قوة إلا
بالله)





إضاءات
من محاججة نوح (ع) مع قومه


(
أَلَمْ
تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً …) (نوح:15) . نوح (ع) كجميع الأنبياء أرسلوا لاصلاح الفساد العقائدي
والتشريعي والأخلاقي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي وحججهم بسيطة خالية من
التعقيد لا تحتاج إلى النظر الكثير والتحقيق الخطير ليتضح إنها الحق المبين ولكنها
عندما تلقى على قوم لوثوا فطرة الله وصبغوا أنفسهم بغير صبغة الله تصبح في غاية التعقيد
والإبهام لأنها ألقيت على قوم لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم آذان لا يسمعون بها .


واعتراضات
القوم :



أنت بشر مثلنا (( أي أنت كأحدنا ولا نرى لك أفضلية )) هود .



اتبعك البسطاء ضعيفي الرأي . هود



نظنك كاذب أنت ومن معك . هود


وجميع
هذه الاعتراضات بعيدة عن محور الرسالة والقضية المطروحة للمناقشة فهذه مغالطات
وسفسطة بل هي اعتراضات واهية يقنعون بها أنفسهم المتكبرة ويستخف بها العلماء
المستضعفين في الأمور الدينية واتباعهم ومقلديهم الذين يغلب عليهم الجهل والعمى ( قال
الملأ من قومه
) الملأ أصحاب السلطة الدينية والدنيوية ( إِنَّا
لَنَرَاكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (الأعراف:60) ليس فقط
ظلال بل مبين واضح جلي بالنسبة لهم !! لان نوح جاء ليدعو الناس إلى عبادة الله
والمساواة والعدالة والرحمة والتقوى وهذه الأمور تعترض مسيرتهم الشيطانية في
استخفاف الناس وقيادتهم الدينية والدنيوية وما تجلبه لهم هذه الرئاسات الباطلة من
ترف وجاه وقدسية مزيفة ولهذا فلا داعي للنظر في ادعاء نوح (ع) بل يكفي أن يقول
الملأ ( القيادة وخصوصاً الدينية ) أن نوح في ظلال مبين جلي ليقول جميع الناس
الذين انسوا التقليد والاتباع الأعمى أن نوح في ظلال مبين


((
وَأَغْرَقْنَا
الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً عَمِينَ) (الأعراف:64)





إضاءات
من دعوة إبراهيم(ع)


1-
المواجهة بشدة وقسوة لا لين فيها ، فإبراهيم يواجه قومه فيقول (… مَا
هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ * قَالُوا وَجَدْنَا
آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ* قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي
ضَلالٍ مُبِينٍ…وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا
مُدْبِرِينَ)
(الأنبياء52-57) ها المواجهة
تنتقل بسرعة عجيبة من الجدل والمحاججة اللسانية إلى الإنكار باليد واستخدام السلاح
الفتاك في حينها ( الفأس ) ( فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلَّا كَبِيراً
لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ) (الأنبياء:58) وجاءوا بإبراهيم المؤمن الوحيد بين جموع علماء
ضلالة ومقلدين عميان وعبيد طاغوت ولم يستسلم إبراهيم ولم يتخذ جانب اللين بل
واجههم بقسوة وشدة ، سألوه ( قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا
بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ) (الأنبياء:62) فأجابهم
بسخرية وتهكم ( قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا
فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ) (الأنبياء:63) . اسألوهم يا عميان يا من لوثتم فطرتكم التي
فطركم الله عليها اسألوهم يامن صبغتم أنفسكم بصبغة غير صبغة الله اسألوهم يامن
حجبتم أنفسكم بعلوم مليئة بالجدل والسفسطة الشيطانية وادعيتم إنها تمثل الدين
اسألوهم يا منكوسين ؟! فلم يجدوا جواباً له إلا ( لَقَدْ
عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنْطِقُونَ) (الأنبياء:65) . فأجاب
هذا النبي العظيم هذه الجماعة الملعونة المنكوسة بغلظة ( قَالَ
أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ
* أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ) (الأنبياء 66-67) .( قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا
كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ
عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ) (الشعراء
75-77) .
وفي النهاية لم يجدوا جوابا لإبراهيم (ع) إلا النار التي استعرت في اجوافهم ( قَالُوا
حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ) (الأنبياء:68) وهنا تمتد يد الرحمة الإلهية لتغشى هذا المؤمن
الذي غضب لله ( قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى
إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ *
وَنَجَّيْنَاهُ … * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) (الأنبياء 69-73) .


2-
لا مطاولة في دعوة إبراهيم (ع) بل هي مواجهة سريعة تتوالى فيها الأحداث بسرعة
مذهلة


3-
تحديد الهدف والضربة التي تقصم ظهر الباطل والاصطدام مع الباطل بقسوة وسرعة دون
حساب للقياسات المادية وما لأهل الباطل من سلطة دنيوية ودينية تمكنهم من استخفاف
الناس عندما يكون العبد على يقين أن لا قوة إلا بالله يواجه الملايين وحيدا دونما
اكتراث لعددهم وعدتهم لان عدده وعدته الواحد القهار سبحانه وتعالى .


والخلاصة :

أهم ما في دعوة إبراهيم (ع) هي الشدة والمواجهة
العلنية السريعة وطبعا هذه المواجهة كانت مسبوقة بمواجهة سرية كان من نتائجها
أيمان لوط (ع) بدعوة إبراهيم .



إضاءة من دعوة إبراهيم ونوح


لم
يتحدث القرآن عن معجزة جاء بها نوح أو إبراهيم (ع) لإثبات صدقهما لان المعجزة
تأييد لدعوة الأنبياء وليست إثبات لصحة الدعوة فدعوتهم عليهم السلام للعودة الى
الفطرة فطرة الله لا تحتاج إلى دليل لأنها الفطرة التي فطر الناس عليها وهي الحق
وعبادة الله وحده وتسبيحه وتقديسه والتحلي بالأخلاق الكريمة التي فطر الإنسان على
حبها صبغة الله ومن احسن من الله صبغة فالفراش ينقض على النور ولكن عندما تخرب
مجساته البصرية يركن إلى الظلام وهكذا الإنسان فالأنبياء والمرسلين يقومون بحجة
الله البالغة ويرفعون الحجب عن بصيرة الإنسان ثم يتركونه يختار أما يفتح عينيه
ويتجه إلى النور وأما يغمض عينيه ويسدل على نفسه الحجاب ويتقوقع على نفسه في ظلمات
بعضها فوق بعض ( جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ
وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً ) (نوح: 7) .


واعظم
دليل على صدق الأنبياء هو سيرتهم المباركة وأخلاقهم الطيبة وكل إناء بالذي فيه
ينضح .


ومع
هذه السيرة الكريمة والمعجزات العظيمة التي جاء بها الأنبياء لم يعجز أهل الباطل
عن المعارضة بالمغالطة والسفسطة الشيطانية وخصوصاً علماء الضلالة بعد أن صبغوا
الناس بصبغتهم وهي تلك الصبغة الباطلة التي عارضوا بها صبغة الله سبحانه وهكذا
صنعوا لهم أرضية خصبة في المجتمع الإنساني لتقبل منهم كل شيء وتتابعهم في كل شيء
فزهد الأنبياء جنون ومعجزاتهم سحر وحكمتهم شعر .

الوارثين
مشترك جديد
مشترك جديد

عدد الرسائل : 29
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 16/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

وما ذنب الذي لم يصله قرآن ؟ Empty رد: وما ذنب الذي لم يصله قرآن ؟

مُساهمة من طرف الوارثين السبت 28 يونيو 2008 - 21:49

يتبع




إضاءات
من دعوة موسى



(
وَلَمَّا
بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي
الْمُحْسِنِينَ
)
(القصص:14)


ها
نحن ندخل مع موسى (ع) بعد أن آتاه الله الحكمة والعلم ، المدينة عاصمة فرعون التي
ملأها بالفساد والطغيان وقتل المؤمنين والاعتداء على الأعراض وتسخير المستضعفين
لخدمة آلته الإجرامية الضخمة ، وهاهو موسى يقترب من رجلين أحدهما مؤمن إسرائيلي
والآخر رجس من جنود فرعون يريد تسخيره وإذلاله والإسرائيلي يأبى الذل والمهانة
التي ضاق بها ذرعاً معظم بني إسرائيل ويبادر موسى (ع) فيقتل اللعين ويصفه من عمل
الشيطان وصنيعته وكما إن الشيطان عدو لله مضد لعباد الله بين لكل صاحب فطرة سليمة
،كذلك هذا اللعين الفرعوني ، وتبدأ معركة موسى (ع) مع فرعون وحزبه الشيطاني اللعين
. معركة غير متكافئة بالقياسات المادية .



فيخرج
موسى (ع) من المدينة خائفاً يترقب متوسلاً بالله أن ينجيه من القوم الظالمين لا
طلباً للحياة المادية التي هي سجن لأمثال موسى (ع) بل ليتسنى له حمل راية ( لا إله
إلا الله ) .



وموسى
هنا لم يحمل فأساً ليكسر صنم يمثل عقائد القوم الضالين بل حمل عليهم مباشرة وقتل أحدهم وحاول قتل الآخر وهذه الخطوة
اكثر تقدماً من سابقتها وبعد غيبة عشر
سنوات قضاها موسى (ع) في أحضان نبي عظيم هو شعيب (ع) عاد موسى (ع) إلى مصر وهذه
المرة يحمل رسالة إلى الطاغية فرعون ، رسالة حملها وهو في طريق العودة وحمل معها (
لا قوة إلا بالله ) قال له جبار السماوات والأرض (
وَمَا تِلْكَ
بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى
) (طـه:17) وسبحانه
وتعالى اعلم بما في يمين موسى ، عصا بحسب قياسات المحجوبين بالمادة ، لا يمكن إن
تكون سلاح يقاتل به موسى (ع) قوات فرعون المسلحة بأحدث أنواع الأسلحة في حينها
ولكن الله سبحانه وتعالى جعلها حية تسعى بقوته التي قامت بها السماوات والأرض وجعل
يد موسى بيضاء من غير سوء آية أخرى . ومع إن هذه الآيات عظيمة ولكن سلاح موسى لم
يكن العصا أو اليد البيضاء المعجزة بل إن سلاح موسى القوي الذي لا يقهر هو ( لا
قوة إلا بالله ) ولم تكن هذه الآيات بالنسبة لموسى أي ليرى من آيات ربه الكبرى .
ودخل موسى على الطاغية فرعون وهو يحمل في صدره ذلك المعنى العظيم ( لا قوة إلا
بالله ) ذلك المعنى الذي صير فرعون وهامان وجنودهما في عين موسى (ع) أخس من الذباب
بل لم يكونوا في الحقيقة شيئاً مذكورا ، وهتف موسى (ع) هارون (ع) في مجلس فرعون (
جِئْنَاكَ
بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى * إِنَّا قَدْ
أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى
) (طـه 47-48) واخذ الطاغية
يكابر ويجادل ، من ربكما ؟ … ما بال القرون الأولى ؟ … ثم اعرض اللعين (
قَالَ
أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى *
فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا
نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكَاناً سُوَىً
) (طـه 57-58) وتكبر فرعون وجنوده وحق عليهم العذاب فأُغرِقوا في بحر
آثامهم ليكونوا عبرة لفراعنة هذا الزمان وجنودهم ،فهل من معتبر قبل أن تحق الكلمة
.






واهم
ما يلاحظ من دعوة موسى (ع) أمور منها :-



1-
بدأ موسى (ع) بقتل أحد زبانية فرعون وهذا الموقف في غاية الشدة فالقتل والقتال
عادة يكون آخر وسيلة للدعوة ولنشر كلمة لا إله إلا الله فما الذي جعله هنا أول
خطوة ؟! والحقيقة هناك عدة أسباب منها:



أ) أن موسى كان في مواجهة طاغية متسلط على رقاب
الناس يقتل ويسلب وينهب ويستضعف أهل الأرض دونما رادع ، فكان عمل موسى المبارك
بقتل هذا الجندي الشيطاني طعنة نجلاء لفرعون وحزبه وجنوده ورادع عظيم لهم .



ب) كان لهذا العمل اثر عظيم في تشجيع بني
إسرائيل وتثويرهم على فرعون وجنوده وتهيئتهم للثورة المستقبلية التي قام بها موسى
(ع) بعد عودته.



ج) كان لهذه العملية أهمية في إظهار شخصية موسى
(ع) كثائر على ظلم فرعون وجنوده وتعريف بني إسرائيل أهمية هذا القائد العظيم الذي
سيقوم بتخليصهم من فرعون وجنوده فيما بعد .



د) كان لهذه العملية أهمية في دفع تهمة موالاة
فرعون لعنه الله عن موسى (ع) والتي تلبس بها عليه السلام لانه كان ربيب لفرعون
ويعيش في قصره .



2-
بعد دعوة موسى من مدين اتخذت الدعوة الى الحق شكلاً آخر هذه المرة باللين لعل
فرعون أو أحد أعوانه يتذكر أو جنوده أو يخشى الله سبحانه ويدين بدين يعقوب (ع)
ويوسف (ع) الذي كان عزيزاً ووزيراً لملكهم السابق والى هذه الفترة لم ياتي موسى
بالشريعة الناسخة لشريعة يعقوب (ع) وإسحاق وإبراهيم (ع) وهي الحنفية ،مع أنها كانت
محرفة ولا يعمل بها إلا بحسب أهواء وتخرصات علماء دين إسرائيل الشيطانية



3-
كانت هناك عقوبات إلهية وآيات ربانية رافقت دعوة موسى (ع) في مصر لعل فرعون وجنوده
أو المتكبرين من بني إسرائيل مثل قارون
يؤمن ومن هذه العقوبات هي ان ماءهم صار دماً وامتلأت أرضهم بالضفادع وكانوا يتوسلون
بموسى (ع) ليدعوا الله فيرفع عنهم العذاب ومع ذلك لم يؤمن لموسى إلا ذريه من قومه
ويا للأسف ويا للحسرة على العباد .



4-
في نهاية الدعوة كانت هناك هجرة موسى (ع) والذين آمنوا معه وخروجهم من مصر خائفين
من فرعون وملأه وحزبه وجنوده أن يتسلطوا عليهم ويؤذوهم ويقتلوهم فلما تراءت
الفئتان ظهر هذا الخوف المستشري في جماعة بني إسرائيل المؤمنة أيمان ضعيف متزلزل .
فقالوا إنا لمدركون من فرعون وجنوده ولكن موسى (ع) زجرهم ونبههم انهم مهاجرون الى
الله الواحد القهار قال كلا أن معي ربي سيهدين فنجا جماعة إسرائيل إكراماً لموسى
(ع) وألف عين لاجل عين تكرم ُ واغرق فرعون وجنوده فبعداً لهم






إضاءات
من دعوة عيسى (ع)



الحقيقة
إن دعوة عيسى (ع) هي من اعقد واصعب أنواع الدعوة إلى الله سبحانه وذلك لأنها كانت
في مجتمع المفروض انه مجتمع أيمان لم تتلوث عقائده بشرك وثني بين كما إن عيسى (ع)
كانت عليه مواجهة علماء واحبار بني إسرائيل المتمرسين بالكلام والجدل في العقائد
وغيرها من الأمور الدينية ولهذا امتازت دعوة عيسى بأمور منها :-



1-
الزهد في الدنيا : وكان ابرز مصداق لهذا الزهد هو عيسى (ع) وحواريه الأثنا عشر وكان هذا الزهد الذي بالغ عيسى (ع)
في إظهاره إلى الناس علاج لحالة الترف المستشرية في علماء بني إسرائيل الذين انسوا
الحياة تحت سلطة الكفار الرومان وأمسوا كالحيوانات في المعالف لا يهمهم إلا التقمم
والأكتراش وبهذا اظهر عيسى(ع) وحواريه لبني إسرائيل واليهود بل وللناس جميعا ما
يجب أن يكون عليه حال العالم الرباني العامل المخلص لله من الأعراض عن الدنيا
والإقبال على الآخرة وخصوصا في المجتمعات الإنسانية التي أنهكها التسلط الطاغوتي
ولم يبقى فيها للفقراء رغيف يقتاتون به بكرامة كما ولم يبقى لهم منهج فكري سليم
يستضيئون به بعد أن أغرقهم في الفساد الأخلاقي والاجتماعي ومن هنا كان زهد عيسى
وحواريه فضيحة أخزت علماء بني إسرائيل وأظهرت للناس الصراط المستقيم والمنهج
القويم الذي يجب أن يسلكه العالم الرباني والقائد الإلهي ليكون نورا يستضيء به
الناس ويقتدون به ومخلصا لهم من سلطة الطاغوت وقائدا الى الله الواحد القهار .



2-
الإخلاص في عبادة الله سبحانه : اليهود لم يكونوا يعبدون الأصنام عندما بعث عيسى
ولكنهم كانوا يدفعون الجزية لقيصر وكانوا يتابعون علماءهم في كل ما يشرعون لهم
ويقلدونهم تقليد أعمى (
اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ
وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا
أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ
عَمَّا يُشْرِكُونَ
) (التوبة:31) وهذه
الأعمال هي شرك بالله سبحانه وتعالى فهم لم يكتفوا بترك الجهاد ورفض تواجد قوات
الرومان الكافرة على الأرض المقدسة ارض الموحدين بل عملوا على تقوية دولة المحتل
والطاغوت وتثبيت سلطانه بدفع الجزية لقيصر الروم ليمسوا بهذا العمل عبدة طاغوت لا
موحدين يعبدون الله وان ادعوا ذلك ثم انهم تابعوا علماءهم عندما خالفوا شريعة
الأنبياء والأوصياء وهذا العمل عبادة للعلماء الضالين من دون الله سبحانه لان
العلماء الضالين يضعون رأيهم مقابل تشريع الله سبحانه ويطالبون الناس باتباعهم
ويوهمون الناس أن طاعتهم هي طاعة الله بينما في مثل هذه الحالة تكون طاعتهم طاعة
للشيطان لعنه الله وأخزاه ولهذا انبرى عيسى (ع) يعلم الناس ويبين لهم هذه الحقائق
الإلهية ويدعوهم للإخلاص في عبادة الله سبحانه وتعالى مرة وللكفر بالطاغوت
ومحاربته وهدم أركان دولته الاقتصادية والعسكرية والإعلامية مرة أخرى يدعوا عيسى
(ع) الناس للتمرد على علماء بني إسرائيل الذين نصّبوا أنفسهم للتشريع مقابل الله
سبحانه وتعالى ودعوا الناس لطاعتهم واقتفاء آثارهم فاضلوا الناس بعد أن كانوا هم
أنفسهم ضالين حيث جعلوا أنفسهم أربابا تعبد من دون الله سبحانه وتعالى .



3-
العدل والرحمة : بدون عدل ورحمة تمسي الحياة مظلمة ليس فيها إلا الحيف والجور
والقسوة والألم ، والطاغوت بلا عدل ولا رحمة فبالجور والغلظة والقسوة يبقى فرعون
ونمرود وقيصر وأمثالهم على كرسي الحكم ويسيطرون على دفة القيادة الشيطانية ليقودوا
اتباعهم ومن سار في ركبهم إلى هاوية جهنم ، ومن يتوقع من طاغية شيء من الرحمة
والعدل يكون كمن يريد أن يشم من جيفة أو نجاسة ريح طيبة ولهذا كان السلاح القوي
بيد الأنبياء (ع) هو العدل والرحمة وهكذا انطلق عيسى (ع) ينشر ويدعو للعدل والرحمة
في المجتمع العدل الذي ضيعه علماء بني إسرائيل عندما استأثروا بأموال الصدقات
واخذوا يشرعون وفق أهواءهم وتخرصاتهم العقلية الخرقاء والرحمة التي لم يعرفها
الناس في ظل الطاغوت ، وشملت رحمة عيسى (ع) حتى جبات الضرائب الذين يعملون لقيصر
بشكل مباشر فحاول استنقاذهم وتخليصهم من النهاية السوداء المظلمة التي تنتظرهم إذا
استمروا يسيرون في ركب قيصر .






إضاءات
من دعوة محمد



(صلى
الله عليه واله وسلم )



دعوة
محمد (ص) دعوة شمولية عامة فكأن فيها ما في دعوات جميع الأنبياء وزيادة وهذا
المعنى ورد في الحديث فما في التوراة والإنجيل والزبور كله في القرآن قال تعالى (
شَرَعَ
لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ
وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ
) (الشورى:13)


فنجد
الرسول (ص) وقف يقارع علماء ثلاث ديانات إلهية محرفة هي الحنفية والمسيحية
واليهودية ومن الواضح أن الوقوف بوجه عالم الهي منحرف سواء في العقيدة أو في
التشريع وفق هواه اصعب بكثير من الوقوف بوجه وثني أو ملحد لا يؤمن بوجود الله وذلك
لان العالم الإلهي الضال يتأول كلام الله وفق هواه ويرسم العقائد الإلهية وفق هواه
ويضع الحجج والمغالطات ليثبت إن باطله حق فصاحب الفتنة ملقى حجته كما قال (ص) (
كل
مفتتن ملقى حجته إلى انقضاء مدته فإذا انقضت أحرقته فتنته في النار ) اليعقوبي ج1 ص82 . ومن هنا أقول لو لم ينهض محمد (ص) بالدعوة
الإسلامية لما استطاع نبي غيره النهوض بها فتحمل بأبي وأمي ما لم يتحمله بشر غيره
وقام بالدعوة يقارع علماء الظلالة والطواغيت المتسلطين على الناس ، مرة بعلمه الذي
لم يتحمله غيره سوى علي (ع) بابه كما وصفه هو (
أنا مدينة العلم
وعلي بابها
) ومرة أخرى يقارعهم بالقوة التي استمدها من توكله على الله الذي لم يعرف له مثيل
وقف في الطائف ممتلئ بالألم على أحجار أدمت بدنه الشريف يناجي ربه بكلمات لاتزال
ترتعش قلوب المؤمنين عند سماعها وتفيض أعينهم من الدمع (
الهي إليك أشكو
ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس إلى من تكلني يارب المستضعفين وأنت ربي ،
إلى عدو ملكته أمري أم إلى بعيد فيتجهمني إن لم تكن غضبت علي فلا أبالي … ) محمد
(ص) لا يبالي عند ما يغري هؤلاء السفهاء صبيانهم ليرموه بالحجارة وتسيل من بدنه الدماء ويهان في سبيل الله ولا
يبالي إن كذبه الناس ولكنه يتألم عندما لا يؤمنون لانه يرى جهنم مستقرة في نهاية
الطريق الذي يسلكونه وهكذا نهض محمد (ص) مرة يدعو إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة
الحسنة ومرة يجادل بالتي هي احسن ومرة يقاتل الكفار والمنافقين ويغلظ عليهم ثلاثة
وعشرين سنة لم يعرف فيها رسول الله (ص) راحة ولا هوادة مواعظ وجدال وقتال ودعوة
إلى الله حتى النفس الأخير وفي أخر أيامه يخرج متكئاً على علي (ع) والعباس (ع)
ليحث الناس على القتال والخروج مع أسامة ابن زيد ، وفي نفس الوقت طاعة لربه وعبادة
بالغ فيها حتى خاطبه الجليل (
طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ
لِتَشْقَى
)
(طـه 1-2) وكرم وزهد في الدنيا حتى قال (ص) للمسلمين (( والذي
نفسي بيده لو كان لي مثل شجر تهامة نعماً لقسمته بينكم ثم لا تجدوني كذوبا ولا
جبانا ولا بخيلا )) ولم يأخذ من أموال الغنائم على كثرتها إلا القليل
والكفاف حتى اشتكت حفصة وعائشة لضيق المعيشة فنزلت آيات الاستبدال المعروفة في
القرآن وياليت لنا اليوم مسلمين يقتدون ولو بمعشار سيرة محمد (ص) أذن لظهر الإسلام
على الدين كله .



ودعوة
الرسول محمد (ص) فيها كل مافي دعوات الأنبياء السابقين فالدعوة بلين ورحمة ثم
الهجوم بشدة وقسوة ، تكسير الأصنام قتل أعداء الله توعدهم بالأذى الدنيوي والأخروي
،كان الرسول (ص) في غاية اللين والرحمة والرقة مع المؤمنين وفي غاية الشدة والغلظة
والقسوة مع الكافرين وهذا الميزان الحق الإلهي لا يمكن أن تحتمل تناقضته الظاهرية
إلا نفس عظيمة كنفس محمد (ص) نفس تحمل الجنة في يد والنار في اليد الأخرى لتعرضها
على الناس فتبشر المؤمنين وتنذر وتزجر وتهدد الكافرين (
وَبِالْحَقِّ
أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّراً
وَنَذِيراً
)
(الإسراء:105) وقال تعالى ( الْحَمْدُ
لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا
* قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ
الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً
) (الكهف 1-2)


واهم
ما امتازت به دعوة الرسول (ص) هي أنها خاتمة الرسالات الإلهية وان التبشير
والإنذار والوعد والوعيد الذي جاء به المرسلين آن وقت تنفيذه وان المنفذ هو من
ذرية الرسول (ص) وهو الأمام المهدي (ع) وبالتالي فقد اقترب الوعد الحق الذي وعده
الله سبحانه وتعالى لجميع الأنبياء والمرسلين واقترب يوم الوعد المعلوم الذي وُعد
به إبليس لعنه الله وانه يوم نهايته ، قال تعالى (
أَتَى أَمْرُ
اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ
) (النحل:1) وقال تعالى (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ
وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ
) (الأنبياء:1) وقال
تعالى (
اقْتَرَبَتِ
السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ* وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا
سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ
) (القمر 1-2) وأخيراً أقول أن في دعوات المرسلين الكثير الكثير الذي
يستفاده منه المؤمن ليصبح ولي من أولياء الإمام المهدي (ع) ولا يمسي عدو من أعداءه
، وفي دعوات المرسلين حق لابد للمؤمن الذي يريد نصرة الإمام المهدي (ع) أن يخوض
هيجاءه فمن عناء وبلاء وجهد وجهاد وقتل وقتال والآم ربما تتجاوز البدن إلى النفس
والروح ، إلى سخرية وتهكم واستهزاء ، الى الخذلان وقلة الناصر ، الآم والآم والآم
.



(
حَتَّى
يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ
نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ
)(البقرة: 214)

احمد الحسن


الوارثين
مشترك جديد
مشترك جديد

عدد الرسائل : 29
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 16/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى