المخالفات البينة - الحلقة الثامنة - التغاضي عن تصحيح المعتقدات

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما

التغاضي عن تصحيح المعتقدات

من يتابع سيرة أهل البيت في مراقبة ما يصدر من أتباعهم من كلمات وألفاظ وتصحيحها وتوجيههم نحو التثبت من كلامهم , يرى أنهم عليهم السلام في حالة توجيه مستمر لأتباعهم في تصحيح العقائد والأفكار بما ينسجم مع ما خطه رسول الله ص لأمته في معرفة العقائد الحقّة وما بينه أوصيائه سلام الله عليهم لأتباعهم في أدق التفاصيل .

كذلك نرى حرص أصحاب أهل البيت عليهم السلام المخلصين على هذا الأمر من خلال السؤال الدائم منهم لأمام زمانهم في معرفة المعتقدات الصحيحة من غيرها ونرى الأصحاب المخلصين ودقتهم في هذه الأمور من خلال الروايات التي وردت عنهم , وهذه هي تربية أهل البيت عليهم السلام لأصحابهم , وهذا الأمر واضح جداً في كتب الحديث ولا نريد الإطالة فيه .

السؤال هنا هو : متى يكون المرء من شيعة محمد ص وأهل بيته عليهم السلام ؟

ومتى يكون هذا المرء عارفاً بعلوم أهل البيت عليهم السلام حتى ينال لقب عالم متعلم من أتباع أهل البيت عليهم السلام ؟وبالتالي تنطبق عليه مواصفات الفقيه العالم الذي وصفوه أهل البيت في حديثهم ووجهوا الناس من أتباعهم لملازمته والتعلم منه ؟

في البداية نأتي لمعرفة أصناف الناس حسب ما بينه اهل البيت عليهم السلام :

عن أمير المؤمنين عليه السلام يقول: (( إن الناس آلوا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله إلى ثلاثة: آلوا إلى عالم على هدى من الله قد أغناه الله بما علم عن علم غيره وجاهل مدع للعلم لا علم له معجب بما عنده، قد فتنته الدنيا وفتن غيره ومتعلم من عالم على سبيل هدى من الله ونجاة ثم هلك من ادعى وخاب من افترى )) الكافي الشريف ج 1 – باب أصناف الناس - ص 51.

عن أبي عبدالله عليه السلام قال: ((يغدوا الناس على ثلاثة أصناف: عالم ومتعلم وغثاء، فنحن العلماء وشيعتنا المتعلمون وسائر الناس غثاء )) الكافي الشريف ج 1 – باب أصناف الناس - ص 51.

الإشارة هنا أن كل شخص غير المعصوم مهما وصل من العلم يبقى تحت عنوان المتعلم والإشارة إليه بأنه عالم هي أشارة مجازية فقط تشترط بأن علمه مأخوذ من أهل البيت ع لا من سواهم .

نعود لأحاديث اهل البيت عليهم السلام لنتبين الإشارة الثانية :

عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: " إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء "فاطر : 28 قال: (( يعني بالعلماء من صدق فعله قوله، ومن لم يصدق فعله قوله فليس بعالم )).الكافي الشريف – ج1 – ص53

وعن أبي عبدالله عليه السلام قال: (( قال أمير المؤمنين عليه السلام: ألا اخبركم بالفقيه حق الفقيه؟ من لم يقنط الناس من رحمة الله، ولم يؤمنهم من عذاب الله، ولم يرخص لهم في معاصي الله، ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى غيره، ألا لا خير في علم ليس فيه تفهم، ألا لا خير في قراء‌ة ليس فيها تدبر، ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفكر )) . الكافي الشريف – ج1 - ص53

والإشارة هنا واضحة , ففي الحديث الأول يصف أمير المؤمنين ع العالم بأنه (يعني بالعلماء من صدق فعله قوله ) وخلافه (ومن لم يصدق فعله قوله فليس بعالم ) , وفي الحديث الثاني يبين الأمير ع الفقيه بقوله (: ألا اخبركم بالفقيه حق الفقيه؟ ........ ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى غيره ) .

وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال لكميل بن زياد النخعي : (( الناس ثلاثة : عالمٌ رباني ، ومتعلمٌ على سبيل نجاة ، وهمجٌ رعاع أتباع كل ناعق ، يميلون مع كل ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق ))الخصال

ففي الأحاديث أعلاه يمثل السستاني الصفة السلبية :

- فهو لم يصدق فعله قوله , كما تبين في الحلقات السابقة .

- وقد ( ترك القرآن رغبة عنه إلى غيره ) بسعيه إلى قضية الانتخابات والدستور وكل مخالفاته التي بيناها سابقاً تدل على هذا الأمر .

- وهو بعد كل هذا ليس بـ ( عالم رباني ) لأنها صفة مختصة بالأئمة عليهم السلام لا يجوز لأحد وصف نفسه بها إلا من كان سارقٌ متعدٍ .

والنتيجة التي لا تحتاج إلى نقاش وجدال هي :

( أن السستاني لكل ما خرج منه من فتاوى ومخالفات لله ولرسوله ولأهل بيته عليهم السلام لا يعتبر عالم لأفتقاده الشروط التي وضعها الله جل وعلا وبينها رسوله ص وأهل بيته عليهم السلام )

وهذا الأمر جاء باختياره هو ولم يلصق به بهتاناً , وهذه هي مأساته وخسرانه فقد أزرى بنفسه لأجل دنيا غيره , فتن نفسه بالدنيا وأزرى بالملايين من السذج والجهلاء من أتباعه كما يحلو له تسميتهم , والمعترض على هذه النتيجة إنما يعترض على الله جل وعلا ورسوله ص وأهل بيته عليهم السلام , لأنها مبنية على ما ورد عنهم , فليعترض من أراد الإعتراض وليحاججهم على ذلك , وما يفعلها إلا كافر.

وهنا بعد هذه المقدمة البسيطة أعرج إلى المخالفة البينة التي أود بيانها :

ففي أستفتاء لبعض مقلديه ( حول وضع صوره في الأماكن العامة ) عللوا فيه تصرفهم هذا لسببين وهما :

1- [ لكي يتبرك الناس بالنظر إلى سماحتكم كما قال رسول الله ص : النظر إلى وجه العالم عبادة ) ] .

2- وصفوه بأنه ( عالم رباني ) .

فقد تبين أن ( العالم ) والعلماء هم الأئمة عليهم السلام , و( العالم الرباني ) هو الأمام المعصوم المنصوص عليه , وما عدم النهي منه عن المنكر الذي ورد في الاستفتاء يكون بذلك قد أقره بل قد فرح بِه وزها ورضي بما ليس له .

كان هارون العباسي لع يقول للسحاب أمطري حيثما شئت فأن خراجك سيعود ألي , لذلك قتل موسى بن جعفر عليه السلام , والسستاني قد تمكن مما تمكن منه هارون من نصيب الدنيا فمرجعيته الإمبراطورية قد أمتدت لمختلف أنحاء العالم وأموال الحقوق والخمس تطرح بين يديه بالملايين يومياً فلماذا لا يقبل بمنكرٍ يراه قليلاً في حقه وهو من أشهر رجالات هذا العالم المادي ؟!!!! , حتى أن صوره قد ضربت الرقم القياسي في عددها !!!! ومن يبيح لنفسه أن يهدم ( حسينيات ) يذكر فيها أسم الله جل وعلا , وبنفوذه الأخطبوطي في كل العالم بمنع الكثير من كتب الحديث أن تطبع ,ألا يستطيع ان يمنع طبع صوره !!!! إن كان هذا الأمر لا يرضيه ؟!!

وخير الكلام ما قل ودل ......

والحمد لله الواحد القهار