منتديات أنصار الإمام المهدي ع


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات أنصار الإمام المهدي ع
منتديات أنصار الإمام المهدي ع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الوجيز في الامامة والولاية تأليف المحامى احمد حسين يعقوب

اذهب الى الأسفل

الوجيز في الامامة والولاية  تأليف المحامى احمد حسين يعقوب Empty الوجيز في الامامة والولاية تأليف المحامى احمد حسين يعقوب

مُساهمة من طرف خادم الحسين الخميس 15 مايو 2008 - 11:26


الباب الاول: مفهوم الامامه والولايه فى الشريعه والتاريخ


الفصل الاول: معنى الامامه وانواعها

معنى الامامه لغه:

ام القوم اى تقدمهم، والامام كل من ائتم به قوم سواء اكانوا على الخطا ام على الصواب.

وامام كل شى‏ء قيمه والمصلح له، والامام يعنى المثال، ويعنى المقصود.

والامام هو الخيط الذى يمد على البناء ويسوى عليه (لادراك استقامه البناء). والحادى امام الابل، لانه الهادى لها(1).

(والامام، فى اللغه، هو الانسان الذى يوتم به، ويقتدى بقوله او فعله محقا كان او مبطلا) (2).

معنى الامامه فى القرآن الكريم وردت كلمه (امام) و (اماما) و (امامهم) و(ائمه)، فى القرآن الكريم، اثنتى عشره مره‏ع‏2(ع‏32ع‏2)، وقد انطبق المقصود منها انطباقا تاما على المعنى اللغوى لكلمه الامامه، وتفصيل ذلك قوله تعالى:

1- (فانتقمنا منهم وانهما لبامام مبين)، «الحجر/79».

2- (وكل شى‏ء احصيناه فى امام مبين)،«يس/12».

3- (ومن قبله كتاب موسى اماما ورحمه..)، «هود/17».

4- (ومن قبله كتاب موسى اماما ورحمه..)، «الاحقاف/12».

5- (يوم ندعوا كل اناس بامامهم)، «الاسراء/71».

فكلمه امام، الوارده فى هذه الايات الخمس، تكشف عن معنى: الكتاب، والمرجع، والقيم، والمصلح، والهادى، والرمز، والمحيط.

6- (واجعلنا للمتقين اماما)، «الفرقان/74».

7- (قال انى جاعلك للناس اماما، قال ومن ذريتى، قال لا ينال عهدى الظالمين)، «البقره/124».

8- (وجعلناهم ائمه يهدون بامرنا..)، «الانبياء/73».

9- (ونجعلهم ائمه ونجعلهم الوارثين)، «القصص/5».

10- (وجعلنا منهم ائمه يهدون بامرنا لما صبروا..)، «السجده/24».

فكلمه امام، الوارده فى الايات الخمس الثانيه التى سقناها، تكشف جليا عن معنى المثل الاعلى، والقدوه الحسنه، والقياده الراشده والمرجعيه الموثوقه، والهدايه التى تقود حتما الى الصواب. او بتعبير ادق انها تعنى الزعامه او الوجاهه المومنه المرتبطه باللّه سبحانه وتعالى.

11- (فقاتلوا ائمه الكفر انهم لا ايمان لهم)، «التوبه/12».

وائمه الكفر المعنيين بهذه الايه، وبالدرجه الاولى، هم زعماء بطون قريش.

12- (وجعلناهم ائمه يدعون الى النار ويوم القيامه لا ينصرون)، «القصص/41».

والائمه الذين يهدون الى النار هم فرعون وجنوده فالايتان (11و12) سلطتا الاضواء الكاشفه على طبيعه القياده الفاسده، والمرجعيه الضاله، وقدوه السوء التى تجر اتباعها الى دار البوار.

نوعا الامامه فى القرآن الكريم من يتتبع الايات القرآنيه المتعلقه بالامامه والتى اوردناها فى الفقره السابقه يتبين له، بيسر، ان القرآن الكريم قد حدد الامامه بنوعين، ورسم لها صورتين، فكل امامه، على وجه الارض، تندرج بالضروره فى احد هذه النوعيين وتظهر باحدى هاتين الصورتين، فالامامه اما ان تكون شرعيه، واما ان تكون غير شرعيه.

1- الامامه الشرعيه فقد ساق اللّه تعالى مثالا لهذا النوع من الامامه امامه ابراهيم والائمه الذين جاءوا من بعده، والقرآن الكريم يوضح بما لا يدع مجالا للتاويل ان هذا النوع من الامامه هو:

ا- عهد من اللّه، فالامامه عهد اللّه، وهذا العهد لا تناله الا الصفوه من عباد اللّه، وهو حرام على الظالمين.

ب- ان اللّه، سبحانه وتعالى، هو الذى يختار الائمه، ويجعلهم ائمه، لانه هو وحده القادر على معرفه الصفوه معرفه قائمه على الجزم واليقين. انظر الى قوله تعالى مخاطبا ابراهيم (انى جاعلك للناس اماما) فاللّه تعالى هو الذى اسند منصب الامامه لابراهيم، وكلفه القيام باعباء هذا المنصب، وكذلك قوله تعالى عن الائمه الذين جاءوا من بعد ابراهيم، حيث قال (وجعلناهم ائمه)، (ونجعلهم ائمه)، فاستعمل كلمه (جاعلك، ونجعلهم، وجعلناهم).

ج- ان الائمه طراز صالح من ذريه ابراهيم، فاسحاق هو ابن ابراهيم ويعقوب حفيده، ووصلت الامامه الى محمد، وهو حفيد اسماعيل واسماعيل هو ابن ابراهيم، ذريه بعضها من بعض.

د- والعلامه الرابعه للامامه الشرعيه ان الامام الشرعى يهدى بامر اللّه ان يسوس ويوجه ويقود وفق التعاليم الالهيه العالم بها علما قائما على الجزم واليقين. ودليل ذلك قوله تعالى: (وجعلناهم ائمه يهدون باءمرنا) وقوله تعالى: (وجعلنا منهم ائمه يهدون بامرنا لما صبروا).

2- الامامه غير الشرعيه بعد ان بين اللّه، سبحانه وتعالى، معالم الامامه الشرعيه، وساق لها مثلا امامه ابراهيم والائمه من بعده، وضح معالم الامامه غير الشرعيه، وساق مثلا لها امامه فرعون وجنوده، وائمه الكفر من قبلهم، ومن بعدهم كزعامه بطون قريش التى اخرجت النبى وحاربته وصدت عن سبيل اللّه حتى احيط بها، وقد حدد، سبحانه وتعالى، مميزات تلك الامامه غير الشرعيه ومعالمها تحديدا يحتمل التاويل.

ا- الامام غير الشرعى رجل ظالم، وعرفه بالظلم لان الظلم جماع كل قبح وعدوان، وهو غير جدير بالامامه التى هى عهد اللّه، فضلا عن عدم اتصافه بصفاتها، وعدم اهليته لها، لكل هذا فهى محرمه عليه.

ب- وعلى الرغم من ان الامام غير الشرعى يعلم بعدم اهليته للامامه الشرعيه ويعلم بحرمتها عليه، وعدم اهليته لها، ومع علمه بوجود الامام الشرعى الا ان هذا الرجل تجاهل الشرعيه تجاهلا كاملا وجمع اسباب القوه والتغلب والقهر، واستولى على منصب الامامه الشرعيه بالغصب والقهر، بعد ان اقصى الامام الشرعى عن منصبه وحمل الناس بالقوه على القبول بهذا الوضع الشاذ الذى فرضه.

ج- ومن مميزات امامه فرعون وجنوده وائمه الكفر من بعدهم، ومن قبلهم، ان الامام المتغلب يعطل الشرع الالهى، اى التعاليم الالهيه: (امر اللّه) ويستبدله، ب‏ارائه الخاصه، واجتهاداته الشخصيه، ويفرض بالقوه والقهر تلك الاراء والاجتهادات حتى تكون، مع الايام، بمثابه شرع بديل للشرع الالهى خاصه القواعد المتعلقه بمنصب الامام.

د- ومن مميزات امامه فرعون القدره على تحريف الكلم عن مواضعه وقلب الحقائق، فهو يسمى الصلاح الالهى فسادا، ويدعو فساده صلاحا، انظر الى قوله تعالى، على لسان فرعون، مخاطبا قومه: (انى اخاف ان يبدل دينكم او ان يظهر فى الارض الفساد) «غافرر26». ونرى فرعون يطعن بالامام الشرعى، ويصفه بانه مهين، ولا يكاد يبين. ولا مجال للمقارنه بين الفرعون وموسى. انظر الى قوله تعالى، وهو ينقل هذه الظاهره على لسان فرعون، مخاطبا الملا من اهل مصر (ام انا خير من هذا الذى هو مهين) «الزخرفر52». وقد يتلطف الغاصب لمنصب الامامه بالقوه فيقول: ان الامام الشرعى هو الافضل، ولكن قدم المفضول على الافضل لمصلحه رآها الناس، او ان العرب لا تجتمع على امام من بنى هاشم، لانها تانف ان تكون النبوه والامامه معا فى البطن الهاشمى!! الى آخره من خزعبلات الامام الغاصب التى يسخر كل وسائل الاعلام لتضليل الناس وابعادهم عن الشرع الالهى.

معنى الامامه فى سنه الرسول تنصب مهمه الرسول الاولى على تبليغ القرآن الكريم، وبيان احكامه للناس، وقد قام الرسول بمهمته خير قيام، فبلغ القرآن فعلا، وبين احكامه كما امر (لتبين للناس ما نزل اليهم) «النحل/44» (ان اتبع الا ما يوحى الى) «الانعام/50، يونس/15، الاحقاف/9» فوضح كافه المعانى الوارده فى القرآن الكريم لكلمه امام، وائمه، وبين مترادفات هذه الالفاظ، فبين ان الامام هو الرجل الاول، وصاحب الكلمه العليا، واكد ما جاء فى القرآن الكريم من وجود نوعين من الامامه، احداهما امامه بره كامامه موسى والائمه من بعده وامامته(ص)، والاخرى امامه فاجره، كامامه فرعون وجنوده، وامامه زعامه بطون قريش، وامامه الذين غصبوا منصب الامامه بالتغلب والقهر، فالامامه البره تهدى بامر اللّه وتتقيد باحكام الشرع، والثانيه تهدى الى النار، لانها قائمه على الغصب والظلم، واستبدال النصوص الشرعيه بالاراء والاجتهادات الشخصيه.

الامامه هى القياده الشرعيه بعد النبى لقد بين الرسول ان الامام هو القائد الشرعى، والمرجع الموثوق من بعد النبى، وهو الموهل الهيا ليخلف النبى ويقوم بمهامه من بعده، وهو المتصف بصفات الامامه الشرعيه والذى شهد اللّه ورسوله له بانه الاعلم، والافهم بالدين والاقرب للّه ولرسوله، والاتقى، والافضل فى زمانه، فبعد ان اعلن الرسول ان عليا بن ابى طالب(ع) هو الخليفه، والوصى والولى من بعده، وبعد ان توجه رسول اللّه بامر من اللّه تعالى اميرا على المومنين، ووليا لهم مجتمعين، ومولى لكل واحد منهم وبعد ان ربط ربطا محكما بين الولايه للّه ولرسوله(ص) وبين الولايه لعلى بن ابى طالب(ع)، عندئذ اعلن الرسول امام اصحابه مجتمعين ومنفردين، فى مرات، واماكن متعدده، ان عليا بن ابى طالب هو الامام من بعده. ودفعا للالتباس، واقامه للحجه ساق الرسول فى تلك المواقف نفسها كلمه امام مع كلمات (سيد المسلمين وقائدهم، ووليهم، ونور الطاعه، ورايه الهدى، وخاتم الوصيين)، واعتبرها من صفات الامام على ومميزاته. واعتبر هذه الصفات والمميزات من وجوه الامامه ومظاهرها ولوازمها.

واعتبر امامه على بن ابى طالب حاله استمراريه لامامته(ص) وامامه ابراهيم والائمه من بعده الذين يهدون بامر اللّه.

وقد تكررت كلمه امام وائمه فى السنه النبويه، تكرارا كافيا لبيان احكام الامامه بنوعيها.

نماذج من نصوص الامامه الشرعيه ا- قال الرسول، يوما، لاصحابه: (اوحى اللّه الى فى على بن ابى طالب (انه سيد المسلمين، وامام المتقين، وقائد الغر المحجلين) (3).

ب- وقال الرسول(ص) يوما آخر، لاصحابه: (اوحى اللّه الى فى على انه سيد المسلمين وولى المتقين، وقائد الغر المحجلين) (4).

ج- وبينما كان الرسول جالسا مع اصحابه قال لهم: (اول من يدخل هذا الباب امام المتقين، وسيد المسلمين، ويعسوب الدين وخاتم الوصيين وقائد الغر المحجلين). وبعد آونه دخل على بن ابى طالب، فنهض رسول اللّه وعانقه (5).

د- وفى يوم من الايام، كان الرسول جالسا مع اصحابه، فدخل على بن ابى طالب، فقال له الرسول امامهم: (مرحبا بسيد المسلمين وامام المتقين) (6).

ه- وقال الرسول، مره لاصحابه: (ان اللّه عهد الى عهدا فقلت: بينه لى، فقال اللّه تعالى: اسمع ان عليا رايه الهدى، وامام اوليائى، ونور من اطاعنى وهو الكلمه التى الزمتها المتقين.....

الحديث) (7).

ففى النماذج السابقه، وامثالها، من النصوص الشرعيه، بين الرسول احكام الامامه الشرعيه التى اجملها القرآن الكريم، وساق نموذجا لها امامه ابراهيم، والائمه الذين كانوا يهدون بامر اللّه من بعده، فالامام الشرعى رجل اختاره اللّه سبحانه وتعالى، واعده اعدادا كاملا بحيث يكون هو الاعلم والافهم بالدين (بامرنا) والاقرب للّه ولرسوله، والاتقى، والاصلح، والافضل من اهل زمانه، والاجدر والاقدر على خلافه رسول اللّه فى امور الدنيا والدين، ليكون المثل الاعلى المتحرك والمبين الموتمن على دين اللّه، فلا يصدر عنه الا الصواب، وهذه هى مميزات الامامه الشرعيه وصفاتها، وهى التى امر رسول اللّه بان يعلن للناس بانها متوافره فى الامام على وفى الائمه الكرام من ذريته وذريه النبى.

بمعنى ان الرسول، فى زمانه، كان هو الاعلم والافضل والانسب ويجب ان يخلفه رجل يتمتع بهذه المزايا.

الرسول يحذر من الامامه الفاجره ويرسم صورتها بعد ان بين رسول اللّه نموذج الامامه الشرعيه، وبعد ان اعلن ان عليا بن ابى طالب، هو اول الائمه الشرعيين من بعده ثم يليه احد عشر اماما كلهم من ذريه النبى، وابناء على واحفاده بعد ذلك، حذر رسول اللّه من نموذج الامامه الفاجره التى اجملها القرآن، وساق مثلا لها امامه فرعون وجنوده وائمه الضلال الذين عاصروه، وهم زعماء بطون قريش.

لقد بين رسول اللّه بالتصوير الفنى البط‏ى‏ء احكام الامامه الفاجره القائمه على الغصب والتغلب والقهر، وحذر بمختلف وسائل التحذير، من الوقوع بين مخالب مثل هكذا امامه.

وبين الرسول بان الامه اذا رفضت امامها الشرعى على بن ابى طالب، او تخلت عنه، ولم تنصره، فان قياده الامه ستصبح مطمعا لكل الطامعين بالرئاسه وفريسه لمن غلب، وسيصبح الغالب داعيه يهدى عمليا الى النار، تماما كامامه فرعون وجنوده وامامه زعامه بطون قريش قبل هزيمتهم.

فالامام الفاجر، وفق هذا التصور، رجل طموح، مستهتر بالشرعيه والمشروعيه الالهيه، لا هم له الا مصالحه، والفوز بالاماره، حسود، كاره للترتيبات الالهيه المتعلقه بمنصب الامامه من بعد النبى، لذلك اعد العدد وهيا اسباب القوه، وقبض على مقاليد الامور بالقوه الغاشمه، وموهله الوحيد القوه والغلبه، والقدره على خداع الناس، وتحريف الكلم عن مواضعه.

وفى الوقت الذى يعلن فيه انتماءه للجماعه المسلمه، يبرز عداوته عمليا للّه ولرسوله، بجمعه لوسائل القوه والتغلب ليخرج الامه بالقوه من اطار الشرعيه والمشروعيه الالهيه فيخرب نظامها السياسى الالهى، ويبتزها امرها، بعد امضاء ولى امرها وامامها الشرعى الذى اختاره اللّه ورسوله، ويعطل احكام الامامه الشرعيه التى وضعها اللّه ورسوله ويستعيض عن الاحكام الالهيه، ب‏ارائه الخاصه واجتهاداته الشخصيه. فهذا النموذج من الامامه هو اشد خطرا على الدين والامه من امامه فرعون وجنوده، وامامه ائمه الكفر فى مكه.

لهذا صورهم رسول اللّه بصورتهم الحقيقيه البشعه، ووصف واقع حال تلك الامامه الفاجره بقوله: (يكون بعدى ائمه، لا يهتدون بهداى ولا يستنون بسنتى، قلوبهم قلوب الشياطين فى جثمان انس..) (8).

وهكذا يكون رسول اللّه قد بين الامامتين البره والفاجره، واطلع الناس على حقيقه امامه ابراهيم وامامه فرعون.

معنى الامامه عند ائمه اهل بيت النبوه لاهل بيت النبوه مكانه دينيه خاصه، فهم الذين اذهب اللّه عنهم الرجس، كما هو ثابت من آيه التطهير، وهم كنفس النبى كما هو ثابت من آيه المباهله، وهم اعدال الكتاب كما هو ثابت من حديث الثقلين المسلم بصحته وتواتره، ولان اللّه تعالى قد فرض مودتهم كما هو ثابت من آيه الموده، ولان الصلاه عليهم جزا لا يتجزا من الصلاه المفروضه على العباده، ولسبب عملى آخر انهم عاشوا مع النبى طوال حياته، وورثوا علمه، ما يعنى انهم قد اهلوا للامامه، فقد سمى رسول اللّه عليا اماما، وقال عن الحسن انه امام، وقال عن الحسين انه امام، ولا يجادل حتى النواصب بصحه اقوال الرسول هذه، انما جدالهم ينصب على تفريغ كلمه الامام من معانيها الشرعيه طمعا بتصحيح الواقع الذى فرضته القوه الغاشمه المتغلبه.

وما يعنينا هو ان ائمه اهل بيت النبوه عالجوا معنى الامامه وبينوه كما تلقوه عن رسول اللّه.

قال الامام على: (اللهم لا تخلو الارض من حجه لك على خلقك: ظاهر او خائف مغمور، لئلا تبطل على الناس حججك او بيناتك) (9).

وقال ايضا: (ان الائمه من قريش غرسوا فى هذا البطن من هاشم لا تصلح على سواهم ولا تصلح الولاه من غيرهم) (10).

وقال ايضا: (لا يقاس ب‏ال محمد من هذه الامه احد، ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه ابدا، هم اساس الدين، وعماد اليقين، اليهم يفى‏ء الغالى، وبهم يلحق التالى، ولهم خصائص حق الولايه، وفيهم الوصيه والوراثه...) (11).

قال الامام زين العابدين (على بن الحسين بن على بن ابى طالب): (نحن ائمه المسلمين، وحجج اللّه على العالمين، وساده المومنين، وقاده الغر المحجلين....) (12).
خادم الحسين
خادم الحسين
مشترك مجتهد
مشترك مجتهد

عدد الرسائل : 125
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الوجيز في الامامة والولاية  تأليف المحامى احمد حسين يعقوب Empty تبع الموضع

مُساهمة من طرف خادم الحسين الخميس 15 مايو 2008 - 11:29

[center][color=red]وقال الامام زين العابدين ايضا: (نحن خلفاء الارض ونحن اولى الناس بالناس..).

وقال ايضا، فى الصحيفه السجاديه (13)، (اللهم انك ايدت دينك فى كل اوان بامام اقمته، علما لعبادك، ومنارا فى بلادك، بعدما وصلت حبله بحبلك، وجعلته الذريعه الى رضوانك، وافترضت طاعته، وحذرت معصيته، وامرت بافشال امره، والانتهاء عند نهيه، والا يتقدمه متقدم، ولا يتاخر عنه متاخر...).

قال الامام الصادق (14): (لو بقيت الارض بغير امام ساعه لساخت) قيل له: كيف ينتفع الناس بالحجه الغائب المستور؟ فقال الصادق: (كما ينتفعون بالشمس اذا سترها السحاب).

وهذا يعنى ان ائمه اهل بيت النبوه قد فهموا الامامه كما بينها رسول اللّه على انها ركن من اركان الدين، لا غنى عنها، وبان الامام معين من اللّه، ومعلن من رسوله، وان مهمه الامام ان يهدى لامر اللّه، فهو قائد الامه ومرجعها وقدوتها فى امور دينها ودنياها، لانه الوحيد فى زمانه المتصف بالصفات الشرعيه للامامه، والموهل الوحيد فى زمانه لخلافه النبى فى امور الدين والدنيا.

وانت تلاحظ ان فهم اهل بيت النبوه يتفق بالكامل مع بيان النبى لاحكام الامامه الشرعيه، ممثله بامامه ابراهيم والانبياء من بعده والتى اجملها القرآن الكريم.

فالامام هو صاحب الكلمه العليا، يقود، ولا يقاد، ولا يتقدم عليه احد، ولا يتاخر عنه احد.

معنى الامامه عند علماء دوله الخلافه معنى قاده التاريخ الاسلامى نعنى بقاده التاريخ السياسى الاسلامى، وهم قاده دوله الخلافه، الخلفاء المتغلبين الذين قبضوا على مقاليد امور الدوله الاسلاميه من طريق القوه والتغلب والقهر وكثره الاتباع، مباشره، او بعهد من بعضهم الى بعض، وقد استمر حكم قاده التاريخ من بعيد وفاه النبى حتى سقوط آخر سلاطين بنى عثمان، وعرف نظامهم بنظام الخلافه على الرغم من تطبيقاته المختلفه، فابو بكر خليفه رسول اللّه، والسلطان عبد الحميد خليفه رسول رب العالمين ايضا.

معنى علماء دوله الخلافه ونعنى بعلماء دوله الخلافه، او علماء قاده التاريخ السياسى الاسلامى، اولئك العلماء الذين ايدوا دوله الخلفاء، وصححوا ولايه الخلفاء، وسوغوا اعمالهم، واعتبروا ما صدر عن الخلفاء او عن بعض اقطابهم، على الاقل، بمثابه سوابق دستوريه او سنن واجبه الاتباع كسنه رسول اللّه تماما، فولايه العهد مثلا يعدونها مشروعه، لان ابا بكر عهد لعمر، ولان عمر عهد لاصحاب الشورى.. الخ.

معنى الامامه عند هولاء تعنى الامامه، عند علماء دوله الخلافه، الخلافه، او الرئاسه العامه للمسلمين فى الشوون الدينيه والدنيويه، فالامام عندهم (اى الخليفه) هو خليفه رسول اللّه، يتمتع بكل حقوقه وصلاحياته، (لو منعونى عقالا لقاتلتهم عليه) كما يقول الخليفه الاول، وبيده الاموال، والسلطه والنفوذ، والفهم الدينى الذى يراه مناسبا هو الذى ينفذ، فيمكنه ان يخترع امورا لم تكن موجوده ويجعلها سنه واجبه الاتباع، كولايه العهد، ويمكنه ان يخالف سنه الرسول، فالرسول كان يعط‏ى بالسويه، وجاء الخليفه الثانى، والغى سنه المساواه بالعطاء، واعط‏ى الناس حسب منازلهم برايه، وقيل فى تسويغ ذلك ان الرسول مجتهد، والخليفه الثانى مجتهد! والخلاصه ان الخليفه عند علماء دوله الخلافه هو الامام، ولا امام غير الخليفه فهو صاحب الكلمه العليا، والقول الفصل وهم يسلمون بانه ليس الاصلح ولا الافضل ولا الاعلم ولا الاتقى، ولكنه وصل الى سده الخلافه بالتغلب والقوه والقهر، وقدم المفضول على الافضل لمصلحه رآها المسلمون.

دليل علماء الدوله على ان الامام هو الخليفه؟ قال الماوردى والفراء (15):

ا- (الامامه) يعنون بها الخلافه، تنعقد من وجهين: احدهما باختيار اهل الحل والعقد وثانيهما بعهد الامام من قبل...

ب- ونقلا عن طائفه، القول: (ان اقل ما تنعقد به الامامه خمسه يجتمعون على عقدها والدليل الشرعى على ذلك ما فعله (ابو بكر وعمر وابو عبيده واسيد بن حضير، وبشير بن سعد، وسالم مولى ابى حذيفه عندما اجتمعوا واختاروا ابا بكر خليفه.

والدليل الشرعى الاخر برايهم ان الخليفه الثانى عمر جعل الشورى فى سته يعقد لاحدهم برضا الخمسه.

وهذا قول اكثر الفقهاء والمتكلمين من اهل البصره، وقال آخرون من علماء الكوفه تنعقد بثلاثه..

ج- واضاف: (ان انعقاد الامامه بعهد من قبله فهو ما انعقد الاجماع على جوازه، فابو بكر عهد لعمر، وعمر عهد بها لاهل الشورى).

د- واضاف: (ان بيعه عمر لم تتوقف على رضا الصحابه لان الامام احق بها).

ه- وقال ابو يعلى: (ان الامامه تثبت بالقهر والغلبه ولا تفتقر الى العقد).

(من غلب بالسيف حتى صار خليفه وسمى امير المومنين فلا يحل لاحد يومن باللّه واليوم الاخر ان يبيت ولا يراه اماما، برا كان ام فاجرا، فهو اميرالمومنين).

و- وقال فى الامام يخرج عليه من يطلب الملك، فيكون مع هذا قوم ومع هذا قوم تكون الجمعه مع من غلب، والدليل الشرعى ان عبداللّه بن عمر بن الخطاب صلى بالناس يوم الحره وقال: (نحن مع من غلب) (16).

ز- قال الجوينى امام الحرمين: (اعلموا انه لا يشترط فى عقد الامامه الاجماع) (17).

وهو يقصد بالامامه الخلافه.

ح- قال ابن العربى، فى (شرحه على سنن الترمذى): (لا يلزم فى عقد البيعه للامام (الخليفه) ان تكون من جميع الانام، بل يكفى لعقد ذلك اثنان او واحد (18).

ط- قال القرطبى، فى (جامع الاحكام): (اذا انعقدت الامامه باتفاق اهل الحل والعقد او بواحد وجب على الناس كافه متابعته) (19).

ى- قال عضد الدين الايجى، فى (المواقف فى علم الكلام) (20): (ان الامامه «يقصد الخلافه‏» تثبت بالنص من الرسول ومن الامام السابق، وتثبت بيعه اهل الحل والعقد).

وقد قصد الجميع (بالامامه) الخلافه العامه للرسول، او الرئاسه العامه للمسلمين فى الشوون الدينيه والدنيويه.

والنصوص التى اوردناها، عند علماء الدوله التاريخيه، تعط‏ى تصورا واضحا عن معنى الامامه عندهم، فالخليفه عندهم هو الامام، وهو الرئيس الاعلى للمسلمين فى جميع شوونهم الدينيه والدنيويه، ولم لا فهو خليفه الرسول القائم مقامه؟ وهذا الخليفه ليس مميزا لا فى دينه ولا فى علمه، ولا فى افضليته، وما يميزه عن سواه هو انه غالب او متغلب حمل الناس على اتباعه، او صار خليفه بعهد من متغلب، ويبقى هذا الخليفه خليفه للنبى، متمتعا بكافه صلاحياته وحقوقه وشرعيه وجوده حتى يظهر غالب جديد، فاذا تغالب الغالب الجديد مع الغالب السابق الذى صار خليفه لانه غلب، يتفرج الناس، فاذا غلب المتغالب الجديد، يفقد الخليفه السابق شرعيه وجوده وكافه حقوقه وصلاحيتها، ويخلى مكانه ليحل محله الغالب الجديد، خليفه للنبى، واميرا للمومنين، واماما للمسلمين..

ثم تبدا عمليات المفاضله بين المتغلبين، وهكذا يخرج الدين الحنيف بقرآنه وسنته ومقاصده الشريفه عن مساحه التغالب، ويبقى دوره محصورا بالزينه، وينكر اولئك العلماء وجود ائمه شرعيين غير الخلفاء.

المصطلحات المرادفه لمصطلح الامامه القرآن الكريم هو الذى عرف العرب بمصطلح الامامه، وهو الذى قسم الامامه الى نوعين، وجاء الرسول الكريم وبين هذا المصطلح بيانا تاما حتى عرف للعامه والخاصه معا.
خادم الحسين
خادم الحسين
مشترك مجتهد
مشترك مجتهد

عدد الرسائل : 125
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الوجيز في الامامة والولاية  تأليف المحامى احمد حسين يعقوب Empty تبع الموضع

مُساهمة من طرف خادم الحسين الخميس 15 مايو 2008 - 11:32

[وخلال قياده النبى للدعوه والدوله معا مارس مهمه الامامه والرساله معا، ثم وطد الامر، واعلن امام اصحابه واخبرهم ان الامام من بعده هو على بن ابى طالب لانه الموهل الهيا للامامه من بعده، وحرص النبى على اخبارهم بذلك فرادى ومجتمعين، مثلما حرص على ان ينادى الامام على امامهم بهذه الصفه كقوله:

(مرحبا بسيد المسلمين وامام المتقين)، وغنى عن البيان بان الرسول لم يعلن امامه على من بعده ويخبر اصحابه بهذه الامامه من تلقاء نفسه، انما فعل ذلك بامر من ربه، لان اللّه سبحانه وتعالى امر الرسول ووجهه لكافه الامور الاقل اهميه، فمن باب اولى ان يامره بهذا الامر الذى يعد فى غايه الخطوره، لانه قوام مستقبل الدعوه والدوله الاسلاميه.

وكما عرف القرآن الكريم العرب بمصطلح الامامه، عرفهم بكل المصطلحات الداله على الامامه والكاشفه لها، والتى تعد من لوازمها ومظاهرها وجاء الرسول فبينها بيانا لا يحتمل التاويل:

1- ولى الامر، او الولى مطلقا، او المولى تكررت هذه المصطلحات فى القرآن مرات متعدده، وقام رسول اللّه(ص)، ببيانها للعامه والخاصه، وربط هذا بمستقبل الدعوه والدوله (فعندما نزلت آيه الولايه: (انما وليكم اللّه ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاه ويوتون الزكاه وهم راكعون) «المائده/55» وقد بين الرسول لاصحابه ان السبب المباشر لنزول هذه الايه هو تصدق على بخاتمه وهو راكع، ولان مهمه الرسول ان يبين للناس ما انزل اليهم من ربهم، فقد بين هذه الايه وامثالها، واعلن بامر من ربه بان الامام على بن ابى طالب (هو وليه فى الدنيا والاخره) (21).

وقال الرسول لعلى امام اصحابه: (انت ولى كل مومن بعدى) (22)، ثم التفت الى اصحابه وقال لهم: (انه وليكم بعدى) (23).

ولم يكتف النبى بذلك بل امرهم بموالاه الامام على، وحبب اليهم هذه الموالاه، فقال: (اوصى من آمن بى وصدقنى بولايه على بن ابى طالب من تولاه فقد تولانى ومن تولانى فقد تولى اللّه ومن احبه فقد احبنى، ومن احبنى فقد احب اللّه).

وقال لهم مره: (من آمن بى وصدقنى فليتول على بن ابى طالب فان ولايته ولايتى، وولايتى ولايه اللّه) (24).

فانت تلاحظ ان رسول اللّه ربط ولايه على بالايمان بالنبى وبتصديقه، ولم يكتف الرسول بذلك، انما حث المسلمين على هذه الموالاه ووعدهم بالجنه فقال: (من احب ان يحيا حياتى ويموت موتتى ويسكن جنه الخلد التى وعدنى ربى، فان ربى غرز قضبانها بيده فليتول عليا فانه لن يخرجكم من هدى ولن يدخلكم فى ضلاله) (25).

فمن يمعن النظر، فى هذه النصوص، ويتبين اهتمام الرسول المركز على المعنى لا يبقى لديه ادنى شك بان الامام على بن ابى طالب هو الولى من بعد النبى، اى الامام او صاحب الكلمه العليا فى المجتمع، فولى الامر او الولى مطلقا يعنى الحاكم والاولى، انظر الى قوله تعالى: (ائمه يهدون بامرنا) «الانبياء/73، السجده/24»، (اطيعوا اللّه واطيعوا الرسول واولى الامر منكم) «النساء/59».

وقول الرسول لبنى عامر بن صعصعه عندما طلبوا الخلافه من بعده مقابل ايمانهم به: (ان الامر للّه يضعه حيث يشاء) وليس ادل على ذلك من انه عندما اخذوا الخلافه بالقوه والتغلب صار الخليفه المتغلب يعرف بالولى اطلاقا او بولى الامر انظر الى قول ابى بكر: (انى قد وليت عليكم) وقوله عندما استخلف عمر: (انى ما وليت ذا قرابه) وقول عمر: (انا ولى رسول اللّه وولى ابى بكر وامرهما الى والى من ولى الامر) (26).

وعمر على فراش الموت لطالما ردد: (لو كان... حيا وليته).

وفى زمن الخلفاء الثلاثه كان ينظر للخليفه المتغلب واقعيا على اساس انه ولى امر المسلمين او الولى مطلقا، ولم يختلف الامر عندما آلت الامور الى الامويين والعباسيين والعثمانيين، فالخاصه والعامه كانوا يرون ان الولى مطلقا او ولى الامر كنايه عن صاحب الكلمه العليا فى المجتمع الاسلامى، وهذا كله يوكد عمق الارتباط بين كلمه او مصطلح الامام وبين مصطلح الولايه او الولى.

وجاء تتويج الرسول للامام على فى غدير خم ليضع النقاط على الحروف (27).

2- الخليفه وردت كلمه خليفه، فى القرآن بمعنى النيابه عن الغير والقيام مقام هذا الغير كقوله تعالى: (يا داود انا جعلناك خليفه) «ص/26»، وقول موسى لاخيه هارون: (وقال موسى لاخيه خارون اخلفنى فى قومى واصلح..) «الاعراف/142».

فعندما خوطب داود كان هو الحاكم او صاحب الكلمه العليا، وهارون صار صاحب الكلمه العليا فى بنى اسرائيل بعد رحيل موسى، واسلاميا عرف الخليفه بانه القائم مقام الرسول بعد موته، ولان مهمه الرسول ان يبين للناس ما انزل اليهم من ربهم واحكاما للامر من بعده، اعلن الرسول واخبر الناس: المومن منهم والكافر بان على بن ابى طالب هو الخليفه من بعده، اى القائم مقام الرسول عند موته، فقال،(ص)، عن على بن ابى طالب:

(ان هذا اخى ووصيى وخليفتى فيكم فاسمعوا له واطيعوا) (28).

وبهذا الحديث الذى ربط بين الاخوه والوصايه والخلافه بين الرسول مغزى آيات الخلافه، فالخليفه هو الشخص الموهل الهيا لخلافه الرسول والحكم بشريعه الهيه، واذا استذكرنا قوله تعالى: (وقال موسى لاخيه هارون اخلفنى فى قومى واصلح) واستذكرنا قول الرسول لعلى (انت منى بمنزله هارون من موسى الا انه لا نبى بعدى) عندئذ نقطع بان الرسول اعط‏ى عليا كافه الصلاحيات المخوله له فى قياده المجتمع باستثناء النبوه، فعلى هو الامام، وهو الولى، وهو الخليفه، اى صاحب الكلمه العليا فى المجتمع، او بتعبير ادق فى هذا المكان (اى الخليفه القائم بالحق والحقيقه مقام النبى بعد موته، وحديث المنزله من اصح الاثار) (29).

وبعد ان تم غصب الخلافه والامامه بعد وفاه النبى والاستيلاء عليها بالقوه والتغلب، صار القائم مقام النبى يعرف بالخليفه، اى صاحب الكلمه العليا فى المجتمع، ظاهريا لانه خليفه الرسول الذى كان صاحب الكلمه العليا، وواقعيا لانه الخليفه المتغلب تحت تصرفه الاموال يستميل بها القلوب واسباب القوه الاخرى.

وتستخدم فى اداء المعنى نفسه مصطلحات اخرى‏هى:

3- امير المومنين.

4- القائد.

5- سيد المسلمين.

6- سيد العرب.

7- الوصى.
خادم الحسين
خادم الحسين
مشترك مجتهد
مشترك مجتهد

عدد الرسائل : 125
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الوجيز في الامامة والولاية  تأليف المحامى احمد حسين يعقوب Empty تبع الموضع

مُساهمة من طرف خادم الحسين الخميس 15 مايو 2008 - 11:33

وحملا على المقصود الالهى من الامامه او خلافه الرسول الشرعيه واقامه للحجه، وقطعا لدابر التاويل اعلن الرسول واخبر اصحابه: فرادى ومجتمعين بان الامام على هو امير المومنين، وهو سيد المسلمين، وهو سيد العرب، وهو القائد، وهو رايه الهدى، ونور من اطاع اللّه.

وهذه الصفات من لوازم ومظاهر الامامه الشرعيه، النموذج الوارد فى القرآن الكريم، وهى امامه ابراهيم والائمه من بعده الذين يهدون بامر اللّه حتى وصلت الامامه الى محمد، حيث جمع اللّه له الامامه والرساله والنبوه وقد وردت هذه الصفات باحاديث موثوقه اجمع ائمه اهل بيت النبوه على صحتها، ورواها الكثير من علماء دوله الخلافه التاريخيه (30).

المصطلحات المرادفه للامامه وجوه لشخص واحد من يمعن النظر فى منصب الامامه ومعانيها اللغويه والشرعيه وبالمترادفات التى اطلقت على شخص الامام يتيقن ان هذه المترادفات وجوه لشخص واحد، ومظاهر ولوازم لمنصب واحد، وهو منصب الامامه، فالامامه الشرعيه، هى رمز الارتباط بين الخلق وامر اللّه الخالق، والامام يمثل قمه الوجود علما واحاطه وتقوى، وفضلا، وصلاحا، وهو النموذج المتحرك الحى للانسان المعتصم باللّه، وهو المرجع الوحيد الذى لا يعلو فوقه مرجع، وهو الموهل الهيا لقياده الامه المسلمه بل لقياده العالم على هدى من امر اللّه، فلا يوجد فى زمانه من هو افضل منه ولا اعلم ولا اصلح، ولا اقدر، فما من سوال الا ويملك الجواب الصحيح عليه، لان من مهام الامام ان يبين الدين، او امر اللّه للعالم كله فضلا عن الامه الاسلاميه.

ومن هنا فان الامام بالضروره محصن (او مطعم) ضد الخطا والزلل، وبما ان هذا الامام سيحل محل الرسول ويقوم مقامه عند موت الرسول، فهو بالبداهه والضروره خليفه الرسول القائم مقامه فى امور الدين والدنيا معا، وحيث ان الامام الشرعى له ولايه على نسق ولايه اللّه ورسوله فهو الاولى بالمومنين من انفسهم او هو وليهم، او ولى امرهم جميعا وولى كل واحد وواحده منهم، اى انه الاولى بهم من غيره، فهو يلى امورهم، ويتصرف بشوونهم.

والامام الشرعى بالضروره هو سيد المسلمين، وقائدهم الاعلى، ورايه هداهم، وموالاته هى موالاه للّه ولرسوله، ورمز لاتباع المسلمين لامر اللّه، ولانه وصى الرسول فهو كنفس الرسول استنادا لايه المباهله ولقول الرسول لبنى هيلعه: (لارسلن عليكم رجلا كنفسى)، وقول الرسول لابى بكر عندما اخذ منه سوره براءه وكلف الامام على بتبليغها مبررا ذلك بانه لا يودى عن الرسول الا الرسول نفسه او الامام على، وهكذا يبنى الاسلام جسور الثقه بين الامام وبين المومنين، ويحكم كافه الاحكام المتعلقه بمنصب الامامه، ويسد امام طلاب الزعامه ابواب الفتنه والتاويل ويوطد للامام فى الارض.

اما الخليفه الذى استولى على صلاحيات الامام ومنصب الخلافه بالقوه والتغلب والقهر فلا حظ له من الشرعيه وهو مجرد واقع مفروض، غير معتبر ومعدوم شرعيا.

وامامه هذا المتغلب وخلافته تدخل فى زمره امامه فرعون وجنوده وامامه زعامه بطون قريش.

وهى امامه قائمه اصلا على الغصب والتغلب والقهر والخروج على امر اللّه، واستبعاد الكفاءات الشرعيه.


الفصل الثانى ‏ضروره الامامه واختصاصات الامام

من المسلم به بالضروره ان محمدا هو آخر الرسل وخاتم النبيين، وانه قد ارسل للناس كافه ليخرجهم من الظلمات الى النور، وان الدين الذى جاء به هو (دين اللّه) الاسلام بصيغته النهائيه التى ارتضاها اللّه لعباده، وانه قد انتقل الى جوار ربه.

ويسلم الجميع بان المهمه الاساسيه لرسول اللّه تنصب على:

1- تبليغ ما انزل اليه من ربه.

2- وبيان ما انزل فالصلاه على سبيل المثال جاءت مجمله فى القرآن الكريم، فقام الرسول ببيانها.

3- ومهمه الرسول ان يقود الدعوه الاسلاميه وان يقود الدوله الاسلاميه التى تمخضت عن الدعوه.

4- وان يحكم بما انزل اللّه، ومن خلال هذا كله يتكون المجتمع النموذج الذى يستقطب العالم لامر اللّه.

5- وان يكون مرجعا عاما لا ينطق الا بالجزم واليقين القائم على الصواب التام.

من يقوم بمهام الرسول بعد وفاته؟ تبليغ ما انزل اللّه، وبيانه، وقياده الدعوه، وقياده الدوله والحكم بما انزل اللّه، واستقطاب العالم، والمرجعيه امور فنيه وعلى جانب كبير من الخطوره والقيام بها يستدعى بالضروره الاعداد الالهى الكامل، والموهل الوحيد والمعد الهيا لانجاز هذه المهام من بعد النبى هو الامام، الاعلم والافهم بالدين والاقرب للّه ولرسوله، وافضل ابناء الجنس البشرى فى زمانه بشهاده اللّه ورسوله، عندئذ يحدث استقرار موسسى، وقناعه عامه باهليه الامام وقدرته، وينقطع دابر التنافس والتناحر على منصب الامامه، وتمضى الشرعيه والمشروعيه قدما فى تحقيق اهدافها.

وتوقف عمليات التبليغ وبيان ما انزل اللّه، وتوقف الدعوه الى امر اللّه، وانهيار دوله الايمان، والبقاء بدون مرجع موثوق ينطق بالحق والصواب، ويدل الناس على امر اللّه، ويطلعهم على الحقائق الشرعيه المجرده، عند تفرق الاراء واختلاف الاهواء كل هذه الامور تتناقض مع الحكمه الالهيه من النبوه والرساله وكذلك ترك هذه الامور ودون اسنادها لشخص محدد وموهل ومعد للقيام بها امر لا يتفق مع الحكمه والتدبير الالهى، والامام الشرعى هو المخول بذلك كله، مما يجعل وجوده ضروره ملحه يحتاجها الناس كحاجتهم الى الماء والهواء، والحب، وتكوين العائله، فبدون الامام الشرعى يتاكل المجتمع المسلم من داخله، وبوقت يطول او يقصر تبدا الانهيارات، وتصبح عمليه اعاده البناء مستحيله بدون وجود الامام الشرعى واشرافه، وحتى مع وجوده تصبح عمليه اعاده البناء مكلفه، وتحتاج لجهد مضاعف.

والخلاصه انه من غير المتصور وجود مجتمع مومن حقا بدون امامه شرعيه تهدى بامر اللّه على شاكله امامه ابراهيم والائمه من بعده الذين يهدون بامر اللّه، وعلى شاكله امامه محمد، والائمه من ذريته الذين اختارهم اللّه لقياده اللّه وهدايته الى امر اللّه من بعد النبى.

وفى هذا المجال يقرب الامام الباقر الصوره الى الذهن فيقول (يا ابا حمزه يخرج احدكم فراسخ فيطلب لنفسه دليلا وانت بطرق السماء اجهل منك بطرق اورض، فاطلب لنفسك دليلا) (31).

وانظر الى قول الامام على: (اللهم لا تخلو الارض من حجه لك على خلقك، ظاهر او خائف مغمور لئلا تبطل على الناس حججك او بيناتك) (32).

وقول الامام زين العابدين: (اللهم انك ايدت دينك فى كل زمان بامام اقمته علما لعبادك، ومنارا فى بلادك... وامرت بامتثال امره والانتهاء عند نهيه، وان لا يتقدمه متقدم ولا يتاخر منه متاخر) (33).

وباختصار لو كان فى الارض اثنان لكان الامام بالضروره احدهما كما قال احد الائمه.

قد يقال كيف تحتج باقوال ائمه اهل بيت النبوه على قوم ينكرون امامتهم؟ الائمه الكرام لا يقولون برايهم ما يقولونه مروى عن آبائهم عن رسول اللّه، ولا ينكرالمنكرون ان الائمه عاشوا مع رسول اللّه طوال حياته المباركه، وورثوا علم النبوه، فضلا عن مكانتهم الخاصه والمميزه بوصفهم اعدال الكتاب، والذين اذهب اللّه عنهم الرجس، وفرض مودتهم وجعل الصلاه عليهم جزءا من الصلاه المفروضه على العباد واصحاب مقوله الانكار يحتجون على الناس بمن هم اقل من الائمه مرتبه، فهم يقولون بعداله كل الصحابه، ومن الثابت ان الائمه، على، والحسن والحسين، صحابه على الاقل، وبرايهم فان الصحابه كلهم عدول، فلما تقدمون اذا بعداله الائمه او تشككون بها، مع انهم صحابه، بل وسادات الصحابه وساده الجنس البشرى كله!!! فلو روى هذه الاحاديث ابا هريره الذى صحب النبى اقل من ثلاث سنوات، لامنوا بروايته واعتبروها شيئا مقدسا، بحجه انه صحابى، ولو روى هذه الاحاديث معاويه او ابوه لتقبلوها بقبول حسن، مع ان معاويه واباه طليقان حاربا رسول اللّه ودينه علنا من 23 عاما ولم يسلما الا كارهين).

ضروره وجود امامه، بره كانت ام فاجره تلك حقيقه مطلقه سلمت بها البشريه كلها، واعتبرتها ضروره من ضرورات الاجتماع البشرى، فلا غنى لمجتمع قل ام كثر عن الامامه.

والامامه بالضروره كما انزل اللّه فى كتابه وبينها رسول اللّه، ناخذ صورتين متناقضتين، احداهما: امامه بره، وهى الامامه الشرعيه كامامه ابراهيم والائمه الذين كانوا يهدون لامر اللّه من بعده، وامامه محمد، وعلى والائمه الاطهار من ذريتهما.

فالامام بهذه الصوره رجل اختاره اللّه، واعده، وهياه للامامه، حتى صار افهم واعلم اهل زمانه، واتقاهم واصلحهم وافضلهم ومهمته ان يقود الجنس البشرى على هدى الامر الالهى.

وثانيهما: الامامه الفاجره، كامامه فرعون وجنوده، وامامه زعماء بطون قريش، والامام بهذه الصوره رجل حصل على الامامه بالقوه فقاد الناس على هدى آرائه الخاصه واجتهاداته الشخصيه.

عندما يستبعد الامام الشرعى، ويتم الاستيلاء على منصب الامامه بالقوه والتغلب والغصب والقهر ويتسلح الغاصب بالصلاحيات الهائله التى اعطاها الشارع الحكيم للامام الشرعى، عندئذ يتحول هذا الغاصب الى دكتاتور ويصبح اماما او قائدا ومرجعا للمجتمع على شاكله امامه فرعون وجنوده، وعلى شاكله ائمه الكفر (زعماء بطون قريش) الذين دخلوا بحرب مسلحه مع رسول اللّه، ولان الموهل الوحيد للغاصب هو القهر والغلبه، ولانه غير معد الهيا لتولى منصب الامامه وللقيام باعبائها، يغدو كحاطب الليل او كشخص لا يعرف من الطب الا اسمه او رسمه ومع هذا يجرى عمليات جراحيه دقيقه للقلب والعين والاذن، وهكذا يتلف الغالب ويفسد كل شى‏ء يلمسه او يضع يده عليه ومع الايام لا يبقى من الدين الا اسمه، ويصبح فرعونا حقيقيا والفرق بين الفرعونين ان فرعون مصر مكشوف وظاهر على حقيقته، بينما الفرعون الغاصب يرتدى جبه اسلاميه.

وطوال التاريخ كانت هذه الامامه الغاصبه قائمه ومستمره، لان قياده المجتمع ضروره يفرضها منطق الحياه وطبيعه الاجتماع.

قال رسول اللّه(ص) (لابد للناس من اماره بره او فاجره، فاما البره فتعدل فى القسم وتقسم بينكم فيئكم بالسويه، واما الفاجره فيبتلى فيها المومن، والاماره خير من الهرج، قيل يا رسول اللّه: وما الهرج؟ قال: القتل والكذب) (34).

فبدون قياده للمجتمع يختل حبل الامن، وياكل القوى الضعيف، والقياده او الاماره وجه من وجوه الامامه.

ومن هنا قال رسول اللّه (الاسلام والسلطان اخوان توامان لا يصلح واحد منهما الا بصاحبه فالاسلام اس والسلطان حارث، وما لا اس له يهدم وما لا حارث له ضائع) (35).

والمعنى ان الائمه الغاصبين استولوا على السلطان باعتباره الحارث وتركوا الاسلام مع انه الاساس والاخ التوام للسلطان.

الاستيلاء على منصب الامامه بالقوه والتغلب الغاصب للامامه رجل طامع بالسلطه، وحاسد للامام الشرعى وقوى اعد العده، وصمم على الخروج من الشرعيه والمشروعيه الالهيه، وعلى تنحيه الامام الشرعى بالقوه والتغلب والحلول محله قهرا، وبعد ذلك يظهر بمظهر الامام الشرعى، مع ان موهله الوحيد هو الغلبه، فليس موهلا للامامه ولا معدا لها ويبقى فى منصبه المغصوب ما دام غالبا، وعندما تقترب منيته يعهد بالامامه المغصوبه، لابنه او لاخيه او لاحد اصفيائه، ويتداولون منصب الامامه المغصوبه ما داموا غالبين، فاذا ضعفوا ياتى طامع آخر ويستولى بالقوه والتغلب على الامامه ويفعل كما فعل الذين من قبله ويتمتع بالحكم ما دام غالبا، وهكذا فالغلبه هو الاساس الوحيد للوصول الى منصب الامامه تاريخيا، فقد آلت الخلافه للخليفه الاول لانه غلب، وعهد بها الخليفه الاول للثانى لدوره المجيد بنصره الخليفه الاول، وعهد الخليفه الثانى عمليا بالخلافه للخليفه الثالث، وبعد قتله غالب معاويه ولى الامر فغلبه بالباطل واقام الملك الاقوى ثم آلت الامور الى الحكم بن العاص عدو رسول اللّه اللدود، وجد ملوك بنى اميه فحكموا هم واحفادهم لانهم غالبون ثم جاء العباسيون فغلبوا الامويين وحكموا لانهم غالبون، ودام حكمهم حتى جاء العثمانيون فحكموا لانهم غالبون.

التغلب هو الاساس الذى تقوم عليه الخلافه!! قال قاضى القضاه ابو يعلى الفراء واصفا واقع الحال: قال بعضهم ان الامامه تثبت بالقهر والغلبه ولا تفتقر الى العقد، (من غلب بالسيف حتى صار خليفه وسمى امير المومنين، فلا يحل لاحد يومن باللّه واليوم الاخر ان يبيت ولا يراه اماما برا كان او فاجرا فهو امير المومنين) (36).

وقال فى الامام يخرج عليه من يطلب الملك فيكون مع هذا قوم ومع هذا قوم، تكون الجمعه مع من غلب.

والدليل الشرعى على ذلك ان عبداللّه بن عمر بن الخطاب صلى باهل المدينه يوم الحره وقال: (نحن مع من غلب) (37).

لا يضر مع الغلبه ذنب والغالب يجب ان يطاع!!

اذا تحققت الغلبه ونجح الغالب بالاستيلاء على منصب الولايه والامامه الشرعيه بالقوه، فلا يضر مع الغلبه ذنب، ولا حرج على الغالب لو كان فاسقا وظالما ومعطلا للحدود وغاصبا للاموال وضاربا للابشار ومضيعا للحقوق، فتجب طاعته ويحرم الخروج عليه لانه خليفه الرسول!!

اثبات هذه الفتاوى العجيبه!!

(قال جماهير اهل السنه من الفقهاء والمحدثين والمتكلمين: لا ينعزل بالفسق والظلم وتعطيل الحقوق، ولا يخلع ولا يجوز الخروج عليه بذلك.... واما الخروج عليهم وقتالهم فحرام باجماع المسلمين وان كانوا فسقه ظالمين.. واجمع اهل السنه بانه لا ينعزل السلطان بالفسق) (38).

وقال القاضى ابو بكر محمد بن الطيب الباقلانى فى كتاب التمهيد (قال الجمهور من اهل الاثبات واصحاب الحديث: لا ينخلع الامام بفسقه وظلمه بغصب الاموال وضرب الابشار وتناول النفوس المحرمه، وتضييع الحقوق، وتعطيل الحدود ولا يجب الخروج عليه..

وجاءوا بمئات الاحاديث النبويه التى تحض على طاعه الائمه مهما فعلوا!!

فيزيد بن معاويه احرق الكعبه المشرفه، واستباح المدينه المنوره ثلاثه ايام، فحملت الف عذراء من غير زوج، وقتل سيد شباب اهل الجنه الحسين بن على، ومعه 17 رجلا من اهل بيت النبوه، وساق بنات الرسول من العراق الى الشام سبايا حفايا.

ومع هذا يسمونه اماما مجتهدا!! قال ابو الخير الشافعى فى حق يزيد: (ذاك امام مجتهد) (39).

وقال عبداللّه بن عمر بن الخطاب حاثا المسلمين على طاعه يزيد يوم الحره، سمعت رسول اللّه يقول: (من خلع يدا من طاعه لقى اللّه يوم القيامه لا حجه له) (40).

قال ابن عمر هذا بعد ان شاهد ان يزيد قتل عشره آلاف مسلم بيوم واحد، واستباح المدينه، وختم اعناق الصحابه، واخذ منهم البيعه على اساس انهم عبيد لامير المومنين يزيد بهم معاويه بن ابى سفيان، يتصرف بهم تصرف السيد بعبده واقنانه شراء وبيعا وقتلا...!!

والمعنى ان الرجل اذا غلب وصار خليفه، مبرر عمله فلا يعصى اللّه الا لحكمه، ولا يعطل الحدود ويضيع الحقوق، ويغصب الاموال ويضرب الابشار الا لحكمه، تفتقت عنها عبقريه الغالب الذى صار اماما او خليفه او اميرا للمومنين بالقوه والقهر.

ما هو سبب استمرار حكم الغالبيين بالقوه والقهر؟
خادم الحسين
خادم الحسين
مشترك مجتهد
مشترك مجتهد

عدد الرسائل : 125
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الوجيز في الامامة والولاية  تأليف المحامى احمد حسين يعقوب Empty تبع الموضع

مُساهمة من طرف خادم الحسين الخميس 15 مايو 2008 - 11:36

المتغلب رجل خارج على الشرعيه والمشروعيه الالهيه، وهدفه من هذا الخروج الاستيلاء بالقوه والتغلب والقهر على منصب الامامه او الولايه الشرعيه، وباى وسيله كانت لان الغايه عنده تبرر الوسيله، فاذا تحققت غايته وتم الاستيلاء على منصب الامامه بالقوه والتغلب والقهر، يصادر مع الامامه كافه صلاحيات الامام الشرعى، ويعلن بان هذه الصلاحيات حقوق شخصيه تابعه لمنصب الامامه.

ويصبح الغالب بالضروره:

1- هو المتصرف الاوحد بالاموال والارزاق والمواد يعط‏ى من يشاء، ويحرم منها من يشاء، وبما ان المال عصب الحياه يتبعه الناس اقتصاديا ويطلبون وده او يتظاهروا بوده وموالاته حرصا على نصيبهم من الاموال والارزاق والموارد.

2- يجمع بيده كل وسائل القوه فهو قائد الجيش الذى يتلقى افراده عطاءهم منه، فمن يعجز المال والرزق عن تركيعه يركعه بسبب من اسباب القوه.

3- ويصبح الغالب بالضروره هو القابض الفعلى على نفوذ الدوله وسلطانها يشرك من يشاء بامره، ويقصى من يشاء.

4- ويتملك الغالب بالضروره كل وسائل الاعلام ويسيطر عليها ويوجهها، لغسل الادمغه والتلبيس والتدليس، وتحريف الكلم عن مواضعه، والتشكيك بكل ما يدينه.

ونفخه، ومن خلال التكامل بين هذه الوسائل الاربعه يضمن المتغلب احكام امره بالقوه والقهر والتغلب.

معرفه الامام الشرعى اوجب الشرع الحنيف على كل مسلم ان يعرف امام زمانه الشرعى، ورتب على هذه المعرفه احكاما فى غايه الخطوره قال الامام الباقر عن آبائه عن رسول اللّه (من مات وليس له امام فموته ميته جاهليه، ولا يعذر الناس حتى يعرفوا امامهم، ومن مات وهو عارف امامه لا يضره تقدم هذا او تاخره، ومن مات عازما لامامه كان كمن هو مع القائم فى فسطاطه) (41).

وقال الباقر ايضا او الامام الصادق عن آبائه عن رسول اللّه (لا يكون العبد مومنا حتى يعرف اللّه ورسوله والائمه كلهم وامام زمانه، ويرد اليه ويسلم له ثم قال كيف يعرف الاخر وهو يجهل الاول).

معرفه الامامه التاريخيه قال ابو يعلى الفراء: فى لزوم معرفه الامام ويقصد بالامام الخليفه المتغلب قال بعضهم: (لا واجب على الناس كلهم معرفه الامام بعينه واسمه كما يجب عليهم معرفه اللّه ورسوله) ثم قال (والذى عليه جمهور الناس ان معرفه الامام تلزم الكافه بالجمله دون تفصيل) (42).

الالحاق!؟ عندما نجح الخليفه المتغلب بالاستيلاء على منصب الامامه الشرعيه، ادعى انه صاحب الحق بكل الصلاحيات والاحكام المتعلقه بالامام الشرعى فصادرها مع الامامه الشرعيه على اعتبار انها من توابعها والتابع تابع.

موهلات الامام نقطه الانطلاق من الموكد والمسلم به عند الجميع بان رسول اللّه(ص) قد قاد الدعوه الى اللّه، وبعد ان تمخضت الدعوه عن دوله يراس الدوله بنفسه مده عشر سنوات.

فكان رسولا ونبيا واماما، ولا ينكر احد فى الدنيا بان رسول اللّه من ذريه ابراهيم، وقد خص اللّه ابراهيم بالنبوه والخله والامامه، واعتبر اللّه تعالى الامامه عهده الخاص، قال اللّه تعالى لابراهيم: (انى جاعلك للناس اماما، قال ومن ذريتى، قال لا ينال عهدى الظالمين) قال الامام الرضا (فابطلت هذه الايه امامه كل ظالم الى يوم القيامه، وصارت بالصفوه ثم اكرمها اللّه تعالى فجعلها من ذريه اهل الصفوه والطهاره... فلم تزل ترثها ذريته بعض عن بعض قرنا فقرنا حتى ورثها النبى، فقال اللّه تعالى: (ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه (الائمه من بعده) وهذا النبى) «آل عمران/68» فكانت لهم خاصه ثم قلدها النبى عليا فصارت فى ذريته الاصفياء الذين آتاهم اللّه العلم والايمان.
خادم الحسين
خادم الحسين
مشترك مجتهد
مشترك مجتهد

عدد الرسائل : 125
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الوجيز في الامامة والولاية  تأليف المحامى احمد حسين يعقوب Empty تبع الموضع

مُساهمة من طرف خادم الحسين الخميس 15 مايو 2008 - 11:42

معرفه الامامه التاريخيه قال ابو يعلى الفراء: فى لزوم معرفه الامام ويقصد بالامام الخليفه المتغلب قال بعضهم: (لا واجب على الناس كلهم معرفه الامام بعينه واسمه كما يجب عليهم معرفه اللّه ورسوله) ثم قال (والذى عليه جمهور الناس ان معرفه الامام تلزم الكافه بالجمله دون تفصيل) (42).

الالحاق!؟ عندما نجح الخليفه المتغلب بالاستيلاء على منصب الامامه الشرعيه، ادعى انه صاحب الحق بكل الصلاحيات والاحكام المتعلقه بالامام الشرعى فصادرها مع الامامه الشرعيه على اعتبار انها من توابعها والتابع تابع.

موهلات الامام نقطه الانطلاق من الموكد والمسلم به عند الجميع بان رسول اللّه(ص) قد قاد الدعوه الى اللّه، وبعد ان تمخضت الدعوه عن دوله يراس الدوله بنفسه مده عشر سنوات.

فكان رسولا ونبيا واماما، ولا ينكر احد فى الدنيا بان رسول اللّه من ذريه ابراهيم، وقد خص اللّه ابراهيم بالنبوه والخله والامامه، واعتبر اللّه تعالى الامامه عهده الخاص، قال اللّه تعالى لابراهيم: (انى جاعلك للناس اماما، قال ومن ذريتى، قال لا ينال عهدى الظالمين) قال الامام الرضا (فابطلت هذه الايه امامه كل ظالم الى يوم القيامه، وصارت بالصفوه ثم اكرمها اللّه تعالى فجعلها من ذريه اهل الصفوه والطهاره... فلم تزل ترثها ذريته بعض عن بعض قرنا فقرنا حتى ورثها النبى، فقال اللّه تعالى: (ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه (الائمه من بعده) وهذا النبى) «آل عمران/68» فكانت لهم خاصه ثم قلدها النبى عليا فصارت فى ذريته الاصفياء الذين آتاهم اللّه العلم والايمان.

فالامامه كما يقول الرضا(ع): (منزله الانبياء وارث الاوصياء وان الامامه خلافه اللّه وخلافه رسوله ومقام امير المومنين وخلافه الحسن والحسين(ع) واضاف الامام الرضا قائلا: ان الامام زمام الدين ونظام المسلمين، وصلاح الدنيا وعز المومنين.

الامام راس الاسلام النامى وفرعه السامى.

بالامام تمام الصلاه والزكاه والصيام والحج والجهاد وتوفير الفى‏ء والصدقات وامضاء الحدود والاحكام ومنع الثغور والاطراف.

الامام يحل حلال اللّه ويحرم حرامه ويقيم حدود اللّه ويذب عن دين اللّه، ويدعو الى سبيل اللّه بالحكمه والموعظه الحسنه والحجه البالغه.. الامام هو البدر المنير والسراج الزاهر، والنور الطالع والنجم الهادى فى غيابات الدجى، والدليل على الهدى، والمنجى من الردى.. الامام امين اللّه فى ارضه وخلقه وحجته على عباده، وخليفته فى بلاده، والداعى الى اللّه.. والامام واحد دهره، لا يدانيه احد، ولا يعادله عالم، ولا يوجد له بدل ولا له مثل ولا نظير.

مخصوص بالفضل كله من غير طلب منه ولا اكتساب، بل اختصاص من المفضل الوهاب) (43).

وقد بينا ان الامام هو خليفه النبى، وهو الولى من بعده وهو القائد، وسيد المسلمين، وامير المومنين، ونور الطاعه وتلك اوصاف شرعيه اضفاها النبى بامر من ربه على الائمه الطاهرين من ولده من بعده.

موهلات النبى لا خلاف بين اهل المله بان النبى(ص) هو الاعلم والافهم بالدين واطلاقا فى زمانه، وهو الاتقى والاقرب للّه، وهو افضل ابناء الجنس البشرى، وهو الارحم بالناس، والانسب اطلاقا لقياده الدعوه الى اللّه، ورئاسه الدوله الايمانيه.

انه اوحد زمانه بهذه الامور، وهو الناطق بالصواب، وترجمان الحكمه والعلم الالهى، ونور طاعه اللّه، وهو الولى والقائد والسيد والامام، وتلك صفات لا يجرو على التشكيك بواحده منها.

موهلات الامام من بعد النبى الدعوه مستمره الى يوم القيامه، والدوله الايمانيه كحاميه للدعوه قائمه الى يوم القيامه، والدين الاسلامى كقانون للدوله من المفترض ان يبقى نافذا الى يوم القيامه هذه الامور الثلاثه تحدد بالضروره طبيعه وموهلات الامام او الرجل الذى سيخلف النبى.

فالامام الذى سيخلف النبى بالضروره هو الاعلم والافهم بالدين، حتى يبلغ ما انزل اللّه، وحتى ينقل البيان النبوى لما انزل اللّه نقلا يقينا قائما على الجزم واليقين، وهو بالضروره الاتقى للّه والاقرب للّه ولرسوله، والارحم بالناس، وافضل الموجودين فى زمانه، وانسبهم اطلاقا لقياده الدعوه والدوله معا، واوحد زمانه فى هذه الامور حتى يكون هو المرجع الناطق بالصواب، وهو بالضروره الوارث لعلم النبوه.

وهذه الموهلات خفيه لا يعلمها على وجه الجزم واليقين الا اللّه، ومن هنا فقد امر رسوله بان يعلن بان عليا بن ابى طالب هو الموهل والمعد الهيا لامامه المسلمين من بعد الرسول، وان الحسن اماما من بعد ابيه، وان الحسين اماما من بعد اخيه، بالاضافه الى تسعه من ولد الحسين سماهم الرسول ائمه واعلن بان موهلات الامامه متوفره بهم تماما.

هذه هى الموهلات الواجب توفرها بالامام من بعد النبى، هذا اذا اردناها امامه شرعيه على شاكله امامه ابراهيم والائمه من بعده الذين يهدون بامر اللّه وعلى شاكله امامه محمد على اعتبار ان الامامه عهد اللّه، ولا ينال عهد اللّه الظالمين.

من له مصلحه بالاعتراض على هذه الموهلات لست ادرى من فى المسلمين له مصلحه بالاعتراض على هذه الموهلات!! ان كان مومنا، واى مومن، بل واى انسان سوى العقل يكره ان يتصف امامه بهذه الصفات؟ او تكون له هذه الموهلات المميزه!! موهلات الامام المتغلب بالقوه والقهر الامام المتغلب بالقوه والقهر رجل مغامر وطماع وحسود استمرء الحرام وخرج من الشرعيه والمشروعيه الالهيه يوم خلع امامه الشرعى المتصف بصفات الامامه وحل محله بالقوه والتغلب والقهر مع علمه بانه غير موهل للامامه، ولا متصف بصفاتها وان موهله الوحيد هو القوه والتغلب والقهر، ومع علمه بانه غير جدير بخلافه النبى.

وينطبق هذا على من يعهد اليه المتغلب هذه هى طبيعه امامه فرعون وجنوده، وامامه ائمه الكفر زعماء بطون قريش المشركين، ولكنها هذه المره ترتدى عمامه اسلاميه.

امام وخليفه لخير البشر وفاسق بنفس الوقت نفسه! المتغلب يصبح اماما بالقوه والقهر والغلبه، واسميا ورسميا هو خليفه لرسول اللّه خير البشر، ومع هذا فهو هو فاسق وظالم، ومعطل للحدود والحقوق (44)!.

وقد يكون فاسقا وظالما وغاصبا للاموال، وضاربا للابشار ومتناولا للنفوس المحرمه، ومضيعا للحقوق، ومعطلا للحدود (45)..

وقد يهدم الخليفه المتغلب الكعبه المشرفه، ويستبيح مدينه الرسول ثلاثه ايام، ويقتل عشره آلاف مسلم بيوم واحد، ويقتل ابناء الرسول ويسير ذريته كما فعل يزيد.

ومع هذا لا يجوز الخروج عليه وتجب طاعته، لماذا! لانه امام متاول وخليفه رسول اللّه!! وعلى هذا اجمع اهل السنه والجماعه!

والانكى من ذلك انهم وضعوا احاديثا على رسول اللّه توجب طاعه هذه النماذج من الائمه (46).

انها امامه فرعون وجنوده وائمه الكفر من زعامه بطون قريش ولكن بديكور اسلامى!

عدد الائمه لم يكتف الرسول(ص) ببيان كافه الاحكام المتعلقه بالامامه ومنصب الامام من بعده، وتوضح هذا المنصب بالمترادفات التى الحقها به كالولايه والخلافه واماره المومنين والسياده على المسلمين، لم يكتف بكل ذلك انما بين عدد الائمه قياما بواجب البيان واحكاما لامر اللّه واحتياطا للامه ومستقبلها وقطعا لدابر الخلاف والاختلاف بهذا الامر الخطير.

فاكد(ص) ان عدد الائمه الشرعيين من بعده هو اثنى عشر اماما.

والمثير للدهشه حقا ان كلمه امام وائمه وردت فى القرآن الكريم اثنى عشره مره كما بينا!

وقد عم هذا التاكيد كافه اوساط الامه المسلمه وارسله عامتها وخاصتها ارسال المسلمات.

لقد ورد فى صحيح مسلم قول الرسول: (لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعه او يكون عليكم اثنى عشر خليفه كلهم من قريش) (47).

وفى صحيح البخارى ورد قول الرسول: (يكون اثنى عشر اميرا... كلهم من قريش) (48).

وفى كنز العمال ورد قول الرسول: (لن يزال هذا الدين قائما الى اثنى عشر من قريش، فاذا هلكوا ماجت الارض باهلها) (49).

وفى مسند الامام احمد ورد قول الرسول: (اثنى عشر عده نقباء بنى اسرائيل) (50).

وقال ابن كثير: (وفى التوراه التى بايدى اهل الكتاب ما معناه ان اللّه تعالى بشر ابراهيم باسماعيل وانه ينميه ويكثره ويجعل من ذريته اثنى عشر عظيما) (51).

ولا خلاف بين احد من الشيعه الاماميه بان عدد الائمه اثنى عشر اماما.

فاذا استذكرنا قول الامام على (ان الائمه من قريش غرسوا فى هذا البطن من هاشم ولا يصلح الولاه من غيرهم، واقوال الائمه الاثنى عشر التى اوردناها واستذكرنا حديث الثقلين لا يبق لدينا ادنى شك بان قاده الامه الشرعيين اثنى عشر اماما فهم الائمه الذين يشغلون منصب الامامه التى هى على شاكله امامه ابراهيم والائمه من بعده.

ومن المستحيل تطبيق هذا الرقم على وقائع التاريخ شرعا، لان الذين حكموا الامه الاسلاميه واقعيا حكموها بالتغلب والقهر، او بعهد من متغلب قاهر، ولانهم لم يتصفوا بصفات الامامه، ولا لهم موهلاتها، انما كانوا مجرد ملوك كغيرهم من ملوك الارض.

اختصاصات الامام الشرعى وصلاحياته الامام الشرعى هو القائم مقام النبى، والنائب عنه فى قياده كافه امور الدين والدنيا، وحتى يتمكن الامام من القيام بالاعباء التى كانت ملقاه على عاتق النبى، يجب عقلا ان يتمتع بكامل اختصاصات وصلاحيات النبى ويمكن اجمال اختصاصات الامام الشرعى وصلاحياته بما يلى:

1- تلاوه القرآن وتبليغه للناس (وامرت ان اكون من المسلمين وان اتلوا القرآن) «النمل/91 - 92»، بالاضافه الى تعليم الناس احكام القرآن واسباب نزوله، وكافه العلوم التى تساعد على فهم القرآن (يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمه) «البقره/151».

2- تعليم الناس سنه الرسول المطهره بفروعها الثلاثه القول والفعل والتقرير على اعتبار انها بيان للقرآن الكريم (قد جاءكم رسولنا يبين لكم..) «المائده/15 - 19»، (وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل اليهم) «النحل/44» وعلى اعتبار ان كل ما يقوله الرسول حق، فهو لا ينطق عن الهوى (ان اتبع الا ما يوحى الى..) «الانعام/50، يونس/15، الاحقاف/9»، ولانه من المستحيل فهم القرآن دون السنه النبويه، فلو قرا الانسان كافه الايات المتعلقه بالصلاه والحج مثلا، لما فهمها الفهم الشرعى فالقرآن معجزه بيانيه فيه من الاجمال ما يستعصى فهمه على العامه والخاصه، ومهمه الامام ان ينقل للناس بدقه البيان النبوى (السنه المطهره) لاحكام القرآن والدين كله، وقول الامام الشرعى هو الفصل لان تعالى علمه من لدنه علما احاط به بالقرآن وببيان النبى لهذا القرآن، وهو موهل الهيا ومعد لهذه المهمه.

3- الامام الشرعى هو الحاكم والحكم، وهو رئيس الدوله، وقائد المجتمع ومن هنا شملت اختصاصاته جميع الشوون الداخليه والخارجيه وعلى كل صعيد، واعباء الحكم والرئاسه والقياده تقع عليه وحده يمارسها بذاته او بمن يستعين بهم تحت اشرافه، فهو المسوول عن كل شى‏ء، فهو رئيس السلطه التنفيذيه، وهو القاضى او رئيس السلطه القضائيه، وهو ولى الامر، يعين الولاه ويعزلهم، وهو القائد العام للجيش، وباختصار هو ولى امر المجتمع كله، وهو ولى كل مومن ومومنه من افراده، مهمته ان يهدى الجميع لامر اللّه وان يحكم بما انزل اللّه (فاحكم بينهم بما انزل اللّه) «المائده/48» بيده الاموال العامه كلها، يضعها حيث امر اللّه.

4- وكما يقود الامام الشرعى الدوله بكل مقوماتها فانه يقود الدعوه الى اللّه ايضا، ويشمل ذلك بسط الاسلام امام الناس باوضح الاساليب، وبيان فساد الاسس التى تقوم عليها مجتمعات الكفر، فكافه الناس يدخلون فى الاختصاص العقائدى للامام لان الرسول وهو اول امام ارسل للناس كافه، بشيرا ونذيرا ورحمه، ويهيى‏ء الامام الاسباب التى تخلق حريه الاختيار امام الانسان اى انسان، ليختار الحق بعد وضوحه، ويترك الباطل بعد تعريته، ووسيلته الى ذلك كله الكلمه الطيبه، المدعمه بالقوه التى تحميها.

وقد حاول البعض ان يعدد صلاحيات الامام واختصاصاته (52).

والسر ان هذه الاختصاصات والصلاحيات كانت لنبى ورسول، لا ينطق عن الهوى، ويتبع ما يوحى اليه، ثم خولت هذه الاختصاصات الى الامام الشرعى الذى اختاره اللّه تعالى واعده واهله للامامه، فالنبوه والرساله والعصمه هى الحرز المنيع الذى يحول دون اساءه استعمال هذه الصلاحيات الهائله بالنسبه للنبى.

والامامه والاعداد والتاهيل الالهى، والعصمه الواجب توافرها بالامام، هى الحرز المنيع الذى يحول دون الانحراف او اساءه استعمال هذه السلطان الهائله.

بمعنى ان النظام السياسى الاسلامى الالهى اعد الامام الهيا وهياه، وعصمه من الوقوع بالزلل ثم اعطاه صلاحيات غير ممدوده ليحقق الغايات المناطه به والتى تتلخص بقياده العالم كله على ضوء امر اللّه، وما دام الامام هو النبى او الامام الشرعى الذى اختاره اللّه فلا خطر من هذه الصلاحيات.

لكن الخطوره تكمن فى استيلاء الغاصبين بالقوه والقهر على منصب الامامه، وادعائهم بان هذه الصلاحيات ملحقه بالمنصب، ويتمتع بها القائم به سواء اكان شرعيا ام غاصبا.
خادم الحسين
خادم الحسين
مشترك مجتهد
مشترك مجتهد

عدد الرسائل : 125
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الوجيز في الامامة والولاية  تأليف المحامى احمد حسين يعقوب Empty تبع الموضع

مُساهمة من طرف خادم الحسين الخميس 15 مايو 2008 - 11:44

اختصاصات الامام غير الشرعى وصلاحياته:

1- امامتان:

بينا ان الامامه نوعان: احداهما: بره وشرعيه، حيث يختار اللّه تعالى الامام للامامه ويعده ويوهله ليقود الناس ويسوسهم، ويفصل ما بينهم وفق الاوامر الالهيه.

كامامه ابراهيم، والذين من بعده، وامامه محمد، والائمه الطاهرين من ذريته.

وثانيهما: امامه فاجره وغير شرعيه حيث يصل هذا الامام الى منصب الامامه بالقوه والقهر او بعهد من متغلب قاهر، فيحكم ويقود الناس ويسوسهم ويفصل ما بينهم وفق آرائه واجتهاداته الشخصيه كامامه فرعون وجنوده، وائمه زعامه بطون قريش.

2- اختصاصات الامام غير الشرعى:

بعد موت النبى مباشره، وقبل ان يوارى جثمانه المقدس، ونتيجه تدبير محكم تم بليل، اقصى الامام الشرعى عن منصبه وتم الاستيلاء على منصب الامامه بالقوه والقهر والتغلب وكثره الاتباع، وتوج الغالب كامام بديل للامام الشرعى وكخليفه للنبى، وطوال تاريخ الخلافه ومن بعد وفاه النبى وحتى سقوط آخر سلاطين بنى عثمان، كان الامام (الخليفه) يتعين بالقوه والتغلب والقهر، او بعهد من قوى متغلب قاهر، بعد اقصاء امام زمانه الشرعى.

ومن الطبيعى ان يمارس هذا الخليفه المتغلب القاهر كافه الصلاحيات والاختصاصات التى كان يمارسها الرسول، بدعوى انه خليفه الرسول، مع ان الموهل الوحيد لهذا الخليفه او ذاك هو القهر والتغلب، فعانى الناس من عسف الخلفاء وجورهم ما لا يعلم حقيقته الا اللّه تعالى.

ولقد تطرف بعض الخلفاء فغيروا سنه النبى، متصورين ان آراءهم الخاصه، واجتهاداتهم الشخصيه هى اهدى سبيلا من سنه الرسول الذى لا ينطق عن الهوى.

فعلى سبيل المثال كان رسول اللّه يقسم المال بين الناس بالسويه وهكذا فعل الخليفه الاول، فلما جاء الخليفه الثانى، راى ان يقسم المال بين الناس حسب منازلهم برايه، وهكذا الغى سنه الرسول، واستعاض عنها برايه الخاص، وبعد سنوات من تطبيق راى الخليفه الثانى تكونت الطبقيه، ونشا الغنى الفاحش جنبا الى جنب مع الفقر المدقع، عندئذ ادرك الخليفه خطوره عمله، ووعد بان يرجع عن رايه فى السنه المقبله، ويعمل بسنه رسول اللّه التى القاها (53)!!
خادم الحسين
خادم الحسين
مشترك مجتهد
مشترك مجتهد

عدد الرسائل : 125
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الوجيز في الامامة والولاية  تأليف المحامى احمد حسين يعقوب Empty تبع الموضع

مُساهمة من طرف خادم الحسين الخميس 15 مايو 2008 - 11:45

الفصل الثالث مكانه الامام الخاصه

عموما للامام مكانه خاصه فى الامامتين: البره والفاجره، ربما لانه صاحب الكلمه العليا فى المجتمع، ولا صوت يعلو على صوته، او لانه القائد الذى تتجمع فى يديه مفاتيح القوه، والنفوذ والاموال، فالكل ينشد وده لينال نصيبه منها، وربما لانه رجل مميز، بدليل انه قد صار اماما، وربما لانه رمز وحده المجتمع وتميزه عن غيره والامام هو عنوان هذا التميز، فاذا ذكرت امه من الامم فاول ما يخطر بالبال رئاستها او قيادتها او امامتها، وقد تكون مكانه الامام الخاصه، ثمره مشتركه لكل هذه الاسباب، وحتى نبقى ضمن المنهج القرآنى فان علينا ان نعالج ونبرز مكانه الامام فى نوعى الامامه، البره والفاجره.

المكانه الخاصه للامام الشرعى من المسلم به ان ابراهيم، واسحاق واسماعيل ويعقوب ومن بعدهم من الائمه الذين كانوا يهدون بامر اللّه هم خيره اللّه من خلقه، وابرز صفاتهم انهم كانوا ائمه يهدون بامر اللّه تعالى، فكل واحد منهم كان بمثابه الشمس الطالعه فى زمانه لا يدانيه ولا يوازيه احد من الخلق فهو رجل مميز وواحد زمانه، فهو علم الطاعه، وعنوان الصله مع اللّه تعالى، وهو المتقدم المقدم عند اللّه، طاعته طاعه للّه، والانقياد له انقياد للّه، ومعصيته معصيه للّه، ومن هنا كان الايمان بامامه الائمه وبولايتهم جزءا لا يتجزا من الدين، وركنا اساسيا ينهدم الايمان بدونه، فلو ان رجلا من اتباع اسحاق اعلن وابطن ايمانه باللّه وكتبه ورسله، ولكنه غير مومن بنبوه اسحاق وامامته، وانه لا يقبل بولايه ولا موالاه اسحاق، لما كان هذا الرجل مومنا، لان الايمان بالامامه والولايه ركن من اركان الايمان باللّه لا يستقيم احدهما دون الاخر، ومن هنا كانت مكانه الامام الشرعى الخاصه فى الامامه الشرعيه مستمده من الموقع الخاص الذى خص اللّه به الائمه الكرام، فامر اللّه يقضى بان تكون التعاليم الالهيه ركن الدين، وهى الجانب الحقوقى او القانونى، وان يكون الامام هو الركن الاخر وهو الجانب الشخصى او القيادى.

فالتعاليم الالهيه بمثابه القانون النافذ، والامام بمثابه القياده او المرجعيه، ولا يصح الايمان باللّه الا بهذين الركنين، لان الامام هو رمز ارتباط المومنين باللّه، وهمزه الوصل بين السماء والارض، والقوه المعنويه الهائله التى تحمل ما هو كائن الى ما ينبغى ان يكون وتاتى مكانه الامام الخاصه فى الامامه الشرعيه (البره) من تميز شخصيه الامام الشرعى، حيث ان الامام الشرعى معد ومهيا الهيا ليكون اماما، فهو الاعلم والافهم بالدين، وهو الاقرب والاتقى للّه، وهو افضل افراد الجماعه المسلمه على الاطلاق وتلك حقيقه ايمانيه، فالنبى موسى امام فى زمانه، فلا يستقيم ايمان مومن مسلم اذا اعتقد ان هنالك فى زمان موسى من هو اعلم او اتقى او اصلح او افضل منه، اذ يجب ان تكون القناعه مطلقه بان موسى هو اوحد زمانه فى الجماعه المسلمه، وبغير ذلك فالايمان كله موضع شك.

وتاتى المكانه الخاصه للامام الشرعى من كونه ايضا قائد ورئيس ومرجع الجماعه المسلمه الذى تتجمع فى يديه مفاتيح اموالها ونفوذها وقوتها، ومن كونه رمز وحدتها وعنوان وجودها.

المكانه الخاصه لامامه محمد والائمه من آله الاكرمين من الموكد ان امامه محمد(ص) هى الامتداد الشرعى والتواصلى لامامه ابراهيم والائمه من بعده الذين به يهدون بامر اللّه، فمحمد حفيد اسماعيل، واسماعيل بن ابراهيم ذريه بعضها من بعض ورثت النبوه والامامه والكتاب والحكمه ويتميز محمد عن غيره، بمميزات جوهريه منها:

1- ان رسالته هى آخر الرسالات، وانه خاتم النبيين، وان الدين الذى جاء به هو دين اللّه الاسلام بصيغته النهائيه التى ارتضاها اللّه لعباده، فهو بحقيقته ونقائه وشموله يشكل منظومه حقوقيه الهيه صالحه لان تكون القانون الالهى النافذ للجنس البشرى وحكومته العالميه فى كل زمان.

2- ويتميز محمد عن غيره بانه افضل الخلق اطلاقا فهو افضل من آدم ومن ابراهيم، وانه اعلم المسلمين اطلاقا، وامام النبيين كلهم اطلاقا، وانه رسول الى الجنس البشرى كله وحامل لواء الخلاص لكل ذريه آدم.

3- ويتميز محمد عن غيره بانه قد نجح بقياده الدعوه الى اللّه فى ظروف قاهره، ونجح بتحويل الدعوه الى دوله، وقام باعباء مرحله التاسيس، وارسى قواعد التوحيد والاسلام، وانه قد بلغ رسالات ربه كامله غير منقوصه مما جعله اوحد وابرز اولى العزم من الرسل الكرام.

فجاءت مكانه النبى الخاصه كامام من كونه نبى ورسول وامام ومن التاهيل الالهى، فمحمد بالضروره الايمانيه، هو الاعلم الافهم الاتقى وهو الافضل اطلاقا وبدون اعتراض.

وهو الارحم الابعد نظرا، وهو الاصوب لا ينطق عن الهوى، ولا يستقيم ايمان المسلم الا اذا سلم بذلك، تسليما كاملا، فالاسلام يتكون من مقطعين لا ثالث لهما: احدهما:

الايمان بكل ما جاء به محمد وهو: الجانب الحقوقى او القانونى، وثانيهما الايمان بشخص محمد كرسول وقائد وامام واوحد زمانه وكل زمان، وان كل ما قاله وفعله وقرره هو الصواب بعينه، وان مقياس الايمان هو دقه الالتزام بهذين الركنين، فالمكانه الخاصه لرسول اللّه كامام جاءت من المكانه الايمانيه الخاصه التى اختص اللّه بها رسوله، ومن موهلات الرسول والاعداد الالهى له هذا الاعداد الذى جعله اوحد الزمان كله، وعلم الاعلام وتوطدت هذه المكانه الخاصه عندما نجح بقياده الدعوه وبناء الدوله وجمع بيديه مفاتيح الاموال والقوه والنفوذ فصار نبيا ورسولا واماما.

المكانه الخاصه للائمه الشرعيين من آل محمد كما اختار اللّه تعالى ابراهيم والائمه من بعده، ليقودوا حركه الايمان فى زمانهم فاختار محمدا ليكون آخر الرسل، وخاتم النبيين، واختار من آل محمد اثنى عشر اماما ليقودوا العالم كله بعد وفاه النبى، ويهدونه لامر اللّه، وقد تم اعداد اولئك الائمه اعدادا الهيا وتاهيلهم بحيث يكون كل واحد منهم اوحد زمانه، علما وفهما وتقوى وفضلا.

فاتت مكانه الائمه الاثنى عشر من اختيار اللّه تعالى لهم، وجعلهم ائمه، ومن الاعداد والتاهيل الالهى لهم.

فقد امر اللّه رسوله ان يكفل اول الائمه على بن ابى طالب، فكفله النبى وهو صغير، ورباه فى بيته تربيه خاصه، فكان على يتبع النبى اتباع الفصيل لاثر امه ويرفع له النبى كل يوم من اخلاقه، ولما امر الرسول بان يبلغ رسالات ربه اعلن الرسول نبا امامه على من بعده بنفس الجلسه التى اعلن فيها انباء النبوه والرساله ولما بلغ الامام على، امر اللّه سبحانه وتعالى نبيه ان يزوج عليا ابنته فاطمه الزهراء سيده نساء العالمين ونفذ الرسول امر ربه، وانعم اللّه على الزوجين بالسيدين الطاهرين، الحسن، والحسين، فاعلن النبى بامر من ربه بان الحسن هو الامام من بعد ابيه، وان الحسين هو الامام من بعد اخيه، ويليه ابنه على بن الحسين وثمانيه من ذريته وقد انتشرت هذه الانباء، وتوثقت ب‏ايه المباهله، وآيه التطهير، وآيه الموده، وحديث الكساء، وحديث الثقلين، وطوال حياه النبى المباركه والائمه الثلاثه يعيشون معه تحت سقف واحد، فعلمهم الرسول علم النبوه والرساله كاملا، والزم كل امام بان يورث من يليه هذا العلم كله.

فكان كل واحد منهم وبحق هو الاعلم والافهم بالدين والدنيا فى زمانه، وهو الاتقى والاقرب للّه، وهو الافضل ولو اتيحت لهم الفرصه لممارسه مهام الامامه وصلاحياتها، ولو اطيعوا وقادوا الدعوه والدوله لتغير تماما مجرى التاريخ البشرى، ولسعد العالم بقيادتهم.

والخلاصه ان المكانه الخاصه للائمه الكرام من آل محمد قد اتت اختيار اللّه تعالى لهم ليكونوا ائمه، ومن تاهيله واعداده لهم، ومن قربهم من اللّه ورسوله، ويكفى ان نعلم بان الصلاه عليهم هى جزء لا يتجزا من الصلاه المفروضه على جميع العباد، وهذه مكانه تتقاصر دونها كل المكانات، فلو ان ابا بكر الخليفه الاول او عمر الخليفه الثانى، او اى واحد من الخلفاء صلى بدون ان يصلى على محمد وعلى آل محمد لما قبلت صلاته، وهذه اعظم مكانه خاصه يمكن ان يصلها بشر على الاطلاق ولو لم يبق من الدين الا هذه المكانه لكفى بها دليلا على ادانه كل اولئك الذين غصبوهم حقهم بالامامه.

المكانه الخاصه للامام غير الشرعى اما الامام غير الشرعى فيحصل على مكانته الخاصه والمتميزه فى المجتمع عن طريق القوه والتغلب والقهر، يقبض على مقاليد الامور ويصل للقياده بهذه الاساليب، ويجمع بيديه مفاتيح المال، والنفوذ، والقوه، وعندما تستقيم له الامور وينجح بقهر خصومه والتغلب عليهم يكتشف ان موهله الوحيد هو القوه، وان وسائله لضمان انقياد المجتمع له تنحصر: بالقوه، والمال، والنفوذ، والاعلام القائم على تزوير الحقائق وتحريف الكلم عن مواضعه، بهذه الاسلحه يضمن سيطرته التامه على المجتمع وبقوتها يتمتع بمكانه خاصه ويشار اليه بالبنان، وقد يدعى انه اله حقيقى، ويطلب من المجتمع تقديم فروض العباده له، وقد يدعى ان طريقته هى الطريقه المثلى، وان الفساد ياتى من امر اللّه تعالى، وقد يستخف قومه فيطيعون، ويحاربون الامام الشرعى وينكلون بمن والاه تماما كما فعل فرعون، لقد عبده المصريون، واطاعوه فى كل فنون جنونه وحماقاته.

ولقد اتبعت بطون قريش امامتها الفاجره وقاومت النبى، وحاربته 23 عاما حتى استسلم ائمه الكفر، وباستسلامهم استسلم الاتباع.

والخلاصه ان الائمه غير الشرعيين يحصلون على مكانه خاصه فى المجتمع قد تصل الى درجه التاليه بالقوه والتغلب والقهر مستعينين بالمال والنفوذ الناتج عن حيازه السلطه وبوسائل الاعلام التى احكموا السيطره عليها، ويبقى الامام غير الشرعى بمكانته المميزه والخاصه حتى يخرج من المجتمع او من خارجه رجل اشهر منه قوه وقهرا وغلبه فيغلبه ويحل محله متمتعا بمكانته الخاصه، بمعنى انها شريعه الغاب على صعيد الاستيلاء على السلطه.

المكانه الخاصه للخليفه امتاز نظام الخلافه التاريخيه باقصاء الائمه الشرعيين والاستيلاء على منصب الخلافه بالقوه والتغلب وكثره الاتباع، فما من خليفه من خلفاء المسلمين الا وقد حصل وحاز منصب الخلافه بالقوه والتغلب والقهر ابو بعهد من الخليفه السابق القوى المتغلب القاهر، وكان دور الامه عمليا مقتصرا على تاييد الخليفه الغالب ومبايعته.

وقد تمتع الخليفه الغالب طوال التاريخ السياسى الاسلامى بمكانه خاصه تفوق حد التصور والتصديق، والاصل ان مكانه الخليفه الخاصه مستمده من كونه خليفه رسول اللّه، لكن المكانه الخاصه واقعيا تجاوزت خلافه الرسول، فوضعت الخليفه على قدم المساواه مع الرسول، واحيانا رجمت كفه الميزان لصالح الخليفه وعلى حساب الرسول، وصرح بعض اولياء الخلفاء احيانا بان الخليفه اعظم من الرسول نفسه، عمليا يمارس كافه صلاحيات واختصاصات الرسول المعصوم الذى لا ينطق عن الهوى، مع ان هذا الخليفه الغالب غير معد وغير موهل لممارسه هذه الصلاحيات والاختصاصات الخطيره فموهله الوحيد انه الغالب والقوى والقاهر الذى استطاع ان يقهر كل خصومه ومناوئيه، ومع هذا تتجمع فى يديه مفاتيح اموال ونفوذ وقوه دوله الخلافه، يتصرف بها عمليا حسب رايه، واجتهاده الشخصى، على ضوء مقتضيات دوام حكمه واستمراره واستقراره، فيمكن الخليفه ان يمنع روايه وكتابه احاديث الرسول وان يحرق المكتوب من هذه الاحاديث (54)، ويمكنه ان يكتب الى كافه الاقاليم الخاضعه لدولته امرا لمحو واتلاف كل ما هو مكتوب واتلافه (55).

ويتقبل الاتباع قراراته وينفذونها حرفيا لان الخليفه لا يعمل الا ما فيه المصلحه، فمنعه لروايه وكتابه احاديث الرسول كان لحكمه رآها الخليفه الغالب!!

وقد ياتى الخليفه الى سنه من سنن الرسول المستقره والرئيسه فيلغيها، ويستعيض عنها برايه الشخصى واجتهاده الخاص المناقض تماما لسنه الرسول كما فعل الخليفه الثانى بطريقه توزيع المال بين الناس، فقد قسم الرسول المال بين الناس بالسويه على اعتبار ان حاجاتهم الاساسيه متشابهه، وهكذا فعل الخليفه الاول، وعندما آلت الامور الى الخليفه الثانى راى ان سنه الرسول ليست مناسبه وان الافضل حسب رايه ان يعط‏ى الناس حسب منازلهم برايه، وهكذا فعل وبعد سنين من رفع سنه الرسول واحلال راى الخليفه الشخصى مقامها، اكتشف الاثار المدمره لما فعل، فوعد ان يرجع لسنه الرسول فى السنه المقبله ان عاش (56)..

ومع عمق ووضوح هذا الانقلاب، الا ان اولياء الخلفاء يرون ان تغيير الخليفه لسنه الرسول كان لحكمه، فالرسول مجتهد والخليفه مجتهد، ومن حق المجتهد الخليفه ان يخالف مجتهدا آخر وهو رسول اللّه!!!.

وليس هذا فحسب بل ان الخليفه ماجور على مخالفته لرسول اللّه (57).

الخليفه اعظم من النبى!؟ روى ابو داود فى سننه (58) ان الحجاج خطب يوما على منبر الكوفه فذكر الذين يزورون قبر رسول اللّه فقال: (تبا لهم يطوفون باعواد ورمه باليه هلا طافوا بقصر امير المومنين عبد الملك بن مروان!! الا يعلمون ان خليفه المرء خير من رسوله.

الخليفه افضل من الملائكه المقربين والانبياء المرسلين!؟ جاء فى العقد الفريد (59) ان الحجاج كتب الى الخليفه عبد الملك يعظم امر الخلافه، وقال ان السموات والارض ما قامتا الا بها وان الخليفه عند اللّه افضل من الملائكه المقربين والانبياء المرسلين.. الخ.

كرامه الخليفه عند اللّه اعظم من كرامه الانبياء!؟ امر الوليد بن عبد الملك خالد بن عبداللّه والى مكه فحفر بئر بمكه فجاءت عذبه الماء طيبه، فقال خالد فى خطبته على منبر مكه: (ايها الناس ايهما اعظم خليفه الرجل على اهله ام رسوله اليهم؟ الا ان ابراهيم خليل الرحمن استسقى فسقاه اللّه ماء اجاجا، واستسقاه الخليفه فسقاه اللّه ماء فراتا!!

من يتبع الخليفه مومن ومن يعانده فهو الكافر!؟

قارن الحجاج بين عيسى بن مريم وبين عثمان بن عفان، فعثمان كعيسى رفعه اللّه اليه وجعل الذين اتبعوه فوق الذين كفروا الى يوم القيامه، فالذين كفروا هم اهل العراق، والذين اتبعوا الخليفه هم اهل الشام (60)!!.

والخلاصه ان كفه الخلفاء خاصه الثلاثه الاول رجحت عند اوليائهم على كفه الانبياء والملائكه وهذه منزله تفوق التصور والتصديق، وان اولياء الخلفاء تجاهلوا الامامه الشرعيه لاهل بيت النبوه، واولوا النصوص الشرعيه تاويلا يخرجها تماما عن معانيها لغايات تصحيح الواقع التاريخى، فصار الجانب السياسى من الدين هو عينه التاريخ السياسى، واختلط ولاوهم للّه بولائهم للخلفاء!!
خادم الحسين
خادم الحسين
مشترك مجتهد
مشترك مجتهد

عدد الرسائل : 125
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الوجيز في الامامة والولاية  تأليف المحامى احمد حسين يعقوب Empty تبع الموضع

مُساهمة من طرف خادم الحسين الخميس 15 مايو 2008 - 11:47

الفصل الرابع: التكييف الشرعى للخلافه التاريخيه

نعنى بالخلافه التاريخيه، نظام الخلافه الذى ساد بصور مختلفه من بعيد وفاه الرسول وحتى سقوط آخر سلاطين بنى عثمان، وقد بينا ان الامامه فى القرآن الكريم والسنه المطهره نوعان لا ثالث لهما.

احداهما: امامه بره وشرعيه، كامامه ابراهيم والائمه من بعده الذين يهدون بامر اللّه، وامامه محمد وعلى وثانيهما: امامه فاجره وغير شرعيه كامامه فرعون وجنوده وكامامه زعامه بطون قريش الكافره.

والسوال الذى يطرح نفسه بالحاح، مع اى من نوعى الامامه ندرج الخلافه التاريخيه؟ هل ندرجها مع الامامه البره الشرعيه؟ ام ندرجها مع الامامه الفاجره وغير الشرعيه؟ ام نفرد لها نوعا ثالثا فنعتبرها بين بين؟ وافراد وايجاد نوع ثالث امر غير ممكن لان القرآن والسنه حصرا الامامه بنوعين، مما يقتضى بالضروره ان تكون الخلافه التاريخيه داخله باحد نوعى الامامه، فباى نوعى الامامه تدخل الخلافه التاريخيه؟ مقومات الامامه الشرعيه ونذكر بانه حتى تكون الامامه بره وشرعيه وعلى شاكله امامه الانبياء يجب ان يكون الامام: 1- معد ومهيا الهيا، ومستوعب لعلم الدين وفهم النبوه، بحيث يكون اوحد زمانه علما وفهما وتقوى وفضلا، 2- ان يكون ثقه ومعتصما باللّه فلا يصدر منه الا الصواب.

3- ان يكون معينا من اللّه وان يعلن هذا التعيين من نبى، او من امام اعلنه النبى.

4- ان يهدى لامر اللّه وبامر اللّه، وهذا يستعبد الراى الخاص والاجتهاد الشخصى.

5- ان تويده الامه وتطيعه بالرضى وبدون اكراه.

الحكم على الخلافه التاريخيه من الواضح ان مقومات الامامه الشرعيه التى اجملناها بالفقره السابقه لا تنطبق لا مجتمعه ولا منفرده على اى خليفه من الخلفاء الذين حكموا طوال فتره نظام الخلافه التاريخى ولا تنطبق هذه المقومات على نظام الخلافه بالصور التى سادت.

لقد تجاهل كل الخلفاء وجود الائمه الشرعيين، وتجاهلوا الاحكام الشرعيه الالهيه المتعلقه بالامامه، مع سبق الاصرار، فكل الخلفاء حازوا واستولوا على منصب الخلافه بالقوه والتغلب والقهر او بعهد من خليفه قوى ومتغلب وقاهر، وقد ساق الخلفاء الامه بالعصا، وقصروا دور الامه رسميا على تاييد القوى القاهر المتغلب ومبايعته ولان الخليفه المتغلب غير معد وغير موهل الهيا للامامه والخلافه، ولان موهله العملى الوحيد هو القوه كنت تجده دائما يهدى برايه وامره الخاص لا بحكم اللّه ولا بامره حتى شكلت آراء الخلفاء واجتهاداتهم منظومه حقوقيه واقعيه سارت جنبا الى جنب مع المنظومه الحقوقيه الالهيه، ومن الطبيعى ان تكون مفاتيح اموال دوله الخلافه ونفوذها وقوتها بيد الخليفه المتغلب وهو يسخرها بالدرجه الاولى لتثبيت اركان دولته واستمرار واستقرار حكمه، وكبت واذلال معارضيه والقضاء عليهم.

فمن يعارض الخليفه المتغلب او يعمل ضد ارادته يعامل بمنتهى الصرامه والقسوه كائنا من كان.

حتى ولو كان: 1- النبى نفسه.

2- او الامام الشرعى والولى من بعده.

3- او كان المعارض فاطمه بنت محمد سيده نساء العالمين.

4- او كان المعارض الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنه وريحنتا النبى من هذه الامه!! تلك حقيقه على صعيد الخلافه التى عرفت بالراشده، وعلى صعيد الخلافه الاخرى (غير الراشده).

امثله على اساليب الخلفاء فى قمع معارضيهم 1- والنبى على فراش الموت اراد ان يكتب توجيهاته النهائيه، وضرب موعدا لذلك، وبالوقت المحدد لكتابه هذه التوجيهات ادرك المتغلب ان الرسول يريد ان يجعل الامر من بعده لعلى بن ابى طالب (61).

لذلك صمم هذا المتغلب على منع الرسول من كتابه توجيهاته حتى لا يجعل الامر لعلى كما اعترف هذا المتغلب فى ما بعد (62)، لذلك جمع حزبه واقتحم به منزل رسول اللّه فما ان قال الرسول: (قربوا اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ابدا) حتى التفت المتغلب الى الحاضرين من حزبه متجاهلا رسول اللّه وقال لهم: ان النبى يهجر، ولا حاجه لنا بكتابه عندنا القرآن وهو يكفينا (63).

وما ان اتم المتغلب كلامه حتى ردد الحاضرون من حزبه: القول ما قال عمر: ان النبى يهجر (64)، فلو اصر النبى على كتابه وصيته، لامر المتغلب وحزبه على هجر الرسول، والناس حديثوا عهد بالاسلام، لذلك صرف النبى النظر عن كتابه ما اراد مكتفيا بعهوده السابقه.

انت تلاحظ ان المتغلب مستعد ان يواجه النبى نفسه اذا وجد الفرصه ملائمه،!!! بمعنى انه لا تقف امام المتغلب وما يريد ايه حواجز مهما كانت مقدسه.

2- ترك المتغلب وحزبه جنازه رسول اللّه بين يدى آل محمد، وذهبوا ليحكموا امرهم، وليحققوا غلبتهم، وشغل الال الكرام بتجهيز الرسول ودفنه، ثم عادوا الى بيت على بن ابى طالب بعد الدفن.

خلال هذه الفتره تمكن المتغلب وحزبه من الاستيلاء على منصب الخلافه بالقوه والتغلب والقهر ومن اقصاء الامام الشرعى عن حقه بالامامه من بعد النبى.

كان المتغلب يتوقع ان ينسى على بن ابى طالب حقه الشرعى، ومصيبته بالنبى، وان يترك الذين جاءوا لمشاركته الحزن بالمصاب وان يهرع هو وآل محمد لتقديم واجبات الولاء والطاعه للخليفه الغالب، وهذا لم يحدث، فشعر المتغلب ان الامام على واهل بيت محمد جرحوا كبرياءه، وعكروا صفو انتصاره، فامر بارسال سريه بقياده نائبه وقال المتغلب لنائبه (ائتنى به باعنف العنف..) (65).

احراق بيت فاطمه بنت الرسول على من فيه قبيل ساعه دفن الامام الشرعى على بن ابى طالب وفاطمه بنت الرسول والحسن والحسين ابنا الرسول وآل محمد ولفيف من اوليائهم دفنوا جميعا رسول اللّه وعادوا وقلوبهم مثقله بالمصيبه ليجلسوا فى بيت على بن ابى طالب بوصفه عميد اهل بيت النبوه، وزوج البتول ووالد سبط‏ى الرسول كما جرت العاده فى الجاهليه والاسلام، بهذا الوقت بالذات قاد نائب الخليفه الاول سريه عسكريه فيها مجموعه من العمالقه منهم اسيد بن حضير وعبد الرحمن بن عوف وخالد بن الوليد (66) لغايات اخراج على ومن عنده بالقوه، وعلى عجل احاطت السريه العسكريه ببيت على بن ابى طالب احاطه السوار بالمعصم، كانت اوامر الخليفه بان يخرج من فى الدار ليبايعوا، فان ابوا يقاتلوا (67).

ولكن عمر بن الخطاب رجل عملاق ولا يعرف المهادنه مع آل محمد، فامر باحضار الحطب ووضعه حول البيت، واحضر قبسا من النار ليحرق الدار على من فيها.

(68) قيل لعمر بن الخطاب ان فى البيت فاطمه بنت محمد! قال عمر وان!! (69).

التفتت فاطمه بنت محمد فشاهدت السريه، وشاهدت الحطب، وشاهدت عمر ومعه قبس من النار!! وفهمت ان رجال السريه الابطال بقياده عمر عازمون على حرق بيت فاطمه على من فيه بنفس اليوم الذى مات فيه رسول اللّه فخاطبت عمر بن الخطاب متعجبه (اتراك محرقا على بابى!!!) قال عمر بن الخطاب نعم (70)، وعمر الذى واجه الرسول نفسه لن يعبا بتعجب فاطمه (لذلك تقدم ومعه المهاجمون وهجموا على الدار وكسروا سيف على ودخلوا الدار (71) واستخرجوا عليا وقادوه الى ابى بكر ليبايع.

وقالوا له: بايع، قال الامام: وان لم افعل فمه؟ قال عمر: اذا واللّه الذى لا اله الا هو نضرب عنقك!!! هذا اسلوب دوله الخلافه فى التعامل مع الامام الشرعى وابن عم النبى وزوج ابنته الزهراء ووالد سبطيه!! هذا هو اسلوبها فى التعامل مع سيده نساء العالمين وابنه الرسول، ومع سيدى شباب اهل الجنه!!

وهذا هو اسلوبها فى التعامل مع حرمه اهل بيت النبوه.

اللّه وحده يعلم اساليبهم فى التعامل مع العامه اذا هددوا سلطان الخلافه!! هذا هو اسلوبهم فى الحصول على البيعه!! فى الخلافه الراشده!! اللّه وحده يعلم شفاعه اساليب الخلافه غير الراشده!!.

المطارده والقتل اراد الخليفه يزيد بن معاويه ان يحصل على بيعه الامام الشرعى فى زمانه الحسين بن على بن ابى طالب، سبط النبى وريحانته وسيد شباب اهل الجنه، وعلى بيعه اهل بيت النبوه، والخليفه يزيد.

هذا فاجر، شارب للخمر، متهتك، وخليع، واحيانا يجاهر بكفره، قد يلتمس المعتذرون عذرا للامه ان بايعت يزيد بن معاويه وهذه حاله! ولكن من يعذر الحسين، ومن يعذر اهل بيت النبوه ان هم بايعوه، والحسين يدرك انه لو كان فى حجر ضب لاستخرجوه حتى يبايع او يقتلوه!! هل يفر بدينه ويترك اولاده وآله الاكرمين؟ ومثله لا يفعل ذلك لذلك جمع الذريه الطاهره وودع النبى وخرج من المدينه خائفا يترقب.

اهل المدينه علموا بخروجه، ولم يحركوا ساكنا، وصل الحسين وصحبه الى مكه فقضى فيها من الوقت ما اتاح الفرصه لاهل مكه ليعرفوا دافع حاله ثم خرج من مكه خائفا يترقب وتوجه الى العراق ومعه اولاد النبى واحفاد النبى وبنات النبى وبعض مواليه وخدمه وعددهم لا يتجاوز ال 73 رجلا، علم الخليفه يزيد بتوجه الحسين ومن معه الى العراق فاصدر امرا لواليه على العراق ان يجهز جيشا لملاقاه الحسين ومن معه والقضاء عليهم، وبالفعل جهزوا جيشا قوامه ثلاثين الفا براى المكثرين و4800 براى المقلين لملاقاه 73 رجلا معهم عائلاتهم واطفالهم.

لم تكن هنالك ضروره عسكريه لهذا الجمع لكن جنون الخليفه ومواليه بحب السلطه، يعمى ويعم، وعلى الفور قام الجيش الاسلامى بمحاصره ابن الرسول وبنات الرسول واحفاد الرسول، وآل الرسول، ومنعوا عنهم ماء الفرات ليموتوا عطشا وبدات المعركه التى فرضها جيش الخليفه الاسلامى، وقتل الحسين ومن معه من اهل بيت النبوه وعددهم 17 رجلا شباب لا نظير لهم، وابيد مواليه واخذت بنات النبى اسارى، وقطعت رووس القتلى وحملت الرووس على الرماح، وسيق الجميع الى امير المومنين يزيد بن معاويه، وقد سبقت مسيره الجمع الذبيح، بشائر الفتح المبين على حد تعبير اولياء الخليفه!! هذا نموذج من اسلوب الخليفه المتغلب بالتعامل مع الذين يرفضون!!

الخليفه قد يهدم الكعبه نفسها!

الكعبه هى بيت اللّه الحرام، جعله اللّه مثابه للناس وآمنا، ومن دخل البيت الحرام كان آمنا، هذه قرارات الهيه احترمها العرب فى الجاهليه والاسلام، وبالاسلام صارت الكعبه قبله يتوجه اليها المسلمون فى صلاتهم، ومع هذا اذا دخل احد او بعض مناوئى الخليفه الى الكعبه بعد ان سد الخليفه بوجههم كل المنافذ، فان التجاء المناوئين الى الكعبه لن تنجيهم من بطش الخليفه المتغلب، عندئذ ومن باب الحزم يصدر الخليفه اوامره بهدم الكعبه فوق رووس معارضيه، وبالفعل فقد امر الخليفه يزيد بن معاويه بهدم الكعبه وهدمت فعلا على يد اوليائه.

وامر الخليفه بهدم الكعبه على رووس مناوئيه، وهدمت فعلا فى زمن عبد الملك بن مروان!! فاى حرمه فى الدنيا لا تمتنع على الخليفه!! وكافه المقدسات تتهاوى امام ارادته وبطشه وقوته!!

الاستباحه وقد يامر الخليفه اولياءه باستباحه اى مقدس يراه، فقد امر يزيد بن معاويه باستباحه مدينه الرسول ثلاثا، فنهبت الاموال وهتكت الاعراض حتى حملت الف بكر من غير زوج، وقتلت النفوس حتى قتل 700 من وجوه المهاجرين والانصار وعشره آلاف من العرب والموالى بيوم واحد (72)..

الناس خول للخليفه واقنان قد يغضب الخليفه اول اولياءه فلا يقبلون من الامه الا بيعه من نوع خاص.

فقد يطلب من الامه ان تبايعه على انهم خول يحكم فى دمائهم واموالهم واهاليهم ما شاء (73) او اقنان للخليفه ومن ابى يقتل (74) او تبايعه الامه على انها فيى‏ء لامير المومنين يفعل فى اموالها وذرياتها ما يشاء ومن يابى ذلك تضرب عنقه (75).

ختم الاعناق والايدى وقد يخطر ببال الخليفه المتغلب ان يختم اعناق او ايدى فئه معينه من الناس امعانا باذلالهم كما فعل الحجاج باهل المدينه حيث ختم اعناق الصحابه، فكان جابر بن عبداللّه مختوما بيده وانس مختوما فى عنقه (76).

وباختصار شديد الخليفه المتغلب عمليا حاكم مطلق يفعل ما يريد اطلاقا، ولا يمتنع عنه حاجز ولا حرمه، فاقليم الدوله كله ارضه وممتلكاته الخاصه يتصرف بها كما يشاء، وافراد الامه كلهم من العامه والخاصه عمليا عبيده واقنانه وخوله وهم بمثابه فيى‏ء له يفعل بهم ما يشاء.

الحكم على نظام الخلافه التاريخى
خادم الحسين
خادم الحسين
مشترك مجتهد
مشترك مجتهد

عدد الرسائل : 125
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الوجيز في الامامة والولاية  تأليف المحامى احمد حسين يعقوب Empty رد: الوجيز في الامامة والولاية تأليف المحامى احمد حسين يعقوب

مُساهمة من طرف خادم الحسين الخميس 15 مايو 2008 - 11:50

لقد حصر القرآن الكريم الامامه او الرئاسه العامه بنوعين:
احدهما: امامه بره شرعيه كامامه ابراهيم والائمه من بعده وامامه محمد والائمه الكرام من ذريته.

واخراهما: امامه فاجره وغير شرعيه كامامه فرعون وجنوده وامامه زعامه بطون قريش، وصور القرآن الكريم هذين النوعين من الامامه تصويرا دقيقا، وقياما بواجب البيان بين الرسول الكريم معالم هذين النوعين بيانا لا يحتمل التاويل، ولم يبلغنا ان احدا قد ذكر نوعا ثالثا للامامه.

ومن خلال دراساتنا فى البحوث السابقه ابرزنا مقومات الامامه الشرعيه وموهلات الامام الشرعى فمن توفرت فيه فهو الامام الشرعى البار.

والخلفاء اطلاقا لم تتوفر فيهم مقومات الامامه الشرعيه ولا موهلاتها، فقد وصلوا جميعا الى منصب الخلافه بالقوه والتغلب والقهر او بعهد من قوى متغلب قاهر، وقد تجاهلوا مع سبق الاصرار وجود الائمه الشرعيين من ذريه محمد وغصبوهم بالقوه والتغلب والقهر حقهم بالامامه وحكموا الامه بالعصا او بالتغلب والقهر ونكسوا مسيره الشرعيه كلها، فمن الطبيعى جدا ان تكون امامه الخلفاء غير شرعيه مع الاسف.
خادم الحسين
خادم الحسين
مشترك مجتهد
مشترك مجتهد

عدد الرسائل : 125
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الوجيز في الامامة والولاية  تأليف المحامى احمد حسين يعقوب Empty تبع الموضع

مُساهمة من طرف خادم الحسين الخميس 15 مايو 2008 - 11:51

الفصل الخامس: تعريف الامامه

فى الفقرات السابقه من هذا البحث وبموضوعيه وتجرد غطيت بالكامل كل ما يتعلق بمفهوم الامامه، فما ان ينتهى القارى‏ء من قراءه تلك الفقرات حتى يجد هذا المفهوم قد اخذ صوره واضحه ومالوفه بالذهن والقلب معا، ولو تركنا الامامه بدون تعريف لاغنتنا الفقرات السابقه عن هذا التعريف بعد ان وضحت الصوره، وابرزت المعنى جليا، ولكننا راينا لاسباب منهجيه، وطمعا بكمال فنيه الصوره ان نختم هذا الباب بتعريف الامامه.

ولابد من الاشاره بانه لا يوجد تعريف جامع مانع.

وسنعالج تعريفى الامامه الشرعيه وغير الشرعيه.

الامامه الشرعيه عهد اللّه الامامه هى عهد اللّه قطعا الى الجنس البشرى كله، والامام هو المكلف والموكل بحمل عهد اللّه والقيام باعبائه ومقتضياته.

1- قال تعالى مخاطبا ابراهيم: (انى جاعلك للناس اماما، قال ومن ذريتى قال لا ينال عهدى الظالمين) فاللّه سبحانه وتعالى وصف الامامه بانها عهده (لا ينال عهدى) واعلن بان امامه ابراهيم للجنس البشرى كله، فلا ينبغى ان يكون لهذا الجنس الا امام واحد، لتوحيد التدبير والتوجيه والتوجه، ومنعا للتصادم والتعارض، فلو كلف اثنان لكان احدهما الامام، وابرز مهام الامام والغايه من وجوده تتلخص: بهدايه الناس لامر اللّه (يهدون بامرنا) فالامام هو همزه الوصل بين المكلف (بكسر اللام) والمكلف (بفتح اللام) بين اللّه الخالق وبين المخلوقات، لان الامام استنادا لاعداد اللّه له وتاهيله هو الاعلم والافهم بالامر الالهى (يهدون لامرنا) وهو وحيد زمانه بهذا المجال، وهو يفهم الامر الالهى فهما قائما على الجزم واليقين، بينما غيره ربما فهم الامر الالهى، ولكن فهم هذا الغير قائم على الظن والتخمين.

2- قال الامام الرضا(ع) فى معرض حديثه عن الامامه: (الامام امين اللّه فى ارضه وخلقه، وحجته على عباده، وخليفته فى بلاده، والداعى الى اللّه، والذاب عن حريم اللّه، وقال ايضا: الامام واحد دهره، لا يدانيه احد، ولا يعادله عالم، ولا يوجد له بدل ولا له مثل ولا نظير، مخصوص بالفضل كله من غير طلب منه ولا اكتساب، بل اختصاص من المفضل الوهاب) (77).

3- وقال الرضا(ع): (الامامه منزله الانبياء وارث الاوصياء ان الامامه خلافه اللّه وخلافه رسوله ومقام امير المومنين وخلافه الحسن والحسين(ع).

ان الامام زمام الدين، ونظام المسلمين، وصلاح الدنيا وعز المومنين، الامام راس الاسلام النامى وفرعه السامى، بالامام تمام الصلاه والزكاه والصيام والحج والجهاد وتوفير الفيى‏ء والصدقات وامضاء الحدود والاحكام ومنع الثغور والاطراف، الامام يحلل حلال اللّه ويحرم حرامه، ويقيم حدود اللّه، ويذب عن دين اللّه ويدعو الى سبيل اللّه بالحكمه والموعظه الحسنه والحجه البالغه) (78).

4- وقال الامام الرضا(ع) ايضا: (الامام الامين الرفيق، والوالد الشفيق، والاخ الشقيق، وكالام البره بالولد الصغير) (79).

5- وقال ايضا: (ان العبد اذا اختاره اللّه لامور عباده شرح صدره لذلك واودع قلبه ينابيع الحكمه، واطلق على لسانه فلم يعى بعده بجواب، ولم يجد فيه غير صواب، فهو موفق مسدد مويد، قد آمن من الخطا والزلل، خصه بذلك ليكون ذلك حجه على خلقه، شاهدا على عباده.. والامام مطهر من الذنوب، ومبرء من العيوب، مخصوص بالعلم، موسوم بالحلم، نظام الدين، وعز المسلمين، وغيظ المنافقين وبوار الكافرين) (80).

6- وقال ايضا (الامام النار على اليفاع (ما ارتفع من الارض) الحار لمن اصطلى والدليل فى المهالك، من فارقه فهالك) (81).

7- الامامه هى الرئاسه العامه للمسلمين خاصه وللجنس البشرى عامه فى امور الدين والدنيا، ومعنى ذلك ان الامام هو الرئيس الاعلى للمسلمين خاصه ولابناء الجنس البشرى عامه (للناس) فى كل ما يتعلق بامور الدنيا والدين ورئاسته للمسلمين امر محسوس، اما رئاسته لغير المسلمين فسابقه لهدايتهم، لان مهمه الامام ان يخرج الناس جميعا من الظلمات الى النور، فالذين لم يهتدوا اسرى لدى طواغيت الكفر، ومهمه الامام ان يخلصهم من الاسر، وان يضمهم الى قطيع الرب جل وعلا.

8- الامامه هى مركز التدبير والتخطيط لانقاذ العالم من عبوديه الانسان للانسان الى عبوديه اللّه، ومن الخضوع لراى واجتهاد المتغلب الى الالتزام بامر اللّه، او تخليص البشر من جحيم حكم الطغاه الى جنه الحكم الالهى.

والامام هو المخطط والمدبر والقائد لعمليه الانقاذ والتخليص، وكل امام يبدا من حيث انتهى سلفه، انها عمليه متصله الحلقات ضمن خطه وبرنامج الهى واحد.

9- قال الامام زين العابدين(ع) فى دعاء عفوى من ادعيته المباركه: (اللهم انك ايدت دينك فى كل اوان اقمته، علما لعبادك، ومنارا فى بلادك، بعد ان وصلت حبله بحبلك وجعلته الذريعه الى رضوانك، وافترضت طاعته، وحذرت معصيته، وامرت بامتثال اوامره، والانتهاء عند نهيه، والا يتقدمه متقدم، ولا يتاخر عنه متاخر..) (82).

10- قال الامام الصادق: (لو بقيت الارض بغير امام ساعه لساخت) (83).

قيل له كيف ينتفع الناس بالحجه الغائب المستور؟ فقال الصادق: كما ينتفعون بالشمس اذا سترها السحاب) (84).

وحقيقه فان الامام الشرعى يمثل امر اللّه ويهدى بامره وائمه الكفر يمثلون امر الشيطان ويهدون بامره، والثابت تاريخيا وعلى مستوى العالم كله ان الارض لم يتخلو قط فى اى زمان من ائمه الكفر!! فكيف يرتاح المقلدون الى فكره خلو الارض من امام شرعى يهدى لامر اللّه!

11- العالم البشرى كله (المسلمون وغيرهم) بمثابه جسد واحد متكامل، له راس، وله قلب نابض، الامام الشرعى محله الطبيعى فى راس هذا العالم ومن قلبه ليخطط ويدبر ويقود للتى هى اقوم وليهدى العالم لامر اللّه.

لكن قوى الشر المتغلبه التى لا تخلو الارض منها ايضا تامرت، وعن طريق القوه والتغلب والقهر ابعدت الامام عن محله الطبيعى (الراس والقلب) وحلت محله بالقوه والقهر وتولت عمليه التخطيط والتدبير والقياده وهى ليست موهله لهذه العمليه ولانها تجهل الامر الالهى او لا تعترف بوجوده وضعت آراءها الخاصه، واجتهاداتها لتكون قانونا بديلا للقانون الالهى، وفرضت قانونها بالقوه، بعد استبعادها للقانون الالهى وللامام الشرعى بالقوه ايضا.

12- الامام الشرعى هو ولى المومنين مجتمعين، وولى كل مومن ومومنه منفردين، وهو قائد المومنين، وسيد المسلمين، وهو خليفه رسول اللّه القائم مقامه فى امور الدين والدنيا، وهو نور الطاعه، وهو الهادى الى صراط اللّه المستقيم، وهو نقطه ارتكاز الامه كلها، وهو علم وجودها الشرعى، ورمز وحدتها على الحق، وهو المرجع الاعلى لها مجتمعه، ولكل فرد من افرادها، وهو امل ابناء الجنس البشرى كله.

تعريف الامامه الفاجره غير الشرعيه القرآن الكريم، وبيان النبى له اكدا واصرا على ان الامامه بالضروره تنحصر بنوعين لا ثالث لهما احداهما امامه بره وشرعيه، واخراهما امامه فاجره وغير شرعيه، وقد حرصنا فى البحوث السابقه على تناول النوعين تباعا لتكون صوره الامامه مكتمله بالذهن والقلب معا، وبعد ان عرضنا مجموعه من الصيغ والمفاهيم لتعريف الامامه البره الشرعيه، يغدو لزاما علينا منهجيا ان نعرف الامامه الفاجره وغير الشرعيه.

الجذور التاريخيه للامامه غير الشرعيه عموما استقراء واقع الرسالات السماويه، واستقراء التاريخ السياسى للمجموعات البشريه يبدو واضحا ان مفاهيم الامامه غير الشرعيه قد اختلطت بمفهوم الدوله او امتزجت بظاهره السلطه طوال التاريخ.

ويبدو واضحا ان الامامه غير الشرعيه، قد اثرت وجودها وموسساتها باشكال المفاهيم المرتبطه عضويا بالامامه الشرعيه ففكره وجود امام يكون بمثابه مرجع وهادى وقائد للجماعه يسوسهم وفق الاوامر والتوجيهات الالهيه هى فى اصلها وحقيقتها فكره دينيه الهيه من جميع الوجوه، اى ان اصلها ومنابعها من عند اللّه تعالى، وكون هذا الامام هو الافضل والاجدر مفهوم الهى ايضا واعطاء هذا الامام صلاحيات هائله لاداره الجماعه وهدايتهم لامر اللّه، واعتبار الامام هو صاحب الكلمه العليا، وتسليمه مفاتيح الاموال والنفوذ والقوه كلها مفاهيم الهيه ومن لوازم الامامه الشرعيه ومقتضياتها، فمن اللحظه التى هبط فيها آدم وحواء ولم يكن على الارض غيرهما كان آدم هو الامام والمرجع والقائد والهادى حيث اعده اللّه واهله لهذه المهام، ولم تختلف الصوره عندما رزق آدم بالبنين والبنات وتكاثر اولاده واحفاده وكونوا مجتمعا كبيرا، بل كانت هنالك حاله من التسليم بامامه آدم وقيادته ومرجعيته واهليته التامه لذلك، وانه صاحب الكلمه العليا فى امور الدنيا والدين.

وقبل ان ينتقل آدم الى جوار ربه، كان اللّه تعالى قد اعد وهيا للامامه ابنه هبه اللّه (شيث) فامر آدم ان يعهد له بالامامه وبعد فتره علم اخوه قابيل بالامر فجاء الى الامام وقال له: (قد علمت انك صاحب الامر، وان اباك قد اوصى اليك، واستودعك العلم، وان نطقت او اظهرت شيئا من ذلك الحقتك باخيك هابيل فوضع هبه اللّه يده على فيه وامسك، فلزمت الاوصياء التقيه والامساك الى ان يقوم قائم الحق، وامر هبه اللّه ولده وشيعته بالحضور عنده فى يوم من السنه.

وصار الملك والتدبير والامر والنهى لقابيل وهو الامام غير الشرعى الذى استولى على مقاليد الامور ومنصب الامامه بالقوه والتغلب، وهبه اللّه الامام الشرعى مغلوب على امره ومغمور مع انه صاحب الحق، وبقى على حاله حتى حضرته الوفاه فاوحى اللّه اليه ان يستودع التابوت والاسم الاعظم ابنه ريان.. (85)فكان قابيل اول قاتل من بنى البشر، واول متغلب وقاهر، حيث اقصى امام زمانه الشرعى عن الامامه بالقوه والقهر، واستولى عليها بالقوه والقهر، ومن هنا صارت عمليه اقصاء الامام الشرعى والاستيلاء على منصب الامامه بالقوه والتغلب والقهر سنه سنها القتله والجبابره والخارجون على الشرعيه الالهيه.

وسار عليها اولياوهم فى كل زمان.

والذى يعنينا من هذه الفقره وبالدرجه الاولى ان قابيل:

1- قد اقصى امامه الشرعى عن حقه بالامامه بالقوه والتغلب.

2- استولى على منصب الامامه بالقوه والتغلب وكثره الاتباع.

3- ساس المجتمع وفق آرائه الخاصه واجتهاداته الشخصيه ضاربا بعرض الحائط الامر الالهى، الذى يجهله ويتجاهله.

4- ولان المجتمع قد عاصر آدم اثناء امامته، وعرفوا صلاحياته واختصاصاته الواسعه، ولان قابيل اصبح هو خليفه ابيه والقائم مقامه وامام المجتمع فقد الحق بمنصب الامامه التى استولى عليها بالقوه كافه الصلاحيات والاختصاصات التى كانت لابيه الامام من قبله.

بمعنى ان امام غير شرعى، وغير معد وموهل الهيا للامامه صار يتمتع على سبيل الالحاق بكافه الصلاحيات والاختصاصات التى كان يتمتع بها الامام الشرعى.

وهكذا تحول الغاصب الى وحش حقيقى يملك ما لا يحصى من المخالب والانياب.

وقفه عند الصلاحيات والاختصاصات عندما يختار اللّه سبحانه وتعالى رجلا للامامه فانه تعالى يعده ويوهله للامامه فيجعله الاعلم والافهم والاتقى والافضل ويعصمه تماما من الزلل، او بتعبير ادق يجعله اوحد زمانه لكل فضل، واعطاء الصلاحيات والاختصاصات الهائله لمن كانت هذه حاله لا يشكل خطرا، لان من يمارس هذه الصلاحيات والاختصاصات رجل منزه ومعصوم ومعد وموهل الهيا لممارستها.

لكن الكارثه تحل حقيقه بالناس، بحاضرهم ومستقبلهم عندما يتم اقصاء الامام الشرعى عن منصبه، ويتم الاستيلاء على هذا المنصب بالقوه والتغلب والقهر وعندما يصبح هذا المتغلب القاهر هو الامام الفعلى ويدعى ان له الحق بممارسه كافه صلاحيات واختصاصات الامام الشرعى لانه القائم مقامه!!! فحال الامام المتغلب كحال من يملك ادوات الجراحه الطبيه، ويمارس جراحه العين والقلب والدماغ مع انه لا يعرف الطب اطلاقا ولا يملك من علمه الا ادوات ولوازم الجراحه التى وجدها تحت تصرفه!! او كحال طفل اعطيته قنبله ليلهو بها.

الامام غير الشرعى:

الامام غير الشرعى على الغالب رجل منافق، طموح ومغامر، وحسود خرج من الشرعيه الالهيه مع سبق الاصرار، وكره الترتيبات الالهيه المتعلقه بالامامه الشرعيه، فدبر بليل مع اوليائه، وجمع القوه الكافيه، وكشر عن انيابه ثم اقصى الامام الشرعى عن منصب الامامه واستولى على هذا المنصب بالقوه والتغلب والقهر، وتجاهل المنظومه الحقوقيه الالهيه لانه يجهلها او يتجاهلها واحل محلها آراءه الخاصه واجتهاداته الشخصيه، وقبض على مفاتيح اموال ونفوذ وقوه الدوله واخرجها عن مصارفها الشرعيه وسخرها لتثبيت قواعد ملكه، واستمرار حكمه ونهجه، وعندما ترنو منيته يعهد خلافته لاحد اوليائه ممن يشاركونه عقيدته الفاسده، وتستمر عمليه العهد، حتى ياتى قاهر جديد، فيسلك نهج الذين سبقوه مع اختلاف الديكور.

وتنفخ وسائل الاعلام التى يملكها الغالب، وتتولى تحريف الكلم عن مواضعه، وتزيين الباطل واظهاره بمظهر الحق وخداع العامه والتلبيس عليهم والتدليس.

القوه والتغلب والسمه البارزه القوه والتغلب هما الطريق الوحيد للوصول الى منصب الامامه الفاجره او غير الشرعيه فى كل المجتمعات التى لا تدين بالاسلام حتى صارت هذه الطريقه هى السمه البارزه التى تميز زعامه الكفر ومجتمع الكفر، ولم تختلف الامور حتى عندما توسعت مدارك الجنس البشرى وولت الدكتاتوريات الفرديه والجماعيه، وحفلت المجتمعات بافكار الديمقراطيه وحقوق الانسان، اذ بقيت جرثومه القوه والتغلب عالقه بالنفوس والاذهان، ولكن وسائل ابرازها قد اختلفت.

وربما تاثرا بالمجتمعات الجاهليه والكافره انتشرت تقليعه القوه والتغلب فى المجتمع الاسلامى قبيل وفاه النبى، فصارت القوه والتغلب بعد وفاته هما ايضا الطريق الوحيد للوصول الى منصب الامامه، فما من خليفه اسلامى قط الا وقد وصل الى منصب الخلافه عن طريق القوه والتغلب او بعهد من قوى متغلب.

وهى سمه بارزه تميز الخلافه التاريخيه عن منصب الامامه الشرعيه.

بمعنى ان شريعه الغاب على المستوى السياسى هى التى تحكم الوصول الى منصب الامامه غير الشرعيه وانتقالها، بغض النظر عن الاعداد والكفاءه والاهليه والجداره، فتلك امور ثانويه بمقاييس القوه والتغلب والقهر.

بينما الامامه الشرعيه تنبثق عن الشرعيه والمشروعيه الالهيه وهى ثمره اختيار الهى للمعد الموهل الذى تتوافر فيه موهلات الامامه بحيث تجعله هذه الموهلات هو الاوحد فى زمانه بكل فضل، وهو الاعلم والافهم بالمنظومه الالهيه المعده لتكون القانون النافذ فى المجتمع
خادم الحسين
خادم الحسين
مشترك مجتهد
مشترك مجتهد

عدد الرسائل : 125
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الوجيز في الامامة والولاية  تأليف المحامى احمد حسين يعقوب Empty الباب الثانى يتبع الموضع

مُساهمة من طرف خادم الحسين الخميس 15 مايو 2008 - 11:55

الباب الثانى
اختيار الامام وتوليته وتنصيبه


الفصل الاول: الامامه الشرعيه

محمد رسول اللّه هو الامام الاعظم بعد ان بينا معنى الامامه والامام فى اللغه والدين والتاريخ لا يمارى احد من الناس فى ان رسول اللّه محمد(ص) كان الامام الاعظم فقد جمع اللّه له النبوه والرساله والامامه، فقد كان هو الرئيس الاعلى لكافه المسلمين فى كافه الشوون الدينيه والدنيويه معا، فقد قاد الدعوه الى اللّه وعندما تمخضت الدعوه عن دوله راس تلك الدوله وقادها، وكان هو المرجع العام للمسلمين فى كل الامور، وكانت بيده مفاتيح اموال ونفوذ وقوه الدوله الايمانيه الفنيه، يصرفها على الوجوه الشرعيه ويتبع ما يوحى اليه.

وكان هو الولى والمولى الشرعى لكل مومن ومومنه على انفراد ولكافه المسلمين والمومنين مجتمعين، وكان هو السيد فلا سيد فوقه، وهو القائد، وهو الامير، وهو صاحب الكلمه العليا فى الامه الاسلاميه كلها وتلك هى اختصاصات الامامه وصلاحياتها وعنوان وجودها، تلك حقائق لا يقوى على انكار اولئك الذين عطلوا عقولهم واتبعوا التقليد وشغفوا بالتماس الاعذار للخارجين على الشرعيه الالهيه طوال التاريخ.

موهلات الامام الاعظم لا يمارى احد من المسلمين بان رسول اللّه كان هو الاعلم والافهم بالدين، والاقرب والاتقى، والافضل، والاصلح لقياده الامه الاسلاميه خاصه، وقياده العالم الانسانى عامه، يتبع ما اوحى اليه ينطق بالحق والصواب، ولا ينطق عن الهوى، كان الابعد نظرا والارحم، لقد اعده اللّه تعالى واهله، حتى الاول بكل فضل، او بتعبير ادق حتى صار اوحد زمانه، فلا يوجد فى زمانه على الاقل من يدانيه او يساويه علما وتقوى وفهما وفضلا وصلاحا ورحمه او يقترب من وحدانيته الانسانيه الجامعه لكل معانى الفضل والخير والفخر.

وقفه مع المتشككين وتساول هل يشك احد من قاده التاريخ السياسى الاسلامى، او من علمائهم بان محمدا رسول اللّه كان هو الامام الاعظم؟ وهل يشك احد منهم باى موهل من موهلات النبى التى ذكرناها؟ فان استمروا بالشك فقد فارقوا دينهم، وان دخلوا فى اليقين فقد آن لهم ان ينزعوا عن سوء عملهم بتزيين الباطل وتبرير الخروج على الشرعيه الالهيه، او التماس الاعذار للخارجين عليها.

والاستمرار بتضليل العامه وتعليلهم بالامانى الجوفاء!!

من الذى اختار محمدا للنبوه والرساله والامامه؟ اللّه جل وعلا هو الذى اعده محمدا واهله واختاره من بين الناس جميعا ليكون النبى والرسول للناس جميعا والامام، واللّه تبارك وتعالى هو عينه الذى اختار ابراهيم للنبوه والرساله والامامه وهو بنفسه الذى اختار الائمه من ذريه ابراهيم من بعده وجعلهم ائمه يهدون بامر اللّه (وجعلناهم ائمه يهدون بامرنا) «الانبياء/73) تلك حقائق سلمت بها الامه تسليما ولا يجادل بها احد لانها من ابجديات الدين والمنطق.

واللّه سبحانه وتعالى هو الذى اختار الائمه من آل محمد واعدهم واهلهم للامامه من بعد النبى.

هنا يجن جنون قاده التاريخ، ويجن جنون اوليائهم من بعدهم الذين يغضبون لغضب الخلفاء ويرضون لرضاهم.

فليس لدى الخلفاء ما يمنع من ان يجمع اللّه تعالى النبوه والامامه والحكمه لابراهيم وآل ابراهيم.

لكنه ليس من العدل ان يكون النبى من بنى هاشم، وان يكون الائمه من بعده من بنى هاشم!! وليس من العدل ان تحرم بطون قريش من هذين الشرفيين وان ينال الهاشميون الشرفيين معا (86)!!.

ويرون انه ما كان للّه ان يولى عليا بن ابى طالب الامامه من بعد النبى وقد قتل سادات بطون قريش على الكفر والقلوب تغلى بالضغائن عليه فالذين اسلموا فى ما بعد من ابناء البطون يرفضون ان يكون امامهم هو قاتل الاباء والاجداد (87).

الخلفاء الاول كانت لديهم اسبابهم القبليه الخاصه لرفض الامر الالهى الذى يعط‏ى الامامه من بعد محمد لال محمد، لان الخلفاء الاول كانوا يعتقدون ان اللّه اعظم واجل من ان يخص الهاشميين بالنبوه والامامه معا وان يحرم بقيه البطون، واعطاء الامامه لال محمد من بعد محمد هو من عند محمد شخصيا ومحمد بشر يتكلم فى الغضب والرضا ولا ينبغى ان يحمل كلامه كله على محمل الجد (88)!! وجاء فزيع علماء الدوله التاريخيه ليبرروا فعل الخلفاء، وليخترعوا اسبابا ما خطرت ببال الخلفاء يقضى بضروره صرف الامر عن آل محمد، وبصواب فصل الخلفاء، وقد تمادوا بذلك فزعموا ان ائمه آل محمد لا وجود لهم الا فى اذهان آل محمد واذهان شيعتهم الذين يناصرونهم وهى شيعه ضاله، اما الذين يناصرون الخلفاء ويتشيعون لهم فهم اهل السنه والجماله وهم الشيعه المهتدين والفرقه الناجيه!

الائمه والشورى والانتخاب واهل الحل والعقد اللّه سبحانه وتعالى هو الذى اختار ابراهيم للامامه، واختار الائمه من بعده وجعلهم ائمه، وهو الذى اختار محمدا للامامه واختار الائمه الاثنى عشر من ذريته، بعد ان اعدهم وهياهم للامامه بحيث صار كل واحد منهم اوحد زمانه.

لم يعين الائمه عن طريق الشورى، ولم يصلوا الى منصب الامامه بالانتخاب، ولم يكن لاهل الحل والعقد اى دور فى اختيارهم وتوليتهم، فاللّه تعالى هو الذى اختارهم واهلهم واعدهم وجعلهم ائمه.

لماذا حصر اللّه تعالى صلاحيه اختيار الائمه بنفسه؟ لان الامام يجب بالضروره ان يكون اوحد زمانه بحيث يكون هو الاعلم والافهم بالدين، وهو الاتقى والاقرب للّه تعالى، وهو الافضل والاصلح والانسب، وهو المرجع الموثوق المحصن ضد الزلل والخطا، وهو الارحم والاشفق بالعباد، وهو الاول بكل فضل بحيث لا يسبقه سابق ولا يتقدم عليه متقدم، لان هذا الامام رجل العالم كله، فلو اجتمع الجنس البشرى كله وهذا مستحيل، واستعمل اقصى ما وصل اليه العقل البشرى لما توصل لمعرفه المتصف بهذه الصفات معرفه قائمه على الجزم واليقين، لذلك فان اشراك العالم او الامه باختيار الامام المتصف بهذه الصفات هو من قبيل العبث واللغو، ان عمليه الاختيار الالهى للامام هى عمليه فنيه من جميع الوجوه وتقريبا للذهن نقول انها اختصاص.

الطبيب يجرى عمليه للقلب، بحضور الملك والوزراء والفلاحين وارباب الصناعات والمهن وعلى مسمع ومراى من افراد الامه كلها حيث نقلت وقائع العمليه بالتلفزيون والاذاعه!!

والسوال الذى يطرح نفسه لماذا يحتكر الطبيب شرف وفخر انجاز العمليه الجراحيه دون ان يشرك معه عليه القوم وخاصتهم، عسانا ان نكون بهذا المثل قربنا الصوره للذهن، مع ان الذى يختار ليس الطبيب انماهو اللّه الذى لا يسال عما يفعل وهم يسالون واذا قضى اللّه ورسوله امرا ما كان للناس الخيره، لان الخيره فى ما اختاره اللّه.

موقف الناس من امامه رسول اللّه محمد(ص) قياده الدعوه الى اللّه احيط النبى الكريم علما باختيار اللّه تعالى له نبيا ورسولا واماما، وبدا نور الوحى الالهى ينساب فى وتين قلب الرسول، حاملا كليات وتفاصيل الخطه الالهيه لانقاذ الجنس البشرى مبتداه بالعرب، وكلف رسول اللّه بقياده الدعوه وبالدعوه الى اللّه سرا وبصوره انفراديه، واستمر منهجه السرى ثلاث سنين اهتدى على يديه قرابه اربعين رجلا وامراه (89) ثم تلقى رسول اللّه امرا بالجهر، فجمع الهاشميين رهطه الاقربين، فاطلعهم على كليات دعوته، وطلب نصرتهم، فاعلنت الاكثريه الساحقه من بنى هاشم وقوفها الى جانب النبى، حتى ان عمه ابا طالب قال له باسم هذه الاكثريه: (يا ابن اخى اذا اردت ان تدعو الى ربك فاعلمنا حتى نخرج معك بالسلاح) (90)، وفى هذا الاجتماع اعلن النبى استمرار الدعوه، حتى بعد وفاته، حيث عين عليا بن ابى طالب، وزيرا له وخليفه ووصيا واماما من بعده، وبعد ان انفض الاجتماع، ذهب النبى ومن والاه الى البيت الحرام وصعد الصفا ونادى على كل بطون قريش ولما اجتمعوا حوله اعلن النبوه والرساله ودعاهم الى اللّه (91)، وبعد ذلك قاد الرسول اتباعه بمظاهره سلميه مخترقا بهم شوارع مكه وسككها، وهكذا صارت انباء النبوه والرساله والامامه وولايه العهد معروفه عند سكان مكه، واقام الرسول بالابطح متابعا نشر الدعوه واعلانها (92).

الحزبان ما ان انتهى النبى من تعميم انباء النبوه والرساله والامامه وولايه العهد على سكان مكه حتى ظهر على الساحه الوجود الواقعى: لحزبين، يمثلان عقيدتين متناقضتين، وقيادتين متعارضتين بغض النظر عن كثره الحزب وقلته.

1- الحزب الاول: وهو الحزب الاسلامى الذى يدعو الى عقيده التوحيد ويقوده محمد النبى والرسول والامام، ويتكون اعضاوه من:

ا- اغلبيه الهاشميين الساحقه وعلى راسهم عميد البيت الهاشمى رسميا عبد مناف بن عبد المطلب وهو واقعيا وبجداره سيد قريش وحكيمها.

ب- الذين دخلوا فى الاسلام من ابناء البطون والموالى والاحابيش وقد آمن اعضاء هذا الحزب باللّه ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا واماما، بالرضى لا بالاكراه، وعن طريق الكلمه الطيبه، والحجه البالغه، والاقناع، فلم يرو احد قط ان رسول اللّه قد اكره رجلا او امراه على القبول بولايته او امامته، فكان القبول بامامه النبى وولايته هو ثمره اقناع واقتناع، وهذا هو الفارق الدقيق بين الامامه الشرعيه القائمه على الرضى والاقتناع والاقناع وبين الامامه غير الشرعيه القائمه على الاكراه والرعب والتغلب والقهر.

وهذا الحزب هو حزب الاقليه، وهو بمثابه جزيره صغيره وسط محيط الكفر والشرك.

وما يميز اعضاء هذا الحزب عن غيرهم عمليا هو قبولهم بولايه النبى وامامته، فلو قال احد الاعضاء انه يومن باللّه ربا، ويومن بالقرآن، ويومن بان محمدا رسولا، ولكنه لا يقبل بولايه الرسول او بامامته فان هذا القائل كافر، لان العبره تكمن بالقبول بولايه الرسول وامامته.

ورسول اللّه لم يطلب من الفريق (ب) اكثر من تعميق قناعاتهم ومتابعه الوحى، والصمود على اسلامهم، وجعل الهاشميين الفريق (ب) فريق مواجهه وحمايه له.

تلك حقيقه لا يجادل بها الا جاهل، فالهاشميون تولوا المواجهه وحمايه النبى، وهم الذين تعرضوا للحصار واكلوا ورق الشجر من الجوع، وخوفا منهم احجمت بطون قريش عن قتل النبى، ولما افلست ورات ان قتل النبى هو الطريق الوحيد امامها اختارت فتيه من كل البطون ليشتركوا فى قتل النبى، حتى يضع دمه بين القبائل ولا يقوى الهاشميون على المطالبه بدمه حسب تعبيرها.

هذا قبل الهجره، ولم تختلف الصوره كثيرا بعد الهجره.

فابو بكر وعمر ابرز المسلمين تاريخيا بعد النبى، ولكن لم يثبت قط ان احد هذين الرجلين قد قتل او جرح او اسر مشركا، ولم يجدا غضاضه بالفرار اذا حمى الوطيس.

كما حدث فى احد.

2- الحزب الثانى: وهو حزب الكفر والشرك حيث يتبنى عقيده الشرك ويدافع عنها ويقول: الحزب مجلس رئاسه يتكون من زعماء بطون قريش ال‏24 بقياده ابو جهل وابو سفيان وبموت ابى جهل استقرت قياده هذا الحزب لابى سفيان واولاده وزعماء البطن الاموى.

ويتكون هذا الحزب من ابناء بطون قريش ال‏24 ومواليهم واحابيشهم، او بتعبير ادق من سكان مكه جميعا عدا الهاشميين والقله التى اسلمت مع محمد.

وتدعم هذا الحزب وتتعاطف معه كافه القبائل العربيه، لان لبطون قريش مكانه خاصه عند العرب، فهم حماه البيت وسدنته وله فضل متواصل على قوافل الحجيج بحيث يمكنك القول ان العرب كانت تمدد مواقفها السياسيه على ضوء موقف زعامه البطون فى مكه، الم تر كيف سلمت جيوب المقاومه العربيه للاسلام بعد استسلام زعامه بطون قريش.

ويميز اعضاء هذا الحزب عن غيرهم كراهيتهم لمحمد ولال محمد وللبطن الهاشمى، وعدم قبولهم بولايه النبى وامامته، وتبعا لذلك كرهوا الدين الذى جاء به محمد.

المواجهه بين الحزبين ان موضوع المواجهه بين رسول اللّه وآله بحث طويل، حتى اننى الفت كتابا عن هذه المواجهه لكن الذى يعنينا هنا ينصب على اعطاء صوره وجيزه عن المواجهه بين محمد الامام الشرعى، وبين زعماء بطون قريش الائمه غير الشرعيين.

ملخص موقف الامام الشرعى محمد رسول اللّه يريد ان يحدث تغييرا سلميا يوظفه لمصلحه البشريه، وذلك بتبديل عقيده الشرك التى تتنافى مع الفطره والعقل بعقيده الاسلام المتفقه مع الفطره والعقل، لتحل الاوامر الالهيه، محل الاجتهادات والاراء الشخصيه التى تستند على الهوى، وبوصفه الرجل الموهل للامامه، والاعلم بالعقيده يريد بالضروره ان يقود عمليه التبديل والتغيير بالرضى والاقناع والاقتناع وبالكلمه الطيبه المجرده.

يبنى مجتمعا انسانا مثاليا وجديدا تكون الاوامر الالهيه هى القانون النافذ فيه، وتكون قيادته هى الاصلح والاعلم والافضل حيث تتعاون الامه الجديده مع القياده لتكون المثل الاعلى الحى المتحرك للمجتمعات البشريه، ليسهل تبليغ وهدايه الناس جميعا لامر اللّه، وقلب محمد مفتوح فعنوان الدعوه النبويه التوحيد والاهتداء لامر اللّه والقبول بولايه محمد وامامته، لا لان محمد عاشق للسلطه ولكن لان اللّه قد اختاره لذلك، ولانه الاعلم والافهم بالعقيده والاقرب للّه والافضل بشهاده اللّه وكفى باللّه شهيدا.

ومطلب محمد ينصب على ان تخلى زعامه الشرك فى مكه بينه وبين السكان، وان تتوقف عن ممارسه ضغوطها على الناس، وان تتركهم ليختاروا الدين الجديد، عن قناعه وبالرضا او يبقوا على دينهم برضا وقناعه وان تتوقف زعامه البطون عن ممارسه ضغوطها الادبيه على العرب لتصدهم عن دين اللّه، وعن ممارسه اعلامها الفاسد الموجه لنشر الاكاذيب، وتحريف الكلم عن مواضعه، وتزيين الباطل وتشويه الحقائق استغفالا للعامه، وطمعا بالتضليل والتدليس والتلبيس.

لذلك فان النبى ماض قدما فى دعوته، ولن يتوقف حتى يظهره او يموت دون هذه الدعوه.

ملخص موقف ائمه الكفر ائمه الكفر فى مكه او زعامه بطون قريش تدرك ان عقيده الشرك فاسده، ويتعذر الدفاع عنها، وتدرك سوء الاوضاع العامه فى مكه وفى بلاد العرب، وتدرك حاجه الناس للتغيير، ولكنها لا تملك البديل، وهى تعلم علم اليقين ان محمدا بن عبداللّه صادق ولا يكذب وحكيم، وموهل للقياده والرئاسه، فقد كانوا يسمونه الامين وقد خلص البطون بحكمته من مذبحه عندما اختلفوا على رفع الحجر الاسود، ووضعه فى موضعه (93)، لكن ائمه الكفر او زعامه البطون محكومه بمجموعه من الثوابت الغير قابله للمناقشه اهمها:
خادم الحسين
خادم الحسين
مشترك مجتهد
مشترك مجتهد

عدد الرسائل : 125
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الوجيز في الامامة والولاية  تأليف المحامى احمد حسين يعقوب Empty الباب الثانى يتبع الموضع

مُساهمة من طرف خادم الحسين الخميس 15 مايو 2008 - 11:56

اهمها:

1- الصيغه السياسيه الجاهليه القائمه على مبدا توازن القوى وانقسام مناصب الشرف بين البطون، والعقيده الجديده تنسف الصيغه من اساسها وتخص الهاشميين بالقياده والمرجعيه العامه.

2- زعماء البطون وصلوا الى مرتبه الزعامه بجهد جهيد مع ما يلحق بهذه المرتبه من امتيازات، ومن المستحيل ان تتخلى زعامه البطون عن مكتسباتها وان تسلم هذه المكتسبات الى رجل مغمور كمحمد بن عبداللّه.

3- ان محمد بن عبداللّه رجل هاشمى وبطون قريش ترفض رفضا قاطعا ان يكون الدين عن طريق هاشمى، وترفض اصلا النبوه الهاشميه، ولا تقبلها باى شكل من الاشكال.

4- ومع ان هذا السبب دعائى اكثر منه اقناعيا الا ان الدين القديم دين الشرك هو تركه الاباء والاجداد، ومن البر والوفاء لهم التمسك بمعتقداتهم.

لهذه الاسباب مجتمعه ومنفرده اجمعت بطون قريش ال‏24 على رفض: 1- دين الاسلام.

2- نبوه بنى هاشم.

3- قياده النبى وامامته.

4- فكره التغيير الاجتماعى.

وصممت جميع بطون قريش على مقاومه محمد والنبوه الهاشميه والدين الجديد الذى جاء عن طريق هاشمى بكل السبل والاساليب.

حتى لو اضطرها ذلك لقتل محمد بن عبداللّه ومحاصره الهاشميين والدخول بحرب مسلحه معهم كوسائل واساليب احتياطيه، وكان اكثر البطون اندفاعا لمعاداه النبى البطن الاموى بقياده ابى سفيان وبنيه وبنى عمومته وبطن بنى مخزوم بقياده ابى جهل والوليد بن المغيره والد خالد بن الوليد والعاص بن وائل والد عمرو بن العاص.

هذا لا يعنى ان بقيه البطون كبنى تيم وبنى عدى لم تكن مندفعه فى مد العداء ضد النبى لقد اندفعت كل البطون ال‏24 لكن اندفاع البطنين الاموى والمخزومى بعداوه النبى وآله كان ظاهرا وملموسا ومشهورا، ومعروفا لدى العامه والخاصه.

وسائل المواجهه وسائل الامام الشرعى محمد رسول اللّه:لقد اعلن محمد رسول اللّه بوضوح تام ان بطون قريش لو وضعت الشمس فى يمينه والقمر فى يساره لن يتراجع عن دعوته الى اللّه، وسيمضى هذه الدعوه قدما حتى يظهره اللّه او يموت دون ذلك، وهو يعلن بالعشى والابكار انه رجل سلم وسلام، يكره العنف والارهاب والقهر، وانه لن يكره احدا على الدخول فى دينه، وانه سلاحه الوحيد هو الكلم الطيب المستند الى الحكمه والموعظه الحسنه والحجه البالغه، واستنفار الطاقات الفكريه والروحيه فى الانسان اى انسان بغض النظر عن لونه او عرقه او مكانته الاجتماعيه، فاذا اقتنع هذا الانسان او ذلك بدعوته صار مسلما واحد اتباع النبى واحد رعايا الامام محمد يتبعه بولايه الدين، ولا تثريب على ائمه الكفر ولا لوم لو بقوا على دينهم، انما يقع عليهم اللوم والتثريب عندما يستعملون نفوذهم النابع من مكانتهم كائمه للكفر فيعدون عن سبيل اللّه وعن صحوه العقل ويعيقون مسيره التغيير العادله.

لذلك انصب جهد النبى على متابعه الدعوه وقيادتها وعرض نفسه ودعوته على التجمعات والافراد، خاصه وفود الحجيج التى كانت تفد بصوره دائمه الى مكه حاجه ومعتمره، وكانت حجه النبى متكامله ومنطقيه مدعومه بكلام اللّه المعجز، مما يجعلها نقطه استقطاب لو رفعت ضغوطات البطون او وجدت الحريات الفرديه للاختيار.

ان منهج الرسول متحضر، وكفى به فخرا انه المنهج الربانى بالدعوه.

وسائل ائمه الكفر امامه الكفر قائمه بطبيعتها على الرعب والارهاب والتغلب والقهر، ومعاديه للمنطق والعقل والفطره وخارجه بوضوح صارخ عن اطار الشرعيه والمشروعيه الالهيه، لا تحترم اراده التغيير، ولا يعنيها رفع المعاناه عن الناس، تفتقر الى بعد النظر معنيه بدنياها ومصالحها وحبها للسيطره والتحكم، لقد تجاهلت ادراكها لواقع يتطلب التغيير، ومعرفتها بالعقيده الفاسده التى يدين بها مجتمع الشرك، وتجاهلت حكمه محمد بن عبداللّه وصدقه، واهليته للقياده، وصممت نهائيا على رفض الدعوه ومقاومتها وسخرت نفوذها وقوتها ومالها ومكانتها عند العرب للصد عن سبيل اللّه، وتفشيل واحباط النبوه الهاشميه، ومارست مع العلم وسبق الاصرار الكذب والخداع والتضليل والتدليس والارهاب والقهر وقطيعه الرحم لتنال من محمد ودعوته ورهطه الهاشمى، واشاعت وسائل اعلامها الفاجره بان محمدا كاذب، وساحر، ومجنون، وكاهن، وشاعر وهى تعلم ان ما حملته وسائل اعلامها عن النبى مجرد اكاذيب، مثلما اشاعت وسائل اعلامها ان القرآن الذى جاء به محمد ما هو الا اساطير الاولين، وما هو الا اقاويل كهنه ونفثات ساحر، وانه ليس كلام اللّه كما يدعى محمد، مع انها لتعلم علم اليقين انه ليس بالسحر، ولا بالشعر، ولا بالكهانه.

وتقليلا لمكانه النبى وعظمه القرآن خصصت فرقه من فجارها مهمتها الاستهزاء بالنبى والسخريه منه ومن كتاب اللّه ومن ابرز رجالات هذه الفرقه الوليد بن المغيره والد خالد بن الوليد والعاص بن وائل والد عمرو بن العاص، وعقبه بن ابى معيط والد الوليد بن عقبه، والحكم بن العاص جد ملوك بنى اميه ووالد مروان بانى المملكه الامويه وعم عثمان الخليفه الثالث فى ما بعد (94).

وخصصت فرقه حاولت جذب الناس عن النبى بتحديثها عن اخبار الامم السابقه كما فعل النضر بن الحرث الذى كان يحدث قريش عن ملوك فارس.

هذا على صعيد الاعلام.

ثم عذبت المستضعفين من الذين اسلموا اذ ثارت كل قبيله بمن اسلم من افرادها فعذبوهم وسجنوهم وارادوا فتنتهم عن دينهم كما فعلوا ببلال، وبالمسلمه زنيره التى عميت من التعذيب، وبالمسلمه لطيفه التى عذبها عمر بن الخطاب حتى مل، والخباب بن الارت وياسر وعمار واخوه عبداللّه وسميه ام عمار (95).

ولم تتوقف محاولاتهم لعزل النبى وقتله (96).

وعندما اكتشفت جديه بنى هاشم فى حمايه النبى اجمعت بطون قريش ال‏24 على محاصره بنى هاشم فى شعب ابى طالب، لا تبيعهم ولا تشترى منهم لا تنكحهم ولا تنكح منهم وبالفعل حاصروا الهاشميين ثلاث سنين حتى اضطر الهاشميون ان ياكلوا ورق الشجر من الجوع ومع هذا رفض تسليم النبى، او ان يخلو بينه وبين بطون قريش لتقتله (97).

وقررت بطون قريش ان تحاصر من يريد الهجره، لتمنعه منها، كما فعلت مع المهاجره الاولى الى الحبشه، وكما فعلت يوم حاولت منع الرسول من الهجره الى يثرب، وحاولت ان تطرد المهاجرين من مهاجرهم كما فعلت يوم ارسلت عمرو بن العاص وعماره بن الوليد الى ملك الحبشه محاوله منها لرد المسلمين الى مكه (98).

الصمود المذهل لا تثريب على اى رسول او امام لو احبط واستسلم امام المقاومه الضاربه التى ابدتها بطون قريش ال‏24 مجتمعه له ولدينه، ولا تثريب على البطن الهاشمى لو انه سلم محمدا او خلى بينه وبين بطون قريش امام ارهاب عجيب وحصار وضغط متواصل دام 13 عاما او 15 عاما، وكان قدر محمد وقدر الهاشميين ان يعيشوا مع الارهابيين فى بلده واحده!!

لكن محمدا موهل الهيا للصمود والتحدى، اما الهاشميون فقد اهلوا لحمايه نبى واحتضان دعوه.

اليسوا هم شرعا خير بطون البشر قاطبه لقد صمد محمد وصمد الهاشميون فى وجه المقاومه والحصار والارهاب طوال 13 عاما فى ظروف ما كان لغيرهم فيها ان يصمد معشار هذه الفتره امام موجه العداء العاتبه.

تقدير الموقف وقرار الهجره ادرك الرسول الامام ان بقاءه فى مكه امر لا طائل تحته ولا فائده ترتجى منه، وبهذه الظروف فانه لن يومن من قومه الا من قد آمن، وان الكلمه المجرده قد ادت دورها كاملا، وان زعامه بطون قريش لن تفهم غير لغه القوه او الكلمه المسلحه بالقوه.

اثناء استعراض الرسول لقوافل الحجيج اجتمع مع سته من اهل يثرب وعرض عليهم دعوته، فامنوا بها، ووعدوه بنشرها فى يثرب، وفى السنه التاليه رجع من هولاء خمسه ومعهم سبعه آخرين، وارسل معهم الرسول مصعب بن عمير، وفى السنه الثالثه جاء مصعب ومعه 73 رجلا وامراتان، ولما فرغوا من اداء مناسكهم اجتمعوا مع الرسول وبايعوه واحدا واحدا على الطاعه وعلى ان يحموه وذريته كما يحمون نساءهم واولادهم.

وبهذا الوقت بالذات وصلت الدعوه فى مكه الى طريق مسدود فكان قرار الهجره هو الطريق الاوحد، وهو المنهج الاقوم، لقد عثر النبى على الاقليم المناسب والمقر الدائم له وهو يثرب.

خاصه وان اموره منظمه فيها، واتباعه لهم الكلمه العليا فى يثرب، وقد طلبوا منه ان يهاجر اليهم، وان يتولى الامور فيقود الدعوه والدوله معا واذن اللّه لنبيه بالهجره المباركه، وبالرغم من التكتم الشديد الا ان شائعات الوفاق بين محمد وبين اهل يثرب، وقرار بالنبى بالهجره انتشرت على نطاق واسع فى مكه ويثرب معا.

هجره الامام ونجاته وقيام الدوله اذا استطاعت زعامه بطون قريش ان تحاصر الدعوه محليا فقد فشلت بمحاصره الدعوه ووقف نشاطها خارج مكه، وما يجرى فى يثرب البرهان الساطع على ذلك.

اذا استطاع محمد ان ينشر دعوته رغم القيود والارهاب، فكيف تكون الحال عندما يتحرر ويصبح سيد يثرب وحاكمها المطاع!! هذا ما وصلت اليه زعامه بطون قريش من تحليلها للموقف، لذلك قررت ان تقتل محمدا، ولكنها تريده قتلا بلا ويلات وبلا ثارات، ولا حل برايها سوى ان تشترك كل بطون قريش وقبائلها فى قتله فيضيع دمه بين البطون والقبائل ولا يقوى الهاشميون والمطلبيون على المطالبه بدمه وقد ارتاحوا لهذه الحل، واختاروا من كل قبيله رجلا، حتى اذا دخل محمد بيته ليله الهجره، احاطوا بالبيت احاطه السوار بالمعصم لينتظروا خروجه مهاجرا ثم ينقضوا عليه، ويضربوه ضربه رجل واحد، حتى اذا وقف النجم وقفه الحيران -كما يقول شاعرهم- ولم يخرج محمد بدات الشكوك تساورهم، وكم دهشوا عندما راوا عليا بن ابى طالب نائما فى فراش محمد، ليفديه بنفسه، وان محمدا قد خرج دون ان يروه، فجن جنونهم، واحاطوا زعامه البطون علما بما حدث فاستنفرت خيلها ورجلها، وخصصت الجوائز لمن يقبض على محمد حيا او ميتا قبل وصوله الى يثرب.

وفى الجانب الاخر كان محمدا يشق طريقه الى يثرب عاصمه الدوله الجديده، منشرح الصدر واثقا من حفظ اللّه تعالى له (99).

مطمئنا بنور الوحى (نجوت من القوم الظالمين، وما ان وصل الى اطراف يثرب حتى وجد كل سكانها وقد خرجوا عفويا وانبهارا وبدون اكراه ليستقبلوا الامام محمدا استقبال الفاتحين، وبدات الايدى تصافحه وتبايعه نبيا ورئيسا واماما للمسلمين، ورئيسا لغير المسلمين باستفتاء عفوى بدءا من عبداللّه بن ابى -زعيم المنافقين- ومرورا بزعامه الاوس والخزرج وزعماء المهاجرين وعامه الانصار والمهاجرين، وكافه اتباع الديانات الاخرى المتواجدين فى يثرب وما حولها.

وصارت الهجره عنوان الايمان، ورمز الولايه، وتتابعت نداءات النبى الى كافه المسلمين بضروره الهجره، ومن لم يهاجر فليس لمحمد من ولايته شيى.

مقومات دوله النبى واركانها مجرد وصول النبى الى يثرب شرع بابراز مقومات الدوله الايمانيه التى تمخضت عن الدعوه الاسلاميه وجاءت كثمره كبرى من ثمراتها.

الركن الاول: الولايه او الامامه او القياده محمد رسول اللّه(ص) بالضروره هو الامام وراس السلطه وهو القائد وهو المرجع، فقد اختاره اللّه نبيا ورسولا وعينه وليا واماما وجعل طاعته والقبول بشرعيه امامته وقيادته جزءا لا يتجزء من دين الاسلام، ولانه هو المكلف ببيان القرآن وهو الاعلم والافهم بالدين، والاتقى والافضل، او لانه اوحد زمانه فمن الطبيعى جدا ان يكون هو الامام او القائد، او المرجع الاعلى، ومن الطبيعى ان يتولى الامام توزيع الادوار، وان يستعين بمن يراه لتحقيق الغايه من ظاهرتى الامامه والسلطه.

الركن الثانى: الشعب او الامه تكون شعب الدوله الجديده من سكان يثرب وما حولها وهم بضروره الواقع اربعه اصناف:

1- المسلمون الذين هاجروا من مكه الى المدينه (المهاجرون).

2- المسلمون الذين آمنوا من اهل يثرب ومهدوا لقبول النبى واعدوا المجتمع اليثربى وهياوه لتقبل وقبول امامه النبى وهم (الانصار).

3- المسلمون الذين تظاهروا موالاه النبى رغبه او رهبه وابطنوا الكفر والكراهيه لمحمد ولال محمد ولمن والاهم وهم (المنافقون).

4- اصحاب المصالح الذين كرهوا امامه محمد وكرهوا قيادته وكرهوا دينه ولكن حرصا على مصالحهم، وحتى لا يسبحوا بمواجهه التيار العام تظاهروا بقبولهم لقياده محمد وامامته وهم اليهود.

5- عناصر مشركه اخفت شركها، وامام حاله الانبهار بقدوم محمد لم تجد مفرا من التظاهر بموالاته وقبول امامته وهم فى الواقع فرقه من المنافقين.

الركن الثالث: الرضى والاقتناع كان القبول بامامه الرسول محمد وولايته ثمره رضى واقتناع الشعب او الامه، وهذا ما يميز الامامه البره الشرعيه عن الامامه الفاجره وغير الشرعيه، فالامامه البره الشرعيه تتسلم القياده برضى المحكومين واقتناعهم، اما الامامه الفاجره فتتسلم القياده وتصل اليها عن طريق القوه والتغلب والقهر وتجبر الشعب والامه على التظاهر بالرضى والاقتناع بقيادتها الجبريه.

1- فكافه المسلمين الذين هاجروا من مكه الى المدينه (اقليم الدوله) آمنوا بمحمد كنبى وكرسول، واعطوه المقاده وقبلوا به وليا واماما، وعاهدوه على الطاعه، كل ذلك بمحض اختيارهم وعن قناعه تامه، وبدون اكراه، ولا ضغط ولا ارهاب، وعقلا يستحيل تصديق ايه ادعاءات مناقضه اذ كيف يستطيع رجل اعزل ومطارد ومحاصر من قبل ائمه الكفر كمحمد(ص) ان يجبر الناس بالقوه والارهاب على الايمان بنبوته ورسالته وامامته، وان يحملهم على ترك وطنهم واموالهم وذرياتهم والسير على اقدامهم مئات الاميال للالتحاق به فى موطنه وقاعده دولته الجديده ليضعوا انفسهم تحت تصرفه!!! فليس فى الدنيا كلها عاقل يمكنه ان يشكك برضى واقتناع المهاجرين بامامه محمد وولايته.

2- وكافه المسلمين الصادقين من اهل يثرب آمنوا بمحمد كنبى وكرسول وقبلوا به اماما ووليا لهم وعاهدوه على الطاعه وعلى حمايته وحمايه ذريته تماما كما يحمون انفسهم واموالهم وذراريهم بمعنى ان محمدا لم تكن له قوه عندما عاهدهم، والا فكيف يطلب منهم ان يحموه!! ومن كانت هذه حالته فكيف يتسنى له ممارسه القوه والقهر للوصول الى منصب الامامه وممارسه اختصاصاتها وصلاحياتها!! ومن جهه ثانيه فان اكثر الصادقين من الانصار قد آمنوا بمحمد نبيا ورسولا ورضوا به وليا واماما قبل ان يروه وساروا على اقدامهم مئات الاميال ليعلنوا له ذلك، وليبايعوه على ذلك، وهذا كله يوكد ان امامه النبى وولايته على الصادقين من الانصار كافه ثمره رضى تام واقتناع موكد بشرعيه امامه النبى محمد وولايته، وحال الانصار تماما كحال المهاجرين الاولين.
خادم الحسين
خادم الحسين
مشترك مجتهد
مشترك مجتهد

عدد الرسائل : 125
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الوجيز في الامامة والولاية  تأليف المحامى احمد حسين يعقوب Empty الباب الثانى يتبع الموضع

مُساهمة من طرف خادم الحسين الخميس 15 مايو 2008 - 11:58

3- المسلمون الذين تظاهروا بالاسلام من اهل المدينه وتظاهروا بالتصديق بنبوه ورساله محمد والقبول بامامته وولايته وقد عرفوا بالمنافقين حيث اظهروا الاسلام والايمان وابطنوا الكفر والعصيان والكراهيه التامه لمحمد ولال محمد ولمن والاهم، ظاهرهم مع النبى ومع امامته وولايته للمجتمع، وباطنهم كاره لذلك، حاقد عليه يتربص الفرص لنقضه، وابطال كلمه الاسلام من اصولها ان استطاعوا.

ومع هذا هم لا يظهرون للنبى الا ودا، وقبولا بامامته وولايته، ورضى بها.

وقد بايعوا الامام فعلا على الطاعه وعلى القبول بامامته وولايته بدون ضغط ولا اكراه!! ماذا تقترح على الرسول محمد ان يفعل بهذه الحاله؟! هل سيقول لكل واحد من المنافقين انا لا اقبل بيعتك، لانك منافق، وتنطق عكس ما تظهر!! وانا لا اقبل دينك ولا اسلامك ولا عملك هذا ان محمدا كامام وكولى ليس مخولا ان يطلع على نوايا شعبه، بل عليه ان يتعامل مع الظاهر، وان يترك امر البواطن له ثم ان المنافقين ليسوا بالقله التى يتصورها البعض لقد كانوا يشكلون اكثر من نصف مجتمع المدينه، ومواجهه النبى لهم بحقيقتهم قد تترك آثارا مدمره، وقد تفسد عليه الامر كله فهنالك شبكه هائله من علاقات القربى والارحام والمصالح بين مسلمى المدينه ومنافقيها التى كانت قائمه قبل قدوم النبى يصعب تجاهلها بموازين العقل والمنطق والفطره.

فعبداللّه بن ابى كان زعيم المنافقين بلا خلاف ومات على حاله وابنه كان مسلما صالحا ومات على حاله، وعندما اشيع ان النبى قد يقتل عبداللّه بن ابى جاء الابن الصالح الى النبى وتمنى عليه ان يكلفه بقتل اباه ان اراد ذلك!!

حتى لا يقتله آخر، ويكابد الابن الصالح لتحمل رويه قاتل ابيه!!

فيجيبه الرسول الامام (لنحسنن حجته، ان محمدا لا يقتل اصحابه).

بمعنى ان كافه المنافقين قد اظهروا الاسلام، واعلنوا ايمانهم بنبوه محمد ورسالته، وقبولهم بولايه محمد وامامته او قيادتهم وبايعوه على ذلك وبدون اكراه وتظاهروا بالرضى التام والاقتناع الموكد بذلك.

4- اليهود: ويشكلون شريحه كبرى من مكان يثرب وما حولها وقد بهر اليهود بالسرعه التى انتشر فيها دين الاسلام فى يثرب وعدم قدره احد من الاوس والخزرج على المعارضه فالكل مسلم او متظاهر بالاسلام، وقد ذهلوا من السرعه التى تتابعت بها الاحداث، فاسلم منهم القليل اما الفئات الاخرى فقد رات ان تحتفظ بدينها (اليهوديه) وان تقبل بامامه محمد وولايته للمجتمع، او تتظاهر بذلك وان تتعايش كسابق عهدها فى المجتمع اليثربى ولكن فى ظل امامه محمد وولايته وهكذا كان، فكافه اليهود من سكان يثرب اظهروا رضاهم وقبولهم بولايه النبى وامامته مع الاحتفاظ بدينهم، ولم يتطرق النبى لنواياهم وبواطنهم ولم يجبرهم على اعتناق الاسلام، لان الاكراه فى الدين غير وارد فى شرع اللّه، وتقبل النبى رضاهم بامامته وولايته، وقرارهم بالاستمرار بالتعايش مع النبى الامام والولى.

التعاقد الخط‏ى والعقد الاجتماعى كانت موسسه البطن، او القبيله هى الموسسه التى تمنح الانتماء والحمايه لافرادها كافه الافراد الذين كانوا منتمين لبطون الاوس والخزرج آمنوا بمحمد كرسول وكنبى، وبالاسلام كدين، او تظاهروا بهذا الايمان، واعلنوا قبولهم ورضاهم بامامه محمد وولايته للمجتمع الجديد، او تظاهروا بهذا القبول والرضى، اما اليهود فقد اعلنوا تمسكهم بالدين اليهودى، وبنفس الوقت اعلنوا قبولهم ورضاهم بامامه محمد وولايته للمجتمع الجديد، امعانا من الرسول بالتاكيد على ظاهره الرضى والقبول، واشراكا للناس بصنع القرار وضع مسوده اتفاق، او مشروع تعاقد اجتماعى، او دستور خط‏ى ومكتوب وافقت عليه كل الموسسات (بطون وقبائل يثرب) ومن مواد هذا الاتفاق، ان اهل يثرب امه من دون الناس وان الرسول هو الحاكم والحكم، او الولى والامام، وقد احترم الرسول كافه التحالفات السابقه بين هذه الموسسات، واتفق اطراف التعاقد على ان بطون قريش عدوه للجميع، ولا ينبغى لاحد ان يجيرها ولا ان ينصرها.. الخ.

بمعنى ان رسول اللّه قد حرص على تسجيل الرضى والقبول بامامته خطيا، ووقع الجميع على ذلك، وقد فصلنا ذلك فى كتابنا المواجهه (100).

مما يعنى ان الرسول، اصر على فكره الرضى والاقتناع، واقامه الدوله بعقد اجتماعى حقيقى بين الامام والولى الذى اختاره ى‏ى‏ى‏ى‏اللّه وبين الامه التى قبلت بالاختيار والتوليه الالهيه، وهذا الاصرار على الرضى والقبول اختفى نهائيا من المسرح السياسى بعد وفاه النبى، ولم يحفل به الا الامام على عندما تولى الخلافه وفق مقاييس الخلفاء المتغلبين، فقد اصر على ان يبايعه الناس فى المسجد وعلنا، وبغير ذلك فانه لن يتولى امامه الناس وولايتهم ولن يوافق على قيادته لهم.

الركن الرابع: المنظومه الحقوقيه او القانون النافذ لقد قبل الجميع او تظاهروا بالقبول برضاهم واختيارهم وبدون اكراه على القبول بامامه وولايه محمد او قيادته للمجتمع، وقبلوا بان ما يشجر بينهم من خلاف مرده للّه ولرسوله، مما يعنى ان الجميع قبلوا بامامه محمد ومرجعيته او قبلوا به كسلطه، وقبلوا بالقرآن الكريم وبفهم النبى لهذا القرآن (سنته) كقانون نافذ على الجميع اى ان اللّه اختار محمدا الاعلم والافهم بالدين والافضل، والاقرب الى اللّه ليكون الامام والولى والمرجع، ونزل اوامره ونواهيه (امرنا) لتكون القانون النافذ فى المجتمع، فجاء المجتمع بمحض اختياره ورضاه التام واقتناعه الموكد فقبل الامام والولى ورضى به، كقائد ومرجع اوحد، وقبل الاوامر الالهيه كقانون نافذ، وتمت المبايعه بين الامام والولى وبين افراد المجتمع على ذلك.

وهذا اصرار عجيب على مبدا الرضى والقبول والقناعه لا نجد له مثيلا فى الشرائع البشريه قاطبه.

الركن الخامس: اقليم دوله الامام او الولى يثرب وما حولها كانت هى بقعه الارض الاولى التى قامت عليها دوله النبى، فهى بمثابه اقليم الدوله، ثم توسع هذا الاقليم حتى شمل ارض الجزيره العربيه بحدودها الطبيعيه.

والخلاصه انه بعد هجره النبى تكونت دوله حقيقيه بالمعنى الدستورى المعاصر، امامها ووليها محمد رسول اللّه، وقانونها اوامر اللّه (يهدون بامرنا) وشعبها سكان يثرب وما حولها، واقليمها ارض يثرب وما حولها، وان هذه الدوله نشات بالرضى والقناعه وبمبايعه، وبموجب تعاقدات وتعهدات شفهيه وخطيه، وهذه ظاهره عجيبه من حيث الاصرار على مبدا الرضا والقبول بغير ضغط ولا اكراه ولا ارهاب.
خادم الحسين
خادم الحسين
مشترك مجتهد
مشترك مجتهد

عدد الرسائل : 125
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الوجيز في الامامة والولاية  تأليف المحامى احمد حسين يعقوب Empty الباب الثانى يتبع الموضع

مُساهمة من طرف خادم الحسين الخميس 15 مايو 2008 - 12:00

الفصل الثانى: تغير المعادله السياسيه وموازين القوى

قبل قيام الدوله الاسلاميه فى يثرب، وتسلم النبى لامامتها كانت الكلمه العليا للشرك والكفر، وكانت دول الكفر، وائمه الكفر يتقاسمون السياده على الكره الارضيه، او يتنازعون على هذه السياده، فى ما بينهم، ولم يكن هنالك من يدعو الى اللّه علنا، فالدعوه الى اللّه، او الدعوه الى الحكم بما امر اللّه، كانت معدومه، او مخالفه للنظام العالمى السائد آنذاك، كان من غير المتصور ظهور امام شرعى يمثل التيار الالهى، او قيام دوله تتبنى القوانين والنظم الالهيه، فالمسلمون وعلى راسهم امامهم محمد(ص) كانوا بمثابه مواطنين او رعايا يعيشون تحت حكم امام كفر غير شرعى ويكتوون بنار عسفه وارهابه وتغلبه وصده عن سبيل اللّه.

ولكن ظهور الامام الشرعى، وجهره بالدعوه، ونجاحه بتحويل الدعوه الى دوله، وبناء الدوله الاسلاميه فى يثرب غير المعادله السياسيه عند العرب خاصه وفى العالم عامه، وقلب موازين القوى تماما، فقد وقفت الدعوه الاسلاميه بمواجهه دعوه الكفر، ووجد امام شرعى بمواجهه ائمه الكفر غير الشرعيين وصار للمسلمين دوله يتجمعون فى اقليمها، وتمنحهم الهويه والانتماء والحمايه، واعطيت الاوامر الالهيه فرصه لتكون القانون النافذ للمجتمع، مع ما يستتبع ذلك من ايجاد نموذج متحرك للحكم الشرعى، والامامه الشرعيه، والمواطنه الشرعيه.

وقبل ذلك كان المجتمع العالمى كله والمجتمعات الاقليميه يتصورون ان دعاوى الكفر وحكم الكفر، وائمه الكفر، ودول الكفر قدر احادى لا مفر منه ولا محيد عنه، وقد وجد ليفرض سلطانه على الارض، ورسخت وسائل اعلام الكفر المملوكه لائمه الكفر بانه لا وجود لامام شرعى الهى، ولا لحكم شرعى الهى الا فى عالم المثل والاوهام.

وجاء قيام الدوله الاسلاميه ليعيد التوازن الى ثنائيه العالم وليفضح اعلام الكفر.

واستغفاله للعقل البشرى، فقد كان الخير بمواجهه الشر، والحق بمواجهه الباطل، وللخير وللشر نظمه ايضا، وللحق مظهره، وللباطل مظاهره، فمن نظم الشر ومظاهره وجود ائمه كفر، ونظام كفر، وقوانين كفر تسوق الناس بالقهر والتغلب وتفرض ارادتها على ارادتهم ومن نظام الخير ومظاهر الحق وجود امام شرعى يمثل السمو البشرى، ويبشر بالحكم الالهى، ويطبق الاوامر الالهيه، ويهدى بهديها، يسوس الناس بالرضا والقناعه، ويخضع واياهم للاوامر الالهيه ويهتدون بهديها.

فوجود محمد الامام وقيام دولته، وضع الناس امام خيارين وترك لهم الحريه ليبقوا فى ظلمات ائمه الكفر بمحض حريتهم واختيارهم ورضاهم، او يقبلوا بامامه محمد والائمه الشرعيين من بعده بمحض حريتهم واختيارهم ورضاهم وبدون اكراه.

وقبل الاعلان عن امامه محمد وقبل قيام دولته لم يك امام الناس اى خيار غير القبول بالواقع المفروض بالقوه والقهر.

موقف ائمه الكفر من امامه محمد رسول اللّه ومن قيام الدوله الاسلاميه مما لا شك فيه ان كل ائمه الكفر فى الارض قد سمعوا بنبوه محمد وبظهور امامته، وبقيام كيانه السياسى فى يثرب وما حولها وسمعوا بتشكيكه بشرعيه حكم ائمه الكفر فى كل مكان على الكره الارضيه، وسمعوا باعلانات محمد المتواليه بانه رسول اللّه، ورحمته الى الناس كافه، وانه الامام الشرعى للجنس البشرى كله، وان مهمته تنصب على اخراج الناس جميعا من الظلمات الى النور، ومن الموكد ان هذه الانباء والاعلانات قد ازعجتهم، ولكنهم تظاهروا بعدم الاكتراث ولم يحمل ائمه الكفر العمالقه لكسرى وقيصر امر محمد على محمل الجد، واذا استبعدوا نجاحه وقدروا ان الامر لا يعدو عن كونه صراعا داخليا بين قبائل العرب وبوقت يطول او يقصر ستحسم قبائل العرب هذا الصراع لصالحها.

ائمه بطون قريش تبرعوا بمحاربه محمد نيابه عن ائمه الكفر عندما اقام النبى كيانه السياسى فى يثرب، كانت هنالك كيانات سياسيه هزيله منتشره فى جزيره العرب، يقود كل كيان من تلك الكيانات امام مشرك وغير شرعى، ولكن اهم هذه الكيانات اطلاقا الكيان الذى كان قائما بمكه بقياده مجموعه متحالفه من ائمه الكفر، وهم زعماء بطون قريش، ونظرا لمركز زعامه بطون قريش ونفوذها عند العرب، بوصفهم حماه البيت الحرام وسدنته وجيرانه، ولان هذه البطون قد تطرفت بعداوتها لمحمد وآله، ولانها ترفض ان يكون النبى من بنى هاشم، وترفض ان ياتى الدين الجديد عن طريق رجل من بنى هاشم، ولان محمدا والهاشميين من قريش، ولان اهل مكه اعلم بشعابها، لكل هذه الاسباب تولت بطون قريش قياده الجبهه المعاديه لمحمد ولال محمد ولمن والاهم، وللدين الذى جاء به محمد.

وفى هذا السياق بدات زعامه بطون قريش بتكوين تحالفات مع الكيانات العربيه المشركه، ومع ائمه المشركين العرب، للتصدى بالقوه لكيان يثرب وامامه الشرعى محمد رسول اللّه، وغنى عن البيان ان زعامه بطون قريش كانت اكثر الكيانات نشاطا واندفاعا بمعاداه محمد واشدهم اهتماما بتخريب كيانه السياسى، واسقاط نظام حكمه الشرعى، اما بقيه الكيانات العربيه فلم تكن لديها الحوافز الكافيه لمعاداه محمد وآله، انما اندفعت مع موجه العداء مجامله لزعامه بطون قريش، ومن هنا رايناها تحارب او تشترك بالحرب رمزيا او طمعا بمغنم اذا حاربت بطون قريش، وتسالم اذا سالمت البطون، وتستسلم عن الاقتضاء اذا استسلمت زعامه البطون، والابعد من ذلك انها تسلم وتدخل بالدين الجديد او تتظاهر بدخوله اذا اسلمت البطون او تظاهرت بالاسلام كما حدث فعلا بالواقع التاريخى.

والخلاصه ان زعامه بطون قريش قد تبرعت بمعاداه محمد وآله ومن والاهم والتصدى للدين الجديد نيابه عن ائمه الكفر فى الارض.

فاطلقت وسائل اعلامها الفاجر ضد محمد وآله وآذتهم ومن والاهم، وحاصرتهم، وقاطعتهم، وقاومتهم بكل اساليب المقاومه، وفكرت بقتل النبى فعلا، ولما قرر النبى ان يهاجر من مكه فرارا بدينه تامرت كل البطون على قتله وشرعت بالقتل فعلا، ولم تتمكن من ذلك لاسباب خارجه عن ارادتها، ولما نجا النبى من موامره القتل طاردته بكل وسائل المطارده وخصصت الجوائز لمن يقبض عليه حيا او ميتا، فنجا النبى من المطارده كما نجا من القتل، ووصل سالما الى يثرب، ونجح باقامه كيانه السياسى الاسلامى فيها، ولكن زعامه بطون قريش لم تعترف بوجود محمد، وتجاهلت التطورات التى حدثت تماما ورفضت مفاوضته او التحدث معه او الاعتراف بشرعيه وجوده وطمعا بالقضاء عليه جيشت الجيوش وحاربته فى بدر، وفى احد وفى الخندق، وطوال 23 عاما وزعامه بطون قريش تقاوم بكل فنون المقاومه، وتوذى النبى وآله وبكل وسائل الايذاء وتحاربهم بكل طرق الحرب.

ونتيجه حروبها العدوانيه التى شنتها على النبى وآله، قتل حمزه وعلى بن ابى طالب صناديد قريش فجن جنونها وجمعت مع الحسد والكراهيه لمحمد ولاله الحقد عليهم، فاتخذت من صديق محمد وآله عدوا لها، ومن عدو محمد وآله حبيبا لها كائنا من كان، انظر الى قول ابى سفيان عندما خاطب نيابه عن بطون قريش الوفد اليهودى الذى جاء ليحالف البطون على عداوه محمد: (ان احب الناس الينا من اعاننا على عداوه محمد) (101)، ولم تتوان زعامه بطون قريش من ان تمد يدها الى الشيطان نفسه وتتحالف معه اذا ايقنت من كراهيته لمحمد ولال محمد.

لقد تحالفت بطون قريش مع اليهود، ودخلت واياهم الكعبه المشرفه وتعاهدوا فيها معا وحلفوا بان تكون الكلمه واحده على هذا الرجل -اى محمد- ما بقى من بطون قريش ومن اليهود رجل (102)، وكانت بطون قريش تسير الوفود من وقت لاخر لتاليب العرب على عداوه محمد (103)، بالوقت الذى كانت تتشدق فيه زعامه البطون القريشيه بصله الارحام!!

ولما احيط بزعامه البطون، وحصرت فى جزيره من الشرك واغلقت بوجهها كل الابواب الا باب الاسلام، استسلمت وذكرهم الرسول المنتصر بافاعيلهم، ثم قال: ماذا تظنون انى فاعل بكم؟ فقالوا: اخ كريم وابن اخ كريم،!! فقال النبى: لا تثريب عليكم، اذهبوا فانتم الطلقاء فدخلوا الاسلام مكرهين، او تظاهروا بدخوله، وقلوبهم مثقله بالحقد على محمد وعلى آل محمد، والحسد لمحمد ولال محمد (104).

وعبرت جويريه بنت ابى جهل عن الوضع النفسى للبطون لما سمعت الاذان (قد لعمرى رفع لك ذكرك! اما الصلاه فسنصلى، واللّه لا نحب من قتل الاحبه ابدا) (105)، ولما سمع خالد بن اسيد الاذان قال: (الحمد للّه الذى اكرم ابى فلم يسمع هذا) وقال الحارث بن هشام: واثكلاه ليتنى مت قبل هذا، وقال الحكم بن العاص:

(واللّه انه لحدث عظيم ان يصيح عبد بنى جمح - يعنى بلال- على بنيه ابى طلحه) وقال ابو سفيان: اما انا فلا اقول شيئا، لو قلت شيئا لاخبرته هذه الحصباء!! فنزل جبريل على النبى، واخبره بما قال القوم (106).

هذه هى طبيعه اسلام بطون قريش، وهذا هو مفهومها للدين!!

على اى حال لقد استسلمت بطون قريش، وعفا النبى عنهم، وتركهم طلقاء، لم يجبرهم على الدخول فى الدين، او القبول بامامته، لقد اعتنقوا الدين او تظاهروا باعتناقه، وقبلوا بامامه النبى او تظاهروا بقبوله، كل ذلك برضاهم ومحض اختيارهم وبدون اكراه، تماما كحال منافقى يثرب واصبحوا مواطنين فى الدوله الاسلاميه لهم كامل حقوق المواطنه، واخفت بطون قريش مشاعرها الكارهه لمحمد وآله، والحاقده عليهم.

وقبيل انتقال النبى الى جوار ربه اتحد ابناء بطون قريش مهاجرهم وطليقهم ضد الامام.

والولى من بعد النبى على بن ابى طالب تماما كما اتحدوا ضد النبى.

وبعد وفاه النبى استولوا على منصب الامامه او الخلافه بالقوه والتغلب، وغصبوا الامام الشرعى حقه بالامامه والخلافه، وادعت البطون انها الاولى بمحمد، لان محمد من بطون قريش، وقريش كلها قرابه له، لا فرق بين هاشمى وغير هاشمى، واحتجت البطون بان النبى من بنى هاشم، ولا ينبغى ان يكون الخليفه من بنى هاشم فيجمع الهاشميون النبوه والملك معا والعدل يقضى بتوزيع الشرف، فتكون النبوه فى بنى هاشم، وتكون الخلافه فى البطون تتداولها فى ما بينها.

لماذا اتحدت بطون قريش على معاداه محمد ورفض نبوته وامامته؟ كانت بطون قريش تسمى محمدا قبل النبوه بالامين، وتعترف بحكمته، فقد حل مشكله وضع الحجر الاسود بايسر الطرق (107)، وانقذ البطون من حرب اهليه.

ووالد محمد، عبداللّه كان من انهد فتيه قريش واكثرهم ادبا وادمثهم خلقا، وجده عبد المطلب كان سيد قريش ووليها وحكيمها بغير منازع (108) وهاشم بن عبد مناف كان تاج قريش وناصيتها (109).

بمعنى ان محمدا شخصيا لا غبار عليه فهو سيد سليل اسياد!!

ومع هذا فما ان اعلن محمد ابناء النبوه والرساله والكتاب حتى وقفت بطون قريش ال‏23 وقفه رجل واحد، واعلنت بلسان واحد رفضها المطلق لنبوه محمد ورسالته، ولما نجح باقامه الكيان السياسى فى يثرب رفضت بطون قريش ال‏23 امامه محمد وقاومته وحاربته بكل الوسائل لافشال النبوه والرساله واسقاط الامامه فما هو السر، وما هى اسباب ذلك كله؟ 1- الصيغه السياسيه الجاهليه:

ورثت بطون قريش ال‏25 صيغه سياسيه جاهليه قائمه على اقتسام مناصب الشرف بين البطون، وقائمه على التوازن بين هذه البطون، وقد كرست هذه الصيغه مبدا لا غالب ولا مغلوب، وعندما اعلن محمد الهاشمى نبوته ورسالته وانحاز له البطنان الهاشمى والمطلبى، جن جنون بطون قريش ال‏23، وفسرت النبوه والرساله على انها موامره هاشميه مطلبيه على الصيغه السياسيه الجاهليه، لتعديلها لصالح هذين البطنين، واعتبرت بطون قريش النبوه الهاشميه اخلالا خطيرا بمبدا توازن وتعادل القوى بين البطون، لذلك اقنعت نفسها بان اتحادها ضد محمد كان للدفاع عن وجودها وحقوقها السياسيه.

فى وجه المطامع الهاشميه!!

2- المنافسه بين البطون وكراهيه التميز الهاشمى:

كانت المنافسه على الشرف بين بطون قريش، جبله فيها، ومظهر دائم من مظاهر وجود هذه البطون، لقد طبعت على المنافسه، فما من عمل ياتى به بطن، الا وتاتى البطون الاخرى بعمل مشابهه له، طمعا بالتوازن والتعادل بموازين قواها، وكانت البطون ترقب بحذر شديد تميز المشيخه الهاشميه وحكمتها وكرمها، وتحاول مشيخات البطون ان تقلدها، وتاتى بمثلها، او تتصنع الاتيان بمثلها كتصنع اميه ان ياتى بمثل هاشم وما نجم عن هذا التصنع من منافره وجلاء (110).

واعلن محمد انه نبى اللّه ورسوله!! فكيف تعمل بطون قريش بهذه الحاله!! وكيف يمكنها الاتيان بمثل النبوه الهاشميه،!!

وهكذا سينفرد الهاشميون ويتميزون عن بطون قريش بشرف النبوه، ويتقدمون بهذا الشرف بدون جهد منهم ولا طاقه، وسيتكرس التميز الهاشمى على حساب البطون، وستقف البطون عاجزه عن الاتيان بمثل النبوه، ومن هنا فقدت بطون قريش ال‏23 رشدها تماما امام شرف معجز!! لذلك صبت كل طاقاتها على الغاء النبوه الهاشميه وتفشيلها.

3- الحسد:

الحسد مرض خبيث، وقد اصيبت به بطون قريش يوم اعلن محمد انباء النبوه والرساله، ولم ينج من هذا المرض الا البطنان الهاشمى والمطلبى، لقد حسدت بطون قريش محمدا واهل بيته خاصه، والبطن الهاشمى عامه، فضل النبوه وشرف الرساله فمحمد واهل بيته هم المحسودون (111) (ام يحسدون الناس على ما آتاهم اللّه من فضله)«النساء/54».

وقد اشار ابن عباس الى ظاهره الحسد تلك فى حواره مع الخليفه الثانى (112).

والخلاصه ان من ابرز الاسباب التى دفعت بطون قريش ال‏23 للوقوف وقفه رجل واحد ضد محمد وآل هو الحسد بان يكون النبى من بنى هاشم!! فكانهم يقسمون رحمه اللّه!

4- الحقد على محمد وآله:

ومن الاسباب التى دفعت بطون قريش ال‏23، للمضى قدما فى معاداتها لمحمد وآل محمد، ومعارضتها لامامتهم، الحقد الذى استقر فى قلوب ابناء البطون على محمد وآل محمد، وتفصيل ذلك ان عليا بن ابى طالب ابن عم النبى والولى من بعده، والحمزه بن عبد المطلب عم النبى اشتركا بقتل صناديد بطون قريش فى معركه بدر خاصه، فما من بطن من بطون قريش الا وكان فيه قتيل او قتلى قتله عم النبى، او ابن عمه او اشتركا بقتله، لقد لفتت طريقه على بن ابى طالب بالقتال انظار اهل الارض واهل السماء فنادى ملك من السماء يوم بدر (لا سيف الا ذوالفقار ولا فتى الا على) (113).

وقتل على وحمزه فى بدر نصف ما قتل من المشركين (114)، ويوم احد قاتل العم وابن العم بكفاءه تفوق التصور، وغدرت بطون قريش بالعم حمزه فقتلته، وبقى ابن العم يقاتل دفاعا عن رسول اللّه حتى قتل حمله لواء المشركين الثمانيه، وكلهم من قريش وعندما حمل اللواء عبد لهم قتله الامام على (115)، وفى وقت الاحزاب قتل على بن ابى طالب عمرو بن ود، اقوى واشجع رجال بطون قريش، وقد ثمن رسول اللّه مبارزه على لعمرو بن ود بقوله (لمبارزه على بن ابى طالب لعمرو بن ود يوم الخندق افضل من اعمال امتى الى يوم القيامه) (116)، وبالفعل لقد كفت هذه المبارزه المومنين القتال، لذلك كان مسعود يقرا (وكفى اللّه المومنين القتال - بعلى -) (117).

بقى ان نقول ان رسول اللّه، وعمه الحمزه، وابن عمه على لم يقتلوا المشركين بطرا ولا حبا بالقتل، انما قتلوا من قتلوا من المشركين بامر اللّه، وجهادا فى سبيله، واعزازا بالدين، ودفاعا عن النفس، ففى كل الحالات التى وقع فيها قتل، كان بطون قريش هى المعتدى، وهى الغازيه، وهى البادئه بالعدوان، فالدفاع عن النفس من مشروع اجازته كافه الشرائع الالهيه والوضعيه.

ومهما يكن فان بطون قريش لا تفهم هذا المنطق، وكلما تفهمه ان عم النبى الحمزه، وابن عمه على بن ابى طالب، وكلاهما من بنى هاشم قد وتراها باحب ابناء البطون اليها، فيتموا الاطفال، ورملوا النساء، وان محمدا بن عبداللّه الهاشمى كان هو السبب فى كل هذا القتل والدمار الذى لحق فى بطون قريش ومن هنا صبت بطون قريش ال‏23 كل حقدها الاسود على محمد وحمزه وعلى بن ابى طالب خاصه، وعلى البطن الهاشمى عامه وعلى كل من والاهم واحبهم!.

طبيعه حقد البطون على محمد وآل محمد انظر الى قول ابى سفيان وهو يخاطب الوفد اليهودى نيابه عن بطون قريش ال‏23 (ان احب الناس الينا من اعاننا على عداوه محمد) (118) لقد تعاهدت بطون قريش مع اليهود وحلفت باللّه داخل الكعبه بان تكون الكلمه واحده على محمد ما بقى من بطون قريش ومن اليهود رجل واحد) (119)! وبطون قريش تعرف معنى التعاهد والحلف وانظر الى قول هند بنت عتبه وام معاويه وزوجه ابى سفيان (لو اعلم ان الحزن يذهب من قلبى بكيت، ولكن لا يذهبه الا ان ارى ثارى من قتله الاحبه) (120).

ومن هم الذين قتلوا احبه هند؟ هم النبى، وحمزه وعلى!! وهند هذه لا تكتفى بقتل حمزه ولو بالغدر انما تمثل به وتقطع اذنيه، وتشق بطنه، وتحاول ان تاكل كبده!

وانظر الى قول ابى سفيان (وانى لانا الموتور الثائر قتل ابنى حنظله وساده اهل الوادى..) (121) ولم يختلف ما فى النفوس كثيرا حتى بعد ان اسلمت بطون قريش او تظاهرت باسلامها انظر الى قول جويريه بنت ابى جهل لما سمعت الاذان فى مكه (قد لعمرى رفع لك ذكرك، اما الصلاه فسنصلى، واللّه لا نحب من قتل الاحبه ابدا) (122).

ولم ينج من تاثير هذه الحاله النفسيه حتى ابناء البطون الذين اسلموا وهاجروا، لقد طلب النبى من اصحابه فى معركه بدر ان لا يتعرضوا لاحد من بنى هاشم لانهم قد اكرهوا على الخروج سمع الصحابى ابو حذيفه بن عتبه بن ربيعه قول النبى فقال عفويا، وبتصرف لا شعورى:

(انقتل اباءنا وابناءنا واخواننا وعشيرتنا، ونترك العباس عم النبى واللّه لئن لقيته لالحمنه السيف) (123).

صحيح ان حذيفه على دين محمد ويحارب معه، ولكن من غير الممكن عقلا ان يموت ابوه واخوه وعمه وسادات بنى اميه امامه ولا يكون موتهم غصه فى حلقه، قد يفارق الدنيا، ولكن لن تفارقه هذه الغصه!!

وانظر الى قول عمر بن الخطاب لسعيد بن العاص بن سعيد الذى قتله على (انى لاراك معرضا عنى تظن انى قتلت اباك يوم بدر... واللّه ما قتلته..) (124) فعمر بن الخطاب يظن ان اعراض سعيد عنه اعتقاده بانه قد قتل اباه فى بدر لذلك هو يبرى‏ء ساحه نفسه، ويذكر ابن المقتول بطريقه ذكيه بانه لم يقتل اباه انما قاتله هو على بن ابى طالب، وهذا التعريض لا يصدر عن رجل من عامه الناس انما يصدر عن خليفه المسلمين بعد عشرين سنه من وقعه بدر، وعندما استولى معاويه على منصب الخلافه بالقوه واستقر حكمه كبر يوما بالخضراء، فكبر اهل المسجد بتكبيره اهل الخضراء، فساله سائل ما هذا الذى بلغك فسررت به حتى كبرت؟ فقال معاويه: موت الحسن بن على (125).

وعندما جى‏ء براس الحسين ورووس الطيبين من اهل بيت النبوه الى يزيد بن معاويه بعد مذبحه كربلاء ووضعت الرووس بين يديه تمثل بقول الشاعر:

قد قتلنا القوم من ساداتهم وعدلنا ميل بدر فاعتدل واضاف:

لست من خندق ان لم انتقم من بنى احد ما كان فعل وقال ابن عبد ربه فى العقد الفريد (126) ان يزيد قد قال ايضا:

لعبت هاشم بالملك فلا ملك جاء ولا وحى نزل تلك هى طبيعه النفوس الكارهه لمحمد ولال محمد (ان تمسسكم حسنه تسوهم، وان تصبكم سيئه يفرحوا بها) «آل عمران/120».
خادم الحسين
خادم الحسين
مشترك مجتهد
مشترك مجتهد

عدد الرسائل : 125
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الوجيز في الامامة والولاية  تأليف المحامى احمد حسين يعقوب Empty الباب الثانى يتبع الموضع

مُساهمة من طرف خادم الحسين الخميس 15 مايو 2008 - 12:01

فالخلافه واماره المومنين لم تغير معاويه، ولم يغير ابنه ولم يغيرهما اسلامهما، ولم تهن مشاعرهما الحاقده مع طول الامد انما عبرا عن حقيقه هذه المشاعر، واظهرا ما كانا يحاولان اخفائه.

اسوا جنين بانتهاء معركه بدر حملت نفوس ابناء البطون باسوء جنين عرفته الخليفه وهو الحقد، لقد امتلات نفوس ابناء البطون بالحقد الاسود على محمد وآله، وظل هذا الحقد فى نفوسهم ولم يفارقهم لحظه قط، وهكذا جمعت بطون قريش مع الحسد لمحمد وآله، الحقد الاسود على محمد وآله، وانى لاى دين ان يقتلع هذا الثنائى القذر من النفس البشريه، كيف يمكن لابى سفيان ان يحب عليا بن ابى طالب وقد قتل ابنه البكر حنظله وعشره من ابناء عمومته!! وكيف يمكن لمعاويه بن ابى سفيان او لاخيه يزيد ان يحب عليا، وقد قتل اخاه وخاله وابن خاله، وجده، وشقيق جده وسته اخرين من ابناء عمومته، وكيف يمكن لخالد بن الوليد ان يحب من قتل اباه وسادات بنى مخزوم والمغيره (127)، وكيف يمكن لعمرو بن العاص وعثمان بن عفان والوليد بن عتبه، والحكم بن العاص ان يحبوا قتله آبائهم وبنى عمومتهم!! كيف يمكن لعمر بن الخطاب ان يحب من قتل خاله شقيق امه!!

يسهل التصور ان يحبوا النبى محمدا، لانه لن يستفيدوا دنيويا من الاسلام بدون حب النبى او التظاهر بحبه، ويصعب التصور بان يحبوا محمدا وآل محمد!! لقد لاحقهم الوتر واورثوه لذرياتهم، وكتب على آل محمد طوال التاريخ ان يدفعوا ضريبه عاليه لحسن اسلامهم وصدق انتمائهم للنبى.

قد يقول قائل: الاسلام يجب ما قبله، هذا صحيح على مستوى الحساب الالهى، ولكن النفس البشريه ليست زرا كهربائيا تطفى‏ء وتضى‏ء بحركه! انها عالم من الانفعالات، اذ يتعذر عمليا على الانسان ان يحب ويوالى الذى قتل ابنه او اباه او اخاه او جده او ابن اخيه او عمه او ابن عمه او خاله او ابن خاله او حتى قريبه ان ذلك فوق طاقه النفس البشريه، صحيح ان الذين قتلوهم قتلوهم على الايمان، وجهادا فى سبيل اللّه، ودفاعا ومشروعا عن النفس، وصحيح ان عنوان الايمان موالاه اللّه ورسوله ومعاداه اعدائهما حتى ولو كانوا الاباء والابناء والاخوه والعشيره، لكن هذا كله لا يمنع ولا يوقف نظام انفعالات النفس البشريه وثوره اشجانها، فمحمد هو الامر، وعلى بن ابى طالب وحمزه هما المنفذان اللذان نكلا بالبطون، والهاشميون هم المطلوبين والمطالبين طوال التاريخ هذا هو فهم البطون عمليا.

وهذا هو البلاء المبين لقد عالجنا فى كتابنا المواجهه هذا الموضوع باستفاضه تامه.

البطون القريشيه الاكثر حقدا على محمد وآله بطون قريش ال‏23 رفضت النبوه الهاشميه، وكرهت التميز الهاشمى، وحقدت على محمد وحمزه وعلى خاصه، وعلى بنى هاشم عامه، ولكن اكثر هذه البطون ال‏23 حقدا على محمد وعلى آل محمد هم بنو اميه، وبنو المغيره، وبنو مخزوم.

قال رسول اللّه(ص) (ان اشد قومنا لنا بغضا، بنو اميه، وبنو المغيره، وبنو مخزوم) رواه الحاكم وابو نعيم (128)، هذا النص علاوه على انه صادر ممن لا ينطق عن الهوى، فهو قراءه متعمقه لوقائع التاريخ، فاكثر قتلى بدر المشركين كانوا من هذه البطون الثلاثه، والمتنافسون على زعامه بطون قريش هم سادات هذه البطون الثلاثه، وبمعايير البطون القريشيه فان هذه البطون الثلاثه هى الاكثر تضررا من النبوه الهاشميه، ومن امامه محمد رسول اللّه، وكان لابناء هذه البطون الثلاثه فى ما بعد دور بارز بصرف الامر عن الائمه الشرعيين من آل محمد واغتصاب حقهم بالامامه.

ومع ان هذه البطون الثلاثه لا تطيب نفوس بعضها لبعض لانها تطلب ذات الغنيمه، وتركض خلف نفس الطريده الا ان كراهيتهم وحسدهم وحقدهم على محمد وآله وحدهم، اظهرهم بمظهر الفريق الواحد طوال التاريخ، لقد قادت هذه الثلاث حملات الارهاب والايذاء والمقاطعه والحصار لمحمد وآله طوال الفتره التى قضاها النبى فى مكه قبل الهجره، وخططت هذه البطون الثلاثه واشتركت بالموامره على قتل النبى ليله هجرته، وبعد ان نجا النبى من موامره القتل قادت هذه البطون الثلاثه عمليه مطارده النبى، وخصصت الجوائز لمن يقبض عليه حيا او ميتا قبل وصوله الى يثرب.

وبعد الهجره تولت هذه البطون مهام استنفار العرب وتاليبهم ضد محمد وآله، واعداد الجيوش لحرب محمد، ثم قادت حربا دمويه مسلحه ضد محمد وآله ومن والاهم.

وبعد 23 سنه من الصراع المرير بين هذه البطون وبين محمد وعندما افلست واحيط بها، واغلقت بوجهها كل الابواب اسلمت او تظاهرت بالاسلام، فتبعتها بطون قريش بالاسلام او بالتظاهر بالاسلام، واندست فى صفوف الامه الناشئه وبذرت بذور الانحراف والخروج على الشرعيه الالهيه، ثم مدت يدها للمنافقين وتحالفت معهم واستولت على منصب الامامه او الخلافه من بعد النبى بالقوه والتغلب وحالت بين الامام الشرعى من بعد النبى على بن ابى طالب وبين حقه بالامامه والولايه.

وهكذا اتحدت البطون بعد موت النبى ضد على واهل بيت النبوه للحيلوله بين اهل بيت النبوه وبين حقهم الشرعى بالامامه والولايه، تماما كما اتحدت ضد النبى للحيلوله بينه وبين حقه الشرعى بالرساله والامامه.

الرجال الاشرون عداوه والاكثرون حقدا على النبى وآله يمكنك القول وبكل ارتياح بان زعامه بطون قريش قد نجحت بحشد الاكثريه الساحقه من ابناء البطون وتعبئتهم بالعداوه ضد محمد وآله ومن والاهم، وجاءت الحرب العدوانيه التى شنتها زعامه بطون قريش على محمد وآله وما رافقها من سقوط قتلى وفجيعه البطون بصناديدها لتعبى‏ء نفوس الاكثريه الساحقه من ابناء البطون بالحقد على محمد وآله، على اعتبار انهم قتله الاحبه على تعبير هند ام معاويه وجويريه بنت ابى جهل!! فكانت معاداه محمد وآله ومن والاهم هى السمه البارزه التى تميزالاكثريه الساحقه من ابناء البطون عن غيرهم من الناس!

ولكن اشد زعماء البطون وابنائها عداوه لمحمد وآله وحقدا عليهم كانوا هم:

1- ابو سفيان، صخر بن حرب بن اميه قائد البطون رسميا حسب الصيغه السياسيه الجاهليه، فهو قائد قريش فى غزواتها كما ورث ذلك عن ابيه وجده.

لقد كان ابو سفيان وراء وحده بطون قريش ال‏23 ضد محمد وبنى هاشم، ووراء تحطيم وحده بنى عبد مناف اذ استهوى بنى نوفل وضمهم الى جبهه الشرك، وكان وراء عمليات تعذيب المستضعفين من المسلمين، وهو مهندس الحصار والمقاطعه التى فرضتها البطون على محمد وبنى هاشم، وهو الذى اتصل مع زعامه الطائف يستقبلوا محمدا اسوء استقبال، وهو الذى خطط لارسال وفد الى النجاشى مزودا بالهدايا لرد المهاجرين الى الحبشه، وهو احد المجتمعين فى دار الندوه على الاقل والمتامرين على قتل النبى ليله هجرته، وهو وراء تشكيل فرقه لمطارده النبى بعد نجاته من القتل، وقد حاول شخصيا ان يقتل النبى وفشلت محاولته (129)، وهو الذى اجج النار ضد محمد، وارسل الوفود لتاليب العرب واستعدائهم على محمد، وجمع الجموع وانفق 40 اوقيه ذهب واستاجر احابيش بنى كنانه لحرب النبى فى احد (130) فهو قائد المشركين فى احد ولا خلاف على ذلك.

وهو الذى تحالف مع اليهود وجمع الاحزاب وقادها وسار بهم الى يثرب للقضاء على محمد واستئصاله، وعندما اراد رسول اللّه ان يودى العمره كان ابو سفيان على راس الذين صدوا رسول اللّه عن المسجد الحرام، وبالرغم من غناه وثروته الا انه قد عدا على دور المهاجرين من بنى جحش بن رئات وباعها لعمرو بن علقمه (131)، وفوق ذلك فقد قتل الحمزه وعلى بن ابى طالب ابنه حنظله، وابن عمه ووالد زوجته عتبه بن ربيعه وابن عمه شيبه، وابن عتبه الوليد وثمانيه من صناديد بنى اميه، مما طبع البيت الاموى كله بطابع الحقد الدفين على محمد وآله، ومما هيى‏ء ابا سفيان ليكون احد ابرز ائمه الكفر الذين لا ايمان لهم.

فما شر اتت به بطون قريش الا وابو سفيان اسه واساسه.

وخلال المده التى تراس فيها ابو سفيان جبهه الشرك رمى الاسلام وبنى الاسلام بكل سهم فى كنانته، وحاربهم بكل وسائل الحرب وقاومهم بكل فنون المقاومه.

2- يزيد بن ابى سفيان، 3- معاويه بن ابى سفيان.

4- عتبه بن ابى سفيان: وقفوا مع ابيهم وقفه رجل واحد طوال 23 سنه وقاوموا رسول اللّه ودين الاسلام، بكل وسائل المقاومه، واشتركوا مع ابيهم فى كيده كله، وعندما حدثت الحرب حاربوا رسول اللّه وعندما فاجاهم رسول اللّه، واستسلم ابو سفيان، لامه اولاده وشجعوه على عدم الاستسلام، وتعجب معاويه من مهادنه ابيه ونسيانه لدم حنظله وساده اهل الوادى الذين قتلهم محمد وآله!! ولكن ابا سفيان كان اعقل وابعد نظرا من اولاده فقد ادرك انه لا طاقه له بجند اللّه، وان الحرب مع محمد ومع الاسلام حرب طويله، وليست محصوره باسلوب او اسلوبين وان الدنيا اكبر من اهلها.

لعنهم رسول اللّه ومن الطبيعى جدا ان يلعن رسول اللّه ابا سفيان وولده لكشف حقيقتهم امام الامه، ولقد روى الامام الحسن ان رسول اللّه لعن ابا سفيان فى سبع مواطن، وعدد الامام الحسن هذه المواطن) (132)، وكرر رسول اللّه لعن ابى سفيان فى صلاه الصبح فى الركعه الثانيه.

قال السيوط‏ى: واخرج احمد والبخارى والترمذى والنسائى وابن جرير والبيهقى فى الدلائل ان رسول اللّه قال يوم احد: (اللهم العن ابا سفيان...) (133).

واخرج نصر بن مزاحم عن البراء بن عازب، قال: اقبل ابو سفيان ومعه معاويه فقال الرسول: (اللهم العن التابع والمتبوع، اللهم عليك بالاقيص فقال ابن البراء لابيه: ومن الاقيص؟ قال:

معاويه) (134) واخرج نصر بن مزاحم قال: (نظر رسول اللّه الى ابى سفيان وهو راكب ومعاويه واخوه احدهما قائد والاخر سائق فلما نظر اليهم رسول اللّه قال: (اللهم العن القائد والسائق والراكب.

قال: قلنا انت سمعت رسول اللّه؟ قال نعم: والا فصمتا اذناى كما عميتا عيناى) (135).

وقد شاعت حقيقه لعن رسول اللّه لابى سفيان وبنيه انظر الى قول محمد بن ابى بكر لمعاويه (وانت اللعين ابن اللعين لم تزل انت وابوك تبغيان الفوائد لدين اللّه، وتجهدان على اطفاء نور اللّه، وتجمعان على ذلك الجموع، وتبذلان فيه المال، وتحالفان فيه القبائل (136)..

والمعنى ان عامه المسلمين وخاصتهم كانوا يعلمون ان ابا سفيان كان قائدا لجبهه الشرك وان اولاده وسادات بنى اميه كانوا اركان قيادته طوال فترتى المواجهه على صعيدى الدعوه والدوله الاسلاميه، وانهم قد دخلوا فى الاسلام مكرهين.

5- الحكم بن العاص بن اميه: وكان من اكثر الناس عداوه لرسول اللّه، وبفتح مكه صار احد الطلقاء ومع هذا لم يتوقف عن عداوه رسول اللّه فنفاه الرسول وبقى منفيا خلال حياه النبى، ولما آلت الخلافه لعثمان اوصله الى المدينه معززا مكرما وزوج ابنيه مروان والحارث ابنتيه واتخذهم وزراء له، ولما مات الحكم حزن عليه الخليفه وضرب على قبره فسطاطا، وقد لعن رسول اللّه الحكم بن العاص وما فى صلبه (137).

6- والوليد بن عقبه بن معيط: كان والده من اشد اعداء الرسول وقد قتله رسول اللّه فى بدر صبرا، وورث الوليد عداوه رسول اللّه وآله من ابيه، وهو طليق وقد لمع نجمه فى خلافه عثمان حيث ولاه الكوفه، وهو فاسق بنص القرآن.

7- عبداللّه بن ابى سرح: وهو الذى افترى على اللّه الكذب، واباح الرسول دمه حتى ولو تعلق باستار الكعبه، وهو من الطلقاء وقد اصطفاه عثمان وولاه ولايه مصر.

8- عبداللّه بن عامر الاموى: وكان من المشهورين بعداوتهم للنبى ولانه ابن خاله عثمان ولاه البصره وعينه اميرا على فتوحات الشرق.

9- خالد بن الوليد: والده الوليد بن المغيره احد المستهزئين والمشهورين بعداوتهم للنبى وآله، وقد قتل الامام على الوليد فى معركه بدر، وورث خالد كراهيه رسول اللّه وآله من ابيه، ومن الطبيعى ان تمتلى‏ء نفس خالد بالحقد على محمد وآله لانهم قتله ابيه وسادات بنى المغيره وبنى مخزوم ابناء عمومته، وقد قلب موازين معركه احد لصالح المشركين، ولما ايقن ان البطون ستهزم لا محاله دخل فى الاسلام بعد صلح الحديبيه، واحتفظ بمشاعره نحو آل محمد، فكره ولايتهم، وتحالف مع ابى بكر وعمر، وهو احد قاده السريه التى كلفت باحراق بيت فاطمه بنت محمد على من فيه، وعندما قاد معاويه جبهه العصيان ضد الامام على انظم اولاد خالد، وسادات بنى المغيره وبنى مخزوم الى معاويه، وهذا امر طبيعى، فكلهم موتور وثائر، والنطق بالشهادتين لا يلغى مشاعر ابناء البطون الذين فطروا على المطالبه بالثار وملاحقه من يعتبرونه قاتلا وذريته وعشيرته.

10- عمرو بن العاص: كان ابوه شانئا لرسول اللّه، فابوه هو القائل ان محمدا ابتر، وامه ليلى اشهر بغايا مكه وارخصهم اجره، وتبنى عمرو بن العاص مواقف ابيه، ولانه طموح وذكى صار احد اركان جبهه الشرك، فكان احد مبعوثى البطون الى النجاشى لرد المهاجرين المسلمين واختياره لهذه المهمه دليل على عمق ولائه لقضيه البطون.

قال الحسن بن على بن ابى طالب لعمرو بن العاص بحضور معاويه (لقد قاتلت يا عمرو رسول اللّه فى جميع المشاهد، وهجوته وكدته كيدك كله، وكنت من اشد الناس له تكذيبا وعداوه... ثم انك تعلم وكل هولاء الرهط يعلمون انك هجوت رسول اللّه بسبعين بيتا من الشعر فقال رسول اللّه: (اللهم انى لا اقول الشعر ولا ينبغى لى، اللهم العنه بكل حرف الف لعنه، فعليك اذا من اللّه ما لا يحصى من اللعن..) (138)، وقد اسلم عمرو بن العاص بعد صلح الحديبيه ووقف بعد موت رسول اللّه ضد على واهل بيت النبوه حتى ادركته المنيه.

استسلام زعامه بطون قريش وقبولها بامامه محمد(ص) المطلب الوحيد كانت زعامه بطون قريش وعامتها على علم تام بمطلب محمد منها، لترفض بطون قريش نبوته ورسالته ولتمتنع عن الدخول فى دينه، فهذا شان البطون، وهم احرار، وكلما يطلبه ان تخلى البطون بينه وبين الناس، فتقف على الحياد، وتوقف اعلامها الكاذب ضده، وتتوقف عن استعمال نفوذها الادبى عند العرب لتصدهم عنه.

وهذا كل ما يطلبه محمد خاصه البطون وعامتها.

ولم يتغير هذا المطلب عندما نجح بالهجره وباقامه الكيان السياسى الاسلامى فى يثرب، وقد عبر عتبه بن ربيعه عن ذلك بقوله (خلوا بين محمد وسائر العرب فان اصابوه فذلك الذى اردتم وان كان غير ذلك الفاكم) (139) وقال الواقدى فى مغاربه: ان عتبه قد قال لقومه: (ان يك محمد كاذبا يكفيكموه ذوبان العرب، وان يك ملكا اكلتم فى ملك ابن اخيكم) (140)، وقد سمع الرسول ما قاله عتبه فاستحسنه واقره.

فرض الحياد على البطون التجاره عماد الحياه وعصبها فى مكه، وزعماء البطون تجار بالدرجه الاولى ومن التجاره جاءت ثروتهم، وبالثروه نشا كيانهم وقام نفوذهم وتجاره مكه تعتمد على رحلتى الشتاء الى اليمن، والصيف الى بلاد الشام، ويثرب هى الطريق الوحيد لتجاره البطون الى بلاد الشام، وهذا يعنى ان طريق مكه التجارى الوحيد الى بلاد الشام قد اصبح تحت سيطره محمد تماما، ومحمد من حيث المبدا لا يعترض على المرور من بلاده، ولكنه يطالب بان تخلى زعامه البطون بينه وبين العرب، وان تقف على الحياد، فان فعلت ذلك كان بامكان قوافلها ان تمر وقت ما تشاء بسلام وامان، وان ابت بطون قريش ذلك فمعنى انها عدوه له، ومحمد لن يسمح لعدوه باستعمال مرافق دولته، ومع هذا فان كان لدى زعامه بطون قريش ما تقوله، فقلب محمد مفتوح، وآذانه مفتوحه، وهو على استعداد لاى حوار او مفاوضات باى زمان ومكان، فهو معنى بتجنب العنف، وسفك الدماء، وتطبيع العلاقات بينه وبين زعامه البطون.

ومطلب محمد شرعى ومنطقى وكذلك اجراوه وفق احدث النظم الدوليه.

بطون قريش ترفض المطلب والتفاوض اعلنت زعامه بطون قريش رفضها مجددا لمطلب محمد، واعلنت انها ماضيه بعداوتها له، وهى ترفض الاعتراف بوجوده، ولن تتفاوض معه، والاهم من ذلك انها اعلنت بانها ستمر بالقوه دون رضا محمد، وان اعترضها ثانيه، فانها ستقرنه واتباعه بالحباله، وتجعلهم عبره للاخرين!! عندئذ اعلن محمد ان الطريق التجارى الى بلاد الشام قد اصبح تحت سيطرته وانه لن يسمح لتجاره البطون ان تمر الا بعد ان تستجيب زعامتها لمطلبه، او تدخل فى مفاوضات معه.

المواجهه المحتومه بعد اعلان الموقفين، صارت المواجهه محتومه، لقد اختارت زعامه البطون الصدام والعنف والاعتباط، ورفضت المفاوضه والتفاهم، والمنطق.

ولم تعط نفسها فرصه للتراجع بل جهزت جيشا بقياده ابى جهل وقررت ان تغزو محمدا وتقرنه واصحابه بالحبال كما اعلن ذلك قائد جيش البطون، وزحف جيشها بالفعل وسار قرابه 300 ميل، وفى بدر كان محمد واصحابه بالانتظار، وبدات زعامه البطون بالعدوان، واضطر النبى محمد لمواجهه هذا العدوان والدفاع عن نفسه، وانجلت معركه بدر عن مقتل قائد جيش البطون وصناديدها واسر 70 رجل منها وهزمت البطون هزيمه ساحقه، وفجعت بصناديدها، كانت قبل المعركه تكره محمدا وآله وتحسدهم، وبعد ان فجعت بصناديدها صارت تحقد على محمد وآله ايضا.

بعد عوده البطون اجتمعت فى دار الندوه وعينت ابا سفيان قائدا لجيشها، وخصصت حموله العير لتجهيز الجيش واستاجرت الاحابيش فجمعت 3000 مقاتل وزحفت للانتقام من محمد وآله واصحابه فالتقت به فى احد، وتمكنت من هزيمه المسلمين الذين خالفوا امر نبيهم وعصوه، وتصورت البطون ان محمدا قد انتهى بالفعل، وان كيان يثرب فى طريقه الى التفكك والانهيار!

فتحالفت مع اليهود وجمع الحليفان قرابه 11000 مقاتل وسارت الاحزاب الى يثرب لاسقاط امامه محمد، والقضاء على كيان يثرب، وفوجئت الاحزاب بالخندق، وفشلت كل محاولاتها لاجتيازه، وبالمبارزه قتل على بن ابى طالب اقوى رجل فى تحالف الاحزاب، وعصفت الريح، وارسل اللّه جنود غير مرئيه وانسحبت الاحزاب تبحر اذيال الخيبه والفشل، وخرج محمد من وقعه الاحزاب اكثر قوه، وكيانه اكثر تماسكا.

عندئذ ادركت زعامه البطون بان القضاء على محمد امر مستحيل لقد واجه تجمعات اليهود وهزمهم تجمعا بعد تجمع، وبسط سلطانه على الجزء الشمالى من جزيره العرب، وان بطون قريش لن تجمع اكثر من تجمع الاحزاب، ومع هذا فشل هذا التجمع وان بطون قريش لن تقوى على احتمال حاله التعبئه العامه ومع احكام محمد لسيطرته على طريق تجاره البطون الى بلاد الشام.

فمن المشكوك فيه ان تتمكن حتى من الصمود، لقد حارت فى امرها، فلم يعد امامها من خيار غير المفاوضه مع محمد!! ولكن الموت احب لزعامتها من ان ترسل لمحمد وتطلب مفاوضته!! ان كبرياءها يانف ذلك!! وهى حائره ماذا تفعل!!

فى هذا المناخ النفسى الذى تعيشه زعامه البطون، قرر محمد رسول اللّه ان يتوجه لاداء العمره، فزياره بيت اللّه الحرام حق لكل انسان ولا تملك زعامه البطون ان تحول بين اى انسان وحقه بزياره بيت اللّه الحرام، وبيت اللّه الحرام يقع فى مكه عاصمه زعامه البطون، وقد تكون العمره مناسبه معقوله لانقاذ البطون من حيرتها ودفعها للتفاوض، فاذا تفاوضت البطون مع محمد وعقدت معه معاهده ما فستزول نهائيا حاله الحرب البارده بين القبائل المتردده وبين محمد، وتفتح قنوات المفاوضات والعقل والمنطق التى اغلقتها البطون، وبالمفاوضات والعقل والمنطق يخلق امام الناس مناخ حريه الاختيار وبالفعل امر النبى اصحابه بالمسيره الى مكه لاداء العمره، وسار النبى ومعه اصحابه حتى وصلوا الى منطقه الحديبيه وسمعت زعامه البطون فجن جنونها، وصممت ان تحول بين محمد واصحابه وبين اداء العمره، واحاط النبى زعامه البطون علما وبكل الوسائل انه ما جاء الا لاداء العمره، يودى العمره ويذبح الهدى وينصرف.

وجرت مفاوضات لاول مره، اسفرت عن معاهده بين محمد ومن والاه وبين زعامه بطون قريش من شروطها:
خادم الحسين
خادم الحسين
مشترك مجتهد
مشترك مجتهد

عدد الرسائل : 125
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الوجيز في الامامة والولاية  تأليف المحامى احمد حسين يعقوب Empty الباب الثانى يتبع الموضع

مُساهمة من طرف خادم الحسين الخميس 15 مايو 2008 - 12:03

1- وضع الحرب عشر سنين يامن فيها الناس ويكف بعضهم عن بعض.
2- من احب ان يدخل فى عقد محمد وعهده فعل ومن احب ان يدخل فى عقد قريش وعهدها فعل.
3- ان يرجع محمد هذا العام على ان يدخل مكه العام القابل، ووقعت المعاهده واخذ رسول اللّه نسخه منها، واخذت زعامه البطون نسخه اخرى، وبعد تبادل نسخ المعاهده دخلت خزاعه فى عهد النبى، ودخل بنو بكر فى عهد قريش.
لقد اعط‏ى صلح الحديبيه محمدا كل ما يريده، (من احب ان يدخل فى عهد محمد وعقده فعل) ومعناه ان قريش تترك الحريه لاى مجموعه بشريه لتدخل فى عهد محمد وعقده، وهذا بحد ذاته انقلاب، لان اعلام البطون كان يصور محمدا وكانه ابن عاق من ابنائها خرج عليها.
وجاء اعتراف البطون بحق محمد باستقطاب العرب حوله ليقلب كل المفاهيم، وليلغى دفعه واحده اثار اعلام البطون، وليخلق مناخا جديدا للدعوه والاقناع، فدين محمد قائم على السلام والكلمه الطيبه والاقناع واحترام العقل وتقديس الحوار الجدى الباحث عن الحقيقه المجرده، فاذا وجدت الحريه، ورفع الجرح، وسمع الناس حجه محمد، وقارنوها مع حجه البطون فسيدخلون بالضروره فى عهد محمد وعقده، وبوقت يطول او يقصر ستجد بطون قريش نفسها معزوله، فليس لديها ما تقدمه، ولذلك اعتبر هذا الاتفاق فتحا مبينا، وهزيمه ساحقه للبطون ونصرا موزرا لدبلوماسيه الرسول التى حصرت ثمار المواجهه المسلحه مع البطون افضل حصاد، وباقرب الطرق.
ومن المفجع حقا ان بعض مراكز القوى عند المسلمين عارضت هذه الاتفاقيه بشده، واخذت تزاود على الرسول فاللّه تعالى يعتبر الاتفاقيه فتحا مبينا، ورسول اللّه راض عنها ومغتبط بها، وعمر بن الخطاب يعتبرها دنيه!! وحاول ان يجد اعوانا له ليلغى الاتفاقيه (141).
لم يمض وقت طويل حتى نقضت بطون قريش عقدها وعهدها مع النبى، واعتدت على خزاعه حليفه النبى وقتلت منها 23 رجلا بطريقه غادره، عندئذ جهز النبى حمله كبرى قوامها عشره آلاف مقاتل وزحف سرا لاحتلال مكه، وانهاء وجود زعامه الشرك وعقيده الشرك، وبالفعل دخل مكه سلما واستسلم قاده البطون، وترك لهم الحريه، وعفى عنهم، وباستسلام قاده البطون هزم الشرك، فلم يعد بوسع احد ان يعلن عن شركه او يجاهر بمعارضته لعقيده التوحيد، فاذا اسلم قاده البطون واعطوا المقاده لمحمد وهم الد اعدائه فما هى مصلحه الاخرين بمعارضه محمد!! ومن الذى يقف بوجه محمد الذى قضى على كافه الحركات اليهوديه بكل قوتها ومكرها، ودوخ القبائل العربيه واذهب ريحها مع كثرتها ثم ركع قاده البطون بكل فخرها وشرفها، لقد كان فتح مكه اعلانا وبخط عريض بان محمدا هو سيد الجزيره وامامها والمالك الحقيقى لخيراتها، والمخول بتوزيع الادوار على سكانها، وان دين الاسلام هو الدين الرسمى (142).
خادم الحسين
خادم الحسين
مشترك مجتهد
مشترك مجتهد

عدد الرسائل : 125
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الوجيز في الامامة والولاية  تأليف المحامى احمد حسين يعقوب Empty الباب الثانى يتبع الموضع

مُساهمة من طرف خادم الحسين الخميس 15 مايو 2008 - 12:06

الفصل الثالث: القبول بامامه محمد ونشوء ظاهره النفاق فى مكه
دخل الجيش الاسلامى مكه سلما، وبدون مقاومه، واستسلم زعماء البطون بدون قيد ولا شرط، وعفى النبى عنهم وقال لهم كلمته المشهوره (اذهبوا فانتم الطلقاء) لم يجبرهم على الدخول فى دينه او القبول بامامته، لكن من الواضح ان مكه قد اصبحت فعليا احدى اقاليم الدوله الاسلاميه، وان زعماء البطون وابناءها قد صاروا من رعايا الدوله الاسلاميه، فاعلن زعماء البطون اسلامهم او تظاهروا بذلك، وتبعهم ابناء البطون ومواليها واحابيشها، وقبل سكان مكه بامامه محمد، ونشات ظاهره النفاق فى مكه سريعا، فبعد اقل من اسبوع واحد خرجت بطون قريش كلها تحت رايه محمد لتقاتل حلفائها بالامس (اهل الطائف)!! انه امر لا يصدق!! صحيح انهم خرجوا طمعا بالمغانم، ولا يهمهم من ينتصر محمد او غيره، وهم على استعداد لياكلوا المغلوب وينهبوهم حتى ولو كان حليفهم بالامس، ولكن المشير حقا هو المبالغه بقبول امامه محمد، واخفاء مقاصدهم الحقيقيه.
زعامه البطون تبرى‏ء النبى محمدا وتضع تصورا جديدا لمواجهته ادركت بطون قريش ان محمدا قد بنى ملكا عظيما بالفعل، وجمع العرب حوله على مبدا النبوه والرساله، ودان العرب له بالامامه وهذا ما لم يحدث طوال التاريخ، وبطون قريش تعلم علم اليقين ان محمدا منها، وان البطن الهاشمى هو ناصيه بطونها، وقد اثبت تاريخ صراع البطون مع محمد ومع الهاشميين استحاله القضاء عليهم وفق الاساليب القديمه، وكل هذا يقضى بضروره تطوير كيد البطون ونظرتها للمواجهه مع محمد ومع الهاشميين!! وليس من مصلحه البطون الغاء مبدا النبوه والرساله، فهو طريق الملك، وطريق وحده العرب تحت قياده قريش، فمحمد من قريش، واهله وعشيرته احق بميراثه على حد تعبير صاحبيه ابى بكر وعمر فى ما بعد، لذلك اصرت البطون مومنها على نبوه محمد ورسالته، وقبلت بامامته وبراته من كل الجرائم التى الصقتها به ظلما فلم يعد محمد هو قاتل الاحبه فهو لم يقتل بيده، ان حمزه وعلى وبنى هاشم هم قتله الاحبه، ولا علاقه للنبى محمد بقتل الاحبه!! الا يستطيع على بن ابى طالب ان يكون كابى بكر او كعمر؟ اذ لم يثبت اطلاقا ان احدا منها قد قتل مشركا او جرحه!! ولكن على خاصه والهاشميين عامه ولقوا بدم البطون ووتروها بفلذات اكبادها، فليس على البطون من حرج ان اعترفت بنبوه محمد ورسالته وقبلت بامامته ورفضت بالوقت نفسه امامه على ابن ابى طالب او هاشمى من بعد النبى!! انها قضيه عائليه بين بطون قريش اقارب النبى جميعا!! فبعد موت النبى -بعد عمر طويل- تجتمع بطون قريش ال‏23 وتتوحد مره اخرى ضد بنى هاشم وتضطرهم الى القبول بان تكون النبوه للهاشميين لا يشاركهم بها احد من البطون، والخلافه للبطون تتداولها فى ما بينها لا يشاركهم فيها اى هاشمى قط!! هذه التصورات كان تطبخ بالخفاء، وتختمر وتتعمق فى نفوس ابناء البطون مهاجرهم وطليقهم، وهى بمثابه ثوره مضاده وقلب وانقلاب للمفاهيم الدينيه كلها!! وعلى اساس هذه الحسابات قبلت البطون بامامه محمد، واعترفت بنبوته ورسالته على اعتبار انهما طريق الملك والسياده على العرب!! وانتهى الصراع رسميا بين محمد وآله من جهه وبين زعامه بطون قريش وبنيها من جهه اخرى.
اساليب محمد رسول اللّه فى مواجهه الكيانات الكافره كانت مواجهه النبى مع بطون قريش ومن والاها اكبر واخطر المواجهات.
لقد دامت هذه المواجهه 21 عاما تتراوح بين الحرب البارده والصدام المسلح وقد عرضنا مفاصل هذه المواجهه من بدايتها وحتى استسلام البطون متجنبين السرد التاريخى، وباستقراء تاريخ هذه المواجهه يتبين ما ياتى:
1- لم يثبت لدينا وبكل المعايير الموضوعيه ان محمدا قد بدا بالعدوان قط فقد كانت زعامه البطون هى البادئه دوما بالعدوان، وهى البادئه بالمبارزه وهى البادئه بالهجوم، وكانت هى التى تفرض حاله الحرب على رسول اللّه، فكانت كافه حروب الرسول مع بطون قريش حروبا دفاعيه وعادله.
محكومه بمبادى‏ء الرحمه والخلق، ومحاولات الترشيد وضبط المواجهه، وتجنب سفك الدماء ما امكن، وغايه ما كان ما يتمناه ترك الناس احرارا وخلق مناخ الحريه ليختار الناس الدين الجديد، او يثبتوا على دينهم القديم، وفق قواعد الحريه، بعد اقامه الحجه عليهم.
2- الحرب الوقائيه: الجزء الاكبر من جزيره العرب صحارى، والموارد شحيحه لا تكفى السكان حتى مع السلطه النافذه والعداله بالتوزيع مما جعل الكثير من القبائل تعتمد بسد الكثير من حاجاتها على الغزو، ولما نجح النبى بتكوين كيانه السياسى فى يثرب، وهزم خصومه، وغنم اموالهم، ولان المدينه واحه وسط صحراء فقد فكرت بعض القبائل بغزوه لا كراهيه لمحمد او لدينه، ولا انتقاما منه ولكن طمعا بالغنيمه، وقد فكرت الكثير من القبائل بغزو المدينه وشرعت بالغزو فعلا، واستعمل معها الرسول اسلوبا لم تعهده العرب من قبل وهو الحرب الوقائيه، فعندما كانت تتوفر لديه المعلومات بان هذه القبيله او تلك تستعد لغزوه كان النبى يسارع فيجهز حمله، ويغزوها قبل ان تغزوه، وكان يعتمد على عنصر المفاجاه، وبهذا الاسلوب ربح المواجهه مع القبائل الطامعه بغزوه، ونزع من اذهانها نهائيا فكره التفكير بغزو المدينه، وهذا ما فعله فى غزوه قرقره الكدر بجمع ثعلبه ومحارب، ومثل حملته على تجمع بنى سليم، ومثل غزوه ذات الرفاع على جموع انمار وثعلبه، وغزوه دومه الجندل وغزوه المريسيع وحملته على القرطاء من بنى بكر...
الخ (143).
3- المعتدون: هنالك فئات اعتدت على النبى اما تشهيا او كرده فعل فواجههم النبى، ودفعهم ثمن عدوانهم مثل ذلك يوم قاد بنفسه حمله لمعاقبه كرز بن جابر الفهرى الذى انمار على مسرح المدينه واستاقه، وتعقبه الرسول حتى وادى بدر ولم يدركه، ومثل ذلك ابو سفيان الذى حلف ان يثار من محمد قبل ان يغتسل فجاء واحرق تبنا وبيوتا فى المدينه وقتل انصاريا واجيرا له، فتعقبه النبى فى غزوه السويق ولم يدركه.
ومثل غزوه الغابه التى قادها الرسول للانتقام من عينيه بن حصن الذى هاجم ضاحيه الغابه وقتل ابن ابى ذر وما زال الرسول يلاحقه حتى انتقم منهم، ومثل سريه غالب بن عبداللّه التى ارسلها الى مصاب اصحاب بشير بن سعد فصبحهم (144).
4- الموادعه: وكما عرف النبى المواجهه فقد عرف الموادعه، فوات القبائل الواقعه بين مكه والمدينه كما فعل مع بنى ضمره اذا اتفق مع سيدهم يحشى بن عمرو الغمرى ان لا يغزوه ولا يكثروا عليه جمعا ولا يعينوا عليه عدوا وتعهد الرسول ان لا يغزوهم وكما فعل مع كلب بدومه الجندل، ومع حى من جهينه مما يلى (145).
5- المواجهه مع الخائنين والناكثين لعهده: هنالك كيانات او قبائل وجماعات اعطت الرسول العهد والعقد ثم نقضت عهدها وغدرت بالرسول فتصدى لهم النبى وعاقبهم كما فعل مع قبيله لحيان اللذين غدروا باصحابه، وكما فعل مع الذين اعترضوا زيد بن حارثه اثناء سفره الى الشام، ومع النفر الذين قدموا المدينه واسلموا ثم قتلوا مسلما وفروا، ومثل سريه موته التى ارسلها لمعاقبه قتله الحارث بن عمير وهم من بنى غسان (146).
6- المواجهه مع يهود خيبر: لقد تحالفت قبائل اليهود الموجوده فى يثرب مع رسول اللّه، ثم غدرت به قبيله بعد قبيله، وتامرت عليه وتحالفت مع بطون قريش، فتعامل معهم الرسول على هذا الاساس، وبقيت خيبر اعظم واكبر التجمعات اليهوديه فى الجزيره، واستعدت خيبر لحرب النبى، وجندت عشره آلاف مقاتل يتم استعراضهم يوميا، وبعد صلح الحديبيه راى رسول اللّه ان الفرصه مواتيه للتخلص من خطر خيبر فزحف اليها وبعد لاى تمكن رسول اللّه من فتحها واستسلم اهلها واثناء عودته من خيبر اعترضه يهود ام القرى وقاتلوه فهزمهم واستسلموا، ولما علم يهود تيماء بما اصاب خيبر وام القرى صالحوا رسول اللّه على الجزيه (147).
7- وبعد استسلام زعامه البطون جهز رسول اللّه السرايا والدعاه ليتعاملوا مع جيوب الشرك القليله المتبقيه، وبيسر استسلمت تلك الجيوب واسلمت او تظاهرت بالاسلام.
8- واخذت الوفود تفد على رسول اللّه لتعلن اسلامها وقبولها بامامته طوعا.
نصر اللّه والفتح، امام الجميع، ودوله الجميع لقد جاء نصر اللّه والفتح حقا، ودخل الناس فى دين اللّه افواجا بعد ان بسط محمد رسول اللّه سلطانه على ارض الجزيره، ونقل سكانها من دين الشرك الى دين التوحيد، ووحد العرب، وبنى لهم دوله لاول مره فى التاريخ، فى مده لا تتجاوز التسع سنين، وبكلفه بشريه لم تتجاوز 400 قتيل، وصارت الدوله الاسلاميه دوله الجميع، وصار محمدا رسول اللّه امام الجميع ومرجع الجميع، وانصب جهد النبى على الاعداد لمرحله ما بعد النبوه، والتركيز المكشف على الامامه او الخلافه من بعده، والتنبيه للافكار والفتن الفاتحه اشرافها تتربص موت النبى، لتنقض على الشرعيه فتهدمها، وتبنى على انقاضها، شرعيه هزيله ليس لها من الدين الا اسمه ورسمه.
المخاطر التى تهدد بهدم ما بناه محمد رسول اللّه(ص) صحيح ان رسول اللّه قد بسط سلطانه على الجزيره العربيه كامله، وصحيح ايضا انه قد حول العرب من دين الشرك الى دين التوحيد، وجمعهم فى ظلال دوله واحده لاول مره فى التاريخ، وصحيح ايضا ان سكان الجزيره العربيه هم رعايا الدوله التى يراسها محمد الامام، وصحيح ايضا ان كل رعايا الدوله الاسلاميه قد قبلوا بالرضا او تظاهروا بقبول امامه محمد.
ولكن محمدا الذى يرى بعين الوحى وبصيره العصمه، موقن بانه قد اوشك على لقاء ربه، مثلما هو موقن بان الامامه والائمه الشرعيين من بعده فى خطب ما حق، وتبعا لذلك فان الاسلام نفسه فى خطر، فقد يفرغ من مضمونه، ويبقى طريقا للملك، وينهدم تبعا لذلك كلما بناه محمد.
منابع الخطر ومصادره 1- المنافقون: لقد ابتلى الاسلام بظاهره النفاق، والمنافقون اكثريه، تنطق بالشهادتين، وتعلن بان القرآن كلام اللّه وتسبح وتصلى وتصوم وتزكى وتنفق وتتصدق وتعتمر وتحج وتخرج للجهاد او تعتذر رسول اللّه وتبالغ بالاعتذار وتقوم ظاهريا بكل ما هو مطلوب من المسلم بل ومن المومن، فى قراره نفوسهم كافرون بكل ما جاء به محمد، ويكرهون محمدا ويكرهون قيادته للمجتمع ويحقدونه عليه وعلى اهل بيته وعلى من يحبهم ويواليهم، ويحب المنافقون الذين عادوا ويعادون محمدا واهل بيته، ويتخذونهم وليجه واولياء، ويتربص المنافقون الفرص لينقضوا كلمه الاسلام من اصولها.
لقد ترسخت فكره النفاق، وصارت مشكله النفاق من اعظم المشكلات التى واجهت النبى ومن والاه، حيث عمت هذه الظاهره المدينه وما حولها (وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن اهل المدينه مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم) «التوبه/101» لقد تحول المنافقون الى قوه رهيبه، حيث شكلوا الاكثريه الساحقه من مجتمع المدينه، ولكن فاعليتهم كانت ملجومه بقياده النبى الحكيمه المدعومه بالوصى، وبوجوده المبارك، وكم حاول النبى ان يهديهم سواء السبيل، ولكنهم اختاروا العمى على الهدايه، وذهبت كل المحاولات ادراج الرياح.
وعندما فتح النبى ظهرت ظاهره النفاق فيها على نطاق واسع، ولان المدينه هى مركز الدوله ومقر النبى ولان النبى من قريش هرعت زعامه البطون التى اسلمت او تظاهرت بالاسلام، واكثريه ابناء البطون الى المدينه، فنشات قنوات اتصال بين منافقى المدينه ومن حولها من الاعراب وبين منافقى البطون ومن حولهم من الاعراب.
وما يميز المنافقين عن غيرهم، ان المنافقين يكرهون ولايه محمد وآل محمد، ويحقدون على محمد وعلى آل محمد ويتخذون اعداء محمد وآل محمد اولياء.
وهكذا وعمليا صار لمنافقى المدينه وما حولها، ومنافقى البطون ومن والاهم هدف مشترك وهو اقصاء آل محمد عن الولايه، واذلالهم وابعادهم نهائيا عن التاثير على مسيره الاحداث السياسيه لقد اقتنع المنافقون، ان محمدا ميت لا محاله، فاخذوا يعدون العدد للانقضاض على آل محمد بعد موته، واتخاذ الدين مطيه للملك الذى سيوول اليهم والى اوليائهم ورسول اللّه كان يعلم ذلك علم اليقين!.
لماذا لم يقتلهم النبى؟ لماذا تركهم حتى يتقدموا كل ما بناه؟ النبى رجل شرعيه يحكم بالعدل، ويهمه بالدرجه الاولى ان يتفق حكمه مع الاوامر الالهيه تماما، وقد سال اسيد بن حضير رسول اللّه هذين السوالين.
فقال الرسول لاسيد انى اكره ان يقول الناس: ان محمدا لما انقضت الحرب بينه وبين المشركين وضع يده فى قتل اصحابه!! فقال اسيد يا رسول اللّه فهولاء ليسوا باصحاب! قال رسول اللّه اليس يظهرون شهاده ان لا اله الا اللّه؟ قال اسيد بلى، قال الرسول اليس يظهرون انى رسول اللّه قال اسيد بلى ولا شهاده لهم!! قال الرسول انى قد نهيت قد قتل اولئك..) (148).
ومع هذا فقد كان اسيد بن حضير احد قاده السريه التى كلفها عمر بن الخطاب بحرق بيت فاطمه بنت محمد على من فيه وفيه على والحسن والحسين وفاطمه وبنى هاشم (149)!.
قالت ام سلمه لرسول اللّه بعد غزوه حنين (ارايت هولاء الذين اسلموك وفروا عنك وخذلوك لا تعف عنهم ان امكنك اللّه منهم فاقتلهم كما تقتل هولاء المشركين؟ فقال رسول اللّه يا ام سلمه قد كفى اللّه عاقبه اللّه اوسع) (150).
ان قتل المنافقين غير ممكن من الناحيه العمليه، فهم اكثريه المجتمع، وقتلهم سيكون مجزره حقيقيه، ثم ان صلات القربى والرحم والمصالح بينهم وبين افراد المجتمع متشابكه لدرجه يصعب فكها وفصلها، فعبداللّه بن ابى زعيم المنافقين بلا خلاف وابنه احد المومنين الصادقين بلا خلاف، فقتل المنافقين علاوه على انه غير ممكن عمليا، فقد يخلق موجه من الاستنكار والندم والتعاطف قد تجرف الدين كله.
والاهم انه لا سلطان للنبى على بواطنهم، لان البواطن اختصاص الهى، فمن نطق بالشهادتين واظهر الاسلام فقد عصم دمه ولا يجوز لاحد قتله الا بسبب شرعى ظاهر، والنبى ليس وكيلا على الناس، فمهمته البلاغ والبيان، ويخرج عن اختصاصه ان يجر الناس بالقوه الى الحق جرا.
والخلاصه ان رسول اللّه كان موقفا بان اعظم خط يتهدد الامامه والائمه الشرعيين والاسلام والامه من بعده كان خط النفاق لذلك ركز تركيزا خاصا على ظاهره النفاق، وكشف المنافقين، وكان له اصحاب سر، يعرفون المنافقين ليجنب الامه خطرهم بعد موته.
2- بطون قريش: ومنبع الخطر الثانى ومصدره يكمن فى بطون قريش لقد تعقدت نفوس اكثريه ابناء بطون قريش من نبوه محمد الهاشمى ورسالته وما صاحبها من صراع استمر 23 عاما اضطرت بطون قريش فى نهايته للاستسلام والاسلام، كانت البطون تحسد محمدا وبنى هاشم، وبعد ان قتل الهاشميون صناديد البطون جمعت البطون مع الحسد لمحمد ولاله الحقد عليهم بالاضافه الى ما تتركه حاله الهزيمه من الشعور بالمراره والاحباط، ثم وجدت البطون نفسها مضطره للاسلام، فاسلمت، او تظاهرت بالاسلام، ولكن هذا الاسلام، او التظاهر فيه لم يكن قادرا على انقاذ البطون من امراض الحسد والكراهيه والحقد وشعورها بالمراره والاحباط، ان البطون مستعده لتبرئه محمد من آثار الصراع، والاعتراف بنبوته ولكن يتعذر عليها ان تبرى‏ء آل محمد اذ الثابت عندها بانهم قتله الاحبه، لذلك اظهرت البطون الاسلام والقبول بامامه محمد واخفت الحقد على آل محمد، وتربصت الفرص، واخذت تعد العده للقيام بانقلاب من الداخل يحقق مطامعها:
ا- ان الاعتراف بنبوه محمد ورسالته امر ضرورى، لان النبوه والرساله صارتا طريقا للملك، ولزعامه البطون على العرب، واولى العرب بميراث محمد هم عشيرته بطون قريش!
ب- التصدى الخفى (لافشال) مخطط محمد الرامى الى حصر الامامه فى اهل بيت النبوه، بدءا من على بن ابى طالب واقناع الناس بان هذا المخطط وضعه محمد حسب رايه الشخصى، ولا علاقه لا للّه ولا للدين به، ومحمد بشر يتكلم فى الغضب والرضى ولا ينبغى ان يحمل كل كلامه على محمل الجد (151)! ج- الفصل التام بين القرآن الكريم وبين محمد، فكلما قاله محمد مما يتعلق بالامور العامه، او بشوون السياسه والخلافه او حكمه على الاشخاص هو مجرد آراء شخصيه لا قيمه لها وهى غير ملزمه للمسلمين، لانها تودى للفرقه والاختلاف، ولماذا يحتاج الناس لمحمد بن عبداللّه وعندهم كتاب اللّه (القرآن الكريم)!! وقد عممت بطون قريش هذا المبدا سرا، وعندما استولت البطون على الخلافه بالغصب والقوه والقهر صار هذا المبدا سياسه عامه لدولتهم (انظر الى قول ابى بكر فى اول خطبه له (انكم تحدثون عن رسول اللّه احاديثا تختلفون فيها..
فلا تحدثوا عن رسول اللّه، فمن سالكم عن شى‏ء فقولوا بيننا وبينكم كتاب اللّه!) (152) ولم يكتف ابو بكر بذلك انما احرق الاحاديث التى كتبها عن رسول اللّه، ولما آلت الخلافه لعمر بعهد من ابى بكر جمع كل الاحاديث التى كتبها الناس عن رسول اللّه وقام بتحريقها (153)، وروى الذهبى فى تذكره الحفاظ ان عمر قد حبس ثلاثه بجرم الاكثار من التحديث عن رسول اللّه(ص) (154)، ولما آلت الخلافه لعثمان بعهد من عمر كانت اول مشاريعه ان اصدر مرسوما بعدم جواز روايه اى حديث للرسول لم يسمع به فى عهدى ابى بكر وعمر (155)، فواضح ان سياسيه البطون كانت منصبه على اخفاء الاحكام الشرعيه المتعلقه بالامامه لطمس آثار جريمه اغتصاب الامامه والخلافه من بعد النبى، لقد كان معاويه اكثر وضوحا، فقد اعلن عن براءه الذمه ممن روى شيئا بفضل ابى تراب واهل بيته (156).
د- القسمه العادله!: كانت بطون قريش تروج لفكره القسمه العادله فمحمد قد اعلن بان اللّه قد اختار عليا بن ابى طالب للامامه والخلافه من بعد النبى، وان الامامه محصوره باشخاص محددين من ذريته وذريه على!! وهكذا يخطط محمد لتكون النبوه والملك فى بنى هاشم وهذا ليس عدلا ان يجمع الهاشميون بين النبوه والملك وان تحرم البطون من الشرقيين معا، والعدل حسب معايير البطون يتمثل بقسمه جديده وعادله ياخذ بموجبها الهاشميون النبوه لا يشاركهم فيها احد من البطون، بينما تاخذ البطون الملك تتداوله فى ما بينها ولا يشاركهم فيها اى هاشمى قط!! وقد ظهرت هذه الحقيقه فى ما بعد علنا على لسان عمر بن الخطاب (157)!
خادم الحسين
خادم الحسين
مشترك مجتهد
مشترك مجتهد

عدد الرسائل : 125
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الوجيز في الامامة والولاية  تأليف المحامى احمد حسين يعقوب Empty الباب الثانى يتبع الموضع

مُساهمة من طرف خادم الحسين الخميس 15 مايو 2008 - 12:13

ه- التشكيك بكل ما قاله الرسول حول الامامه والخلافه من بعده، وحول رويه الرسول المستقبليه، وبث الشائعات التى تخدم غايتهم كقولهم ان الرسول بشر يتكلم فى الغضب والرضى وقد وثقنا ذلك قبل قليل، وكقولهم ان الرسول كان يفقد السيطره على اعصابه فيسب ويشتم ويلعن ولا يستحق ذلك، وفقدهم ابطال حكم الرسول على اعداء اللّه (158).

وكقولهم ان النبى يخيل اليه انه فعل الشى‏ء وما فعله) (159)، وكقولهم ان الرسول كان يسقط من القرآن دون ان يدرى (160).

ثم واجهوا النبى علنا فى مرضه وقال عمر بن الخطاب للنبى انت تهجر ولا حاجه لنا بكتابك (161)، ووصلوا الى نتيجه مفادها ان القرآن وحده يكفى ولا حاجه لرسول اللّه ولا لحديثه او وصاياه (162)!!.

و- واستكمالا لخطط البطون قررت فتح قنوات الاتصال مع الجماعات المعروفه بحقدها على محمد وعلى آل محمد ومعارضتها لولايتهم:

1- كالمنافقين، بهدف اقامه تحالف معهم، يفرض وبالقوه عند اللزوم كافه تصورات البطون، وقد نجحت بطون قريش نجاحا ساحقا باتصالاتها مع المنافقين، فقد تحالف معها المنافقون، واخلصوا لقيادتها كل الاخلاص، فلم يرو راو قط ان احدا من المنافقين قد خذل البطون، او عارض خلفاءها.

لقد كان المنافقون جندا مجنده للبطون طوال العقود العشره التى تلت وفاه النبى، ومن غير المعقول ان يكون موقف المنافقين هذا عفويا وبدون اتفاق!

2- وكالمرتزقه من الاعراب، هنالك قبائل عربيه، لا يهمها من الدين الا المغانم، وقد كرهت حاله الانضباط والامن التى رافقت عصر انتصار النبوه، هولاء المرتزقه ولاوهم محصور بمن يدفع، وبمن يعط‏ى، وقد ادركت زعامه البطون اهميتهم باعتبارهم كثره تصلح للتكثير وتاييد مطالب البطون وتصوراتهم، نجحت البطون نجاحا ساحقا بضم المرتزقه الى صفوفها، باللحظه المناسبه حضرت المرتزقه واعلنت وقوفها الى جانب البطون وساعدت بفرض تصورات البطون، فى اللحظه الحاسمه قال عمر بن الخطاب (ما هو الا ان رايت اسلم فايقنت بالنصر) (163).

وقال الزبير بن بكار فقوى بهم ابوبكر (164).

وانت تلاحظ ان هذه القبيله من الاعراب، وانها جات لتمار قبيل وفاه النبى، وان عمر بن الخطاب كان فى سقيفه بنى ساعده مشغول للاستيلاء على منصب الخلافه، وبحاجه ماسه لمزيد من المويدين، فلما شاهد جموع اسلم (ايقن بالنصر) اى باستيلاء البطون على منصب الامامه والخلافه من بعد النبى! والسوال الذى يطرح نفسه هو ما الذى ادرى عمر بان جموع اسلم ستويد بطون قريش، وستقف ضد آل محمد واوليائهم؟ هل يعلم الغيب عندما جزم بان جموع اسلم معه؟ قد تساعد الفراسه على معرفه ما فى نفس شخص او شخصيين لكن الفراسه لا تساعد على معرفه ما فى نفوس المئات؟ ومن الذى دعى قبائل اسلم حتى تقبل وتويد بيعه ابى بكر طالما ان الخواص لا يعرفون عن امر هذه البيعه؟ فالمعقول الوحيد هو ان بطون قريش قد رتبت مع المرتزقه، واجلبتهم لتاييدها، واحضرتهم عندما ايقنت بان النبى ميت لا محاله!!

ز- اعطاء القاده او قياده خطه البطون لاناس مغمورين فى الجاهليه، وبرزوا فى الاسلام لقربهم من النبى، او بتعبير معاويه: (لم يكونوا اصلا من معدن الملك) ولكن لهم اتصال مع النبى كابى بكر وكعمر وكعثمان وعبد الرحمن بن عوف فالثلاثه الاول اصهار النبى، ويمكنه الدخول الى بيت النبى باى وقت ومعرفه ما يجرى حوله، فضلا عن ذلك فابو بكر هو والد عائشه زوجه النبى المشهوره بعدائها وحقدها على الامام على وذريته، والمشهوره بتظاهرها على النبى، وحفصه هى بنت عمرو مشهوره بصداقتها لعائشه وبتظاهرها معها على النبى.

على اى حال فقد كان رسول يدرك خطوره وحده البطون، ويعلم حقيقه تفكير زعامتها وابنائها، وعلى يقين من خططها الراميه الى ابعاد الائمه الشرعيين ونيتها الموكده بالاستيلاء على منصب الامامه او الخلافه بالقوه والتغلب والقهر وكثره الاتباع، وعلى علم بخططها الراميه لاستبعاد آل محمد، وتشريدهم، واذلالهم، وتقتيلهم لذلك اعتبر رسول اللّه توجهات البطون احد اكبر واشهر منابع الخطر على الدين والامامه الشرعيه من بعده.

ح- مواجهه حكم رسول اللّه، والوحى، بالراى، والضغط لتغليب الراى الشخصى على الوصى وعلى حكم رسول اللّه!! واعتبار حكم رسول اللّه مجرد راى ولا حرج على من يخالفه.

فقبيل وقوع معركه، ولما تاكدت انباء خروج بطون قريش لمحاربه النبى قال النبى للمسلمين انى رايت كانى فى حصن منيعه، وفسرت الحصن المنيعه بالمدينه فعلينا ان نبقى بها، ونخصها ونقاتل.

لكن مراكز القوى الخفيه فى المجتمع المسلم استخفت المسلمين، فقالت اكثريتهم ان علينا ان نخرج، حتى لا يتهمنا العدو بالجبن، وهكذا ضغطوا على الرسول ووجد نفسه وحيدا مع قله تويد ما يرى، فاضطر للموافقه على الخروج وملاقاه العدو خارج المدينه (165)، وعندما حمى الوطيس فرت مراكز القوى الخفيه وهربت من المعركه وتركت المسلمين الذى اغوتهم يكتوون بنار الهزيمه نفس القوى التى كانت تتحدث قبل الخروج عن الجبن والشجاعه وتزاود على النبى نفسه!

واستجاب الرسول لضغط الاكثريه واختار موضع المعركه.

فقد جعل ظهره جبل احد، واستقبل المدينه، ورتب على الجبل خمسين من الرماه واخذ منهم موثقا باللّه ان لا يتركوا الجبل حتى يامرهم بتركهم، وبعد فتره من نشوب المعركه نسى الرماه الموثق الذى اخذه رسول اللّه عليهم، وتركوا الجبل فجاء العدو وحول نصر المسلمين الى هزيمه!

ففى الحالتين السابقتين، اعتبر المسلمون اوامر رسول اللّه مجرد آراء شخصيه للرسول، لا تختلف عن راى غيره من الناس!

فى الحديبيه كان الوحى مرافقا للنبى، يقوده حسب التوجيهات الالهيه خطوه خطوه حتى تم التوقيع على المعاهده مع بطون قريش، ولما اخذ رسول اللّه نسخه المعاهده اعتبرها اللّه سبحانه وتعالى فتحا مبينا، وامتلا قلب النبى الشريف رضى عن هذه المعاهده، فهى ثمره الصراع المسلح، واعظم المكاسب لانها حققت كل ما يريده.

بهذا الوقت بالذات نهض عمر بن الخطاب ووصف هذه المعاهده (بانها دنيه من الدين) واخذ يحرض المسلمين على رفض الاتفاقيه، وعدم القبول بها، ويدعو للحرب!! واخذ يزاود على رسول اللّه! ومع هذا استخف الكثير من المسلمين!! مع ان المسلمين يعلمون ان عمر بن الخطاب لم يجرو على نقل رساله من رسول اللّه الى بطون قريش مفادها (ان رسول اللّه لم يات لقتال احد انما جئنا زوارا للبيت الحرام، فاعتذر عمر وقال للرسول انى اخاف قريش على نفسى وليس فيها من بنى عدى من يمنعنى (166).

وهو نفس عمر الذى اشترك فى معركه بدر ولم يثبت انه قد قتل مشركا او جرحه!! وهو نفس عمر الذى هرب من معركه احد يوم حمى الوطيس!! فذكره رسول اللّه اذ اقبل عليه فقال له (انسيتم يوم احد اذ تصعدون ولا تلوون على احد وانا ادعوكم فى اخراكم) (167).. وهو نفس الرجل الذى لم يك له دور مميز فى اى معركه من معارك الاسلام التى سبقت صلح الحديبيه!! ومع هذا يزاود على الرسول ويصف المعاهده التى رضى اللّه عنها ورسوله (بانها دنيه من ديننا) واعلن عمر انه لوجد اعوانا ما سمح بنفاذ هذه الاتفاقيه (168)، والانكى انه قد استخف نفرا من المسلمين فغضبوا لغضبه (169)!! فقال الرسول للناس انحروا هديكم، فلم يستجيبوا له، وبالرغم من مخالفه عمر للّه ولرسوله، ورده على رسول اللّه الا ان اولياءه اللذين كتبوا التاريخ يسجلونه شاهدا على الصلح الذى عارض (170).

لقد برع القوم باختلاق دور البطوله واعطائه لعمر بن الخطاب فى كل موقف حتى وان خالف اللّه ورسوله او اختلف معه!! فمخالفته للرسول واختلافه محمد كان لحكمه رآها عمر وخفيت عن رسول اللّه! ان هذا لهو البلاء المبين.

مع ان عمر نفسه يشعر بالخجل والخوف كلما تذكر فعلته انظر الى قوله (لقد دخلنى يومئذ الشك، وراجعت النبى مراجعه ما راجعته مثلها قط وانى لاذكر ما صنعت خاليا فيكون اكبر همى) (171).

لقد صارت معارضه رسول اللّه ومخالفته بطوله!! واعتبر التيار العام الاسلامى ان التصدى لرسول اللّه مظهر من مظاهر القوه والبطوله.

وارتفعت اسهم الذين تصدوا لرسول اللّه، حتى جعلتهم قاده.

ونسوق مثالا آخر: الرسول قال لمن حوله قربوا اكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ابدا فيتصدى عمر بن الخطاب للرسول ويتجاهله ويقول لمن حوله ان الرسول يهجر، ولا حاجه لنا بوصيته! لان عندنا القرآن وهو يكفينا! فيردد الحاضرون خلف عمر ان رسول اللّه قد هجر، ولا حاجه لنا بوصيته حسبنا القرآن، ويتركوا امر الرسول وينفذ قول عمر (172)! ماذا فعل المسلمون الصادقون الذين اعترضوا على جراه عمر على رسول اللّه، لقد جعلهم حزب عمر نسيا منسيا.

هذه الظاهره كانت من اشد منابع الخطر على الامامه الشرعيه، وعلى مستقبل الدين ومصير الامه ويجب التصدى لها.

الخطه النبويه لترشيد المخاطر وتجنب شرورها بعد ان سلمت الجزيره واسلمت، وقبلت بامامه محمد رسول اللّه، وبعد ان خير رسول اللّه فاختار ما عند اللّه،
خادم الحسين
خادم الحسين
مشترك مجتهد
مشترك مجتهد

عدد الرسائل : 125
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الوجيز في الامامة والولاية  تأليف المحامى احمد حسين يعقوب Empty الوجيز في الامامة والولاية تأليف المحامى احمد حسين يعقوب

مُساهمة من طرف خادم الحسين الخميس 15 مايو 2008 - 12:17

كانت تلك المخاطر مجتمعه ومنفرده ماثله امام الرسول، تورق مضجعه، وتملا قلبه الشريف بالاسى والحزن والالم، ونعنى بالمخاطر تلك التى اشرنا اليها قبل قليل وتتمثل (بالمنافقين وبنفسيه ابناء بطون قريش وزعامتها، وبالمرتزقه، والخشيه من اتحادهم ضد الشرعيه والمشروعيه الالهيه، وتفكك المسلمين الصادقين وانتفاضهم من حول الائمه الشرعيين من بعد النبى، وعجزهم عن مواجهه احابيل وعبث هذا الثلاثى.

لقد كانت صوره المستقبل واضحه امام النبى الذى كان ينظر بعين القدره الالهيه المدعومه بالوحى.

لقد حمل القرآن الكريم حملات شديده الوطاه على المنافقين وتزامنت مع حملات القرآن حملات البيان النبوى، وتيقن الجميع ان ظاهره النفاق قد انتشرت على نطاق واسع فى مكه وما حولها، لقد تم وصف المنافقين وصفا موضوعيا دقيقا، حتى ليسهل على المومن ان يعرفهم بلحن القول.

وتاريخ الصراع مع زعامه بطون قريش كان ما زال حيا وماثلا بوضوح امام كل افراد المجتمع الاسلامى، وكراهيه ابناء البطون وحسدهم لمحمد ولال محمد وحقدهم عليهم امر يعرفه كل افراد المجتمع الاسلامى، فاذا ادعت البطون انها ان مشاعرها قد تغيرت نحو رسول اللّه، وانها براته من قتل الاحبه، وانها تعترف بالفعل بنبوته على اتبار ان هذه النبوه طريقا للملك ووسيله للزعامه الواسعه على العرب فليس ما يمنع من تصديق ادعائها هذا، لكن لا احد يصدقها اذا ادعت انها غيرت من مشاعرها نحو آل محمد عامه ونحو على بن ابى طالب وذريته خاصه لان على بن ابى طالب هو قاتل الاحبه المشركين، وهو مطلوب لزعامه البطون وذريته مطلوبه ايضا الى يوم الدين!! وقد اثبتت وقائع التاريخ الاسلامى ذلك وبكل وسائل الاثبات.

ويقينا فان شفاء المنافقين من مرض النفاق، وشفاء زعامه بطون قريش وابنائها من امراض كراهيه وحسد آل محمد والحقد عليهم، امر غير وارد، لقد حق القول على اكثرهم، ى‏ى‏ى‏ى‏وسواء استغفر لهم الرسول او لم يستغفر لهم، فلن يغفر اللّه لهم، لقد صاروا ظاهره طبيعيه فى المجتمع الاسلامى، كطلوع الشمس من المشرق، وكفصول السنه الاربعه، وعلى هذا الاساس ينبغى ان يتعامل معهم النبى والذين آمنوا.

هم فى حقيقتهم كفره، وعذابهم اشد من عذاب الكفره، فهم فى الدرك الاسفل من النار، ومع هذا ووفق قواعد العدل الالهى لا سبيل لمحمد رسول اللّه ولا للذين آمنوا عليهم ما داموا يظهرون الاسلام وينطقون بالشهادتين.

ومع هذا فيجب اخذ الحيطه والحذر واتخاذ التدابير اللازمه التى تبطل كيدهم، خاصه وان قنوات الاتصال اصبحت مفتوحه بين منافقى المدينه وما حولها، ومنافقى مكه وما حولها وهم فى طريقهم الى التحالف لمواجهه عصر ما بعد النبوه، فهم يتربصون، وينتظرون موت النبى، يوما بيوم، ولا يتحالف المنافقون الا على الشر والفتنه!

لقد عرف رسول اللّه المنافقين فردا فردا، وعرف زعاماتهم وعرف بهم صفوه اصحابه، وكان له ابناء سر يعرفونهم، ولا خلاف بين احد من امناء المله بان حذيفه كان احد ابرز امناء سر رسول اللّه على المنافقين وقد عبر حذيفه عن هذه الحقائق بقوله (واللّه ما ادرى انسى اصحابى ام تناسوا، واللّه ما ترك رسول اللّه(ص) من قائد فتنه الى ان تنقضى الدنيا بلغ من معه ثلاثمائه فصاعدا الا قد سماه لنا باسمه واسم ابيه واسم قبيلته) (173)، وهذا يعنى ان رسول اللّه قد عرف المومنين برووس النفاق، وقاده الفتن والشقاق ليحذرهم، فتعريف الرسول بهم، وتحذيرهم منهم، يفيان بالغرض لو اطيع الرسول!

المعيار الموضوعى لتمييز المنافق من المومن فى عهد رسول اللّه لقد اسفرت حملتى القرآن الكريم والبيان النبوى على ظاهره النفاق عن:

1- كشف الخطوره البالغه لهذه الظاهره، 2- عن اوصاف ومعايير موضوعه ومجرده لمعرفه المنافقين، حتى ليسهل على الخاصه والعامه استعمال هذه المعايير ومعرفه المنافقين بموجبها ويلحق القول.

وهذا المعيار ينحصر بالموقف الفردى من الولايه والامامه او من القياده.

المنافقون جميعا يكرهون ولايه رسول اللّه وامامته وقيادته للامه، ويرون ان محمدا غير موهل للقياده، وغيره احق بها منه، ولا يقبلون قياده الرسول وولايته وامامته الا وهم كارهون.

فمن توفرت فيه الصفات فهو منافق كائنا من كان.

اما المومنون فيتولون رسول اللّه ويقبلون امامته وقيادته للمجتمع ويومنون ايمانا راسخا بانه خيره اللّه من خلقه، وانه الاعلم والافهم والاتقى والاصلح والافضل وانه اوحد زمانه لقياده الامه وتاسيسا عليه فان الذين يتولون رسول اللّه يقبلون امامته وقيادته للمجتمع هم حزب اللّه، وهم المومنون حقا والذين لا يتولون رسول اللّه ولا يرضون بامامته وقيادته فهم حزب الشيطان، وهم الكافرون حقا من حيث الم‏ال وآيه الولايه، وسوره المجادله، وروح الدين وحكم الصفا، شهود على حجه هذا المعيار.

المعيار الموضوعى لتمييز المنافق من المومنين فى عصر ما بعد النبوه مباشره الثابت ان رسول وبامر من ربه قد اعلن نبا ولايه على بن ابى طالب وامامته وخلافته للنبى بنفس الوقت الذى اعلن فيه نبا النبوه والرساله والكتاب، وطوال عهد النبوه الزاهر المبارك ورسول اللّه يوكد وبكل وسائل التاكيد انه الولى والخليفه والامام من بعده هو على بن ابى طالب، لقد وضح ذلك اساليب التوضيح، وابرز تاكيدات النبى وتوضيحاته كانت يوم غدير خم عندما رجع الرسول من حجه الوداع، اذ اعلن النبى امام جمع من المسلمين يزيد على مائه مسلم ان الامام هو على بن ابى طالب، وان ولايه على كولايه النبى، فمن كان النبى وليه فعلى وليه، ومن كان النبى مولاه فعلى مولاه، وعندما فهم الجميع ان عليا بن ابى طالب هو الولى وهو الامام من بعد النبى، عندئذ توجه رسول اللّه بعمامته السوداء، وامره ان يتلقى البيعه والتهانى، وطلب من الناس ان يبايعوا عليا باماره المومنين، فبايعوه بالفعل وكان من جمله من بايعه باماره المومنين وولايتهم ابو بكر وعمر بن الخطاب وعثمان وطلحه والزبير وسعد بن ابى وقاص وعبد الرحمن بن عوف وابو عبيده عامر بن الجراح ومعاويه وغيره كما سنرى، وبعد ان تمت البيعه انزل اللّه تعالى آيه الاكمال (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا) «المائده/3».

والخلاصه ان معيار التفريق بين المومن والمنافق بعد وفاه النبى او فى عصر ما بعد النبوه، او خلال حياه على بن ابى طالب يكمن فى من والى عليا بن ابى طالب وقبل بامامته وولايته وقيادته للامه فهو المومن كائنا من كان، ومن رفض ولايه على بن ابى طالب وقيادته للامه وامامته فهو المنافق كائنا من كان.

تعليل مختصر لان على هو الامام الشرعى المعين من اللّه ورسوله، وهو القائم مقام النبى، فهو علم الهدى، ولايته كولايه النبى، وامامته كامامه النبى وطاعته كطاعه النبى كما هو ثابت بالنصوص الشرعيه انظر الى قول رسول اللّه مثلا (من كنت مولاه فهد على مولاه...) (174)، وقوله(ص) (من كنت مولاه فهذا وليه...) (175)، وانظر الى قول النبى لعلى (انت منى بمنزله هارون من موسى الا انه لا نبى بعدى) (176).. وهذا امر سلمت به الامه كلها بما فيهم المنافقين.

انظر الى رساله معاديه لمحمد بن ابى بكر اذ جاء فيهاما يلى وبالحرف: (وقد كنا وابوك معنا فى حياه من بينا نرى حق بن ابى طالب لازما لنا، وفضله مبرزا علينا... فكان ابوك وفاروقه اول من ابتزه وخالفه، وعلى ذلك اتفقا واتسقا...) (177) وانظر الى قول عمر بن الخطاب (يا ابن عباس واللّه ان صاحبك هذا (يعنى عليا) لاولى الناس بالامر بعد رسول اللّه... (178) وقال عمر يوما (بان الامر كان لعلى بن ابى طالب فزحزحوه عنه لحداثه سنه والدماء التى عليه) (179).

والخلاصه يبقى القبول بولايه على وامامته الشرعيه وقيادته للمجتمع او عدم ذلك هو المقياس الموضوعى لمعرفه المومن من المنافق، فالمومن قبل بولايه الامام على وقيادته وامامته، والمنافق رفضها.

المعيار الموضوعى لتمييز المنافق من المومن فى اى زمان بين رسول اللّه بان الائمه من بعده اثنا عشر اماما وكلهم من اهل بيت النبوه، فاولهم على بن ابى طالب، وآخرهم المهدى، وهم صفوه اللّه من خلقه، وهم عمداء اهل بيت النبوه الذين اذهب اللّه عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وهم آل محمد الذين لا تجوز صلاه اى مسلم قط اذا لم يصل عليهم، وهم سفن النجاه، ومصابيح الهدى، وهم احد الثقلين واعدال الكتاب وقد سماهم رسول اللّه للامه، فاعتبر نفسه اماما فقال (انا وعلى والحسن والحسين وتسعه من ولد الحسين مطهرون معصومون) (180).

قال جابر بن عبداللّه الانصارى لما انزل اللّه (يا ايها الذين آمنوا اطيعوا اللّه واطيعوا الرسول واولى الامر منكم) «النساء/59» قلت يا رسول اللّه عرفنا اللّه ورسوله فمن هم اولى الامر الذين قرن اللّه طاعتهم بطاعته؟ فقال الرسول: هم خلفائى يا جابر وائمه المسلمين من بعدى، اولهم على بن ابى طالب، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم على بن الحسين... حتى يكتملوا الاثنى عشر (181).

ولا يخلو من امام (182).

والخلاصه ان القبول بولايه وامامه وقياده الامام الشرعى فى زمانه هو المعيار الموضوعى لتمييز المومن من المنافق، ولتمييز اعضاء حزب اللّه من اعضاء حزب الشيطان، ففى زمن الحسن من يواليه ويقبل بامامته وولايته وقيادته فهو المومن وهو من حزب اللّه ومن يرفض امامته وولايته وقيادته فهو المنافق وهو من حزب الشيطان.

وهكذا فى زمن الحسين، وزمن على بن الحسين.. الخ حتى ينتهوا الاثنى عشر.
خادم الحسين
خادم الحسين
مشترك مجتهد
مشترك مجتهد

عدد الرسائل : 125
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الوجيز في الامامة والولاية  تأليف المحامى احمد حسين يعقوب Empty الباب الثانى يتبع الموضع

مُساهمة من طرف خادم الحسين الخميس 15 مايو 2008 - 12:18

الفصل الرابع: العلم اليقينى بالامامه ‏والقياده من بعد النبى (ص)

عندما جلس النبى على فراش الموت كانت الامه كلها على علم بالبيان النبوى لعصر ما بعد النبوه وحتى قيام الساعه، وكانت على علم بان عليا بن ابى طالب هو الامام من بعد النبى، وان الحسن هو الامام من بعد على، وان الحسين هو الامام من بعد الحسن،.. الخ. كان على علم بالدور المميز لاهل بيت النبوه فى قياده الامه من بعد النبى، وكانت على علم بعمق الارتباط والتصور الشرعى بين اللّه ورسوله والقرآن الكريم من جهه وبين ائمه اهل بيت النبوه من جهه اخرى، كان من غير المتصور نجاح اى قوه بتقطيع شبكه الترابط او تعكير شاشه هذا التصور، فحتى معاويه كان يرى (ان حق على ابن ابى طالب لازما لنا، وفضله مبرزا علينا... فكان ابوك وفاروقه اول من ابتزه وخالفه...) (183) ووقعه صفين لنصر بن مزاحم وانظر الى اعتراف عمر بن الخطاب (ان الامر كان لعلى بن ابى طالب فزحزحوه عنه لحداثه سنه والدماء التى عليه) (184).

النبى يحذر من وقوع الانقلاب بعد ان ترك رسول اللّه امنه على المحجه البيضاء وبين لها رووس النفاق وقاده الفتن والشقاق، وسمى الائمه من بعده باسمائهم حذر من وقوع الانقلاب، ومن هلاك الذين يويدون الانقلابين، فبين ان مفارقه على هى مفارقه للّه ولرسوله (185).

وان بغض على هو بغض للّه ولرسوله (186).

وان الذى يسب عليا يسب اللّه ورسوله (187)، وان الذى يوذى عليا يوذى اللّه ورسوله (188).

واعلن الرسول ان الفئه الباغيه ستقاتل عليا فمن لم ينصر عليا فليس من الرسول (189) وابعد من ذلك ان الرسول قد قال لعلى امام اصحابه (ان الامه ستغدر بك بعدى) (190) وقال النبى امام اصحابه: (انه سيلقى اهل بيتى من بعدى تطريدا وتشريدا فى البلاد..) (191).

وقال النبى يوما لاصحابه (ان اهل بيتى سيلقون من بعدى قتلا وتشريدا، وان اشد قومنا لنا بغضا بنو اميه، وبنو المغيره وبنو مخزوم) (192)، والاهم من ذلك فقد حذر النبى بان عليا سيقتل، وان الحسن سيقتل، وان الحسين سيقتل ويقتل معه الطيبون من اهل بيته فى كربلاء (193)، ولم يكتف النبى بهذه التحذيرات انما فصل ذلك تفصيلا، وحدد المكان الذى تنطلق منه شراره الانقلاب، فقام خطيبا فى اصحابه، واشار نحو مسكن زوجته عائشه بنت ابى بكر، وقال (هاهنا الفتنه، هاهنا الفتنه هاهنا الفتنه من حيث يطلع قرن الشيطان) (194)، ووضح الرسول الامر لاصحابه فقال لهم عندما خرج من بيت عائشه (راس الكفر من هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان) (195)، ومن يستقرى‏ء وقائع التاريخ، والتحذيرات النبويه من وقوع الانقلاب لا يبقى لديه ادنى شك من ان الانقلاب قد انطلق من بيت عائشه بالفعل.

فلا خلاف بين اثنين من ابناء المله من ان رسول اللّه قد مرض فى بيت عائشه، وانه قد ضرب موعدا لكتابه توجيهاته النهائيه للامه فى هذا البيت، ليلخص للامه الموقف ومن الموكد والثابت لدينا ان عائشه قد عرفت بمضمون هذه التوجيهات قبل كتابتها، فسارعت واخبرت اباها وعمر بن الخطاب بالموعد والمضمون عندئذ جمع عمر بن الخطاب اعدادا كبيره من حزبه وجاء بهم الى بيت رسول اللّه ليحولوا بين رسول اللّه وبين كتابه توجيهاته النهائيه، وبالفعل نجحت عائشه، ونجح عمر وحزبه بالحيلوله بين رسول اللّه وبين كتابه توجيهاته النهائيه وتلخيصه للموقف، وصدموا خاطره الشريف وتكلم عمر وحزبه بكلمات نابيه امام النبى، ونعتوا النبى بنعوت، تخرج من قالها من دائره الاسلام والايمان كما سنرى.

الامام الاعظم يستعد للموت ادى رسول اللّه الامانه، وبلغ الرساله كامله غير منقوصه، وبين القرآن ونصب الامام من بعده فى غدير خم، وبايعه المسلمون بالامامه والولايه واماره المومنين، وبين اسماء الائمه الشرعيين الذين اختارهم اللّه لقياده الامه عبر التاريخ، وحذر من وقوع الانقلاب على الشرعيه، وفى هذا السياق، سمى للمومنين رووس النفاق وعرفهم بقاده الفتن والشقاق، ثم اعلن انه قد خير فاختار ما عند اللّه، وانه سيمرض، وسيموت من مرضه، وليسهل سير الامور وانتقالها من بعده انتقالا سلميا جهز جيشا وعبا فى هذا الجيش رووس النفاق، وقاده الفتن، واصحاب الخطر، وعين الفتى اسامه بن زيد قائدا لهذا الجيش واعلن رسول اللّه لعنه ولعنه رسوله على كل من تخلف عن هذا الجيش، وكان فى مقدمه الذين عباهم رسول اللّه فى هذا الجيش ابو بكر وعمر وابو عبيده وعثمان، وطلب من الجيش ان يتحرك على الفور وبدون ابطاء، ويبدو ان من مقاصد الرسول اتاحه الفرصه امام خليفته والولى من بعده لنقل منصب الامامه والولايه بيسر وبدون تشويش.
خادم الحسين
خادم الحسين
مشترك مجتهد
مشترك مجتهد

عدد الرسائل : 125
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى