كيف قتل الصرخي نفسه بعلم الاصول

كيف قتل الصرخي نفسه بعلم الأصول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصل اللهم على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
من المعروف ان الصرخي كان من المتحمسين لقضية التمهيد للإمام المهدي (ع) ( ولو ظاهرا ) وقد روج كثيرا لفكرة ان الإمام المهدي (ع)عندما يظهر سيحاربه العلماء بعلوم الحوزة الوضعية ( علم الأصول ) وينكرون عليه أي احتجاج يتعلق بالعلوم الإلهية القرآن والعقائد وما يثبت هذا الكلام كثير جدا ومنه ما قدمه في كتاب ( ارجع يابن فاطمة هذه عقائد ) واستخدم الأسلوب ذاته الذي استخدمه السيد الصدر في كشف حقيقة العلماء عندما تحداهم بالأصول وقال عندها كلمته المشهورة (( إلي ما عنده أصول أبو جعفر أبعدوه عن الحوزة )) .. ولعل الصدرين قد استخدموا هذا السلاح الفعال جدا ضد الحوزة ليس بسبب إيمانهم بجدوى هذا العلم الظني في استنباط الحكم الشرعي بل لان اغلب مبتنيات الحوزة مرتكزة على هذا العلم والدليل على هذا الكلام أن السيد الشهيد محمد باقر الصدر (ره) من اكبر علماء المدرسة الأصولية المعاصرة ولكنه صرح في مقدمة كتابه (الفتاوى الواضحة) بأنه استند في فتاواه إلى القرآن والسنة المطهرة ولم يستند على العلوم العقلية التي لمع نجمه فيها، واليك نص كلام السيد محمد باقر الصدر :ـ (( ... وأما ما يسمى بالدليل العقلي الذي اختلف المجتهدون والمحدثون في انه هل يسوغ العمل به أو لا ؟ فنحن وان كنا نؤمن بأنه يسوغ العمل به ولكنا لم نجد حكماً واحداً يتوقف إثباته على الدليل العقلي بهذا المعنى ، بل كل ما يثبت بالدليل العقلي فهو ثابت في نفس الوقت بكتاب أو سنة ...... وهكذا كان المصدران الوحيدان هما : الكتاب والسنة )) . الفتاوى الواضحة ص106-107 .
إذن فالصرخي تلميذ هذه المدرسة وهو تلميذ الصدر تحديدا لذلك اتخذ هذا المنهج نفسه في مقارعة الحوزة ( الصامتة ) ... ولكن عندما ظهرت دعوة الإمام المهدي (ع) على الساحة توجس منها خيفة وفضل السكوت عن المواجهة فهذه الدعوة جاءت بكل ما كان يروج له في أذهان أتباعه من عبادات وإخلاص وإيمان بالغيب والرؤيا والاستخارة وطريقة ظهور الإمام ومحاربة رجال الحوزة له بحجة علم الأصول ... فوقف متحيرا ... وخصوصا عندما أحرجه كثيرا توزيعنا بيان يوجه الدعوة له شخصيا وقد تصدر ذلك البيان سلام خاص له من قبل السيد احمد الحسن لعلة لا يعلمها إلا الله ..واذكر حينها استبشر أتباع الصرخي خيرا فاستقبلوا الشخص حامل البيان لمكتبهم الرئيسي في كربلاء استقبالا حارا وأصروا ان يبقى معهم ساعات طويلة تنالوا فيها وجبة طعام .. وكان انطباعهم حينها ان مهمة السيد احمد الحسن يجمع 313 رجلا ، أما الصرخي فيجمع 10 آلاف رجل وما ان يكتمل العدد فان القيام سيتم !
وهذا يعكس التردد الذي كان يعيشه الصرخي من الداخل فهو متحير ومتردد بين تأييد الدعوة او السكوت عنها او رفضها وفضل السكوت ولكنه ظل في دوامة الصراع بين ان يبقى على نفس المنهج الذي يوصله للامام المهدي أي الغيب والقرآن والسنة او يبقى على سلاح علم الأصول الذي اثبت نجاحا ساحقا في جلد أصنام الحوزة منذ السبعينات عندما أشكل الصدر الأول 17 مرة في إحدى المسائل هزم فيها زعيم الحوزة آنذاك ابو القاسم الخوئي شر هزيمة مرورا بالصدر الثاني الذي قطف ثمار تلك المعركة بنفس السلاح فأقر شيء كبير من منهج أهل البيت (ع) ... وتابع الصرخي أكل تلك الثمار فحصد النصر تلو الآخر بنفس ذلك السلاح الخارق وكذلك لأنه خبر خوف رجال الحوزة من المواجهة في هذا العلم فهو ضامن للنصر مسبقا .. لذلك تيقن الصرخي ان الخوض مع هذه القضية بهذا السلاح لا يجدي نفعا فقرر الاستمرار بالصمت خوفا من الحق ورغبة في النصر الذي فتنه وهو يرى ان وجوده في الساحة ينمو بسرعة في مقابل انهزام حوزة الصمت المستمر ..
فقرر أخيرا ان يستسلم لشائبة الأنا في نفسه ويضع لهذا المأزق مخرجا فجمع بعض المقربين وبسرية بالغة اخبرهم ببطلان الدعوة ولا ادري بماذا استدل عليهم .. وتم تسجيل ذلك للتوثيق على ان تبقى نسخة من التسجيل عند كل واحد حيث قال الصرخي (( .. أخبرناهم بان المدعي لو وصل إليكم وعلم بما عندكم فهو على الحق لكن مرت أشهر ولا اثر )) ... ويبدو ان هذا كان بداية الدخول في جانب المعادي للدعوة وكانت تلك أول المبررات ولان تلك العلة المخترعة شبهة شيطانية غريبة ولان ظاهرها قريب من الأمور الغيبية سهل اتخاذها عذرا من قبل أتباعه المقربين ... لكي يسهل التحول المفاجئ في المنهج .
فقضية الإمام المهدي (ع) التي استعدوا لها وانتظروها كثيرا روجوا لها على ان اغلب إدلتها من القرآن والسنة والغيب قد حلت بين أظهرهم الآن وليس من السهل انكارها بعلم الأصول .. كما رسخوا في اذهانهم أن علم الأصول لا يمكن ان يكون إلا سلاحا بيد الحوزة ضد الإمام (ع) ..
لذلك فان اغلب أتباع الصرخي في البداية لم يقتنعوا بان الصرخي قد استخدم تلك الطريقة (أي طلب المناظرة في علم الأصول ) من باب الاحتجاج بل استخدمها من باب الاختبار فان قبل السيد احمد الحسن بالمناظرة فهو ليس من الإمام ( حاشاه) والصرخي منتظر لهذه اللحظة ، وأنا شخصيا سمعت الكثير من هذا الكلام من اتباع الصرخي .
في ظل هذه الظروف طالب السيد احمد الحسن الأنصار بالإكثار من تقديم الاستفتاءات لمكاتب الصرخي حول الدعوة من اجل ان يبين موقفه .. مما سبب ذلك ضغطا على الصرخي اجبره ان يعلن موقفه الذي اتخذه و مهد له من قبل في مسالة تسجيل الأقراص .. فاصدر فتواه المعروفة تلك والتي أعلن فيها أخيرا محاربة الدعوة بعلم الأصول وهنا قتل الصرخي نفسه بنفس السلاح الذي استخدمه في قتال حوزة الصمت كوسيلة لا كغاية فاحتج على السيد احمد الحسن بعلم الأصول وهو على يقين بان ذلك العلم لا يصلح لمعرفة الحق ولكنه صار كمن كذب الكذبة وصدقها .... او قل كمن ترك الغاية وتمسك بالوسيلة فغرز بذلك حربة الأصول الصدئة في صدره ..

الى من يسمي نفسه الموعود:

ليس بيننا و بينكم يا اتباع الصرخي نقاش ان كان الصرخي رجلاً فليخرج بنفسه للمباهله و لا يرسل اتباعه ليباهلوا الهواء

و لا يختبىء خلف اتباعه كما فعل ابن العاص لعنه الله و أخزاه و يقول لهم ان سب يماني آل محمد السيد أحمد الحسن(ع) عبادة فعله هذا هو نفس عمل معاوية و ابن العاص لعنهم الله مع إمام المتقين علي أبن ابي طالب (ع)

المديرالعام

كيف قتل الصرخي نفسه بعلم الاصول

كيف قتل الصرخي نفسه بعلم الاصول

رد: كيف قتل الصرخي نفسه بعلم الاصول