حاكمية الله في مراتب وجود الإنسان
صفحة 1 من اصل 1
حاكمية الله في مراتب وجود الإنسان
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين
فايده الله بجنود لمتروها و ارسل اليه الرسل مهديين هادين له مبشرين و منذرين ...و انزل معهم الكتاب و الحكمة... فعلموه و ذكروه و اعانوه و اناروا برهانه ...
... و ايده الله بالحجج واحدا بعد واحد معصومين مطهرين مؤيدين مسددين ...
....مبينين له غوامض العلم و متشابهات الكتاب و السنة عالمين معلمين...
... و ايده بالاخوان المؤمنين المماشين المسالكين المعاهدين الناصرين الحافظين المراقبين المؤانسين له آناء الليل و النهار...
... و ايده بدعاء الانبياء و المرسلين و الاوصياء المرضيين و الاخوان المؤمنين و الملئكة المؤيدين المسددين و حملة العرش اجمعين و رحمته و فضله...
...فجعل كلمة الذين كفروا السفلي و كلمة الله هي العلياء علي حسب وعده كتب الله لاغلبن انا و رسلي و ان تنصروا الله ينصركم و حزب الله هم المفلحون و ان جندنا لهم الغالبون
و منع التحاسد و التباغي و الظلم و الغشم و المعاصي و الفجور و الدعاوي و التعاوي و نادي باسم الجبار في جميع الديار في آناء الليل و النهار حتي
وصلى الله على محمد وال محمد الائمة والمهديين
حاكمية الله في مراتب وجود الإنسان :
العقل (ع) هو الحاكم المنصب من الله
دواؤك فيك و ماتشعر ** * ** و داؤك منك و ماتبصر
و انت الكتاب المبين الذي ** * ** باحرفه يظهر المضمر
أتزعم انك جرم صغير ** * ** و فيك انطوي العالم الاكبر
خلق الله سبحانه الانسان انموذج العالم الكبير فجعله العالم الصغير ... جعل فيه من كل شيء في العالم شيئا ...و جعله الكلمة التامة :
عن علي عليه السلام :((... الصورة الانسانية هي اكبر حجة الله علي خلقه و هي الكتاب الذي كتبه بيده و هي الهيكل الذي بناه بحكمته و هي مجموع صور العالمين و هي المختصر من اللوح المحفوظ و هي الشاهد علي كل غايب و هي الحجة علي كل جاحد و هي الصراط المستقيم الي كل خير و هي الصراط الممدود بين الجنة و النار ...))
قال تعالى خلقنا الانسان في احسن تقويم و قال سنريهم آياتنا في الآفاق و في انفسهم
فجعل في الانسان من كل جزء من العالم جزءا ليكون جامعا لجميع اجزاء العالم... و جعل جميع آياته في الانفس كما جعل في الآفاق فجعل فيه جمادية كجمادية العالم و نباتية و حيوانية و انسانية
روي ان اعرابيا سأل اميرالمؤمنين عليه السلام عن النفس
فقال
((...عن اي نفس تسأل فقال يا مولاي هل النفس انفس عديدة فقال عليه السلام نعم نفس نامية نباتية و نفس حسية حيوانية و نفس ناطقة قدسية و نفس الهية ملكوتية قال يا مولاي ما النباتية قال قوة اصلها الطبايع الاربع بدؤ ايجادها عند مسقط النطفة مقرها الكبد مادتها من لطايف الاغذية فعلها النمو و الزيادة و سبب فراقها اختلاف المتولدات فاذا فارقت عادت الي ما منه بدأت عود ممازجة لا عود مجاورة فقال يا مولاي و ما النفس الحيوانية قال قوة فلكية و حرارة غريزية اصلها الافلاك بدؤ ايجادها عند الولادة الجسمانية فعلها الحيوة و الحركة و الظلم و الغشم و الغلبة و اكتساب الاموال و الشهوات الدنيوية مقرها القلب سبب فراقها اختلاف المتولدات فاذا فارقت عادت الي ما منه بدأت عود ممازجة لا عود مجاورة فتنعدم صورتها و يبطل فعلها و وجودها و يضمحل تركيبها فقال يا مولاي و ما النفس الناطقة القدسية قال قوة لاهوتية بدؤ ايجادها عند الولادة الدنيوية مقرها العلوم الحقيقية الدينية موادها التأييدات العقلية فعلها المعارف الربانية سبب فراقها تحلل الآلات الجسمانية فاذا فارقت عادت الي ما منه بدأت عود مجاورة لا عود ممازجة فقال يا مولاي و ما النفس اللاهوتية الملكوتية فقال قوة لاهوتية جوهرة بسيطة حية بالذات اصلها العقل منه بدأت و عنه وعت و اليه دلت فاشارت عودتها اليه اذا كملت و شابهت و منها بدأت الموجودات و اليها تعود بالكمال فهي ذات الله العليا و شجرة طوبي و سدرة المنتهي و جنة المأوي من عرفها لميشق و من جهلها ضل و غوي فقال السائل يا مولاي و ما العقل قال العقل جوهر دراك محيط بالاشياء من جميع جهاتها عارف بالشيء قبل كونه فهو علة الموجودات و نهاية المطالب انتهي...))
(...اقتباس بتصرف...)
و جعل في محكم التدبير ان يظهر من مراتبه الجمادية أولا في التراب و الكيموس... ثم النباتية حال كونه نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاما ثم مكسيا ... ثم الحيوانية حين ينشأ خلقا آخر.... ثم الانسانية اذا تولد و ربي بالانسانية
لكن في غاية الضعف ثم تشتد و تستحكم عند بلوغه و يصير قابلا للتكليف و الامر و النهي و التعليم ...الي ان يبلغ اربعين سنة و يكمل عقله...
و لكل من هذه المراتب اقتضاء و قوي تدعو الي نفسها و تقوي ما يشاكلها و تضعف ما ينافرها ...
فاول ما يبدو في الانسان الجماد و يتقوي يوما فيوما الي ان يظهر عليه دولة النبات و يستولي و ينفذ حكمه في جميع اصقاعه ...و يجري بامره في كل جهة ثم يمر هكذا الي ان يستولي عليه سلطان الحيوان بجنوده و اعوانه و ينفذ احكامه في جميع ممالك النبات و الجماد ...و يحكم فيها بما يري و يحب و يتملك الممالك بلا منازع حتي يري انها طلق له... و يمر هكذا و يتقوي يوما فيوما و يستكثر الجنود و الاعوان ...
...الي ان يأتي سلطان الانسانية ضعيفا غريبا وحيدا ليس له ناصر و لا معين...
... و قد تملك القوم البلاد و حفظوا الثغور و جندوا الجنود و عسكروا العساكر و استقلوا بالامر... فلميسمعوا له كلمة و و لا يأتمرون له بامر ...
بل غلبوه و قهروه و اثبتوه و ارادوا ان يقتلوه و لولا ان تداركه رحمة من ربه لكان من المقتولين...
فظل في بلاد الغربة مدحضا فقيرا مسكينا خائفا مترقبا ساكتا متقيا معتبرا مستفهما شيئا بعد شيء جاريا مجري القوم في احكامهم و احوالهم فتقوي شيئا بعد شيء و ازداد فهما و علما و ذكاوة و فطنة لكن متبعا للقوم سالكا في مسالكهم ...
...الا ان القوم لما رأوه ذا فهم و رأي و روية اتخذوه وزيرا لهم يستشيرون منه في الامور و يجرون امورهم بتدبيره و امره و حكمه ...
...فهو يدين بدينهم و وتحت سلطانهم مع ذكاوة و فطنة... ليس لواحد من القوم مثله ...
و بقي هكذا الي ان
... صفا مزاجه و ذكا حسه و بلغ اشده و استوي و ظهر فيه العقل ...
العقل (ع) هو الحاكم المنصب من الله
دواؤك فيك و ماتشعر ** * ** و داؤك منك و ماتبصر
و انت الكتاب المبين الذي ** * ** باحرفه يظهر المضمر
أتزعم انك جرم صغير ** * ** و فيك انطوي العالم الاكبر
خلق الله سبحانه الانسان انموذج العالم الكبير فجعله العالم الصغير ... جعل فيه من كل شيء في العالم شيئا ...و جعله الكلمة التامة :
عن علي عليه السلام :((... الصورة الانسانية هي اكبر حجة الله علي خلقه و هي الكتاب الذي كتبه بيده و هي الهيكل الذي بناه بحكمته و هي مجموع صور العالمين و هي المختصر من اللوح المحفوظ و هي الشاهد علي كل غايب و هي الحجة علي كل جاحد و هي الصراط المستقيم الي كل خير و هي الصراط الممدود بين الجنة و النار ...))
قال تعالى خلقنا الانسان في احسن تقويم و قال سنريهم آياتنا في الآفاق و في انفسهم
فجعل في الانسان من كل جزء من العالم جزءا ليكون جامعا لجميع اجزاء العالم... و جعل جميع آياته في الانفس كما جعل في الآفاق فجعل فيه جمادية كجمادية العالم و نباتية و حيوانية و انسانية
روي ان اعرابيا سأل اميرالمؤمنين عليه السلام عن النفس
فقال
((...عن اي نفس تسأل فقال يا مولاي هل النفس انفس عديدة فقال عليه السلام نعم نفس نامية نباتية و نفس حسية حيوانية و نفس ناطقة قدسية و نفس الهية ملكوتية قال يا مولاي ما النباتية قال قوة اصلها الطبايع الاربع بدؤ ايجادها عند مسقط النطفة مقرها الكبد مادتها من لطايف الاغذية فعلها النمو و الزيادة و سبب فراقها اختلاف المتولدات فاذا فارقت عادت الي ما منه بدأت عود ممازجة لا عود مجاورة فقال يا مولاي و ما النفس الحيوانية قال قوة فلكية و حرارة غريزية اصلها الافلاك بدؤ ايجادها عند الولادة الجسمانية فعلها الحيوة و الحركة و الظلم و الغشم و الغلبة و اكتساب الاموال و الشهوات الدنيوية مقرها القلب سبب فراقها اختلاف المتولدات فاذا فارقت عادت الي ما منه بدأت عود ممازجة لا عود مجاورة فتنعدم صورتها و يبطل فعلها و وجودها و يضمحل تركيبها فقال يا مولاي و ما النفس الناطقة القدسية قال قوة لاهوتية بدؤ ايجادها عند الولادة الدنيوية مقرها العلوم الحقيقية الدينية موادها التأييدات العقلية فعلها المعارف الربانية سبب فراقها تحلل الآلات الجسمانية فاذا فارقت عادت الي ما منه بدأت عود مجاورة لا عود ممازجة فقال يا مولاي و ما النفس اللاهوتية الملكوتية فقال قوة لاهوتية جوهرة بسيطة حية بالذات اصلها العقل منه بدأت و عنه وعت و اليه دلت فاشارت عودتها اليه اذا كملت و شابهت و منها بدأت الموجودات و اليها تعود بالكمال فهي ذات الله العليا و شجرة طوبي و سدرة المنتهي و جنة المأوي من عرفها لميشق و من جهلها ضل و غوي فقال السائل يا مولاي و ما العقل قال العقل جوهر دراك محيط بالاشياء من جميع جهاتها عارف بالشيء قبل كونه فهو علة الموجودات و نهاية المطالب انتهي...))
(...اقتباس بتصرف...)
و جعل في محكم التدبير ان يظهر من مراتبه الجمادية أولا في التراب و الكيموس... ثم النباتية حال كونه نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاما ثم مكسيا ... ثم الحيوانية حين ينشأ خلقا آخر.... ثم الانسانية اذا تولد و ربي بالانسانية
لكن في غاية الضعف ثم تشتد و تستحكم عند بلوغه و يصير قابلا للتكليف و الامر و النهي و التعليم ...الي ان يبلغ اربعين سنة و يكمل عقله...
و لكل من هذه المراتب اقتضاء و قوي تدعو الي نفسها و تقوي ما يشاكلها و تضعف ما ينافرها ...
فاول ما يبدو في الانسان الجماد و يتقوي يوما فيوما الي ان يظهر عليه دولة النبات و يستولي و ينفذ حكمه في جميع اصقاعه ...و يجري بامره في كل جهة ثم يمر هكذا الي ان يستولي عليه سلطان الحيوان بجنوده و اعوانه و ينفذ احكامه في جميع ممالك النبات و الجماد ...و يحكم فيها بما يري و يحب و يتملك الممالك بلا منازع حتي يري انها طلق له... و يمر هكذا و يتقوي يوما فيوما و يستكثر الجنود و الاعوان ...
...الي ان يأتي سلطان الانسانية ضعيفا غريبا وحيدا ليس له ناصر و لا معين...
... و قد تملك القوم البلاد و حفظوا الثغور و جندوا الجنود و عسكروا العساكر و استقلوا بالامر... فلميسمعوا له كلمة و و لا يأتمرون له بامر ...
بل غلبوه و قهروه و اثبتوه و ارادوا ان يقتلوه و لولا ان تداركه رحمة من ربه لكان من المقتولين...
فظل في بلاد الغربة مدحضا فقيرا مسكينا خائفا مترقبا ساكتا متقيا معتبرا مستفهما شيئا بعد شيء جاريا مجري القوم في احكامهم و احوالهم فتقوي شيئا بعد شيء و ازداد فهما و علما و ذكاوة و فطنة لكن متبعا للقوم سالكا في مسالكهم ...
...الا ان القوم لما رأوه ذا فهم و رأي و روية اتخذوه وزيرا لهم يستشيرون منه في الامور و يجرون امورهم بتدبيره و امره و حكمه ...
...فهو يدين بدينهم و وتحت سلطانهم مع ذكاوة و فطنة... ليس لواحد من القوم مثله ...
و بقي هكذا الي ان
... صفا مزاجه و ذكا حسه و بلغ اشده و استوي و ظهر فيه العقل ...
فايده الله بجنود لمتروها و ارسل اليه الرسل مهديين هادين له مبشرين و منذرين ...و انزل معهم الكتاب و الحكمة... فعلموه و ذكروه و اعانوه و اناروا برهانه ...
... و ايده الله بالحجج واحدا بعد واحد معصومين مطهرين مؤيدين مسددين ...
....مبينين له غوامض العلم و متشابهات الكتاب و السنة عالمين معلمين...
... و ايده بالاخوان المؤمنين المماشين المسالكين المعاهدين الناصرين الحافظين المراقبين المؤانسين له آناء الليل و النهار...
... و ايده بدعاء الانبياء و المرسلين و الاوصياء المرضيين و الاخوان المؤمنين و الملئكة المؤيدين المسددين و حملة العرش اجمعين و رحمته و فضله...
... فانه الغرض من الخلق اجمعين و العلة الغائية لبناء العالمين ...
...فجعل كلمة الذين كفروا السفلي و كلمة الله هي العلياء علي حسب وعده كتب الله لاغلبن انا و رسلي و ان تنصروا الله ينصركم و حزب الله هم المفلحون و ان جندنا لهم الغالبون
...فوهن بذلك اركان دولة الحيوان و هدم بنيانه ...
...و غلب دولة الحق و جلس سلطان العقل علي سرير الملك ...
...و ربط الحيوانات في مرابطها و احتضر الحشايش في حظائرها ...
...و امن المسالك و حفظ الثغور و عمر الديار و نادي باسم الجبار...
...و اقر كل شيء في مقره و استعمل كل احد في خدمته و صنعته و امره ...
...و غلب دولة الحق و جلس سلطان العقل علي سرير الملك ...
...و ربط الحيوانات في مرابطها و احتضر الحشايش في حظائرها ...
...و امن المسالك و حفظ الثغور و عمر الديار و نادي باسم الجبار...
...و اقر كل شيء في مقره و استعمل كل احد في خدمته و صنعته و امره ...
و منع التحاسد و التباغي و الظلم و الغشم و المعاصي و الفجور و الدعاوي و التعاوي و نادي باسم الجبار في جميع الديار في آناء الليل و النهار حتي
استأصل شافة الكفر و اطفأ نار الشرك
و ظهر امر الله و هم كارهون
ارانا الله ذلك اليوم اذا غلب العقل علي الجهل و جنوده
و اما اذا غلب الجهل و جنوده التي هي شؤن الجمادية و النباتية و الحيوانية علي البلاد و سخروا العباد و رأي العقل عدم المقاومة معهم فاحتجب بحجاب الغيبة و اخفي وجهه المبارك عنهم و تركهم في ظلمات لايبصرون و بقي فيهم النفس الامارة بالسوء ...
و ظهر امر الله و هم كارهون
ارانا الله ذلك اليوم اذا غلب العقل علي الجهل و جنوده
و اما اذا غلب الجهل و جنوده التي هي شؤن الجمادية و النباتية و الحيوانية علي البلاد و سخروا العباد و رأي العقل عدم المقاومة معهم فاحتجب بحجاب الغيبة و اخفي وجهه المبارك عنهم و تركهم في ظلمات لايبصرون و بقي فيهم النفس الامارة بالسوء ...
حجر داوود- مشترك جديد
- عدد الرسائل : 41
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 17/04/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى