منتديات أنصار الإمام المهدي ع


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات أنصار الإمام المهدي ع
منتديات أنصار الإمام المهدي ع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الإمام الحسين عليه السلام في مكة

اذهب الى الأسفل

الإمام الحسين عليه السلام في مكة Empty الإمام الحسين عليه السلام في مكة

مُساهمة من طرف النهضة الفاطمية الثلاثاء 17 يونيو 2008 - 2:03


بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما

الإمام الحسين عليه السلام في مكة

المفيد : ولما دخل الحسين مكة ، كان دخوله إياها ليلة الجمعة ، لثلاث مضين من شعبان ، دخلها وهو يقرأ : ( ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربى أن يهديني سواء السبيل ) ثم نزلها فأقبل أهلها يختلفون إليه ومن كان بها من المعتمرين أهل الآفاق ، وابن الزبير بها قد لزم جانب الكعبة ، وهو قائم يصلي عندها ويطوف ويأتي الحسين فيمن يأتيه ، فيأتيه اليومين المتواليين ، ويأتيه بين كل يومين مرة ، وهو أثقل خلق الله على ابن الزبير وقد عرف أن أهل الحجاز لا يبايعونه ما دام الحسين في البلد ، وأن الحسين أطوع في الناس منه وأجل .
الخوارزمي : ( قال ) الإمام أحمد بن أعثم الكوفي : ولما دخل الحسين مكة فرح به أهلها فرحا شديدا ، وجعلوا يختلفون إليه غدوة وعشية ، وكان قد نزل بأعلى مكة وضرب هناك فسطاطا ضخما ، ونزل عبد الله بن الزبير داره بقيقعان ، ثم تحول الحسين إلى دار العباس ، حوله إليها عبد الله بن عباس ، وكان أمير مكة من قبل يزيد يومئذ عمر بن سعد بن أبي وقاص ، فأقام الحسين مؤذنا يؤذن رافعا صوته فيصلي بالناس ، وهاب ابن سعد أن يميل الحجاج مع الحسين لما يرى من كثرة اختلاف الناس إليه من الآفاق ، فانحدر إلى المدينة وكتب بذلك إلى يزيد ، وكان الحسين أثقل خلق الله على عبد الله بن الزبير لأنه كان يطمع أن يتابعه أهل مكة ، فلما قدم الحسين اختلفوا إليه وصلوا معه ، ومع ذلك فقد كان عبد الله يختلف إليه بكرة وعشية ويصلي معه .

ابن أعثم : وأقام الحسين بمكة باقي شهر شعبان ورمضان وشوال وذي القعدة ، قال : وبمكة يومئذ عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، فأقبلا جميعا حتى دخلا على الحسين ، وقد عزما على أن ينصرفا إلى المدينة ، فقال له ابن عمر : أبا عبد الله ! رحمك الله ، اتق الله الذي إليه معادك ! فقد عرفت من عداوة أهل هذا البيت لكم ، وظلمهم إياكم ، وقد ولي الناس هذا الرجل يزيد بن معاوية ، ولست آمن أن يميل الناس إليه لمكان هذه الصفراء والبيضاء فيقتلونك ويهلك فيك بشر كثير ، فإني قد سمعت رسول الله وهو يقول : حسين مقتول ، ولئن قتلوه وخذلوه ولن ينصروه ليخذلهم الله إلى يوم القيامة ، وأنا أشير عليك أن تدخل في صلح ما دخل فيه الناس ، واصبر كما صبرت لمعاوية من قبل ، فلعل الله أن يحكم بينك وبين القوم الظالمين .
فقال له الحسين : أبا عبد الرحمن ! أنا أبايع يزيد وأدخل في صلحه ، وقد قال النبي فيه وفي أبيه ما قال ؟ ! فقال ابن عباس : صدقت أبا عبد الله ! قال النبى في حياته : ما لي وليزيد لا بارك الله في يزيد ! وإنه يقتل ولدي وولد ابنتي الحسين .
والذي نفسي بيده لا يقتل ولدي بين ظهراني قوم فلا يمنعونه إلا خالف الله بين قلوبهم وألسنتهم ! ثم بكى ابن عباس ، وبكى معه الحسين ، وقال : يا ابن عباس ! تعلم أني ابن بنت رسول الله ؟ فقال ابن عباس : أللهم نعم ، نعلم ونعرف أن ما في الدنيا أحد هو ابن بنت رسول الله غيرك ، وإن نصرك لفرض على هذه الأمة كفريضة الصلاة والزكاة التي لا يقدر أن يقبل أحدهما دون الأخرى . قال الحسين : يا ابن عباس ! فما تقول في قوم أخرجوا ابن بنت رسول الله من داره وقراره ومولده ، وحرم رسوله ، ومجاورة قبره ، ومولده ، ومسجده ، وموضع مهاجره ، فتركوه خائفا مرعوبا لا يستقر في قرار ، ولا يأوي في موطن ، يريدون في ذلك قتله وسفك دمه ، وهو لم يشرك بالله شيئا ، ولا اتخذ من دونه وليا ، ولم يتغير عما كان عليه رسول الله ! ؟ فقال ابن عباس : ما أقول فيهم إلا ( أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلوة إلا وهم كسالى ) ، ( يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا * مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد لهو سبيلا ) ، وعلى مثل هؤلاء تنزل البطشة الكبرى ، وأما أنت يا ابن بنت رسول الله ! فإنك رأس الفخار برسول الله وابن نظيرة البتول ، فلا تظن يا ابن بنت رسول الله ! أن الله غافل عما يعمل الظالمون ، وأنا أشهد أن من رغب عن مجاورتك وطمع في محاربتك ومحاربة نبيك محمد فما له من خلاق . فقال الحسين : اللهم اشهد ! فقال ابن عباس : جعلت فداك يا ابن بنت رسول الله ! كأنك تريدني إلى نفسك ؟ وتريد مني أن أنصرك ؟ والله [ الذي ] ، لا إله إلا هو ! إن لو ضربت بين يديك بسيفي هذا حتى انخلع جميعا من كفي ، لما كنت ممن أوفي من حقك عشر العشر ! وها أنا بين يديك مرني بأمرك .
فقال ابن عمر : مهلا ، ذرنا من هذا يا ابن عباس ! ثم أقبل ابن عمر على الحسين فقال : أبا عبد الله ! مهلا عما قد عزمت عليه ، وارجع من هنا إلى المدينة ، وادخل في صلح القوم ، ولا تغب عن وطنك وحرم جدك رسول الله ، ولا تجعل لهؤلاء الذين لا خلاق لهم على نفسك حجة وسبيلا ، وإن أحببت أن لا تبايع فأنت متروك حتى ترى برأيك ، فإن يزيد بن معاوية - لعنه الله - عسى أن لا يعيش إلا قليلا ، فيكفيك الله أمره .
فقال الحسين : أف لهذا الكلام أبدا ما دامت السماوات والأرض ! أسألك بالله يا عبد الله ! أنا عندك على خطأ من أمري هذا ؟ فإن كنت عندك على خطأ فردني فإني أخضع وأسمع وأطيع . فقال ابن عمر : أللهم لا ! ولم يكن الله تعالى يجعل ابن بنت رسوله على خطأ ، وليس مثلك من طهارته وصفوته من الرسول على مثل يزيد بن معاوية - لعنه الله - باسم الخلافة ، ولكن أخشى أن يضرب وجهك هذا الحسن الجميل بالسيوف ، وترى من هذه الأمة ما لا تحب ، فارجع معنا إلى المدينة ، وإن لم تحب أن تبايع فلا تبايع أبدا ، واقعد في منزل .
فقال الحسين : هيهات يا ابن عمر ! إن القوم لا يتركوني وإن أصابوني ، وإن لم يصيبوني فلا يزالون حتى أبايع وأنا كاره ، أو يقتلوني ، أما تعلم يا عبد الله ! أن من هوان هذه الدنيا على الله تعالى أنه أتى برأس يحيي بن زكريا إلى بغية من بغايا بني إسرائيل والرأس ينطق بالحجة عليهم ؟ ! أما تعلم أبا عبد الرحمن ! أن بني إسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس سبعين نبيا ثم يجلسون في أسواقهم يبيعون ويشترون كلهم كأنهم لم يصنعوا شيئا ، فلم يعجل الله عليهم ، ثم أخذهم بعد ذلك أخذ عزيز مقتدر ؛ اتق الله أبا عبد الرحمن ! ولا تدعن نصرتي واذكرني في صلاتك ، فوالذي بعث جدي محمدا بشيرا ونذيرا لو أن أباك عمر بن الخطاب أدرك زماني لنصرني كنصرته جدي ، وأقام من دوني قيامه بين يدي جدي ، يا ابن عمر ! فإن كان الخروج معي مما يصعب عليك ويثقل فأنت في أوسع العذر ، ولكن لا تتركن لي الدعاء في دبر كل صلاة ، واجلس عن القوم ، ولا تعجل بالبيعة لهم حتى تعلم إلى ما تؤول الأمور .
قال : ثم أقبل الحسين على عبد الله بن عباس ؛ فقال : يا ابن عباس ! إنك ابن عم والدي ، ولم تزل تأمر بالخير منذ عرفتك ، وكنت مع والدي تشير عليه بما فيه الرشاد ، وقد كان يستنصحك ويستشيرك فتشير عليه بالصواب ، فامض إلى المدينة في حفظ الله وكلائه ، ولا يخفى علي شىء من أخبارك ، فإني مستوطن هذا الحرم ، ومقيم فيه أبدا ما رأيت أهله يحبوني ، وينصروني ، فإذا هم خذلوني استبدلت بهم غيرهم ، واستعصمت بالكلمة التي قالها ابراهيم الخليل يوم ألقي في النار ( حسبي الله ونعم الوكيل ) فكانت النار عليه بردا وسلاما .
قال : فبكى ابن عباس وابن عمر في ذلك الوقت بكاء شديدا ، والحسين يبكي معهما ساعة ، ثم ودعهما وصار ابن عمر وابن عباس إلى المدينة ، وأقام الحسين بمكة قد لزم الصوم والصلاة .
ابن الأثير : روى ابن كثير : وأما الحسين وابن الزبير فإنهما قدما مكة فوجدا بها عمرو بن سعيد بن العاص فخافاه وقالا : إنا جئنا عواذا بهذا البيت .
المجلسي : روى الشهيد الثاني ؛ بإسناده ، عن ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن أبيه ، عن عبد الله بن سليمان النوفلي قال : كنت عند جعفر بن محمد الصادق ، قال : فقد حدثني محمد بن علي بن الحسين قال : لما تجهز الحسين إلى الكوفة أتاه ابن عباس فناشده الله والرحم أن يكون هو المقتول بالطف .
فقال : أنا أعرف بمصرعي منك ، وما وكدي من الدنيا إلا فراقها ، ألا أخبرك يا ابن عباس ! بحديث أمير المؤمنين والدنيا ؟ فقال له : بلى لعمري إني لأحب أن تحدثني بأمرها .
فقال أبي : قال علي بن الحسين : سمعت أبا عبد الله الحسين يقول : حدثني أمير المؤمنين قال : إني كنت بفدك في بعض حيطانها ، وقد صارت لفاطمة ، قال : فإذا أنا بامرأة قد هجمت علي وفي يدي مسحاة وأنا أعمل بها ، فلما نظرت إليها طار قلبي مما تداخلني من جمالها فشبهتها ببثينة بنت عامر الجمحي ، وكانت من أجمل نساء قريش ، فقالت : يا ابن أبي طالب هل لك أن تتزوج بي فأغنيك عن هذه المسحاة ، وأدلك على خزائن الأرض ، فيكون لك الملك ما بقيت ولعقبك من بعدك ؟ فقال لها : من أنت حتى أخطبك من أهلك ؟ فقالت : أنا الدنيا ، قال لها : فارجعي واطلبي زوجا غيري ، فلست من شأني .
وأقبلت على مسحاتي ، وأنشأت أقول :
لقد خاب من غرته دنيا دنية وما هي إن غرت قرونا بنائل
أتتنا على زي العزيز بثينة وزينتها في مثل تلك الشمائل

فقلت لها :
غري سواي فإنني عزوف عن الدنيا فلست بجاهل
وما أنا والدنيا فإن محمدا أحل صريعا بين تلك الجنادل
وهبها أتتنا بالكنوز ودرها وأموال قارون وملك القبائل
أليس جميعا للفناء مصيرنا ويطلب من خزانها بالطوائل
فغري سواي إنني غير راغب بما فيك من ملك وعز ونائل
فقد قنعت نفسي بما قدر زقته فشأنك يا دنيا ! وأهل الغوائل
فإني أخاف الله يوم لقائه وأخشى عذابا دائما غير زائل

والحمد لله وحده وحده وحده

النهضة الفاطمية
النهضة الفاطمية
انصاري
انصاري

عدد الرسائل : 244
العمر : 36
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى