استعدوا للقيام الاكبر
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
استعدوا للقيام الاكبر
بسم الله الرحمن الرحيم
انقل لكم هذا المقطع من كتاب الجهاد باب الجنة للامام احمد الحسن صلى الله عليه واله واتمنى من الجميع التهيأ ليوم القيام الأكبروهوقريب جدا بمشيئة الله (انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا)
أولاً : الجهاد الهجومي :
وهذا الجهاد هو فرض واجب على الأمة المؤمنة التي تحمل راية خليفة الله في أرضه في زمانهم ويتمثل بمهاجمة وقتال كل الأمم والأقوام التي لاتعترف بدين الحق وخليفة الله في أرضه في ذلك الزمان حتى يذعنوا لكلمة لا إله إلا الله ودين الحق المرضي عند الله ، ويسلموا زمام أمورهم لخليفة الله في أرضه ، في زمانهم وقد قام به كثير من أنبياء الله ورسله وذكرته الكتب السماوية وكتب التاريخ بشكل لا لبس فيه ، فقد قاتل قتالاً هجومياً لنشر التوحيد وإعلاء كلمة لا إله إلا الله يوشع ابن نون (ع) وداوود (ع) وسليمان (ع) ومحمد (ص) وعلي (ع) وهم أنبياء الله ورسله وعملهم حجة دامغة ، وقاتلوا بأمر الله سبحانه وتعالى فلا سبيل لإنكار هذا العمل ووصفه بأنه جهل أو تخلف أو عصبية أو طائفية أو مذهبية وتحت مسميات الثقافة والحضارة والحرية على أني سآتي على مناقشة هذه الحضارة والثقافة والحرية إنشاء الله .
ولهذا الجهاد شروط وقيود ربما لم تكن ثابتة تفصيلاً في كل الاديان وفي كل الأزمان وربما تبدلت في نفس الدين الواحد بين فترة وأخرى بحسب الأوامر التي يأتي بها الأنبياء والرسل من الله سبحانه وتعالى ، ولكنها إجمالاً ثابتة .
ولعل أهم الشروط التي يعدها الناس ذات أهمية كبرى ، وربما يتخذها بعضهم عذراً لتخلفه عن الجهاد والقتال في سبيل الله هي العدة والعدد ، وربما يتخذ بعضهم الفرقة أو قلة الوعي في المجتمع الإيماني عذراً للتخلف عن الجهاد وكلا هذين الأمرين داخلين في العدة والعدد ، وسأعرض لهذه الأمور الثلاثة .
• العدة والعدد : لاشك أن هذا شرط لكل مواجهة قتالية فإذا لم تكن هناك عدة وعدد كافٍ للمواجهة العسكرية فستكون هذه المواجهة صعبة وربما غير ممكنة ولكن يبقى ان شروط المواجهة الهجومية بحسب المعادلة العسكرية الحديثة تتطلب أن يكون عدد المهاجمين ضعف عدد المدافعين ، وطبعاً كلما رجحت عدة المهاجمين القتالية أمكن تقليل هذه النسبة لصالح المهاجمين ، هذا بحسب القياسات المادية البحتة ، أما بالنسبة للمؤمنين فالأمر يأخذ منحنى آخر والمعادلة العسكرية لدى المؤمنين يدخل فيها الغيب لأنهم يؤمنون بالغيب ( إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ * بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةُ مُسَوِّمِينَ) ، ولدى المؤمنين سلاح عظيم لايملكه الجانب الاخر هو الدعاء والاستغاثة بالله القوي العزيز (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ) . والله الذي يستغيث به ويؤمن به المؤمنون خالق القلوب وبيده القلوب فهو الذي يملؤها قوة وثباتاً وهو الذي يجعلها خاوية خليَّة إلا من الرعب والانكسار (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ) ولذلك فان المعادلة العسكرية للمواجهة تنقلب رأساً على عقب هنا ، فيكفي للهجوم أن يكون عدد المهاجمين نصف عدد المدافعين الكفار ، بل في بداية الإسلام كان يكفي أن يكون عدد المهاجمين المؤمنين عُشر عدد المدافعين (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ * الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) ، والله سبحانه وتعالى يمد المؤمنين بالملائكة ويقذف في قلوب أعدائهم الرعب حتى قبل أن يدعوه ويستغيثوا به سبحانه لانهم خرجوا في سبيله وابتغاء مرضاته ونصرا لدينه وأنبيائه ورسله وهو أولى أن ينصر دينه وانبياءه ورسله وإنما ابتلى الخلق بطاعتهم ونصرتهم ليعلم من يطيعه وينصره بالغيب ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) .
وهكذا يرافق (مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ) الثبات والملائكة وأيضا الرعب في قلوب الذين كفروا وكلها أسلحة غيبية يؤمن بها المؤمنون وتدركها بصائرهم
(إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ) (الأنفال:12)
(سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ) (وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً) (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ) .
وكما قدمت فإن عدد وعدة المؤمنين الذين قاتلوا مع يوشع بن نون كانت أقل بكثير من الشعوب الكافرة التي واجهوها ، وكذلك الحال بالنسبة لطالوت والجماعة المؤمنة الذين معه ، بل أن في قصة طالوت وجماعته آية من الله سبحانه وتعالى فداود الشاب وأصغر القوم سننا والذي تخلو يده من السلاح - فلم يكن معه إلا مقلاع واحجار - يحقق الضربة القاضية على جيش جالوت ويقتل جالوت ويكون السبب الرئيسي في هزيمة جيش جالوت (فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ ) , لم تكن في هذه القصة فقط الفئة المؤمنة القليلة العدد الضعيفة العدة غلبت الفئة الكافرة الكثيرة العدد القوية العدة بل أن أضعف عدد واقل عدة - داود (ع) وأحجاره - حققت النصر في هذه المعركة لم يكن أحد من الناس حتى المؤمنون يحسب لداود صغير السن وأحجاره حساباً في هذه المعركة لكن الله تكلم بداود وبأحجار داود أراد الله أن يقول بهذه الآية أن لاقوة إلا بالله
روي عن أبي عبد الله ع أنه قال ( القليل الذين لم يشربوا و لم يغترفوا ثلاث مائة و ثلاثة عشر رجلا
فلما جاوزوا النهر و نظروا إلى جنود جالوت قال الذين شربوا منه (لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَ جُنُودِهِ و قال الذين لم يشربوا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) فجاء داود (ع) حتى وقف بحذاء جالوت، و كان جالوت على الفيل و على رأسه التاج و فيه ياقوت يلمع نوره و جنوده بين يديه، فأخذ داود من تلك الأحجار حجرا فرمى به في ميمنة جالوت، فمر في الهواء و وقع عليهم فانهزموا و أخذ حجرا آخر فرمى به في ميسرة جالوت فوقع عليهم فانهزموا و رمى جالوت بحجر ثالث فصك الياقوتة في جبهته و وصل إلى دماغه و وقع إلى الأرض ميتا فهو قوله ( فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ قَتَلَ داوُدُ جالُوتَ وَ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَ الْحِكْمَةَ ) .
فينبغي أن تأخذ معادلة العدة والعدد منحنى آخر إذا كان القتال في سبيل الله فيكون النظر اليها محدوداً ، لا إنها تمثل عائقاً دائماً عن الجهاد والقتال في سبيل الله ، فالمطلوب أعدوا لهم ما استطعتم والباقي على الله سبحانه وتعالى (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ) ، وآمنوا وتيقنوا أنه ما النصر إلا من عند الله (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) ، فيأبى الله سبحانه وتعالى إلا أن يبين أحقية الرسل وأتباعهم وذلك عندما يكونون قلة مستضعفة فينصرهم الله على عدوه وعدوهم مع أنهم كثرة متعالية مستكبرة وهكذا دائماً فإن الله سبحانه وتعالى يجرد دينه والدعوة إليه من أي مغريات دنيوية أو سلطوية ليدخل في دينه ويجاهد في سبيله من يدخل ويجاهد ، وهو لايريد إلا الله ووجه الله هكذا دائماً حُفت الجنة بالمكاره وحُفت النار بالشهوات ، فدين الله الحق لايُحف بالشهوات بل بالمكاره فالتفتوا يا أولي الالباب .
قال رسول الله (ص) حُفت الجنة بالمكاره وحُفت النار بالشهوات)
وقال رسول الله (ص) الحق ثقيل مر والباطل خفيف حلو)
انقل لكم هذا المقطع من كتاب الجهاد باب الجنة للامام احمد الحسن صلى الله عليه واله واتمنى من الجميع التهيأ ليوم القيام الأكبروهوقريب جدا بمشيئة الله (انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا)
أولاً : الجهاد الهجومي :
وهذا الجهاد هو فرض واجب على الأمة المؤمنة التي تحمل راية خليفة الله في أرضه في زمانهم ويتمثل بمهاجمة وقتال كل الأمم والأقوام التي لاتعترف بدين الحق وخليفة الله في أرضه في ذلك الزمان حتى يذعنوا لكلمة لا إله إلا الله ودين الحق المرضي عند الله ، ويسلموا زمام أمورهم لخليفة الله في أرضه ، في زمانهم وقد قام به كثير من أنبياء الله ورسله وذكرته الكتب السماوية وكتب التاريخ بشكل لا لبس فيه ، فقد قاتل قتالاً هجومياً لنشر التوحيد وإعلاء كلمة لا إله إلا الله يوشع ابن نون (ع) وداوود (ع) وسليمان (ع) ومحمد (ص) وعلي (ع) وهم أنبياء الله ورسله وعملهم حجة دامغة ، وقاتلوا بأمر الله سبحانه وتعالى فلا سبيل لإنكار هذا العمل ووصفه بأنه جهل أو تخلف أو عصبية أو طائفية أو مذهبية وتحت مسميات الثقافة والحضارة والحرية على أني سآتي على مناقشة هذه الحضارة والثقافة والحرية إنشاء الله .
ولهذا الجهاد شروط وقيود ربما لم تكن ثابتة تفصيلاً في كل الاديان وفي كل الأزمان وربما تبدلت في نفس الدين الواحد بين فترة وأخرى بحسب الأوامر التي يأتي بها الأنبياء والرسل من الله سبحانه وتعالى ، ولكنها إجمالاً ثابتة .
ولعل أهم الشروط التي يعدها الناس ذات أهمية كبرى ، وربما يتخذها بعضهم عذراً لتخلفه عن الجهاد والقتال في سبيل الله هي العدة والعدد ، وربما يتخذ بعضهم الفرقة أو قلة الوعي في المجتمع الإيماني عذراً للتخلف عن الجهاد وكلا هذين الأمرين داخلين في العدة والعدد ، وسأعرض لهذه الأمور الثلاثة .
• العدة والعدد : لاشك أن هذا شرط لكل مواجهة قتالية فإذا لم تكن هناك عدة وعدد كافٍ للمواجهة العسكرية فستكون هذه المواجهة صعبة وربما غير ممكنة ولكن يبقى ان شروط المواجهة الهجومية بحسب المعادلة العسكرية الحديثة تتطلب أن يكون عدد المهاجمين ضعف عدد المدافعين ، وطبعاً كلما رجحت عدة المهاجمين القتالية أمكن تقليل هذه النسبة لصالح المهاجمين ، هذا بحسب القياسات المادية البحتة ، أما بالنسبة للمؤمنين فالأمر يأخذ منحنى آخر والمعادلة العسكرية لدى المؤمنين يدخل فيها الغيب لأنهم يؤمنون بالغيب ( إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ * بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةُ مُسَوِّمِينَ) ، ولدى المؤمنين سلاح عظيم لايملكه الجانب الاخر هو الدعاء والاستغاثة بالله القوي العزيز (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ) . والله الذي يستغيث به ويؤمن به المؤمنون خالق القلوب وبيده القلوب فهو الذي يملؤها قوة وثباتاً وهو الذي يجعلها خاوية خليَّة إلا من الرعب والانكسار (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ) ولذلك فان المعادلة العسكرية للمواجهة تنقلب رأساً على عقب هنا ، فيكفي للهجوم أن يكون عدد المهاجمين نصف عدد المدافعين الكفار ، بل في بداية الإسلام كان يكفي أن يكون عدد المهاجمين المؤمنين عُشر عدد المدافعين (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ * الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) ، والله سبحانه وتعالى يمد المؤمنين بالملائكة ويقذف في قلوب أعدائهم الرعب حتى قبل أن يدعوه ويستغيثوا به سبحانه لانهم خرجوا في سبيله وابتغاء مرضاته ونصرا لدينه وأنبيائه ورسله وهو أولى أن ينصر دينه وانبياءه ورسله وإنما ابتلى الخلق بطاعتهم ونصرتهم ليعلم من يطيعه وينصره بالغيب ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) .
وهكذا يرافق (مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ) الثبات والملائكة وأيضا الرعب في قلوب الذين كفروا وكلها أسلحة غيبية يؤمن بها المؤمنون وتدركها بصائرهم
(إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ) (الأنفال:12)
(سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ) (وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً) (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ) .
وكما قدمت فإن عدد وعدة المؤمنين الذين قاتلوا مع يوشع بن نون كانت أقل بكثير من الشعوب الكافرة التي واجهوها ، وكذلك الحال بالنسبة لطالوت والجماعة المؤمنة الذين معه ، بل أن في قصة طالوت وجماعته آية من الله سبحانه وتعالى فداود الشاب وأصغر القوم سننا والذي تخلو يده من السلاح - فلم يكن معه إلا مقلاع واحجار - يحقق الضربة القاضية على جيش جالوت ويقتل جالوت ويكون السبب الرئيسي في هزيمة جيش جالوت (فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ ) , لم تكن في هذه القصة فقط الفئة المؤمنة القليلة العدد الضعيفة العدة غلبت الفئة الكافرة الكثيرة العدد القوية العدة بل أن أضعف عدد واقل عدة - داود (ع) وأحجاره - حققت النصر في هذه المعركة لم يكن أحد من الناس حتى المؤمنون يحسب لداود صغير السن وأحجاره حساباً في هذه المعركة لكن الله تكلم بداود وبأحجار داود أراد الله أن يقول بهذه الآية أن لاقوة إلا بالله
روي عن أبي عبد الله ع أنه قال ( القليل الذين لم يشربوا و لم يغترفوا ثلاث مائة و ثلاثة عشر رجلا
فلما جاوزوا النهر و نظروا إلى جنود جالوت قال الذين شربوا منه (لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَ جُنُودِهِ و قال الذين لم يشربوا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَ ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَ انْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) فجاء داود (ع) حتى وقف بحذاء جالوت، و كان جالوت على الفيل و على رأسه التاج و فيه ياقوت يلمع نوره و جنوده بين يديه، فأخذ داود من تلك الأحجار حجرا فرمى به في ميمنة جالوت، فمر في الهواء و وقع عليهم فانهزموا و أخذ حجرا آخر فرمى به في ميسرة جالوت فوقع عليهم فانهزموا و رمى جالوت بحجر ثالث فصك الياقوتة في جبهته و وصل إلى دماغه و وقع إلى الأرض ميتا فهو قوله ( فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ قَتَلَ داوُدُ جالُوتَ وَ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَ الْحِكْمَةَ ) .
فينبغي أن تأخذ معادلة العدة والعدد منحنى آخر إذا كان القتال في سبيل الله فيكون النظر اليها محدوداً ، لا إنها تمثل عائقاً دائماً عن الجهاد والقتال في سبيل الله ، فالمطلوب أعدوا لهم ما استطعتم والباقي على الله سبحانه وتعالى (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ) ، وآمنوا وتيقنوا أنه ما النصر إلا من عند الله (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) ، فيأبى الله سبحانه وتعالى إلا أن يبين أحقية الرسل وأتباعهم وذلك عندما يكونون قلة مستضعفة فينصرهم الله على عدوه وعدوهم مع أنهم كثرة متعالية مستكبرة وهكذا دائماً فإن الله سبحانه وتعالى يجرد دينه والدعوة إليه من أي مغريات دنيوية أو سلطوية ليدخل في دينه ويجاهد في سبيله من يدخل ويجاهد ، وهو لايريد إلا الله ووجه الله هكذا دائماً حُفت الجنة بالمكاره وحُفت النار بالشهوات ، فدين الله الحق لايُحف بالشهوات بل بالمكاره فالتفتوا يا أولي الالباب .
قال رسول الله (ص) حُفت الجنة بالمكاره وحُفت النار بالشهوات)
وقال رسول الله (ص) الحق ثقيل مر والباطل خفيف حلو)
صقر الجنوب- انصاري
- عدد الرسائل : 374
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 18/02/2008
رد: استعدوا للقيام الاكبر
بسم الله الرحمن الرحیم
وصلى الله على محمد واله الطاهرين الائمة والمهديين وسلم تسليماً
وصلى الله على محمد واله الطاهرين الائمة والمهديين وسلم تسليماً
(كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)
يقول الامام احمد الحسن صلى الله عليه واله
…)))بالنسبة للمؤمنين فالأمر يأخذ منحنى آخر والمعادلة العسكرية لدى المؤمنين يدخل فيها الغيب لأنهم يؤمنون بالغيب ( إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ * بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةُ مُسَوِّمِينَ) ، ولدى المؤمنين سلاح عظيم لايملكه الجانب الاخر هو الدعاء والاستغاثة بالله القوي العزيز (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ) . والله الذي يستغيث به ويؤمن به المؤمنون خالق القلوب وبيده القلوب (((…
يقول الامام احمد الحسن صلى الله عليه واله
…)))بالنسبة للمؤمنين فالأمر يأخذ منحنى آخر والمعادلة العسكرية لدى المؤمنين يدخل فيها الغيب لأنهم يؤمنون بالغيب ( إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ * بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةُ مُسَوِّمِينَ) ، ولدى المؤمنين سلاح عظيم لايملكه الجانب الاخر هو الدعاء والاستغاثة بالله القوي العزيز (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ) . والله الذي يستغيث به ويؤمن به المؤمنون خالق القلوب وبيده القلوب (((…
و ما توفيقي إلا بالله- مشرف منتدى مجتهد
- عدد الرسائل : 229
العمر : 55
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 10/02/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى