بيان صدر قبل اكثر من عام ردا على سفاسف ثلاث من المسميات الدينية
صفحة 1 من اصل 1
بيان صدر قبل اكثر من عام ردا على سفاسف ثلاث من المسميات الدينية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله مالك الملك مجري الفلك ، ديان الدين ، رب العالمين ، اللهم صل على محمد وآل محمد أولى الأمر الذين أمرتنا بطاعتهم وعرفتنا بذلك منزلتهم أئمة ومهديين وسلم تسليما.
(( هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين)) (آل عمران :138)
ها هي سنوات طويلة قد تصرمت منذ أن صدع أنصار الإمام المهدي (ع) بدعوة الحق ، مستدلين عليها بأدلة هي أدلة الأنبياء والأوصياء .
وفي الوقت الذي كنا نأمل من الناس سماع الدليل وتمحيصه ، نجد الخصوم الذين يأسوا من إيجاد ثغرة تسوغ لهم عنادهم ، يتنازلون – للأسف الشديد – عن شرف الخصومة ويلجأون إلى أساليب العاجز في اختلاق الأكاذيب والترويج لها عبر بيانات وإشاعات يبثونها في صفوف الناس ، فمرة يفترون على السيد أحمد الحسن وصي ورسول الإمام المهدي (ع) بأنه – وهو ابن الإمام - قد زوج أخته من الإمام (ع) ، وهي تهمة ألصقوها أول الأمر بالسيد محمود الحسني ومرة يزعمون – زوراً وبهتاناً- أن السيد أحمد الحسن (ع) أخبر أصحابه أن الإمام المهدي (ع) يشرب الشاي معه دون أن تراه عيونهم ، ومرة ..ومرة ..
وإذا كنا لا نستغرب هذه الأباطيل من فقهاء آخر الزمان ومقلديهم ، فإن العجب كل العجب أن تصدق طائفة من الناس بمثل هذه السفاسف السخيفة ، فقديماً قيل : (حدث العاقل بما لا يعقل ، فإن صدق فلا عقل له ) .
ولأجل المبالغة في إقامة الحجة ، وإزالة كل ما يعترض أذهان الناس من شبهات وأباطيل ارتأى أنصار الإمام المهدي (مكن الله له في الأرض )الرد على ثلاث من هذه البيانات وكشف ما تنطوي عليه من افتراءات وأضاليل ، والله الموفق وهو حسبنا ونعم الوكيل .
((......ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين )) (الأعراف:89)
1- البيان الأول صادر عن جماعة تطلق على نفسها لقب (أنصار الحسني) وقد بلغ الاستهتار بهذه الجماعة حداً حملهم على انتحال اسم للسيد أحمد الحسن (ع) هو ( أحمد إسماعيل كاطع) لا ندري من أين أتوا به أو أي شيطان أوحى لهم به ؟؟!!
وبيانهم في جملته تعليق على كلمة للسيد أحمد الحسن (ع) وردت في مقدمة كتاب (الإفحام لمكذب رسول الإمام) الذي أطاح فيه الشيخ ناظم العقيلي بإدعاء الأعلمية الذي طالما رفعه السيد محمود الحسني ، ويبدو أن القوم قد آلمهم عجزهم عن الرد على كتاب (الإفحام...) فالتجاؤوا إلى وسيلة العاجز في تعكير المياه والتصيد فيها ، ولكي يسفر الصبح لذي عينين، أنقل كلمة السيد أحمد الحسن (ع) المشار إليها آنفاً ، ثم أعقب بنقل شبهاتهم والرد عليها . يقول السيد أحمد (ع) : (( لو كان دين الله يصاب بعقول بني آدم الناقصة لصح استدلال كارل ماركس ومن أسس لإنكار وجود الله سبحانه وتعالى ، ولكانوا معذورين .. فقد تبنوا قواعد ادعوا إنها بديهيات وأسسوا عليها نظريات انكروا بها وجود الله سبحانه وتعالى وضلوا وأضلوا نصف أهل الأرض ....)) .
وأنا أسأل كل قارئ بحق الإنصاف هل في هذه الكلمة من سوء حتى تثير الضغينة في صدور أنصار الحسني الحرجة؟! ، ثم أ ليس أهل البيت (ع) قد نطقوا بنفس مضمونها ؟ ولكن ماذا نقول لمقلدة فقهاء آخر الزمان الذين أبوا إلا أن يفضحوا أنفسهم ويطلقون صرخاتهم بالقول :(( إذا لم يكن العقل هو القائد والمرشد لتمييز طريق الهداية من الغواية لا تبقى لله سبحانه وتعالى حجة علينا يوم القيامة ، لذلك أكد سبحانه وتعالى في آيات عديدة على استخدام العقل واتباع الدليل العقلي )) ، ويبدو أن حمى العصبية قد أذهلت القوم فلم يميزوا بين العقل بوصفه ملكة التصور والفهم وبين الدليل العقلي الذي انصبت عليه كلمة السيد أحمد الحسن (ع) ، فالسيد أحمد (ع) - وبقرينة قوله ((لو كان دين الله يصاب بعقول بني آدم الناقصة )) وبإشارته كذلك لما أسسه كارل ماركس وغيره من الملاحدة - أراد التعريض بمن اتخذوا الدليل العقلي وحجية العقل (كما يزعمون) ذريعة للتشريع والقول بأحكام ما أنزل الله بها من سلطان ، فالسيد أحمد الحسن (ع) لم ينكر البديهيات كما يزعم أصحاب البيان وإنما رفض ما يذهب إليه أصحاب الدليل العقلي من أن العقل البشري الناقص والعقل الإلهي من سنخ واحد وإن ما يحكم به العقل البشري يحكم به الله بالضرورة ، فأراد (ع) أن يحذرهم من أنهم بقولهم هذا ((......يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون)) (التوبة:30) . والمفارقة أن مقلدة من يدعي الأعلمية بالأصول يجهلون أن قواعد الدليل العقلي مبتناة على أساس ما يقرره العقل العملي لا النظري ، فتراهم يشيرون لبديهيات العقل النظري ويستشهدون بها ، كما هو حال (مبدأ عدم التناقض) فيسألون السيد أحمد الحسن ( لا أحمد إسماعيل كاطع كما يفترون!!) قائلين : (هل من الممكن أن تجتمع قضية السيد الحسني وقضيتك على الحق ؟ )
ونحن نتفق معهم تماماً بأن الجواب واضح لا يحتاج إلى تفكير طويل ، ولكن لا لأن القضيتين متناقضتان – كما يشتبهون – لأن القضيتين متضادتان وليستا متناقضتين ، وليس لأن الحاكم فيهما هو العقل ، بل لأن وصية رسول الله (ص) حكمت بأحقية السيد أحمد الحسن وبطلان قضية السيد محمود الحسني ومنشاكله .
2- البيان الثاني صادر عن مجموعة اختارت لنفسها عنوان (لجنة علماء أنصار الإمام المهدي) وهؤلاء أدهى من سابقيهم إذ يزعمون إن الاحتجاج بالقرآن ليس بحجة !؟ وذريعتهم إنه قد ورد عن أمير المؤمنين (ع) : (إن القرآن حمال ذو وجوه) وإن تفاسيرهم له قد زادت على (140) تفسيراً ، نجيبهم ، أولاً إن كلمة أمير المؤمنين (ع) وردت في سياق بعثه ابن عباس لمناظرة الخوارج وابن عباس ليس ممن يمكنهم الاحتجاج بالقرآن ، إذ الاحتجاج به محصور بأهله وهم الحجج المعصومون فهم وحدهم يعرفون ظاهره وباطنه ومحكمه ومتشابهه . وأما كثرة تفاسيركم فلا تدل إلا على شيء واحد هو أن من ليسوا من أهل القرآن يضرون من حيث يريدون أن ينفعوا . أما ثانياً ، فقد نصت روايات كثيرة على أن الإمام المهدي (ع) وأصحابه يحتجون على الناس بالقرآن ، ومنها ما ورد عن الإمام المهدي في خطبته عند قيامه (... ومن حاجني في القرآن فأنا أولى الناس بالقرآن )، ومنها الرواية الواردة عن الصادق (ع) ((....وأما المحتج بكتاب الله على الناصب من سرخس فرجل عارف يلهمه الله معرفة القرآن فقلا يبقى أحد من المخالفين إلا حاجه ، فيثبت أمرنا في كتاب الله) وغيرها الكثير . ومن مزاعمهم قولهم : ( لم يقع تفسير واضح لهذه الشخصية وهو اليماني ، من أهل اليمن أو من أهل اليمين .... ولو أتفق على موقع خروجه لكان أكثر تبياناً وترقباً) أقول يمكنكم إيجاد التفسير الواضح – إن كنتم ممن يطلبه حقاً - في إصدارات أنصار الإمام المهدي (ع) لاسيما (بيان اليماني) للسيد أحمد الحسن (ع) وكتاب (اليماني حجة الله) وكتاب (المهدي والمهديين في القرآن والسنة) . وأسألكم هل من رأيكم أن أهل البيت (ع) يأمرون بشيء غير واضح ؟ ألم يأمروكم بالنهوض إلى اليماني ونصرته (وإذا خرج اليماني فانهض إليه) ؟ ومن شبهاتهم قولهم : (عرض المدعي على مراجع الشيعة أن يأتيهم بأية معجزة من معاجز الأنبياء (ع) يطلبونها منه ) ويعلقون على هذا العرض بأن على اليماني أن يأتي بالمعجزة للناس كافة لا للمرجع خاصة . أقول إن السيد أحمد الحسن (ع) اشترط حضور الناس والصحافة ، فليس الأمر مختصاً بالمراجع ، والحقيقة إن اشتراط حضور المراجع سببه إنهم يستطيعون تمييز المعجزة عن السحر . أما إذا كان مرادكم أن يعطي السيد أحمد (ع) كل إنسان يأتيه معجزة ؛ فتكون المعاجز بالملايين ، فهذا مما لا يقول به عاقل ، (( بل يريد كل أمرئ منهم أن يؤتى صحفاً منشرة)) (المدثر:52) . وفي صدد طلب المناظرة الذي تقدم به السيد أحمد الحسن (ع) لفقهاء آخر الزمان يقول بيان مدعي العلم : (إن العلماء إذا اجتمعوا لليماني المزعوم سيعد منهم ذلك شبه اعتراف بعلمه ) . وأسألهم هل كانت مناظرة الإمام الصادق (ع) للزنادقة اعترافاً منه بعلمهم ؟ ثم أين ذهبتم بما ورد عن رسول الله (ص): ((إذا ظهرت الفتن فعلى العالم أن يظهر علمه ، وإلا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين )) وما عسى اليماني يفعل ليقنعكم بشخصه ، وأنتم موعودون بوروده عليكم ومأمورون بنصرته وإتباعه ؟ ويتناول بيانهم دليل الرؤيا الصادقة بكلمات يندى لها الجبين فيقول : ( نعم من رأى شخص الإمام بعينه ثم رأى صورته في المنام تكون الرؤيا صادقة ) ومعنى كلامهم إن من لم ير الإمام في الواقع كيف له أن يعرف إن من رآه في المنام هو الإمام وليس الشيطان ! يقول البيان : ( فقد يأتي الشيطان للنائم ويدعي إنه النبي أو الإمام ) أقول في الجواب وهل كان الناس في زمن الإمام الصادق (ع) قد رأوا النبي (ص) حتى يقول لهم (ع) صلوا كذا وسترون النبي (ص) في المنام ؟ ثم أ لستم تنقلون في بيانكم الحديث المروي عن الصادق (ع) : ((من رآنا فقد رآنا فإن الشيطان لا يتمثل بصورتنا )) ألا تشعرون بالتناقض الذي تسوقكم له أنفسكم المريضة ؟
ويقولون : (إن علم الباراسيكولوجيا أو الإيحاء يمكن أن يتصور للإنسان بإيحاء شخص آخر أو حثه على التفكير في قضية معينة فإنه في الغالب إذا نام وهو يفكر في هذا الأمر سيتراءى له ) يقصدون إن كثرة التفكير في أمر يجعلك تحلم به ... ونسألهم هل من نراه في المنام في هذه الحالة هو الإمام أو النبي أم إنه الشيطان ؟ والجواب تصفعكم به كلمات الإمام الصادق (ع) : ( من رآنا فقد رآنا فإن الشيطان لا يتثمل بنا )) أما قولكم ((لم يثبت لأي نبي أو وصي أو ولي النبوة أو الإمامة أو الولاية عن طريق المنامات كحجة دامغة على صدقه)) فليس بصحيح فإن نبي الله (دانيال ) كانت نبوته رؤى يراها ، وهذا دليل على حجية الرؤيا وإذا كان مقصودكم من عبارة (حجة دامغة) إن الرؤيا هي الحجة الوحيدة للنبي أو إنها كل الحجة كما يعبرون ، فإن عدم كونها كل الحجة أو عدم كونها الحجة الوحيدة لا يعني بحال إن الرؤيا بحد ذاتها أو بمفردها ليست بحجة ، فمن الناس من آمن برسول الله (ص) من طريق الرؤيا كما هو حال خالد بن سعيد بن العاص الأموي (رض) وغيره .
ويمضي أصحاب البيان في استهتارهم بآيات الله قائلين (وأما الكشف عن شهود أو الاستخارة أو القرع في الاسماع والنقر في القلب فهذا من الأمور التي يقدر عليها الكثير من أهل المكاشفات والتسخير للجن وليس بحجة ) أقول لينظر الناس إلى فقهاء آخر الزمان ومقلدتهم المنكوسين كيف يكذبون بآيات الله ، فالله تعالى يقول إن ملكوت السماوات والأرض بيده ((فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون)) (يس:83) ومعلوم أن الكشف والرؤيا من الملكوت ، فهل يستطيع الجن الكشف عن الملكوت ؟ وهل الاستخارة مما يستطيع الجن التدخل فيه ؟
وعن التحدي العلمي الذي أظهره السيد أحمد الحسن (ع) عبر إحكام الآيات المتشابهة ، يقول أصحاب البيان ( لم يثبت من يدعي إنه من الراسخين في العلم حتى يتم له طرح الرأي في المتشابه والتحدي باطل لأن المتشابهات أصل للفتنة يستخدمها المبطلون وليس أكثر ) ، هذا القول تعنت واضح فالراسخون في العلم يعرفون من طريق الوصية وهذه وصية رسول الله (ص) قد ذكرت السيد أحمد الحسن (ع) باسمه ولكنكم أنكرتم حتى وصية رسول الله (ص) التي هي عماد المذهب الشيعي ، فلا يبقى إلا أن يظهر لكم من علمه ما يعيد لكم عقولكم ، فإذا شنعتم على هذين الطريقين ؛ الوصية وإظهار العلم فما الفرق بينكم وبين العامة والنواصب الذين انكروا الوصية بعلي (ع) وأبنائه (ع) وأعرضوا عن علومهم .
وأما قولكم (المتشابهات أصل الفتنة) لأنه تعالى يقول ((...... فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم......)) (آل عمران :7) فالراسخون في العلم مستثنون والسيد أحمد (ع) منهم بنص الوصية ، كما إن اتباع المتشابه يعني استغلال المساحة الدلالية الواسعة أو غير المحددة للآيات المتشابهة لأغراض تحددها أهواء النفس وليس إحكام المتشابه منها ؛ فالإحكام يستند على الدليل الشرعي (القرآن والسنة) . ثم إذا قبلنا كلامكم فهذا يعني إن أهل البيت (ع) حين يحكمون المتشابه يكونون من المبطلين والعياذ بالله ! ويتعرض البيان للمباهلة وقسم البراءة وهي من أدلة السيد أحمد الحسن (ع) . ويقول ( هذا الأمر لا يكون إلا بعد تقديم الآية الخارقة والأعجاز) ولا أدري من أين لهم هذا الحكم أ من كتاب أو سنة أخذوه أم إنهم على الله يفترون ؟ وهل قدم رسول الله (ص) آية خارقة لنصارى نجران قبل مباهلتهم ؟ ولو كان فعل ألا تكون المعجزة والآية الخارقة دليله وتسقط الحاجة للمباهلة أم إن للقوم رأي آخر ؟
3- البيان الثالث يحمل عنوان (حوارية مع الشهيد الصدر في موسوعته المهدوية ) ، ويبدو أن ملفقي هذا البيان لم يجرؤا على التصريح بهويتهم تلافياً للفضيحة التي تلحق المزورين أمثالهم ، فعلى الرغم من أن السيد الصدر (رحمه الله) ليس بحجة على أحد إلا إذا وافقت كلماته كلمات أهل البيت (ع) لتكون الحجة بالنتيجة لأهل البيت (ع) دون سواهم ، إلا أن هؤلاء النفر من المزورين ، وإن كانوا ألزموا أنفسهم بكلام السيد الصدر من حيث الظاهر فإنهم في الحقيقة اتبعوا منهجاً انتقائياً قائماً على اختيار ما يوافق أهواءهم وترك ما عداه ، وقد شجعهم على فعلتهم طريقة السيد الصدر في طرح مجموعة من الأطروحات للمسألة الواحدة ، فيأتي هؤلاء المزورون ويقتطعوا أطروحة واحدة غالباً ما لا تكون المرجحة عند السيد الصدر .
ففي خصوص مدعي المشاهدة ينقل بيانهم الأطروحة المتعلقة بتكذيب هذا المدعي فيما لو نقل أموراً باطلة ، ويتركون أطروحته التي ينص فيها على تصديق مدعي المشاهدة حين ينقل أموراً صحيحة أو ممكنة الصحة ، وعلى هذا المنوال يمضي بيانهم ، وهو بيان لا يستحق عناء أكثر من هذا ، وأنصار الإمام المهدي (ع) مستعدون لمناقشة أي طالب حق في مسألة الإمام المهدي (ع) لإقامة الحق وكشف الزيف . والحمد لله وحده وحده وحده .
أنصار الإمام المهدي
(مكن الله له في الأرض )
البصرة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى