الأصول بين البدعة و الحقيقة

بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليما

الأصول بين البدعة و الحقيقة
(مقدمة)

أقول أولا "إن الدين عند الله الإسلام" )١٩ سورة آل عمران" ( و من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه و هو في الآخرة من الخاسرين) ١٥آل عمران(. و الإسلام هو التسليم و التسليم هو التصديق بما أخبر الله عباده به و التصديق هو العمل يعني الإنقياد لأمره و نهيه…هذه نسبة الإسلام عن أمير المؤمنين ع…
فالتسليم و التصديق بما أخبر الله به عباده و أراد منهم هو الدين و كل ما سوى ذلك خارج عن الدين فمن تمسك بما أخبر الله في كتابه الذي أتى به و قام به النبي و آله صلوات الله عليهم هو المسلم المسلِّم و من أتى بشيء غير هذا فذاك الذي ابتغى غير الإسلام دينا فلن يقبل منه و هو في الآخرة من الخاسرين…
أتى فقهاء آخر الزمان و العلماء غير العاملين ببدع و اختراعات سموها بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان فسموا بعض الأمور بأصول الدين و خصوها بأحكام و بعضها بفروع الدين وخصوها بأحكام و زعموا و قالوا بما تصف ألسنتهم الكذب أنه من الفرائض أن يعلم كل مسلم أصول دينه و فروعه… و كتبوا كتبا من عند أنفسهم و أيديهم و قالوا هذا من عند الله ثم علموه الأطفال و الشباب حتى أنشؤوهم على ذلك …فصار عندهم و بزعمهم معرفتهما من الأمور التي لا محيص لمسلم عنها !!... و لما كان بناء العوام على التقليد المحض الأعمى يستوحش الكثير منهم عند ظهور الحق "و اذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا و لا يهتدون") ١٢٠ سورة البقرة( " و اذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله و إلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئا و لا يهتدون (١٠٤ سورة المائدة)… فأقول لهم قول أبي إبراهيم عليه السلام "يا قوم إني بريء مما تشركون، إني وجهت وجهت للذي .فطر السماوات و الأرض حنيفا و ما أنا من المشركين" …و أقول "أتحاجونني في الله و قد هداني و لا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شيء علما أفلا تتذكرون. و كيف أخاف ما أشركتم و لا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون"(سورة الأنعام)"…
و من أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله و هو محسن و اتبع ملة إبراهيم حنيفا"( ١٢٥ سورة النساء) …
و أقول هاتوا آية واحدة من الكتاب وأثرا واحدا من الشرع المستطاب بُيِّن فيهما أن أصول الدين ما تذكرونه حتى نسلم لكم فإن لم تأتوا به و لن تأتوا به فاعلموا أنكم ضالون مضلون و على الله و رسوله و آله كاذبون مفترون…بلى أتى هؤلاء العلماء غير العاملين بآيات و أخبار تدل على التوحيد و أخرى تدل على العدل أو المعاد أو النبوة أو الإمامة... و إن هذه أمور كلها من الدين و هذا مسلَّم و إنما المشكلة في كونها أصولا دون غيرها و الباقي فروع !!!...



يتبع...