منتديات أنصار الإمام المهدي ع


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات أنصار الإمام المهدي ع
منتديات أنصار الإمام المهدي ع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

من مكاتيبه ورسائل الامام الباقر عليه السلام

اذهب الى الأسفل

من مكاتيبه ورسائل الامام الباقر عليه السلام Empty من مكاتيبه ورسائل الامام الباقر عليه السلام

مُساهمة من طرف النهضة الفاطمية الأربعاء 18 يونيو 2008 - 4:18


بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد الائمة والمهديين وسلم تسليما

من مكاتيبه ورسائل الامام الباقر عليه السلام

أما رسائله التي نقلتها لنا المصادر فهي كثيرة منها : رسالتان إلى سعد الخير رواهما الكليني ( رحمه الله ) ( ت / 329 ه‍ ) في روضة الكافي ، قال : كتب أبو جعفر إلى سعد الخير :
بسم الله الرحمن الرحيم

أما بعد : فإني أوصيك بتقوى الله ، فإن فيها السلامة من التلف ، والغنيمة في المنقلب ، إن الله تعالى يقي بالتقوى عن العبد ما عزب عنه عقله ، ويجلي بالتقوى عنه عماه وجهله ، وبالتقوى نجا نوح ومن معه في السفينة .
وصالح ومن معه من الصاعقة ، وبالتقوى فاز الصابرون ، ونجت تلك العصب من المهالك ، ولهم إخوان على تلك الطريقة يلتمسون تلك الفضيلة ، نبذوا طغيانهم من التذاذ بالشهوات ، لما بلغهم في الكتاب من المثلات حمدوا ربهم على ما رزقهم وهو أهل الحمد ، وذموا أنفسهم على ما فرطوا وهم أهل الذم ، وعلموا أن الله تعالى الحليم العليم ، إنما غضبه على من لم يقبل منه رضاه ، وإنما يمنع من لم يقبل منه عطاه ، وإنما يضل من لم يقبل منه هداه ثم أمكن أهل السيئات من التوبة بتبديل الحسنات ، دعا عباده في الكتاب إلى ذلك بصوت رفيع لم ينقطع ، ولم يمنع دعاء عباده ، فلعن الله الذين يكتمون ما أنزل الله ، وكتب على نفسه الرحمة ، فسبقت قبل الغضب ، فتمت صدقا وعدلا فليس يبتدئ العباد بالغضب قبل أن يغضبوه ، وذلك من علم اليقين .
وعلم التقوى وكل أمة قد رفع الله عنهم علم الكتاب حين نبذوه ، ولاهم عدوهم حين تولوه ، وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه ، وحرفوا حدوده ، فهم يروونه ولا يرعونه ، والجهال يعجبهم حفظهم للرواية ، والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية ، وكان من نبذهم الكتاب أن ولوه الذين لا يعلمون ، فأوردوهم الهوى وأصدروهم إلى الردى ، وغيروا عرى الدين ، ثم ورثوه في السفه والصبا .
فالأمة يصدرون عن أمر الناس بعد أمر الله تعالى ، وعليه يردون ، بئس للظالمين بدلا ولاية الناس بعد ولاية الله ، وثواب الناس بعد ثواب الله ، ورضا الناس بعد رضا الله ! فأصبحت الأمة كذلك وفيهم المجتهدون في العبادة على تلك الضلالة ، معجبون مفتونون ، فعبادتهم فتنة لهم ولمن اقتدى بهم ، وقد كان في الرسل ذكرى للعابدين ، إن نبيا من الأنبياء كان مستكمل الطاعة ، ثم عصى الله تعالى في الباب الواحد ، فيخرج به من الجنة . وينبذ به في بطن الحوت ، ثم لا ينجيه إلا الاعتراف والتوبة .
فاعرف أشباه الأحبار والرهبان الذين ساروا بكتمان الكتاب وتحريفه ، فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين ، ثم اعرف أشباههم من هذه الأمة الذين أقاموا حروف الكتاب وحرفوا حدوده ، فهم مع السادة والكثرة فإذا تفرقت قادة الأهواء كانوا مع أكثرهم دنيا .
ذلك مبلغهم من العلم ، لا يزالون كذلك في طمع وطبع ، فلا تزال تسمع صوت إبليس على ألسنتهم بباطل كثير ، يصبر منهم العلماء على الأذى والتعنيف ، ويعيبون على العلماء بالتكليف ، والعلماء في أنفسهم خانة إن كتموا النصيحة ، إن رأوا تائها ضالا لا يهدونه ، أو ميتا لا يحيونه ، فبئس ما يصنعون ، لأن الله تبارك وتعالى أخذ عليهم الميثاق في الكتاب أن يأمروا بالمعروف وبما أمروا به ، وأن ينهوا عما نهوا عنه ، وأن يتعاونوا على البر والتقوى ، ولا يتعاونوا على الإثم والعدوان ، فالعلماء من الجهال في جهد وجهاد ، إن وعظت ، قالوا : طغت ، وإن علموا الحق الذي تركوا ، قالوا : خالفت ، وإن اعتزلوهم قالوا : فارقت ، وإن قالوا : هاتوا برهانكم على ما تحدثون قالوا : نافقت .
وإن أطاعوهم قالوا : عصيت الله عز وجل ، فهلكت جهال في ما لا يعلمون ، أميون في ما يتلون ، يصدقون بالكتاب عند التعريف ، ويكذبون به عند التحريف ، فلا ينكرون .
أولئك أشباه الأحبار والرهبان ، قادة في الهوى ، سادة في الردى ، وآخرون منهم جلوس بين الضلالة والهدى ، لا يعرفون إحدى الطائفتين من الأخرى ، يقولون ما كان الناس يعرفون هذا ولا يدرون ما هو وصدقوا ، تركهم رسول الله على البيضاء ليلها من نهارها ، لم يظهر فيهم بدعة ، ولم تبدل فيهم سنة ، لا خلاف عندهم ولا اختلاف ، فلما غشي الناس ظلمة خطاياهم صاروا إمامين : داع إلى الله تعالى ، وداع إلى النار . فعند ذلك نطق الشيطان ، فعلا صوته على لسان أوليائه ، وكثر خيله ورجله ، وشارك في الأموال والولد من أشركه ، فعمل بالبدعة ، وترك الكتاب والسنة ، ونطق أولياء الله بالحجة ، وأخذوا بالكتاب والحكمة ، فتفرق من ذلك اليوم أهل الحق وأهل الباطل ، وتخاذل وتهاون أهل الهدى ، وتعاون أهل الضلالة ، حتى كانت هي الجماعة مع فلان وأشباهه . فاعرف هذا الصنف ، وصنفا آخر فأبصرهم رأي العين نجباء ، وألزمهم حتى ترد أهلك ، فإن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ، ألا ذلك هو الخسران المبين . وفي رواية محمد بن يحيى ، زيادة : " لهم علم بالطريق ، فإن كان دونهم بلاء فلا ينظر إليهم ، فإن كان دونهم عسف من أهل العسف وخسف ، ودونهم بلايا تنقضي . ثم تصير إلى رخاء .
ثم اعلم أن إخوان الثقة ذخائر بعضهم لبعض ، ولولا أن تذهب بك الظنون عني لجليت لك عن أشياء من الحق غطيتها ، ولنشرت لك أشياء من الحق كتمتها ولكني أتقيك وأستبقيك ، وليس الحليم الذي لا يتقي أحدا في مكان التقوى والحلم لباس العالم ، فلا تعرين منه ، والسلام " .
والرسالة الثانية ينقلها إلينا نفس المصدر وهي أيضا إلى سعد الخير ، حيث كتب إليه أبو جعفر يقول فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد : فقد جاءني كتابك تذكر فيه معرفة ما لا ينبغي تركه ، وطاعة من رضى الله رضاه ، فقبلت من ذلك لنفسك ما كانت نفسك مرتهنة لو تركته . فعجب أن رضى الله وطاعته ونصيحته لا تقبل ولا توجد ولا تعرف إلا في عباد غرباء ، أخلاء من الناس ، قد اتخذتهم الناس سخريا لما يرمونهم به من المنكرات ، وكان يقال : " لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون أبغض إلى الناس من جيفة الحمار " ولولا أن يصيبك من البلاء مثل الذي أصابنا فتجعل فتنة الناس كعذاب الله - وأعيذك بالله وإيانا من ذلك - لقربت على بعد منزلتك .
واعلم - رحمك الله - أنه لا تنال محبة الله إلا ببغض كثير من الناس ، ولا ولايته إلا بمعاداتهم ، وفوت ذلك قليل يسير لدرك ذلك من الله لقوم يعلمون .
[ أ ] يا أخي إن الله عز وجل جعل في كل من الرسل بقايا من أهل العلم ، يدعون من ضل إلى الهدى ، ويصبرون معهم على الأذى ، يجيبون داعي الله ، ويدعون إلى الله ، فأبصرهم رحمك الله فإنهم في منزلة رفيعة ، وإن أصابتهم في الدنيا وضيعة ، إنهم يحيون بكتاب الله الموتى ، ويبصرون بنور الله من العمى .
كم من قتيل لإبليس قد أحيوه ، وكم من تائه ضال قد هدوه ، يبذلون دماءهم دون هلكة العباد ، وما أحسن أثرهم على العباد ؟ ! وما أقبح آثار العباد عليهم ؟ ! " .
وعن الاختصاص : ( قال : حدثني محمد بن أحمد الكوفي الخزاز ، عن أحمد بن محمد بن سعد الكوفي ، عن ابن فضال ، عن إسماعيل بن مهران ، عن أبي مسروق النهدي ، عن مالك بن عطية ، عن أبي حمزة قال : دخل سعد بن عبد الملك - وكان أبو جعفر يسميه سعد الخير وهو من ولد عبد العزيز بن مروان - على أبي جعفر فبينا ينشج كما تنشج النساء .
قال : فقال له أبو جعفر : ما يبكيك يا سعد ؟ قال : وكيف لا أبكي وأنا من الشجرة الملعونة في القرآن ؟ ! فقال له : لست منهم أنت أموي منا أهل البيت ، أما سمعت قول الله عز وجل يحكي عن إبراهيم : ( فمن تبعني فإنه مني ) ، .
وله كتب ورسائل أخرى إلى بعض خلفاء بني أمية كهشام بن عبد الملك وعمر بن عبد العزيز ، وإلى جابر الجعفي وعبد الله بن المبارك ، وكتبه في الإمامة وغيرها جاءت في مواضعها بعنوان وصايا أو مواعظ أو أجوبة . إلى هنا نكتفي من سرد هذه الحكم والمواعظ ، ومن الله سبحانه نستمد العون والتسديد .

والحمد لله وحده وحده وحده

النهضة الفاطمية
النهضة الفاطمية
انصاري
انصاري

عدد الرسائل : 244
العمر : 35
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/03/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى