الرايات السود المشرقية
4 مشترك
منتديات أنصار الإمام المهدي ع :: الرسول واهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين وصحبه الاخيار المنتجبين :: الإمــــام المهـــــدي الحجة محمد بن الحسن (ع) مكن الله له في الارض
صفحة 1 من اصل 1
الرايات السود المشرقية
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
الرايات السود المشرقية
وردت جملة من الأحاديث عن أهل البيت (ع) ينص بعضها صراحة ويكتفي البعض الآخر منها بالإشارة الى القائم أن (ع) يدخل العراق من جهة المشرق. الأمر الذي حير أفهام القوم أيما حيرة، لاسيما وأنهم لا يفرقون بين القائم بالسيف والإمام المهدي (ع) ويحسبونهما شخصاً واحداً. لقد رأى هؤلاء القوم في الأحاديث المشار إليها تناقضا صارخاً مع ما هو راكز في أذهانهم من إن الإمام المهدي (ع) يدخل العراق من جهة الحجاز، وكان الحل الأسهل الذي لجأوا إليه هو تضعيف روايات الدخول من المشرق، مع إن هذا التضعيف لا يستند الى حجة شرعية، ولا يعدوا في حقيقته عن كونه قصوراً في فهم المراد من هذه الأحاديث، ولجأ بعضهم الى تأويل هذه الأحاديث الواضحة لتتفق مع المفهوم الذي يحمله عن مسألة الظهور، وكل ذلك كان يتم – للأسف الشديد- على حساب الحقيقة. لقد غفل هؤلاء عن المنهج الصحيح الذي ينبغي لطالب الحق إتباعه، والمتمثل بإعطاء العقل دور الخادم لا دور السيد المتصرف بالنصوص، فإذا كان الفهم المرتكز في أذهانهم مصدره النصوص فإن الفهم الآخر مصدره النصوص أيضاً، ومن المؤكد أن النصوص لا تتناقض كما يتخرصون، وإنما يقع التناقض نتيجة الآليات المصطنعة التي لفقوها على حساب التسليم لأحاديث أهل البيت (ع) فصاروا هم أئمة الكتاب، لا إن الكتاب إمامهم. وسأقتبس هنا فقرة من كتاب (المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي) للشيخ علي الكوراني، كإنموذج لطريقة القوم في التعامل مع حقائق النصوص، يقول الشيخ:(إنما فسرنا (مبدؤه من قبل المشرق) بأنه مبدأ أمره، لأن ظهوره (ع) من مكة قطعي، فلابد أن يكون معناه مبدأ أمره وحركة أنصاره من جهة المشرق) (المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي: 595 – 596).
هذا التفسير متهافت لدرجة تثير الإستغراب، حتى لو إلتزمنا بمجمل التصور الذي يلتزم به الشيخ لحركة الظهور، لأمور منها:-
1 – إن أكثر الأحاديث التي تقع ضمن إطار الموضوع تنص صراحة على أن القائم نفسه يبدأ حركته من المشرق، لا إن أصحابه فقط ينطلقون من هناك.
2 – إن اليماني - وهو قائد الأصحاب بنص الروايات، وسفير للأمام كما ترجح للشيخ – يبدأ حركته من اليمن برأي الشيخ وليس من المشرق. ومعنى هذا إنه حتى على وفق تصور الشيخ لا يستقيم ما ذهب إليه في تفسيره على إطلاقه.
3 – إن منشأ التعارض بين الأحاديث وهمي، إذ يمكن دفعه بالقول إن القائم الذي يشرع بحركته من المشرق شخص آخر غير الإمام المهدي (ع). أقول وقد أثبتنا هذا في ما مضى من بحوث هذا الكتاب. أما الآن فسنقرأ أحاديث الرايات السود المشرقية لنستخرج البرهان منها بالذات.
وردت في شرح إحقاق الحق الرواية الآتية:(... فيخرج الله على السفياني من أهل المشرق وزير المهدي، فيهزم السفياني الى الشام) (اليماني حجة الله: 100).
بحسب هذه الرواية إذن يقاتل السفياني و يهزمه وزير الإمام المهدي (ع)، وهذا الوزير هو قائد المشرقيين. أقول: معلوم إن منصب الوزارة من نصيب الأوصياء، فهارون كان وزيراً لموسى، وأمير المؤمنين كان وزيراً لرسول الله (ص) والإمام المهدي (ع) وزيره (أحمد) ولده ووصيه بنص وصية رسول الله (ص). ويؤكده ما ورد عن أمير المؤمنين (ع):(... ويخرج قبله – أي الإمام المهدي – رجل من أهل بيته، بأهل المشرق، ويحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر) (نفسه: 73). فهذه الرواية نصت على أن وزير الإمام المهدي هو رجل من أهل بيته، في إشارة واضحة الى ولده (أحمد).
وعن السيد ابن طاووس في ملاحمه:(إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج، فإن فيها خليفة المهدي) (الملاحم والفتن: 52). هذه الرواية أضافت تفصيلاً جديداً على المشهد، إتضح من خلا له إن وزير المهدي، والرجل من أهل بيته هو خليفته، أي وصيه (فخليفة المهدي كما تعلمون لا يأتي بالإنتخابات الديمقراطية، وإنما وفق مبدأ التنصيب الإلهي، ومعلوم إن بعد الحسن والحسين لا تجتمع الإمامة في أخوين، وإنما هي في الأولاد). أقول ومثل الحديث المتقدم ما ورد عن رسول الله (ص):(يقتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة، ثم لا تصير الى واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقاتلونهم قتالاً لا يقاتله قوم، ثم ذكر شاباً فقال: إذا رأيتموه فبايعوه فإنه خليفة المهدي) (بشارة الإسلام: 30). أقول وقد وردت للرواية صورة أخرى في ذيلها (فإنه خليفة الله المهدي)، وهذه الصورة لا تغير في الأمر شيئاً، إذ طالما كان المقطوع به هو خروج الإمام المهدي (ع) من مكة، فلابد إذن من حمل تعبير (خليفة الله المهدي) على غير الإمام المهدي (ع)، وهو أمر لا يحتار فيه المتتبع، بعد أن تكفلت وصية رسول الله ببيان حقيقة أن (أحمد) له ثلاثة أسماء أحدها (المهدي).
ولكي يتضح هذا الأمر أكثر أنقل الرواية الآتية عن صاحب بشارة الإسلام، الذي ينقلها بدوره عن غيبة الطوسي:(عن عمار بن ياسر... الى قوله: ثم يخرج المهدي (ع) على لوائه شعيب بن صالح،... الخ) (نفسه: 176 – 177). ولو تساءلنا الآن: أي مهدي تقصده الرواية؟ تجيبنا الرواية الآتية؛ عن محمد بن الحنفية، قال:(تخرج راية سوداء لبني العباس، ثم تخرج من خراسان سوداء أخرى قلانسهم سود، وثيابهم بيض، على مقدمتهم رجل يقال له شعيب بن صالح، أو صالح بن شعيب من بني تميم يهزمون أصحاب السفياني، حتى تنزل بيت المقدس توطئ للمهدي سلطانه، يمد إليه ثلاث ماية من الشام، يكون بين خروجه وبين أن يسلم الأمر للمهدي إثنان وسبعون شهراً) (المعجم الموضوعي: 594).
هذه الرواية تصرح بأن شعيب بن صالح، والرايات السود، يوطئون للمهدي سلطانه، ويسلمونه الأمر بعد إثنين و سبعين شهرا، إذن فالمهدي الذي تشير له الرواية الأولى الذي يأتي مع الرايات السود، مهدي آخر. ويوضحه أكثر الرواية الآتية الواردة عن رسول الله (ص):(... حتى ترتفع رايات سود من المشرق فيسألون الحق فلا يعطونه، ثم يسألونه فلا يعطونه، ثم يسألونه فلا يعطونه، فيقاتلون فينصرون. فمن أدركه منكم، أو من أعقابكم فليأت إمام أهل بيتي، ولو حبواً على الثلج، فإنها رايات هدى، يدفعونها الى رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، فيملك الأرض فيملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلما) (نفسه: 597). ً
فالرسول (ص) يصف قائد الرايات السود بأنه (إمام أهل بيتي)، وهو غير الإمام المهدي الذي يدفعونها له. أي إن قائد الرايات السود هو إمام، وهو من أهل البيت، وهو غير الإمام المهدي، فلا شك إنه وصي الإمام المهدي (ع)، وولده (أحمد). أقول وهذه الرواية توضح ما ورد عن الإمام الباقر (ع):(كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه، ثم يطلبونه فلا يعطونه، فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم فيعطون ما سألوه فلا يقبلونه حتى يقوموا، ولا يدفعونها إلا الى صاحبكم، قتلاهم شهداء، أما إني لو أدركت صاحب ذلك لاستبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر) (غيبة النعماني: 281). (فصاحب هذا الأمر) الذي تشير له الرواية هو نفسه (إمام أهل بيتي)، أي إنه (أحمد) أو اليماني. وقوله: (لاستبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر) إشارة الى ضرورة اتباع اليماني، وليس كما ذهب إليه الشيخ السند. وعن أمير المؤمنين (ع):(لابد من رحى تطحن... الى أن يقول: بعث الله عليها عبداً عنيفاً خاملاً أصله يكون النصر معه) (نفسه: 265). والعبد من العبودية لله، وكونه خامل الأصل إشارة الى خفاء نسبه المتصل بالإمام المهدي (ع) كما هو الواقع، حيث أكثر الناس ينكرون على من يقول إن الإمام المهدي متزوج وله ذرية، وكأنهم يريدون أن يستأذنهم في أمر زواجه، ولعل هؤلاء هم المقصودون ب (البترية)، أي إنهم يقولون إنه (ع) أبتر.
وعن الإمام الرضا (ع):(لا تقوم الساعة حتى يقوم قائم للحق منا، وذلك حين يأذن الله عز وجل له، ومن تبعه نجا، ومن تخلف عنه هلك، الله الله عباد الله فأتوه ولو حبواً على الثلج، فإنه خليفة الله عز وجل) (المعجم الموضوعي: 606). أقول بعد أن ينقل الشيخ الكوراني هذه الرواية، يعلق قائلاً:(وهو يتعلق بالإيرانيين بدليل قوله (فأتوه ولو حبواً على الثلج) لأن بلا دهم ثلجية) (المصدر السابق). ومراد الشيخ إن الأمر بالإتيان الى خليفة الله متوجه للإيرانيين دون سواهم، فكأنه فهم أن خليفة الله المذكور في الرواية هو الإمام المهدي (ع)، وحيث إنه يرى إن الإمام المهدي (ع) يتحرك من الحجاز الى العراق، وحيث إن الثلوج في هذه المنطقة منعدمة، إذن المقصود ًإن الناس المخاطبين يسكنون في مناطق فيها ثلوج، وعليهم أن يأتوا إمامهم رغم هذه الثلوج. والحقيقة إن الشيخ الكوراني يحاول بتفسيره هذا أن يلتف على الدلالة الحقيقية للرواية وهي إن القائم أو خليفة الله سيأتي من قبل المشرق، وبرأيه إن هذا يناقض حقيقة إن الإمام المهدي (ع) يأتي من مكة. لقد كان حرياً بالشيخ أن يلتفت الى المعنى الواضح للرواية وهو إشارتها الى أن القائم شخص آخر غير الإمام المهدي (ع)، وهو ولده كما أسلفت القول، لاسيما وإن ثمة روايات كثيرة جداً تصرح بهذا المعنى. وأود الإشارة هنا الى أن المفهوم من المشرق ليس بلاد إيران بالضرورة، فالمشرق إصطلاح يشمل مدينة البصرة من العراق أيضاً، ومن أراد مزيداً من المعرفة والتحقيق حول هذا الأمر فليراجع كتاب (سامري عصر الظهور) للشيخ ناظم العقيلي، وكتاب (اليماني حجة الله) للشيخ حيدر الزيادي. أما من جهتي فسأكتفي بذكر رواية واحدة، لعلها تفي بالغرض،(يدخل السفياني الكوفة، فيسبيها... الى قوله: ويخرج قوم من سواد الكوفة ليس معهم سلاح، إلا القليل منهم، ومنهم نفر من أهل البصرة، فيدركون أصحاب السفياني فيستنقذون ما في أيديهم من سبي الكوفة، وتبعث الرايات السود بالبيعة الى المهدي) (عصر الظهور: 125). من هذه الرواية يتبين أن أصحاب الرايات السود قوم من البصرة والكوفة على الخصوص.
ولعل الرواية الآتية تضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بالرايات السود، فعن الإمام الباقر (ع)، قال:(إن لله كنوزاً بالطالقان، ليس بذهب ولا فضة؛ إثنا عشر ألفاً بخراسان شعارهم: أحمد.. أحمد، يقودهم شاب من بني هاشم على بغلة شهباء، عليه عصابة حمراء، كأني أنظر إليه عابر الفرات، فإذا سمعتم بذلك فسارعوا إليه ولو حبواً على الثلج) (منتخب الأنوار المضيئة: 343).
هذه الرواية تصرح باسم القائم، الذي يتخذ الطالقانيين من اسمه شعاراً لهم، كما إن قوله (ع): (عابراً الفرات) يدل على أن دخوله الى العراق يتم من جهة البصرة، ليتخذ طريقه الى الكوفة، إذ إن أي طريق آخر يمكن أن يسلكه لابد أن يضعه بمواجهة نهر دجلة، لا نهر الفرات.
بقي أن أشير الى أن الروايات صرحت بورود راية من خراسان أو من إيران عموماً، بقيادة الخراساني وهو غير اليماني كما يفهم من الروايات، وبشأن هذه الشخصية، أقول: إن جميع الرايات يشوبها الضلال، باستثناء راية اليماني أو راية القائم، وهذا الحكم يشمل راية الخراساني، فالضلال لا ينفك عن الخراساني حتى يبايع اليماني، ويخضع لحكمه، ذلك أن راية الحق واحدة لا تتعدد. فعن الصادق (ع):(له كنز بالطالقان، ما هو بذهب ولا فضة، و راية لم تنشر مذ طويت) (المعجم الموضوعي: 601). وهذه الراية هي راية رسول الله (ص) التي نشرها أمير المؤمنين (ع) يوم الجمل، ثم طواها، وادخرها للقائم (ع). فعن أبي بصير، قال:(قال أبو عبدالله (ع): لما التقى أمير المؤمنين (ع) وأهل البصرة نشر الراية، راية رسول الله (ص) فزلزلت أقدامهم... الى أن قال: فقال للحسن: يا بني إن للقوم مدة يبلغونها، وإن هذه راية لا ينشرها بعدي إلا القائم صلوات الله عليه) (غيبة النعماني: 319). وهذه الراية لا يتقدمها إلا مارق ولا يتأخر عنها إلا زاهق، فعن عبيد بن كرب قال: سمعت أمير المؤمنين (ع) يقول:(إن لنا أهل البيت راية من تقدمها سرق، ومن تأخر عنها زهق، ومن تبعها لحق) (بشارة الإسلام: 202). وقول أمير المؤمنين (ع) هذا هو نفسه ما قاله الإمام الباقر (ع) عن راية اليماني: (هي راية هدى) و (الملتوي عليه من أهل النار). وعلى أية حال فإن المتحصل من الروايات إن الخراساني يبايع القائم أو (أحمد) بعد أن يدخل الكوفة على الأرجح.
والحمد لله وحده وحده وحده
اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما
الرايات السود المشرقية
وردت جملة من الأحاديث عن أهل البيت (ع) ينص بعضها صراحة ويكتفي البعض الآخر منها بالإشارة الى القائم أن (ع) يدخل العراق من جهة المشرق. الأمر الذي حير أفهام القوم أيما حيرة، لاسيما وأنهم لا يفرقون بين القائم بالسيف والإمام المهدي (ع) ويحسبونهما شخصاً واحداً. لقد رأى هؤلاء القوم في الأحاديث المشار إليها تناقضا صارخاً مع ما هو راكز في أذهانهم من إن الإمام المهدي (ع) يدخل العراق من جهة الحجاز، وكان الحل الأسهل الذي لجأوا إليه هو تضعيف روايات الدخول من المشرق، مع إن هذا التضعيف لا يستند الى حجة شرعية، ولا يعدوا في حقيقته عن كونه قصوراً في فهم المراد من هذه الأحاديث، ولجأ بعضهم الى تأويل هذه الأحاديث الواضحة لتتفق مع المفهوم الذي يحمله عن مسألة الظهور، وكل ذلك كان يتم – للأسف الشديد- على حساب الحقيقة. لقد غفل هؤلاء عن المنهج الصحيح الذي ينبغي لطالب الحق إتباعه، والمتمثل بإعطاء العقل دور الخادم لا دور السيد المتصرف بالنصوص، فإذا كان الفهم المرتكز في أذهانهم مصدره النصوص فإن الفهم الآخر مصدره النصوص أيضاً، ومن المؤكد أن النصوص لا تتناقض كما يتخرصون، وإنما يقع التناقض نتيجة الآليات المصطنعة التي لفقوها على حساب التسليم لأحاديث أهل البيت (ع) فصاروا هم أئمة الكتاب، لا إن الكتاب إمامهم. وسأقتبس هنا فقرة من كتاب (المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي) للشيخ علي الكوراني، كإنموذج لطريقة القوم في التعامل مع حقائق النصوص، يقول الشيخ:(إنما فسرنا (مبدؤه من قبل المشرق) بأنه مبدأ أمره، لأن ظهوره (ع) من مكة قطعي، فلابد أن يكون معناه مبدأ أمره وحركة أنصاره من جهة المشرق) (المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي: 595 – 596).
هذا التفسير متهافت لدرجة تثير الإستغراب، حتى لو إلتزمنا بمجمل التصور الذي يلتزم به الشيخ لحركة الظهور، لأمور منها:-
1 – إن أكثر الأحاديث التي تقع ضمن إطار الموضوع تنص صراحة على أن القائم نفسه يبدأ حركته من المشرق، لا إن أصحابه فقط ينطلقون من هناك.
2 – إن اليماني - وهو قائد الأصحاب بنص الروايات، وسفير للأمام كما ترجح للشيخ – يبدأ حركته من اليمن برأي الشيخ وليس من المشرق. ومعنى هذا إنه حتى على وفق تصور الشيخ لا يستقيم ما ذهب إليه في تفسيره على إطلاقه.
3 – إن منشأ التعارض بين الأحاديث وهمي، إذ يمكن دفعه بالقول إن القائم الذي يشرع بحركته من المشرق شخص آخر غير الإمام المهدي (ع). أقول وقد أثبتنا هذا في ما مضى من بحوث هذا الكتاب. أما الآن فسنقرأ أحاديث الرايات السود المشرقية لنستخرج البرهان منها بالذات.
وردت في شرح إحقاق الحق الرواية الآتية:(... فيخرج الله على السفياني من أهل المشرق وزير المهدي، فيهزم السفياني الى الشام) (اليماني حجة الله: 100).
بحسب هذه الرواية إذن يقاتل السفياني و يهزمه وزير الإمام المهدي (ع)، وهذا الوزير هو قائد المشرقيين. أقول: معلوم إن منصب الوزارة من نصيب الأوصياء، فهارون كان وزيراً لموسى، وأمير المؤمنين كان وزيراً لرسول الله (ص) والإمام المهدي (ع) وزيره (أحمد) ولده ووصيه بنص وصية رسول الله (ص). ويؤكده ما ورد عن أمير المؤمنين (ع):(... ويخرج قبله – أي الإمام المهدي – رجل من أهل بيته، بأهل المشرق، ويحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر) (نفسه: 73). فهذه الرواية نصت على أن وزير الإمام المهدي هو رجل من أهل بيته، في إشارة واضحة الى ولده (أحمد).
وعن السيد ابن طاووس في ملاحمه:(إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج، فإن فيها خليفة المهدي) (الملاحم والفتن: 52). هذه الرواية أضافت تفصيلاً جديداً على المشهد، إتضح من خلا له إن وزير المهدي، والرجل من أهل بيته هو خليفته، أي وصيه (فخليفة المهدي كما تعلمون لا يأتي بالإنتخابات الديمقراطية، وإنما وفق مبدأ التنصيب الإلهي، ومعلوم إن بعد الحسن والحسين لا تجتمع الإمامة في أخوين، وإنما هي في الأولاد). أقول ومثل الحديث المتقدم ما ورد عن رسول الله (ص):(يقتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة، ثم لا تصير الى واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقاتلونهم قتالاً لا يقاتله قوم، ثم ذكر شاباً فقال: إذا رأيتموه فبايعوه فإنه خليفة المهدي) (بشارة الإسلام: 30). أقول وقد وردت للرواية صورة أخرى في ذيلها (فإنه خليفة الله المهدي)، وهذه الصورة لا تغير في الأمر شيئاً، إذ طالما كان المقطوع به هو خروج الإمام المهدي (ع) من مكة، فلابد إذن من حمل تعبير (خليفة الله المهدي) على غير الإمام المهدي (ع)، وهو أمر لا يحتار فيه المتتبع، بعد أن تكفلت وصية رسول الله ببيان حقيقة أن (أحمد) له ثلاثة أسماء أحدها (المهدي).
ولكي يتضح هذا الأمر أكثر أنقل الرواية الآتية عن صاحب بشارة الإسلام، الذي ينقلها بدوره عن غيبة الطوسي:(عن عمار بن ياسر... الى قوله: ثم يخرج المهدي (ع) على لوائه شعيب بن صالح،... الخ) (نفسه: 176 – 177). ولو تساءلنا الآن: أي مهدي تقصده الرواية؟ تجيبنا الرواية الآتية؛ عن محمد بن الحنفية، قال:(تخرج راية سوداء لبني العباس، ثم تخرج من خراسان سوداء أخرى قلانسهم سود، وثيابهم بيض، على مقدمتهم رجل يقال له شعيب بن صالح، أو صالح بن شعيب من بني تميم يهزمون أصحاب السفياني، حتى تنزل بيت المقدس توطئ للمهدي سلطانه، يمد إليه ثلاث ماية من الشام، يكون بين خروجه وبين أن يسلم الأمر للمهدي إثنان وسبعون شهراً) (المعجم الموضوعي: 594).
هذه الرواية تصرح بأن شعيب بن صالح، والرايات السود، يوطئون للمهدي سلطانه، ويسلمونه الأمر بعد إثنين و سبعين شهرا، إذن فالمهدي الذي تشير له الرواية الأولى الذي يأتي مع الرايات السود، مهدي آخر. ويوضحه أكثر الرواية الآتية الواردة عن رسول الله (ص):(... حتى ترتفع رايات سود من المشرق فيسألون الحق فلا يعطونه، ثم يسألونه فلا يعطونه، ثم يسألونه فلا يعطونه، فيقاتلون فينصرون. فمن أدركه منكم، أو من أعقابكم فليأت إمام أهل بيتي، ولو حبواً على الثلج، فإنها رايات هدى، يدفعونها الى رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، فيملك الأرض فيملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلما) (نفسه: 597). ً
فالرسول (ص) يصف قائد الرايات السود بأنه (إمام أهل بيتي)، وهو غير الإمام المهدي الذي يدفعونها له. أي إن قائد الرايات السود هو إمام، وهو من أهل البيت، وهو غير الإمام المهدي، فلا شك إنه وصي الإمام المهدي (ع)، وولده (أحمد). أقول وهذه الرواية توضح ما ورد عن الإمام الباقر (ع):(كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه، ثم يطلبونه فلا يعطونه، فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم فيعطون ما سألوه فلا يقبلونه حتى يقوموا، ولا يدفعونها إلا الى صاحبكم، قتلاهم شهداء، أما إني لو أدركت صاحب ذلك لاستبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر) (غيبة النعماني: 281). (فصاحب هذا الأمر) الذي تشير له الرواية هو نفسه (إمام أهل بيتي)، أي إنه (أحمد) أو اليماني. وقوله: (لاستبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر) إشارة الى ضرورة اتباع اليماني، وليس كما ذهب إليه الشيخ السند. وعن أمير المؤمنين (ع):(لابد من رحى تطحن... الى أن يقول: بعث الله عليها عبداً عنيفاً خاملاً أصله يكون النصر معه) (نفسه: 265). والعبد من العبودية لله، وكونه خامل الأصل إشارة الى خفاء نسبه المتصل بالإمام المهدي (ع) كما هو الواقع، حيث أكثر الناس ينكرون على من يقول إن الإمام المهدي متزوج وله ذرية، وكأنهم يريدون أن يستأذنهم في أمر زواجه، ولعل هؤلاء هم المقصودون ب (البترية)، أي إنهم يقولون إنه (ع) أبتر.
وعن الإمام الرضا (ع):(لا تقوم الساعة حتى يقوم قائم للحق منا، وذلك حين يأذن الله عز وجل له، ومن تبعه نجا، ومن تخلف عنه هلك، الله الله عباد الله فأتوه ولو حبواً على الثلج، فإنه خليفة الله عز وجل) (المعجم الموضوعي: 606). أقول بعد أن ينقل الشيخ الكوراني هذه الرواية، يعلق قائلاً:(وهو يتعلق بالإيرانيين بدليل قوله (فأتوه ولو حبواً على الثلج) لأن بلا دهم ثلجية) (المصدر السابق). ومراد الشيخ إن الأمر بالإتيان الى خليفة الله متوجه للإيرانيين دون سواهم، فكأنه فهم أن خليفة الله المذكور في الرواية هو الإمام المهدي (ع)، وحيث إنه يرى إن الإمام المهدي (ع) يتحرك من الحجاز الى العراق، وحيث إن الثلوج في هذه المنطقة منعدمة، إذن المقصود ًإن الناس المخاطبين يسكنون في مناطق فيها ثلوج، وعليهم أن يأتوا إمامهم رغم هذه الثلوج. والحقيقة إن الشيخ الكوراني يحاول بتفسيره هذا أن يلتف على الدلالة الحقيقية للرواية وهي إن القائم أو خليفة الله سيأتي من قبل المشرق، وبرأيه إن هذا يناقض حقيقة إن الإمام المهدي (ع) يأتي من مكة. لقد كان حرياً بالشيخ أن يلتفت الى المعنى الواضح للرواية وهو إشارتها الى أن القائم شخص آخر غير الإمام المهدي (ع)، وهو ولده كما أسلفت القول، لاسيما وإن ثمة روايات كثيرة جداً تصرح بهذا المعنى. وأود الإشارة هنا الى أن المفهوم من المشرق ليس بلاد إيران بالضرورة، فالمشرق إصطلاح يشمل مدينة البصرة من العراق أيضاً، ومن أراد مزيداً من المعرفة والتحقيق حول هذا الأمر فليراجع كتاب (سامري عصر الظهور) للشيخ ناظم العقيلي، وكتاب (اليماني حجة الله) للشيخ حيدر الزيادي. أما من جهتي فسأكتفي بذكر رواية واحدة، لعلها تفي بالغرض،(يدخل السفياني الكوفة، فيسبيها... الى قوله: ويخرج قوم من سواد الكوفة ليس معهم سلاح، إلا القليل منهم، ومنهم نفر من أهل البصرة، فيدركون أصحاب السفياني فيستنقذون ما في أيديهم من سبي الكوفة، وتبعث الرايات السود بالبيعة الى المهدي) (عصر الظهور: 125). من هذه الرواية يتبين أن أصحاب الرايات السود قوم من البصرة والكوفة على الخصوص.
ولعل الرواية الآتية تضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بالرايات السود، فعن الإمام الباقر (ع)، قال:(إن لله كنوزاً بالطالقان، ليس بذهب ولا فضة؛ إثنا عشر ألفاً بخراسان شعارهم: أحمد.. أحمد، يقودهم شاب من بني هاشم على بغلة شهباء، عليه عصابة حمراء، كأني أنظر إليه عابر الفرات، فإذا سمعتم بذلك فسارعوا إليه ولو حبواً على الثلج) (منتخب الأنوار المضيئة: 343).
هذه الرواية تصرح باسم القائم، الذي يتخذ الطالقانيين من اسمه شعاراً لهم، كما إن قوله (ع): (عابراً الفرات) يدل على أن دخوله الى العراق يتم من جهة البصرة، ليتخذ طريقه الى الكوفة، إذ إن أي طريق آخر يمكن أن يسلكه لابد أن يضعه بمواجهة نهر دجلة، لا نهر الفرات.
بقي أن أشير الى أن الروايات صرحت بورود راية من خراسان أو من إيران عموماً، بقيادة الخراساني وهو غير اليماني كما يفهم من الروايات، وبشأن هذه الشخصية، أقول: إن جميع الرايات يشوبها الضلال، باستثناء راية اليماني أو راية القائم، وهذا الحكم يشمل راية الخراساني، فالضلال لا ينفك عن الخراساني حتى يبايع اليماني، ويخضع لحكمه، ذلك أن راية الحق واحدة لا تتعدد. فعن الصادق (ع):(له كنز بالطالقان، ما هو بذهب ولا فضة، و راية لم تنشر مذ طويت) (المعجم الموضوعي: 601). وهذه الراية هي راية رسول الله (ص) التي نشرها أمير المؤمنين (ع) يوم الجمل، ثم طواها، وادخرها للقائم (ع). فعن أبي بصير، قال:(قال أبو عبدالله (ع): لما التقى أمير المؤمنين (ع) وأهل البصرة نشر الراية، راية رسول الله (ص) فزلزلت أقدامهم... الى أن قال: فقال للحسن: يا بني إن للقوم مدة يبلغونها، وإن هذه راية لا ينشرها بعدي إلا القائم صلوات الله عليه) (غيبة النعماني: 319). وهذه الراية لا يتقدمها إلا مارق ولا يتأخر عنها إلا زاهق، فعن عبيد بن كرب قال: سمعت أمير المؤمنين (ع) يقول:(إن لنا أهل البيت راية من تقدمها سرق، ومن تأخر عنها زهق، ومن تبعها لحق) (بشارة الإسلام: 202). وقول أمير المؤمنين (ع) هذا هو نفسه ما قاله الإمام الباقر (ع) عن راية اليماني: (هي راية هدى) و (الملتوي عليه من أهل النار). وعلى أية حال فإن المتحصل من الروايات إن الخراساني يبايع القائم أو (أحمد) بعد أن يدخل الكوفة على الأرجح.
والحمد لله وحده وحده وحده
النهضة الفاطمية- انصاري
- عدد الرسائل : 244
العمر : 36
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/03/2008
رد: الرايات السود المشرقية
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف يكون يماني ويظهر في العراق ، كان سموه العراقي وليس اليماني !!!
كيف يكون يماني ويظهر في العراق ، كان سموه العراقي وليس اليماني !!!
خيبر- مشترك جديد
- عدد الرسائل : 8
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 28/07/2008
رد: الرايات السود المشرقية
بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد لله رب العالمين
و صلى الله على محمد و آله الأئمة و المهديين و سلم تسليما
(((...بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله ، يجب أولاً معرفة إن مكة من تهامة ، وتهامة من اليمن . فمحمد وال محمد (ص) كلهم يمانية فمحمد (ص) يماني وعلي (ع) يماني والإمام المهدي (ع) يماني والمهديين الإثني عشر يمانية والمهدي الأول يماني ، وهذا ما كان يعرفه العلماء العاملين الأوائل (رحمهم الله) (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً) (مريم:59) ، وقد سمى العلامة المجلسي (رحمه الله) في البحار كلام أهل البيت (ع) (بالحكمة اليمانية) راجع مقدمة البحار ج1 ص1 بل ورد هذا عن رسول الله (ص ) ، كما وسمى عبد المطلب (ع) البيت الحرام بالكعبة اليمانية راجع بحار الأنوار ج22، 51، 75 .)))
و الحمد لله رب العالمين
و صلى الله على محمد و آله الأئمة و المهديين و سلم تسليما
(((...بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله ، يجب أولاً معرفة إن مكة من تهامة ، وتهامة من اليمن . فمحمد وال محمد (ص) كلهم يمانية فمحمد (ص) يماني وعلي (ع) يماني والإمام المهدي (ع) يماني والمهديين الإثني عشر يمانية والمهدي الأول يماني ، وهذا ما كان يعرفه العلماء العاملين الأوائل (رحمهم الله) (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً) (مريم:59) ، وقد سمى العلامة المجلسي (رحمه الله) في البحار كلام أهل البيت (ع) (بالحكمة اليمانية) راجع مقدمة البحار ج1 ص1 بل ورد هذا عن رسول الله (ص ) ، كما وسمى عبد المطلب (ع) البيت الحرام بالكعبة اليمانية راجع بحار الأنوار ج22، 51، 75 .)))
أم زينب- انصاري
- عدد الرسائل : 165
العمر : 41
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 10/02/2008
رد: الرايات السود المشرقية
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين
اعتمد الذين يقولون ان اليماني الموعود يخرج من اليمن على بعض الروايات التي تتحدث عن هذا المعنى واليكم هذه الروايات من مصادر السنه والشيعه مع بعض الشرح :
1-في مشارق الانوار (...ثم يخرج ملك من اليمن من صنعاء... اسمه حسين او حسن) نقلا عن المعجم الموضوعي0
هذه الروايه ليست عن اهل بيت العصمه وانما عن سطيح الكاهن,ثم ماهو دليلهم على ان المقصود بهذا الملك اللذي تكهن به هو نفسه اليماني. وبعد كل هذا نحن لم نؤمر باخذ الروايات من الكهنه.
وفي بعض الكتب توجد هذه الروايه :
وهو كتاب كمال الدين وتمام النعمه للشيخ الصدوق وكل من ذكر هذه الروايه فهو قد نقلها من هذا المصدروهي بسند واحد عن الامام الباقر وهو:حدثنا محمد بن محمدبن عصام قال حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال حدثنا القاسم بن علاء قال حدثنا اسماعيل بن علي القزويني قال حدثني علي بن اسماعيل عن عاصم بن حميد الخياط عن محمد بن مسلم الثقفي الطحان قال دخلت على ابي جعفر الباقر ع الى ان قال الامام: (....... وان من علامات خروجه السفياني من الشام وخروج اليماني (من اليمن) وصيحه من السماء.....).
وهنا لابد من الانتباه الى ان عبارة(من اليمن) قد جائت في المصدر بين قوسين ولم يشر الهامش في كل الطبعات القديمه عن سبب ذلك الحصر بين القوسين للعباره لأن هذا الحصر لايخلو اما ان كون هذه العباره وجدت في نسخ خطيه انفردت بذكر هذه العباره (من اليمن) فكان يجب الاشاره بالهامش لمثل هكذا امر سواء من الناسخ او المحقق او المؤلف واما ان تكون قد وضعت من ايادي لسبب ما في زمن ما.
فلقد تحققنا في اكثر من طبعه قديمه على عبارة (من اليمن) المذكوره فلم نجدها في بعض الطبعات القديمه والبعض الاخر ذكرها ووضعها بين قوسين دون ان يشير الى مصدرها المأخوذه منه ولم نجد لها اي تخريج الا ان يكون قد زجها احد
المؤلفين أو الناسخين من عنده تحت طائلة انه يريد ضبط سياق كلام الرواية فلا معنی للحصر بين قوسين الا هذا المعنی اذا اردنا ان نحمله علی الصحة اوانه زجتها بعض الاقلام لسبب ما قد يكون سياسيا اوعشائريا كما يظهر من بعض الروايات التي تدل على تفاخر اليمانيين والقرشيين على بعضهم بان صاحب الامر منهم حيث يروي الشيخ علي الكوراني في كتابه معجم احاديث المهدي ج1 ص 299 [ولكن ابن حماد روى عن عبد الله ابن عمر ابن العاص في روايه ترد ذلك تقول (يامعشر اليمن تقولون ان المنصور منكم والذي نفسي بيده انه لقرشي ابوه, ولو اشاء ان اسميه الى اقصى جد هو لفعلت)] ويروي ايضا عن نفس المصدر في نفس الصفحه : في صفحه 141 بسندين اخرين عن كعب( على يد اليماني الذي يقتل قريشا ). ومن الوارد ان يكون هذا التفاخر قد استمرلعقود. ومثل هذا التصرف كثير ما يحصل في الكتب والروايات، وأن هذا التصرف ليس في محله وغير مقبول ومحرم التقول علی المعصوم بشيء لم يقله وبهذا تكون هذه العبارة ليست من أصل الرواية وهي أجنبية لا يعتد بها، ومن أراد التأكد فليراجع الطبعات القديمة :
1- كتاب : كمال الدين وتمام النعمة
المؤلف : الشيخ الصدوق
الوفاة : 381 هـ.
تحقيق : تصحيح وتعليق : علي أكبر الغفاري
سنة الطبع : محرم الحرام 1405هـ ق - 1363 هـ ش
الناشر : مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة
فقد ذکرت عبارة من الیمن بین قوسین دون الاشارة بالهامش الی المنقول منها هذه العبارة.
واليك المؤلفات الاخری التي نقلت نفس الروایة المذکورة ولم یذکرفيها عبارة(من الیمن).
................................................................
2- الكتاب : كشف الغمة
المؤلف : ابن أبي الفتح الإربلي
ج 3 ص 330
الوفاة: 693 هج
من الیمن: غیرموجودة
................................................................
3- الکتاب: إثبات الهداة
المؤلف:محمدبن الحسن الحرالعاملي
الوفاة:1104هـ
أ)ج 3 ص 46 ب 19 ف 3 ح 20 - مختصرا عن كمال الدين .
ب)غیرموجودة ج3 ص 468 ب النصوص عی امامة صاحب الزمان ف 5 ح 131 كاملةًعن كمال الدين .
ج)غیرموجودة ج3 ص 718 ب 34 ف 4 ح 13 - آخره عن كمال الدين
...............................................................
4-الکتاب:بحارالانوار
المؤلف : العلامة المجلسي
الوفاة : 1111هـ
من الیمن:غیرموجودة.ج51ص218ح16 عن کمال الدین
5- الكتاب : إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب
المؤلف :الشيخ علي اليزدي الحائري
الوفاة : 1333هـ
من الیمن:غیرموجودة.ج1ص197
................................................................
6- الكتاب : بشارةالاسلام
المؤلف : السید مصطفی الکاظمي
الوفاة : 1336 هـ
الطبعة:قم- مکتبةالامین
من الیمن:غیرموجودة ص140
................................................................
7- الكتاب : مكيال المكارم
المؤلف : ميرزا محمد تقي الأصفهاني
الوفاة : 1348هـ
من الیمن:غیرموجودة ج1 ص71
8- كتاب : رجال تركوا بصمات على قسمات التاريخ
المؤلف : السيد لطيف القزويني
الوفاة : معاصر
من الیمن:غیرموجودة ص275.
................................................................
9-الکتاب:معجم احادیث الامام المهدي(ع)
المؤلف:الشیخ علي الکوراني
من الیمن:موجودة بین قوسین من دون الاشارة من اين اخذت هذه العبارة.
وبهذا العرض الاستقرائي يتضح حقيقة عبارة (من اليمن) بأنها ليست من اصل الرواية فأذا كان کل الذين نقلوا الرواية من کتاب كمال الدين لم يجدوا عبارة(من اليمن) في وقت النقل فكيف وجدت بعد ذلك ياتری؟؟؟؟؟ فهذا ممايدل علی عدم وجود هذه العبارة في اصل الکتاب .. والحمدلله وحده.
ثم إنّ الشيخ الكوراني ذكر في كتابه معجم أحاديث الإمام المهدي ج 1 ص 299 (روی ابن حماد ص 103 بقية وعبدالقدوس عن صفوان عن شريع بن عبيد كعب قال:
(ما المهدي الا من قريش وما الخلافة الا فيهم غير أن له اصلاً ونسباً في اليمن) ورواه ايضاً ص 109 بسنده المذكور.
لقد عبرت بعض الروايات عن أهل البيت العصمة أن الخلفاء بعد النبي اثني عشر خليفة كلهم من قريش، وقريش كما هو معروف حيٌ في مكة وفي المقابل نجد أن الإمام المهدي (عج) قد ولد وترعرع وغاب في العراق فهل يمنع علی الامام المهدي عليه السلام بأن ينتسب الی قريش أو إلی مكة أو إلی المدينة المنورة أو الی اليمن حتماً لا لأن من حق الأبناء أن ينتسبوا الیاصول وأحساب وأنساب آبائهم وأن علوا. واليكم حديث الرسول الأكرم (ص)قال: (..الایمان يماني وأنا يماني..) بحار الأنواار ج57 ص232. بهذا يكون النبي وأهل بيته الأئمة والمهديين كلهم يمانية وكلهم مهديون وصادقون.
وبالمقابل نجد أنّ الكوراني في شخصية الخراساني یقول انه ليس بالضرورة أن يكون من خراسان .
فاذا كان قد جازعلی شخصية الخراساني بأنه لیس بالضرورة أن يكون خراساني المولد والتربية فلماذا تحرم علی شخصية اليماني هذا الامر؟!!
وهذا نص ما ذكره في كتابه عصر الظهور في ص 243 .
أما الخراساني .... يمكن القول إن نسبته إلى خراسان لا تعني بالضرورة أن يكون من محافظة خراسان الفعلية ، فإن اسم خراسان والنسبة إليها يستعمل في صدر الاسلام بمعنى بلاد المشرق ، التي تشمل إيران والمناطق الاسلامية المتصلة بها ، التي هي الان تحت الاحتلال الروسي ، فقد يكون هذا الخراساني من أبناء أي منطقة منها ، ويصح تسميته الخراساني . كما لا يفهم من مصادر الدرجة الأولى.
واود ان سأل هنا: هل يكفي برأي الكاتب اذا خرج شخص من اليمن وادعى انه اليماني هل تكفي روايه واحده تقول بان اليماني( من اليمن)!!! لكي يكون هو اليماني الموعود وعلينااجابته, ولا يخفى على كل ذي لب ان اهم رايه في عصر الظهور والتي تدخل الجنه باتباعها وتدخل النار بالاعراض عنها لم يرد فيها اي تفصيل بل الروايات مبهمه, وهذا الامر حيَركل من نظر في قضية الامام المهدي فكل الرايات والشخصيات الاخرى فيها تفاصيل كثيره الا هذه الشخصيه وهذا هو المفتاح لمعرفة هذه الشخصيه فليس كل من قال انه اليماني سواء كان من اليمن او من العراق او من ايران او من الشام او من اي مكان اخر يمكن له ان يثبت بانه هو اليماني الموعود الا ان ياتي بقرائن وادله اخرى وقد صعب هذا الامر على كل شخص ولم يدعي احد من الغيبه ولحد الان بانه اليماني لصعوبة اثبات هذا الادعاء الا صاحب هذا الامر نفسه... عن مالك الجهني قال قلت لأبي جعفر (ع) : انا نصف صاحب هذا الأمر بالصفه التي ليس بها احد من الناس , فقال: لا والله لايكون ذلك ابدا حتى يكون هو الذي يحتج عليكم بذلك ويدعوكم اليه.(غيبة النعماني ص 212 ط بيروت 1402 هجريه 1983 م.
يتبع رجاءا
وحشة الطريق- مشترك مجتهد
- عدد الرسائل : 269
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 08/02/2008
رد: الرايات السود المشرقية
واليك نص قول السيد احمد الحسن في هذا الامر واحتجاجه على الناس ودعوته لهم وهو القول الفصل لطالب الحق:
يجب أولاً :- معرفة إن مكة من تهامة ، وتهامة من اليمن . فمحمد وال محمد (ص) (كلهم يمانية) . فمحمد (ص) (يماني) ، وعلي (ع) (يماني) والإمام المهدي (ع) (يماني) ، والمهديون الإثنا عشر (يمانية) ، والمهدي الأول (يماني) ، وهذا ما كان يعرفه العلماء العاملين الأوائل (رحمهم الله) (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً) (مريم:59) ، وقد سمى العلامة المجلسي (رحمه الله) في البحار كلام أهل البيت (ع) (بالحكمة اليمانية)[b][sup][1][/sup] ، بل ورد هذا عن رسول الله (ص ) ، كما وسمى عبد المطلب (ع) البيت الحرام بالكعبة اليمانية [sup][2][/sup] .
أما بالنسبة لحدود شخصية اليماني :-
فقد ورد في الرواية عن الباقر(ع) ( وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى ، لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم )[sup][3][/sup]
وفيها :-
أولاً / (لا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من أهل النار) : وهذا يعني أن اليماني : (صاحب ولاية إلهية) ، فلا يكون شخص حجة على الناس ، بحيث إن إعراضهم عنه يدخلهم جهنم ، وإن صلوا وصاموا ، إلا إذا كان من : (خلفاء الله في أرضه) ، وهم أصحاب الولاية الإلهية من الأنبياء والمرسلين والأئمة والمهديين .
ثانياً / (أنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) : والدعوة إلى الحق ، والطريق المستقيم ، أو الصراط المستقيم تعني : ( أن هذا الشخص لا يخطأ فيُدخل الناس في باطل أو يخرجهم من حق ) ، أي انه : (معصوم منصوص العصمة) ، وبهذا المعنى يصبح لهذا القيد أو الحد فائدة في تحديد شخصية اليماني ، أما افتراض أي معنى آخر لهذا الكلام (يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) فانه يجعل هذا الكلام منهم (ع) بلا فائدة ، فلا يكون قيداً ولا حداً لشخصية اليماني وحاشاهم (ع) من ذلك .
النتيجة مما تقدم في أولاً وثانياً:-
إن اليماني : (حجة من حجج الله في أرضه ومعصوم منصوص العصمة) ، وقد ثبت بالروايات المتواترة والنصوص القطعية الدلالة إن الحجج بعد الرسول محمد (ص) هم : الأئمة الإثني عشر (ع) وبعدهم المهديين الإثني عشر ، ولا حجة لله في الأرض معصوم غيرهم ، وبهم تمام النعمة ، وكمال الدين ، وختم رسالات السماء . وقد مضى منهم (ع) أحد عشر إمام ، وبقي الإمام المهدي (ع) والإثنى عشر مهدياً ، واليماني يدعوا إلى الإمام المهدي (ع) فلابد أن يكون اليماني أول المهديين ، لان الأحد عشر مهدياً بعده هم من ولده : (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (آل عمران:34) ويأتون متأخرين عن زمن ظهور الإمام المهدي (ع) ، بل هم في دولة العدل الإلهي ، والثابت أن أول المهديين هو : (الموجود في زمن ظهور الإمام المهدي (ع) ، وهو أول المؤمنين بالإمام المهدي (ع) في بداية ظهوره وتحركه ، لتهيئة القاعدة للقيام) ، كما ورد في وصية رسول الله (ص) . ومن هنا ينحصر شخص اليماني بالمهدي الأول من الإثني عشر مهدياً .
والمهدي الأول بيَّنت روايات أهل البيت (ع) اسمه وصفاته ومسكنه بالتفصيل ، فاسمه احمد وكنيته عبد الله - أي إسرائيل - أي أن الناس يقولون عنه إسرائيلي قهراً عليهم ، ورغم أنوفهم .
وقال رسول الله (ص) ( أسمي أحمد وأنا عبد الله أسمي إسرائيل فما أمره فقد أمرني وما عناه فقد عناني)[sup][4][/sup] . والمهدي الأول هو أول الثلاث مائة وثلاثة عشر ، وهو : (من البصرة) و(في خده الأيمن اثر) و (في رأسه حزاز) و (جسمه كجسم موسى بن عمران) (ع) و ( في ظهره ختم النبوة) و (فيه وصية رسول الله) (ص) و (هو اعلم الخلق بعد الأئمة بالقرآن والتوراة والإنجيل) و (عند أول ظهوره يكون شاباً) قال رسول الله (ص) ( … ثم ذكر شابا فقال إذا رأيتموه فبايعوه فانه خليفة المهدي ) بشارة الإسلام ص30 (عن أبي عبد الله (ع) عن آبائه عن أمير المؤمنين (ع) قال : قال رسول الله (ص) ( في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي (ع) يا أبا الحسن احضر صحيفة ودواة فأملى رسول الله (ص) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال يا علي انه سيكون بعدي اثنا عشر إماما ومن بعدهم اثنا عشر مهدياً فأنت يا علي أول الإثني عشر إمام ،وساق الحديث إلى آن قال وليسلمها الحسن (ع)إلى ابنه م ح م د المستحفظ من آل محمد (ص) فذلك اثنا عشر إماما ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المهديين له ثلاثة أسامي اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله و احمد والاسم الثالث المهدي وهو أول المؤمنين )[sup][5][/sup] .
[1] - راجع مقدمة البحار ج1 ص 1 .
[2] - راجع بحار الأنوار ج 22، 51، 75 .
[3] - غيبة النعماني ص 264 .
[4] - تفسير العياشي ج 1 : ص 44 ، البرهان ج 1 : 95 . البحار 7 : 178 .
[5] - بحار الأنوار : ج 53 : ص 147 و الغيبة للطوسي ص150 ، غاية المرام ج 2 ص 241 .
يتبع رجاءا
[/b]
وحشة الطريق- مشترك مجتهد
- عدد الرسائل : 269
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 08/02/2008
رد: الرايات السود المشرقية
تكملة
وعن الصادق (ع) انه قال (إن منا بعد القائم اثنا عشر مهديا من ولد الحسين (ع
.
وعن الصادق (ع) قال (إن منا بعد القائم أحد عشر مهدياً من ولد الحسين (ع) )
وفي هذه الرواية القائم هو المهدي الأول وليس الإمام المهدي (ع) لان الإمام (ع) بعده إثنى عشر مهدياً ، وقال الباقر (ع) في وصف المهدي الأول : ( … ذاك المشرب حمرة ، الغائر العينين المشرف الحاجبين العريض ما بين المنكبين برأسه حزاز و بوجهه أثر رحم الله موسى ، وعن أمير المؤمنين (ع) في خبر طويل :
(( … فقال (ع) ألا وان أولهم من البصرة وأخرهم من الأبدال … ، وعن
الصادق (ع) في خبر طويل سمى به أصحاب القائم (ع): (( … ومن البصرة … احمد …) ، وعن الإمام الباقر (ع) انه قال : ( للقائم اسمان اسم يخفى واسم يعلن فأما الذي يخفى فأحمد وأما الذي يعلن فمحمد )[ . واحمد هو اسم المهدي الأول ومحمد اسم الإمام المهدي (ع) كما تبين من وصية رسول الله (ص)، وعن الباقر (ع): (إن لله تعالى كنزا بالطالقان ليس بذهب ولا فضة ، اثنا عشر ألفا بخراسان شعارهم : ( أحمد أحمد ) يقودهم شاب من بني هاشم على بغلة شهباء ، عليه عصابة حمراء ، كأني أنظر إليه عابر الفرات . فإذا سمعتم بذلك فسارعوا إليه ولو حبوا على الثلج ) ، واحمد هو اسم المهدي الأول ، وفي كتاب الملاحم والفتن : ( قال أمير الغضب ليس من ذي ولا ذهو لكنهم يسمعون
صوتا ما قاله إنس ولا جان بايعوا فلانا باسمه ليس من ذي ولا ذهو ولكنه خليفة يماني وفي الملاحم والفتن للسيد بن طاووس الحسني : (فيجتمعون وينظرون لمن يبايعونه فبيناهم كذلك إذا سمعوا صوتا ما قال إنس ولا جان بايعوا فلانا باسمه ليس من ذي ولا ذه ولكنه خليفة يماني) وروى الشيخ علي الكوراني في كتاب معجم أحاديث الإمام المهدي (ع) : (ما المهدي إلا من قريش ، وما الخلافة إلا فيهم غير أن له أصلا ونسبا في اليمن) .وبما أن المهدي الأول من ذرية الإمام المهدي (ع) فلابد أن يكون مقطوع النسب لان ذرية الإمام المهدي (ع) مجهولون ،وهذه الصفات هي صفات اليماني المنصور وصفات المهدي الأول لأنه شخص واحد كما تبين مما سبق.
وان أردتَ المزيد فأقول : إن اليماني ممهد في زمن الظهور المقدس ومن الثلاث مائة وثلاث عشر ويسلم الراية للإمام المهدي ، والمهدي الأول أيضاً موجود في زمن الظهور المقدس وأول مؤمن بالإمام المهدي (ع) في بداية ظهوره وقبل قيامه ، فلا بد أن يكون أحدهما حجة على الآخر وبما أن الأئمة والمهديين حجج الله على جميع الخلق والمهدي الأول منهم فهو حجة على اليماني إذا لم يكونا شخص واحد وبالتالي يكون المهدي الأول هو قائد ثورة التمهيد فيصبح دور اليماني ثانوي بل مساعد للقائد وهذا غير صحيح لان اليماني هو الممهد الرئيسي وقائد حركة الظهور المقدس ، فتحتم أن يكون المهدي الأول هو اليماني واليماني هو المهدي الأول ، وبهذا يكون اليماني ( اسمه احمد ومن البصرة وفي خده الأيمن اثر وفي بداية ظهوره يكون شاباً وفي رأسه حزاز واعلم الناس بالقران وبالتوراة والإنجيل بعد الأئمة ومقطوع النسب ويلقب بالمهدي وهو إمام مفترض الطاعة من الله ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ويدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم ويدعو إلى الإمام المهدي (ع) و …و… وكل ما ورد من أوصاف المهدي الأول في روايات محمد وال محمد (ع) فراجع الروايات في كتاب غيبة النعماني وغيبة الطوسي وإكمال الدين والبحار[sup][7][/sup] ، وغيرها من كتب الحديث .
ويبقى إن كل (أتباع اليماني) من الثلاث مائة والثلاثة عشر أصحاب الإمام (ع) : (هم يمانيون) ، باعتبار انتسابهم (لقائدِهم اليماني) ، ومنهم (يماني صنعاء) و (يماني العراق) .
(كَلاَّ وَ الْقَمَرِ* وَ اللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ* وَ الصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ* إِنَّها لإَِحْدَى الْكُبَرِ* نَذِيراً لِلْبَشَرِ* لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ* كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ* إِلاَّ أَصْحابَ الْيَمِينِ* فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ* عَنِ الْمُجْرِمِينَ* ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ* قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ* وَ لَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ* وَ كُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ* وَ كُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ* حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ* فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ* فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ* كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ*فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ* بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً* كَلاَّ بَلْ لا يَخافُونَ الآْخِرَةَ* كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ* فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ* وَ ما يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَ أَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) المدثر .
والقمر :- (الوصي) ، والليل :- (دولة الظالمين) ، والصبح :- (فجر الإمام المهدي) (ع) ، وبداية ظهوره بوصيه . كبداية شروق الشمس ، لأنه هو الشمس ، (إِنَّها لإَحْدَى الْكُبَرِ) :- أي (القيامة الصغرى) .
والوقعات الإلهية الكبرى ثلاث هي :-
القيامة الصغرى .
والرجعة .
والقيامة الكبرى .
( نَذِيراً لِلْبَشَرِ) : أي (منذر وهو الوصي والمهدي الأول) ( اليماني) يرسله الإمام المهدي (ع) بشيراً ونذيرا بين يدي عذاب شديد ، ليتقدم من شاء أن يتقدم ، ويتأخر من شاء أن يتأخر عن : (ركب الإمام المهدي) (ع) ، (كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) . وهذا واضح فكل إنسان يحاسب على عمله ( إِلاَّ أَصْحابَ الْيَمِينِ) ، وهؤلاء مستثنون من الحساب وهم : (المقربون وهم أصحاب اليماني الثلاث مائة وثلاثة عشر أصحاب الإمام المهدي) (ع) ، يدخلون الجنة بغير حساب ، قال تعالى : (فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ) (الواقعة:88-89) ، (فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ* عَنِ الْمُجْرِمِينَ* ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ* قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ)
أي لم نك من الموالين لولي الله ، وخليفته ووصي الإمام المهدي (ع) والمهدي الأول (اليماني الموعود )، فاليماني (لا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من أهل النار)
فحسبي الله ، ونعم الوكيل :-
لقد ابتلي أمير المؤمنين علي (ع) بمعاوية بن هند (لع) ، وجاءه بقوم لا يفرقون بين الناقة والجمل ، وقد ابتليت اليوم كما ابتلي أبي (علي بن أبي طالب) (ع) ، ولكن بسبعين معاوية (لع) ، ويتبعهم قوم لا يفرقون بين الناقة والجمل .
والله المستعان على ما يصفون
والله ما أبقى رسول الله (ص) ، وآبائي الأئمة (ع) شيء من أمري إلا بينوه ، فوصفوني بدقة ، وسموني ، وبينوا مسكني ، فلم يبق لبس في أمري ، ولا شبهة في حالي ، بعد هذا البيان .
وأمري أبين من شمس في رابعة النهار وأني أول المهديين واليماني الموعود
واقول فهل بعد هذا القول اي قول؟
وهناك روايه اخرى :
عن نعيم ابن حماد في كتاب الفتن ص174 :
حدثنا سعيد ابو عثمان عن جابر عن ابي جعفر قال اذا ظهر الابقع مع قوم ذوي
اجسام تكون بينهم ملحمه عظيمه ثم يظهر الاخوص السفياني الملعون فيقاتلهم جميعا.
فيظهر عليهم جميع ثم يسير اليهم منصور اليماني من صنعاء وله فوره شديده يستقبل الناس قتل الجاهليه فيلتقي هو والاخوص وراياتهم صفر وثيابهم ملونه فيكون بينهما قتال شديد ثم يظهر الاخوص السفياني عليه.
فاقول هنا: هل يمكن ان يكون صاحب راية الهدى واهدى الرايات بهذا الوصف(يستقبل الناس قتل الجاهليه)اي انها ليست راية هدى فلو كانت كذلك لما قتلهم قتل الجاهليه ثم بعد ذلك يقول ثم يظهر الاخوص السفياني عليه وهذا واضح بانه ليس اليماني الموعود لأنه هو الذي يظهر على السفياني كما هو معلوم ولا يحتاج الى شرح.
ولقد ذكره الكاتب في رده بهذه الطريقه(المنصور اليماني) وهذا شىء من الخداع فاظافة الالف واللام لكلمة منصور يريد ان يوحي بان المقصود هنا هو اليماني وكلمة المنصور انما هي وصف له ولكنها في المصدر (منصور اليماني) فيكون الاسم هو منصور واليماني صفه له.
واريد ان هنا سؤالا : هل بعد هذه البينات الواضحة والنور الصادر عن اهل البيت (ع) عذر لمعتذر انه لم يكن يعلم ؟
وأسأل الله الذي هدانا وانقذنا من حيرة الشك والضلالة بهذا السيد المظلوم ان ينقذكم انتم مما انتم فيه من حيرة الشك والظلالة وان يهديكم سواء السبيل فقد جاءكم من يثبت حقكم وصلاح منهجكم الامامي ويغلب بدينكم على كل دين (وآمنوا بما انزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا اول كافر به ولا تشتروا بأياتي ثمنا قليلا واياي فاتقون)البقرة 41.
جاء ليثبت حق محمد(ص) و ال محمد (ع) الذي كان سبب ظلامتكم على مرالعصور فلا تهدموا بيوتكم بايديكم وتكونوا اول كافر به و الحمد لله وحده.
وحشة الطريق- مشترك مجتهد
- عدد الرسائل : 269
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 08/02/2008
منتديات أنصار الإمام المهدي ع :: الرسول واهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين وصحبه الاخيار المنتجبين :: الإمــــام المهـــــدي الحجة محمد بن الحسن (ع) مكن الله له في الارض
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى