الاقتصاد العالمي الى اين
صفحة 1 من اصل 1
الاقتصاد العالمي الى اين
الاقتصاد العالمي الى اين
أن النظم الاقتصادية الوضعية قد فشلت في إيجاد حلول جذرية للقضاء على مشاكل الناس الاقتصادية بدليل أن المشاكل التي يعانيها الناس لاتعد ولاتحصى ومنها ارتفاع الأسعار والبطالة ومايؤل اليها من فقر ومجاعة التي أصبحت ظاهرة عالمية وأصبح من الصعب السيطرة عليها، ومِن ثَمَّ لا تتأتى مواجه هذه المشاكل إلا بالرجوع إلى منهج السماء، وهذا المنهج يُعد حديثا على علماء الاقتصاد لأنه نابع من الفكر الأصيل المستمد من الشريعة الإسلامية، وإذا ثبت بالدليل أنه أقوم من الفكر الاقتصادي الوضعي كان على المسلمين وكافة الناس أن يطبقوه بدلاً من الشرق والغرب وإن لم يكن بحُكم العقيدة التي يدينون بها فبحكم أنه الأصلح والأهدى سبيلاً.
ان النظريات الاساسية التي ترجمت الى ارض الواقع واصبحت هي الاساس في تنظيم الحياة الاقتصادية في معظم بلدان العالم وان اختلفت بعض الشيء من هنا وهناك هي النظرية الماركسية وايضا التي تدور في فلكها الاشتراكية والشيوعية والنظرية الرأسمالية بمجمل جوانبها وما آل اليه الوضع العالمي الحالي من تدهور اغلب البلدان الفقيرة التي تحاول ركوب امواج هذه النظرية وتطبيقها في بلدانهم دون معرفتهم باصول السباحة فغرقوا فيها واحتاجوا ليد العون فطلبوها ممن وضعهم على تلك الامواج فغرقوا اكثر وذلك بالتعاون مع مايسمى البنك الدولي وصندق النقد الدولي وما يمليه من شروط مجحفة وقاسية لكل من يقترض الاموال لحل مشكلة معينة يمر بها البلد فيصبح في ازمة كبيرة لاحل لها سوى الرضوخ للهيمنة العالمية المتمثلة بادارة هذا الصندق من الدول الاوربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية التي هي اول من اسس هذا الصندوق وهو يدار في بيتها وما افرزته القوانين الوضعية مثل منظمة التجارة الحرة والغاء قانون بريتون المتمثل بسعر الصرف وما آلت اليه العولمة حتى اصبحت شعار يتداوله المثقفون قبل البسطاء ويتغنون به وهم لايعرفون منه الا ظاهر القول .
ورغم ان هناك دراسات اسلامية التي حاول اصحابها اللجوء الى الشريعة الاسلامية كما يصفون ذلك وكل حسب فرقته ومذهبه الذين اخذوا شريعتهم ليس من المنبع الاصلي القرآن والعترة بل من احاديث الرجال التي هي موضع خلاف العالم الاسلامي اجمع رغم انهم اكدوا في كتاباتهم بان علم الاقتصاد علم حديث لم يعرفه المسلمين فوقعوا في الخطأ لعدم معرفتهم بدينهم الذي يدينون به والذي قص لهم القصص عبر القران الكريم وعبر الكتب السماوية عن اصل الاقتصاد ومن هو واضعه ، ونتيجة لذلك حاولوا ان يوفقوا بين النظريات العلمانية وبين مايعتقدنوه يوافق الشريعة الاسلامية بان يأخذوا من هذه بعض المفاهيم ويطرحوا من تلك البعض الاخر فوقعوا في المحظور من حيث يشعروا او لايشعروا .
وليتهم عملوا بحديث المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما حيث يقول:
"كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته".
فاين هذا الحرص من قبل حكام الدول الاسلامية على رعايهم بل هم يلعبون بمقدرات وخصوصيات هذه الأمة ومقدرات الحلال والحرام، وقد أوجد هذا الأمر أضرارًا بالغة، من أهمها: توجُّه الكثير من المسلمين لعادات استهلاكية ترفيهية لا تتفق ومقدرتهم الدَّخْلية.
بل كان ذلك سلوك الدولة نفسه، حيث تعاني معظم الدول الإسلامية من عجز في موازناتها العامة، ويصنّف السبب الرئيسي لهذا العجز: الإنفاق غير الرشيد للأجهزة الحكومية، حتى أن بعض الاقتصاديين يصف إنفاق هذه الحكومات بـ"الإنفاق السفيه".
فاغلب انفاقهم على التسلح وشراء الاسلحة التي لم توجه ولاتوجه في يوم من الايام الا على شعوبهم المستضعفة التي تان من الفقر والجوع لا لشيء سوى ان هذه الشعوب تريد ان تعيش بمساوات وبكرامة وهذه البلدان التي تعتبرنفسها اسلامية لاتمد بصلة للاسلام لامن بعيد ولامن قريب سوى انها ترفع هذا الاسم شعار يلوح به لقمع من يطالبهم بحق المسلمين في بلد الاسلام.
ونظرًا لعدم اعتبار البلدان الإسلامية قيم الحلال والحرام في المجال الاقتصادي، وجد أن المؤسسات الدولية التي تقدم استشاراتها لهذه الدول لا تقيم هي الأخرى وزنًا لمبادئ الدين، ففي عام 1988 صدر تقريرًا عن عجز الموازنات العامة لدول جنوب آسيا، واقترح التقرير أن تقوم حكومات هذه الدول بتحصيل ضرائب على ممارسة البغاء باعتباره عملاً لا تُحصَّل عليه ضرائب، وكان من بين الدول المعنية في هذا التقرير بنجلادش وإندونيسيا. فمتى كان البغاء عملاً بالمعايير الاقتصادية والشرعية؟ ولكن كانت الطامة الكبرى أن يصدر عن المحكمة الدستورية في بنجلاديش اعتبار ممارسة البغاء من الأعمال التي يعتبرها القانون عملاً اقتصاديًّا!!!
وعن باقي الدول فحدِّث ولا حرج عن غلبة التعامل بالربا أفرادًا وحكومات، وشيوع الخمر والقمار بحجة السياحة، ونسينا أن الله عز وجل قد توعَّدنا بحرب منه لمخالفة أوامره، وأن رسولنا صلى الله عليه وسلم قال في حديثه الشريف: "إن الرجل ليُحْرم الرزق بالذنب يصيبه".
أن الإسلام منهج شامل للحياة ودستور كامل للسلوك يتناول إلى جانب العبادات تعاليم خلقية واجتماعية وإدارية وتنظيمية واقتصادية، وهذه التعاليم يكمل بعضها البعض الاخر ومترابطة ترابط وثيق تدور في فلك واحد مرتكزها الرئيسي حجة الله وخليفته في ارضه وبدون هذا الترابط ينهار كيان المجتمع لأن أساسها الإيمان بالله وحده وهو مَيزة التنظيم الإسلامي على جميع التنظيمات الوضعية السابقة والمعاصرة .
الاقتصاد الاسلامي ومعنى كلمة الاسلام
الاسلام يعرفه لنا امير المؤمنين علي (ع)
لانسبن الاسلام بنسبة لم ينسبها احداً قبلي ولاينسبها احداً بعدي إلا بمثل ذلك
(إن الاسلام هو التسليم والتسليم هو اليقين واليقين هو التصديق والتصديق هو الاقرار والاقرار هو الاداء والاداء هو العمل ان المؤمن لاياخذ دينه عن رأيه بل اخذه عن ربه فقبله .....) خطبة الوسيلة
إن الدين عند الله الإسلام
من المعلوم أن الدين الإسلامي هو اصل كل الديانات حسب ما ورد عنهم (ع) ففي حديث طويل للمفضل ابن عمر يسأل فيه الإمام الصادق (ع) مسائل حول القائم (ع) في آخر الزمان : فقال (ع) فوالله يا مفضل ، ليرفع الله عن الملل والأديان الاختلاف حتى يكون الدين كله واحد كما قال جل ذكره (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ)(آل عمران:19) وقال تعالى (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران:85)
قال المفضل : قلت يا سيدي ومولاي والدين الذي في آبائه إبراهيم ونوح وموسى وعيسى ومحمد (ص) هو الإسلام ؟
قال : نعم يا مفضل هو الإسلام لا غير
قلت : يا مولاي أتجده في كتاب الله تعالى ؟
قال : نعم من أوله إلى آخره ومنه هذه الآية (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ)
وقوله تعالى ( مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ)(الحج: 78) ومنه قوله تعالى في قصة ابراهيم (ع) وإسماعيل (وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَك)(البقرة: 128)
وقوله تعالى في قصة فرعون (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ)(يونس: 90)
وفي قصة سليمان وبلقيس حيث يقول (قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ)(النمل: 38) وقولها (وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)(النمل: 44)
وقول عيسى (ع) (مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)(آل عمران: 52)
وقوله جل وعز (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً )(آل عمران:83)
وقوله تعالى في قصة لوط (فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (الذريات:36)
وقوله (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (البقرة:136) …… الخ الحديث ) بحار الأنوار ج53 ص4 .
ولما تبين إن الدين الأوحد عند الله هو الإسلام فإننا نرى اليوم ان المسلمين متفرقون فاين يكمن الحق من بين كل هذه الفرق ؟
الحق هو باتباع حجة الله على خلقه المفترض الطاعة المنصب من قبل الله ولايحل العدل والمساواة والرحمة الا باتباع حجج الله وهم الطريق المستقيم الذي من سار فيه نجى ومن تركه هلك والحمد لله رب العالمين
وسنتطرق في المقالة التالية ان شاء الله دور العامل الغيبي في الاقتصاد الذي اهمله واضعين النضريات الاقتصادية فوقعوا بما لايحمد ذكره ......
اللهم نور قلوبنا بمعرفتك ومعرفة حججك على خلقك واجعلنا ممن يسن سنة حسنة له اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة انك جواد كريم وبعبادك رؤف رحيم.
(( يا عظيم اغفر لي الذنب العظيم ، فإنه لا يغفر الذنب العظيم إلا أنت يا عظيم))
أن النظم الاقتصادية الوضعية قد فشلت في إيجاد حلول جذرية للقضاء على مشاكل الناس الاقتصادية بدليل أن المشاكل التي يعانيها الناس لاتعد ولاتحصى ومنها ارتفاع الأسعار والبطالة ومايؤل اليها من فقر ومجاعة التي أصبحت ظاهرة عالمية وأصبح من الصعب السيطرة عليها، ومِن ثَمَّ لا تتأتى مواجه هذه المشاكل إلا بالرجوع إلى منهج السماء، وهذا المنهج يُعد حديثا على علماء الاقتصاد لأنه نابع من الفكر الأصيل المستمد من الشريعة الإسلامية، وإذا ثبت بالدليل أنه أقوم من الفكر الاقتصادي الوضعي كان على المسلمين وكافة الناس أن يطبقوه بدلاً من الشرق والغرب وإن لم يكن بحُكم العقيدة التي يدينون بها فبحكم أنه الأصلح والأهدى سبيلاً.
ان النظريات الاساسية التي ترجمت الى ارض الواقع واصبحت هي الاساس في تنظيم الحياة الاقتصادية في معظم بلدان العالم وان اختلفت بعض الشيء من هنا وهناك هي النظرية الماركسية وايضا التي تدور في فلكها الاشتراكية والشيوعية والنظرية الرأسمالية بمجمل جوانبها وما آل اليه الوضع العالمي الحالي من تدهور اغلب البلدان الفقيرة التي تحاول ركوب امواج هذه النظرية وتطبيقها في بلدانهم دون معرفتهم باصول السباحة فغرقوا فيها واحتاجوا ليد العون فطلبوها ممن وضعهم على تلك الامواج فغرقوا اكثر وذلك بالتعاون مع مايسمى البنك الدولي وصندق النقد الدولي وما يمليه من شروط مجحفة وقاسية لكل من يقترض الاموال لحل مشكلة معينة يمر بها البلد فيصبح في ازمة كبيرة لاحل لها سوى الرضوخ للهيمنة العالمية المتمثلة بادارة هذا الصندق من الدول الاوربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية التي هي اول من اسس هذا الصندوق وهو يدار في بيتها وما افرزته القوانين الوضعية مثل منظمة التجارة الحرة والغاء قانون بريتون المتمثل بسعر الصرف وما آلت اليه العولمة حتى اصبحت شعار يتداوله المثقفون قبل البسطاء ويتغنون به وهم لايعرفون منه الا ظاهر القول .
ورغم ان هناك دراسات اسلامية التي حاول اصحابها اللجوء الى الشريعة الاسلامية كما يصفون ذلك وكل حسب فرقته ومذهبه الذين اخذوا شريعتهم ليس من المنبع الاصلي القرآن والعترة بل من احاديث الرجال التي هي موضع خلاف العالم الاسلامي اجمع رغم انهم اكدوا في كتاباتهم بان علم الاقتصاد علم حديث لم يعرفه المسلمين فوقعوا في الخطأ لعدم معرفتهم بدينهم الذي يدينون به والذي قص لهم القصص عبر القران الكريم وعبر الكتب السماوية عن اصل الاقتصاد ومن هو واضعه ، ونتيجة لذلك حاولوا ان يوفقوا بين النظريات العلمانية وبين مايعتقدنوه يوافق الشريعة الاسلامية بان يأخذوا من هذه بعض المفاهيم ويطرحوا من تلك البعض الاخر فوقعوا في المحظور من حيث يشعروا او لايشعروا .
وليتهم عملوا بحديث المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما حيث يقول:
"كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته".
فاين هذا الحرص من قبل حكام الدول الاسلامية على رعايهم بل هم يلعبون بمقدرات وخصوصيات هذه الأمة ومقدرات الحلال والحرام، وقد أوجد هذا الأمر أضرارًا بالغة، من أهمها: توجُّه الكثير من المسلمين لعادات استهلاكية ترفيهية لا تتفق ومقدرتهم الدَّخْلية.
بل كان ذلك سلوك الدولة نفسه، حيث تعاني معظم الدول الإسلامية من عجز في موازناتها العامة، ويصنّف السبب الرئيسي لهذا العجز: الإنفاق غير الرشيد للأجهزة الحكومية، حتى أن بعض الاقتصاديين يصف إنفاق هذه الحكومات بـ"الإنفاق السفيه".
فاغلب انفاقهم على التسلح وشراء الاسلحة التي لم توجه ولاتوجه في يوم من الايام الا على شعوبهم المستضعفة التي تان من الفقر والجوع لا لشيء سوى ان هذه الشعوب تريد ان تعيش بمساوات وبكرامة وهذه البلدان التي تعتبرنفسها اسلامية لاتمد بصلة للاسلام لامن بعيد ولامن قريب سوى انها ترفع هذا الاسم شعار يلوح به لقمع من يطالبهم بحق المسلمين في بلد الاسلام.
ونظرًا لعدم اعتبار البلدان الإسلامية قيم الحلال والحرام في المجال الاقتصادي، وجد أن المؤسسات الدولية التي تقدم استشاراتها لهذه الدول لا تقيم هي الأخرى وزنًا لمبادئ الدين، ففي عام 1988 صدر تقريرًا عن عجز الموازنات العامة لدول جنوب آسيا، واقترح التقرير أن تقوم حكومات هذه الدول بتحصيل ضرائب على ممارسة البغاء باعتباره عملاً لا تُحصَّل عليه ضرائب، وكان من بين الدول المعنية في هذا التقرير بنجلادش وإندونيسيا. فمتى كان البغاء عملاً بالمعايير الاقتصادية والشرعية؟ ولكن كانت الطامة الكبرى أن يصدر عن المحكمة الدستورية في بنجلاديش اعتبار ممارسة البغاء من الأعمال التي يعتبرها القانون عملاً اقتصاديًّا!!!
وعن باقي الدول فحدِّث ولا حرج عن غلبة التعامل بالربا أفرادًا وحكومات، وشيوع الخمر والقمار بحجة السياحة، ونسينا أن الله عز وجل قد توعَّدنا بحرب منه لمخالفة أوامره، وأن رسولنا صلى الله عليه وسلم قال في حديثه الشريف: "إن الرجل ليُحْرم الرزق بالذنب يصيبه".
أن الإسلام منهج شامل للحياة ودستور كامل للسلوك يتناول إلى جانب العبادات تعاليم خلقية واجتماعية وإدارية وتنظيمية واقتصادية، وهذه التعاليم يكمل بعضها البعض الاخر ومترابطة ترابط وثيق تدور في فلك واحد مرتكزها الرئيسي حجة الله وخليفته في ارضه وبدون هذا الترابط ينهار كيان المجتمع لأن أساسها الإيمان بالله وحده وهو مَيزة التنظيم الإسلامي على جميع التنظيمات الوضعية السابقة والمعاصرة .
الاقتصاد الاسلامي ومعنى كلمة الاسلام
الاسلام يعرفه لنا امير المؤمنين علي (ع)
لانسبن الاسلام بنسبة لم ينسبها احداً قبلي ولاينسبها احداً بعدي إلا بمثل ذلك
(إن الاسلام هو التسليم والتسليم هو اليقين واليقين هو التصديق والتصديق هو الاقرار والاقرار هو الاداء والاداء هو العمل ان المؤمن لاياخذ دينه عن رأيه بل اخذه عن ربه فقبله .....) خطبة الوسيلة
إن الدين عند الله الإسلام
من المعلوم أن الدين الإسلامي هو اصل كل الديانات حسب ما ورد عنهم (ع) ففي حديث طويل للمفضل ابن عمر يسأل فيه الإمام الصادق (ع) مسائل حول القائم (ع) في آخر الزمان : فقال (ع) فوالله يا مفضل ، ليرفع الله عن الملل والأديان الاختلاف حتى يكون الدين كله واحد كما قال جل ذكره (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ)(آل عمران:19) وقال تعالى (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران:85)
قال المفضل : قلت يا سيدي ومولاي والدين الذي في آبائه إبراهيم ونوح وموسى وعيسى ومحمد (ص) هو الإسلام ؟
قال : نعم يا مفضل هو الإسلام لا غير
قلت : يا مولاي أتجده في كتاب الله تعالى ؟
قال : نعم من أوله إلى آخره ومنه هذه الآية (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ)
وقوله تعالى ( مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ)(الحج: 78) ومنه قوله تعالى في قصة ابراهيم (ع) وإسماعيل (وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَك)(البقرة: 128)
وقوله تعالى في قصة فرعون (حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ)(يونس: 90)
وفي قصة سليمان وبلقيس حيث يقول (قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ)(النمل: 38) وقولها (وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)(النمل: 44)
وقول عيسى (ع) (مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)(آل عمران: 52)
وقوله جل وعز (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً )(آل عمران:83)
وقوله تعالى في قصة لوط (فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (الذريات:36)
وقوله (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (البقرة:136) …… الخ الحديث ) بحار الأنوار ج53 ص4 .
ولما تبين إن الدين الأوحد عند الله هو الإسلام فإننا نرى اليوم ان المسلمين متفرقون فاين يكمن الحق من بين كل هذه الفرق ؟
الحق هو باتباع حجة الله على خلقه المفترض الطاعة المنصب من قبل الله ولايحل العدل والمساواة والرحمة الا باتباع حجج الله وهم الطريق المستقيم الذي من سار فيه نجى ومن تركه هلك والحمد لله رب العالمين
وسنتطرق في المقالة التالية ان شاء الله دور العامل الغيبي في الاقتصاد الذي اهمله واضعين النضريات الاقتصادية فوقعوا بما لايحمد ذكره ......
اللهم نور قلوبنا بمعرفتك ومعرفة حججك على خلقك واجعلنا ممن يسن سنة حسنة له اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة انك جواد كريم وبعبادك رؤف رحيم.
(( يا عظيم اغفر لي الذنب العظيم ، فإنه لا يغفر الذنب العظيم إلا أنت يا عظيم))
اميري حسين- مشترك جديد
- عدد الرسائل : 15
العمر : 49
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 27/02/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى