ردود الى الأخ علي عبد الزهرة الفحام
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ردود الى الأخ علي عبد الزهرة الفحام
[center]بسم الله الرحمن الرحيم[/center]
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليما .
1- حديثك حول الرؤيا :-
قولك إن الرؤيا حجة شرعية بالنسبة للأنبياء والأوصياء فقط ، تقييد لا دليل ، بل الدليل على خلافه فالروايات ظاهرة في الإطلاق كما لا يخفى ، فعن رسول الله (ص) : (( من رآني في المنام فقد رآني ، فإن الشيطان لا يتمثل بصورتي ولا بصورة أحد من أوصيائي ولا بصورة أحد من شيعتنا )) وهنا أدخل الشيعة في الحساب . ومعلوم إن عدم تمثل الشيطان بهم يستدعي صحة الرؤيا أياً كان رائيها ، لأنها تبقى في كل الأحوال رؤيا ملكوتية مصدرها الله سبحانه لا الشيطان ، ولعلك تدرك إننا نحتج بمثل هذه الرؤى التي يحضر فيها المعصومون فقط دون سواهم ، أي إننا نستثني حتى الشيعة . وفضلاً على ما تقدم أقول : إن الحديث منصب على الرؤيا بحد ذاتها ، أي بصرف النظر عن رآئيها ، فإن كانت هي بحد ذاتها حجة فهي حجة بالنسبة للجميع ، وإن لم تكن كذلك لم تكن بالنسبة للجميع ، أما إذا قلت بالإستثناء فعليك الإتيان بالدليل الشرعي ، أما آراؤك الشخصية فلا تلزمنا ، بل لا تُلزمك حتى أنت . أما حديثك عن المبشرات فهو تنطوي على مغالطة ضرب المثل ، وقد كان بإمكانك ضرب المثال الآتي : ( إذا بُشر أحد بوجود رسول للإمام المهدي (ع) من طريق نبي أو وصي فالرؤيا صحيحة والبشرى لها واقع خارجي ) [ ملاحظة : تتحدث عن الحكم الشرعي ولعلك لا تدري إن هذا الإصطلاح ضيق يشيرون به الى الأحكام الفرعية دون العقائدية ] . أما قولك من منكم رأى النبي أو الإمام حتى يتأكد أن من يراه هو المعصوم نفسه ! أقول هذا الكلام منك غريب ومنكر ، فمن من أصحاب الإمام الصادق (ع) قد رأى النبي حتى يقول لهم افعلوا كذا وكذا من أعمال عبادية وسترون النبي في منامكم ؟ ثم هل تعتقد إننا إذا لم نكن قد رأينا المعصوم فإن الشيطان سيتمكن من التمثل بصورته ! ؟ وهل برأيك إن السبب في عدم تمثل الشيطان بصورهم هو معرفتنا أو مشاهدتنا لصورهم ، أم إنه نفس صورهم المقدسة ((ما قدروا الله حق قدره )) . وأراك تكثر من القول : ( أنا أقول .. أنا أقول ) وكل كلامك بلا دليل ، بل – واعذرني - بلا معنى ، فمثلاً يقول : (( أنا لا أقول هنا لا يمكن رؤية الأئمة وإن أحداً لم ير حلماً بأحد الأئمة ، ولكن أقول لا يترتب حكم شرعي (كذا) وخاصة في الأحكام العقائدية الخطيرة )) ، هذا الكلام خلاف لقولهم (ع) : (( كلامنا في المنام مثل كلامنا في اليقظة )) فهل ترى كلامهم حجة أم لا ؟ بل إن الرؤيا كما ورد عنهم (( بمنزلة كلام يكلم به الرب عبده )) فهل ترى كلام الرب حجة أم لا ؟ [ راجع بخصوص أحاديث الرؤيا : دار السلام للميرزا النوري] . وتلجأ الى المغالطة – وبظني إنك لا تتعمدها – فتقول : (( إذا جاء لأحدكم شخص في المنام يقول له أنا الإمام وآمرك أن تذبح ولدك هل يجب عليه أن يذبح ولده ؟ إن فعل ذلك يترتب عليه حكم القاتل ... الخ )) ! اعذرني إن سألتك هل تدري ما تقول ؟ نعم كان عليك أن تحدد أولاً هل هذا الشخص هو الإمام أم لا ، فالمسألة ليست إن شخصاً يخبرك إنه الإمام والسلام !! بل هل إن روحك عرفت هي إنه الإمام أم لا ؟ فالشيطان يمكن أن يخبرك إنه إمام ، دون أن ينطق باسم أحد منهم (ع) ، وإذا علمت إنه الإمام حقاً فلماذا تفترض إنه سيأمرك بإرتكاب محرم ، وهل أنت أكثر ورعاً منه ؟ هذا افتراض من الشيطان اللعين أعاذنا الله وإياكم . نعم أنت تريد من هذا الإفتراض غير الموفق أن تناقش هل إن الرؤيا حجة أم لا ، وكان عليك التقيد بهذا المقدار دون حاجة الى افتراضات تخرج بك عنه ، كان عليك أن تبحث في أدلة الرؤيا فإذا اتضحت لك حجيتها فاعلم إن كل ما يرشدك إليه المعصوم حق لا يخالف الشرع بشئ ، واعلم إنه لا يمكن أن يأمر بما يخالف الشرع . أما كلام الفقهاء غير المعصومين الذي تكثر من الإستشهاد به فاعلم إننا لا نقيم وزناً لغير كلام المعصوم ، فإذا كان كلام الفقهاء موافق لكلام المعصوم فنعما هو وإلا فعرض الجدار أولى به . وعلى أية حال يمكنك أن تسأل السيد شبر : ما معنى أن يوسوس الشيطان لأحد إنه نبي ؟ هل معناه أن يتمثل له بصورة النبي ، وهذا محال بنص الحديث آنف الذكر ، أم إنه يأتيه بصورة أخرى ويفهمه ، أو قل يوسوس له إنه نبي ، وهذه الحالة لا تمثل نقضاً علينا ، فهي رؤيا شيطانية ، ونحن نستدل بالرؤى الملكوتية حسب ، أي تلك التي يحضر بها المعصوم بصورته وتعرفه روح المؤمن . وبخصوص العلامة الحلي أقول : لم أر معنى مفهوما لإستشهادك بحادثته ، فضلاً على أنك لم تثبت بالدليل الشرعي صحة عمله ، أم لعلك ترى أن كل ما يصدر عنهم صحيح ؟ أما قولك : (( والشيخ جهاد استدل بأقوال بعض العلماء ... أما من ذكرهم من العلماء الذين تشيعوا كحسن شحاتة وغيره فالله أعلم بحالهم وهم بالتأكيد اعتمدوا الأدلة الشرعية الأخرى ... ولن أقول لهم كما يدعي الشيخ جهاد عليكم الرجوع الى الضلال )) فإن مراد الشيخ الرد على من قال إن الرؤيا ليست حجة في مسائل الأحكام الفرعية ، فبين إن بعض الفقهاء على الأقل لا يرى هذا الرأي ، فكلامه يبين خلافية المسألة عندهم أنفسهم . أما كلامه عن بعض من تشيع نتيجة رؤيا رآها فهو يلزمكم ، وإن حاولتم التهرب من نتيجته كما فعلت أنت ، لأنكم بإنكار حجية الرؤيا تكونوا قد رددتم على المصدر الذي اثبت شرعيتها وحجيتها وهو القرآن والسنة ، وبطعنكم على هذا المصدر الذي هو أصل كل الأدلة الشرعية الأخرى لا يبقى لكم ما تصححون به تشيعهم ، أو حتى التزامهم بأي عقيدة شرعية . أما قولك : (( إن الرؤيا حتى وإن كانت صادقة لا تكون حجة ما لم تقترن بما يؤيدها )) فيرد عليه إنك تضع نفسك بمقام المشرع وتفتري أحكاماً من عند نفسك ما أنزل الله بها من سلطان ، ثم إذا لم تكن الرؤيا حجة فأي معنى يبقى لصدقها ، وهل صدقها إلا أنها تكشف عن واقع خارجي والكشف كما قد تعلم هو مناط الحجية ؟ وبخصوص كلام السيد الصدر فالظاهر إنك لم تفهم شيئاً منه ، فالسيد حين يتحدث عن الأحلام الزائفة الناشئة من نوازع نفسية لا شعورية يقصد الإشارة الى نظرية العالم النفساني ( فرويد ) الذي يرى الأحلام تعبيراً عن مكبوتات نفسية لا شعورية والسيد الصدر أقر بوجود مثل هذه الأحلام الزائفة – على حد تعبيره – ثم استدرك قائلاً : (( ولكن مما لاشك فيه وجود الأحلام المطابقة للواقع ... الخ )) وبهذا الإستدراك أخرج الرؤيا من نطاق الأحلام الزائفة ، فالرؤيا دائما لها مطابق في الواقع بنحو أو بآخر . أما قوله : (( فإذا اقترن الحلم بأمر زائد عن مجرد المطابقة للواقع كان – ولا شك – من قبيل المعجزات )) فيريد منه المبالغة في تأكيد حجية الرؤيا وإنها قد تبلغ مرتبة المعجزات في بعض الأحيان ، ولعلك لا تدري إن هذا الحد موجود في كثير من رؤى الأنصار والحمد لله وحده . أما إنك تختلف مع السيد أحمد (ع) في قضية السيدة نرجس (ع) ، فلا شك في أن سبب الإختلاف تسرعك في الفهم فحديث السيد كان منصباً على خصوص حادثة خروجها مع الجيش وتعريضها نفسها للأسر وهذا كان خضوعاً منها للأمر الذي سمعته في الرؤيا . ومثلها قصة جندل بن جنادة كما حكتها الأخبار ، وهل تعتقد إن الله تعالى علواً كبيراً يرسل بالآيات ، ومنها الرؤى ، جزافاً دون معنى يترتب عليها . وبشأن قولهم (ع) : (( لا يُسمى باسمه حتى يُظهره الله )) هي في السيد أحمد (ع) أكيداً ، راجع في هذا الشأن كتاب ( المهدي والمهديين في الكتاب والسنة ) ، وإن عدتم عدنا . وتقول إن بعض المسلمين علل إسلامه بأن كل ما جاء به محمد موافق للعقل والعقل عندكم ليس بحجة . يرد عليه إنك لم تخبرنا من هذا المسلم أو المسلمين ، ويرد عليه إنك تفهم العقل على أنه الدليل العقلي ، وليس هو ، وإنما المراد من العقل هنا هو الفطرة التي فطر الله الناس عليها . أما اللطف الإلهي فإنه يشمل الجميع لا محالة ، فقط التفت الى أن روية شخص واحد لرؤيا تمثل رسالة للجميع ، واعلم إن المعجزات لم يرها كل الناس بل بعضهم فقط ، ومع ذلك هي حجة على الجميع ؛ من رآها ومن بلغته ، وما ربك بظلام للعبيد . أما الرؤيا بالسيستاني فهي من الشيطان قطعاً ، ولا يكفي أن تخبره أمه بأن الموجود هو الإمام ، بل لا يد له أن يعرفه هو ، وكون الصورة التي رآها للسيستاني تدل على أن الإمام لم يحضر بصورته ، بل حضر الشيطان ووسوس . ولتعلمن نبأه بعد حين . أما استشهادك بكلام الصادق (ع) فهو ما حدثتك عنه من أن الرؤى بعضها من الملكوت وبعضها من الشيطان وبعضها أضغاث أحلام ، ودليلنا منحصر بالملكوتية التي يحضر فيها المعصوم بصورته . وما بقي من كلامك لا يلزمنا بشئ غير أني سأختم برواية تنص على حجية الرؤيا ، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، والرواية واردة عن الإمام الرضا (ع) وهي طويلة سأختصرها لك ، عن أبي الحسن (ع) قال : (( إن الأحلام لم تكن فيما مضى في أول الخلق ... فأحدث الله بينهم الأحلام فأتوه فأخبروه بما رأوا أو ما أنكروا من ذلك فقال : إن الله أراد أن يحتج عليكم بهذا ...))[بحار الأنوار/ج6ص243] ، فالرؤى إنما أحدثها الله لتكون حجة على الخلق ، والحمد لله وحده .
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وآله الأئمة والمهديين وسلم تسليما .
1- حديثك حول الرؤيا :-
قولك إن الرؤيا حجة شرعية بالنسبة للأنبياء والأوصياء فقط ، تقييد لا دليل ، بل الدليل على خلافه فالروايات ظاهرة في الإطلاق كما لا يخفى ، فعن رسول الله (ص) : (( من رآني في المنام فقد رآني ، فإن الشيطان لا يتمثل بصورتي ولا بصورة أحد من أوصيائي ولا بصورة أحد من شيعتنا )) وهنا أدخل الشيعة في الحساب . ومعلوم إن عدم تمثل الشيطان بهم يستدعي صحة الرؤيا أياً كان رائيها ، لأنها تبقى في كل الأحوال رؤيا ملكوتية مصدرها الله سبحانه لا الشيطان ، ولعلك تدرك إننا نحتج بمثل هذه الرؤى التي يحضر فيها المعصومون فقط دون سواهم ، أي إننا نستثني حتى الشيعة . وفضلاً على ما تقدم أقول : إن الحديث منصب على الرؤيا بحد ذاتها ، أي بصرف النظر عن رآئيها ، فإن كانت هي بحد ذاتها حجة فهي حجة بالنسبة للجميع ، وإن لم تكن كذلك لم تكن بالنسبة للجميع ، أما إذا قلت بالإستثناء فعليك الإتيان بالدليل الشرعي ، أما آراؤك الشخصية فلا تلزمنا ، بل لا تُلزمك حتى أنت . أما حديثك عن المبشرات فهو تنطوي على مغالطة ضرب المثل ، وقد كان بإمكانك ضرب المثال الآتي : ( إذا بُشر أحد بوجود رسول للإمام المهدي (ع) من طريق نبي أو وصي فالرؤيا صحيحة والبشرى لها واقع خارجي ) [ ملاحظة : تتحدث عن الحكم الشرعي ولعلك لا تدري إن هذا الإصطلاح ضيق يشيرون به الى الأحكام الفرعية دون العقائدية ] . أما قولك من منكم رأى النبي أو الإمام حتى يتأكد أن من يراه هو المعصوم نفسه ! أقول هذا الكلام منك غريب ومنكر ، فمن من أصحاب الإمام الصادق (ع) قد رأى النبي حتى يقول لهم افعلوا كذا وكذا من أعمال عبادية وسترون النبي في منامكم ؟ ثم هل تعتقد إننا إذا لم نكن قد رأينا المعصوم فإن الشيطان سيتمكن من التمثل بصورته ! ؟ وهل برأيك إن السبب في عدم تمثل الشيطان بصورهم هو معرفتنا أو مشاهدتنا لصورهم ، أم إنه نفس صورهم المقدسة ((ما قدروا الله حق قدره )) . وأراك تكثر من القول : ( أنا أقول .. أنا أقول ) وكل كلامك بلا دليل ، بل – واعذرني - بلا معنى ، فمثلاً يقول : (( أنا لا أقول هنا لا يمكن رؤية الأئمة وإن أحداً لم ير حلماً بأحد الأئمة ، ولكن أقول لا يترتب حكم شرعي (كذا) وخاصة في الأحكام العقائدية الخطيرة )) ، هذا الكلام خلاف لقولهم (ع) : (( كلامنا في المنام مثل كلامنا في اليقظة )) فهل ترى كلامهم حجة أم لا ؟ بل إن الرؤيا كما ورد عنهم (( بمنزلة كلام يكلم به الرب عبده )) فهل ترى كلام الرب حجة أم لا ؟ [ راجع بخصوص أحاديث الرؤيا : دار السلام للميرزا النوري] . وتلجأ الى المغالطة – وبظني إنك لا تتعمدها – فتقول : (( إذا جاء لأحدكم شخص في المنام يقول له أنا الإمام وآمرك أن تذبح ولدك هل يجب عليه أن يذبح ولده ؟ إن فعل ذلك يترتب عليه حكم القاتل ... الخ )) ! اعذرني إن سألتك هل تدري ما تقول ؟ نعم كان عليك أن تحدد أولاً هل هذا الشخص هو الإمام أم لا ، فالمسألة ليست إن شخصاً يخبرك إنه الإمام والسلام !! بل هل إن روحك عرفت هي إنه الإمام أم لا ؟ فالشيطان يمكن أن يخبرك إنه إمام ، دون أن ينطق باسم أحد منهم (ع) ، وإذا علمت إنه الإمام حقاً فلماذا تفترض إنه سيأمرك بإرتكاب محرم ، وهل أنت أكثر ورعاً منه ؟ هذا افتراض من الشيطان اللعين أعاذنا الله وإياكم . نعم أنت تريد من هذا الإفتراض غير الموفق أن تناقش هل إن الرؤيا حجة أم لا ، وكان عليك التقيد بهذا المقدار دون حاجة الى افتراضات تخرج بك عنه ، كان عليك أن تبحث في أدلة الرؤيا فإذا اتضحت لك حجيتها فاعلم إن كل ما يرشدك إليه المعصوم حق لا يخالف الشرع بشئ ، واعلم إنه لا يمكن أن يأمر بما يخالف الشرع . أما كلام الفقهاء غير المعصومين الذي تكثر من الإستشهاد به فاعلم إننا لا نقيم وزناً لغير كلام المعصوم ، فإذا كان كلام الفقهاء موافق لكلام المعصوم فنعما هو وإلا فعرض الجدار أولى به . وعلى أية حال يمكنك أن تسأل السيد شبر : ما معنى أن يوسوس الشيطان لأحد إنه نبي ؟ هل معناه أن يتمثل له بصورة النبي ، وهذا محال بنص الحديث آنف الذكر ، أم إنه يأتيه بصورة أخرى ويفهمه ، أو قل يوسوس له إنه نبي ، وهذه الحالة لا تمثل نقضاً علينا ، فهي رؤيا شيطانية ، ونحن نستدل بالرؤى الملكوتية حسب ، أي تلك التي يحضر بها المعصوم بصورته وتعرفه روح المؤمن . وبخصوص العلامة الحلي أقول : لم أر معنى مفهوما لإستشهادك بحادثته ، فضلاً على أنك لم تثبت بالدليل الشرعي صحة عمله ، أم لعلك ترى أن كل ما يصدر عنهم صحيح ؟ أما قولك : (( والشيخ جهاد استدل بأقوال بعض العلماء ... أما من ذكرهم من العلماء الذين تشيعوا كحسن شحاتة وغيره فالله أعلم بحالهم وهم بالتأكيد اعتمدوا الأدلة الشرعية الأخرى ... ولن أقول لهم كما يدعي الشيخ جهاد عليكم الرجوع الى الضلال )) فإن مراد الشيخ الرد على من قال إن الرؤيا ليست حجة في مسائل الأحكام الفرعية ، فبين إن بعض الفقهاء على الأقل لا يرى هذا الرأي ، فكلامه يبين خلافية المسألة عندهم أنفسهم . أما كلامه عن بعض من تشيع نتيجة رؤيا رآها فهو يلزمكم ، وإن حاولتم التهرب من نتيجته كما فعلت أنت ، لأنكم بإنكار حجية الرؤيا تكونوا قد رددتم على المصدر الذي اثبت شرعيتها وحجيتها وهو القرآن والسنة ، وبطعنكم على هذا المصدر الذي هو أصل كل الأدلة الشرعية الأخرى لا يبقى لكم ما تصححون به تشيعهم ، أو حتى التزامهم بأي عقيدة شرعية . أما قولك : (( إن الرؤيا حتى وإن كانت صادقة لا تكون حجة ما لم تقترن بما يؤيدها )) فيرد عليه إنك تضع نفسك بمقام المشرع وتفتري أحكاماً من عند نفسك ما أنزل الله بها من سلطان ، ثم إذا لم تكن الرؤيا حجة فأي معنى يبقى لصدقها ، وهل صدقها إلا أنها تكشف عن واقع خارجي والكشف كما قد تعلم هو مناط الحجية ؟ وبخصوص كلام السيد الصدر فالظاهر إنك لم تفهم شيئاً منه ، فالسيد حين يتحدث عن الأحلام الزائفة الناشئة من نوازع نفسية لا شعورية يقصد الإشارة الى نظرية العالم النفساني ( فرويد ) الذي يرى الأحلام تعبيراً عن مكبوتات نفسية لا شعورية والسيد الصدر أقر بوجود مثل هذه الأحلام الزائفة – على حد تعبيره – ثم استدرك قائلاً : (( ولكن مما لاشك فيه وجود الأحلام المطابقة للواقع ... الخ )) وبهذا الإستدراك أخرج الرؤيا من نطاق الأحلام الزائفة ، فالرؤيا دائما لها مطابق في الواقع بنحو أو بآخر . أما قوله : (( فإذا اقترن الحلم بأمر زائد عن مجرد المطابقة للواقع كان – ولا شك – من قبيل المعجزات )) فيريد منه المبالغة في تأكيد حجية الرؤيا وإنها قد تبلغ مرتبة المعجزات في بعض الأحيان ، ولعلك لا تدري إن هذا الحد موجود في كثير من رؤى الأنصار والحمد لله وحده . أما إنك تختلف مع السيد أحمد (ع) في قضية السيدة نرجس (ع) ، فلا شك في أن سبب الإختلاف تسرعك في الفهم فحديث السيد كان منصباً على خصوص حادثة خروجها مع الجيش وتعريضها نفسها للأسر وهذا كان خضوعاً منها للأمر الذي سمعته في الرؤيا . ومثلها قصة جندل بن جنادة كما حكتها الأخبار ، وهل تعتقد إن الله تعالى علواً كبيراً يرسل بالآيات ، ومنها الرؤى ، جزافاً دون معنى يترتب عليها . وبشأن قولهم (ع) : (( لا يُسمى باسمه حتى يُظهره الله )) هي في السيد أحمد (ع) أكيداً ، راجع في هذا الشأن كتاب ( المهدي والمهديين في الكتاب والسنة ) ، وإن عدتم عدنا . وتقول إن بعض المسلمين علل إسلامه بأن كل ما جاء به محمد موافق للعقل والعقل عندكم ليس بحجة . يرد عليه إنك لم تخبرنا من هذا المسلم أو المسلمين ، ويرد عليه إنك تفهم العقل على أنه الدليل العقلي ، وليس هو ، وإنما المراد من العقل هنا هو الفطرة التي فطر الله الناس عليها . أما اللطف الإلهي فإنه يشمل الجميع لا محالة ، فقط التفت الى أن روية شخص واحد لرؤيا تمثل رسالة للجميع ، واعلم إن المعجزات لم يرها كل الناس بل بعضهم فقط ، ومع ذلك هي حجة على الجميع ؛ من رآها ومن بلغته ، وما ربك بظلام للعبيد . أما الرؤيا بالسيستاني فهي من الشيطان قطعاً ، ولا يكفي أن تخبره أمه بأن الموجود هو الإمام ، بل لا يد له أن يعرفه هو ، وكون الصورة التي رآها للسيستاني تدل على أن الإمام لم يحضر بصورته ، بل حضر الشيطان ووسوس . ولتعلمن نبأه بعد حين . أما استشهادك بكلام الصادق (ع) فهو ما حدثتك عنه من أن الرؤى بعضها من الملكوت وبعضها من الشيطان وبعضها أضغاث أحلام ، ودليلنا منحصر بالملكوتية التي يحضر فيها المعصوم بصورته . وما بقي من كلامك لا يلزمنا بشئ غير أني سأختم برواية تنص على حجية الرؤيا ، ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، والرواية واردة عن الإمام الرضا (ع) وهي طويلة سأختصرها لك ، عن أبي الحسن (ع) قال : (( إن الأحلام لم تكن فيما مضى في أول الخلق ... فأحدث الله بينهم الأحلام فأتوه فأخبروه بما رأوا أو ما أنكروا من ذلك فقال : إن الله أراد أن يحتج عليكم بهذا ...))[بحار الأنوار/ج6ص243] ، فالرؤى إنما أحدثها الله لتكون حجة على الخلق ، والحمد لله وحده .
مقبل التراب- مشرف منتدى
- عدد الرسائل : 91
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 22/01/2007
رد: ردود الى الأخ علي عبد الزهرة الفحام
سأقرأ يا أخي ما كتبته بتأن و سيأتيك جوابي إن شاء الله
علي عبد الزهرة الفحام- مشترك جديد
- عدد الرسائل : 38
العمر : 41
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 25/05/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى