حوارية نشرت في موقع صحيفة الغد
صفحة 1 من اصل 1
حوارية نشرت في موقع صحيفة الغد
نشر موقع
صحيفة الغد
الأثنين 19 رمضان 1428 هـ 1 تشرين أول 2007م
http://www.alghad.jo/?article=5610
مقالة
تحت عنوان
استراتيجية بوش ومجزرة "جند السماء"
2/2/2007
ما حدث في المزارع قرب النجف يبدو مجزرة اكثر منه معركة. لم نكن نعلم شيئا عن "جند السماء" وجماعة الإمام المهدي المنتظر حتى وقوع المعركة – المجزرة، التي قيل إن زعيم الجماعة قتل فيها، وقيل إن اسمه احمد حسن الصرخي، ثم جرى تصحيح المعلومة بأنه أحمد الحسن، "اليماني الموعود ورسول المهدي المنتظر" وفق تسمية انصاره، وهو غير رجل الدين آية الله أحمد حسن الصرخي.
أول من أمس صدر بيان عن الجماعة مليء بالتظلم، ويسترجع سيرة الإمام الحسين وما لحق به وبآل البيت من مظالم "تتوالى الآن وبدون أي إنصاف على أنصار الإمام المهدي (ع) التابعين للسيد أحمد الحسن وصي ورسول الإمام المهدي (ع) واليمانيّ الموعود". ويقول البيان: "إنّ جميع حسينيات ومدارس أنصار الإمام المهدي (ع) المنتشرة في محافظات العراق، وجميع الأنصار في دول العالم لم يصدر منهم أي اعتداء على أيّ جهة أو طائفة إسلامية أو غير إسلامية، وإنّما هم جهة عقائدية تدعو الناس لنصرة الإمام المهدي (ع) وتبشّر بقرب ظهوره المقدس". ويشكو البيان أن أنصارهم "قد تمّ اعتقالهم عدة مرّات وتعذيبهم من دون رحمة لا لجرم اقترفوه ولا لذنب فعلوه إلا لأنّهم يدعون الناس إلى الإيمان برسول الإمام المهدي (ع) السيد أحمد الحسن. كما عمدوا إلى هدم الحسينيات والمدارس الدينية التابعة لأنصار الإمام المهدي (ع)، ومنها حسينية النجف، ونهب ممتلكاتها وإحراقها بالنار. واعتقلوا من كان فيها من طلبة العلم، وعددا من الشخصيات الدينية المعروفة في النجف الأشرف، وعلى رأسهم عالم الدين السيد حسن الحمامي نجل المرجع الديني الراحل السيد محمد علي الموسوي الحمامي".
من الواضح اننا أمام صراع شيعي– شيعي كما يرى مراسل أسوشيتدبرس هناك، روبرت ريد. وللدقة، فهي حملات تصفية من الأطراف الشيعية الثلاثة الحاكمة (المجلس الأعلى، وحزب الدعوة، والتيار الصدري) ضدّ الفئات الشيعية المستقلّة الأخرى، ما ينبئ بشكل الهيمنة المطلقة التي ستفرض على الشارع الشيعي العراقي الذي ستتقاسمه القوى الحاكمة المعتمدة (ايرانيا!).
واذا كان الأمر كذلك، فما شأن القوات الأميركية بالمعركة؛ وهي التي (وفق استراتيجية بوش الجديدة) لا تريد التفاهم مع ايران، بل التصدّي لها في العراق، وفق أحدث تصريحات نيغروبونتي الذي سيذهب إلى موقع مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، وساترفيلد مساعد الوزيرة لشؤون العراق؟
بحسب الروايات، فقد التحقت القوات الأميركية بالقوّة العراقية التي أُرسلت، وتدخلت طائرات "تورنادو" و"أف 16" بكثافة قصف لم يحدث منذ معركة الفلّوجة، مما يوحي أن الأميركيين خاضوا معركة لمصلحة الائتلاف الشيعي الحاكم من دون صلة ومعرفة، سوى ان المستهدفين مسلحون خارجون على القانون. لكن الاعلانات الرسمية اضافت ما هو مناسب من ادّعاءات أمام الأميركيين، بأن بين المسلحين من ينتمون إلى القاعدة وانصار صدّام والبعث، وأنهم كانوا يحضّرون لاغتيال مراجع دينية في النجف بمناسبة يوم عاشوراء.
لكن ما نقل في وقته من وقائع على لسان مسؤولين محليين يعطي صورة مختلفة تماما، وان كانت لا تزيل الغموض الذي يحيط بهذه المجزرة التي يجب ان تظهر جهات دولية تطلب وتصرّ على التحقيق فيها؛ إذ يبدو أن فئة دينية (قديمة أو مستحدثة) كانت ضحية هجمة ابادة وتشتيت شنعاء، حتى لو كان لها ذراع مسلح.
نائب محافظ النجف، وهو ينقل ما يرى من الميدان، قال: "الى جانبي عدد كبير من الاسرى يتجاوز المئات، بالاضافة الى عدد كبير من القتلى أيضا يتجاوز المئات". وبحسب الرواية الرسمية، فقد بلغ عدد القتلى بين 200 الى 300 شخص، فيما أكد مصدر في لواء ذي الفقار أن القتلى "أكثر من ذلك بكثير"، وقال "إنه تم اعتقال 50 مسلحاً، واحتجاز النساء والأطفال المغرر بهم". واكتفى الناطق الأميركي بالتأكيد ان العملية كانت عراقية بامتياز، وان "في المكان عائلات، وهؤلاء الناس (القتلى والاسرى) غرر بهم ونقوم الآن بإخلائهم إلى مواقع أخرى وإخلاء الموتى والأسرى لإكمال التحقيقات". وهذه العبارة الأخيرة التي يأخذ فيها الأميركي بمقولة التغرير -التي تشير في الواقع الى تغرير ديني!- تدلّ على ان المكان لم يكن معسكرا فقط، بل مجمعا لعائلات هذه الطائفة التي تتعدد الروايات عنها. وبحسب شهود، فقد اشترى زعيمهم مزارع في المنطقة، واقاموا فيها وعملوا سواتر ترابية حولها. وهنالك رواية أخرى نقلها شهود عن عشائر الحواتم المقيمة في المنطقة، أفادت بقتل زعيم قبلي من العشيرة، ما دفع أبناءها الى التجمع للانتقام من قوات الشرطة، واختلقت السلطات قصّة المهدي الدجّال. وقد يكون الزعيم المعني على علاقة بالجماعة التي قيل ان عددها هناك يناهز الفي شخص.
أول تطبيق للخطّة الأمنية كان الهجوم على شارع حيفا حيث تتواجد قوى مسلحة سنّية، والثاني على اطراف النجف مع خوارج شيعة، فيما ميليشيا الصدر المفترض أنها المستهدفة سابقا قد دخلت في تفاهم جديد مع حلفائها في الائتلاف الحاكم. وعلى هذا، فان قوات بوش الاضافية لن تكون، وقد لا تستطيع أن تكون من دون تغيير سياسي "استراتيجي" أكثر من اداة غبية بيد نفس الائتلاف الشيعي الحاكم حاليا.
جميل النمري
jamil.nimri@alghad.jo
صحيفة الغد
الأثنين 19 رمضان 1428 هـ 1 تشرين أول 2007م
http://www.alghad.jo/?article=5610
مقالة
تحت عنوان
استراتيجية بوش ومجزرة "جند السماء"
2/2/2007
ما حدث في المزارع قرب النجف يبدو مجزرة اكثر منه معركة. لم نكن نعلم شيئا عن "جند السماء" وجماعة الإمام المهدي المنتظر حتى وقوع المعركة – المجزرة، التي قيل إن زعيم الجماعة قتل فيها، وقيل إن اسمه احمد حسن الصرخي، ثم جرى تصحيح المعلومة بأنه أحمد الحسن، "اليماني الموعود ورسول المهدي المنتظر" وفق تسمية انصاره، وهو غير رجل الدين آية الله أحمد حسن الصرخي.
أول من أمس صدر بيان عن الجماعة مليء بالتظلم، ويسترجع سيرة الإمام الحسين وما لحق به وبآل البيت من مظالم "تتوالى الآن وبدون أي إنصاف على أنصار الإمام المهدي (ع) التابعين للسيد أحمد الحسن وصي ورسول الإمام المهدي (ع) واليمانيّ الموعود". ويقول البيان: "إنّ جميع حسينيات ومدارس أنصار الإمام المهدي (ع) المنتشرة في محافظات العراق، وجميع الأنصار في دول العالم لم يصدر منهم أي اعتداء على أيّ جهة أو طائفة إسلامية أو غير إسلامية، وإنّما هم جهة عقائدية تدعو الناس لنصرة الإمام المهدي (ع) وتبشّر بقرب ظهوره المقدس". ويشكو البيان أن أنصارهم "قد تمّ اعتقالهم عدة مرّات وتعذيبهم من دون رحمة لا لجرم اقترفوه ولا لذنب فعلوه إلا لأنّهم يدعون الناس إلى الإيمان برسول الإمام المهدي (ع) السيد أحمد الحسن. كما عمدوا إلى هدم الحسينيات والمدارس الدينية التابعة لأنصار الإمام المهدي (ع)، ومنها حسينية النجف، ونهب ممتلكاتها وإحراقها بالنار. واعتقلوا من كان فيها من طلبة العلم، وعددا من الشخصيات الدينية المعروفة في النجف الأشرف، وعلى رأسهم عالم الدين السيد حسن الحمامي نجل المرجع الديني الراحل السيد محمد علي الموسوي الحمامي".
من الواضح اننا أمام صراع شيعي– شيعي كما يرى مراسل أسوشيتدبرس هناك، روبرت ريد. وللدقة، فهي حملات تصفية من الأطراف الشيعية الثلاثة الحاكمة (المجلس الأعلى، وحزب الدعوة، والتيار الصدري) ضدّ الفئات الشيعية المستقلّة الأخرى، ما ينبئ بشكل الهيمنة المطلقة التي ستفرض على الشارع الشيعي العراقي الذي ستتقاسمه القوى الحاكمة المعتمدة (ايرانيا!).
واذا كان الأمر كذلك، فما شأن القوات الأميركية بالمعركة؛ وهي التي (وفق استراتيجية بوش الجديدة) لا تريد التفاهم مع ايران، بل التصدّي لها في العراق، وفق أحدث تصريحات نيغروبونتي الذي سيذهب إلى موقع مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، وساترفيلد مساعد الوزيرة لشؤون العراق؟
بحسب الروايات، فقد التحقت القوات الأميركية بالقوّة العراقية التي أُرسلت، وتدخلت طائرات "تورنادو" و"أف 16" بكثافة قصف لم يحدث منذ معركة الفلّوجة، مما يوحي أن الأميركيين خاضوا معركة لمصلحة الائتلاف الشيعي الحاكم من دون صلة ومعرفة، سوى ان المستهدفين مسلحون خارجون على القانون. لكن الاعلانات الرسمية اضافت ما هو مناسب من ادّعاءات أمام الأميركيين، بأن بين المسلحين من ينتمون إلى القاعدة وانصار صدّام والبعث، وأنهم كانوا يحضّرون لاغتيال مراجع دينية في النجف بمناسبة يوم عاشوراء.
لكن ما نقل في وقته من وقائع على لسان مسؤولين محليين يعطي صورة مختلفة تماما، وان كانت لا تزيل الغموض الذي يحيط بهذه المجزرة التي يجب ان تظهر جهات دولية تطلب وتصرّ على التحقيق فيها؛ إذ يبدو أن فئة دينية (قديمة أو مستحدثة) كانت ضحية هجمة ابادة وتشتيت شنعاء، حتى لو كان لها ذراع مسلح.
نائب محافظ النجف، وهو ينقل ما يرى من الميدان، قال: "الى جانبي عدد كبير من الاسرى يتجاوز المئات، بالاضافة الى عدد كبير من القتلى أيضا يتجاوز المئات". وبحسب الرواية الرسمية، فقد بلغ عدد القتلى بين 200 الى 300 شخص، فيما أكد مصدر في لواء ذي الفقار أن القتلى "أكثر من ذلك بكثير"، وقال "إنه تم اعتقال 50 مسلحاً، واحتجاز النساء والأطفال المغرر بهم". واكتفى الناطق الأميركي بالتأكيد ان العملية كانت عراقية بامتياز، وان "في المكان عائلات، وهؤلاء الناس (القتلى والاسرى) غرر بهم ونقوم الآن بإخلائهم إلى مواقع أخرى وإخلاء الموتى والأسرى لإكمال التحقيقات". وهذه العبارة الأخيرة التي يأخذ فيها الأميركي بمقولة التغرير -التي تشير في الواقع الى تغرير ديني!- تدلّ على ان المكان لم يكن معسكرا فقط، بل مجمعا لعائلات هذه الطائفة التي تتعدد الروايات عنها. وبحسب شهود، فقد اشترى زعيمهم مزارع في المنطقة، واقاموا فيها وعملوا سواتر ترابية حولها. وهنالك رواية أخرى نقلها شهود عن عشائر الحواتم المقيمة في المنطقة، أفادت بقتل زعيم قبلي من العشيرة، ما دفع أبناءها الى التجمع للانتقام من قوات الشرطة، واختلقت السلطات قصّة المهدي الدجّال. وقد يكون الزعيم المعني على علاقة بالجماعة التي قيل ان عددها هناك يناهز الفي شخص.
أول تطبيق للخطّة الأمنية كان الهجوم على شارع حيفا حيث تتواجد قوى مسلحة سنّية، والثاني على اطراف النجف مع خوارج شيعة، فيما ميليشيا الصدر المفترض أنها المستهدفة سابقا قد دخلت في تفاهم جديد مع حلفائها في الائتلاف الحاكم. وعلى هذا، فان قوات بوش الاضافية لن تكون، وقد لا تستطيع أن تكون من دون تغيير سياسي "استراتيجي" أكثر من اداة غبية بيد نفس الائتلاف الشيعي الحاكم حاليا.
جميل النمري
jamil.nimri@alghad.jo
شيخ جهاد الاسدي- مشرف منتدى
- عدد الرسائل : 372
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 23/02/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى