منتديات أنصار الإمام المهدي ع


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات أنصار الإمام المهدي ع
منتديات أنصار الإمام المهدي ع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بعد وفاة النبي محمد (ص)

اذهب الى الأسفل

بعد وفاة النبي محمد (ص) Empty بعد وفاة النبي محمد (ص)

مُساهمة من طرف النهضة الفاطمية الأحد 15 يونيو 2008 - 15:53


بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما

بعد وفاة النبي


قال تعالى : (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) آل عمران:144 .
خير من يصف ما حدث بعد وفاة النبي (ص) هي الزهراء (ع) ، اقرب الخلق إلى رسول الله (ص) ، حيث قالت في خطبتها في مسجد النبي (ص) بعد وفاته :-
(… فلما اختار الله لنبيه دار أنبيائه ، ومأوى اصفيائه ، ظهر فيكم حسكة النفاق ، وسمل جلباب الدين ، ونطق كاظم الغاوين ، ونبغ خامل الاقلين ، وهدر فنيق المبطلين ، فخطر في عرصاتكم ، واطلع الشيطان رأسه من مغرزه هاتفا بكم ، فألفاكم لدعوته مستجيبين ، وللعزة فيه ملاحظين ، ثم استنهضكم فوجدكم خفافا ، واحشمكم فألفاكم غضابا ، فوسمتم غير ابلكم ووردتم غير مشربكم ، هذا والعهد قريب والكلم رحيب ، والجرح لما يندمل والرسول (ص) لما يقبر ، ابتداراً زعمتم خوف الفتنة ، ألا في الفتنة سقطوا وان جهنم لمحيطة بالكافرين)
ولما جاءت نساء المهاجرين والأنصار لعيادتها ، قلن لها كيف أصبحت عن علتك فقالت :-
(أصبحت والله عائفة لدنياكم قالية لرجالكم ، لفظتهم قبل أن عجمتهم وشنئتهم بعد أن سبرتهم ، فقبحاً لفلول الحد ، وخور القناة ، وخطل الرأي ، وبئس ما قدمت لهم أنفسهم ، أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُون لا جرم لقد قلدتم ربقتها ، وشننت عليهم غارها فجدعاً وعقراً وسحقاً للقوم الظالمين ، ويحهم أنى زحزحوها عن رواسي الرسالة ، وقواعد النبوة ، ومهبط الوحي الأمين ، والطبين بأمر الدنيا والدين ، ألا ذلك هو الخسران المبين . وما نقموا من ابي الحسن ، نقموا والله منه نكير سيفه ، وشدة وطأته ، ونكال وقعته ، وتنمره في ذات الله عز وجل . والله لو تكافوا عن زمام نبذه رسول الله (ص) إليه لاعتلقه ، ولسار بهم سيراً سجحا ، لا يكلم خشاشه ، ولا يتعتع راكبه ، ولا وردهم منهلاً نميراً فضفاضاً ، تطفح ضفتاه . ولا صدرهم بطاناً قد تحير بهم الري غير متحل منه بطائل ، إلا بغمر الماء وردعة شررة الساغب ، ولفتحت عليهم بركات من السماء والأرض، وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون .
ألا هلم فاسمع ، وما عشت أراك الدهر العجب ، وأن تعجب فقد أعجبك الحادث . إلى أي سناد استندوا ، وبأي عروة تمسكوا ، استبدلوا الذنابي والله بالقوادم ، والعجز بالكاهل . فرغما لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ، ألا إنهم هم المفسدون ، ولكن لا يشعرون ، أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ ، أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى . فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ .
أما لعمر الهك لقد لقحت ، فنظره ريثما تنتج ، ثم احتلبوا طلاع القعب دما عبيطا ، وذعافا ممقرا ، هنالك يخسر المبطلون ، ويعرف التالون غبا ما سن الاولون ، ثم طيبوا عن أنفسكم أنفساً ، وطامنوا للفتنة جأشا ً، وأبشروا بسيف صارم ، وهرج شامل ، واستبداد من الظالمين ، يدع فيئكم زهيداً ، وزرعكم حصيداً . فيا حسرتي لكم ، وأنى بكم ، وقد عميت قلوبكم عليكم ، أنلزمكموها وانتم لها كارهون )
وهكذا قُدم المؤخر ، وأُخر المقدم بعد وفاة النبي (ص) . واستولى أبو بكر وعمر وأشياعهم على السلطة ، ونُحي وصي رسول الله (ص) علي ابن ابي طالب (ع) وأوذي هو والزهراء (ع) ، وماتت (ع) اثر اقتحام عمر وجماعة من المنافقين دارها ، لإجبار الإمام علي (ع) على مبايعة ابي بكر وضربها بالسوط وضغطها بين الحائط والباب ، حتى كسر ظلعها ، ونبت المسمار في صدرها ، واسقط جنينها . ووردت على أبيها مظلومة ، مقهورة من قوم كانوا يسمعون النبي (ص) يقول ما معناه :
( أن الله يغضب لغضب فاطمة ) .
فتعسا للقوم لما انتهكوا من حرم الله ، واستخفوا بخيرة خلقه :
(مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ ) البقرة : 17 .
هذا والنبي (ص) لم يترك المسلمين في حياته دون أن يوجههم إلى القيادة من بعده ، والى الأوصياء من ولده (ع) ، حيث أمره الله سبحانه بذلك . ولكن لابد من الفتـنة للتمحيص ، ولابد من السامري ، ولابد من العجل . قال تعالى :
(أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ * أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) العنكبوت 2-4 .
واني لما أردت أن اختار بعض الروايات عن النبي (ص) الدالة على انه ارشد المسلمين إلى الصراط المستقيم ، والى الأوصياء من بعده وخلفاء الله في أرضه احترت ، أيها اختار لكثرتها ، سواء في كتب الشيعة أو السنة .
وأني وان اقتصرت على القليل منها ، ولكني اسأل الله أن يجعل فيها نصر للدين ، ونفع للمسلمين وتأييد للمؤمنين :-
روى الحافظ محب الدين احمد الطبري وهو من علماء السنة ومحدثيهم في كتاب ذخائر العقبي في مناقب ذوي القربى عن انس قال كان عند النبي (ص) طير فقال : (اللهم ائتني بأحب خلقك إليك ليأكل معي هذا الطير فجاء علي ابن ابي طالب فأكل معه ) .
وعن معاذه الغفارية قالت دخلت على النبي (ص) في بيت عائشة وعلي خارج من عنده فسمعته يقول :- (يا عائشة أن هذا احب الرجال إليَّ وأكرمهم عليّ فاعرفي له حقه واكرمي مثواه ) .
وعن البراء ابن عازب قال : قال النبي (ص) :- (علي مني بمنزلة رأسي من جسدي) .
وعن المطلب ابن عبد الله ابن حنطب قال : قال رسول الله (ص) لوفد ثقيف حين جاءوا :- ( لتسلمن أو لابعثن عليكم رجلا مني - أو قال مثل نفسي . ليضربن أعناقكم وليسبين ذراريكم ، وليأخذن أموالكم . قال عمر فوالله ما تمنيت الامارة إلا يومئذ ، إذ فجعلت انصب صدري رجاء أن يقول هو هذا . قال فالتفتَ إلى علي فاخذَ بيدهِ وقال هو هذا ، هو هذا) .
وعن انس ابن مالك قال قال رسول الله (ص) :- ( ما من نبي إلا وله نظير في أمته وعلي نظيري ) .
وعن ابي أيوب قال قال رسول الله (ص) :- (لقد صلت الملائكة عليَّ وعلى علي ، لانا كنا نصلي ليس معنا أحد يصلي غيرنا)
وعن أبي ذر قال : قال رسول الله (ص) :- (لما اسري بي مررت بملك جالس على سرير من نور ، وإحدى رجليه في المشرق والأخرى في المغرب ، وبين يديه لوح ينظر فيه والدنيا كلها بين عينيه والخلق بين ركبتيه ، ويده تبلغ المشرق والمغرب فقلت يا جبريل: من هذا فقال هذا عزرائيل تقدم فسلم عليه ، فتقدمت فسلمت عليه فقال وعليك السلام يا احمد ما فعل ابن عمك علي . فقلت هل تعرف ابن عمي علياً قال وكيف لا اعرفه ، وقد وكلني الله بقبض أرواح الخلائق ما خلا روحك وروح ابن عمك علي ابن ابي طالب فان الله يتوفاكما بمشيئته )
وعن أم سلمه عن رسول الله (ص) قال :- (من احب عليا فقد احبني ومن احبني فقد احب الله ، ومن ابغض عليا فقد ابغضني ، ومن ابغضني فقد ابغض الله عز وجل ) .
وعن ابن عباس قال : (كنت أنا والعباس جالسين عند رسول الله (ص) إذ دخل علي ابن ابي طالب (ع) فسلم رد عليه رسول الله (ص) السلام وقام اليه وعانقه وقبله بين عينيه واجلسه عن يمينه . قال العباس يا رسول الله أتحب هذا فقال رسول الله ياعم والله : الله اشد حبا له مني ، أن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه وجعل ذريتي في صلب هذا ) .
وعن عمران ابن حصين عن النبي (ص) قال :- (أن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي) .
وعن ابي رافع قال لما قتل علي أصحاب الالويه يوم أحد قال جبريل (ع) يا رسول الله أن هذه لهي المواساة فقال النبي (ص) (انه مني وأنا منه) فقال جبريل (وأنا منكما يا رسول الله ) .
وعن أبي الخميس قال قال رسول الله (ص) :- (أُسري بي إلى السماء فنظرت إلى ساقي العرش الأيمن فرأيت كتابا فهمته محمد رسول الله أيدته بعلي ونصرته به) .
أخرجه الملا في سيرته وعن بريده عنه (ص) (لكل نبي وصي ووارث وان عليا وصيي ووارثي)
وعلق عليه الطبري واستدل بروايات أن المقصود بالوصاية هي أن النبي أوصي أن يلي غسله علي (ع) . وان تعجب فمن هؤلاء القوم ، يروون كل هذه الروايات ثم يميلون يمينا وشمالا .
وروي عن انس قال كنت عند النبي (ص) فرأى عليا مقبلا فقال :- (يا انس قلت لبيك قال هذا المقبل حجتي على أمتي يوم القيامة ) .
وعن البراء ابن عازب قال كنا عند النبي (ص) في سفر فنزلنا في غدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله (ص) تحت شجرة فصلى الظهر واخذ بيد علي وقال (ألستم تعلمون أنى أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا : بلى فاخذ بيد علي وقال : اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعادي من عاداه) ، قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال: هنيئا لك يابن ابي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنه) .
وفي مناقب زاد عليه (وانصر من نصره واحب من احبه) وهذا هو حديث الغدير اشهر من نار على علم ومتواتر عن الفريقين ولكن القوم ياولون الولاية مع أن رسول الله (ص) قرن ولاية علي بولايته (ص) وولايته (ص) بولاية الله سبحانه وروى الطبري عن عمر انه : (قال لرجل ويحك ما تدري من هذا ، هذا مولاي ومولى كل مؤمن ومن لم يكن مولاه فليس بمؤمن ) .
وليت شعري إذا كنت تعترف انه سيدك ومولاك فلماذا غصبتم حقه أنت وصاحبك ، وأردت إحراق داره ، بل تآمرتم على قتله أحسداً ، كحسد السامري لهارون (ع) ، وتكبرا كتكبر إبليس على آدم (ع) ؟!
وليت شعري من علم إبليس التكبر ، ومن أغواه وروى الطبري عن سعد ابن ابي وقاص أن النبي (ص) قال لعلي ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي ) .
وهذا الحديث اشهر من نار على علم أقول إذا كنتم ترون انه كهارون من موسى فهل عميت عليكم مكانة هارون من موسى أليس القرآن يهتف بكم أن هارون خليفة موسى ،(وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ) الأعراف:142.
فوالله أن وصايته ووصاية ولده من بعده وخلافتهم لرسول الله (ص) أبين من الشمس في ما يروي السنة عن رسول الله (ص) فضلا عما يروي الشيعة وما يصرح به القرآن في آيات كثيرة بل أن ذكرهم موجود حتى في التوراة والإنجيل الموجودة حاليا ، وان حاول اليهود والنصارى طمس ذكرهم في ما مضى كما حاول ويحاول اليوم بعض المسلمين مع الأسف الشديد مع أن القرآن أوصى بهم ورسول الله (ص) أوصى بهم . ولكن يا قومي أن الزمكموها وانتم لها كارهون . فانتظروا انا منتظرون ، ومن أراد المزيد في كتب السنة فعليه مراجعة ذخائر العقبى للطبري وينابيع المودة وفرائد السمطين وسنن الترمذي ومسند احمد والمناقب ومطالب السؤال للشافعي ومسند البخاري ومسند مسلم أو ما يسمونهما بالصحيحين وسنن ابي داوود والنسائي وابن ماجه والحاكم النيسابوري وكفاية الطالب وغيرها .
وروى العلامة الفقيه محمد بن علي بن عثمان الكراجي (رحمه الله) وهو من صدور علماء الشيعة الاماميه ومن معاصري الشيخ المحقق الطوسي (رحمه الله) وهو عند علماء الشيعة في الطبقة العليا من الاعتبار ، واختياراته من الطراز الأول كما قيل عنه وفي كتابه الاستنصار . قال: اخبرني الشيخ المفيد وذكر السند إلى ابي جعفر الثاني (ع) عن آبائه عن أمير المؤمنين قال : قال رسول الله (ص)( آمنو بليلة القدر فانه ينزل فيها أمر السنة وان لذلك الأمر ولاة من بعدي علي ابن ابي طالب وأحد عشر من ولده (ع) ) .
وبإسناد عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (ع) عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال رسول الله (ص) :- (تمسكوا بليلة القدر فإنها تكون بعدي لعلي ابن ابي طالب واحد عشر من ولده بعده (ع) ) .
وعن ابي جعفر الأول أي الباقر (ع) عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله ( ص) ( أنى واثنا عشر من أهل بيتي أولهم علي ابن ابي طالب أوتاد الأرض التي امسكها الله بها أن تسيخ بأهلها فإذا ذهبت الأثنا عشر من أهلي ساخت الأرض بأهلها ولم تنظروا)
وعن ابي جعفر (ع) قال قال رسول الله (ص) : ( من أهل بيتي أثنا عشر نقيبا (ع) محدثون مفهمون منهم القائم بالحق يملئها عدلاً كما ملئت جوراً)
وعن أبي عبد الله (ع) عن آبائه قال قال رسول الله (ص) (أن الله اختار من الأيام يوم الجمعة ومن الشهور شهر رمضان ومن الليالي ليلة القدر واختار من الناس الأنبياء واختار من الأنبياء الرسل واختارني من الرسل واختار مني علياً واختار من علي الحسن والحسين (ع) واختار من الحسين الأوصياء وهم تسعه من ولد الحسين ينفون من هذا الدين تحريف الغالّيين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين تاسعهم ظاهرهم ناطقهم قائمهم وهو أفضلهم) . وما رواه الصادق (ع) عن آبائه عن رسول الله (ص) قال (ابشروا ثم ابشروا ثم ابشروا ثلاث مرات . إنما مثل أمتي كمثل غيث لا يدرى أوله خير أم آخره ، إنما مثل أمتي كمثل حديقة أطعم منها فوجاً ما لعل آخرها فوجاً يكون اعرضها بحراً واعمقها طولاً واطولها فرعاً واحسنها جنى وكيف تهلك أمه أنا فيها أولها واثنا عشر من ولدي من السعداء أولي الألباب والمسيح أبن مريم آخرها ولكن يهلك بين ذلك نتج الهرج ليس مني ولست منه )
وجعل النبي (ص) علي (ع) مع ولده لأنه رباه ونشأه ، وروى العلامة أبن عياش رحمه الله في كتابه مقتضب الاثر بإسناده إلى سلمان الفارسي قال :- ( كنا مع رسول الله (ص) والحسين بن علي (ع) على فخذه إذ تفرس في وجهه وقال له :- (يا أبا عبد الله أنت سيد من السادة وأنت أمام أبن أمام أخو أمام أبو أئمة تسعه تاسعهم قائمهم أمامهم أعلمهم أحكمهم أفضلهم) .
والادله على إمامة علي (ع) وولده الأحد عشر ، وخلافتهم لرسول الله (ص) كثيرة جداً ، ولعل أعظمها هو سورة (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) . فهذه السورة دالة على أن الملائكة والروح تتـنـزل بالأمر بعد النبي (ص) على خلفاءه المعصومين ، وإلا لقيل بمضيها مع النبي (ص) مع أن المسلمين مجمعين على بقائها وهاهم يطلبونها في العشر الأواخر من شهر رمضان كل عام ، ومن ابى إلا العناد فليقل : عنـزه ولو طارت .
قال الإمام الباقر (ع) :- (يا معشر الشيعة خاصموا بسورة (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) تفلحوا . فوالله إنها لحجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول الله (ص) ، وإنها لسيدة دينكم ، وإنها لغاية علمنا يا معشر الشيعة . يا معشر الشيعة خاصموا بـ ( حـم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ) فإنها لولاة الأمر خاصة بعد رسول الله (ص) … ) .
وعن الصادق (ع) عن آبائه عن النبي (ص) قال (لما اسري بي أوحى ألي ربي جل جلاله وساق الحديث إلى أن قال (فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار علي وفاطمة والحسن والحسين وعلي ابن الحسين ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والحجة ابن الحسن القائم في وسطهم كأنه كوكب دري قلت يا رب من هؤلاء ؟ قال هؤلاء الأئمة ، وهذا القائم الذي يحل حلالي ويحرم حرامي ، وبه أنتقم من أعدائي . وهو راحه لأوليائي وهو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين ، فيخرج اللات والعزى (أي الأول والثاني) طريّين فيحرقهما ، فلفتنة الناس بهما يومئذ اشد من فتنة العجل والسامري ) .
وروى الصدوق في إكمال الدين وعيون أخبار الرضا (ع) معاً قال عن أبي وابن الوليد معاً واسند الحديث إلى الأمام الصادق عن الأمام الباقر (ع) عن جابر بن عبد الله الأنصاري انه رأى في يد فاطمة (ع) لوح أهداه الله عز وجل إلى الرسول (ص) وأعطاه الرسول (ص) لفاطمة (ع) مكتوب فيه :
( بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز العليم لمحمد نوره وسفيره وحجابه ووليه ، نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين .
عظم يا محمد أسمائي واشكر نعمائي ، ولا تجحد آلائي . إني أنا الله لا اله إلا أنا قاصم الجبارين ، ومذل الظالمين وديان (يوم) الدين ، إني أنا الله لا اله إلا أنا فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي (وعذابي) عذبته عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين ، فإياي فاعبد وعلي فتوكل ،أني لم ابعث نبياً فأكملت أيامه وانقضت مدته ألا جعلت له وصياً ، وأني فضلتك على الأنبياء ، وفضلت وصيك على الأوصياء ، وأكرمتك بشبليك بعده وسبطيك حسن وحسين (الحسن والحسين) فجعلت حسناً معدن علمي ، بعد انقضاء مدة أبيه ، وجعلت حسيناً خازن وحيي ، وأكرمته بالشهادة وختمت له بالسعادة ، فهو أفضل من أستشهد ، وأرفع الشهداء درجه (عندي) جعلت كلمتي التامة معه ، والحجة البالغة عنده . بعترته أثيب وأعاقب .
أولهم علي سيد العابدين ، وزين أولياء الماضين . وأبنه شبيه جده المحمود محمد الباقر لعلمي ، والمعدن لحكمي . سيهلك المرتابون في جعفر ، الراد عليه كالراد علي ، حق القول مني لأكرمن مثوى جعفر ، ولأسرنه في أشياعه وأنصاره وأوليائه . أنتجبت بعده موسى ، وأنتجبت بعده فتنة عمياء حندس لأنه خيط فرضي لا ينقطع (لان حفظه فرض لا ينقطع) ، وحجتي لا تخفى ، وان أوليائي لا يشقون ، ألا ومن جحد واحد منهم ، فقد جحد نعمتي ، ومن غير آية من كتابي فقد افترى علي ، وويل للمفترين الجاحدين . عند انقضاء مدة عبدي موسى ، وحبيبي و خيرتي ، أن المكذب بالثامن مكذب بكل أوليائي ، وعلي وليي وناصري ، ومن أضع عليه أعباء النبوة وأمنحه بالاضطلاع بها ، يقتله عفريت مستكبر ، يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح ، إلى جنب شر خلقي . حق القول مني لأقرن عينه بمحمد أبنه ، وخليفته من بعده ، فهو وارث علمي ، ومعدن حكمي ، وموضع سري ، وحجتي على خلقي (لا يؤمن عبد به إلا) جعلت الجنة مثواه ، وشفعته في سبعين (ألفا) من أهله بيته ، كلهم قد استوجبوا النار ، واختم بالسعادة لأبنه علي ، ولييّ وناصري ، والشاهد في خلقي ، وأميني على وحيي ، اخرج منه الداعي إلى سبيلي ، والخازن لعلمي الحسن ، ثم اكمل ذلك بابنه رحمة العالمين ، عليه كمال موسى ، وبهاء عيسى ، وصبر أيوب .


يتبـــــــــــــــــــــــــــــــع
النهضة الفاطمية
النهضة الفاطمية
انصاري
انصاري

عدد الرسائل : 244
العمر : 35
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

بعد وفاة النبي محمد (ص) Empty رد: بعد وفاة النبي محمد (ص)

مُساهمة من طرف النهضة الفاطمية الأحد 15 يونيو 2008 - 15:54



سيذلّ أوليائي في زمانه ، ويتهادون رؤوسهم ، كما تتهادى رؤوس الترك والديلم ، فيقتلون ويحرقون ، ويكونون خائفين مرعوبين وجلين ، تصبغ الأرض بدمائهم ، ويفشوا الويل والرنين في نسائهم ، أولئك أوليائي حقاً ، بهم ادفع (وارفع) كل فتنه عمياء حندس ، وبهم اكشف الزلازل ، وادفع الآثار والأغلال . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمه وأولئك هم المهتدون ) .
قال عبد الرحمن ابن سالم قال أبو بصير :- (لو لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك فصنه إلا عن أهله ) .
وروي مثله عن رسول الله (ص) بخط أمير المؤمنين في البحار . ( )
ومع كل ما سمع الصحابة ، وما رووا عن النبي (ص) ومواقفه مع علي (ع) وتأكيد (ص) على اتباعه ، واتباع ولده الأحد عشر الأوصياء من بعده . فان معظم المسلمين اختاروا اتباع أئمة الضلال ، ووقعوا في (فتنه العجل) ، واتبعوا السامري وفعلوا مع علي (ع) عند وفاة النبي كما فعل بنو إسرائيل مع هارون (ع) عند غيبة موسى وهكذا حدثت الردة التي حذرهم الله من الوقوع فيها . قال تعالى (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) آل عمران:144، وانقلب القوم على أعقابهم إلا نفر قليل من أصحاب النبي هم عمار وابو ذر والمقداد وسلمان . ثم اخذ كثير من الصحابة بالرجوع إلى الحق والى موالاة علي (ع) بعد أن خذلوه ولم ينصروا حقه في البداية . وبعد أن رأوا الظلم الذي اخذ يتزايد يوم بعد يوم نتيجة لتسلط الجبت والطاغوت على دفة القيادة وخلافة النبي (ص) . وبدأت دواوين التميز في العطاء من بيت المال حتى وصل الأمر الى أن يعطي عثمان خمس أرمينيا لمروان ابن الحكم ومعاوية الطليق عدو الإسلام ، يصبح والي بلاد الشام في عهد عمر ، ويتحكم بابي ذر (ع) ويهينه ويؤذيه ويطرده من بلاد الشام ، بعد أن فضح أبو ذر ترف معاوية واستيلاءه على أموال المسلمين ، واخيراً يجهز عثمان على ابي ذر (ع) بنفيه إلى (الربذة) وتركه يموت فيها وحيدا مقهورا يعاني الفقر والجوع . في حين أن تركة عبد الرحمن ابن عوف من الذهب تكسر بالفؤوس ، وطلحه وعثمان وسعد وغيرهم يملكون الكثير الكثير ، وان لم اقل جميعه فمعظمه من بيت مال المسلمين . ومن أراد المزيد فليراجع تاريخ القوم في كتب التاريخ ولو سألنا أبا ذر (ع) لماذا كل هذه الآلام والمصائب في حياتك يا أبا ذر ؟
لقال ما معناه : قال لي حبيبي رسول الله (ص) قل الحق يا أبا ذر وقد قلت الحق وما أبقى لي الحق من خليل . طوبى لك يا أبا ذر فقد ذل سجانك وما قتلوك ولكن قتلتهم ، وهم ماتوا في حياتهم وأنت الى اليوم حي في قلوب المؤمنين ، بل أنت معنا ومثل أعلى في قلب كل إنسان حر شريف يطالب بحقوق الفقراء والمساكين والمستضعفين أينما كان .
ويكفيك قول سيد الموحدين بعد رسول الله (ص) علي ابن ابي طالب (ع) :-
(يا أبا ذر أنك غضبت لله فارج من غضبت له . أن القوم خافوك على دنياهم ، وخفتهم على دينك فاترك في أيديهم ما خافوك عليه ، واهرب بما خفتهم عليه ، فما أحوجهم الى ما منعتهم ، وما أغناك عما منعوك ، وستعلم من الرابح غداً ، والأكثر حسداً . ولو إن السماوات والأرض كانتا على عبد رتقاً ثم أتقى الله ، لجعل الله له منهما مخرجا ، لا يؤنسنك إلا الحق ، ولا يوحشنك إلا الباطل ، فلو قبلت دنياهم ولأحبوك ولو قرضت منها لأمنوك ) .
وقبل هذه الحادثة حوادث ومصائب نالت من الإسلام والمسلمين ، فابو بكر يرسل خالد ابن العتل الزنيم ليقتل مالك ابن نويره (رضي الله عنه) ويعتدي على زوجته في نفس الليلة التي قتله فيها . لماذا ؟ لان مالك رفض أن يدفع زكاة أموال بني تميم البطاح لابي بكر لانه مغتصب لخلافة رسول الله ، من صاحبها الذي يعرفه المسلمون ، ورأوا وسمعوا رسول (ص) الله (ص) نصبه خليفة له في (غدير خم) وفي غيره من المناسبات ، وهو علي ابن ابي طالب والعجيب أن عباس محمود العقاد يمر على قول مالك ابن نويره :
فقلت خذوا أموالكم غير نـــــــــاظر
ولا خــــائف فيما يجيء من الغد
فان قام بالأمر المخوف قائــــــــــــم
منعنا وقلنا الدين ديـــــــن محمد
فيقول : (اغلب الظن انه بدد ما جمع من الصدقات في حياته وملاهيه ثم ليم في ذلك فاجاب لائميه بهذه الأبيات )
وليت شعري كيف قرأت هذه الأبيات ، وفهمت هذا المعنى ‍؟‍‍ والحال أن الرجل يقول خذوا أموالكم أي انه أعادها لهم ، ثم بعد ذلك يحاول العقاد أن يجعل جريمة (قتل مالك ابن نويره) ، و (الاعتداء على زوجته) غامضة لا يتضح فيها جرم ابي بكر وخالد ابن العتل الزنيم ، ليجعل بعد ذلك خالد ابن الوليد عبقريا فذا ، شغله الجهاد عن حفظ سورة واحدة من القرآن يقرأها في صلاته عندما يأم المسلمين ، ما هكذا الأنصاف يا عقاد . ( وما هكذا ياسعد تورد الإبل ) .
فحسبنا الله ونعم الوكيل ، وسيعلم الذين يحملون الناس على أكتاف آل محمد أي منقلب ينقلبون ، والعاقبه للمتقين، وعلى كل حال فالخطب جليل بعد وفاة النبي (ص) والممارسات غير المشروعة والظالمة كثيرة جداً ، ويكفي حادثة (مالك ابن نويره) لمن ألقى السمع وهو شهيد ، وقد انتهكت فيها دماء وأموال وأعراض المسلمين فهل بقي شيء؟!
ولسائل أن يسأل : لماذا لم يرفع علي ابن ابي طالب سيفه ؟ ، ولماذا طلب منه رسول الله (ص) أن يصبر على الظلم من بعده ؟! .
ومع أن الاجابه فيما قدمت من البحث وفي قول أمير المؤمنين :-
( فان أقل يقولوا حرص على الملك وإن أسكت يقولوا جزع من الموت هيهات بعد اللتيا والتي والله لابن ابي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه بل أندمجت على مكنون علم لو بحت به لاضطربتم اضطراب الارشيه في الطوى البعيدة)
ولكن لا باس من التوضيح قليلا واذكر هنا سببين :-
الأول :ان الإسلام لم يترسخ في نفوس الناس ، فإسلامهم ظاهري ، وليس إيمان حقيقي راسخ ، لا يخشى على أهله من الارتداد ، فحالهم كحال التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً ، إلا القليل منهم قال تعالى : (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا ) الحجرات 14 .
وقال تعالى : (وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيراً) الأحزاب:14.
وفي القرآن آيات كثيرة دالة على أن حال كثير من المسلمين متزلزل ومع وجود المنافقين ، لك أن تعرف النتيجة ، وعلى هذا فعلى الوصي أن يرضى بالظاهر ، ويصبر كما رضي رسول الله (ص) بالظاهر وصبر على المنافقين ، ومن يستمع لكلامهم . وإلا فسيهدم هذا البناء الذي اجهد رسول الله (ص) ووصيه (ع) اكثر من عشرين سنة لتشييده . فالفائدة العظيمة المرجوة من هذا الدين ، وهي تمام نور الله في أرضه ، وعبادة أهل الأرض لله ونشر كلمة (لا إله إلا الله) ، ورفع راية (الله اكبر) على كل بقعه في الأرض لن تحقق في زمن النبي (ص) أو الوصي ، بل في زمن خاتم الأوصياء المهدي (ع) وهذه سنه ألهيه في الأمم السابقة ، فقد أُرسل موسى إلى قوم من بني إسرائيل وعبروا معه البحر ، ولكن في صحراء سيناء تمردوا عليه ورفضوا قتال الجبابرة .
قال تعالى ( قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَداً مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) المائدة:24 ، وبالتالي رفضوا حمل كلمة لا اله إلا الله إلى الناس ، وعاقبهم الله سبحانه وتعالى بالتيه في صحراء سيناء أربعين سنة . وكان نتيجة هذا التيه العقوبة الإصلاحية ، خروج أمة ربانية صالحة ، وهم أبناء هؤلاء الفاسقين وأحفادهم ، وقد حملوا كلمة لا اله إلا الله مع يوشع بن نون - وصي موسى (ع) ، وقاتلوا الجبابرة والطواغيت ونصروا دين الله في أرضه ، أذن فالنتيجة المرجوة من هذه الامة هي في آخر الزمان ، أي في زمن ظهور المهدي (ع) ونرجوا من الله أن يكون زماننا كما يدل عليه كثير من الروايات ، والله اعلم . وقد مر فيما سبق عن رسول الله (ص) قال ( … إنما مثل أمتي كمثل حديقة أطعم منها فوجاً ما لعل أخرها فوجاً يكون أعرضها بحراً وأعمقها طولاً وأطولها فرعا وأحسنها جناً …) .
أذن فالرسول يرجو أن يكون آخر فوج من أمته هو أفضلها ، بل لعل هذه الأمة أي أصحاب المهدي ، وأنصاره لا يقرنون بمن سبقهم ، سواء من هذه الأمة أو من سواها على طول مسيرة الانسانية على الأرض ، وقد مر وصفهم بالحديث القدسي :
(وانتجبت لذلك الوقت عباداً لي امتحنت قلوبهم للأيمان ، وحشوتها بالورع والإخلاص واليقين والتقوى والخشوع والصدق والحلم والصبر والوقار والتقى والزهد في الدنيا ، والرغبة فيما عندي . واجعلهم دعاة الشمس والقمر ، واستخلفهم في الأرض … أولئك أوليائي ، اخترت لهم نبياً مصطفى ، واميناً مرتضى ، فجعلته لهم نبياً ورسول ، وجعلتهم له أولياء وانصار ، تلك أمة اخترتها … ) .
والروايات عن أهل بيت العصمة في فضل أصحاب المهدي (ع) وأنصاره كثيرة ولو لم يكن من فضلهم إلا إعلاء كلمة الله ونشر التوحيد في كل بقعه من بقاع الأرض لكفى .
ثانياً : إن صبر أمير المؤمنين (ع) كان حجة بالغة له ، فهو قد بين حقه ، ثم اعرض عن منازعة القوم الامارة والحكم ، ليبين انه (ع) زاهد بهذه الامارة ، وانما طلبه لها لإقامة الحق ، ونشر العدل ، ونصرة الدين ، وقد ابصر أمير المؤمنين (ع) عبر القرون بقية هذه الأمة وذراريهم ، وعلم انهم سيعلمون ماجرهّ عليهم تنحية الوصي عن الامارة ، واغتصاب حقه من قبل الجبت والطاغوت ، حتى وصل الأمر إلى تسلط أولاد البغايا والزانيات على هذه الأمة ، وقد مر عليك هذا المعنى في خطبة الزهراء (ع) حيث قالت :
(أما لعمر ألهك لقد لقحت فنظرة ريثما تنتج ثم احتلبوا طلاع العقب دماً عبيطا وزعاقاً مراً هنالك يخسر المبطلون ويعرف التالون غب ما سن الأولون ) .
وفي النهاية رجعت الخلافة إلى الأمام علي (ع) بعد هن وهن ، وحمل الناس على الحق . واستقبل بهم القبلة والصراط المستقيم ، ولكنهم لم يحتملوا مرارة الحق ، وبعد أن قضوا وطرا في الانحراف عن صراط الله المستقيم لم يحتملوا عدالة علي (ع) ومساواته لهم بالعطاء ، بعد أن اعتادوا التميّز والاثره من الماضين فبعد أن اعتادوا عبادة العجل وطاعة السامري ، لم يرق لهم طاعة علي وعبادة الله الواحد الأحد ، وقبول شريعته التي أراد علي (ع) العمل بها في مجتمع مزّقه فساد الماضين ، ومع هذا فقد رفع علي (ع) للحق راية ، وارشد الناس الى اتباعها ولكنهم خذلوه وخذلوا ولده المعصومين من بعده الذين لم يدخّروا جهداً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في سبيل إرشاد المسلمين إلى الصراط المستقيم حتى قضوا بين مسموم ومقطع بالسيوف ، فعن ابي الهيثم ابن التيهان ، أن أمير المؤمنين (ع) خطب الناس في المدينة فقال :-
(الحمد لله الذي لا اله إلا هو ، أيها الأمة التي خدعت فانخدعت ، وعرفت خديعة من خدعها فأصرت على ما عرفت ، واتبعت أهوائها وضربت في عشواء غوائها ، وقد استبان لها الحق فصدت عنه والطريق الواضح فتنكبته ، أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، لو اقتبستم العلم من معدنه ، وشربتم الماء بعذوبته ، وادخرتم الخير من موضعه ، وأخذتم الطريق من واضحه ، وسلكتم من الحق نهجه ، لنهجت بكم السبل ، وبدت لكم الأعلام ، واضاء لكم الإسلام ، فأكلتم رغدا ، وما عال فيكم عائل ولا ظلم منكم مسلم ولا معاهد ، ولكن سلكتم سبيل الظلّام ، فأظلمت عليكم دنياكم برحبها ، وسدت عليكم أبواب العلم ، فقلتم بأهوائكم ، واختلفتم في دينكم ، فأفتيتم في دين الله بغير علم ، واتبعتم الغواة فاغوتكم ، وتركتم الائمة فتركوكم ، فاصبحتم تحكمون باهوائكم ، إذا ذكر الأمر سألتم أهل الذكر ، فإذا أفتوكم قلتم هو العلم بعينه ، فكيف وقد تركتموه ونبذتموه وخالفتموه ؟ رويداً عمّا قليل تحصدون جميع ما زرعتم ، وتجدون وخيم ما اجترمتم ، وما اجتلبتم .
والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لقد علمتم اني صاحبكم ، والذي به امرتم ، واني عالمكم ، والذي به نجاتكم ووصي نبيكم ، وخيرة ربكم ، ولسان نوركم ، والعالم بما يصلحكم ، فعن قليل رويداً ينزل بكم ما وعدتم ، وما نزل بالأمم قبلكم ، وسيسألكم الله عز وجل عن أئمتكم . معهم تحشرون والى الله عز وجل غداً تصيرون ، أما والله لو كان لي عدة أصحاب طالوت ، أو عدة أهل بدر ، وهم أعدادكم ، لضربتكم بالسيف حتى تؤولوا إلى الحق ، وتنيبوا للصدق ، فكان ارتق للعتق ، واخذوا بالرفق ،اللهم فاحكم بيننا بالحق وأنت خير الحاكمين ) . واخيراً لابد لنا من المرور على حدثين مهمين ، في حياة اوصياء النبي الخاتم (ص) ، الأئمة الاثنا عشر (ع) لارتباطهما بهذا البحث الأول : هو (صلح الإمام الحسن (ع) مع الطاغية معاوية ابن هند (لع) وهو صلح ضروري) ، بعد أن أخزت دولة المنافقين ، التي يقودها معاوية بالاتساع والاستيلاء على الأرض الإسلامية ، وبعد أن خذل المسلمون الإمام الحسن (ع) . فهو أذاً كصلح النبي (ص) للمشركين في الحديبية ، وقد صرح الإمام الحسن (ع) بان صلحه كان استبقاء للشيعة ، وهم أهل الحق وببقائهم يبقى الحق ، وإذا نظرنا بعين البصيرة وجدنا أن صلح الإمام الحسن (ع) كان للتهيئة لثورة الإمام الحسين (ع) ، التي هي بدورها تهيئة لثورة الإمام المهدي (ع) ، فالإمام الحسن (ع) لما اضطر إلى تنحية السيف بدأ حرباً جديدة مع معاوية ، هذه المرة حرب إعلامية الهدف منها تهيئة الأمة لثورة الحسين (ع) ، وعلى أقل تقدير أن تكون الأمة مستعدة لقبول هذه الثورة والتعاطف معها ، بل والتفاعل معها ولو بعد قيامها ، ومن اطلع على أحوال الأمة في زمن الإمام الحسن (ع) يعلم أن هذا هدف كبير يرجى من أمة نكس أبنائها ، وخذلوا قائدهم المعصوم ، حتى اصبحوا يرون المنكر معروفاً ، وكاد أن لا يبقى للتشيع اسم ولا رسم ، لولا الحركة الإعلامية للإمام الحسن (ع) ، فلم يكن صلح الإمام الحسن (ع ) صلحاً بهذا المعنى ، إنما كان هدنة اضطر لها الإمام الحسن (ع) ليتبعها أخيه الحسين (ع) الذي هو كنفسه بثوره لا يزال صداها يهز الدنيا إلى اليوم ، فكما أن الإمام أمير المؤمنين (ع) كان ينظر إلى المستقبل ، والى دولة لا اله إلى الله العالمية ، كذلك كان الإمام الحسن (ع) ، فجميع المعصومين (ع) كانوا ينظرون إلى اليوم الذي يظهر فيه هذا الدين على الدين كله ، فمسيرة الانسانيه هي مسيره تكاملية في الجملة وان تعرضت لبعض الانتكاسات حيث أن نتيجتها هو صلاح معظم أهل الأرض في زمن ظهور الإمام المهدي (ع) . والأئمة (ع) كانوا يفعلون كل ما من شأنه توجيه هذه الأمة لحمل الرسالة الالهيه في يوم من الأيام إلى أهل الأرض جميعاً ، فكانوا (ع) يؤثرون رضا الله ومصلحة الانسانية على أنفسهم ، ويتحملون أشد أنواع الأذى النفسي والجسدي في سبيل هذا الهدف العظيم ، وهو إيمان أهل الأرض بلا اله إلا الله محمد رسول الله .
والثاني : هو ولاية العهد التي قبلها الإمام الرضا (ع) بعد أن اجبره المأمون العباسي عليها ، وهي نظير وزارة يوسف (ع) لملك مصر التي كانت بالإجبار وان كان فيها بعض النفع لعامة الناس فهي أذن فتنه وامتحان للمؤمنين كما امتحن سبحانه نبي إسرائيل عندما جعل موسى (ع) يتربى ويعيش في قصر فرعون الطاغية لعنه الله فهذه كتلك ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) (العنكبوت:2-3 ) ، وفي نهاية المطاف سم المأمون العباسي الإمام الرضا ( ع) بعد أن وجد المأمون نفسه غير قادر على تحجيم عمل الإمام الرضا (ع) ، مع انه كان في قصره وتحت يده . وهكذا كانت حياة الأئمة (ع) أوصياء النبي الخاتم (ص) صوره لحياة الأنبياء السابقين على هذه الأرض فهم بين طاغوت متسلط مستبيح لدمائهم المقدسة ومن تبعه أو ركن له من علماء السوء غير العاملين وبين أمة خذلتهم واختارت عبادة العجل واتباع السامري إلا القليل ممن وفى بعهد الله ولما وصل الأمر إلى خاتم الأوصياء (ع) بقية الله في أرضه محمد بن الحسن المهدي (ع)شاء الله له الغيبة عن أنظار الناس والطواغيت ليحفظ بحفظه القرآن والشريعة حتى يأذن له بالظهور وإظهار الحق عند ما تتهيأ ألأمه لنصرته وقد ورد عنه (ع) وأما علة ما وقع من الغيبة فان الله عز وجل قال ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) .
والحر تكفيه الاشاره والسلام على نور الله في أرضه وبقيته في عباده الذي سماه آباءه (ع) المظلوم وهو المظلوم حقاً حتى من شيعته الذين لايكادون يذكرونه مع غيبته وشديد محنته .
والسلام على المؤمنين والمؤمنات ورحمة الله وبركاته .
بسم الله الرحمن الرحيم ( وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ) (النور:40) .

من علوم السيد احمد الحسن يماني ال محمد عليه السلام
النهضة الفاطمية
النهضة الفاطمية
انصاري
انصاري

عدد الرسائل : 244
العمر : 35
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى