منتديات أنصار الإمام المهدي ع


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات أنصار الإمام المهدي ع
منتديات أنصار الإمام المهدي ع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

( قرائن صحة الوصية )

اذهب الى الأسفل

( قرائن صحة الوصية ) Empty ( قرائن صحة الوصية )

مُساهمة من طرف النهضة الفاطمية الثلاثاء 18 مارس 2008 - 18:33

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما


القرينة الأولى :-

موافقة رواية الوصية للقرآن الكريم والسنّة الثابتة وهذا كاف في قبولها فقد روي عن أبي عبد الله (ع) قال : ( خطب النبي (ص) بمنى فقال : أيها الناس ما جائكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته وما جائكم يخالف كتاب الله فلم أقله ) الكافي 1 /90.
وكذلك عن أبي عبد الله (ع) قال : ( إذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهداً من كتاب الله أو من قول رسول (ص) وإلا فالذي جائكم به أولى به ) الكافي 1 /89 .
والشاهد الأول والثاني لرواية الوصية من القرآن الكريم هو قوله تعالى : (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ) . وقوله تعالى يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ...) .
فالوصية عند الموت واجبة على كل مسلم بنص القرآن والرسول محمد (ص) لا يقول ما لا يفعل فلا بد أن يكون قد أوصى في ليلة وفاته امتثالاً لقوله تعالى ولا توجد أي رواية غير رواية الوصية تذكر نص وصية رسول الله (ص) ليلة وفاته فهي المصداق الوحيد للآية السابقة الذكر وبإنكار الوصية يحكم على الرسول (ص) بأنه خالف قول الله تعالى ولم يوص عند الموت وحاشاه من ذلك .
والشاهد الثالث من القرآن الكريم قوله تعالى : (لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً) مريم / 87.
وهذا العهد هو الوصية عند الموت وذلك ما نص عليه الإمام الصادق (ع) عندما روى كيفية وصية المسلم عندما تحضره الوفاة وقال عنها (ع) بأنها هي العهد المذكور في هذه الآية من سورة مريم (ع) .
عن ابى عبد الله (ع) قال : قال رسول الله (ص) : (من لم يحسن وصيته عند الموت كان نقصاً في مروءته وعقله قيل : يا رسول الله وكيف يوصي الميت قال : إذا حضرته وفاته واجتمع الناس إليه قال : اللهم فاطر السماوات الارض عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم اللهم انى أعهد اليك في دار الدينا إنى أشهد أن لا اله الا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمداً عبدك ورسولك ...الى أن قال : ثم يوصى بحاجته) وتصديق هذه الوصية في القرآن في السورة التى يذكر فيها مريم في قوله عز وجل : ( لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً ) فهذا عهد الميت والوصية حق على كل مسلم أن يحفظ هذه الوصية ويعلمها وقال أمير المومنين (ع) : علمنيها رسول الله (ص) وقال رسول الله (ص) : علمنيها جبرئيل (ع) ) الكافي 7 / 2ـ3 /الفقيه 4 /188 ، التهذيب 9 /174.
فكيف يمكن للرسول محمد (ص) أن يترك الوصية حين الوفاة في حين أنها العهد الذي به تملك الشفاعة بنص القرآن الكريم فيكون بذلك عاصياً لأمر الله تعالى (وحاشاه) أعاذنا الله من هذا القول الشطط .
وبهذا يثبت بما لا يقبل الشك أن رواية الوصية التي نص فيها الرسول (ص) على الأئمة والمهديين (ع) هي عهد الرسول محمد (ص) لأنها هي التي أملاها حين حضرته الوفاة ولا يوجد غيرها كمابينت ذلك فيما سبق ويكون المشكك بهذه الوصية من أتباع ابليس وقابيل وعمر (أعاذنا الله من ذلك ).
والشاهد الرابع لرواية الوصية من القرآن الكريم هو قوله تعالى : (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ* أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) البقرة 132 ـ 133.
فقوله تعالى ينص على أن نبي الله يعقوب (ع) قد أوصى لبنيه عندما حضرته الوفاة بل حتى نبي الله إبراهيم (ع) ، وهي سنة جارية سار عليها كل الأنبياء (ع) وتبعهم عليها الرسول محمد (ص) والأئمة من بعده (ع) وقد تقدم ذكر وصاياهم عند الممات ولا توجد رواية غير رواية الوصية تذكر نص ما أملاه الرسول محمد (ص) ليلة وفاته كما ذكرت ذلك مراراً فيكون قول الله عز وجل : ( إذ حضر يعقوب الموت ... ) شاهداً لصحة صدور رواية الوصية لأنها تثبت أن الرسول (ص) قد أوصى عندما حضرته الوفاة.
الآيتان ليسا شاهداً على ثبوت الوصية للرسول (ص) ليلة الوفاة فقط بل هما شاهد أيضاً على صحة مضمون الوصية واثبات الذرية للإمام المهدي (ع) وإنها سنة الهية ستجري معه فيوصي لأبناءه عندما تحضره الوفاة كما فعل نبي الله إبراهيم (ع) وكما فعل نبي الله يعقوب (ع) وكما فعل رسول الله (ص) والأئمة من بعده . وهذا المعنى نصت عليه الرواية الآتية في تفسير قوله تعالى ( إذ حضر يعقوب الموت ... ) عن الإمام الباقر (ع) :
عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال : سألته عن تفسير هذه الاية من قول الله (إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ) قال : جرت في القائم عليه السلام ) تفسير العياشي 1 / 61.
أي ان القائم (ع) ستكون له ذرية ويحضرون عنده حين تحضره الوفاة ويقول لهم ما قاله نبي الله يعقوب (ع) لأولاده وهذا يدعم صحة رواية الوصية لأنها تثبت الذرية للقائم (ع) وانه يسلم الوصية والإمامة لابنه أحمد المهدي (ع) والذي هو أول المهديين وأول المؤمنين .
والشاهد الخامس لرواية الوصية من القرآن الكريم هو قوله تعالى : (مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ* فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ) يس49 ـ 50 .
وهذا يعني إن الله تعالى يباغت الكافرين المشركين بالعذاب ولا يمهلهم لكي يوصوا الى أهليهم قبل وفاتهم وطبعاً يعتبر ذلك سوء عاقبة كتبها الله تعالى على الكافرين بما كسبت أيديهم فاضافة الى أنهم يموتون بالعذاب الألهي أيضاً لا يُمكنهم الله تعالى من الوصية عند الموت ومن مات ولم يوص مات ميتة جاهلية فيكونون في ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها وإذا كان عدم الايصاء عند الموت يعتبر سوء عاقبة لمن يبتليه الله بذلك من المنحرفين فلا يمكن أن يُبتلى بذلك المؤمنون وخصوصاً الرسول محمد (ص) الذي هو أفضل الخلق أجمعين فكيف يمكن أن نتوقع أن يموت بلا وصية !!! فيكون بذلك داخلاً في مفهوم قوله تعالى : (فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً... ) ومخالفاً لقوله تعالى : (كتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ ) البقرة180 !!! وحاشاه من كل ذلك .
إذن فالقرآن الكريم يوجب على كل مؤمن أن يوصي إذا حضره الموت وقطعاً ان السبّاق لكل معروف هو الرسول محمد (ص) فلابد أن يكون قد أوصى حين حضرته الوفاة وهذا ما أثبتته رواية الوصية وهو المطلوب .
وقوله تعالى ( فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ ) أي لا يستطيعون توصية حين يحل بهم العذاب أي عندما تحضرهم الوفاة وليس قبل ذلك خلال أيام حياتهم وهذا المعنى واضح من سياق الآية الكريمة لأنها تنفي الوصية عن أولئك المنحرفين عند نزول العذاب بهم وهذا المعنى ما أيده العلماء المتقدمون وغيرهم في تفاسيرهم :
قال علي بن إبراهيم القمي ( رحمه الله ) في تفسيره : ( وقوله ) قال ذلك في آخر الزمان يصاح فيهم صيحة وهم في أسواقهم يتخاصمون فيموتون كلهم في مكانهم لا يرجع أحد منهم إلى منزله ولا يوصي بوصية وذلك قوله (فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ) تفسير القمي 2 / 215.
وقال الشيخ الطوسي (رحمه الله ) في التبيان : ( [فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً] أي لا يقدر بعضهم على أن يوصي إلى بعض [وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ] أي لا يردون إلى أهلهم فيوصون إليهم ) التبيان 8 / 464.
وقال العلامة المجلسي (رحمه الله ) في بحاره : ( وقيل : وهم يختصمون هل ينزل بهم العذاب أم لا ( فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً ) يعني إن الساعة إذا أخذتهم بغتة لم يقدروا على الايصاء بشئ ( وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ ) أي ولا إلى منازلهم يرجعون من الاسواق وهذا إخبار عما يلقونه في النفخة الاولى عند قيام الساعة ) بحار الأنوار6 /320.
وقال المجلسي أيضاً : ( قوله : ( وَيَقُولُونَ مَتَى هَـذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) إلى قوله : ( يَخِصِّمُونَ ) قال : ذلك في آخر الزمان يصاح فيهم صيحة وهم في أسواقهم يتخاصمون فيموتون كلهم في مكانهم لا يرجع أحد منهم إلى منزله ولا يوصي بوصية وذلك قوله : ( فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ ) بحار الأنوارج 6 / 323.
وشاهد الوصية السادس من القرآن والسنّة الصحيحة هو ما أكد عليه الثقلان من أن الإمامة في الأعقاب وأعقاب الأعقاب إلى يوم القيامة أي أنها في ذرية الأئمة واحداً بعد واحد إلى يوم القيامة وعالم الرجعة يعتبر من مقدمات يوم القيامة كما أشارت كثير من الآيات والروايات بأنه يرجع إلى الدنيا من محض الكفر ليقتص منه من محض الإيمان فهو إذاً غالباً عالم حساب يمارسه الأئمة (ع) كالإمام الحسين والإمام علي (ع) الرسول (ع) ، كما نطقت الروايات برجوعهم في عالم الرجعة .
قال تعالى : (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) آل عمران34 وقال تعالى : (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ) وقال تعالى وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ) .
عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل : (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ) ما هذه الكلمات قال : هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب الله عليه وهو أنه قال : " أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت على " فتاب الله عليه إنه هو التواب الرحيم . فقلت له : يا ابن رسول الله فما يعني عزوجل بقوله " فَأَتَمَّهُنَّ " قال : يعني فأتمهن إلى القائم اثني عشر إماما تسعة من ولد الحسين عليهم السلام . قال المفضل : فقلت : يا ابن رسول الله فأخبرني عن قول الله عزوجل : (وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ) قال : يعني بذلك الامامة جعلها الله تعالى في عقب الحسين إلى يوم القيامة ) كمال الدين وتمام النعمة ص 358.
فأولاً بيّن الأئمة إلى القائم (ع) ثم فسر قوله تعالى : (وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ) بأنها الإمامة في ذرية الحسين إلى يوم القيامة فهي تشير إلى المهديين من ذرية القائم (ع) وإن الإمامة ستستمر بعد الإمام المهدي (ع) إلى يوم القيامة ومن ذرية الإمام الحسين (ع) أي من ذرية القائم (ع) كما نصت عليه كثير من الروايات .
وقد فسر أهل البيت (ع) قوله تعالى (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) قالوا : ( هي الإمامة في الأعقاب وأعقاب الأعقاب إلى يوم القيامة ) .
فتكررت كلمة (الأعقاب) مرتين وهذا فيه اشارة إلى مرور الإمامة في عقب الحسين (ع) بمرحلتين وهي الإمامة والهداية أي الأئمة والمهديين (ع) ، وإلا فكلمة (الأعقاب) مرة واحدة تكفي لإنطباقها على ذرية الحسين ولا حاجة لتكرارها مرتين ، كما سبق بيانه .
وعلى أي حال فمادام أنه قد ثبت وجود خلفاء للإمام المهدي (ع) من خلال الروايات المتواترة فلابد أن يكونوا هولاء الخلفاء من ذريته (ع) لقوله تعالى : (وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ) أي في عقب الحسين إلى يوم القيامة من والد إلى ولد وهكذا وقوله تعالى : (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) وقوله تعالى : (وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ) .
وبما ان الوصية تثبت أن الإمامة بعد الإمام المهدي (ع) لذريته المهديين (ع) فهي إذاً موافقة للقرآن الكريم ، وهذه قرينة قطعية على صحتها كما صرحت بذلك الروايات الواردة عن أهل البيت كما مر ذكرها . وكذلك ذكر ذلك الحر العاملي في خاتمة الوسائل 94 حيث قال : ( ومنها (أي من القرائن القطعية) كونه موافقاً للقرآن لما عرفت في القضاء من النص المتعدد والمراد الآيات الواضحة الدلالة أو المعلوم تفسيرها عنهم (ع) ) .

القرينة الثانية :-

صرح بعض العلماء المحققين بصحة وإعتبار رواية الوصية منهم الشيخ الطوسي (رحمه الله ) حيث استدل بها على إمامة الأئمة ووصفها بالصحة ضمناً مع الروايات التي نقلها عن طرق الخاصة إذ قال: ( أما الذي يدل على صحتها فإن الشيعة يروونها على وجه التواتر خلفاً عن سلف وطريقة تصحيح ذلك موجودة في كتب الإمامية في النصوص على أمير المؤمنين (ع) والطريقة واحدة ) غيبة الطوسي ص111.
ومنهم الميرزا النوري في النجم الثاقب 2 / 71 عند إستدلاله على ثبوت الذرية للإمام المهدي (ع) حيث قال : ( روى الشيخ الطوسي بسند معتبر عن الإمام الصادق (ع) خبراً ذكرت فيه بعض وصايا رسول الله (ص) لأمير المؤمنين (ع) في الليلة التي كانت فيها وفاته ومن فقراتها إنه قال : ( فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى إبنه أول المقربين .... إلى آخره ) .
ومنهم السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (رحمه الله) في تاريخ مابعد الظهور 644 عند مناقشته لحكم الأولياء الصالحين (المهديين) وروايات الرجعة فقال : (...وأما من زاوية كفاية روايات الأولياء للإثبات التاريخي فهو واضح طبقاً لمنهجنا في هذا التاريخ لأنها متكثرة ومتعاضدة وذات مدلول متشابه إلى حد بعيد ... ونحن حين نجد أن أخبار الرجعة غير قابلة للإثبات كما عرفنا ونجد ان أخبار الأولياء قابلة للإثبات كما سمعنا لا محيص لنا عن الأخذ بمدلول أخبار الأولياء بطبيعة الحال ... ) . وقد ذكر الشهيد الصدر (ره) رواية الوصية في الصفحة ص640 من الكتاب المشار إليه فيكون كلامه السابق شاملاً لها .
وهذه قرينة واضحة وصريحة على صحة رواية الوصية إذ أن الشيخ الطوسي غني عن التعريف بعلميته وبراعته ودقته في تتبع الأحاديث وتمييز غثها من سمينها الميرزا النوري (ره) الذي صرح بإعتبارها يعد من المحدثين ومن أكبر علماء الشيعة ومن علماء الدراية والرجال وأما حال السيد الشهيد الصدر فهو غني عن التعريف والواقع يشهد له بالعلم والعمل . وخصوصاً ان كتابه (موسوعة الإمام المهدي (ع) ) يعد من أفضل ما كتب في قضية الإمام المهدي (ع). وما بعد الحق إلا الضلال المبين .

القرينة الثالثة :-

وجود عدة روايات متواترة تنص على ذكر المهديين من ذرية القائم (ع) وهي قرينة واضحة على صحة مضمون رواية الوصية وقد بلغت تلك الروايات حد التواتر وقد أوصلها الأستاذ ضياء الزيدي إلى أكثر من ثلاثين رواية في كتابه (المهديين في حديث اهل البيت (ع)) فليراجع وقد ذكرت الكثير منها فيما سبق من هذا الكتاب فلا حاجة للاعادة .
وهذه الروايات والأدعية كلها قرائن تفيد القطع بصحة مضمون رواية وصية رسول الله (ع) بالأئمة والمهديين من ذرية الإمام المهدي (ع) بل صرح المحققون في علم الرجال والدراية بأن الرواية إذا كانت ضعيفة سنداً وعضدتها رواية أو روايتان صحيحتا السند وبنفس المعنى وجب الأخذ بالرواية الضعيفة لوجود القرينة الدالة على صحتها من الخارج لأن ضعف السند لا يدل على عدم صدور الرواية من المعصوم وهذا متسالم عليه .
فربما تكون الرواية ضعيفة سنداً بأحد الرواة ولكن يجب العمل بها لأنها مثلاً وردت في أحد الكتب المعتبرة المحكوم بصحتها بسبب عرضها على الأئمة (ع) كالأصول الأربعمائة أو لوثاقة مؤلفيها وشهادتهم بأنهم لايرون إلاعن ثقة كتفسير القمي وكتاب كامل الزيارات لإبن قولوية وغيرها من الامور المصححة لسند الرواية حتى لو كانت ضعيفة أو مرسلة ومن شاء التأكد فليراجع كتب الرجال والدراية مثل (معجم رجال الحديث ) للمحقق الخوئي والدراية لزين الدين العاملي وغيرها .
هذا مع العلم أن سند الوصية معتبر ولا يوجد فيه مجروح أصلاً فبانضمام هذه القرائن المتعددة إليه تكون الرواية قطيعة الصدور بل يكفي لذلك قرينة أو قرينتان فقط كما ذكر ذلك الحر العاملي مؤلف وسائل الشيعة في خاتمة الوسائل ومن شاء فليراجع ( الوسائل ـ الخاتمة ص95 ) ولكني سأكثر من ذكر القرائن لأقامة الحجة على كل معاند منكر لأحاديث الرسول (ص) وعترته الطاهرة .
وأما الذين خلقوا من فاضل طينة أهل البيت فهم بمجرد سماعهم لحديثهم تطمئن قلوبهم وتقشعر جلودهم وتدمع أعينهم لأنه لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

تابع تكملة الموضوع.
النهضة الفاطمية
النهضة الفاطمية
انصاري
انصاري

عدد الرسائل : 244
العمر : 35
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

( قرائن صحة الوصية ) Empty رد: ( قرائن صحة الوصية )

مُساهمة من طرف النهضة الفاطمية الثلاثاء 18 مارس 2008 - 18:35

هذه تكملة الموضوع

القرينة الرابعة :-

عدم وجود أي رواية تعارض مضمون وصية الرسول الله (ص) وهذا دليل على أنها صحيحة الصدور عن رسول الله (ص) لأنها لو لم تكن صحيحة لوجد لها معارض من روايات أهل البيت (ع) ولردها علماء الشيعة المتقدمون أو المتأخرون الذين لم يتركوا رواية غريبة أو موضوعة كذباً على أهل البيت (ع) إلا أخرجوها ونبهوا عليها قد أفنوا أعمارهم في هذا المجال كالشيخ الصدوق (ره) ورئيس الطائفة الشيخ الطوسي (ره) والشيخ المفيد (ره) وغيرهم من العلماء والمحققين الذين نقلوا (الوصية) أو روايات المهديين في كتبهم المعتبرة كغيبة الشيخ الطوسي وكمال الدين للشيخ الصدوق .
وقد صرح الحرالعاملي بأن عدم وجود معارض للرواية يكون قرينة على صحتها وإليكم كلامه نصاً: ( عدم وجود معارض فإن ذلك قرينة واضحة وقد ذكر الشيخ إنه يكون مجمعاً عليه لأنه لولا ذلك لنقلوا له معارضاً صرح بذلك في مواضع : منها أول الأستبصار وقد نقله الشهيد في الذكرى عن الصدوق في المقنع وارتضاه ) وسائل الشيعة ـ الخاتمة ـ ص95 .
وقد توهم البعض أن الرواية التي تقول بأن الإمام الذي يخرج عليه الحسين ابن علي (ع) في الرجعة لا عقب له توهموا بأنها تعارض روايات ذرية الإمام المهدي (ع) وقد تم مناقشة هذه الرواية في هذا البحث فراجع .

القرينة الخامسة :-

قد صرح الكثير من العلماء بأن الحكم بعد الإمام المهدي (ع) لخلفائه المهديين من ذريته أو وجود الذرية وهذا هو مانصت عليه وصية رسول الله (ص) فيعتبر ذلك قرينة على صحة مضمون الوصية وانها غير مخالفة لعقيدة الشيعة .ومن هؤلاء العلماء المحققين :ـ
1 - السيد المرتضى (رحمه الله ) قال تعليقاً على رواية (... القائم والقوام من بعده ...) قال : (إنا لانقطع بزوال التكليف عند موت المهدي (ع) بل يجوز أن يبقى بعده أئمة يقومون بحفظ الدين ومصالح أهله ولايخرجنا ذلك عن التسمية بالإثني عشري لأنا كلفنا أن نعلم إمامتهم وقد بيّنا ذلك بياناً شافياً فانفردنا بذلك عن غيرنا ) بحار الأنوار 53 /148 .
والسيد المرتضى (رحمه الله ) من أكابر علمائنا المتقدمين ويكيفه فخراً أنه تلميذ الشيخ المفيد (رحمه الله ) وكل الشيعة تشهد له بالعلم والفضل.
2ـ الشيخ الكفعمي في المصباح حسب ما نقله عنه الميرزا النوري والعلامة المجلسي واليك ما نقله الميرزا النوري قال : ( قال الشيخ الكفعمي في مصباحه : [ روى يونس بن عبد الرحمن عن الرضا (ع) انه كان يأمر بالدعاء لصاحب الأمر (ع) بهذا الدعاء : اللهم ادفع عن وليك ...الى آخره ] وانه ذكر في آخره : [ اللهم صلِ على ولاة عهده والأئمة من بعده ...] الى آخر ما تقدم قريب منه . وقال ( الكفعمي) في الحاشية : [ أي صل عليه أولا ثم صل عليهم ثانيا من بعد أن تصلي عليه ويريد بالائمة من بعده أولاده لانهم علماء أشراف والعالم إمام من اقتدى به ويدل عليه قوله : والأئمة من ولده في الدعاء المروي عن المهدي عليه السلام ) النجم الثاقب 2 /72 / البحار 99 / 125.
3ـ السيد علي بن طاووس (رحمه الله ) في جمال الأسبوع قال معلقاً على ذكر الصلاة على ذرية الإمام المهدي (ع) في بعض الأدعية : ( وقد تضمن هذا الدعاء قوله عليه السلام : [ اللهم صل على ولاة عهده والأئمة من بعده ] ولعل المراد بذلك أن الصلوة على الأئمة يرتبهم في أيامه للصلوة بالعباد في البلاد والأئمة في الأحكام في تلك الأيام وان الصلوة عليهم تكون بعد ذكر الصلوة عليه صلوات الله عليه بدليل قوله : [ ولاة عهده ] لأن ولاة العهود يكونون في الحيوة فكأن المراد : اللهم صل بعد الصلوة عليه على ولاة عهده والأئمة من بعده . وقد تقدم في الرواية عن مولانا الرضا عليه السلام : [ والأئمة من ولده ] ولعل هذه قد كانت : [ صل على ولاة عهده والأئمة من ولده ] فقد وجدت ذلك كما ذكرناه في نسخة غير ما رويناه وقد روى إنهم من أبرار العباد في حياته ووجدت رواية متصلة الإسناد بأن للمهدي صلوات الله عليه أولاد جماعة ولاة في أطراف بلاد البحار على غاية عظيمة من صفات الأبرار ... ) جمال الأسبوع ص310.
4 - الميرزا النوري صاحب مستدرك الوسائل ذكر في النجم الثاقب اثنا عشر دليلاً ، على إثبات ذرية الإمام المهدي (ع) ومنها رواية الوصية وقال عنها بأنها معتبرة السند والكلام طويل قد ذكرته في (الرد الحاسم على منكري ذرية القائم ) فمن شاء فليراجع.
5 - الشهيد السيد محمد باقر الصدر (رحمه الله ) فقد نقل عنه في كتاب (المجتمع الفرعوني ) والذي هو عبارة عن تقرير محاضرات ألقاها الشهيد الصدر قال : (... فالمهدي (ع) سوف يدمر كل أسباب الفساد والانحراف وعلى رأسها الظلم والجور ويؤسس مجتمع القسط والعدل ويرسم له مناهجه في جميع مجالات الحياة الإنسانية ثم يأتي بعده أثني عشر خليفة يسيرون في الناس وفق تلك المناهج التي وضعت تحت اشراف الحجة المهدي (ع) وخلال فترة ولاية الأثني عشر خليفة يكون المجتمع في سير حثيث نحو التكامل والرقي ويكون الإنسان بمستوى من العلم والأخلاق ما لا يحتاج إلى رقيب غير الله تعالى وعند ذلك يتحقق البلاغ بوراثة الصالحين الأرض قال تعالى (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ) ) المجتمع الفرعوني ص175 الباب الرابع الفصل الثالث .
6 - الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر (ره) فقد استدل في (تاريخ ما بعد الظهور) على ثبوت حكم ذرية الإمام المهدي (ع) بعده ورجح روايات حكم ذرية الإمام المهدي (ع) على روايات الرجعة ولكننا نقول بعدم التعارض لأنه لامانع من حكم المهديين بعد الإمام المهدي (ع) وبعدهم تكون الرجعة .
وقد ذكر السيد الصدر (ره) كلاماً طويلاً في هذا الموضوع ننقل جزءاً منه للاختصار قال : (... ومن هنا سيقوم الإمام المهدي (ع) بتعيين ولي عهده أو خليفته خلال حياته وربما في العام الأخير، ليكون هو الرئيس الأعلى للدولة العالمية العادلة بعده والحاكم الأول لفترة حكم الأولياء الصالحين .
وبالرغم من أن هذا الحاكم الأول قد يكون هو أفضل من الأحد عشر الآتين بعده بإعتبار انه نتيجة تربية الإمام المهدي (ع) شخصياً والمعاصر لأقواله وأفعاله وأساليبه بخلاف من يأتي بعده من الحاكمين . بالرغم من ذلك فإنه سيفرق فرقاً كبيراً عن المهدي (ع) نفسه إلى حد يصدق ( إنه لا خير في الحياة بعده ) ... إلى أن يقول: ... نعم لاشك أن الإمام المهدي (ع) قبل وفاته قد أكد وشدد بإعلانات عالمية متكررة على ضرورة إطاعة خليفته وعلى ترسيخ (حكم الإولياء الصالحين) في الأذهان ترسيخاً عميقاً إلا أن البشرية حيث لا تكون بالغة درجة الكمال المطلوب فإنها ستكون مظنة العصيان والتمرد في أكثر من مجال ... ) تاريخ مابعد الظهور ص646 .
7 - الشيخ علي النمازي صاحب كتاب مستدرك سفينة البحار قال معلقاً على أحد الروايات التي تنص على ذرية الإمام المهدي (ع) : ( هذا مبيّن للمراد من رواية أبي حمزة ورواية منتخب البصائر ولا إشكال فيه وغيرها مما دل على ان بعد الإمام القائم (ع) إثني عشر مهدياً وإنهم المهديون من أوصياء القائم والقوام بأمره كي لا يخلو الزمان من حجة ) مستدرك سفينة البحار 10 /517 .
8 - الشيخ علي الكوراني قال في كتابه عصر الظهور : ( والاعتقاد بالرجعة وأن لم يكن من ضروريات الإسلام ولا من ضروريات مذهب التشيع بمعنى إن عدم الاعتقاد بها لا يخرج الإنسان من مذهب أهل البيت (ع) ولا عن الإسلام . ولكن أحاديثها تبلغ من الكثرة الوثاقة ما يوجب الاعتقاد بها .
ويذكر بعضها ان الرجعة تبدأ بعد حكم المهدي (ع) وحكم أحد عشر مهدياً بعده ففي غيبة الطوسي ص299 عن الإمام الصادق (ع) قال : (إن منّا بعد القائم أحد عشر مهدياً من ولد الحسين (ع)...) عصر الظهور ص332 .

القرينة السادسة :-

نقلها كبار العلماء المتقدمين والمتأخرين في كتبهم المعتمدة وأهمها كتاب (الغيبة) لرئيس الطائفة المحقق المدقق الخبير بالرجال الشيخ الطوسي (رحمه لله) وقد نقلها للاستدلال بها على إن الأئمة اثنا عشر (ع) فإذا كانت غير ثابتة فكيف يحتج بها ! وكيف يخفى على مثل الشيخ الطوسي حالها وهو صاحب القول الفصل في علم الرجال وقد صنف كتباً كثيرة في هذا المجال منها (الفهرست) (رجال الطوسي) وهي الآن مصادر الشيعة في علم الرجال .
وقد ذكر الحر العاملي في وسائل الشيعة (الخاتمة) إن من القرائن على صحة الرواية هو ذكرها في كتاب معتمد إذ قال : ( ومنها كون الحديث موجوداً في كتاب من كتب الأصول المجمع عليها أو في كتاب أحد الثقاة لما أشرنا إليه من النصوص المتواترة ... ولا يخفى أن إثبات الحديث في الكتاب يقتضي زيادة الاعتماد ...) وهذا حتى لو كان سند الحديث مرسلاً ، أو ضعيفاً فربما كان الحديث مرسل أو منقول عن غير الثقة ولكنه معلوم الصدور عن الأئمة (ع) من قرائن أخرى إستند إليها القدماء عندما ألفوا كتبهم .
ومن المعلوم أن كتاب (الغيبة) للشيخ الطوسي يعتبر من الطبقة الأولى في وثاقة النقل كما نص على ذلك الحر العاملي في خاتمة الوسائل 46 ومؤلفه غني عن التعريف بالوثاقة فهو رئيس الطائفة وزعيمها وكان أقرب من غيره إلى عهد الأئمة (ع) وكانت كتب الحديث (الأصول الأربعمائة ) متوفرة وجلها لديه وقد نقل وصية رسول الله (ص) في كتابه هذا وهذا دليل كافٍ في اعتبارها وصحة الاعتماد عليها .
والظاهر إنه نقل رواية الوصية من أصل البزوفري الثقة المأمون الجليل لأنه كان من أصحاب الأصول (الأربعمائة) وقد صرح الشيخ الطوسي في كتبه بأنه يبتدأ في سند الرواية بالراوي الذي نقل الحديث من أصله أو من كتابه ثم يذكر طريقه إليه في المشيخة وقد ابتدأ الشيخ الطوسي في سند رواية الوصية بالبزوفري وذكر طريقه إليه في بعض كتبه وهو : أحمد بن عبدون والغضائري وهما من الثقاة وبذلك تكون رواية الوصية منقولة من أحد الأصول الأربعمائة المعتبرة وخصوصاً إذا لاحظنا جلالة البزوفري ووثاقته وقد قيل بأنه كان من وكلاء الإمام المهدي (ع) في الغيبة الصغرى نقل ذلك الشهيد الصدر في موسوعته وللاطلاع على ذلك أكثر راجع كتاب ( دفاعاً عن الوصية ) أحد إصدارات أنصار الإمام المهدي وبعد ذلك تكون رواية الوصية معتبرة بغض النظر عن وثاقة رجال سندها.

القرينة السابعة :-

وهي ما منّ به الله تعالى على أنصار الإمام المهدي (ع) من شهادته تعالى بصحة الوصية وصدورها من فم رسول الله (ع) قال تعالى : (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ...) وقال تعالى : (كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) فقد علّمنا السيد أحمد الحسن وصي ورسول الإمام المهدي (ع) عندما تشتبه علينا الأمور وتنقطع بنا السبل أن نرجع إلى الله تعالى دليل المتحيرين ودليل من لا دليل له .
فقد رأى أنصار الإمام المهدي (ع) مئات المنامات الصادقة بالرسول (ص) وفاطمة الزهراء (ع) والأئمة المعصومين (ع) وقد بيّن الرسول (ص) وعترته الطاهرة في هذه المنامات إن السيد أحمد الحسن من ذرية الإمام المهدي (ع) وهو وصيه ورسوله إلى الناس كافة وهذا وحده كافٍ لإثبات الوصية وانطباقها على صاحبها السيد أحمد الحسن والمهديين من ذرية الإمام المهدي (ع) .
فنكتفي بشهادة الله تعالى وبعدها لا حاجة لنا بشهادة النجاشي ولا الكشي ولا الطوسي ولا غيرهم من علماء الرجال (رحمهم الله تعالى) .
فمن استهزأ بالرؤيا وحجيتها فأقول له : ليس هنا محل نقاش هذا الموضوع ولكن أشير إليه باختصار :-
1 ـ أن الله مدح المصدقين بالرؤيا في القرآن الكريم ( ... وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا...) وعن مريم (ع) : (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ) . وقـد ذم الله تعالى المكذبيـن للرؤيا وهـم ملأ فرعون : (قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلامِ بِعَالِمِينَ ) .
2 ـ قد وردت عشرات الروايات التي تؤكد حجية الرؤيا وإن الأئمة (ع) لا يتمثل بهم الشيطان منها عن الرسول محمد (ص) : ( من رآني في منامه فقد رآني لأن الشيطان لا يتمثل في صورتي ولا في صورة أحد من أوصيائي ولا في صورة أحد من شيعتهم وإن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءاً من النبّوة ) من لا يحضره الفقيه 3585 / بحار الأنوارج49/284/ دار السلام 4/272 .
وهاك تدبر في هذه الرواية الشريفة التي تخص هذه القرينة وتبين حجية الرؤيا حتى في السند وان كلام المعصوم في المنام ككلامه في اليقظة :
عن أحمد بن يحيى الاودي قال : حدثنا مخول ابن إبراهيم عن الربيع بن المنذر عن أبيه عن الحسين بن علي عليهما السلام قال: ( ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة أو دمعت عيناه فينا دمعة إلا بوأه الله بها في الجنة حقبا . قال أحمد بن يحيى الاودي : فرأيت الحسين بن علي عليهما السلام في المنام فقلت : حدثني مخول بن إبراهيم عن الربيع بن المنذر عن أبيه عنك أنك قلت : ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة أو دمعت عيناه فينا دمعة إلا بوأه الله بها في الجنة حقبا قال : نعم قلت : سقط الإسناد بيني وبينك ) الأمالي للشيخ المفيد 340ـ341.
3 ـ وأن سيرة المتشرعة في عصر الأئمة (ع) وعلمائنا المخلصين هي اعتبار الرؤيا وخصوصاً بالمعصوم والامتثال لها والكلام طويل لا يسعني استقصاؤه وهو غريب عن أصل الكتاب فمن أراد الزيادة فليراجع كتاب (فصل الخطاب) للأستاذ أحمد الحطاب أحد إصدارات أنصار الإمام المهدي (ع) ففيه الكفاية لمن طلب الحق .
وأقول للذي ينكر حجية الرؤيا كما قال تعالى : (قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) فأتونا بمثل ما جئناكم به من القرآن والروايات والسيرة فإن لم تأتوا ولن تأتوا فاعلموا أنكم في ضلال . هداكم الله لكل خير فهو يهدي من يشاء ويضل من يشاء . والحمد لله الذي هدانا
النهضة الفاطمية
النهضة الفاطمية
انصاري
انصاري

عدد الرسائل : 244
العمر : 35
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى