أيضا الى الاخ علي عبد الزهرة الفحام
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أيضا الى الاخ علي عبد الزهرة الفحام
حديثك عن الدليل الروائي :-
تذكر عدة إشكالات على الرواية الواردة عن الأصبغ بن نباتة كما يأتي :
رواية النعماني : ( ولكن فكري أو – فكرت – في مولود يكون من ظهري ، وهو المهدي يملؤها قسطاً وعدلاً ) تقول هذه الرواية لا تخدمكم في إثبات دعواكم . ويرد عليه إن نقلك للرواية غير صحيح فما هو موجود في غيبة النعماني هو الآتي : ( ولكن فكري في مولود يكون من ظهري الحادي عشر من ولدي هو المهدي ... الخ ) [ غيبة النعماني ص69 . مؤسسة انتشارات مدين – ايران/ قم 1426] . والنص الذي أثبته أنت يفيدنا فالسيد أحمد من ظهر الإمام أمير المؤمنين ، وهو المهدي بنص وصية رسول الله (ص) كما أن أباه هو المهدي أيضاً.
الرواية التي تنقلها عن الكافي والبحار ونصها الآتي : (( ولكن فكري في مولود يكون من ظهري الحادي عشر من ولدي وهو المهدي الذي يملؤها قسطاً وعدلاً )) ويرد عليه إنك أيضاً أخطأت في النقل فما هو موجود في الكافي (ظهر) أما الياء فقد وضعت بين معقوفتين إشارة الى ورودها في بعض النسخ ، والى أن ما ترجح للمحقق هو رواية ظهر [ الكافي /ج1 ص379 دار الأسوة- ايران] . والمرجح أن يد النساخ قد امتدت وأضافت الياء ل (ظهر) حين خفي عليها السر ، ولو أنك رجعت الى الطبعة المحققة من ( كمال الدين ) لوجدت المحقق يضع الياء بين قوسين أيضاً ، هذا أولاً أما ثانياً وهو الأهم فإن بالإمكان حتى على الرواية التي تضيف الياء ل(ظهر) أن نقرأ المعنى نفسه الذي نستفيده من رواية (ظهر) ، وذلك بأن نفهم من عبارة (ظهري) كناية عن الإبن فيكون ظهري الحادي عشر هو ابني الحادي عشر وهو المهدي (ع) والمولود منه هو ولده أحمد ، وهذا الفهم تؤيده روايات كثيرة أنقل منها هذه الروايات : 1- عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال : (( دخلت على فاطمة وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها فعددت إثني عشر آخرهم القائم ، ثلاثة منهم محمد وثلاثة منهم علي ))[من لا يحضره الفقيه ج4ص180] فأمير المؤمنين ليس منهم وإلا لكانوا أربعة اسمهم علي ، فمن القائم إذن ؟ 2- عن أبي جعفر (ع) قال : قال رسول الله (ص) : إني وإثني عشر من ولدي وأنت يا علي زر الأرض ... الخ ))[ الكافي/ج1ص534] . هاتان الروايتان – ويوجد الكثير غيرهما – تدلان على أن الحديث عن الأئمة يأتي بعنوان إنهم أبناء رسول الله وعلي وفاطمة . والحديث الثاني يخرج علي من جردة الحساب بقوله وأنت ياعلي ، كما إن علي أخو رسول الله وليس ولده ، إذن من هو الولد الثاني عشر لرسول الله (ص)؟
النص الوارد في دلائل الإمامة : ( ولكن فكري في مولود يكون من ظهر الحادي عشر ، وهو المهدي ... الخ )) . إذا نظرنا في الأحاديث السابقة وغيرها يتضح أن أمير المؤمنين يتحدث عن أبنائه والحادي عشر منهم هو الإمام المهدي (ع) ومن يأتي من ظهره هو ولده أحمد . ويمكنك أن تقبل هذا الطرح على أنه أطروحة على الأقل ، أو احتمال وإذا دخل الإحتمال بطل الإستدلال .
أما قولك ( في الجواب الثاني ) بإستثناء الإمام الحسن فهو تعنت وتحكم لا أكثر والفقرة التالية (الجواب الثاني ) لها أقرب الى النكتة – مع الإعتذار – فأنت تجعل أمير المؤمنين ولداً لنفسه كما أنك به تنقض اعتراضاتك السابقة ، فهناك تدخل الإمام الحسن في الحساب!! والجواب الثالث يرد عليه إنه لم ترد ولو رواية واحدة تنص على أن من يملئ الأرض عدلاً هو الإمام المهدي محمد بن الحسن ، أي هكذا بالإسم ، نعم هذا هو الراكز في الأذهان بسبب عدم الإلتفات الى المعنى الذي تذكره دعوتنا من وجود قائم يأتي بأمر أبيه الإمام المهدي (ع) ، وعليه يصح القول إن الإمام المهدي أو ولده أحمد هو من يملؤها عدلاً وقسطاً فالأول يأمر والثاني ينفذ . أما حديثك عن معنى المولود فلعلك أنت غير مقتنع به ، فالإمام المهدي (ع) ليس حديث الولادة في زمن أمير المؤمنين (ع) ، كما إن القائم إذا كان أحمد فهو يستحق التفكير به كما تعرف ، وأخيراً تفكير أمير المؤمنين كما يستفاد من الرواية يشير الى أن ثمة امتحان عسير ، وهذا ما حدث للشيعة الذين أنكروا على السيد أحمد (ع) رغم الإشارات التي وردت عنهم (ع)، فعن أبي جعفر: (( إن كنتم تأملون أن يجيئكم من وجه ثم جاءكم من وجه فلا تنكروه ))[المعجم الموضوعي /الكوراني767] ، وعن الإمام الصادق (ع) : (( إذا قلنا لكم في الرجل منا قولاً فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك ))[تفسير القمي/ج1ص101]. أما قولك إن الرواية من المتشابهات لأن المعروف عندكم أن المقصود من المهدي هو محمد بن الحسن فهو مصادرة على البحث لأن أساس بحثنا هو تحقيق مسألة ما إذا كان ثمة مهدي أو قائم غير محمد بن الحسن (ع) . وأما مسألة الغيبة المذكورة في الرواية فقولنا فيها كما يأتي : نعم إن الإمام المهدي محمد بن الحسن له غيبة ( ستة أيام أو ستة شهور أو ست سنين ) وهي المحصورة بين ولادته الى وفاة أبيه ، ولكن ما المانع أن تكون نفس هذه المدة يغيبها ولده ؟
- حديثك عن الصفات :-
الروايات التي جئت بها فيما يخص اللون لم تنص على اللون الأسمر بل قالت الأولى ( لون عربي ) والثانية ( أسمر اللون يعتوره مع سمرته صفرة من سهر الليل ) لا تخص الإمام المهدي (ع) بل ولده . والثالثة قالت ( بوجهه سمرة ) فلماذا لم تحاول تأويلها كما فعلت مع غيرها ؟ فلعل السمرة طارئة . وهل هذه الرواية ترجح برأيك على تلك الموجودة في الكافي ص368 نفس الطبعة المذكورة أعلاه ، وفيها (( ... فكشفت عن غلام أبيض حسن الوجه )) . وهذه الرواية تنص على البياض . وقولك ( الحمد لله ... وإلا لقلتم إنه هو المقصود ) هذا تعبير سيئ منك ولا أريد قول المزيد . وأما حادثة القرامطة فلماذا لم تحتمل أن الشخص الذي رأوه أحد المقربين من الإمام المهدي (ع) ؟ ومثله ينسحب على أخبار من رآه ووصفه بسمرة اللون فلعلهم شاهدوا غيره ، أو لعل السمرة طارئة لاسيما وهم يقولون ( صبيح الوجه وحسن الوجه ) وهي عادة ما يراد منها وصف اللون . ولعلك تلاحظ إن السيدة نرجس (ع) وهي ابنة قيصر الروم بيضاء اللون . أما تأويلاتك للأثر فهي مردودة إذ الأثر هو ما نسميه ( الأخت ) ، واعلم إن كتاب كمال الدين أكبر قيمة من البحار لتقدمه عليه زمنياً ولمعاصرته للأصول الأربعمئة . وتأويلك أو تأويل السيد الصدر للجسم الإسرائيلي تكلف لا موجب له ، ولعل خفاء المعنى الذي دلت عليه دعوتنا المباركة هو السبب وراء هذه التأويلات . أما الذي يبايع بين الركن والمقام فقد سماه رسول الله (ص) ولم يسميه غيره قط ، (( عن حذيفة قال : سمعت رسول الله (ص) – وذكر اسم المهدي – فقال : إنه يبايع بين الركن والمقام ، اسمه أحمد وعبدالله والمهدي فهذه أسماؤه ثلاثتها ))[غيبة الطوسي 299 و305] و لك أن تعرض العبارة الأخيرة على وصية رسول الله (ص) . أما تأويلك لوصف الحاجبين فأنت تكفلت بنقضه حين أشرت الى رواية الإمام الكاظم ، وهل بعد كلامهم كلام ؟
- حديثك عن اللغة والنحو :-
لا أريد الإطالة في حديث لا أراه ينفع ، فلم يرد عن المعصومين إن على المعصوم أن يلتزم قواعد النحو العربي ، لذا سأختصر . فأقول : فقه اللغة تهتم بأصول الكلمات ، وليس النحو كذلك ، فراجع مناقشتك لتتأكد من نوع طرحك . واعلم إن اللغة العربية أو لغة القرآن على حد تعبيرك أعم من النحو ، بل إني أزعم أن النحو طارئ غريب عليها ! وحبذا لو أثبت لنا أن العرب في عصر من عصورهم – أياً كان – قد التزموا بالقواعد النحوية ، استثني اللغة الأدبية ، وحتى هذه فيها كلام . أما لماذا خلف القرآن قواعد النحو فالسبب بسيط وهو إنها ملفقة لا حقيقة لها . أما الآية فهي ما ذكرته أنت وقد أخطأت في شأنها وأشكر لك روحك الموضوعية ، ولكن إقحامك ضمير الشأن في إعرابها تكلف لم يقل به أحد على حد علمي ، وعلى أية حال أنت تعلم إن القواعد توضع على أساس إنها كفيلة باستيعاب كل أحوال الجمل ، فلماذا يصار من بعد الى التأويل ، وافتراض المحذوفات والمقدرات ، أ ليس هذا ترقيع للنظرية ؟ وكون القرآن نزل بلغة العرب لا يُستدل منه ضرورة التزامه بقواعد النحو الملفقة . وقولهم ( أعربوا كلامنا فإنا قوم فصحاء ) لا يعني النحو من قريب أو بعيد فالإعراب هو تبين المعنى ، وقد اصطلحوا على عملية الإعراب النحوية بهذا الإسم لأن الحركات النحوية بزعمهم تبين المعنى . أما ما فعله أمير المؤمنين فهو تقسيم للكلام ولا علاقة له بعلم النحو المعروف ، وإلا لما وصفوا النحو بأنه سهك . أما الحكم الشرعي فلا يحق لأحد استنباطه بالصورة المعروفة بين فقهاء هذا الزمان ، بل إن الأمر مع تفسير القرآن أعظم ، فلا يعلم تأويله إلا الله والراسخون بالعلم وهم أهل البيت خصوصاً ، ومن تكلفه غيرهم فحسابه على الله . أما كيف أفهم ( ضرب محمد زيد ) فأفهمه بالطريقة نفسها التي أفهم بها ( ضرب عيسى موسى ) . وأخيراً لا علاقة للإستعمار باللغة العامية ، وأنت نفسك قلت إن دخول الأعاجم أفسد لغة القوم ، وطبعاً أنت هنا تردد كلام غيرك ، وهو ليس صحيحاً ، فإذا كان للعرب سليقة كما تقول ويقولون فالسليقة كان حرياً أن تؤثر بالآخرين لا أن تتأثر بهم ، ثم إذا كان لسان الآخرين فاسد فكيف انتقلت العدوى ، هل هي عدوى ؟؟
مع ملاحظة أن السيد أحمد الحسن على معرفة تامة بالنحو وقواعد النحويين لكنه لا يهتم بها، بل لا يعير لها أية أهمية لأن ما يهمه هو إيصال معنى الكلمة للناس.
- كلمة أخيرة :-
قضية الإمام المهدي (ع) من الغيب ، وقد حارت بها العقول وتاهت الأفهام ، فهذا الإمام الكاظم (ع) يُحدث أبناءه وأرحامه قائلاً : (( إذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في أديانكم لا يزيلنكم عنها أحد . يا بني إنه لابد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به ! إنما هي محنة من الله عز وجل امتحن بها خلقه لو علم آباؤكم وأجدادكم ديناً أصح من هذا لأتبعوه . قال : فقلت : يا سيدي من الخامس من ولد السابع ؟ فقال : يا بني عقولكم تصغر عن هذا وأحلامكم تضيق عن حمله )) [الكافي/ج1ص336] ، وعن محمد بن الحنفية قال : قال أمير المؤمنين (ع) : (( سمعت رسول الله (ص) يقول في حديث طويل في فضل أهل البيت (ع) : وسيكون بعدي فتنة صماء صيلم يسقط فيها كل ذي وليجة وبطانة ، وذلك عند فقدان شيعتك الخامس من السابع من ولدك ..)) ، وعن علي إنه قال : (( قال رسول الله (ص) : الحذر إذا فقد الخامس من ولد السابع من ولدي . قال علي : فقلت يا رسول الله فما تكون هذه الغيبة ؟ قال : الصمت )) ، والخامس من ولد السابع من ولد رسول الله وعلي (عليهما السلام ) هو أحمد و لك أن تحصي ، وغيبته الصمت ، والكاظم (ع) يخاطب أبناءه وأرحامه ويقول لهم إن أحلامكم تضيق وعقولكم تصغر عنه فأي أمر جلل هذا ؟ علناً إن أبناء الكاظم (ع) يجهلون صاحب الأمر ، وبظنك هل هم يجهلون الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع) بينما يعرفه الجميع ، أم إن صاحب الأمر شخص آخر ؟ وهل تعلم إن الإحتجاج بالوصية – وهو ما فعله السيد أحمد – لا يتسنى لغير صاحبها راجع مناظرة الرضا (ع) مع الجاثليق ورأس الجالوت في إثبات الهداة عن محمد بن الفضل عن الرضا (ع) : (( في حديث طويل إنه حضر في البصرة في مجلس عظيم فيه جماعة من العلماء وفيه جاثليق النصارى ورأس الجالوت ، فلتفت الرضا (ع) الى الجاثليق وقال : هل دل الإنجيل على نبوة محمد (ص) ، قال : لو دل الإنجيل على ذلك لما جحدناه ، فقال (ع) : أخبرني عن السكتة التي لكم في السفر الثالث ، فقال الجاثليق : اسم من أسماء الله لا يجوز لنا أن نظهره 0 قال الرضا (ع) : فإن أقررتك إنه اسم محمد 000 ( وبعد أن ذكر الإمام (ع) ما جاء في الإنجيل والتوراة من ذكر للرسول (ص) ) ، قالا ، أي الجاثليق ورأس الجالوت : والله لقد أتى بما لا يمكننا رده ولا دفعه إلا بجحود الإنجيل والتوراة والزبور ، وقد بشر به موسى وعيسى عليهما السلام جميعاً ، ولكن لم يتقرر عندنا بالصحة إنه محمد هذا ، فأما اسمه محمد فلا يصح لنا أن نقر لكم بنبوته ونحن شاكون إنه محمدكم 0 فقال الرضا (ع) : احتججتم بالشك ، فهل بعث الله من قبل أو من بعد ، من آدم الى يومنا هذا نبياً اسمه محمد ؟ فأحجموا عن جوابه 000 الخ )) [ إثبات الهداة 194- 195] 0
الشاهد في هذه الرواية هو أن الإمام الرضا (ع) يحتج على صدق نبوة الرسول الكريم (ص) بما ورد في التوراة والإنجيل من ذكر له (ص) ، فيعترف الجاثليق ورأس الجالوت بورود اسم الرسول (ص) ، ولكنهما يشككان بأن يكون صاحب الإسم هو نفسه رسول الله (ص) ، وليس غيره ، فيجيبهما الإمام (ع) : احتججتم بالشك ، فهل بعث الله من قبلُ أو من بعدُ ، من آدم الى يومنا هذا نبياً اسمه محمد ؟ وأنا أقول لكم : هل ادعى أحد قبل السيد أحمد (ع) إنه ابن الإمام المهدي (ع) ووصيه ، واحتج عليكم بوصية رسول الله ( ص) كما احتج الإمام الرضا (ع) على نبوة الرسول (ص) بوصية موسى وعيسى به ؟ هذا التأريخ بين يديكم فقلبوا صفحاته إن شئتم ، ووالله لن تجدوا من ادعى هذا الأمر قبله ، فإذا كنتم تقبلون احتجاج الرضا (ع) فعليكم قبول احتجاج السيد أحمد (ع) بالوصية ، أما إذا أبيتم إلا ركوب رؤوسكم فاعلموا إنكم تردون احتجاج الإمام الرضا (ع) 0 ( وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً}(الإسراء/72} . وإذا لم تعجبك كل هذه الأدلة !! فعليك بالإستخارة فهي من طرق معرفة الغيب ، و لابأس أن تراجع بحث السيد الصدر حول الإستخارة لتعلم حجيتها .
تذكر عدة إشكالات على الرواية الواردة عن الأصبغ بن نباتة كما يأتي :
رواية النعماني : ( ولكن فكري أو – فكرت – في مولود يكون من ظهري ، وهو المهدي يملؤها قسطاً وعدلاً ) تقول هذه الرواية لا تخدمكم في إثبات دعواكم . ويرد عليه إن نقلك للرواية غير صحيح فما هو موجود في غيبة النعماني هو الآتي : ( ولكن فكري في مولود يكون من ظهري الحادي عشر من ولدي هو المهدي ... الخ ) [ غيبة النعماني ص69 . مؤسسة انتشارات مدين – ايران/ قم 1426] . والنص الذي أثبته أنت يفيدنا فالسيد أحمد من ظهر الإمام أمير المؤمنين ، وهو المهدي بنص وصية رسول الله (ص) كما أن أباه هو المهدي أيضاً.
الرواية التي تنقلها عن الكافي والبحار ونصها الآتي : (( ولكن فكري في مولود يكون من ظهري الحادي عشر من ولدي وهو المهدي الذي يملؤها قسطاً وعدلاً )) ويرد عليه إنك أيضاً أخطأت في النقل فما هو موجود في الكافي (ظهر) أما الياء فقد وضعت بين معقوفتين إشارة الى ورودها في بعض النسخ ، والى أن ما ترجح للمحقق هو رواية ظهر [ الكافي /ج1 ص379 دار الأسوة- ايران] . والمرجح أن يد النساخ قد امتدت وأضافت الياء ل (ظهر) حين خفي عليها السر ، ولو أنك رجعت الى الطبعة المحققة من ( كمال الدين ) لوجدت المحقق يضع الياء بين قوسين أيضاً ، هذا أولاً أما ثانياً وهو الأهم فإن بالإمكان حتى على الرواية التي تضيف الياء ل(ظهر) أن نقرأ المعنى نفسه الذي نستفيده من رواية (ظهر) ، وذلك بأن نفهم من عبارة (ظهري) كناية عن الإبن فيكون ظهري الحادي عشر هو ابني الحادي عشر وهو المهدي (ع) والمولود منه هو ولده أحمد ، وهذا الفهم تؤيده روايات كثيرة أنقل منها هذه الروايات : 1- عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال : (( دخلت على فاطمة وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها فعددت إثني عشر آخرهم القائم ، ثلاثة منهم محمد وثلاثة منهم علي ))[من لا يحضره الفقيه ج4ص180] فأمير المؤمنين ليس منهم وإلا لكانوا أربعة اسمهم علي ، فمن القائم إذن ؟ 2- عن أبي جعفر (ع) قال : قال رسول الله (ص) : إني وإثني عشر من ولدي وأنت يا علي زر الأرض ... الخ ))[ الكافي/ج1ص534] . هاتان الروايتان – ويوجد الكثير غيرهما – تدلان على أن الحديث عن الأئمة يأتي بعنوان إنهم أبناء رسول الله وعلي وفاطمة . والحديث الثاني يخرج علي من جردة الحساب بقوله وأنت ياعلي ، كما إن علي أخو رسول الله وليس ولده ، إذن من هو الولد الثاني عشر لرسول الله (ص)؟
النص الوارد في دلائل الإمامة : ( ولكن فكري في مولود يكون من ظهر الحادي عشر ، وهو المهدي ... الخ )) . إذا نظرنا في الأحاديث السابقة وغيرها يتضح أن أمير المؤمنين يتحدث عن أبنائه والحادي عشر منهم هو الإمام المهدي (ع) ومن يأتي من ظهره هو ولده أحمد . ويمكنك أن تقبل هذا الطرح على أنه أطروحة على الأقل ، أو احتمال وإذا دخل الإحتمال بطل الإستدلال .
أما قولك ( في الجواب الثاني ) بإستثناء الإمام الحسن فهو تعنت وتحكم لا أكثر والفقرة التالية (الجواب الثاني ) لها أقرب الى النكتة – مع الإعتذار – فأنت تجعل أمير المؤمنين ولداً لنفسه كما أنك به تنقض اعتراضاتك السابقة ، فهناك تدخل الإمام الحسن في الحساب!! والجواب الثالث يرد عليه إنه لم ترد ولو رواية واحدة تنص على أن من يملئ الأرض عدلاً هو الإمام المهدي محمد بن الحسن ، أي هكذا بالإسم ، نعم هذا هو الراكز في الأذهان بسبب عدم الإلتفات الى المعنى الذي تذكره دعوتنا من وجود قائم يأتي بأمر أبيه الإمام المهدي (ع) ، وعليه يصح القول إن الإمام المهدي أو ولده أحمد هو من يملؤها عدلاً وقسطاً فالأول يأمر والثاني ينفذ . أما حديثك عن معنى المولود فلعلك أنت غير مقتنع به ، فالإمام المهدي (ع) ليس حديث الولادة في زمن أمير المؤمنين (ع) ، كما إن القائم إذا كان أحمد فهو يستحق التفكير به كما تعرف ، وأخيراً تفكير أمير المؤمنين كما يستفاد من الرواية يشير الى أن ثمة امتحان عسير ، وهذا ما حدث للشيعة الذين أنكروا على السيد أحمد (ع) رغم الإشارات التي وردت عنهم (ع)، فعن أبي جعفر: (( إن كنتم تأملون أن يجيئكم من وجه ثم جاءكم من وجه فلا تنكروه ))[المعجم الموضوعي /الكوراني767] ، وعن الإمام الصادق (ع) : (( إذا قلنا لكم في الرجل منا قولاً فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك ))[تفسير القمي/ج1ص101]. أما قولك إن الرواية من المتشابهات لأن المعروف عندكم أن المقصود من المهدي هو محمد بن الحسن فهو مصادرة على البحث لأن أساس بحثنا هو تحقيق مسألة ما إذا كان ثمة مهدي أو قائم غير محمد بن الحسن (ع) . وأما مسألة الغيبة المذكورة في الرواية فقولنا فيها كما يأتي : نعم إن الإمام المهدي محمد بن الحسن له غيبة ( ستة أيام أو ستة شهور أو ست سنين ) وهي المحصورة بين ولادته الى وفاة أبيه ، ولكن ما المانع أن تكون نفس هذه المدة يغيبها ولده ؟
- حديثك عن الصفات :-
الروايات التي جئت بها فيما يخص اللون لم تنص على اللون الأسمر بل قالت الأولى ( لون عربي ) والثانية ( أسمر اللون يعتوره مع سمرته صفرة من سهر الليل ) لا تخص الإمام المهدي (ع) بل ولده . والثالثة قالت ( بوجهه سمرة ) فلماذا لم تحاول تأويلها كما فعلت مع غيرها ؟ فلعل السمرة طارئة . وهل هذه الرواية ترجح برأيك على تلك الموجودة في الكافي ص368 نفس الطبعة المذكورة أعلاه ، وفيها (( ... فكشفت عن غلام أبيض حسن الوجه )) . وهذه الرواية تنص على البياض . وقولك ( الحمد لله ... وإلا لقلتم إنه هو المقصود ) هذا تعبير سيئ منك ولا أريد قول المزيد . وأما حادثة القرامطة فلماذا لم تحتمل أن الشخص الذي رأوه أحد المقربين من الإمام المهدي (ع) ؟ ومثله ينسحب على أخبار من رآه ووصفه بسمرة اللون فلعلهم شاهدوا غيره ، أو لعل السمرة طارئة لاسيما وهم يقولون ( صبيح الوجه وحسن الوجه ) وهي عادة ما يراد منها وصف اللون . ولعلك تلاحظ إن السيدة نرجس (ع) وهي ابنة قيصر الروم بيضاء اللون . أما تأويلاتك للأثر فهي مردودة إذ الأثر هو ما نسميه ( الأخت ) ، واعلم إن كتاب كمال الدين أكبر قيمة من البحار لتقدمه عليه زمنياً ولمعاصرته للأصول الأربعمئة . وتأويلك أو تأويل السيد الصدر للجسم الإسرائيلي تكلف لا موجب له ، ولعل خفاء المعنى الذي دلت عليه دعوتنا المباركة هو السبب وراء هذه التأويلات . أما الذي يبايع بين الركن والمقام فقد سماه رسول الله (ص) ولم يسميه غيره قط ، (( عن حذيفة قال : سمعت رسول الله (ص) – وذكر اسم المهدي – فقال : إنه يبايع بين الركن والمقام ، اسمه أحمد وعبدالله والمهدي فهذه أسماؤه ثلاثتها ))[غيبة الطوسي 299 و305] و لك أن تعرض العبارة الأخيرة على وصية رسول الله (ص) . أما تأويلك لوصف الحاجبين فأنت تكفلت بنقضه حين أشرت الى رواية الإمام الكاظم ، وهل بعد كلامهم كلام ؟
- حديثك عن اللغة والنحو :-
لا أريد الإطالة في حديث لا أراه ينفع ، فلم يرد عن المعصومين إن على المعصوم أن يلتزم قواعد النحو العربي ، لذا سأختصر . فأقول : فقه اللغة تهتم بأصول الكلمات ، وليس النحو كذلك ، فراجع مناقشتك لتتأكد من نوع طرحك . واعلم إن اللغة العربية أو لغة القرآن على حد تعبيرك أعم من النحو ، بل إني أزعم أن النحو طارئ غريب عليها ! وحبذا لو أثبت لنا أن العرب في عصر من عصورهم – أياً كان – قد التزموا بالقواعد النحوية ، استثني اللغة الأدبية ، وحتى هذه فيها كلام . أما لماذا خلف القرآن قواعد النحو فالسبب بسيط وهو إنها ملفقة لا حقيقة لها . أما الآية فهي ما ذكرته أنت وقد أخطأت في شأنها وأشكر لك روحك الموضوعية ، ولكن إقحامك ضمير الشأن في إعرابها تكلف لم يقل به أحد على حد علمي ، وعلى أية حال أنت تعلم إن القواعد توضع على أساس إنها كفيلة باستيعاب كل أحوال الجمل ، فلماذا يصار من بعد الى التأويل ، وافتراض المحذوفات والمقدرات ، أ ليس هذا ترقيع للنظرية ؟ وكون القرآن نزل بلغة العرب لا يُستدل منه ضرورة التزامه بقواعد النحو الملفقة . وقولهم ( أعربوا كلامنا فإنا قوم فصحاء ) لا يعني النحو من قريب أو بعيد فالإعراب هو تبين المعنى ، وقد اصطلحوا على عملية الإعراب النحوية بهذا الإسم لأن الحركات النحوية بزعمهم تبين المعنى . أما ما فعله أمير المؤمنين فهو تقسيم للكلام ولا علاقة له بعلم النحو المعروف ، وإلا لما وصفوا النحو بأنه سهك . أما الحكم الشرعي فلا يحق لأحد استنباطه بالصورة المعروفة بين فقهاء هذا الزمان ، بل إن الأمر مع تفسير القرآن أعظم ، فلا يعلم تأويله إلا الله والراسخون بالعلم وهم أهل البيت خصوصاً ، ومن تكلفه غيرهم فحسابه على الله . أما كيف أفهم ( ضرب محمد زيد ) فأفهمه بالطريقة نفسها التي أفهم بها ( ضرب عيسى موسى ) . وأخيراً لا علاقة للإستعمار باللغة العامية ، وأنت نفسك قلت إن دخول الأعاجم أفسد لغة القوم ، وطبعاً أنت هنا تردد كلام غيرك ، وهو ليس صحيحاً ، فإذا كان للعرب سليقة كما تقول ويقولون فالسليقة كان حرياً أن تؤثر بالآخرين لا أن تتأثر بهم ، ثم إذا كان لسان الآخرين فاسد فكيف انتقلت العدوى ، هل هي عدوى ؟؟
مع ملاحظة أن السيد أحمد الحسن على معرفة تامة بالنحو وقواعد النحويين لكنه لا يهتم بها، بل لا يعير لها أية أهمية لأن ما يهمه هو إيصال معنى الكلمة للناس.
- كلمة أخيرة :-
قضية الإمام المهدي (ع) من الغيب ، وقد حارت بها العقول وتاهت الأفهام ، فهذا الإمام الكاظم (ع) يُحدث أبناءه وأرحامه قائلاً : (( إذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في أديانكم لا يزيلنكم عنها أحد . يا بني إنه لابد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به ! إنما هي محنة من الله عز وجل امتحن بها خلقه لو علم آباؤكم وأجدادكم ديناً أصح من هذا لأتبعوه . قال : فقلت : يا سيدي من الخامس من ولد السابع ؟ فقال : يا بني عقولكم تصغر عن هذا وأحلامكم تضيق عن حمله )) [الكافي/ج1ص336] ، وعن محمد بن الحنفية قال : قال أمير المؤمنين (ع) : (( سمعت رسول الله (ص) يقول في حديث طويل في فضل أهل البيت (ع) : وسيكون بعدي فتنة صماء صيلم يسقط فيها كل ذي وليجة وبطانة ، وذلك عند فقدان شيعتك الخامس من السابع من ولدك ..)) ، وعن علي إنه قال : (( قال رسول الله (ص) : الحذر إذا فقد الخامس من ولد السابع من ولدي . قال علي : فقلت يا رسول الله فما تكون هذه الغيبة ؟ قال : الصمت )) ، والخامس من ولد السابع من ولد رسول الله وعلي (عليهما السلام ) هو أحمد و لك أن تحصي ، وغيبته الصمت ، والكاظم (ع) يخاطب أبناءه وأرحامه ويقول لهم إن أحلامكم تضيق وعقولكم تصغر عنه فأي أمر جلل هذا ؟ علناً إن أبناء الكاظم (ع) يجهلون صاحب الأمر ، وبظنك هل هم يجهلون الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع) بينما يعرفه الجميع ، أم إن صاحب الأمر شخص آخر ؟ وهل تعلم إن الإحتجاج بالوصية – وهو ما فعله السيد أحمد – لا يتسنى لغير صاحبها راجع مناظرة الرضا (ع) مع الجاثليق ورأس الجالوت في إثبات الهداة عن محمد بن الفضل عن الرضا (ع) : (( في حديث طويل إنه حضر في البصرة في مجلس عظيم فيه جماعة من العلماء وفيه جاثليق النصارى ورأس الجالوت ، فلتفت الرضا (ع) الى الجاثليق وقال : هل دل الإنجيل على نبوة محمد (ص) ، قال : لو دل الإنجيل على ذلك لما جحدناه ، فقال (ع) : أخبرني عن السكتة التي لكم في السفر الثالث ، فقال الجاثليق : اسم من أسماء الله لا يجوز لنا أن نظهره 0 قال الرضا (ع) : فإن أقررتك إنه اسم محمد 000 ( وبعد أن ذكر الإمام (ع) ما جاء في الإنجيل والتوراة من ذكر للرسول (ص) ) ، قالا ، أي الجاثليق ورأس الجالوت : والله لقد أتى بما لا يمكننا رده ولا دفعه إلا بجحود الإنجيل والتوراة والزبور ، وقد بشر به موسى وعيسى عليهما السلام جميعاً ، ولكن لم يتقرر عندنا بالصحة إنه محمد هذا ، فأما اسمه محمد فلا يصح لنا أن نقر لكم بنبوته ونحن شاكون إنه محمدكم 0 فقال الرضا (ع) : احتججتم بالشك ، فهل بعث الله من قبل أو من بعد ، من آدم الى يومنا هذا نبياً اسمه محمد ؟ فأحجموا عن جوابه 000 الخ )) [ إثبات الهداة 194- 195] 0
الشاهد في هذه الرواية هو أن الإمام الرضا (ع) يحتج على صدق نبوة الرسول الكريم (ص) بما ورد في التوراة والإنجيل من ذكر له (ص) ، فيعترف الجاثليق ورأس الجالوت بورود اسم الرسول (ص) ، ولكنهما يشككان بأن يكون صاحب الإسم هو نفسه رسول الله (ص) ، وليس غيره ، فيجيبهما الإمام (ع) : احتججتم بالشك ، فهل بعث الله من قبلُ أو من بعدُ ، من آدم الى يومنا هذا نبياً اسمه محمد ؟ وأنا أقول لكم : هل ادعى أحد قبل السيد أحمد (ع) إنه ابن الإمام المهدي (ع) ووصيه ، واحتج عليكم بوصية رسول الله ( ص) كما احتج الإمام الرضا (ع) على نبوة الرسول (ص) بوصية موسى وعيسى به ؟ هذا التأريخ بين يديكم فقلبوا صفحاته إن شئتم ، ووالله لن تجدوا من ادعى هذا الأمر قبله ، فإذا كنتم تقبلون احتجاج الرضا (ع) فعليكم قبول احتجاج السيد أحمد (ع) بالوصية ، أما إذا أبيتم إلا ركوب رؤوسكم فاعلموا إنكم تردون احتجاج الإمام الرضا (ع) 0 ( وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً}(الإسراء/72} . وإذا لم تعجبك كل هذه الأدلة !! فعليك بالإستخارة فهي من طرق معرفة الغيب ، و لابأس أن تراجع بحث السيد الصدر حول الإستخارة لتعلم حجيتها .
مقبل التراب- مشرف منتدى
- عدد الرسائل : 91
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 22/01/2007
رد: أيضا الى الاخ علي عبد الزهرة الفحام
[size=16]أخ مقبل التراب[/size]
[size=16]يرد على كلامك في النحو واللغة التالي :[/size]
[size=16][/size]
[size=16]و روي أن أبا الأسود كان يمشي خلف جنازة فقال له رجل من المتوفي فقال الله ثم إنه أخبر عليا ع بذلك فأسس النحو ..
بحارالأنوار ج : 40 ص : 163
شرحنهجالبلاغة 18 1 القول في نسب أمير المؤمنين علي ع و
من العلوم علم النحو و العربية و قد علم الناس كافة أنه هو الذي ابتدعه و أنشأه و أملى على أبي الأسود الدؤلي جوامعه و أصوله من جملتها الكلام كله ثلاثة أشياء اسم و فعل و حرف و من جملتها تقسيم الكلمة إلى معرفة و نكرة و تقسيم وجوه الإعراب إلى الرفع و النصب و الجر و الجزم
الصراطالمستقيم 220 1 الفصل التاسع عشر ..... ص : 216
فإنه دخل عليه فرآه متفكرا فقال له فيما أنت متفكر قال سمعت في بلدكم لحنا و أردت أن أصنع في اللغة كتابا قال فأتيته بعد أيام فألقى إلي صحيفة فيها الكلام كله ثلاثة اسم و فعل و حرف و الأشياء ثلاثة ظاهر و مضمر و غيرهما فانح هذا النحو
و أما النحاة فظاهر وصفه لأبي الأسود الدؤلي [/size]
واما ادعائك انهم ع وصفوا النحو بالسهك فهو خلاف الوارد عنهم ع ويحتاج منك الى دليل ..؟!
واما ادعائك ان المعصوم غير مطالب باللغة والنحو فهذا مما لا دليل عندك عليه .. ولعمري ما العصمة الا الاستقامة في القول والفعل ..وخصوصاً لغة والفاظ القرءان ..
والحق ان تناقض كلام السيد مع القرءان وكلام المعصومين يبطل دعواه بالعصمة
والسلام
[size=16]يرد على كلامك في النحو واللغة التالي :[/size]
[size=16][/size]
[size=16]و روي أن أبا الأسود كان يمشي خلف جنازة فقال له رجل من المتوفي فقال الله ثم إنه أخبر عليا ع بذلك فأسس النحو ..
بحارالأنوار ج : 40 ص : 163
شرحنهجالبلاغة 18 1 القول في نسب أمير المؤمنين علي ع و
من العلوم علم النحو و العربية و قد علم الناس كافة أنه هو الذي ابتدعه و أنشأه و أملى على أبي الأسود الدؤلي جوامعه و أصوله من جملتها الكلام كله ثلاثة أشياء اسم و فعل و حرف و من جملتها تقسيم الكلمة إلى معرفة و نكرة و تقسيم وجوه الإعراب إلى الرفع و النصب و الجر و الجزم
الصراطالمستقيم 220 1 الفصل التاسع عشر ..... ص : 216
فإنه دخل عليه فرآه متفكرا فقال له فيما أنت متفكر قال سمعت في بلدكم لحنا و أردت أن أصنع في اللغة كتابا قال فأتيته بعد أيام فألقى إلي صحيفة فيها الكلام كله ثلاثة اسم و فعل و حرف و الأشياء ثلاثة ظاهر و مضمر و غيرهما فانح هذا النحو
و أما النحاة فظاهر وصفه لأبي الأسود الدؤلي [/size]
واما ادعائك انهم ع وصفوا النحو بالسهك فهو خلاف الوارد عنهم ع ويحتاج منك الى دليل ..؟!
واما ادعائك ان المعصوم غير مطالب باللغة والنحو فهذا مما لا دليل عندك عليه .. ولعمري ما العصمة الا الاستقامة في القول والفعل ..وخصوصاً لغة والفاظ القرءان ..
والحق ان تناقض كلام السيد مع القرءان وكلام المعصومين يبطل دعواه بالعصمة
والسلام
مسلم- مشترك مجتهد
- عدد الرسائل : 57
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 31/05/2007
رد: أيضا الى الاخ علي عبد الزهرة الفحام
الأخ مسلم ..
بعد التحية..
المعصوم هو من أعتصم بالله عن محارم الله حسب تعبير الصادق (ع)
فهل مخالفة قواعد النحو من محارم الله؟
ثم أن أحمد الحسن معروف من قبل طلاب الحوزة وبعض المراجع والأساتذة في النجف بأنه كان بارعا في قواعد اللغة العربية ويشهدون له بذلك وكان غالبا ما يصحح لأساتذة اللغة كلامهم حسب قواعدهم في أمور يصعب لأي احد الألتفات إليها، معنى ذلك أن أحمد الحسن له أحاطة تامة بقواعد النحو واللغة ويكفي لأي شخص أذا أطلع على علم أحمد الحسن الذي تحدى به علماء أهل الارض أن يقتنع بكل سهولة أن (علم) النحو لا يصعب عليه لكنه لا يهتم ولا يعير له أهمية بل كل الذي يهم أحمد الحسن هو إيصال المعنى.
فلو أخذت أي كلمة تعتبرها (أنت) أنها خطأ لغويا فهل سيتغير معناها عندك لو أنك صححتها حسب قواعدك أم تبقى بنفس المعنى؟
أخي مسلم أرجع الى روايات أهل البيت ع والتي يعلموننا فيها كيف نعرف المعصوم، فهم لم يضعوا اللغة والنحو من مواصفات المعصوم ولا بها يعرف صاحب الحق.
فالرجاء فالرجاء الاهتمام بالصفات التي وردت عن أهل البيت ع في معرفة صاحب الحق اذا جاء.
وأرجوا من الجميع هنا ان يضعوا في بالهم أن الامام المهدي (ع) تكلم باللغة العامية والتي لا تخضع لاي قاعدة لغوية فهل هذا يقدح بعصمته ع ؟
بعد التحية..
المعصوم هو من أعتصم بالله عن محارم الله حسب تعبير الصادق (ع)
فهل مخالفة قواعد النحو من محارم الله؟
ثم أن أحمد الحسن معروف من قبل طلاب الحوزة وبعض المراجع والأساتذة في النجف بأنه كان بارعا في قواعد اللغة العربية ويشهدون له بذلك وكان غالبا ما يصحح لأساتذة اللغة كلامهم حسب قواعدهم في أمور يصعب لأي احد الألتفات إليها، معنى ذلك أن أحمد الحسن له أحاطة تامة بقواعد النحو واللغة ويكفي لأي شخص أذا أطلع على علم أحمد الحسن الذي تحدى به علماء أهل الارض أن يقتنع بكل سهولة أن (علم) النحو لا يصعب عليه لكنه لا يهتم ولا يعير له أهمية بل كل الذي يهم أحمد الحسن هو إيصال المعنى.
فلو أخذت أي كلمة تعتبرها (أنت) أنها خطأ لغويا فهل سيتغير معناها عندك لو أنك صححتها حسب قواعدك أم تبقى بنفس المعنى؟
أخي مسلم أرجع الى روايات أهل البيت ع والتي يعلموننا فيها كيف نعرف المعصوم، فهم لم يضعوا اللغة والنحو من مواصفات المعصوم ولا بها يعرف صاحب الحق.
فالرجاء فالرجاء الاهتمام بالصفات التي وردت عن أهل البيت ع في معرفة صاحب الحق اذا جاء.
وأرجوا من الجميع هنا ان يضعوا في بالهم أن الامام المهدي (ع) تكلم باللغة العامية والتي لا تخضع لاي قاعدة لغوية فهل هذا يقدح بعصمته ع ؟
مقبل التراب- مشرف منتدى
- عدد الرسائل : 91
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 22/01/2007
رد: أيضا الى الاخ علي عبد الزهرة الفحام
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
الأخ الكريم مقبل التراب
قلت يرحمك الله (وعن محمد بن الحنفية قال : قال أمير المؤمنين (ع) : (( سمعت رسول الله (ص) يقول في حديث طويل في فضل أهل البيت (ع) : وسيكون بعدي فتنة صماء صيلم يسقط فيها كل ذي وليجة وبطانة ، وذلك عند فقدان شيعتك[u] الخامس من السابع من ولدك[/u] ..)) ، وعن علي إنه قال : (( قال رسول الله (ص) : الحذر إذا فقد الخامس من ولد السابع من ولدي . قال علي : فقلت يا رسول الله فما تكون هذه الغيبة ؟ قال : الصمت )) ، والخامس من ولد السابع من ولد رسول الله[u] وعلي [/u](عليهما السلام ) هو أحمد و لك أن تحصي
فالرواية الأولى تابى أن يكون هو أحمد بل هو الامام المهدي
والرواية الثانية أنت انت اقحمت فيها اسم علي مع أنه من ولد الرسول !!!
ما تعليقك
السلام عليكم
الأخ الكريم مقبل التراب
قلت يرحمك الله (وعن محمد بن الحنفية قال : قال أمير المؤمنين (ع) : (( سمعت رسول الله (ص) يقول في حديث طويل في فضل أهل البيت (ع) : وسيكون بعدي فتنة صماء صيلم يسقط فيها كل ذي وليجة وبطانة ، وذلك عند فقدان شيعتك[u] الخامس من السابع من ولدك[/u] ..)) ، وعن علي إنه قال : (( قال رسول الله (ص) : الحذر إذا فقد الخامس من ولد السابع من ولدي . قال علي : فقلت يا رسول الله فما تكون هذه الغيبة ؟ قال : الصمت )) ، والخامس من ولد السابع من ولد رسول الله[u] وعلي [/u](عليهما السلام ) هو أحمد و لك أن تحصي
فالرواية الأولى تابى أن يكون هو أحمد بل هو الامام المهدي
والرواية الثانية أنت انت اقحمت فيها اسم علي مع أنه من ولد الرسول !!!
ما تعليقك
حسن- مشترك مجتهد
- عدد الرسائل : 67
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 08/01/2007
رد: أيضا الى الاخ علي عبد الزهرة الفحام
[size=9]
بسمه تعالى
الأخ مقبل التراب
في نقاشك مع الأخ علي الفحام ورد إعتراضك على مناقشته لدليل الروائي المروي عن الأصبغ بأن المرجح لديك إمتداد يد النساخ الى الروايات وإضافتهم اليها وحذفهم منها ما لا يناسبك فيها ..
وهنا أود أن ألفت إنتباهك الى أن ترجيحك بلا مرجح وهو شأنك اشخصي .. ثم إن إختلاف ألفاظ الروايات ليس بالأمر الجديد
وإليك أمثلة على إختلاف الألفاظ في نقل الروايات :
1-
عَنْ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع عَنْ جَابِرٍ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى فَاطِمَةَ ع وَ بَيْنَ يَدَيْهَا لَوْحٌ فِيهِ أَسْمَاءُ( الْأَوْصِيَاءِ مِنْ وُلْدِهَا فَعَدَدْتُ اثْنَيْ عَشَرَ) آخِرُهُمْ الْقَائِمُ ثَلَاثَةٌ مِنْهُمْ مُحَمَّدٌ وَ أَرْبَعَةٌ مِنْهُمْ عَلِيٌّ[/size][size=9]
[/size][size=9]وسائلالشيعة ج : 16 ص : 244
عَنْ أَبِي السَّفَاتِجِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ رَأَى قُدَّامَ فَاطِمَةَ ع لَوْحاً يَكَادُ ضَوْؤُهُ يُغَشِّي الْأَبْصَارَ فِيهِ اثْنَا عَشَرَ اسْماً قَالَ فَقُلْتُ أَسْمَاءُ مَنْ هَؤُلَاءِ قَالَتْ أَسْمَاءُ( الْأَوْصِيَاءِ أَوَّلُهُمُ ابْنُ عَمِّي وَ أَحَدَ عَشَرَ مِنْ وُلْدِي) آخِرُهُمُ الْقَائِمُ قَالَ جَابِرٌ فَرَأَيْتُ فِيهِ مُحَمَّداً مُحَمَّداً مُحَمَّداً فِي ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ وَ عَلِيّاً عَلِيّاً عَلِيّاً عَلِيّاً فِي أَرْبَعَةِ مَوَاضِعَ[/size][size=9]
[/size][size=9]وسائلالشيعة ج : 16 ص : 245
لاحظ ما بين القوسين الذين وضعتهما أنا ، تجد كيف تباين النقل وإختلف المعنى .. فكيف تحل هذا الإشكال ؟!
مع إن هنالك ألفاظ اخرى مثل :[/size][size=9]
[/size][size=9]عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ أَبِي لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً فَمَتَى يَخِفُّ عَلَيْكَ أَنْ أَخْلُوَ بِكَ فَأَسْأَلَكَ عَنْهَا فَقَالَ لَهُ جَابِرٌ أَيَّ الْأَوْقَاتِ أَحْبَبْتَهُ فَخَلَا بِهِ فِي بَعْضِ الْأَيَّامِ فَقَالَ لَهُ يَا جَابِرُ أَخْبِرْنِي عَنِ اللَّوْحِ الَّذِي رَأَيْتَهُ فِي يَدِ أُمِّي فَاطِمَةَ ع بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ مَا أَخْبَرَتْكَ بِهِ أُمِّي أَنَّهُ فِي ذَلِكَ اللَّوْحِ مَكْتُوبٌ فَقَالَ جَابِرٌ أَشْهَدُ بِاللَّهِ أَنِّي دَخَلْتُ عَلَى أُمِّكَ فَاطِمَةَ ع فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ ص فَهَنَّيْتُهَا بِوِلَادَةِ الْحُسَيْنِ وَ رَأَيْتُ فِي يَدَيْهَا لَوْحاً أَخْضَرَ ظَنَنْتُ أَنَّهُ مِنْ زُمُرُّدٍ وَ رَأَيْتُ فِيهِ كِتَاباً أَبْيَضَ شِبْهَ لَوْنِ الشَّمْسِ فَقُلْتُ لَهَا بِأَبِي وَ أُمِّي يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ ص مَا هَذَا اللَّوْحُ فَقَالَتْ هَذَا لَوْحٌ أَهْدَاهُ اللَّهُ إِلَى رَسُولِهِ ص فِيهِ اسْمُ أَبِي وَ اسْمُ بَعْلِي وَ اسْمُ ابْنَيَّ وَ اسْمُ الْأَوْصِيَاءِ مِنْ وُلْدِي وَ أَعْطَانِيهِ أَبِي لِيُبَشِّرَنِي بِذَلِكَ قَالَ جَابِرٌ فَأَعْطَتْنِيهِ أُمُّكَ فَاطِمَةُ ع فَقَرَأْتُهُ وَ اسْتَنْسَخْتُهُ فَقَالَ لَهُ أَبِي فَهَلْ لَكَ يَا جَابِرُ أَنْ تَعْرِضَهُ عَلَيَّ قَالَ نَعَمْ فَمَشَى مَعَهُ أَبِي إِلَى مَنْزِلِ جَابِرٍ فَأَخْرَجَ صَحِيفَةً مِنْ رَقٍّ فَقَالَ يَا جَابِرُ انْظُرْ فِي كِتَابِكَ لِأَقْرَأَ أَنَا عَلَيْكَ فَنَظَرَ جَابِرٌ فِي نُسْخَةٍ فَقَرَأَهُ أَبِي فَمَا خَالَفَ حَرْفٌ حَرْفاً فَقَالَ جَابِرٌ فَأَشْهَدُ بِاللَّهِ أَنِّي هَكَذَا رَأَيْتُهُ فِي اللَّوْحِ مَكْتُوباً بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِمُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ نُورِهِ وَ سَفِيرِهِ وَ حِجَابِهِ وَ دَلِيلِهِ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْعَالَمِينَ عَظِّمْ يَا مُحَمَّدُ أَسْمَائِي وَ اشْكُرْ نَعْمَائِي وَ لَا تَجْحَدْ آلَائِي إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا قَاصِمُ الْجَبَّارِينَ وَ مُدِيلُ الْمَظْلُومِينَ وَ دَيَّانُ الدِّينِ إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَمَنْ رَجَا غَيْرَ فَضْلِي أَوْ خَافَ غَيْرَ عَدْلِي عَذَّبْتُهُ عَذَاباً لَا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ فَإِيَّايَ فَاعْبُدْ وَ عَلَيَّ فَتَوَكَّلْ إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ نَبِيّاً فَأُكْمِلَتْ أَيَّامُهُ وَ انْقَضَتْ مُدَّتُهُ إِلَّا جَعَلْتُ لَهُ وَصِيّاً وَ إِنِّي فَضَّلْتُكَ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ وَ فَضَّلْتُ وَصِيَّكَ عَلَى الْأَوْصِيَاءِ وَ أَكْرَمْتُكَ بِشِبْلَيْكَ وَ سِبْطَيْكَ حَسَنٍ وَ حُسَيْنٍ فَجَعَلْتُ حَسَناً مَعْدِنَ عِلْمِي بعد انْقِضَاءِ مُدَّةِ أَبِيهِ وَ جَعَلْتُ حُسَيْناً خَازِنَ وَحْيِي وَ أَكْرَمْتُهُ بِالشَّهَادَةِ وَ خَتَمْتُ لَهُ بِالسَّعَادَةِ فَهُوَ أَفْضَلُ مَنِ اسْتُشْهِدَ وَ أَرْفَعُ الشُّهَدَاءِ دَرَجَةً جَعَلْتُ كَلِمَتِيَ التَّامَّةَ مَعَهُ وَ حُجَّتِيَ الْبَالِغَةَ عِنْدَهُ بِعِتْرَتِهِ أُثِيبُ وَ أُعَاقِبُ أَوَّلُهُمْ عَلِيٌّ سَيِّدُ الْعَابِدِينَ وَ زَيْنُ أَوْلِيَائِيَ الْمَاضِينَ وَ ابْنُهُ شِبْهُ جَدِّهِ الْمَحْمُودِ مُحَمَّدٌ الْبَاقِرُ عِلْمِي وَ الْمَعْدِنُ لِحِكْمَتِي سَيَهْلِكُ الْمُرْتَابُونَ فِي جَعْفَرٍ الرَّادُّ عَلَيْهِ كَالرَّادِّ عَلَيَّ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأُكْرِمَنَّ مَثْوَى جَعْفَرٍ وَ لَأَسُرَّنَّهُ فِي أَشْيَاعِهِ وَ أَنْصَارِهِ وَ أَوْلِيَائِهِ أُتِيحَتْ بَعْدَهُ مُوسَى فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ حِنْدِسٌ لِأَنَّ خَيْطَ فَرْضِي لَا يَنْقَطِعُ وَ حُجَّتِي لَا تَخْفَى وَ أَنَّ أَوْلِيَائِي يُسْقَوْنَ بِالْكَأْسِ الْأَوْفَى مَنْ جَحَدَ وَاحِداً مِنْهُمْ فَقَدْ جَحَدَ نِعْمَتِي وَ مَنْ غَيَّرَ آيَةً مِنْ كِتَابِي فَقَدِ افْتَرَى عَلَيَّ وَيْلٌ لِلْمُفْتَرِينَ الْجَاحِدِينَ عِنْدَ انْقِضَاءِ مُدَّةِ مُوسَى عَبْدِي وَ حَبِيبِي وَ خِيَرَتِي فِي عَلِيٍّ وَلِيِّي وَ نَاصِرِي وَ مَنْ أَضَعُ عَلَيْهِ أَعْبَاءَ النُّبُوَّةِ وَ أَمْتَحِنُهُ بِالِاضْطِلَاعِ بِهَا يَقْتُلُهُ عِفْرِيتٌ مُسْتَكْبِرٌ يُدْفَنُ فِي الْمَدِينَةِ الَّتِي بَنَاهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ إِلَى جَنْبِ شَرِّ خَلْقِي حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَسُرَّنَّهُ بِمُحَمَّدٍ ابْنِهِ وَ خَلِيفَتِهِ مِنْ بَعْدِهِ وَ وَارِثِ عِلْمِهِ فَهُوَ مَعْدِنُ عِلْمِي وَ مَوْضِعُ سِرِّي وَ حُجَّتِي عَلَى خَلْقِي لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ بِهِ إِلَّا جَعَلْتُ الْجَنَّةَ مَثْوَاهُ وَ شَفَّعْتُهُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ كُلُّهُمْ قَدِ اسْتَوْجَبُوا النَّارَ وَ أَخْتِمُ بِالسَّعَادَةِ لِابْنِهِ عَلِيٍّ وَلِيِّي وَ نَاصِرِي وَ الشَّاهِدِ فِي خَلْقِي وَ أَمِينِي عَلَى وَحْيِي أُخْرِجُ مِنْهُ الدَّاعِيَ إِلَى سَبِيلِي وَ الْخَازِنَ لِعِلْمِيَ الْحَسَنَ وَ أُكْمِلُ ذَلِكَ بِابْنِهِ محمد رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ عَلَيْهِ كَمَالُ مُوسَى وَ بَهَاءُ عِيسَى وَ صَبْرُ أَيُّوبَ فَيُذَلُّ أَوْلِيَائِي فِي زَمَانِهِ وَ تُتَهَادَى رُءُوسُهُمْ كَمَا تُتَهَادَى رُءُوسُ التُّرْكِ وَ الدَّيْلَمِ فَيُقْتَلُونَ وَ يُحْرَقُونَ وَ يَكُونُونَ خَائِفِينَ مَرْعُوبِينَ وَجِلِينَ تُصْبَغُ الْأَرْضُ بِدِمَائِهِمْ وَ يَفْشُو الْوَيْلُ وَ الرَّنَّةُ فِي نِسَائِهِمْ أُولَئِكَ أَوْلِيَائِي حَقّاً بِهِمْ أَدْفَعُ كُلَّ فِتْنَةٍ عَمْيَاءَ حِنْدِسٍ وَ بِهِمْ أَكْشِفُ الزَّلَازِلَ وَ أَدْفَعُ الْآصَارَ وَ الْأَغْلَالَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَالِمٍ قَالَ أَبُو بَصِيرٍ لَوْ لَمْ تَسْمَعْ فِي دَهْرِكَ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ لَكَفَاكَ فَصُنْهُ إِلَّا عَنْ أَهْلِهِ
الكافي ج1 ص529
وهذا يرجح أحد اللفظين كما تعلم
2-
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ شَهِدْتُ جِنَازَةَ أَبِي بَكْرٍ يَوْمَ مَاتَ وَ شَهِدْتُ عُمَرَ حِينَ بُويِعَ وَ عَلِيٌّ ع جَالِسٌ نَاحِيَةً فَأَقْبَلَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ جَمِيلُ الْوَجْهِ بَهِيٌّ عَلَيْهِ ثِيَابُ حِسَانٌ وَ هُوَ مِنْ وُلْدِ هَارُونَ حَتَّى قَامَ عَلَى رَأْسِ عُمَرَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْتَ أَعْلَمُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِكِتَابِهِمْ وَ أَمْرِ نَبِيِّهِمْ قَالَ فَطَأْطَأَ عُمَرُ رَأْسَهُ فَقَالَ إِيَّاكَ أَعْنِي وَ أَعَادَ عَلَيْهِ الْقَوْلَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ لِمَ ذَاكَ قَالَ إِنِّي جِئْتُكَ مُرْتَاداً لِنَفْسِي شَاكّاً فِي دِينِي فَقَالَ دُونَكَ هَذَا الشَّابَّ قَالَ وَ مَنْ هَذَا الشَّابُّ قَالَ هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ هَذَا أَبُو الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ابْنَيْ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ هَذَا زَوْجُ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ ص فأقبل الْيَهُودِيُّ عَلَى عَلِيٍّ ع فَقَالَ أَ كَذَاكَ أَنْتَ قَالَ نَعَمْ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ ثَلَاثٍ وَ ثَلَاثٍ وَ وَاحِدَةٍ قَالَ فَتَبَسَّمَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع مِنْ غَيْرِ تَبَسُّمٍ وَ قَالَ يَا هَارُونِيُّ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَ سَبْعاً قَالَ أَسْأَلُكَ عَنْ ثَلَاثٍ فَإِنْ أَجَبْتَنِي سَأَلْتُ عَمَّا بَعْدَهُنَّ وَ إِنْ لَمْ تَعْلَمْهُنَّ عَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ فِيكُمْ عَالِمٌ قَالَ عَلِيٌّ ع فَإِنِّي أَسْأَلُكَ بِالْإِلَهِ الَّذِي تَعْبُدُهُ لَئِنْ أَنَا أَجَبْتُكَ فِي كُلِّ مَا تُرِيدُ لَتَدَعَنَّ دِينَكَ وَ لَتَدْخُلَنَّ فِي دِينِي قَالَ مَا جِئْتُ إِلَّا لِذَاكَ قَالَ فَسَلْ قَالَ أَخْبِرْنِي عَنْ أَوَّلِ قَطْرَةِ دَمٍ قَطَرَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَيُّ قَطْرَةٍ هِيَ وَ أَوَّلِ عَيْنٍ فَاضَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَيُّ عَيْنٍ هِيَ وَ أَوَّلِ شَيْءٍ اهْتَزَّ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَيُّ شَيْءٍ هُوَ فَأَجَابَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فَقَالَ لَهُ أَخْبِرْنِي عَنِ الثَّلَاثِ الْأُخَرِ أَخْبِرْنِي عَنْ مُحَمَّدٍ كَمْ لَهُ مِنْ إِمَامٍ عَدْلٍ وَ فِي أَيِّ جَنَّةٍ يَكُونُ وَ مَنْ سَاكَنَهُ مَعَهُ فِي جَنَّتِهِ فَقَالَ( يَا هَارُونِيُّ إِنَّ لِمُحَمَّدٍ اثْنَيْ عَشَرَ إِمَامَ عَدْلٍ) لَا يَضُرُّهُمْ خِذْلَانُ مَنْ خَذَلَهُمْ وَ لَا يَسْتَوْحِشُونَ بِخِلَافِ مَنْ خَالَفَهُمْ وَ إِنَّهُمْ فِي الدِّينِ أَرْسَبُ مِنَ الْجِبَالِ الرَّوَاسِي فِي الْأَرْضِ وَ مَسْكَنُ مُحَمَّدٍ فِي جَنَّتِهِ مَعَهُ أُولَئِكَ الِاثْنَيْ عَشَرَ الْإِمَامَ الْعَدْلَ فَقَالَ صَدَقْتَ وَ اللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِنِّي لَأَجِدُهَا فِي كُتُبِ أَبِي هَارُونَ كَتَبَهُ بِيَدِهِ وَ أَمْلَاهُ مُوسَى عَمِّي ع قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْوَاحِدَةِ أَخْبِرْنِي عَنْ وَصِيِّ مُحَمَّدٍ كَمْ يَعِيشُ مِنْ بَعْدِهِ وَ هَلْ يَمُوتُ أَوْ يُقْتَلُ قَالَ يَا هَارُونِيُّ يَعِيشُ بَعْدَهُ ثَلَاثِينَ سَنَةً لَا يَزِيدُ يَوْماً وَ لَا يَنْقُصُ يَوْماً ثُمَّ يُضْرَبُ ضَرْبَةً هَاهُنَا يَعْنِي عَلَى قَرْنِهِ فَتُخْضَبُ هَذِهِ مِنْ هَذَا قَالَ فَصَاحَ الْهَارُونِيُّ وَ قَطَعَ كُسْتِيجَهُ وَ هُوَ يَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنَّكَ وَصِيُّهُ يَنْبَغِي أَنْ تَفُوقَ وَ لَا تُفَاقَ وَ أَنْ تُعَظَّمَ وَ لَا تُسْتَضْعَفَ قَالَ ثُمَّ مَضَى بِهِ عَلِيٌّ ع إِلَى مَنْزِلِهِ فَعَلَّمَهُ مَعَالِمَ الدِّينِ
الكافي ج1 ص530
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ كُنْتُ حَاضِراً لَمَّا هَلَكَ أَبُو بَكْرٍ وَ اسْتَخْلَفَ عُمَرَ أَقْبَلَ يَهُودِيٌّ مِنْ عُظَمَاءِ يَهُودِ يَثْرِبَ وَ تَزْعُمُ يَهُودُ الْمَدِينَةِ أَنَّهُ أَعْلَمُ أَهْلِ زَمَانِهِ حَتَّى رُفِعَ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ لَهُ يَا عُمَرُ إِنِّي جِئْتُكَ أُرِيدُ الْإِسْلَامَ فَإِنْ أَخْبَرْتَنِي عَمَّا أَسْأَلُكَ عَنْهُ فَأَنْتَ أَعْلَمُ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ بِالْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ وَ جَمِيعِ مَا أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَ عَنْهُ قَالَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ إِنِّي لَسْتُ هُنَاكَ لَكِنِّي أُرْشِدُكَ إِلَى مَنْ هُوَ أَعْلَمُ أُمَّتِنَا بِالْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ وَ جَمِيعِ مَا قَدْ تَسْأَلُ عَنْهُ وَ هُوَ ذَاكَ فَأَوْمَأَ إِلَى عَلِيٍّ ع فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ يَا عُمَرُ إِنْ كَانَ هَذَا كَمَا تَقُولُ فَمَا لَكَ وَ لِبَيْعَةِ النَّاسِ وَ إِنَّمَا ذَاكَ أَعْلَمُكُمْ فَزَبَرَهُ عُمَرُ ثُمَّ إِنَّ الْيَهُودِيَّ قَامَ إِلَى عَلِيٍّ ع فَقَالَ لَهُ أَنْتَ كَمَا ذَكَرَ عُمَرُ فَقَالَ وَ مَا قَالَ عُمَرُ فَأَخْبَرَهُ قَالَ فَإِنْ كُنْتَ كَمَا قَالَ سَأَلْتُكَ عَنْ أَشْيَاءَ أُرِيدُ أَنْ أَعْلَمَ هَلْ يَعْلَمُهُ أَحَدٌ مِنْكُمْ فَأَعْلَمَ أَنَّكُمْ فِي دَعْوَاكُمْ خَيْرُ الْأُمَمِ وَ أَعْلَمُهَا صَادِقِينَ وَ مَعَ ذَلِكَ أَدْخُلُ فِي دِينِكُمُ الْإِسْلَامِ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع نَعَمْ أَنَا كَمَا ذَكَرَ لَكَ عُمَرُ سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ أُخْبِرْكَ بِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ أَخْبِرْنِي عَنْ ثَلَاثٍ وَ ثَلَاثٍ وَ وَاحِدَةٍ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ ع يَا يَهُودِيُّ وَ لِمَ لَمْ تَقُلْ أَخْبِرْنِي عَنْ سَبْعٍ فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ إِنَّكَ إِنْ أَخْبَرْتَنِي بِالثَّلَاثِ سَأَلْتُكَ عَنِ الْبَقِيَّةِ وَ إِلَّا كَفَفْتُ فَإِنْ أَنْتَ أَجَبْتَنِي فِي هَذِهِ السَّبْعِ فَأَنْتَ أَعْلَمُ أَهْلِ الْأَرْضِ وَ أَفْضَلُهُمْ وَ أَوْلَى النَّاسِ بِالنَّاسِ فَقَالَ لَهُ سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ يَا يَهُودِيُّ قَالَ أَخْبِرْنِي عَنْ أَوَّلِ حَجَرٍ وُضِعَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ وَ أَوَّلِ شَجَرَةٍ غُرِسَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ وَ أَوَّلِ عَيْنٍ نَبَعَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَأَخْبَرَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع ثُمَّ قَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ أَخْبِرْنِي عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ كَمْ لَهَا مِنْ إِمَامٍ هُدًى وَ أَخْبِرْنِي عَنْ نَبِيِّكُمْ مُحَمَّدٍ أَيْنَ مَنْزِلُهُ فِي الْجَنَّةِ وَ أَخْبِرْنِي مَنْ مَعَهُ فِي الْجَنَّةِ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع( إِنَّ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ اثْنَيْ عَشَرَ إِمَاماً هُدًى مِنْ ذُرِّيَّةِ نَبِيِّهَا وَ هُمْ مِنِّي) وَ أَمَّا مَنْزِلُ نَبِيِّنَا فِي الْجَنَّةِ فَفِي أَفْضَلِهَا وَ أَشْرَفِهَا جَنَّةِ عَدْنٍ وَ أَمَّا مَنْ مَعَهُ فِي مَنْزِلِهِ فِيهَا فَهَؤُلَاءِ الِاثْنَا عَشَرَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ وَ أُمُّهُمْ وَ جَدَّتُهُمْ وَ أُمُّ أُمِّهِمْ وَ ذَرَارِيُّهُمْ لَا يَشْرَكُهُمْ فِيهَا أَحَدٌ[/size][size=9] [/size][size=9]
الكافي ج1 ص532
وهنا لاحظ أن السائل في الروايتين نفس الشخص ولكن إختلف الراوي فالأول أبي الطفيل والثاني أبي سعيد الخدري والكلام بين القوسين مختلف في اللفظ والمعنى .. وهنا لا دخل ليد النساخ .. فكيف ستحل هذا الإشكال بين الروايتين ..؟!
3-
الاختصاص 209 في إثبات إمامة الأئمة الاثني عشر ع[/size][size=9]
[/size][size=9]عن الأصبغ بن نباتة قال أتيت أمير المؤمنين ع فوجدته متفكرا ينكت في الأرض فقلت يا أمير المؤمنين ما لي أراك متفكرا تنكت في الأرض أ رغبة منك فيها قال لا و الله ما رغبت فيها و لا في الدنيا يوما قط و لكني فكرت في( مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي هو المهدي) الذي يملأها عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا يكون له حيرة و غيبة يضل فيها أقوام و يهتدي فيها آخرون فقلت إن هذا لكائن قال نعم كما أنه مخلوق فإني لك بهذا الأمر يا أصبغ أولئك خيار هذه الأمة مع خيار أبرار هذه العترة قلت و ما يكون بعد
ذلك قال الله يفعل ما يشاء فإن لله إرادات و بداءات و غايات و نهايات
دلائلالإمامة 289 معرفة ما ورد من الأخبار في وجوب الغيبة[/size][size=9]
[/size][size=9]عن الأصبغ بن نباتة قال أتيت أمير المؤمنين فوجدته مفكرا ينكت في الأرض فقلت يا أمير المؤمنين ما لي أراك مفكرا تنكت في الأرض أ رغبة منك فيها فقال لا و الله ما رغبت في الدنيا قط و لكني فكرت في( مولود يكون من ظهر الحادي عشر هو المهدي) يملؤها عدلا كما ملئت جورا و ظلما تكون له حيرة و غيبة يضل فيها قوم و يهتدي بها آخرون فقلت يا أمير المؤمنين و كم تكون تلك الحيرة و تلك الغيبة قال ع و أنى بذلك فكيف لك العلم بهذا الأمر يا أصبغ أولئك خيار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة
وهنا التباين واضح لروايتين صدرتا من نفس الراوي الأصبغ .. فكيف سترجح أحاها .. وخصوصاً أن هنالك ما يؤيد أحد المعنيين من الروايات التالية :
الصراطالمستقيم 4 126 2- فصل ..... ص : 123[/size][size=9]
[/size][size=9]و بهذه الطرق أن الأصبغ دخل على علي فوجده متفكرا فقال فيم فقال( في الحادي عشر من ولدي هو المهدي) يكون له حيرة و غيبة يضل فيها قوم و يهتدي فيها آخرون أولئك خيار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة و نحوه أسند ابن بابويه بطريقين إلى علي ع
عن الأصبغ بن نباتة قال أتيت أمير المؤمنين عليا ع ذات يوم فوجدته مفكرا ينكت في الأرض فقلت يا أمير المؤمنين تنكت في الأرض أ رغبة منك فيها فقال لا و الله ما رغبت فيها و لا في الدنيا ساعة قط و لكن فكري في( مولود يكون من ظهري هو المهدي) الذي يملأها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا تكون له حيرة و غيبة يضل فيها أقوام و يهتدي فيها آخرون فقلت يا أمير المؤمنين فكم تكون تلك الحيرة و الغيبة فقال سبت من الدهر فقلت إن هذا لكائن فقال نعم كما أنه مخلوق قلت أدرك ذلك الزمان فقال أني لك يا أصبغ بهذا الأمر أولئك خيار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة فقلت ثم ما ذا يكون بعد ذلك قال يفعل الله ما يشاء فإن له إرادات و غايات و نهايات[/size][size=9] [/size][size=9]
كمالالدين 25 287 1- باب ما أخبر به النبي ص
والسلام[/size][size=9][/size]
بسمه تعالى
الأخ مقبل التراب
في نقاشك مع الأخ علي الفحام ورد إعتراضك على مناقشته لدليل الروائي المروي عن الأصبغ بأن المرجح لديك إمتداد يد النساخ الى الروايات وإضافتهم اليها وحذفهم منها ما لا يناسبك فيها ..
وهنا أود أن ألفت إنتباهك الى أن ترجيحك بلا مرجح وهو شأنك اشخصي .. ثم إن إختلاف ألفاظ الروايات ليس بالأمر الجديد
وإليك أمثلة على إختلاف الألفاظ في نقل الروايات :
1-
عَنْ أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع عَنْ جَابِرٍ قَالَ دَخَلْتُ عَلَى فَاطِمَةَ ع وَ بَيْنَ يَدَيْهَا لَوْحٌ فِيهِ أَسْمَاءُ( الْأَوْصِيَاءِ مِنْ وُلْدِهَا فَعَدَدْتُ اثْنَيْ عَشَرَ) آخِرُهُمْ الْقَائِمُ ثَلَاثَةٌ مِنْهُمْ مُحَمَّدٌ وَ أَرْبَعَةٌ مِنْهُمْ عَلِيٌّ[/size][size=9]
[/size][size=9]وسائلالشيعة ج : 16 ص : 244
عَنْ أَبِي السَّفَاتِجِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ رَأَى قُدَّامَ فَاطِمَةَ ع لَوْحاً يَكَادُ ضَوْؤُهُ يُغَشِّي الْأَبْصَارَ فِيهِ اثْنَا عَشَرَ اسْماً قَالَ فَقُلْتُ أَسْمَاءُ مَنْ هَؤُلَاءِ قَالَتْ أَسْمَاءُ( الْأَوْصِيَاءِ أَوَّلُهُمُ ابْنُ عَمِّي وَ أَحَدَ عَشَرَ مِنْ وُلْدِي) آخِرُهُمُ الْقَائِمُ قَالَ جَابِرٌ فَرَأَيْتُ فِيهِ مُحَمَّداً مُحَمَّداً مُحَمَّداً فِي ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ وَ عَلِيّاً عَلِيّاً عَلِيّاً عَلِيّاً فِي أَرْبَعَةِ مَوَاضِعَ[/size][size=9]
[/size][size=9]وسائلالشيعة ج : 16 ص : 245
لاحظ ما بين القوسين الذين وضعتهما أنا ، تجد كيف تباين النقل وإختلف المعنى .. فكيف تحل هذا الإشكال ؟!
مع إن هنالك ألفاظ اخرى مثل :[/size][size=9]
[/size][size=9]عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ قَالَ أَبِي لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً فَمَتَى يَخِفُّ عَلَيْكَ أَنْ أَخْلُوَ بِكَ فَأَسْأَلَكَ عَنْهَا فَقَالَ لَهُ جَابِرٌ أَيَّ الْأَوْقَاتِ أَحْبَبْتَهُ فَخَلَا بِهِ فِي بَعْضِ الْأَيَّامِ فَقَالَ لَهُ يَا جَابِرُ أَخْبِرْنِي عَنِ اللَّوْحِ الَّذِي رَأَيْتَهُ فِي يَدِ أُمِّي فَاطِمَةَ ع بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ مَا أَخْبَرَتْكَ بِهِ أُمِّي أَنَّهُ فِي ذَلِكَ اللَّوْحِ مَكْتُوبٌ فَقَالَ جَابِرٌ أَشْهَدُ بِاللَّهِ أَنِّي دَخَلْتُ عَلَى أُمِّكَ فَاطِمَةَ ع فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ ص فَهَنَّيْتُهَا بِوِلَادَةِ الْحُسَيْنِ وَ رَأَيْتُ فِي يَدَيْهَا لَوْحاً أَخْضَرَ ظَنَنْتُ أَنَّهُ مِنْ زُمُرُّدٍ وَ رَأَيْتُ فِيهِ كِتَاباً أَبْيَضَ شِبْهَ لَوْنِ الشَّمْسِ فَقُلْتُ لَهَا بِأَبِي وَ أُمِّي يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ ص مَا هَذَا اللَّوْحُ فَقَالَتْ هَذَا لَوْحٌ أَهْدَاهُ اللَّهُ إِلَى رَسُولِهِ ص فِيهِ اسْمُ أَبِي وَ اسْمُ بَعْلِي وَ اسْمُ ابْنَيَّ وَ اسْمُ الْأَوْصِيَاءِ مِنْ وُلْدِي وَ أَعْطَانِيهِ أَبِي لِيُبَشِّرَنِي بِذَلِكَ قَالَ جَابِرٌ فَأَعْطَتْنِيهِ أُمُّكَ فَاطِمَةُ ع فَقَرَأْتُهُ وَ اسْتَنْسَخْتُهُ فَقَالَ لَهُ أَبِي فَهَلْ لَكَ يَا جَابِرُ أَنْ تَعْرِضَهُ عَلَيَّ قَالَ نَعَمْ فَمَشَى مَعَهُ أَبِي إِلَى مَنْزِلِ جَابِرٍ فَأَخْرَجَ صَحِيفَةً مِنْ رَقٍّ فَقَالَ يَا جَابِرُ انْظُرْ فِي كِتَابِكَ لِأَقْرَأَ أَنَا عَلَيْكَ فَنَظَرَ جَابِرٌ فِي نُسْخَةٍ فَقَرَأَهُ أَبِي فَمَا خَالَفَ حَرْفٌ حَرْفاً فَقَالَ جَابِرٌ فَأَشْهَدُ بِاللَّهِ أَنِّي هَكَذَا رَأَيْتُهُ فِي اللَّوْحِ مَكْتُوباً بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ لِمُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَ نُورِهِ وَ سَفِيرِهِ وَ حِجَابِهِ وَ دَلِيلِهِ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْعَالَمِينَ عَظِّمْ يَا مُحَمَّدُ أَسْمَائِي وَ اشْكُرْ نَعْمَائِي وَ لَا تَجْحَدْ آلَائِي إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا قَاصِمُ الْجَبَّارِينَ وَ مُدِيلُ الْمَظْلُومِينَ وَ دَيَّانُ الدِّينِ إِنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَمَنْ رَجَا غَيْرَ فَضْلِي أَوْ خَافَ غَيْرَ عَدْلِي عَذَّبْتُهُ عَذَاباً لَا أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ فَإِيَّايَ فَاعْبُدْ وَ عَلَيَّ فَتَوَكَّلْ إِنِّي لَمْ أَبْعَثْ نَبِيّاً فَأُكْمِلَتْ أَيَّامُهُ وَ انْقَضَتْ مُدَّتُهُ إِلَّا جَعَلْتُ لَهُ وَصِيّاً وَ إِنِّي فَضَّلْتُكَ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ وَ فَضَّلْتُ وَصِيَّكَ عَلَى الْأَوْصِيَاءِ وَ أَكْرَمْتُكَ بِشِبْلَيْكَ وَ سِبْطَيْكَ حَسَنٍ وَ حُسَيْنٍ فَجَعَلْتُ حَسَناً مَعْدِنَ عِلْمِي بعد انْقِضَاءِ مُدَّةِ أَبِيهِ وَ جَعَلْتُ حُسَيْناً خَازِنَ وَحْيِي وَ أَكْرَمْتُهُ بِالشَّهَادَةِ وَ خَتَمْتُ لَهُ بِالسَّعَادَةِ فَهُوَ أَفْضَلُ مَنِ اسْتُشْهِدَ وَ أَرْفَعُ الشُّهَدَاءِ دَرَجَةً جَعَلْتُ كَلِمَتِيَ التَّامَّةَ مَعَهُ وَ حُجَّتِيَ الْبَالِغَةَ عِنْدَهُ بِعِتْرَتِهِ أُثِيبُ وَ أُعَاقِبُ أَوَّلُهُمْ عَلِيٌّ سَيِّدُ الْعَابِدِينَ وَ زَيْنُ أَوْلِيَائِيَ الْمَاضِينَ وَ ابْنُهُ شِبْهُ جَدِّهِ الْمَحْمُودِ مُحَمَّدٌ الْبَاقِرُ عِلْمِي وَ الْمَعْدِنُ لِحِكْمَتِي سَيَهْلِكُ الْمُرْتَابُونَ فِي جَعْفَرٍ الرَّادُّ عَلَيْهِ كَالرَّادِّ عَلَيَّ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأُكْرِمَنَّ مَثْوَى جَعْفَرٍ وَ لَأَسُرَّنَّهُ فِي أَشْيَاعِهِ وَ أَنْصَارِهِ وَ أَوْلِيَائِهِ أُتِيحَتْ بَعْدَهُ مُوسَى فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ حِنْدِسٌ لِأَنَّ خَيْطَ فَرْضِي لَا يَنْقَطِعُ وَ حُجَّتِي لَا تَخْفَى وَ أَنَّ أَوْلِيَائِي يُسْقَوْنَ بِالْكَأْسِ الْأَوْفَى مَنْ جَحَدَ وَاحِداً مِنْهُمْ فَقَدْ جَحَدَ نِعْمَتِي وَ مَنْ غَيَّرَ آيَةً مِنْ كِتَابِي فَقَدِ افْتَرَى عَلَيَّ وَيْلٌ لِلْمُفْتَرِينَ الْجَاحِدِينَ عِنْدَ انْقِضَاءِ مُدَّةِ مُوسَى عَبْدِي وَ حَبِيبِي وَ خِيَرَتِي فِي عَلِيٍّ وَلِيِّي وَ نَاصِرِي وَ مَنْ أَضَعُ عَلَيْهِ أَعْبَاءَ النُّبُوَّةِ وَ أَمْتَحِنُهُ بِالِاضْطِلَاعِ بِهَا يَقْتُلُهُ عِفْرِيتٌ مُسْتَكْبِرٌ يُدْفَنُ فِي الْمَدِينَةِ الَّتِي بَنَاهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ إِلَى جَنْبِ شَرِّ خَلْقِي حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَسُرَّنَّهُ بِمُحَمَّدٍ ابْنِهِ وَ خَلِيفَتِهِ مِنْ بَعْدِهِ وَ وَارِثِ عِلْمِهِ فَهُوَ مَعْدِنُ عِلْمِي وَ مَوْضِعُ سِرِّي وَ حُجَّتِي عَلَى خَلْقِي لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ بِهِ إِلَّا جَعَلْتُ الْجَنَّةَ مَثْوَاهُ وَ شَفَّعْتُهُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ كُلُّهُمْ قَدِ اسْتَوْجَبُوا النَّارَ وَ أَخْتِمُ بِالسَّعَادَةِ لِابْنِهِ عَلِيٍّ وَلِيِّي وَ نَاصِرِي وَ الشَّاهِدِ فِي خَلْقِي وَ أَمِينِي عَلَى وَحْيِي أُخْرِجُ مِنْهُ الدَّاعِيَ إِلَى سَبِيلِي وَ الْخَازِنَ لِعِلْمِيَ الْحَسَنَ وَ أُكْمِلُ ذَلِكَ بِابْنِهِ محمد رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ عَلَيْهِ كَمَالُ مُوسَى وَ بَهَاءُ عِيسَى وَ صَبْرُ أَيُّوبَ فَيُذَلُّ أَوْلِيَائِي فِي زَمَانِهِ وَ تُتَهَادَى رُءُوسُهُمْ كَمَا تُتَهَادَى رُءُوسُ التُّرْكِ وَ الدَّيْلَمِ فَيُقْتَلُونَ وَ يُحْرَقُونَ وَ يَكُونُونَ خَائِفِينَ مَرْعُوبِينَ وَجِلِينَ تُصْبَغُ الْأَرْضُ بِدِمَائِهِمْ وَ يَفْشُو الْوَيْلُ وَ الرَّنَّةُ فِي نِسَائِهِمْ أُولَئِكَ أَوْلِيَائِي حَقّاً بِهِمْ أَدْفَعُ كُلَّ فِتْنَةٍ عَمْيَاءَ حِنْدِسٍ وَ بِهِمْ أَكْشِفُ الزَّلَازِلَ وَ أَدْفَعُ الْآصَارَ وَ الْأَغْلَالَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَالِمٍ قَالَ أَبُو بَصِيرٍ لَوْ لَمْ تَسْمَعْ فِي دَهْرِكَ إِلَّا هَذَا الْحَدِيثَ لَكَفَاكَ فَصُنْهُ إِلَّا عَنْ أَهْلِهِ
الكافي ج1 ص529
وهذا يرجح أحد اللفظين كما تعلم
2-
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ شَهِدْتُ جِنَازَةَ أَبِي بَكْرٍ يَوْمَ مَاتَ وَ شَهِدْتُ عُمَرَ حِينَ بُويِعَ وَ عَلِيٌّ ع جَالِسٌ نَاحِيَةً فَأَقْبَلَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ جَمِيلُ الْوَجْهِ بَهِيٌّ عَلَيْهِ ثِيَابُ حِسَانٌ وَ هُوَ مِنْ وُلْدِ هَارُونَ حَتَّى قَامَ عَلَى رَأْسِ عُمَرَ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْتَ أَعْلَمُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِكِتَابِهِمْ وَ أَمْرِ نَبِيِّهِمْ قَالَ فَطَأْطَأَ عُمَرُ رَأْسَهُ فَقَالَ إِيَّاكَ أَعْنِي وَ أَعَادَ عَلَيْهِ الْقَوْلَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ لِمَ ذَاكَ قَالَ إِنِّي جِئْتُكَ مُرْتَاداً لِنَفْسِي شَاكّاً فِي دِينِي فَقَالَ دُونَكَ هَذَا الشَّابَّ قَالَ وَ مَنْ هَذَا الشَّابُّ قَالَ هَذَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ هَذَا أَبُو الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ ابْنَيْ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ هَذَا زَوْجُ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ ص فأقبل الْيَهُودِيُّ عَلَى عَلِيٍّ ع فَقَالَ أَ كَذَاكَ أَنْتَ قَالَ نَعَمْ قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ ثَلَاثٍ وَ ثَلَاثٍ وَ وَاحِدَةٍ قَالَ فَتَبَسَّمَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع مِنْ غَيْرِ تَبَسُّمٍ وَ قَالَ يَا هَارُونِيُّ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَ سَبْعاً قَالَ أَسْأَلُكَ عَنْ ثَلَاثٍ فَإِنْ أَجَبْتَنِي سَأَلْتُ عَمَّا بَعْدَهُنَّ وَ إِنْ لَمْ تَعْلَمْهُنَّ عَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ فِيكُمْ عَالِمٌ قَالَ عَلِيٌّ ع فَإِنِّي أَسْأَلُكَ بِالْإِلَهِ الَّذِي تَعْبُدُهُ لَئِنْ أَنَا أَجَبْتُكَ فِي كُلِّ مَا تُرِيدُ لَتَدَعَنَّ دِينَكَ وَ لَتَدْخُلَنَّ فِي دِينِي قَالَ مَا جِئْتُ إِلَّا لِذَاكَ قَالَ فَسَلْ قَالَ أَخْبِرْنِي عَنْ أَوَّلِ قَطْرَةِ دَمٍ قَطَرَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَيُّ قَطْرَةٍ هِيَ وَ أَوَّلِ عَيْنٍ فَاضَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَيُّ عَيْنٍ هِيَ وَ أَوَّلِ شَيْءٍ اهْتَزَّ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَيُّ شَيْءٍ هُوَ فَأَجَابَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فَقَالَ لَهُ أَخْبِرْنِي عَنِ الثَّلَاثِ الْأُخَرِ أَخْبِرْنِي عَنْ مُحَمَّدٍ كَمْ لَهُ مِنْ إِمَامٍ عَدْلٍ وَ فِي أَيِّ جَنَّةٍ يَكُونُ وَ مَنْ سَاكَنَهُ مَعَهُ فِي جَنَّتِهِ فَقَالَ( يَا هَارُونِيُّ إِنَّ لِمُحَمَّدٍ اثْنَيْ عَشَرَ إِمَامَ عَدْلٍ) لَا يَضُرُّهُمْ خِذْلَانُ مَنْ خَذَلَهُمْ وَ لَا يَسْتَوْحِشُونَ بِخِلَافِ مَنْ خَالَفَهُمْ وَ إِنَّهُمْ فِي الدِّينِ أَرْسَبُ مِنَ الْجِبَالِ الرَّوَاسِي فِي الْأَرْضِ وَ مَسْكَنُ مُحَمَّدٍ فِي جَنَّتِهِ مَعَهُ أُولَئِكَ الِاثْنَيْ عَشَرَ الْإِمَامَ الْعَدْلَ فَقَالَ صَدَقْتَ وَ اللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِنِّي لَأَجِدُهَا فِي كُتُبِ أَبِي هَارُونَ كَتَبَهُ بِيَدِهِ وَ أَمْلَاهُ مُوسَى عَمِّي ع قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنِ الْوَاحِدَةِ أَخْبِرْنِي عَنْ وَصِيِّ مُحَمَّدٍ كَمْ يَعِيشُ مِنْ بَعْدِهِ وَ هَلْ يَمُوتُ أَوْ يُقْتَلُ قَالَ يَا هَارُونِيُّ يَعِيشُ بَعْدَهُ ثَلَاثِينَ سَنَةً لَا يَزِيدُ يَوْماً وَ لَا يَنْقُصُ يَوْماً ثُمَّ يُضْرَبُ ضَرْبَةً هَاهُنَا يَعْنِي عَلَى قَرْنِهِ فَتُخْضَبُ هَذِهِ مِنْ هَذَا قَالَ فَصَاحَ الْهَارُونِيُّ وَ قَطَعَ كُسْتِيجَهُ وَ هُوَ يَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ أَنَّكَ وَصِيُّهُ يَنْبَغِي أَنْ تَفُوقَ وَ لَا تُفَاقَ وَ أَنْ تُعَظَّمَ وَ لَا تُسْتَضْعَفَ قَالَ ثُمَّ مَضَى بِهِ عَلِيٌّ ع إِلَى مَنْزِلِهِ فَعَلَّمَهُ مَعَالِمَ الدِّينِ
الكافي ج1 ص530
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ كُنْتُ حَاضِراً لَمَّا هَلَكَ أَبُو بَكْرٍ وَ اسْتَخْلَفَ عُمَرَ أَقْبَلَ يَهُودِيٌّ مِنْ عُظَمَاءِ يَهُودِ يَثْرِبَ وَ تَزْعُمُ يَهُودُ الْمَدِينَةِ أَنَّهُ أَعْلَمُ أَهْلِ زَمَانِهِ حَتَّى رُفِعَ إِلَى عُمَرَ فَقَالَ لَهُ يَا عُمَرُ إِنِّي جِئْتُكَ أُرِيدُ الْإِسْلَامَ فَإِنْ أَخْبَرْتَنِي عَمَّا أَسْأَلُكَ عَنْهُ فَأَنْتَ أَعْلَمُ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ بِالْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ وَ جَمِيعِ مَا أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَ عَنْهُ قَالَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ إِنِّي لَسْتُ هُنَاكَ لَكِنِّي أُرْشِدُكَ إِلَى مَنْ هُوَ أَعْلَمُ أُمَّتِنَا بِالْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ وَ جَمِيعِ مَا قَدْ تَسْأَلُ عَنْهُ وَ هُوَ ذَاكَ فَأَوْمَأَ إِلَى عَلِيٍّ ع فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ يَا عُمَرُ إِنْ كَانَ هَذَا كَمَا تَقُولُ فَمَا لَكَ وَ لِبَيْعَةِ النَّاسِ وَ إِنَّمَا ذَاكَ أَعْلَمُكُمْ فَزَبَرَهُ عُمَرُ ثُمَّ إِنَّ الْيَهُودِيَّ قَامَ إِلَى عَلِيٍّ ع فَقَالَ لَهُ أَنْتَ كَمَا ذَكَرَ عُمَرُ فَقَالَ وَ مَا قَالَ عُمَرُ فَأَخْبَرَهُ قَالَ فَإِنْ كُنْتَ كَمَا قَالَ سَأَلْتُكَ عَنْ أَشْيَاءَ أُرِيدُ أَنْ أَعْلَمَ هَلْ يَعْلَمُهُ أَحَدٌ مِنْكُمْ فَأَعْلَمَ أَنَّكُمْ فِي دَعْوَاكُمْ خَيْرُ الْأُمَمِ وَ أَعْلَمُهَا صَادِقِينَ وَ مَعَ ذَلِكَ أَدْخُلُ فِي دِينِكُمُ الْإِسْلَامِ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع نَعَمْ أَنَا كَمَا ذَكَرَ لَكَ عُمَرُ سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ أُخْبِرْكَ بِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ أَخْبِرْنِي عَنْ ثَلَاثٍ وَ ثَلَاثٍ وَ وَاحِدَةٍ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ ع يَا يَهُودِيُّ وَ لِمَ لَمْ تَقُلْ أَخْبِرْنِي عَنْ سَبْعٍ فَقَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ إِنَّكَ إِنْ أَخْبَرْتَنِي بِالثَّلَاثِ سَأَلْتُكَ عَنِ الْبَقِيَّةِ وَ إِلَّا كَفَفْتُ فَإِنْ أَنْتَ أَجَبْتَنِي فِي هَذِهِ السَّبْعِ فَأَنْتَ أَعْلَمُ أَهْلِ الْأَرْضِ وَ أَفْضَلُهُمْ وَ أَوْلَى النَّاسِ بِالنَّاسِ فَقَالَ لَهُ سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ يَا يَهُودِيُّ قَالَ أَخْبِرْنِي عَنْ أَوَّلِ حَجَرٍ وُضِعَ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ وَ أَوَّلِ شَجَرَةٍ غُرِسَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ وَ أَوَّلِ عَيْنٍ نَبَعَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ فَأَخْبَرَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع ثُمَّ قَالَ لَهُ الْيَهُودِيُّ أَخْبِرْنِي عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ كَمْ لَهَا مِنْ إِمَامٍ هُدًى وَ أَخْبِرْنِي عَنْ نَبِيِّكُمْ مُحَمَّدٍ أَيْنَ مَنْزِلُهُ فِي الْجَنَّةِ وَ أَخْبِرْنِي مَنْ مَعَهُ فِي الْجَنَّةِ فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع( إِنَّ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ اثْنَيْ عَشَرَ إِمَاماً هُدًى مِنْ ذُرِّيَّةِ نَبِيِّهَا وَ هُمْ مِنِّي) وَ أَمَّا مَنْزِلُ نَبِيِّنَا فِي الْجَنَّةِ فَفِي أَفْضَلِهَا وَ أَشْرَفِهَا جَنَّةِ عَدْنٍ وَ أَمَّا مَنْ مَعَهُ فِي مَنْزِلِهِ فِيهَا فَهَؤُلَاءِ الِاثْنَا عَشَرَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ وَ أُمُّهُمْ وَ جَدَّتُهُمْ وَ أُمُّ أُمِّهِمْ وَ ذَرَارِيُّهُمْ لَا يَشْرَكُهُمْ فِيهَا أَحَدٌ[/size][size=9] [/size][size=9]
الكافي ج1 ص532
وهنا لاحظ أن السائل في الروايتين نفس الشخص ولكن إختلف الراوي فالأول أبي الطفيل والثاني أبي سعيد الخدري والكلام بين القوسين مختلف في اللفظ والمعنى .. وهنا لا دخل ليد النساخ .. فكيف ستحل هذا الإشكال بين الروايتين ..؟!
3-
الاختصاص 209 في إثبات إمامة الأئمة الاثني عشر ع[/size][size=9]
[/size][size=9]عن الأصبغ بن نباتة قال أتيت أمير المؤمنين ع فوجدته متفكرا ينكت في الأرض فقلت يا أمير المؤمنين ما لي أراك متفكرا تنكت في الأرض أ رغبة منك فيها قال لا و الله ما رغبت فيها و لا في الدنيا يوما قط و لكني فكرت في( مولود يكون من ظهر الحادي عشر من ولدي هو المهدي) الذي يملأها عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا يكون له حيرة و غيبة يضل فيها أقوام و يهتدي فيها آخرون فقلت إن هذا لكائن قال نعم كما أنه مخلوق فإني لك بهذا الأمر يا أصبغ أولئك خيار هذه الأمة مع خيار أبرار هذه العترة قلت و ما يكون بعد
ذلك قال الله يفعل ما يشاء فإن لله إرادات و بداءات و غايات و نهايات
دلائلالإمامة 289 معرفة ما ورد من الأخبار في وجوب الغيبة[/size][size=9]
[/size][size=9]عن الأصبغ بن نباتة قال أتيت أمير المؤمنين فوجدته مفكرا ينكت في الأرض فقلت يا أمير المؤمنين ما لي أراك مفكرا تنكت في الأرض أ رغبة منك فيها فقال لا و الله ما رغبت في الدنيا قط و لكني فكرت في( مولود يكون من ظهر الحادي عشر هو المهدي) يملؤها عدلا كما ملئت جورا و ظلما تكون له حيرة و غيبة يضل فيها قوم و يهتدي بها آخرون فقلت يا أمير المؤمنين و كم تكون تلك الحيرة و تلك الغيبة قال ع و أنى بذلك فكيف لك العلم بهذا الأمر يا أصبغ أولئك خيار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة
وهنا التباين واضح لروايتين صدرتا من نفس الراوي الأصبغ .. فكيف سترجح أحاها .. وخصوصاً أن هنالك ما يؤيد أحد المعنيين من الروايات التالية :
الصراطالمستقيم 4 126 2- فصل ..... ص : 123[/size][size=9]
[/size][size=9]و بهذه الطرق أن الأصبغ دخل على علي فوجده متفكرا فقال فيم فقال( في الحادي عشر من ولدي هو المهدي) يكون له حيرة و غيبة يضل فيها قوم و يهتدي فيها آخرون أولئك خيار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة و نحوه أسند ابن بابويه بطريقين إلى علي ع
عن الأصبغ بن نباتة قال أتيت أمير المؤمنين عليا ع ذات يوم فوجدته مفكرا ينكت في الأرض فقلت يا أمير المؤمنين تنكت في الأرض أ رغبة منك فيها فقال لا و الله ما رغبت فيها و لا في الدنيا ساعة قط و لكن فكري في( مولود يكون من ظهري هو المهدي) الذي يملأها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا تكون له حيرة و غيبة يضل فيها أقوام و يهتدي فيها آخرون فقلت يا أمير المؤمنين فكم تكون تلك الحيرة و الغيبة فقال سبت من الدهر فقلت إن هذا لكائن فقال نعم كما أنه مخلوق قلت أدرك ذلك الزمان فقال أني لك يا أصبغ بهذا الأمر أولئك خيار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة فقلت ثم ما ذا يكون بعد ذلك قال يفعل الله ما يشاء فإن له إرادات و غايات و نهايات[/size][size=9] [/size][size=9]
كمالالدين 25 287 1- باب ما أخبر به النبي ص
والسلام[/size][size=9][/size]
مسلم- مشترك مجتهد
- عدد الرسائل : 57
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 31/05/2007
رد
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و صلى الله على خير خلقه محمد
و آله الطيبين الطاهرين و صحبه المنتجبين :
الأخ مقبل التراب (وفقك الله)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أما بعد فهذا حديث فيه شيء من التفصيل حول مبحث علم النحو اقرأه بتدبر فإن فيه إجابات لما طرحته سابقاً من رد :
أولاً : قولك فلم يرد عن المعصومين إن على المعصوم أن يلتزم قواعد النحو العربي)
الجواب : نعم ، لم ترد إشارة صريحة لذلك لأن اللحن في تلك الفترة كان مقتصراً على العوام دون العلماء فعدم مخالفة قواعد اللغة كانت من أكثر البديهيات معرفة لدى الناس و لم تكن مشكلة تعاني منها الأوساط العلمية (دون الشعبية) لذلك لم تكن هناك حاجة للتأكيد على هذا المعنى .
و مع ذلك وردت العديد من الروايات التي تؤكد أن المعصوم لا يخالف قواعد اللغة العربية و منها ، الرواية المشهورة عنهم (إعطينا الفصاحة) و أحد معاني الفصاحة هو (عدم اللحن) ، ففي لسان العرب (فصح الأعجمي بالضم فصاحة تكلم العربية و فهم عنه ، و قيل جادت لغته حتى لا يلحن ..) ، و ها هو الأستاذ ضياء الزيدي قام بتأويل كلام أمير المؤمنين لا لشيء إلا لأنه يرى أن عبارة الإمام تخالف البلاغة (أنظر هي لا تخالف النحو) و الخطأ البلاغي أهون بكثير من الخطأ النحوي كما تعلمون ، فهو – أي الأستاذ ضياء الزيدي لا يتوقع و لا يحتمل أن يصدر خطأ بلاغي من أمير المؤمنين و مستعد لتأويل الحديث في سبيل أن لا تكون عبارة الإمام مخالفة للبلاغة كما أورت لك سابقاً عبارته و أعيدها عليك الآن : في كتابه (المهدي و المهديين في القرآن و السنة) ص 104 بعد أن ذكر حديثاً لأمير المؤمنين (ع) جاء فيه : (( .. حتى يظهر فيهم عصابة لا خلاق لهم يدعون لولدي و هم براء من ولدي ...)) يعلق الزيدي بقوله : ( فعلي بن أبي طالب قصد من كلمة (ولدي) الأولى الإمام المهدي (محمد بن الحسن – روحي فداه ) و في الكلمة الثانية المهدي الأول (أو قل السيد أحمد الحسن) و هذا واضح من جهتين الأولى من الناحية النحوية و البلاغية لا يجوز تكرار الكلمة إن أمكن استعمال الضمير إلا في حالات و هي من الضعف و الركاكة و قد فصلوا القول بها و علي بن أبي طالب قطعاً سيد البلغاء و المتكلمين فلو أراد بعودة الضمير على الشخص السابق لقال :(و هم براء منه) ...) فهذا دليل من لسانكم يأبى على المعصوم أن يخالف القواعد النحوية و البلاغية و يقوم بتأويل الكلام الذي يتضمن ظاهرا أخطاء نحوية ، و نفس هذا الأمر قام به الشهيد (محمد بن الحسن النيشابوري ت 508) في كتابه (روضة الواعظين) حيث رفض بيتاً منسوباً للزهراء (ع) لأن فيه لحناً و قال : (( إن هذه الأبيات إما مخلوقة أو يجوز أن يكون الغلط من الراوي لأنه معلوم أنهم (ع) فصحاء بلغاء لا يجري اللحن على لسانهم )) فكانت مسألة عدم جواز اللحن على المعصوم من البديهيات التي لا يختلف اثنان فيها ..
و منها رواية أبي الأسود عندما قال له أمير المؤمنين (إني سمعت في بلدكم لحناً و أريد أن أضع كتاباً في اللغة) فأجابه أبو الأسود (إذن أنقذت أقواماً من الهلاك) فأقر أمير المؤمنين كلام أبي الأسود و لم يعلق عليه (و تقرير المعصوم حجة) ، فإذا جاز وصف اللحن بالهلاك فكيف يجوز أن يلصق اللحن بالمعصوم ؟!
و منها أنهم (ع) لم يصدر من أي واحد منهم اللحن و لو كان كذلك لوجد فيه أعداؤهم مرتعاً خصباً للتشكيك و التشهير بهم و هذا لم يحصل طوال تاريخهم .
و منها أن صدور اللحن منهم فيه (مخالفة للأولى) لأن الأفضل أن يصدر كلامهم منتظماً خالياً من التناقض و الاختلاف (حتى على المستوى الإعرابي) و هم سادة العرب فصدور اللحن منهم لا يليق بهم .
و منها صدور اللحن منهم يستلزم جهلهم النسبي بأحد العلوم (و قد سمعت رواية أمير المؤمنين التي تصرح أن علم النحو من العلوم ذات الاعتبار) و الجهل لا يصدر عنهم في أي علم دينياً كان أم دنيوياً صغيراً أم كبيراً مهماً أم غير مهم ، لقد ذم النبي علم الأنساب و قال (لا يضر من جهله و لا ينفع من علمه) فهل كان النبي جاهلاً بعلم الأنساب ؟! فإن قلت نعم فقد جئت شيئاً إداً و نسبت الجهل إلى النبي ، و إن قلت كلا فنفس الشيء ينطبق على علم النحو .
ثانياً : (فقه اللغة) – و الذي قصدت به معنى فهم اللغة - معنى واسع يشمل معاني و أصول الكلمات – كما ذكرت أنت- و يشمل أيضاً القواعد النحوية ، لأن النحو يتضمن (الإعراب) و هو الإيضاح بقصد التفهيم ، و الفهم هو الفقه و أضرب لك مثالاً على ذك كي يتضح المطلب أكثر :
كلمة (ما) تأتي في عدة استعمالات منها : النافية و الشرطية و الاسم الموصول و الزائدة و الاستفهامية و غيرها ، و لا يمكن فهم الجمل إلا بفهم موارد هذه الكلمة و بالتالي فهم (فقه) اللغة يعتمد على علم النحو أيضاً .
ثالثاً : أوافقك الحديث أن (إن اللغة العربية أو لغة القرآن أعم من النحو) و لكن لا أوافق على زعمك (أن النحو طارئ عليها ) و أردت إثباتاً أن (أن العرب في عصر من عصورهم – أياً كان – قد التزموا بالقواعد النحوية) فأقول لك :
إن القواعد التي نتكلم عنها هي أمور ثابتة لم تتغير و لم تتبدل منذ الجاهلية إلى يومنا هذا و من جملة هذه القواعد الثابتة :
المرفوعات هي (الفاعل ، نائب الفاعل ، المبتدأ ، و الخبر ، اسم كان ، خبر إن و غيرها)
المنصوبات هي ( المفعول به و لأجله و فيه ، خبر كان اسم إن ، الحال ، الخ ..)
المخفوضات هي ( ما تبع حروف الجر )
و العرب لم يختلفوا في حديثهم حول هذه الأساسيات و هذه أشعارهم و خطبهم من الجاهلية حتى ما بعد الإسلام موجودة لم يختلفوا و لم يخالفوا هذه القواعد و لم يسمع اللحن في جزيرة العرب إلا في بداية عصر الإسلام كما قلت لك ، و القرآن الكريم أيضاً لم يخالف هذه القواعد ، و أهل البيت في كلامهم لم يخالفوا هذه القواعد و أنت مطالب أن تثبت أن أهل البيت كانوا يخالفون قواعد اللغة في كلامهم و أن العرب كانوا كذلك .
إنني طوال الفترة السابقة لم أتحدث عن قواعد نحوية مغمورة أو معقدة أو ذات تفاصيل لا فائدة منها أو قواعد خلافية بين قبائل العرب و التي قد تندرج ضمن (السهك) و إنما كان الحديث عن الأمور التي لا يختلف عليها اثنان من العرب و لا يختلف عليها القرآن و أهل البيت (ع) و هي كما ذكرت أعلاه .
ثم متى تم تلفيق قواعد علم النحو ؟ هل اجتمع العرب في مؤتمر دولي و أقروا هذه القواعد ثم صادقوا عليها و ألزموا العرب التكلم بها ؟! لو كانت القواعد ملفقة لحدث فيها من الاختلاف ما جعل استخدام اللغة أمراً عسيراً ... و لو كانت القواعد ملفقة لاحتاج العرب إلى قرون كي يتمكنوا من تعليم أهل الجزيرة هذه القواعد !! كيف و عندما جاء القرآن فهمه جميع العرب و أذهلوا به و لم يكونوا يتضاربون في فهمه لأن اللغة كانت سليمة لديهم .
و كذلك تلفيق هذه القواعد يحتاج إلى معجزة إلهية لأن اللغة من الوسع و التعقيد و التشعب ما يضيق باختراعها العقل البشري و سيتضح ذلك أكثر إن شاء الله ، .
رابعاً : لم تكن موفقاً عندما أفتيت في القرآن برأيك و لم تستند في ذلك إلى شيء و زعمت أن القرآن خالف قواعد اللغة لأنها ملفقة لا حقيقة لها ، أود أن أجيبك على شكل نقاط ..
1. هل تمتلك رواية واحدة عن أهل البيت تؤيد ما تقوله من أن في القرآن لحناً ؟ و هل تمتلك رواية واحدة عن أهل البيت تؤيد ما تقوله من تأويل لوجه الحكمة في مخالفة قواعد العرب ؟.
2. هل تمتلك أمثلة أخرى غير التي ذكرتها من الآيات القرآنية التي تزعم أنها خالفت كلام العرب فإذا امتلكتها فهاتها ، و إذا لم تمتلك فهل تستطيع أن تخبرني (مسنداً بالدليل) لماذا أنحصرت الأخطاء بهذه الآيات دون غيرها ؟ و على هذه القاعدة دون غيرها ؟ و في اسم إن دون خبرها ؟ و هل توجد حكمة في هذا التخصيص أم لا ؟
3. ذكرت لك أن جميع أمثلتك القرآنية موافقة لكلام العرب و ما جئت به من إعراب ليس من عند نفسي بل هو موجود في كلام العرب و أشعارهم و في موارد أخرى من القرآن ، أليس هذا كافياً للقول أن القرآن لم يخالف قواعد اللغة ؟ فإذا كان هناك دليل من كلام العرب يؤيد أن القرآن لم يخالف النحو فلماذا الهروب من الدليل إذن ؟ أما الحذف و التقدير فهو مشهور في كلام العرب و يؤدي غرضاً بلاغياً معيناً و لا يكون نقصاً أو عيباً إذا كان من ورائه حكمة و إذا دلت عليه قرينة ، فأي ترقيع للنظرية تقصد إذا كان أصحاب اللغة و أهل اللغة يقرون بذلك ؟ .
4 . ثم إذا كان القرآن تارة يرفع اسم إن و الأخرى ينصبه ألم يكن هذا من باب الاختلاف في القرآن ؟ و قد قال تعالى (و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً) .
5. إذا كان في القرآن لحناً فلماذا لم يشنع عليه المشركون و يحاولوا الطعن فيه و قد كانوا يجهدون أنفسهم في ذلك فلم يستطيعوا ؟ ((قل لو اجتمعت الجن و الإنس على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون به و لو كان بعضهم لبعض ظهيراً)) و سبحان الله نفس هذه الآية فيها فائدة نحوية فالقرآن قال (على أن يأتوا) ثم قال (لا يأتون) فلماذا حذف النون في الأولى و أثبتها في الثانية أليس هذا من باب الالتزام بقواعد النحو التي تزعم أنت أنها ملفقة ؟! فكيف التزم بها القرآن إن كانت ملفقة ؟! و لماذا لم يرفع خبر كان و يقول (ظهير) كما يفعل غالباً السيد أحمد إذا كانت قواعد النحو ملفقة لا أصل لها ؟!
6. كيف يصح أن يكون القرآن دستوراً للناس في أمور دينهم و دنياهم و هو لم يكتب بنسق واحد منظم و يضم الاختلاف في جوانبه ؟ نحن نرى أن الدساتير الوضعية تكتب بلغة موحدة متفق عليها فلماذا يشذ القرآن عن ذلك - بزعمك - و هو الدستور الإلهي الكامل ؟
7. كيف ستفهم الآيات القرآنية الآتية إذا لم تكتب بما يوافق كلام العرب :
* (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ) فإذا كان لفظ الجلالة مرفوعاً و العلماء منصوبة كيف سيكون المعنى ؟
* (إن اللهَ بريءٌ من المشركين و رسولُهُ) هل تتصور المعنى إذا كانت لفظة (و رسوله) مجرورة ؟!! و قد سمع هذه الآية أحد الأعراب في زمن الخليفة الدنيوي (عمر) تقرأ بجر كلمة (و رسولهِ) فقال (إن كان الله يبرأ من رسوله فأنا أبرأ من رسوله أيضاً !!) ألا يفسر لك ذلك أهمية علم النحو في حفظ الإنسان من الهلاك و الضلالة ؟.
* (و اللاتي يأتين الفاحشة فاستشهدوا عليهن أربعة منكم ) فإذا قال القرآن (أربعاً منكم) كيف سيكون المعنى ؟ و هل سيكون الشهود ذكوراً أم إناثاً ؟
كل هذه و غيرها لا حصر أمثلة على إلتزام القرآن الشديد بقواعد العرب حتى لا يدع مجالاً لكثرة التأويلات و التخبط في عملية الفهم ، فأي مخالفة للقواعد في الآيات السابقة كان من السهل على كل منحرف أن يدخل في دين الله ما يشاء بحجة أن القرآن يقول بذلك ؟ و حاشى للقرآن ذلك و هو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين و لا من خلفه ، و أنا لا أتحدث هنا فقط عن الاستنباط الشرعي الذي يقوم به المجتهدون بل أتحدث أيضاً أن إحدى وسائل فهم الإنسان الصحيح للقرآن هو استخدام علم النحو حتى لا يقع الإنسان في التيه و الضلالة خصوصاً إذا لم ترد رواية صريحة في تفسير هذه الآية بل حتى لو وردت رواية نحتاج علم النحو لفهم كلام أهل البيت و أنا هنا أعود و أورد لك حديث ( أعربوا كلامنا فإنا قوم فصحاء ) و أذكر لك مثالاً لوجوب استخدام النحو كإحدى وسائل فهم كلامهم (ع) ، ففي البحار 52 ص 278 وردت رواية أبي جعفر: (( إن كنتم تأملون أن يجيئكم من وجه ثم جاءكم من وجه فلا تنكرونه )) و ليس كما أوردتها أنت (فلا تنكروه) و لعل هذا بسبب عدم اهتمامك بعلم النحو تأسياً بالسيد أحمد الحسن ، و الفرق أنه لو كانت (فلا تنكرونه) كانت (لا) نافية أي تنفي حصول الإنكار ، و إن كانت (فلا تنكروه) كانت (لا) ناهية أي تنهى عن الإنكار ، و فرق المعنيين شاسع جداً .. فهذا دليل على وجوب استخدام علم النحو لفهم كلامهم (ع) و الحمد لله أنك أخطأت في نقل الرواية ليتبين لك مدى دقة كلامهم (ع) و لزوم معرفة المكلف بعلم النحو لكي يعرب كلامهم و يفهمه ، و أود أن أشير أيضاً أن الأستاذ (ضياء الزيدي) أستدل بعلمي (النحو و البلاغة) لفهم إحدى روايات أهل البيت كما في كتابه (المهدي و المهديين) ص 50 - 51 فراجع إن شئت .
و آله الطيبين الطاهرين و صحبه المنتجبين :
الأخ مقبل التراب (وفقك الله)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أما بعد فهذا حديث فيه شيء من التفصيل حول مبحث علم النحو اقرأه بتدبر فإن فيه إجابات لما طرحته سابقاً من رد :
أولاً : قولك فلم يرد عن المعصومين إن على المعصوم أن يلتزم قواعد النحو العربي)
الجواب : نعم ، لم ترد إشارة صريحة لذلك لأن اللحن في تلك الفترة كان مقتصراً على العوام دون العلماء فعدم مخالفة قواعد اللغة كانت من أكثر البديهيات معرفة لدى الناس و لم تكن مشكلة تعاني منها الأوساط العلمية (دون الشعبية) لذلك لم تكن هناك حاجة للتأكيد على هذا المعنى .
و مع ذلك وردت العديد من الروايات التي تؤكد أن المعصوم لا يخالف قواعد اللغة العربية و منها ، الرواية المشهورة عنهم (إعطينا الفصاحة) و أحد معاني الفصاحة هو (عدم اللحن) ، ففي لسان العرب (فصح الأعجمي بالضم فصاحة تكلم العربية و فهم عنه ، و قيل جادت لغته حتى لا يلحن ..) ، و ها هو الأستاذ ضياء الزيدي قام بتأويل كلام أمير المؤمنين لا لشيء إلا لأنه يرى أن عبارة الإمام تخالف البلاغة (أنظر هي لا تخالف النحو) و الخطأ البلاغي أهون بكثير من الخطأ النحوي كما تعلمون ، فهو – أي الأستاذ ضياء الزيدي لا يتوقع و لا يحتمل أن يصدر خطأ بلاغي من أمير المؤمنين و مستعد لتأويل الحديث في سبيل أن لا تكون عبارة الإمام مخالفة للبلاغة كما أورت لك سابقاً عبارته و أعيدها عليك الآن : في كتابه (المهدي و المهديين في القرآن و السنة) ص 104 بعد أن ذكر حديثاً لأمير المؤمنين (ع) جاء فيه : (( .. حتى يظهر فيهم عصابة لا خلاق لهم يدعون لولدي و هم براء من ولدي ...)) يعلق الزيدي بقوله : ( فعلي بن أبي طالب قصد من كلمة (ولدي) الأولى الإمام المهدي (محمد بن الحسن – روحي فداه ) و في الكلمة الثانية المهدي الأول (أو قل السيد أحمد الحسن) و هذا واضح من جهتين الأولى من الناحية النحوية و البلاغية لا يجوز تكرار الكلمة إن أمكن استعمال الضمير إلا في حالات و هي من الضعف و الركاكة و قد فصلوا القول بها و علي بن أبي طالب قطعاً سيد البلغاء و المتكلمين فلو أراد بعودة الضمير على الشخص السابق لقال :(و هم براء منه) ...) فهذا دليل من لسانكم يأبى على المعصوم أن يخالف القواعد النحوية و البلاغية و يقوم بتأويل الكلام الذي يتضمن ظاهرا أخطاء نحوية ، و نفس هذا الأمر قام به الشهيد (محمد بن الحسن النيشابوري ت 508) في كتابه (روضة الواعظين) حيث رفض بيتاً منسوباً للزهراء (ع) لأن فيه لحناً و قال : (( إن هذه الأبيات إما مخلوقة أو يجوز أن يكون الغلط من الراوي لأنه معلوم أنهم (ع) فصحاء بلغاء لا يجري اللحن على لسانهم )) فكانت مسألة عدم جواز اللحن على المعصوم من البديهيات التي لا يختلف اثنان فيها ..
و منها رواية أبي الأسود عندما قال له أمير المؤمنين (إني سمعت في بلدكم لحناً و أريد أن أضع كتاباً في اللغة) فأجابه أبو الأسود (إذن أنقذت أقواماً من الهلاك) فأقر أمير المؤمنين كلام أبي الأسود و لم يعلق عليه (و تقرير المعصوم حجة) ، فإذا جاز وصف اللحن بالهلاك فكيف يجوز أن يلصق اللحن بالمعصوم ؟!
و منها أنهم (ع) لم يصدر من أي واحد منهم اللحن و لو كان كذلك لوجد فيه أعداؤهم مرتعاً خصباً للتشكيك و التشهير بهم و هذا لم يحصل طوال تاريخهم .
و منها أن صدور اللحن منهم فيه (مخالفة للأولى) لأن الأفضل أن يصدر كلامهم منتظماً خالياً من التناقض و الاختلاف (حتى على المستوى الإعرابي) و هم سادة العرب فصدور اللحن منهم لا يليق بهم .
و منها صدور اللحن منهم يستلزم جهلهم النسبي بأحد العلوم (و قد سمعت رواية أمير المؤمنين التي تصرح أن علم النحو من العلوم ذات الاعتبار) و الجهل لا يصدر عنهم في أي علم دينياً كان أم دنيوياً صغيراً أم كبيراً مهماً أم غير مهم ، لقد ذم النبي علم الأنساب و قال (لا يضر من جهله و لا ينفع من علمه) فهل كان النبي جاهلاً بعلم الأنساب ؟! فإن قلت نعم فقد جئت شيئاً إداً و نسبت الجهل إلى النبي ، و إن قلت كلا فنفس الشيء ينطبق على علم النحو .
ثانياً : (فقه اللغة) – و الذي قصدت به معنى فهم اللغة - معنى واسع يشمل معاني و أصول الكلمات – كما ذكرت أنت- و يشمل أيضاً القواعد النحوية ، لأن النحو يتضمن (الإعراب) و هو الإيضاح بقصد التفهيم ، و الفهم هو الفقه و أضرب لك مثالاً على ذك كي يتضح المطلب أكثر :
كلمة (ما) تأتي في عدة استعمالات منها : النافية و الشرطية و الاسم الموصول و الزائدة و الاستفهامية و غيرها ، و لا يمكن فهم الجمل إلا بفهم موارد هذه الكلمة و بالتالي فهم (فقه) اللغة يعتمد على علم النحو أيضاً .
ثالثاً : أوافقك الحديث أن (إن اللغة العربية أو لغة القرآن أعم من النحو) و لكن لا أوافق على زعمك (أن النحو طارئ عليها ) و أردت إثباتاً أن (أن العرب في عصر من عصورهم – أياً كان – قد التزموا بالقواعد النحوية) فأقول لك :
إن القواعد التي نتكلم عنها هي أمور ثابتة لم تتغير و لم تتبدل منذ الجاهلية إلى يومنا هذا و من جملة هذه القواعد الثابتة :
المرفوعات هي (الفاعل ، نائب الفاعل ، المبتدأ ، و الخبر ، اسم كان ، خبر إن و غيرها)
المنصوبات هي ( المفعول به و لأجله و فيه ، خبر كان اسم إن ، الحال ، الخ ..)
المخفوضات هي ( ما تبع حروف الجر )
و العرب لم يختلفوا في حديثهم حول هذه الأساسيات و هذه أشعارهم و خطبهم من الجاهلية حتى ما بعد الإسلام موجودة لم يختلفوا و لم يخالفوا هذه القواعد و لم يسمع اللحن في جزيرة العرب إلا في بداية عصر الإسلام كما قلت لك ، و القرآن الكريم أيضاً لم يخالف هذه القواعد ، و أهل البيت في كلامهم لم يخالفوا هذه القواعد و أنت مطالب أن تثبت أن أهل البيت كانوا يخالفون قواعد اللغة في كلامهم و أن العرب كانوا كذلك .
إنني طوال الفترة السابقة لم أتحدث عن قواعد نحوية مغمورة أو معقدة أو ذات تفاصيل لا فائدة منها أو قواعد خلافية بين قبائل العرب و التي قد تندرج ضمن (السهك) و إنما كان الحديث عن الأمور التي لا يختلف عليها اثنان من العرب و لا يختلف عليها القرآن و أهل البيت (ع) و هي كما ذكرت أعلاه .
ثم متى تم تلفيق قواعد علم النحو ؟ هل اجتمع العرب في مؤتمر دولي و أقروا هذه القواعد ثم صادقوا عليها و ألزموا العرب التكلم بها ؟! لو كانت القواعد ملفقة لحدث فيها من الاختلاف ما جعل استخدام اللغة أمراً عسيراً ... و لو كانت القواعد ملفقة لاحتاج العرب إلى قرون كي يتمكنوا من تعليم أهل الجزيرة هذه القواعد !! كيف و عندما جاء القرآن فهمه جميع العرب و أذهلوا به و لم يكونوا يتضاربون في فهمه لأن اللغة كانت سليمة لديهم .
و كذلك تلفيق هذه القواعد يحتاج إلى معجزة إلهية لأن اللغة من الوسع و التعقيد و التشعب ما يضيق باختراعها العقل البشري و سيتضح ذلك أكثر إن شاء الله ، .
رابعاً : لم تكن موفقاً عندما أفتيت في القرآن برأيك و لم تستند في ذلك إلى شيء و زعمت أن القرآن خالف قواعد اللغة لأنها ملفقة لا حقيقة لها ، أود أن أجيبك على شكل نقاط ..
1. هل تمتلك رواية واحدة عن أهل البيت تؤيد ما تقوله من أن في القرآن لحناً ؟ و هل تمتلك رواية واحدة عن أهل البيت تؤيد ما تقوله من تأويل لوجه الحكمة في مخالفة قواعد العرب ؟.
2. هل تمتلك أمثلة أخرى غير التي ذكرتها من الآيات القرآنية التي تزعم أنها خالفت كلام العرب فإذا امتلكتها فهاتها ، و إذا لم تمتلك فهل تستطيع أن تخبرني (مسنداً بالدليل) لماذا أنحصرت الأخطاء بهذه الآيات دون غيرها ؟ و على هذه القاعدة دون غيرها ؟ و في اسم إن دون خبرها ؟ و هل توجد حكمة في هذا التخصيص أم لا ؟
3. ذكرت لك أن جميع أمثلتك القرآنية موافقة لكلام العرب و ما جئت به من إعراب ليس من عند نفسي بل هو موجود في كلام العرب و أشعارهم و في موارد أخرى من القرآن ، أليس هذا كافياً للقول أن القرآن لم يخالف قواعد اللغة ؟ فإذا كان هناك دليل من كلام العرب يؤيد أن القرآن لم يخالف النحو فلماذا الهروب من الدليل إذن ؟ أما الحذف و التقدير فهو مشهور في كلام العرب و يؤدي غرضاً بلاغياً معيناً و لا يكون نقصاً أو عيباً إذا كان من ورائه حكمة و إذا دلت عليه قرينة ، فأي ترقيع للنظرية تقصد إذا كان أصحاب اللغة و أهل اللغة يقرون بذلك ؟ .
4 . ثم إذا كان القرآن تارة يرفع اسم إن و الأخرى ينصبه ألم يكن هذا من باب الاختلاف في القرآن ؟ و قد قال تعالى (و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً) .
5. إذا كان في القرآن لحناً فلماذا لم يشنع عليه المشركون و يحاولوا الطعن فيه و قد كانوا يجهدون أنفسهم في ذلك فلم يستطيعوا ؟ ((قل لو اجتمعت الجن و الإنس على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون به و لو كان بعضهم لبعض ظهيراً)) و سبحان الله نفس هذه الآية فيها فائدة نحوية فالقرآن قال (على أن يأتوا) ثم قال (لا يأتون) فلماذا حذف النون في الأولى و أثبتها في الثانية أليس هذا من باب الالتزام بقواعد النحو التي تزعم أنت أنها ملفقة ؟! فكيف التزم بها القرآن إن كانت ملفقة ؟! و لماذا لم يرفع خبر كان و يقول (ظهير) كما يفعل غالباً السيد أحمد إذا كانت قواعد النحو ملفقة لا أصل لها ؟!
6. كيف يصح أن يكون القرآن دستوراً للناس في أمور دينهم و دنياهم و هو لم يكتب بنسق واحد منظم و يضم الاختلاف في جوانبه ؟ نحن نرى أن الدساتير الوضعية تكتب بلغة موحدة متفق عليها فلماذا يشذ القرآن عن ذلك - بزعمك - و هو الدستور الإلهي الكامل ؟
7. كيف ستفهم الآيات القرآنية الآتية إذا لم تكتب بما يوافق كلام العرب :
* (إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ) فإذا كان لفظ الجلالة مرفوعاً و العلماء منصوبة كيف سيكون المعنى ؟
* (إن اللهَ بريءٌ من المشركين و رسولُهُ) هل تتصور المعنى إذا كانت لفظة (و رسوله) مجرورة ؟!! و قد سمع هذه الآية أحد الأعراب في زمن الخليفة الدنيوي (عمر) تقرأ بجر كلمة (و رسولهِ) فقال (إن كان الله يبرأ من رسوله فأنا أبرأ من رسوله أيضاً !!) ألا يفسر لك ذلك أهمية علم النحو في حفظ الإنسان من الهلاك و الضلالة ؟.
* (و اللاتي يأتين الفاحشة فاستشهدوا عليهن أربعة منكم ) فإذا قال القرآن (أربعاً منكم) كيف سيكون المعنى ؟ و هل سيكون الشهود ذكوراً أم إناثاً ؟
كل هذه و غيرها لا حصر أمثلة على إلتزام القرآن الشديد بقواعد العرب حتى لا يدع مجالاً لكثرة التأويلات و التخبط في عملية الفهم ، فأي مخالفة للقواعد في الآيات السابقة كان من السهل على كل منحرف أن يدخل في دين الله ما يشاء بحجة أن القرآن يقول بذلك ؟ و حاشى للقرآن ذلك و هو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين و لا من خلفه ، و أنا لا أتحدث هنا فقط عن الاستنباط الشرعي الذي يقوم به المجتهدون بل أتحدث أيضاً أن إحدى وسائل فهم الإنسان الصحيح للقرآن هو استخدام علم النحو حتى لا يقع الإنسان في التيه و الضلالة خصوصاً إذا لم ترد رواية صريحة في تفسير هذه الآية بل حتى لو وردت رواية نحتاج علم النحو لفهم كلام أهل البيت و أنا هنا أعود و أورد لك حديث ( أعربوا كلامنا فإنا قوم فصحاء ) و أذكر لك مثالاً لوجوب استخدام النحو كإحدى وسائل فهم كلامهم (ع) ، ففي البحار 52 ص 278 وردت رواية أبي جعفر: (( إن كنتم تأملون أن يجيئكم من وجه ثم جاءكم من وجه فلا تنكرونه )) و ليس كما أوردتها أنت (فلا تنكروه) و لعل هذا بسبب عدم اهتمامك بعلم النحو تأسياً بالسيد أحمد الحسن ، و الفرق أنه لو كانت (فلا تنكرونه) كانت (لا) نافية أي تنفي حصول الإنكار ، و إن كانت (فلا تنكروه) كانت (لا) ناهية أي تنهى عن الإنكار ، و فرق المعنيين شاسع جداً .. فهذا دليل على وجوب استخدام علم النحو لفهم كلامهم (ع) و الحمد لله أنك أخطأت في نقل الرواية ليتبين لك مدى دقة كلامهم (ع) و لزوم معرفة المكلف بعلم النحو لكي يعرب كلامهم و يفهمه ، و أود أن أشير أيضاً أن الأستاذ (ضياء الزيدي) أستدل بعلمي (النحو و البلاغة) لفهم إحدى روايات أهل البيت كما في كتابه (المهدي و المهديين) ص 50 - 51 فراجع إن شئت .
علي عبد الزهرة الفحام- مشترك جديد
- عدد الرسائل : 38
العمر : 41
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 25/05/2007
رد: أيضا الى الاخ علي عبد الزهرة الفحام
. احتجاج أهل البيت بعلم النحو لفهم القرآن دليل على مسألتين (عدم تلفيق القواعد النحوية ، إلتزام القرآن بعلم النحو) ، فعن الصادق حول تفسير آية الوضوء قال (ع) : ( فقال و امسحوا برؤوسكم فعرفنا حين قال – برؤوسكم – أن المسح ببعض الرأس لمكان الباء..) حيث يقصد الإمام أن الباء هنا حرف جر يفيد (التبعيض) فأي دقة يحتويها هذا الدستور العظيم ، فكيف تدعي أنه لا توجد ضوابط لحركات الكلمات في كتاب الله ؟ فهل استخدام الباء للتبعيض كان ملفقاً أيضاً أم كان متأصلاً في كلام العرب ؟ وسائل الشيعة 1 ص 291 .
9. قول النبي (ص) لصحابته فيما رواه الحاكم في المستدرك أنه سمع أحدهم يلحن فقال : (أرشدوا أخاكم فقد ضل) ، و نقطة الضعف في هذا الحديث أنه مروي من طرق العامة فقط و لكنه بشكل عام يمكن عده قرينة إضافية لأمرين : أن القرآن ملتزم بقواعد النحو التي اتفق عليها العرب و ثانيها أنه وصف اللحن بأنه (ضلالة) ، و ما كان ضلالة لا يجوز أن يقع فيه القرآن أو المعصوم .
10. (و هو الأهم) : إن الرأي الذي يتحدث عن وجود اللحن في القرآن لم يقل به أحمد من المسلمين سوى عثمان بن عفان (لع) ، فهل تأخذ عقيدتك من عثمان ؟
خامساً : قولك : (أما ما فعله أمير المؤمنين فهو تقسيم للكلام ولا علاقة له بعلم النحو المعروف)
الجواب : أمير المؤمنين بحديثه الشريف وضع أسس علم النحو و تقسيم الكلام هو أساس مهم لعلم النحو و لا يكون هذا العلم بدونه فأنت عندما تعرب أي كلمة لا بد أن تقول عنها إما (فعل ، أو اسم أو حرف) و راجع يا أخي أي كتاب متخصص في النحو تجد أول ما يذكر فيه أقسام الكلام و أوضح مثال على ذلك ألفية بن مالك التي استندت الأبيات الأولى منها إلى قول أمير المؤمنين فقالت :
كلامنا لفظ مفيد كاستقم و اسم و فعل ثم حرف الكلم
و لا تنس أن أبا الأسود أكمل المسيرة تحت إشراف أمير المؤمنين و قد عد بعض علماء الشيعة (و لعله المجلسي) قول أمير المؤمنين هذا من معجزاته (ع) كونه جمع كل الكلام بثلاث كلمات .
و مسألة أخرى هي أن تسمية علم النحو اشتقت من كلام أمير المؤمنين (فانح هذا النحو) فكان (ع) بحق مؤسس علم النحو ، ثم أن أمير المؤمنين قال في بداية الرواية (سمعت في بلدكم هذا لحناً ) و اللحن هو مخالفة قواعد النحو و الصرف و قد وضع كتابه لكي يضع أسس معالجة اللحن و هو علم النحو و أساسه تقسيم الكلام .
سادساً : : قولك أن أهل البيت : (وصفوا النحو بأنه سهك)
الجواب : لننقل الرواية ثم نناقشها ، جاء في كتاب مستدرك الوسائل ج4 ص 279 عن حويزة بن أسماء قال: قلت لأبي عبد الله (ع): (أنك رجل ذو فضل لو نظرت في هذه العربية فقال (ع) : لا حاجة لي في سهككم ).
واضح من خلال الرواية أن السائل لم يقصد كل علم النحو بدليل قوله (هذه العربية) أي إشارة إلى بعض مسائل العربية أو بعض لهجات العربية أو بعض العلوم النحوية التي كان الأدباء يجهدون أنفسهم في مسائل لا فائدة منها ( مثل هل أصل الكلام الفعل أم الاسم)؟!! و لو أراد السائل كل علم النحو لقال (نظرت في العربية) دون تخصيص نوع منها .
أما رواية محمد بن مسلم قال : قرأ أبو عبد الله (ع): (ولقد نادينا نوحاً...قلتُ نوحٌ ثم قلت جعلت فداك لو نظرت في هذا أعني العربية فقال (ع): دعني من سهككم .) في الرواية نقطة ضعف كبيرة و هي أن الإمام بحسب الرواية قرأ الآية بشكل غير صحيح فاستبدل كلمة (نادانا) ﺒ(نادينا) و لم يعلق على تصحيح محمد بن مسلم كأنه أقر تصحيحه !! ، فكيف يمكن اعتماد هذه الرواية التي فيها انتقاص كبير من المعصوم (ع) ؟!
و لو سلمنا بها فمن الراجح جداً حملها على بعض المسائل النحوية التي اشتهرت بين بعض النحاة في زمانه (ع) و التي لم تكن ذات فائدة كبيرة خصوصاً بعد أن أدخلت الحوار في دهاليز القضايا الجزئية و الشكلية التي لا تمس جوهر علم النحو ، ثم كيف يصف الإمام علم النحو بالسهك و قد كان جملة من أصحاب الأئمة (ع) من النحاة المتأصلين الذين لهم باع طويل في هذا المجال منهم على سبيل المثال لا الحصر: (حمران بن أعين) أخو زرارة بن أعين:كان نحويا إماما فيه،عالماً بالحديث و اللغة و القرآن ، أخذ النحو و القراءة عن ابن أبي الأسود (صاحب أمير المؤمنين) ، و كان قد أخذ الحديث عن الإمام السجاد و الباقر و الصادق ، و آل أعين بيت كبير بالكوفة من أجل بيوت الشيعة ، و لأبي غالب الرازي رسالة في ترجمة آل أعين قال:كان حمران من أكابر مشايخ الشيعة و كان عالما بالنحو و اللغة (المصدر : أبو غالب : رسالة في آل أعين ص 2 ـ3 ) .
و منهم العالم المجاهد الشهيد ابن السكيت (يعقوب بن إسحاق) :كان مقدما عند أبي جعفر (الجواد) و أبي الحسن (الهادي) عليهما السلام و كانا يختصانه و له عن أبي جعفرـ عليه السلام ـ رواية و مسائل ، و قتله المتوكل لأجل تشيعه عام 244 و أمره مشهور و كان وجيها في علم العربية و اللغة، ثقة ،مصدقا،لا يطعن عليه.و له كتب:إصلاح المنطق،كتاب الألفاظ ،كتاب ما اتفق لفظه و اختلف معناه، كتاب الأضداد، كتاب المذكر و المؤنث ، كتاب المقصور و الممدود و... الخ و سبب قتله:إن المتوكل سأله يوما و هو يعلم ابنيه و قال:يا يعقوب أيهما أحب إليك،ابناي هذان،أم الحسن و الحسين؟ فأجابه:«أن قنبرا خادم علي خير منك و من ابنيك»فأمر المتوكل حراسه فسلوا لسانه من قفاه فاستشهد (رض) ، و قد خلف بضعة و عشرين أثرا في النحو و اللغة و الشعر .
فلماذا لم يطلبوا من أصحابهم النحويين ترك هذا العلم لأنه (سهك) ؟! و إذا كانوا أولئك الأصحاب (الثقات) يعلمون أن علم النحو (سهك) كيف أجهدوا أنفسهم و ألفوا فيه المؤلفات و درسوا فيه الدروس و علموا به القرآن ؟! أبعد كل هذا و لا يزال النحو عنكم (سهك) ؟! و أود أن ترسل هذا الكلام إلى الشيخ (جهاد) الذي يزعم أننا نواجه كلام المعصوم بقواعد نحوية وضعها علماء سنة كسيبويه و ابن عقيل ..
(المصدر : الكنى و الألقاب : 1 / 303 ، تأسيس الشيعة : 155)
سابعاً : قولك (أما كيف أفهم ( ضرب محمد زيد ) فأفهمه بالطريقة نفسها التي أفهم بها ( ضرب عيسى موسى ) ...).
الجواب : المثال الذي ضربته عليك لا لك لأن الأسماء المقصورة لا تظهر عليها حركات الإعراب و بالتالي يشتبه المعنى فيها و لا يتوضح (مما يدل على أهمية الحركات لتوضيح الكلام) و لذلك حتى لا يكون كلامهم غامضاً اتفق العرب على وجوب تقديم الفاعل على المفعول في حالة الأسماء المقصورة و الممدودة التي لا تظهر عليها حركة الإعراب فيكون موسى (الفاعل) هو الذي ضرب عيسى (المفعول) ، و هذا الأمر لا ينطبق على مثال (ضرب محمد زيد) لاحتمال تقدم المفعول به على الفاعل لذا يلزم تحريك الكلمات لإتمام المعنى فعندما تقول : (ضرب محمد زيداً ) فمحمد الضارب و زيد المضروب ، و في قولك : (ضرب محمداً زيد ) أصبح محمد مضروباً و زيد الضارب ، و هذا المثال مشابه لقوله تعالى ((إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)) و بالتالي أنت ساعدتني في إثبات أهمية علم النحو في فهم كلام العرب .
ثامناً : قولك : (لا علاقة للاستعمار باللغة العامية)
الجواب : ساهم الاستعمار بشكل كبير في محاربة اللغة العربية فاستخدم سياسة التتريك في العراق و الفرنسة في سوريا و مصر و الجزائر و لذلك انظر اليوم إلى اللهجة التي يتكلم بها (الجزائريون و المغربيون) فسوف تحتاج إلى مترجم لفهم لغتهم العامية فأي كارثة صنعها الاستعمار أكبر من هذه ؟!
تاسعاً : قولك : (فإذا كان للعرب سليقة كما تقول ويقولون فالسليقة كان حرياً أن تؤثر بالآخرين لا أن تتأثر بهم ، ثم إذا كان لسان الآخرين فاسد فكيف انتقلت العدوى ، هل هي عدوى ؟ )
الجواب : كلاهما أثر في الآخر فالعرب تأثروا عندما خالطوا العجم و العجم كذلك تأثرت لغتهم بها حتى قيل أن 60 % من كلمات اللغة الفارسية أصلها عربي ، إنك تعلم يا أخي أن الطفل عندما ينشأ يأخذ اللغة من محيطه فإذا كان المحيط كله فصيحاً خالياً من اللحن والأخطاء نشأ الطفل فصيح اللسان سليم اللغة و العكس بالعكس و لذلك كان العرب يرسلون أبناءهم إلى البادية لأنها أكثر فصاحة و نقاء باللغة و أقل تأثراً بظاهرة الاختلاط بالموالي من الأعاجم و غيرهم ، أما في المدن حيث يكثر التجار من كافة القوميات فكانت اللغة تعاني بعض المشاكل و هنا – أي في المدينة – تأثرت السليقة العربية حتى تضررت بشكل كبير مع مرور الزمن وصولاً إلى العصر العباسي عندما سيطر الفرس و الترك على مقاليد الأمور حيث ظهرت ما تسمى (لغة العامة) و (لغة الخاصة) لما كثر استخدام اللغات الأخرى فكانت الحاجة إلى علم النحو تزداد شيئاً فشيئاً .. و نحن لا نقول لسان الآخرين فاسد بل من المنطقي أنهم لا يجيدون اللغة العربية كما يتكلمها العرب فحاول العرب إيجاد لغة وسيطة للتعامل معهم و هو ما أدى إلى ظهور اللحن في الجزيرة العربية ، و أنت تعلم أن الإنسان الذي يمتلك سجية معينة قد تتضرر سجيته عندما يتبدل المحيط الذي يعيش فيه و لذلك لو كانت البيئة العربية عربية خالصة لما ظهر اللحن و لما كانت هناك حاجة لعلم النحو .
أما كيف نشأت اللغة فالقرآن صريح بقوله (أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء) و العرب يندرجون ضمن قوله (كل شيء) فالله هو الذي أنطق العرب بقدرته فهل عندما أنطقهم كان كلامهم غير منضبط بقواعد و لا يجرى بشكل موحد منسق و الله عندما يخلق هو أحكم الحاكمين و أقدر القادرين و أحسن الخالقين فكيف نتهمه – جل جلاله – بأنه خلق لغة ليس لها قواعد بل قام البشر بتلفيق هذه القواعد و نزل القرآن ملتزماً بتلك القواعد الملفقة ؟! أي عاقل يصدق هذا الكلام ؟ و الله جعل اختلاف اللغات جزءً من الآيات الدالة على قدرته عندما قال : ( و من آياته خلق السماوات و الأرض و اختلاف ألسنتكم و ألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين ) الزمر / 22 فقرن خلق اللغات بخلق السماوات و الأرض فأين تتجلى قدرة الله في اللغة إذا كانت قواعدها ملفقة لا أساس لها ؟!
عاشراً : قولك : (أن السيد أحمد الحسن على معرفة تامة بالنحو وقواعد النحويين لكنه لا يهتم بها، بل لا يعير لها أية أهمية لأن ما يهمه هو إيصال معنى الكلمة للناس .)
الجواب : هل هناك مفسدة إذا التزم السيد بقواعد اللغة في كلامه و أنت تقول هو على معرفة تامة بالنحو ؟ و هلا التزم بقواعد النحو – كما كان يفعل آباؤه الطاهرون – لكي يقطع الذرائع على المحتجين عليه ؟ و لماذا يرفع خبر كان و القرآن ينصبه ثم يدعي أنه أعلم الناس بالقرآن ؟
حادي عشر : أدعو السيد إلى تقديم بحث بعنوان (القرآن و لغة العرب) باعتبار أنه يقول إنه أعلم أهل الأرض بالقرآن بدلاً من أن يترككم لوحدكم تتأولون كتاب الله بآرائكم و أنا منتظر منك أن توصل مطلبي المشروع إليه بمختلف الوسائل و سأبقى منتظراً جوابه .
و الحمد لله رب العالمين
9. قول النبي (ص) لصحابته فيما رواه الحاكم في المستدرك أنه سمع أحدهم يلحن فقال : (أرشدوا أخاكم فقد ضل) ، و نقطة الضعف في هذا الحديث أنه مروي من طرق العامة فقط و لكنه بشكل عام يمكن عده قرينة إضافية لأمرين : أن القرآن ملتزم بقواعد النحو التي اتفق عليها العرب و ثانيها أنه وصف اللحن بأنه (ضلالة) ، و ما كان ضلالة لا يجوز أن يقع فيه القرآن أو المعصوم .
10. (و هو الأهم) : إن الرأي الذي يتحدث عن وجود اللحن في القرآن لم يقل به أحمد من المسلمين سوى عثمان بن عفان (لع) ، فهل تأخذ عقيدتك من عثمان ؟
خامساً : قولك : (أما ما فعله أمير المؤمنين فهو تقسيم للكلام ولا علاقة له بعلم النحو المعروف)
الجواب : أمير المؤمنين بحديثه الشريف وضع أسس علم النحو و تقسيم الكلام هو أساس مهم لعلم النحو و لا يكون هذا العلم بدونه فأنت عندما تعرب أي كلمة لا بد أن تقول عنها إما (فعل ، أو اسم أو حرف) و راجع يا أخي أي كتاب متخصص في النحو تجد أول ما يذكر فيه أقسام الكلام و أوضح مثال على ذلك ألفية بن مالك التي استندت الأبيات الأولى منها إلى قول أمير المؤمنين فقالت :
كلامنا لفظ مفيد كاستقم و اسم و فعل ثم حرف الكلم
و لا تنس أن أبا الأسود أكمل المسيرة تحت إشراف أمير المؤمنين و قد عد بعض علماء الشيعة (و لعله المجلسي) قول أمير المؤمنين هذا من معجزاته (ع) كونه جمع كل الكلام بثلاث كلمات .
و مسألة أخرى هي أن تسمية علم النحو اشتقت من كلام أمير المؤمنين (فانح هذا النحو) فكان (ع) بحق مؤسس علم النحو ، ثم أن أمير المؤمنين قال في بداية الرواية (سمعت في بلدكم هذا لحناً ) و اللحن هو مخالفة قواعد النحو و الصرف و قد وضع كتابه لكي يضع أسس معالجة اللحن و هو علم النحو و أساسه تقسيم الكلام .
سادساً : : قولك أن أهل البيت : (وصفوا النحو بأنه سهك)
الجواب : لننقل الرواية ثم نناقشها ، جاء في كتاب مستدرك الوسائل ج4 ص 279 عن حويزة بن أسماء قال: قلت لأبي عبد الله (ع): (أنك رجل ذو فضل لو نظرت في هذه العربية فقال (ع) : لا حاجة لي في سهككم ).
واضح من خلال الرواية أن السائل لم يقصد كل علم النحو بدليل قوله (هذه العربية) أي إشارة إلى بعض مسائل العربية أو بعض لهجات العربية أو بعض العلوم النحوية التي كان الأدباء يجهدون أنفسهم في مسائل لا فائدة منها ( مثل هل أصل الكلام الفعل أم الاسم)؟!! و لو أراد السائل كل علم النحو لقال (نظرت في العربية) دون تخصيص نوع منها .
أما رواية محمد بن مسلم قال : قرأ أبو عبد الله (ع): (ولقد نادينا نوحاً...قلتُ نوحٌ ثم قلت جعلت فداك لو نظرت في هذا أعني العربية فقال (ع): دعني من سهككم .) في الرواية نقطة ضعف كبيرة و هي أن الإمام بحسب الرواية قرأ الآية بشكل غير صحيح فاستبدل كلمة (نادانا) ﺒ(نادينا) و لم يعلق على تصحيح محمد بن مسلم كأنه أقر تصحيحه !! ، فكيف يمكن اعتماد هذه الرواية التي فيها انتقاص كبير من المعصوم (ع) ؟!
و لو سلمنا بها فمن الراجح جداً حملها على بعض المسائل النحوية التي اشتهرت بين بعض النحاة في زمانه (ع) و التي لم تكن ذات فائدة كبيرة خصوصاً بعد أن أدخلت الحوار في دهاليز القضايا الجزئية و الشكلية التي لا تمس جوهر علم النحو ، ثم كيف يصف الإمام علم النحو بالسهك و قد كان جملة من أصحاب الأئمة (ع) من النحاة المتأصلين الذين لهم باع طويل في هذا المجال منهم على سبيل المثال لا الحصر: (حمران بن أعين) أخو زرارة بن أعين:كان نحويا إماما فيه،عالماً بالحديث و اللغة و القرآن ، أخذ النحو و القراءة عن ابن أبي الأسود (صاحب أمير المؤمنين) ، و كان قد أخذ الحديث عن الإمام السجاد و الباقر و الصادق ، و آل أعين بيت كبير بالكوفة من أجل بيوت الشيعة ، و لأبي غالب الرازي رسالة في ترجمة آل أعين قال:كان حمران من أكابر مشايخ الشيعة و كان عالما بالنحو و اللغة (المصدر : أبو غالب : رسالة في آل أعين ص 2 ـ3 ) .
و منهم العالم المجاهد الشهيد ابن السكيت (يعقوب بن إسحاق) :كان مقدما عند أبي جعفر (الجواد) و أبي الحسن (الهادي) عليهما السلام و كانا يختصانه و له عن أبي جعفرـ عليه السلام ـ رواية و مسائل ، و قتله المتوكل لأجل تشيعه عام 244 و أمره مشهور و كان وجيها في علم العربية و اللغة، ثقة ،مصدقا،لا يطعن عليه.و له كتب:إصلاح المنطق،كتاب الألفاظ ،كتاب ما اتفق لفظه و اختلف معناه، كتاب الأضداد، كتاب المذكر و المؤنث ، كتاب المقصور و الممدود و... الخ و سبب قتله:إن المتوكل سأله يوما و هو يعلم ابنيه و قال:يا يعقوب أيهما أحب إليك،ابناي هذان،أم الحسن و الحسين؟ فأجابه:«أن قنبرا خادم علي خير منك و من ابنيك»فأمر المتوكل حراسه فسلوا لسانه من قفاه فاستشهد (رض) ، و قد خلف بضعة و عشرين أثرا في النحو و اللغة و الشعر .
فلماذا لم يطلبوا من أصحابهم النحويين ترك هذا العلم لأنه (سهك) ؟! و إذا كانوا أولئك الأصحاب (الثقات) يعلمون أن علم النحو (سهك) كيف أجهدوا أنفسهم و ألفوا فيه المؤلفات و درسوا فيه الدروس و علموا به القرآن ؟! أبعد كل هذا و لا يزال النحو عنكم (سهك) ؟! و أود أن ترسل هذا الكلام إلى الشيخ (جهاد) الذي يزعم أننا نواجه كلام المعصوم بقواعد نحوية وضعها علماء سنة كسيبويه و ابن عقيل ..
(المصدر : الكنى و الألقاب : 1 / 303 ، تأسيس الشيعة : 155)
سابعاً : قولك (أما كيف أفهم ( ضرب محمد زيد ) فأفهمه بالطريقة نفسها التي أفهم بها ( ضرب عيسى موسى ) ...).
الجواب : المثال الذي ضربته عليك لا لك لأن الأسماء المقصورة لا تظهر عليها حركات الإعراب و بالتالي يشتبه المعنى فيها و لا يتوضح (مما يدل على أهمية الحركات لتوضيح الكلام) و لذلك حتى لا يكون كلامهم غامضاً اتفق العرب على وجوب تقديم الفاعل على المفعول في حالة الأسماء المقصورة و الممدودة التي لا تظهر عليها حركة الإعراب فيكون موسى (الفاعل) هو الذي ضرب عيسى (المفعول) ، و هذا الأمر لا ينطبق على مثال (ضرب محمد زيد) لاحتمال تقدم المفعول به على الفاعل لذا يلزم تحريك الكلمات لإتمام المعنى فعندما تقول : (ضرب محمد زيداً ) فمحمد الضارب و زيد المضروب ، و في قولك : (ضرب محمداً زيد ) أصبح محمد مضروباً و زيد الضارب ، و هذا المثال مشابه لقوله تعالى ((إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ)) و بالتالي أنت ساعدتني في إثبات أهمية علم النحو في فهم كلام العرب .
ثامناً : قولك : (لا علاقة للاستعمار باللغة العامية)
الجواب : ساهم الاستعمار بشكل كبير في محاربة اللغة العربية فاستخدم سياسة التتريك في العراق و الفرنسة في سوريا و مصر و الجزائر و لذلك انظر اليوم إلى اللهجة التي يتكلم بها (الجزائريون و المغربيون) فسوف تحتاج إلى مترجم لفهم لغتهم العامية فأي كارثة صنعها الاستعمار أكبر من هذه ؟!
تاسعاً : قولك : (فإذا كان للعرب سليقة كما تقول ويقولون فالسليقة كان حرياً أن تؤثر بالآخرين لا أن تتأثر بهم ، ثم إذا كان لسان الآخرين فاسد فكيف انتقلت العدوى ، هل هي عدوى ؟ )
الجواب : كلاهما أثر في الآخر فالعرب تأثروا عندما خالطوا العجم و العجم كذلك تأثرت لغتهم بها حتى قيل أن 60 % من كلمات اللغة الفارسية أصلها عربي ، إنك تعلم يا أخي أن الطفل عندما ينشأ يأخذ اللغة من محيطه فإذا كان المحيط كله فصيحاً خالياً من اللحن والأخطاء نشأ الطفل فصيح اللسان سليم اللغة و العكس بالعكس و لذلك كان العرب يرسلون أبناءهم إلى البادية لأنها أكثر فصاحة و نقاء باللغة و أقل تأثراً بظاهرة الاختلاط بالموالي من الأعاجم و غيرهم ، أما في المدن حيث يكثر التجار من كافة القوميات فكانت اللغة تعاني بعض المشاكل و هنا – أي في المدينة – تأثرت السليقة العربية حتى تضررت بشكل كبير مع مرور الزمن وصولاً إلى العصر العباسي عندما سيطر الفرس و الترك على مقاليد الأمور حيث ظهرت ما تسمى (لغة العامة) و (لغة الخاصة) لما كثر استخدام اللغات الأخرى فكانت الحاجة إلى علم النحو تزداد شيئاً فشيئاً .. و نحن لا نقول لسان الآخرين فاسد بل من المنطقي أنهم لا يجيدون اللغة العربية كما يتكلمها العرب فحاول العرب إيجاد لغة وسيطة للتعامل معهم و هو ما أدى إلى ظهور اللحن في الجزيرة العربية ، و أنت تعلم أن الإنسان الذي يمتلك سجية معينة قد تتضرر سجيته عندما يتبدل المحيط الذي يعيش فيه و لذلك لو كانت البيئة العربية عربية خالصة لما ظهر اللحن و لما كانت هناك حاجة لعلم النحو .
أما كيف نشأت اللغة فالقرآن صريح بقوله (أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء) و العرب يندرجون ضمن قوله (كل شيء) فالله هو الذي أنطق العرب بقدرته فهل عندما أنطقهم كان كلامهم غير منضبط بقواعد و لا يجرى بشكل موحد منسق و الله عندما يخلق هو أحكم الحاكمين و أقدر القادرين و أحسن الخالقين فكيف نتهمه – جل جلاله – بأنه خلق لغة ليس لها قواعد بل قام البشر بتلفيق هذه القواعد و نزل القرآن ملتزماً بتلك القواعد الملفقة ؟! أي عاقل يصدق هذا الكلام ؟ و الله جعل اختلاف اللغات جزءً من الآيات الدالة على قدرته عندما قال : ( و من آياته خلق السماوات و الأرض و اختلاف ألسنتكم و ألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين ) الزمر / 22 فقرن خلق اللغات بخلق السماوات و الأرض فأين تتجلى قدرة الله في اللغة إذا كانت قواعدها ملفقة لا أساس لها ؟!
عاشراً : قولك : (أن السيد أحمد الحسن على معرفة تامة بالنحو وقواعد النحويين لكنه لا يهتم بها، بل لا يعير لها أية أهمية لأن ما يهمه هو إيصال معنى الكلمة للناس .)
الجواب : هل هناك مفسدة إذا التزم السيد بقواعد اللغة في كلامه و أنت تقول هو على معرفة تامة بالنحو ؟ و هلا التزم بقواعد النحو – كما كان يفعل آباؤه الطاهرون – لكي يقطع الذرائع على المحتجين عليه ؟ و لماذا يرفع خبر كان و القرآن ينصبه ثم يدعي أنه أعلم الناس بالقرآن ؟
حادي عشر : أدعو السيد إلى تقديم بحث بعنوان (القرآن و لغة العرب) باعتبار أنه يقول إنه أعلم أهل الأرض بالقرآن بدلاً من أن يترككم لوحدكم تتأولون كتاب الله بآرائكم و أنا منتظر منك أن توصل مطلبي المشروع إليه بمختلف الوسائل و سأبقى منتظراً جوابه .
و الحمد لله رب العالمين
علي عبد الزهرة الفحام- مشترك جديد
- عدد الرسائل : 38
العمر : 41
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 25/05/2007
رد: أيضا الى الاخ علي عبد الزهرة الفحام
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و صلى الله على خير خلقه محمد
و آله الطيبين الطاهرين و صحبه المنتجبين :
الأخ مقبل التراب (وفقك الله)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ناقشتني في مبحث الصفات الجسمية للإمام المهدي و كم كنت أتمنى أن أراك موضوعياً في النقاش و تناقش جميع أقوالي لا أن تترك قولاً و تأخذ بآخر .. و سوف لن أكون مثلك في النقاش و أدير معك الحوار بأسلوب علمي بعيد عن التعصب الأعمى ..
أولاً : صفة اللون
1. اعترضت على تأويل عبارة الرسول (عربي اللون) و قلت لا تنص على اللون الأسمر و لم تقدم – كعادتك- بديلاً صحيحاً مسنداً بالدليل ينقض تأويل العبارة ، و أنت تعلم أن العرب لم يكونوا بيض اللون بل بحكم الطبيعة الجغرافية و المناخية و العرق الذي ينتمون إليه تغلب عليهم السمرة و خصوصاً سكان الجزيرة ، فإذا لم يكن المقصود بعربي اللون أسمر اللون فما هو إذن ؟!
2 . أما رواية أبي الأديان فأي صراحة أكثر منها عندما قالت (بوجهه سمرة) و هناك لفظ آخر لنفس الرواية يقول (فخرج صبي أسمر) موجودة في كتاب الصراط المستقيم 2 ص 256 فهل يبقى مجال للتأويل ؟! ثم من أين تكون السمرة طارئة على الإمام (ع) و قد كان منذ ولادته جليس داره لا يخرج منها و لم يره أحد إلا الخواص الثقات ؟! لو كان الإمام دائم التعرض للشمس و دائم الخروج إلى المجتمع لاحتملنا طروء السمرة عليه و طبعاً نحن نلجأ للاحتمالات عندما تكون العبارة غير واضحة و ما ورد في الرواية صريح جداً .
3. في رواية القرامطة هناك أكثر من دليل على أن ذلك الشخص هو سيدي و مولاي محمد بن الحسن (ع) و من هذه الأدلة :
أولاً : من خلال التاريخ لم نر أحداً يرد الحجر الأسود إلى مكانه غير المعصوم و على حد علمي رد الحجر الأسود إلى مكانه ثلاث مرات ( في الجاهلية و قد وضعه النبي (ص) في مكانه ، في زمن الحجاج و قد رده الإمام السجاد (ع) في مكانه ، في الغيبة الكبرى و قد رده ذلك الشاب الأسمر قمن يكون غير حجة الله محمد بن الحسن ؟) و نفس رواية القرامطة تشير إلى عدم تمكن غير المعصوم من رد الحجر الأسود حيث تقول الرواية (فكلما عمد إنسان لوضعه اضطرب و لم يستقم ) !! حيث لم يستطع أحد رده غير الإمام (بأبي و أمي) و نفس الشيء حدث مع الإمام السجاد (ع) فإن شئت فراجع قصته في البحار 46 ص 32.
ثانياً : تضمنت الرواية قيام ذلك الشخص بذكر إنباء غيبي إعجازي حيث قال للراوي ستموت بعد ثلاثين سنة و حصل ذلك فعلاً ، فهذا دليل آخر أن ذلك الشاب الأسمر هو الحجة بن الحسن .
و الآن هل تستطيع أن تعطي دليلاً على أن هذا الشخص هو غير الإمام المهدي ؟ و هل تستطيع أن تثبت أن الحجر الأسود يمكن أن يرده في مكانه غير المعصوم ؟
و كذا الحال مع أخبار رؤية الإمام (عج) في غيبته الكبرى فالكثير منها يصرح أنه أسمر اللون فهل كانت السمرة طارئة في كل هذه الروايات على كثرتها ؟! و قولك (فلعلهم شاهدوا غيره) قول مجرد من الدليل – كعادتك – فراجع النصوص التفصيلية لتلك الروايات لترى الأدلة على أن ذلك الشاب الأسمر هو سيدي و سيدك محمد بن الحسن (ع) خصوصاً و أن هناك أكثر من وصف ينطبق عليه (ربعة) (صبيح الوجه) (حسن الوجه) (بوجهه سجادة) (لم أر قط في حسن صورته) ..الخ .
4. قولك : (..( صبيح الوجه وحسن الوجه ) وهي عادة ما يراد منها وصف اللون..)
الجواب : هذا قول يخلو من الدليل – كعادتك - ، إن هذه العبارات يقصد به النور الذي يعلو وجه الإمام و الذي هو كفلقة قمر ، ففي لسان العرب (الصبيح : الوضيء الوجه ، و رجل صبيح أي جميل ) فما لها و اللون يا مقبل التراب ؟!
5. قولك : (ولعلك تلاحظ إن السيدة نرجس (ع) وهي ابنة قيصر الروم بيضاء اللون)
الجواب : إذا كنت قد استنتجت أن السيدة نرجس (ع) بيضاء لأنها رومية فلماذا رفضت استنتاجي أن الإمام المهدي أسمر اللون لأنه (عربي اللون) بحسب تعبير رواية النبي ؟!
ثم أنت – حسب الظاهر - لست متخصصاً في (علم الوراثة) حتى يمكن أن تتحدث فيه ، و أنا الفقير أدرس الماجستير في علوم الحياة (و الوراثة فرع منها) لدي معلومات في هذا المجال أذكرها لك : حتى لو كان الشخص أبيض اللون فهو قد يحمل في خلاياه جينات خاملة مسؤولة عن اللون الأسود أو الأسمر فإذا انتقلت هذه الجينات إلى الابن و اقترنت مع جينات سمراء من الأب أصبحت فاعلة (حتى لو كان الأب أبيض اللون فهو أيضاً يحمل جينات خاملة) فيكون الولد أسمر اللون و هذا القول ثابت بالتجربة و بالأدلة الحديثة و القديمة و حتى بالروايات الشريفة و إن شئت أن تتأكد من شخص محايد فتأكد .
فإذا علمت أن الإمام العسكري كان أسمر اللون (راجع الكافي 1 ص 503 و لا تقل سمرته طارئة) كان هناك احتمال كبير أن يكون ولده مثله أسمر اللون ، خصوصاً و أن عدداً كبيراً من الأئمة كان أسمر كالإمام علي و الباقر و الكاظم (ع) حسب إطلاعي البسيط .
6. الروايات التي تنص على السمرة أكثر بكثير من الروايات التي تذكر البياض ، فهناك أحد عشر رواية تذكر اللون الأسمر بينما روايات البياض أربعة (بعد أن نضيف لها رواية الكافي) ، إحداها لا تصرح باللون بل تقول (دري اللون) و هذا قابل للتفسير و التأويل ، و الأخرى تقول (أبيض الوجه) و في لسان العرب : (العرب إذا قالوا فلان أبيض الوجه أو فلانة بيضاء الوجه أرادوا نقاء اللون من الكلف و السواد الشائن ) و الكلف هو ( لون يعلو الجلد فيغير بشرته ..) لذا فهي قابلة للتأويل أيضاَ و غير صريحة ، و رواية أبي الجارود فيها نقطة ضعف لأن الإمام الصادق (ع) يصرح أن هذا الرجل يكذب عليه ، فكيف نطمئن لروايته بعد ما قال الصادق (ع) فيه ما قال ؟! ، تبقى رواية الكافي فقط هي التي تصرح باللون ... و هذه الروايات باعتبار معارضتها للروايات السابقة – على كثرتها - لا يمكن الاعتماد عليها ، و لعله بسبب بهاء وجه الإمام و نوره (الذي يعلو سواد لحيته حسب تعبير رواية البحار 51 ص 36 ) يخيل للرائي أنه أبيض خصوصاً و أن الإمام في صغره لم يكن يتعرض للشمس لأنه حبيس داره ، أو لعل الإمام في صغره كان لونه أقرب للبياض فلما كبر (و بالتحديد في السادسة من عمره) بدأت السمرة تتضح أكثر و لذلك كل من رآه بعد وفاة أبيه صرح أنه أسمر و الذين وصفوه بالبياض ذكروا ذلك في حياة أبيه العسكري كما يتضح من الروايات السابقة خصوصاً رواية الكافي التي يصرح فيها الراوي أنه قدر عمر الإمام بسنتين و أنت تعلم أن الطفل الصغير تتغير ملامحه باستمرار حتى يستقر على أمر معين عندما يكبر .
ثانياً : قولك : (أما تأويلاتك للأثر فهي مردودة إذ الأثر هو ما نسميه ( الأخت )...)
الجواب : ذكرت من ضمن تأويلاتي (الأثر بسبب مرض جلدي) و ما ذكرته أنت من تأويل (الأخت) يدخل في هذا الباب حيث يتسبب في ظهور الأخت طفيلي (نسميه نحن لشمانيا ) يصيب الجلد و يترك أثراً فيه .. و الآن أي تعارض بين وجود الأخت (أو أي تفسير تفترض للأثر) و بين وجود الخال في خده الأيمن ؟! خصوصاً و أن الروايات لم تقل (بخده الأيمن أثر) و إنما قالت (بوجهه) و الوجه أعم من الخد فلا تعارض مطلقاً . و أذكرك أنك لا تمتلك دليلاً على تأويلك الأثر بخصوص (الأخت) دون غيره .
ثالثاً : في صفة الحاجبين ذكرت رواية الكاظم من باب الأمانة العلمية و الإنصاف في الحوار فليس لدينا هدف تعمد تخطئة الآخرين بل نقول ما لنا و ما علينا على حد سواء لأن هدفنا الوصول إلى الحقيقة و كان باستطاعتي أن أغض الطرف عنها و قد لا تنتبه إليها و لكن هيهات أن أترك موضوعية البحث أسيرة لهوى النفس ، و رواية الكاظم لم يستدل بها الشيخ (حيدر الزيادي) و إنما ذكر روايات (أزج الحاجبين) و يعني أزج : أي حاجبه فيه تقويس مع طول في طرفه أو امتداده و (مشرف الحاجبين) و قد ناقشتها بموضوعية و أثبت أن لا تعارض بينها ، و حتى لو ضممنا رواية الكاظم لهما لا يكون هناك تعارض مخل فيكون المعنى أن حاجبي الإمام (طويلان مقوسان مرتفعان ممزوجان) فلا تناقض إن شاء الله .
رابعاً : إذا كان تأويلي و تأويل السيد الصدر للجسم الإسرائيلي تكلفاً لا موجب له ، فهلا جئت بدليل على تأويل الشيخ حيدر الزيادي للجسم الإسرائيلي (أنه يقصد طول القامة) ؟! بل ثبت الدليل من الروايات على بطلان تأويل الشيخ و منها رواية حذيفة بن اليمان عن رسول الله (ص) أنه قال : (( المهدي رجل من ولدي لونه لون عربي و جسمه جسم إسرائيلي على خده الأيمن خال كأنه كوكب دري ...الخ )) ، المصدر : بحار الأنوار ج 51 ص 81 بالإضافة إلى رواية أخرى بنفس المعنى مروية في بحار الأنوار ج 51 ص 80 عن أمامة الباهلي ، فمن المعروف أن الذي بخده خال هو محمد بن الحسن (ع) فكيف تذكر الرواية أنه طويل القامة و المعروف أن الإمام (ع) مربوع ؟! أليس هذا تناقضاً ؟ إذن تأويل الشيخ غير صحيح و ليس فقط لا موجب له . أم تأويلنا فيدل عليه أن الإمام (عريض المنكبين) و هي إشارة إلى الضخامة و على كل حال الهدف من مناقشتي هو نفي كون المقصود به طول القامة و ليس تأويل العبارة .
و الحمد لله رب العالمين
و آله الطيبين الطاهرين و صحبه المنتجبين :
الأخ مقبل التراب (وفقك الله)
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ناقشتني في مبحث الصفات الجسمية للإمام المهدي و كم كنت أتمنى أن أراك موضوعياً في النقاش و تناقش جميع أقوالي لا أن تترك قولاً و تأخذ بآخر .. و سوف لن أكون مثلك في النقاش و أدير معك الحوار بأسلوب علمي بعيد عن التعصب الأعمى ..
أولاً : صفة اللون
1. اعترضت على تأويل عبارة الرسول (عربي اللون) و قلت لا تنص على اللون الأسمر و لم تقدم – كعادتك- بديلاً صحيحاً مسنداً بالدليل ينقض تأويل العبارة ، و أنت تعلم أن العرب لم يكونوا بيض اللون بل بحكم الطبيعة الجغرافية و المناخية و العرق الذي ينتمون إليه تغلب عليهم السمرة و خصوصاً سكان الجزيرة ، فإذا لم يكن المقصود بعربي اللون أسمر اللون فما هو إذن ؟!
2 . أما رواية أبي الأديان فأي صراحة أكثر منها عندما قالت (بوجهه سمرة) و هناك لفظ آخر لنفس الرواية يقول (فخرج صبي أسمر) موجودة في كتاب الصراط المستقيم 2 ص 256 فهل يبقى مجال للتأويل ؟! ثم من أين تكون السمرة طارئة على الإمام (ع) و قد كان منذ ولادته جليس داره لا يخرج منها و لم يره أحد إلا الخواص الثقات ؟! لو كان الإمام دائم التعرض للشمس و دائم الخروج إلى المجتمع لاحتملنا طروء السمرة عليه و طبعاً نحن نلجأ للاحتمالات عندما تكون العبارة غير واضحة و ما ورد في الرواية صريح جداً .
3. في رواية القرامطة هناك أكثر من دليل على أن ذلك الشخص هو سيدي و مولاي محمد بن الحسن (ع) و من هذه الأدلة :
أولاً : من خلال التاريخ لم نر أحداً يرد الحجر الأسود إلى مكانه غير المعصوم و على حد علمي رد الحجر الأسود إلى مكانه ثلاث مرات ( في الجاهلية و قد وضعه النبي (ص) في مكانه ، في زمن الحجاج و قد رده الإمام السجاد (ع) في مكانه ، في الغيبة الكبرى و قد رده ذلك الشاب الأسمر قمن يكون غير حجة الله محمد بن الحسن ؟) و نفس رواية القرامطة تشير إلى عدم تمكن غير المعصوم من رد الحجر الأسود حيث تقول الرواية (فكلما عمد إنسان لوضعه اضطرب و لم يستقم ) !! حيث لم يستطع أحد رده غير الإمام (بأبي و أمي) و نفس الشيء حدث مع الإمام السجاد (ع) فإن شئت فراجع قصته في البحار 46 ص 32.
ثانياً : تضمنت الرواية قيام ذلك الشخص بذكر إنباء غيبي إعجازي حيث قال للراوي ستموت بعد ثلاثين سنة و حصل ذلك فعلاً ، فهذا دليل آخر أن ذلك الشاب الأسمر هو الحجة بن الحسن .
و الآن هل تستطيع أن تعطي دليلاً على أن هذا الشخص هو غير الإمام المهدي ؟ و هل تستطيع أن تثبت أن الحجر الأسود يمكن أن يرده في مكانه غير المعصوم ؟
و كذا الحال مع أخبار رؤية الإمام (عج) في غيبته الكبرى فالكثير منها يصرح أنه أسمر اللون فهل كانت السمرة طارئة في كل هذه الروايات على كثرتها ؟! و قولك (فلعلهم شاهدوا غيره) قول مجرد من الدليل – كعادتك – فراجع النصوص التفصيلية لتلك الروايات لترى الأدلة على أن ذلك الشاب الأسمر هو سيدي و سيدك محمد بن الحسن (ع) خصوصاً و أن هناك أكثر من وصف ينطبق عليه (ربعة) (صبيح الوجه) (حسن الوجه) (بوجهه سجادة) (لم أر قط في حسن صورته) ..الخ .
4. قولك : (..( صبيح الوجه وحسن الوجه ) وهي عادة ما يراد منها وصف اللون..)
الجواب : هذا قول يخلو من الدليل – كعادتك - ، إن هذه العبارات يقصد به النور الذي يعلو وجه الإمام و الذي هو كفلقة قمر ، ففي لسان العرب (الصبيح : الوضيء الوجه ، و رجل صبيح أي جميل ) فما لها و اللون يا مقبل التراب ؟!
5. قولك : (ولعلك تلاحظ إن السيدة نرجس (ع) وهي ابنة قيصر الروم بيضاء اللون)
الجواب : إذا كنت قد استنتجت أن السيدة نرجس (ع) بيضاء لأنها رومية فلماذا رفضت استنتاجي أن الإمام المهدي أسمر اللون لأنه (عربي اللون) بحسب تعبير رواية النبي ؟!
ثم أنت – حسب الظاهر - لست متخصصاً في (علم الوراثة) حتى يمكن أن تتحدث فيه ، و أنا الفقير أدرس الماجستير في علوم الحياة (و الوراثة فرع منها) لدي معلومات في هذا المجال أذكرها لك : حتى لو كان الشخص أبيض اللون فهو قد يحمل في خلاياه جينات خاملة مسؤولة عن اللون الأسود أو الأسمر فإذا انتقلت هذه الجينات إلى الابن و اقترنت مع جينات سمراء من الأب أصبحت فاعلة (حتى لو كان الأب أبيض اللون فهو أيضاً يحمل جينات خاملة) فيكون الولد أسمر اللون و هذا القول ثابت بالتجربة و بالأدلة الحديثة و القديمة و حتى بالروايات الشريفة و إن شئت أن تتأكد من شخص محايد فتأكد .
فإذا علمت أن الإمام العسكري كان أسمر اللون (راجع الكافي 1 ص 503 و لا تقل سمرته طارئة) كان هناك احتمال كبير أن يكون ولده مثله أسمر اللون ، خصوصاً و أن عدداً كبيراً من الأئمة كان أسمر كالإمام علي و الباقر و الكاظم (ع) حسب إطلاعي البسيط .
6. الروايات التي تنص على السمرة أكثر بكثير من الروايات التي تذكر البياض ، فهناك أحد عشر رواية تذكر اللون الأسمر بينما روايات البياض أربعة (بعد أن نضيف لها رواية الكافي) ، إحداها لا تصرح باللون بل تقول (دري اللون) و هذا قابل للتفسير و التأويل ، و الأخرى تقول (أبيض الوجه) و في لسان العرب : (العرب إذا قالوا فلان أبيض الوجه أو فلانة بيضاء الوجه أرادوا نقاء اللون من الكلف و السواد الشائن ) و الكلف هو ( لون يعلو الجلد فيغير بشرته ..) لذا فهي قابلة للتأويل أيضاَ و غير صريحة ، و رواية أبي الجارود فيها نقطة ضعف لأن الإمام الصادق (ع) يصرح أن هذا الرجل يكذب عليه ، فكيف نطمئن لروايته بعد ما قال الصادق (ع) فيه ما قال ؟! ، تبقى رواية الكافي فقط هي التي تصرح باللون ... و هذه الروايات باعتبار معارضتها للروايات السابقة – على كثرتها - لا يمكن الاعتماد عليها ، و لعله بسبب بهاء وجه الإمام و نوره (الذي يعلو سواد لحيته حسب تعبير رواية البحار 51 ص 36 ) يخيل للرائي أنه أبيض خصوصاً و أن الإمام في صغره لم يكن يتعرض للشمس لأنه حبيس داره ، أو لعل الإمام في صغره كان لونه أقرب للبياض فلما كبر (و بالتحديد في السادسة من عمره) بدأت السمرة تتضح أكثر و لذلك كل من رآه بعد وفاة أبيه صرح أنه أسمر و الذين وصفوه بالبياض ذكروا ذلك في حياة أبيه العسكري كما يتضح من الروايات السابقة خصوصاً رواية الكافي التي يصرح فيها الراوي أنه قدر عمر الإمام بسنتين و أنت تعلم أن الطفل الصغير تتغير ملامحه باستمرار حتى يستقر على أمر معين عندما يكبر .
ثانياً : قولك : (أما تأويلاتك للأثر فهي مردودة إذ الأثر هو ما نسميه ( الأخت )...)
الجواب : ذكرت من ضمن تأويلاتي (الأثر بسبب مرض جلدي) و ما ذكرته أنت من تأويل (الأخت) يدخل في هذا الباب حيث يتسبب في ظهور الأخت طفيلي (نسميه نحن لشمانيا ) يصيب الجلد و يترك أثراً فيه .. و الآن أي تعارض بين وجود الأخت (أو أي تفسير تفترض للأثر) و بين وجود الخال في خده الأيمن ؟! خصوصاً و أن الروايات لم تقل (بخده الأيمن أثر) و إنما قالت (بوجهه) و الوجه أعم من الخد فلا تعارض مطلقاً . و أذكرك أنك لا تمتلك دليلاً على تأويلك الأثر بخصوص (الأخت) دون غيره .
ثالثاً : في صفة الحاجبين ذكرت رواية الكاظم من باب الأمانة العلمية و الإنصاف في الحوار فليس لدينا هدف تعمد تخطئة الآخرين بل نقول ما لنا و ما علينا على حد سواء لأن هدفنا الوصول إلى الحقيقة و كان باستطاعتي أن أغض الطرف عنها و قد لا تنتبه إليها و لكن هيهات أن أترك موضوعية البحث أسيرة لهوى النفس ، و رواية الكاظم لم يستدل بها الشيخ (حيدر الزيادي) و إنما ذكر روايات (أزج الحاجبين) و يعني أزج : أي حاجبه فيه تقويس مع طول في طرفه أو امتداده و (مشرف الحاجبين) و قد ناقشتها بموضوعية و أثبت أن لا تعارض بينها ، و حتى لو ضممنا رواية الكاظم لهما لا يكون هناك تعارض مخل فيكون المعنى أن حاجبي الإمام (طويلان مقوسان مرتفعان ممزوجان) فلا تناقض إن شاء الله .
رابعاً : إذا كان تأويلي و تأويل السيد الصدر للجسم الإسرائيلي تكلفاً لا موجب له ، فهلا جئت بدليل على تأويل الشيخ حيدر الزيادي للجسم الإسرائيلي (أنه يقصد طول القامة) ؟! بل ثبت الدليل من الروايات على بطلان تأويل الشيخ و منها رواية حذيفة بن اليمان عن رسول الله (ص) أنه قال : (( المهدي رجل من ولدي لونه لون عربي و جسمه جسم إسرائيلي على خده الأيمن خال كأنه كوكب دري ...الخ )) ، المصدر : بحار الأنوار ج 51 ص 81 بالإضافة إلى رواية أخرى بنفس المعنى مروية في بحار الأنوار ج 51 ص 80 عن أمامة الباهلي ، فمن المعروف أن الذي بخده خال هو محمد بن الحسن (ع) فكيف تذكر الرواية أنه طويل القامة و المعروف أن الإمام (ع) مربوع ؟! أليس هذا تناقضاً ؟ إذن تأويل الشيخ غير صحيح و ليس فقط لا موجب له . أم تأويلنا فيدل عليه أن الإمام (عريض المنكبين) و هي إشارة إلى الضخامة و على كل حال الهدف من مناقشتي هو نفي كون المقصود به طول القامة و ليس تأويل العبارة .
و الحمد لله رب العالمين
علي عبد الزهرة الفحام- مشترك جديد
- عدد الرسائل : 38
العمر : 41
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 25/05/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى