من شروط الرؤيا الصادقة
صفحة 1 من اصل 1
من شروط الرؤيا الصادقة
بسم الله الرحمان الرحيم
و صلى الله على محمد و آله الأئمة و المهديين
منقول من صحيفة الصراط المستقيم العدد 19
و صلى الله على محمد و آله الأئمة و المهديين
منقول من صحيفة الصراط المستقيم العدد 19
من شروط الرؤيا الصادقة
الرؤيا منها الصالحة و منها غير ذلك فأما الصالحة فعلى ثلاث وجوه بشارة من الله للمؤمن و تحذير من الشيطان و أضغاث أحلام, و أما غير الصالحة فإما كاذبة (أضغاث أحلام) و إما نجوى من الشيطان كما قال الله سبحانه و تعالى : ))إنما النجوى من الشيطان ليحزن اللذين آمنوا و ليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله و على الله فليتوكل المؤمنون((.
إن التوجه إلى شيء يجعل رؤيتك نتيجة محصّلة من تركيبة معقّدة :
آلة الرؤية (أو آلة المواجهة : عين, أذن, خيال...) + المرئي (الشيء المتوجه إليه) + إعتقادك المُسبَق في المرئي (حالتك النفسية عند الرؤية)…فهكذا يرى العطشان السراب ماءا و الخائف يرى من يقترب منه عدوا ...
و إنما ذلك لأجل تصور الروح بالعادات أو الطباع أو الشهوات أو الغضب أو الإلحاد أو الشقاوة …. أو أضدادها من الأمور الحقة.
فلربما تصبغ مادة ما يأخذه من المثال في صبغ مرآة روحه فيرى شيئا على خلاف ما هو فيخالف الواقع …كالمرآة المصبوغة أو المعوجة التي إذا نظر إليها الإنسان رأى شكله فيها مغايرا للمعتاد … أو كالعين الحولاء التي ترى الواحد اثنين أو التي ترى الصغير كبيرا و الكبير صغيرا و تري الأشياء على أصباغ مخالفة.
فالنفس تتوجه (يعني تلتفت بوجهها و هو الخيال) إلى جهة المرئي فتنطبع في مرآة خياله صورته فيكون الحاصل عند النفس هو تلك الصورة.
فكلما كانت المرآة أصفى و اعدل و المواجهة للمرئي تامة و كاملة و لم يكن من حاجز يمنع الانطباع كانت الصورة الحاصلة عند النفس أحكى لحقيقة المرئي التي هي صورته
قال السيد (ع)في تفسير الآية الكريمة :
)) إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (( (فصلت 30) قال :
فالمؤمنون يبشرهم الملائكة بالرؤيا الصالحة بصلاح طريقهم , و استقامة و حسن عاقبتهم, لأنهم على ولاية الله سائرون و لولي الله متبعون وفي هذه الآية : )) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخرة (( قال الرسول(ص) : (الرؤيا الصالحة)
وفي الحديث عن جابر عن أبي جعفر (ع) قال : قال رجل لرسول الله (ص) في قول الله عز و جل : )) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخرة (( قال هي الرؤيا الحسنة يرى المؤمن فيبشر بها في دنياه.
و لو تدبرت كلام الله قبل هذه الآية وبعدها )) أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخرة لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (( (يونس 62-65)
وفي هذه الآيات إن هؤلاء الذين قال عنهم تعالى )) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا (( أي يرون رؤيا تبشرهم بصلاح اعتقادهم وحسن عاقبتهم , وصفهم تعالى بأنهم أولياء الله المتقون في الآيات قبلها :
))أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ((
أي أن الذين يرون المبشرات هم أولياء الله المتقون.
إن هذه الرؤى المبشرة – بحسن عاقبتهم – التي يراها المؤمن وصفها تعالى بأنها كلامه سبحانه وتعالى وهي حق لا تتبدل وهي من الغيب الذي يطلع عليه الله أولياءه المتقون )) لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ((
الرؤيا منها الصالحة و منها غير ذلك فأما الصالحة فعلى ثلاث وجوه بشارة من الله للمؤمن و تحذير من الشيطان و أضغاث أحلام, و أما غير الصالحة فإما كاذبة (أضغاث أحلام) و إما نجوى من الشيطان كما قال الله سبحانه و تعالى : ))إنما النجوى من الشيطان ليحزن اللذين آمنوا و ليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله و على الله فليتوكل المؤمنون((.
إن التوجه إلى شيء يجعل رؤيتك نتيجة محصّلة من تركيبة معقّدة :
آلة الرؤية (أو آلة المواجهة : عين, أذن, خيال...) + المرئي (الشيء المتوجه إليه) + إعتقادك المُسبَق في المرئي (حالتك النفسية عند الرؤية)…فهكذا يرى العطشان السراب ماءا و الخائف يرى من يقترب منه عدوا ...
و إنما ذلك لأجل تصور الروح بالعادات أو الطباع أو الشهوات أو الغضب أو الإلحاد أو الشقاوة …. أو أضدادها من الأمور الحقة.
فلربما تصبغ مادة ما يأخذه من المثال في صبغ مرآة روحه فيرى شيئا على خلاف ما هو فيخالف الواقع …كالمرآة المصبوغة أو المعوجة التي إذا نظر إليها الإنسان رأى شكله فيها مغايرا للمعتاد … أو كالعين الحولاء التي ترى الواحد اثنين أو التي ترى الصغير كبيرا و الكبير صغيرا و تري الأشياء على أصباغ مخالفة.
فالنفس تتوجه (يعني تلتفت بوجهها و هو الخيال) إلى جهة المرئي فتنطبع في مرآة خياله صورته فيكون الحاصل عند النفس هو تلك الصورة.
فكلما كانت المرآة أصفى و اعدل و المواجهة للمرئي تامة و كاملة و لم يكن من حاجز يمنع الانطباع كانت الصورة الحاصلة عند النفس أحكى لحقيقة المرئي التي هي صورته
قال السيد (ع)في تفسير الآية الكريمة :
)) إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (( (فصلت 30) قال :
فالمؤمنون يبشرهم الملائكة بالرؤيا الصالحة بصلاح طريقهم , و استقامة و حسن عاقبتهم, لأنهم على ولاية الله سائرون و لولي الله متبعون وفي هذه الآية : )) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخرة (( قال الرسول(ص) : (الرؤيا الصالحة)
وفي الحديث عن جابر عن أبي جعفر (ع) قال : قال رجل لرسول الله (ص) في قول الله عز و جل : )) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخرة (( قال هي الرؤيا الحسنة يرى المؤمن فيبشر بها في دنياه.
و لو تدبرت كلام الله قبل هذه الآية وبعدها )) أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخرة لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (( (يونس 62-65)
وفي هذه الآيات إن هؤلاء الذين قال عنهم تعالى )) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا (( أي يرون رؤيا تبشرهم بصلاح اعتقادهم وحسن عاقبتهم , وصفهم تعالى بأنهم أولياء الله المتقون في الآيات قبلها :
))أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ((
أي أن الذين يرون المبشرات هم أولياء الله المتقون.
إن هذه الرؤى المبشرة – بحسن عاقبتهم – التي يراها المؤمن وصفها تعالى بأنها كلامه سبحانه وتعالى وهي حق لا تتبدل وهي من الغيب الذي يطلع عليه الله أولياءه المتقون )) لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ((
فالرؤيا آيات الله و كلمات الله وهي الميزان الحق الذي يعرف به الإنسان أنه على جادة الحق وعلى الصراط المستقيم والذين يجحدون بالرؤيا هم أعداء الله المكذبون للأنبياء والأوصياء (ع).
)) فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ((
والقانون الإلهي من الآيات المتقدمة أن أولياء الله الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا أي إنهم لابد أن يرون أو يرى لهم ما يبشرهم باستقامة طريقهم وعقيدتهم فالذين لا يرون ولا يرى لهم ما يبشرهم باستقامة طريقهم وعقيدتهم ليسوا من أولياء الله بل ولا من الذين آمنوا ولا من المتقين ... انتهى كلام السيد (ع).
فتبين من كلام السيد (ع) أن الرؤيا الصالحة تتطلب شروطا منها الإيمان و الولاء و التقوى.
فبالنسبة للمرآة المصنوعة تكون الحكايات على نسبة هيئة المرآة من : طولها و عرضها و كبرها و صغرها و استقامتها و اعوجاجها و صقالتها و كدورتها و بياضها و سوادها...و بحسب البعد و القرب و النور و الظلمة...
فالمكسور منها يعطي بلا شك صورة مخالفة للواقع بل و مشوهة… وهذا لا يعني أن الشاخص أمام المرآة كذلك!! …بل إن انعدام شروط صدق الانطباع حال دون ظهور الصورة الواقعية… و هذا الذي ذُكِرَ يجري في كل الادراكات و المدركات من سمع و مسموع, بصر و مبصور, لمس و ملموس, شم و مشموم …بل في كل علم و معلوم… إذ كل علم صادقه و كاذبه ما هو إلا انطباع صورة المعلوم عند نفس العالم و يسمى حصول ذلك الانطباع بالمواجهة علما و تسمى الصورة الحاصلة عند النفس المواجهة معلوما…
و كذلك يرى الإنسان كل احد في المنام) بل و في اليقظة أيضا( علي حسب ظنه به نبيا كان ذلك الذي رآه أو مؤمنا أو كافرا أو غير ذلك… فليس ما رآه إلا ما في مرآة خياله أو قُل مرآة روحه!!!
فإذا كانت مرآة روحه صافية غير مائلة إلي شيء مما يخالف رضا الله سبحانه و كانت معتدلة طالبة للحق الواقع في كل شيء غير ملونة و لا مشكلة إلا بما هو حق أو تكون متلونة بلون الواقع الحق أو مشكلة بشكل الواقع الحق فيكون كل ما رآه هو الواقع الحق بلا تفاوت…
فهذا الذي إذا رأى النبي فقد رآه أو رأى إماما أو مؤمنا أو شيئا فقد رآه بلا شك…!!!
فالآثار تترتب على ما هو في القلوب ...و الشاهد علي ذلك ما روي عن الكافي بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال : لو أن رجلا أحب رجلا لله لأثابه الله علي حبه إياه و إن كان المحبوب في علم الله من أهل النار و لو أن رجلا ابغض رجلا لله لأثابه الله على بغضه إياه و إن كان المبغض في علم الله من أهل الجنة.
و إن الرجل كان يري النبي صلى الله عليه و آله و لا يؤثر فيه وجوده … بل وكان يراه مجنونا ومنهم من كان يراه ساحرا و ..و..
وأما من كان مؤمنا به قبل رؤيته (بالغيب) طالبا للحق (منتظرا لظهوره) فقد تعرّف عليه عند رؤيته و صدق نبوته و أحبه ….
فلا يضر الغائبين عن الحجج غيبتهم إن كانوا محبين لهم و لا ينفع المشاهدين مشاهدتهم إن لميكونوا محبين لهم … بل و يمكن أن يترتب على الظنون آثار لا تحصل بمشاهدة العيون… ان الله عند ظن عبده إن خيرا فخير و إن شرا فشر ...
والحمد لله وحده وحده وحده.
و صلى الله على محمد و آله الأئمة و المهديين و سلم تسليما
.
بنور الله نهتدي- مشترك مجتهد
- عدد الرسائل : 116
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 04/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى