الصرخي واتباعه مغفلين حتى النخاع !!!!!!

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليماً

اعترض اتباع محمود الصرخي على كلام السيد أحمد الحسن الاتي: ( لم يتحدث القرآن عن معجزة جاء بها نوح أو إبراهيم (ع) لإثبات صدقهما لان المعجزة تأييد لدعوة الأنبياء وليست إثبات لصحة الدعوة فدعوتهم عليهم السلام للعودة الى الفطرة فطرة الله لا تحتاج إلى دليل لأنها الفطرة التي فطر الناس عليها وهي الحق وعبادة الله وحده وتسبيحه وتقديسه والتحلي بالأخلاق الكريمة التي فطر الإنسان على حبها صبغة الله ومن أحسن من الله ..... )
فقال المدعو احمد البصري ردا على كلام السيد احمد الحسن: ( بمن تريد اقناع هذا الكلام على المسيح ام اليهود ام الناس الجهال متى كانت معاجز الانبياء تايد للدعوه وليست هيه في مجال اثبات الدعوه بماذا تثبت اذن دعاوي الانبياء اذا لم تثبت بالمعجزه وهل جعل الله هناك شي اخر بماذا ثبتت دعوة نبينا صلى الله عليه واله الم تثبت بالقران المعجزه الخالده الكبرى حين عجزو اهل الشعر والبلاغه عن الاتيان بما جاء به النبي في القران فبماذا اذن تبثت دعواهم ان لم يكن هناك دليل ومعجز ؟ لكن صاحبك ذكر هذا وكذب على الرسل لكي يمرر دعوته حتى يقول الانبياء لم تكن المعاجز دليل لاثبات صحة دعواهم فانا اسير على نهج الانبياء ... ) .

أقول: كما يقال : في العجلة الندامة وفي التأني السلامة.... فاتباع الصرخي دائما يستعجلون بالحكم، بل عندهم حكم مسبق، وهذه طامة كبرى !!! فقوله: (... بماذا تثبت اذن دعاوي الانبياء اذا لم تثبت بالمعجزه وهل جعل الله هناك شي اخر ... ). وهنا الكاتب يريد ان يقول ان المعجزات هي علة اثبات دعوات الانبياء والمرسلين (ع). وكما يقال: المعلول عدم عند عدم علته، أي ان لم توجد المعجزات فلا تثبت دعوات الانبياء (ع) !!! وهذه مصيبة عظمى ... ستجرنا الى تكذيب كثير من دعوات الانبياء والمرسلين (ع) الذين لم يأتوا بمعاجز ( والعياذ بالله ).

وعلى كلام الصرخية تكون دعوات الانبياء غير قابلة للاثبات بذاتها... إلا ان تقرن بمعجزة !!! نعم اسمع وتعجب !!! وسيجرنا كلام الصرخية ايضا الى الحكم على احقية موقف اعداء الانبياء (ع) عندما طلبوا المعجزات منهم، وان الانبياء ان لم يأتوا بمعجزة او معاجز فلا حجة لهم على الناس، لأن دعوتهم غير قابلة للاثبات، فهي غير ملزمة للناس ولا يحاسبهم الله تعالى على عدم تصديقهم لها !!! وكذلك سيجرنا كلام الصرخية الى الى مسألة مرة جدا ولا يقول بها إلا كافر ، وهي: ان الذين آمنوا بالدعوات الالهية بدون معجزة انهم أمنوا بدعوة غير ثابتة وان ايمانهم بلا دليل وانهم سذج ( وحاشهم ) !!! لأن الكاتب يقول: ( بماذا تثبت اذن دعاوي الانبياء اذا لم تثبت بالمعجزه وهل جعل الله هناك شي اخر ). أي انه يستنكر ان تثبت دعوات الانبياء (ع) بشيء غير المعجزة، وان المعجزة هي العلة الوحيدة لاثبات الدعوات الالهية !!! فاسألكم بالله هل آمن الامام علي (ع) بمعجزة ؟ وهل آمنت خديجة الكبرى (ع) بمعجزة ؟ وهل ... وهل ... وهل ... الخ،من الصحابة المخلصين الذين ثبتوا على الحق (ع) لم يؤمنوا بمعجزة اصلاً، بل ايمانهم عن طريق الغيب، قال تعالى: ( الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) البقرة- 1 – 5.

{ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ } الملك18.

{ إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ } الملك11.

{ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ } الملك33.

{ إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } الملك12.

نعم هؤلاء هم المفلحون الذين يؤمنون بالغيب لا الذين يشترطون المعجزات، ولو تتبعت تاريخ الذين يشترطون ويطلبون المعجزات لوجدتهم ان لم اقل كلهم فاكثرهم مشككين مرتابين او منافقين كافرين اصلا، بل لم اجد احدا حسب علمي من الاولياء الذين نصروا الانبياء حقا انهم امنوا او طلبوا معجزة. وهذا القران والسنة والتاريخ امامكم وتصفحوه بانفسكم. نعم المعجزة مؤيد للدعوات وهي لإقامة الحجة اكثر على المعاندين والمكذبين لتكون وبالاً عليهم امام الله تعالى. ودعوات الانبياء (ع) ثابته بنفسها لانها تدعوا الى الفطرة التي فطر الله الناس عليها، كما قال السيد احمد الحسن في الاضاءات. ومن اكبر العبر هو قصة اهل اليمن عندما سألوا الرسول (ص) عن وصية فقال لهم تصفحوا وجوه القوم واليكم القصة: عن جابر بن عبد الله الانصاري قال : وقف على رسول الله صلى الله عليه وآله أهل اليمن يبشون بشيشا ، فلما دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وآله قال : قوم رقيقة قلوبهم ، راسخ إيمانهم ، منهم المنصور يخرج في سبعين ألفا ينصر خلفي وخلف وصيي ، حمائل سيوفهم المسد ، فقالوا : يا رسول الله ومن وصيك ؟ فقال : هو الذي أمركم الله بالاعتصام به ، فقال عزوجل : " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " فقالوا : يا رسول الله بين لنا ما هذا الحبل ؟ فقال : هو قول الله : " إلا بحبل من الله وحبل من الناس " فالحبل من الله كتابه ، والحبل من الناس وصيي ، فقالوا : يا رسول الله من وصيك ؟ فقال : هو الذي قال الله فيه : " أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله " فقالوا : يا رسول الله وما جنب الله هذا ؟ قال : هو الذي يقول الله فيه : " ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا " هو وصيي والسبيل إلي من بعدي ، فقالوا يا رسول الله بالذي بعثك بالحق أرناه فقد اشتقنا إليه ، فقال هو الذي جعله الله آية للمؤمنين المتوسمين ، فإن نظرتم إليه نظر من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد عرفتم أنه وصيي كما عرفتم أني نبيكم ، تخللوا الصفوف وتصفحوا الوجوه فمن أهوت إليه قلوبكم فإنه هو ، لان الله عزوجل يقول في كتابه : " فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم " إليه وإلى ذريته عليهم السلام ، قال : فقام أبو عامر الاشعري في الاشعريين ، وأبو غرة الخولاني في الخولانيين وظبيان ، وعثمان بن قيس وعرنة الدوسي في الدوسيين ولاحق بن علاقة ، فتخللوا الصفوف وتصفحوا الوجوه وأخذوا بيد الانزع الاصلع البطين ، وقالوا : إلى هذا أهوت أفئدتنا يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وآله : أنتم بحمد الله عرفتم وصي رسول الله قبل أن تعرفوه ، وعرفتم أنه هو ، فرفعوا أصواتهم يبكون ، ويقولون يا رسول الله نظرنا إلى القوم فلم نحن لهم ، ولما رأيناه رجفت قلوبنا ثم اطمأنت نفوسنا وانخدشت أكبادنا وهملت أعيننا وانثلجت صدورنا حتى كأنه لنا أب ونحن له بنون ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : " وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم " أنتم منهم بالمنزلة التي سبقت لكم من الله الحسنى ، وأنتم عن النار مبعدون ، قال : فبقي هؤلاء القوم المتوسمون حتى شهدوا مع أمير المؤمنين عليه السلام الجمل وصفين - رحمهم الله - فكان النبي صلى الله عليه وآله بشرهم بالجنة وأخبرهم أنهم يستشهدون مع علي بن أبي طالب عليه السلام . بحار الأنوار ج 36 ص 112. كتاب الغيبة- محمد بن ابراهيم النعماني ص 39 .

فهل هؤلاء آمنوا بمعجزة أم بالقلوب ؟؟

واعتقد القصة لا تحتاج الى تعليق، وهي عبرة لمن له قلب سليم. واليكم بعض الايات القرانية التي تنص على ان المعجزة بيد الله تعالى ان شاء اذن بها وان شاء لم يأذن بها، أي ان الدعوات الالهية لا يتوقف اثباتها على المعاجز: {قَالُواْ يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ }هود53. { وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } الحديد118. { وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ } الحديد109. { وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً } الحديد59. { وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ } الحديد50. والحمد لله رب العالمين.