حوارية حول مقالة نشرت في صحيفة المؤتمر

نشر موقع

صحيفة المؤتمر

6 شباط 2007 العدد 1278

مختــــــارات

تحت عنوان

ظهور مفاجئ وعنيف

جند السماء نتيجة يأس من الواقع أم تنظيم مدروس

يخترق صمت الجنوب منذ زمن؟

شكلت وزارة الدفاع الأميركية 'البنتاغون' لجنة تحقيقية من كبار ضباط التحقيق في طريقها إلى بغداد من اجل التحقيق في ملابسات معركة النجف. وذكرت مصادر عليمة، إن ما أثار قلق المسؤولين في البنتاغون هو العثور على أجهزة ومعدات عسكرية لدى مجموعة 'جند السماء' كانت وزارة الدفاع العراقية قد زودت بها، الأمر الذي يرجح احتمال تورط بعض المسؤولين العراقيين التابعين للوزارة في الحادث. المصادر ذاتها أشارت إلى أن إيعازا قد صدر من البنتاغون للقادة العسكريين الأميركيين في بغداد يقضي بالتحقيق مع وزير الدفاع العراقي، قبيل وصول اللجنة التحقيقية إلى العاصمة العراقية. قبل يومين من عاشوراء، حيث يحيي المسلمون الشيعة ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء، فوجئت الأوساط العراقية يوم الأحد الماضي بمعركة ضارية على مشارف مدينة النجف المقدسة، بين القوات العراقية والأمريكية من جهة ومجموعة مسلحة لا يعرف الكثير حولها قتل خلالها العشرات.

مسلحون غامضون

تضاربت الأنباء كثيراً حول تلك المعركة، حول هوية المسلحين وانتمائهم المذهبي، وحول أسباب الهجوم، وحول أعدادهم، وحول الخسائر التي وقعت في صفوفهم. كانت الأنباء الأولى تشير إلى مجموعة من الإرهابيين يخططون لعمليات تستهدف الزوار الذين بدأوا يتوافدون بأعداد كبيرة إلى كربلاء لإحياء ذكرى عاشوراء. وقد اتخذت تلك المجاميع، وفقاً للتصريحات العراقية لرسمية الأولى، وكراً لهم في قرية الزرقة شمال النجف. تبين بعد ذلك أن المجموعة المستهدفة تتوفر على قدرات عسكرية عالية مما تطلب طلب دعم من القوات الأمريكية وتدخل سلاح الجو الأمريكي، ولم يكن ذلك كافياً لحسم المعركة بشكل سريع، حيث تمكن المقاتلون الغامضون من إسقاط مروحية أمريكية وقتل إثنين من الجنود الذين كانوا على متنها. تحولت المواجهات في وقت لاحق إلى قصف جوي مكثف شاركت فيه طائرات أف 16 كما صرح بذلك ضابط عراقي إلى وكالة رويترز. وأعلن الضابط أن العملية أسفرت عن قتل أكثر من 250 مسلحاً، ولكن تبين في ما بعد إن هذا العدد ليس سوى تقديرات افتراضية استنتجها الضابط العراقي من كثافة القصف الجوي.

تصريحات رسمية

ووردت التصريحات كلها على ألسنة مسؤولين عراقيين محليين، مثل محافظ النجف أسعد أبو كلل والناطق باسمه أحمد دعيبل وضباط عسكريين. لكن اللافت في الأمر أن التصريحات الأولى التي أعلنها هؤلاء المسؤولون كانت تتحدث عن مجاميع إرهابية تخطط للهجوم على مواكب الزوار، ثم بعد ذلك بدأت المصادر الرسمية ذاتها تتحدث عن طائفة شيعية منحرفة تخطط لاغتيال المراجع الشيعة الكبار. وانتقل هذا التناقض إلى وسائل الإعلام العربية والعالمية التي لم يعد بوسعها متابعة المعلومات المتناقضة، وسط صمت أمريكي، وتصريحات عراقية رسمية مثيرة للشكوك، وغياب تام لأي شهود عيان أو صحفيين محايدين في ساحة الحدث. وزاد الأمر تشويشاً الخلط الحاصل بين أحمد الحسن الزعيم الذي يقال أن المعركة استهدفت أتباعه وبين زعيم شيعي آخر هو محمود الحسني المعروف أيضا بالصرخي وهو رجل دين له عدد ليس كبيراً من الأتباع يعارض رجال الدين الشيعة المعروفين، وسبق لأتباعه أن دخلوا في صدامات مسلحة مع القوات الأمريكية ومع الشرطة العراقية، وحاول الأمريكان اعتقاله أكثر من مرة دون أن يحالفهم النجاح، كما شنّ أتباعه في الصيف الماضي هجوماً على القنصلية الإيرانية في البصرة احتجاجاً على حلقة تلفزيونية بثتها الفضائية الإيرانية تهجم فيها رجل دين إيراني على الحسني أما أحمد الحسن فلم يرد اسمه في وسائل الإعلام إلا قبل أسابيع قليلة حيث تحدثت الأنباء عن قيام أتباعه بتوزيع مؤلفاته، لا سيما كتابه قاضي السماء في بعض المدن الشيعية، ويبدو أن هذا الكتاب ونشاط أتباعه قد أثار حنق الأطراف الدينية أو السياسية التي لا تتحمل ظهور مثل هذه الحركات في وضع العراق الحالي. فقد جاءت أنباء لاحقة عن تعرض مكاتب و(حسينيات) أتباعه إلى الإحراق والتهديم في النجف والديوانية والعمارة.

ظهور المهدي

ومع أن الأخبار كلها تشير إلى أن الهدوء قد عاد صباح يوم الإثنين اللاحق إلى مدينة النجف وضواحيها، إلا أن غموض ليس قليل لا زال يحيط بهوية هذه الجماعة. أشارت كثير من الأخبار والتصريحات المنسوبة إلى مسؤولين عراقيين رسميين إلى مجموعة تطلق على نفسها اسم جند السماء وتضيف التصريحات أن هذه المجموعة هي من أتباع أحمد الحسن الذي يصف نفسه بأنه وصي ورسول الإمام المهدي. واستبعد طلبة علوم دينية في النجف الأشرف اتصلت بهم إذاعات عالمية أن تكون هذه المعلومات صحيحة معللين ذلك بأن أتباع أحمد الحسن ليسوا سوى مجموعة صغيرة وشبه مجهولة ولا تملك مثل تلك الإمكانيات العسكرية، وهو ما يرجحه أيضاً الأستاذ :محمد شريف الخبير بشؤون الفرق الشيعية والمقيم في هولندا. حيث قال إن تسمية جند السماء هي لمجموعة سنية متطرفة معظم عناصرها من العرب غير العراقيين ويبدو أنها كانت تخطط بالفعل للقيام بتفجيرات في المدن الشيعية المقدسة أثناء احتفالات عاشوراء، ولعل مصدر الخلط له علاقة بالاسم لا غير، حيث ظهر قبل أسابيع قليلة كتاب بعنوان قاضي السماء من تأليف أحمد الحسن ووزعه أنصاره في عدد من المدن العراقية، وحالياً ليس هناك من تفسير آخر لهذا الخلط بين مجموعتين مختلفتين تماماً.

رسول المهدي

لا توجد معلومات مؤكدة حول حجم الطائفة التي يقودها أحمد الحسن وحول طبيعة أنشطتها، لكن الموقع الخاص بقائد الحركة يعطي فكرة جيدة عن أفكار هذه الطائفة. أحمد الحسن هو من تلاميذ رجل الدين المعروف محمد محمد صادق الصدر الذي أحدث في أعوام التسعينيات ثورة في الأوساط الدينية بفتحه أبواب المؤسسة الدينية لأبناء الطبقات المسحوقة، وبهجومه الحاد على رجال الدين التقليديين الذي وصف مؤسستهم الدينية بأنها الحوزة الصامتة بينما سمى حوزته بالحوزة الناطقة. واغتيل محمد الصدر في العام 1999 علي يد نظام الديكتانور صدام الذي خشي من اتساع نفوذه في أوساط الشباب، وتوحيد صفوف الشيعة والسنة ضده. وقبل ثلاثة أعوام بدأ أحمد الحسن بالدعوة إلى نفسه باعتباره وصي ورسول الإمام المهدي وهو الإمام الثاني عشر. وتقول روايات دينية أن رجلا من أهل البيت سيمهد لظهور المهدي وتطلق عليه الروايات لقب اليماني. ويزعم أحمد الحسن في خطبه وكتبه الموجودة على موقعهم بأنه هو اليماني الموعود، وأنه يلتقي بالإمام المهدي الذي قرُب موعد ظهوره، ويدعو أحمد الحسن جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها للدخول في طاعته. بل أنه وجه رسالة إلى علي خامنئي مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران، يأمره فيها بالتنازل عن السلطة وتمكينه من حكم إيران بأمر من الإمام المهدي

الحلول الغيبية

من المعروف أن دعوات ظهور المهدي سواء بشكلها الشيعي أو السني تكثر كلما ساءت الظروف العامة التي يعيش فيها الناس، مما يدفعهم إلى اليأس من الحلول الواقعية واللجوء إلى الحلول الغيبية التي تعيد إليهم الأمل. لذلك كان من المفهوم أن تجد دعوات احمد الحسن من يؤمن بها في أوساط العراقيين الذين يشعرون بأنهم ضحايا لأعداء متعددين وأنهم يواجهون قوى عدوة ليس من السهل مقاومتها. فأمريكا تحتل بلادهم، والمجموعات الإرهابية تقتل أتباع مذهبهم على الهوية، بينما تحاول إيران استغلال أوضاعهم لبسط نفوذها في مناطقهم، بينما خاب أمل الطبقات الفقيرة بالزعماء السياسيين الذين يدعون الدفاع عن مصالح الناس، حيث يتهمهم الكثيرون بالفساد المالي والاهتمام بمصالحهم الشخصية والحزبية على حساب المصلحة العامة.

من طرف امير الخميس 31 يناير 2008 - 7:10

ان هذه المعلومات المطروحة ناتجة من خلط وسوء فهم في تدقيق الخبر ولذلك فان التطبيل بدعايات اعلامية لا تلائم قداسة الدعوة يشوهها اكثر من ان يزين تلك الدعوة

تعكير المياه النقية
كلمة حول سياسة الإستخفاف
رافقت جريمة القتل الشنيعة التي ما رسها جنود المرجعية بحق أنصار الإمام المهدي حملة واسعة من التشويهات والتلفيقات كان يراد منها ضرب الفكر اليماني بعد أن تم ضرب أنصاره ، والملفت في أمر هذه التشويهات إنها كانت تعتمد في الغالب على فكرة استحضار الأمثلة التأريخية من قبيل التركيز على أن ثمة الكثير قد ادعوا النيابة والمهدوية في أدوار مختلفة من التأريخ الشيعي والإسلامي ، ومثل هذه الفكرة في حقيقة الأمر يراد منها إثارة غرائز الخوف الكامن في النفوس وتوجيه فكر المتلقي وجهة أخرى غير تلك التي ينبغي له أن يبحث فيها . إذ بدلا من الإنشغال بحقيقة الفكر الذي تطرحه دعوة اليماني ستكون مساحة وعي المتلقي منشغلة بزوبعة المخاوف التي تثيرها كلمات السم التي يدسها متفيقهوا المرجعية الكاذبون . ولكن يبقى على المتلقي رغم كل شئ أن يبقى محتفظاً باستقلالية وعيه ، وهذه مسؤولية لا يسعه التنصل منها بحال ، ولن يكون معذوراً إذا ما بقي متمسكاً بمقولة ( هكذا قال لنا علماؤنا ) عليه أن يبحث في حقيقة مقولات هؤلاء العلماء ، وعليه قبل كل شئ أن يعلم أن وجود دعوات ضالة في بعض مراحل التأريخ لا يعني مطلقا أن الدعوة الحقيقية لا وجود لها . إذن عليه أن يعلم أن ما قدمه كذبة المرجعية ليس سوى تضليل لا أكثر ، فقد كان عليهم إن كانوا من أهل العلم كما يدعون أن يركزوا على المناقشة الموضوعية لأدلة الدعوة اليمانية بدلا من الإلتفاف على هذه الأدلة ، فالمناقشة الموضوعية وحدها الكفيلة بوضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بالدعوات الفكرية العقائدية . إذن لا من التساؤل عن سبب الإعراض عن النقاش العلمي والإكتفاء بسوق الأضاليل ، وهو تساؤل أضعه في ذمة المتلقي .

تعکیر المیاه النقیةج2

أسطورة جند السماء

منذ أن بدأت القنوات الإعلامية تتحدث عن جماعة ما يُسمى بجند السماء بدأ فصل جديد في سياسة التضليل الإعلامي التي تمارسها المردعيات الدينية والأحزاب السياسية الملتحقة بركبها غير المقدس ، فمنذ أحداث الزركة بدأ الزج باسم السيد أحمد الحسن وصي ورسول الإمام المهدي في الخطاب الإعلامي المتمحور حول هذه الجماعة ، وكان القصد على ما يبدو هو إيجاد صلة ما أو تشابه ما بين هذه الحركة الضالة وبين دعوة السيد أحمد الحسن المباركة ، وفعلاً أثبتت الأيام أن إعلام السلطة والمرجعيات كان يدخر هذه المشابهة المفتعلة ليوظفها في الوقت المناسب ، فاليوم نرى هذا الإعلام ينسب كتاب قاضي السماء للسيد أحمد الحسن في واحدة من أشد المفارقات إثارة للضحك الأسود !!نعم فإن من المضحك المبكي حقاً أن ينسب كتاب يزعم فيه صاحبه بعدم وجود لشخص الإمام محمد بن الحسن بينما تقوم الدعوة اليمانية المباركة على أساس أن السيد أحمد الحسن مرسل من قبل الإمام المهدي محمد بن الحسن ، أي إن هذه الدعوة المباركة تثبت وجود الإمام المهدي قبل أن تثبت نفسها بل إنها ترى وجوده الأصل الذي تتفرع هي عنه ، فالى متى تبقى سياسة التضليل والى متى يستمرئ الناس الفكرة التي تصنفهم بوصفهم جهلة يمكن خداعهم بأيسر السبل ؟

حوارية حول مقالة نشرت في صحيفة المؤتمر

حوارية حول مقالة نشرت في صحيفة المؤتمر

رد: حوارية حول مقالة نشرت في صحيفة المؤتمر

رد: حوارية حول مقالة نشرت في صحيفة المؤتمر

رد: حوارية حول مقالة نشرت في صحيفة المؤتمر