اخفاقات قبيل الظهور المقدس:الحلقة الاولى: ظواهر اربعة على لسان علي(ع)
صفحة 1 من اصل 1
اخفاقات قبيل الظهور المقدس:الحلقة الاولى: ظواهر اربعة على لسان علي(ع)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين.
منذ ان اوجد الله الانسان على هذه الارض اوجد معه مايسيره فاعطاه العقل الذي فصله به عن الحيوانات وكرمه به من دون سائر خلقه على هذه الارض،وجعل الله تعالى العقل حجة باطنة على الانسان، والرسل والانبياء والاوصياء هم الحجة الظاهرة،فكمال العقل عند الناس الصالحين الكاملين ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : (ما قسم الله للعباد شيئا أفضل من العقل ، فنوم العاقل أفضل من سهر الجاهل ، وإقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل ولا بعث الله نبيا ولا رسولا حتى يستكمل العقل ، ويكون عقله أفضل من جميع عقول أمته). الكافي :ج 1 ص 12.
فكمال العقل وافضليته تكون عند الاولياء وتنحصر بهم،ومن هنا ينبغي التفريق بين العقل وبين الشيطنة ، فعن ابي عبدالله(ع) وقد سئل عن العقل؟ قال: ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان ، قال السائل:قلت فالذي كان في معاوية ؟ فقال (ع): فقال: تلك النكراء، تلك الشيطنة ، وهي شبيهة بالعقل ، وليست بالعقل. (الكافي:1/ ص 10).
فكما ان كمال العقل عند اولياء الله كذلك الشيطنة تكون عند اعداء الله فترى الغدر في سلوكهم لانه من افرازات الشيطنة التي يحملونها ، قال امير المؤمنين(ع):( والله ما معاوية بادهى مني ولكنه يغدر ويفجر . ولولا كراهية الغدر لكنت من ادهى الناس، ولكن كل غدرة فجرة ، وكل فجرة كفرة. ولكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة).(نهج البلاغة:ص 180).
ولو اتبع الانسان عقلة الذي جعله الله حجة باطنة لمّا سلك غير طريق الحق يقول امامنا الصادق (ع):( العقل ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان)،فهذا هو العقل الذي لايظل الانسان وغيره ليس بعقل بل هو الشيطنة فهي التي تظل الانسان ومن هنا اولياء الله لن يظلوا ومن تمسّك بهم لن يظل ابداً ، ولذا قال رسول الله (ص) عن القران والعترة (ما ان تمسكتم بهما لن تظلوا بعدي ابداً) فمن تمسك بالعترة لا يظل ابداً.
ومن اهم الامور التي لابد ان يرجع بها الانسان الى اهل البيت(ع) مسألة ظهور الامام وكيفية ظهوره ومن اين يظهر وغير ذلك من الاسئلة المتعلقة بظهورالامام(ع) وما هي الاخفاقات التي تحصل قبل ظهور الامام (ع) وماذا يلاقي الامام(ع) من الناس ومن وجهاء القوم وما هي طبيعة المواجهة وكيف تحسم لصالح الامام (ع).
فمن هنا احببت ان اشير الى الاخفاقات التي تحصل قبل ظهور الامام(ع) مستنداً الى كلام آباءه الكرام عليهم الآف التحية والسلام.
لو تأملنا الروايات التي تتحدث عن الظهور الشريف لأمام العصر والزمان(ع) لوجدنا حقيقة تشير اليها كثير من الروايات وبألسنة مختلفة،وهذه الحقيقة مرّة جداً ،اذ المفروض عدم حصولها ما دامت الناس تنتظر ولي الله الذي بيّن اباءه الكرام عليهم آلاف التحية والسلام حتمية ظهوره وانه بقية الله في الارض الا ان الذي يدقق في سير الانبياء وتاريخهم وما مرّت به دعواتهم من احداث تتذلل امامه الصعاب ،لانّ المزالق التي سقط بها اولئك بدت امامه واضحه وينبغي عدم السقوط بها ولقد نادى القران بهذه الحقيقة (قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الارض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين).(آل عمران:137).
فالمهم الآن هو الاشارة الى حقيقة وهي سقوط المجتمع الانساني عموماً في اخفاقات ومحن وآلام ، وعلى كل الاصعدة في الحياة الانسانية وليس لها اصلاح الا اصلاح ال محمد (ع).
ولكي ابين حقيقة الحال اذكر بعض الروايات التي اسلط الضوء عليها لكشف هذه الحقيقة، فاليك بعضاً من هذه الروايات التي اذكرها في حلقات متفرقة خشية الاطالة مع التعليق عليها بشيء يسير،واقف في هذه الحلقة عند كلام لأمير المؤمنين(ع)ومن ثم نشير الى الحقائق التي ذكرها في كلامه (ع):
قال امير المؤمنين (ع):(ووا أسفا من فعلات شيعتي من بعد قرب مودتها اليوم كيف يستذل بعدي بعضها بعضا،المتشتتة غداً عن الاصل النازلة بالفرع،المؤملة الفتح من غير جهته، كل حزب آخذ منه بغصن،أينما مال الغصن مال معه،مع ان الله- وله الحمد- سيجمع هؤلاء لشر يوم لبني امية كما يجمع قزع الخريف يؤلف الله بينهم ،ثم يجعلهم ركاماً كركام السحاب....). الكافي:ج8/ص64.
1- ظاهرة الاستذلال المتفشية في الشيعة بعضهم لبعض.
2- ظاهرة التشتت عن الاصل والاجتماع على الفروع.
3- ظاهرة الانتظارمن غير الجهة التي لابد ان يُنتظر منها.
4- ظاهرة الاجتماع على الباطل.
فهذه اربعة ظواهر ذكرها الامير(ع) في كلامه والتي هي من فعل شيعته و تأسف عليها ، ولنقف عندها بوقفة سريعة:
الظاهرة الاولى: ظاهرة الاستذلال.
وهذه الظاهرة باتت واضحة في مجتمعاتنا لمن نظر بعين الانصاف،فتلاحظ مظاهر وطرق مختلفة لاذلال الناس بحيث اصبح التعامل المُذل ظاهرة مألوفة في مجتمعنا قد اعتاد عليها الناس حتى غرقوا فيها ولا يرون فيها اي اذلال !!
فهم يرون الاشياء المقلوبة ليست بمقلوبة،والباطل صار عندهم حقاً وبالعكس،ولذا قال رسول الله (ص):(كيف بكم اذا رايتم المعروف منكرا ورايتم المنكر معروفا).
فالطرق المتفشية اليوم في المؤسسة الدينية كلها تولّد عند الانسان حالة الذل والخنوع،وهذا يراه كل انسان له ادنى اطلاع باحوال هذه المؤسسة الفاسدة التي هي في الواقع ليس الا مؤسسة استهلاكية بنيت بأموال آل محمد (ص) واتخذت لها منحى آخر لا يرتضيه محمد وآله الكرام ،فأهل البيت الذين لا يحبون ان يروا ذل السؤال على وجوه المؤمنين،والذين يواسون الفقراء في كل شيء ، والذين يؤثرون على أنفسهم ولو بهم خصاصة ، لا يرتضون بذلة المؤمنين وخاصة الذلة التي تكون بإسم الدين وبداعي الحفاظ على اموال المسلمين،أفهل اموال المسلمين حلال على ابن المرجعية وحرام على ابن الفلاح؟ أفهل إن ابن المرجعية الذي يمتلك القصور قد اتعب نفسه في تحصيل القصر الذي امتلكه كما اتعب ابن الفلاح نفسه في تحصيل البيت المتواضع الذي يئوي به عائلته؟
فمن اين هذا المال الذي ملكه ابن المرجعية؟؟
أفهل عمل في زرع الارض وخدم الناس في انتاج ما يقتاتونه؟ أم جاءت اليه الأموال لكونه ابناً للمرجعية؟ والصحيح هو الثاني.
ولا يتغافل عن هذه الحقيقة الا الاعمى، فهم شحيحون كل الشح على طلبة الحوزة ويقطرون عليهم بالاموال تقطيراً لا يسد للطالب متطلباته البسيطة
في الوقت الذي يسرفون في بيوتهم بالأكل والشرب والحفلات وسائر متطلبات الحياة،وهذه حقيقة لابد من تذكير الناس بها لكي تعرف خلف من تمشي والى اين يسار بهم.
ثم لو سأل الانسان نفسه أليس الطريقة التي يعيشها طلبة الحوزة والتي من خلالها يكتسب المال الذي يقتات به وعائلته باعثة لصنع الذلة في نفسه ؟
فيقف الحوزوي على المكتب الفلاني لياخذ منه مبلغاً زهيداً ساعات من النهار،فما عمق الذل الذي يراه في نفسه وهو واقف هذه الوقفة التي هو مجبر عليها؟ وما عمق الذل الذي يجده الحوزوي الذي يأخذ عبادة عن الغير ليؤديها قضاءاً عنه كل ذلك بدافع تحصيل المال؟ثم انه لماذا لم يأخذ ابن المرجعية من هذه العبادات التي تأتي بقيمة كبيرة وتعطى للطالب الفقير بقيمة أقل من قيمتها الحقيقة؟
في الحقيقة ان ابن المرجعية في غنى عن هذه العبادات التي تتطلب من الذي يأخذها عملاً؛ لأنه هو أمين بيت المال ويأخذ قدر كفايته منه،وهذا الشيء حلال له فقط دون غيره!!
فأي إذلال اعظم من هذا ؟
وإي جناية اعظم من هذه؟
وأي ظلم أعظم من هذا؟
وهذه حقيقة لابد ان تصل الناس اليها بتقصيرها في تطبيق تعاليم الدين .
فالاستذلال الذي ذكره امير المؤمنين (ع)هذه المرّة يكون بين شيعته التي ابتعدت عن تعاليم أئمتها (ع) فوقعت في التيه كما وقع بنو اسرائيل ،قال امير المؤمنين(ع):( ولكن تهتم كما تاهت بنو اسرائيل على عهد موسى بن عمران ،ولعمري ليضاعفن عليكم التيه من بعدي اضعاف ما تاهت بنو اسرائيل..).
ومن حق الانسان ان يسأل :
ألم يقل النبي (ص) ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا)؟
اذن ماهذا الضلال والانحراف في السلوك الانساني؟
والجواب واضح وحاضر :ان الضلال انما هيمن على ساحة الانسان لانه لم يتمسك بالثقلين العاصمان .
فالتمسك بهما هو العاصم من الضلال.
وينغي الالتفات الى شيء وهو: ان التمسك بهما لابد ان يكون كما يريدون هم (ع) لا ان يدعي الانسان التمسك بهما وبالطريقة التي تعجبه!
المهتدي بالقائم- مشترك جديد
- عدد الرسائل : 37
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 24/03/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى