منتديات أنصار الإمام المهدي ع


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات أنصار الإمام المهدي ع
منتديات أنصار الإمام المهدي ع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جماعة الأمة القلة أم الكثرة ؟

اذهب الى الأسفل

جماعة الأمة القلة أم الكثرة ؟ Empty جماعة الأمة القلة أم الكثرة ؟

مُساهمة من طرف ابو طالب الجمعة 18 يوليو 2008 - 8:55


جماعة الأمة القلة أم الكثرة ؟
منقول من كتابات: الشيخ ناظم العقيلي

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

وردت روايات كثيرة تحث على لزوم الجماعة وتنهى عن الخروج منها ، وان يد الله مع الجماعة ، ومن فارق الجماعة نزع ربقة الإسلام من عنقه، وغيرها من الروايات سواء عن طرق الشيعة أم عن طرق أبناء العامة.

وقد يتوهم واهم أن المقصود بالجماعة هي الطائفة الأكثر عدداً من الناس، فان افترقت الأمة واختلفت في أمر ما كان الحق مع الطائفة الأكثر عدداً والتي تمثل جمهور الناس، وان الطائفة الأقل عدداً هي مارقة وخارجة عن الدين لأنها فارقت واختلفت مع الجماعة – الطائفة الأكثر عدداً - ، هذا ربما ما يتوهمه بعض الناس وربما هو ما توحيه كلمة ( الجماعة ) لأول وهلة.

وهذا طبعاً من الاعتقادات الخاطئة والتصورات الواهمة، والتي ربما سببها قلة الوعي أو إتباع الهوى أو ضعف الإرادة، فيزوي المرء نفسه في جموع الكثرة ليهرب من مواجهة الباطل محتجاً بالوقوف مع الجماعة – على زعمه -.

ولو مررنا مروراً سريعاً على بعض الدعوات الإلهية لثبت يقيناً عكس ما توهمه بعض الناس، ولثبت أن الحق دائماً مع القلة بل في بعض الأحيان مع الواحد أو الاثنين والثلاثة في قبال أهل الأرض أجمعين، فبعض الأنبياء لم يؤمن بهم إلا عدد قليل جداً ربما لا يتجاوز عدد أصابع اليد، فهل يا ترى أن أتباع الرسل لا يصدق عليهم مفهوم الجماعة لقلتهم وان مكذبي الرسل هم الجماعة لكثرتهم ؟؟!!!

لا اعتقد أن عاقلاً يحترم عقله يقول بهذا، فمثلاً نبي الله نوح (ع) مكث في قومه يدعوهم تسعمائة وخمسون سنة ولم يؤمن به إلا عدد قليل جداً ، ثمانية حسب بعض الروايات، ونبي الله عيسى (ع) كذبه جميع اليهود إلا نفر يسير جداً ، وكذلك نبي الله إبراهيم ونبي الله هود وصالح وشعيب .... ( عليهم جميعاً صلوات الله ).

فمن هي الجماعة التي تتصف بالنجاة ووجوب متابعتها وحرمة الخروج عنها، الأنبياء وأتباعهم القليل أم أعدائهم الذين يمثلون الكثرة ؟!

فان قلت: لا يمكن أن يكون أعداء الرسل هم الجماعة وان كانوا كل أهل الأرض .

أقول: إذن لا اعتبار للكثرة في تعيين الجماعة، ولا يمكن أن تكون الكثرة هي الجماعة لكثرتها وان القلة هي الباطل لقلتها، بل تجد ان الكثرة دائماً مذمومة في القرآن الكريم والمدح للقلة، قال الله تبارك وتعالى:

{ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ } { وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ } { وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ } { وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ } { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ } { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً } { أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءهُم بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ } { أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً } { لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ } { ... وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ } { فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ }.

وبملاحظة ما تقدم يتضح يقيناً أن الجماعة هم أهل الحق وان قلوا وان الخارجين عن الجماعة هم أهل الباطل وان كانوا كل أهل الأرض، وهذا ما أكد عليه الرسول محمد (ص) وعترته الطاهرة (ع):

عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ( سئل رسول الله صلى الله عليه وآله عن جماعة أمته، فقال : جماعة أمتي أهل الحق وإن قلوا ). معاني الأخبار ص 154.

وقيل لرسول الله صلى الله عليه وآله : ما جماعة أمتك ؟ قال : ( من كان على الحق وإن كانوا عشرة ) نفس المصدر السابق.

وجاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال : أخبرني عن السنة والبدعة وعن الجماعة وعن الفرقة ؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام : ( السنة ما سن رسول الله صلى الله عليه وآله ، والبدعة ما أحدث من بعده ، والجماعة أهل الحق وإن كانوا قليلا ، والفرقة أهل الباطل وإن كانوا كثيرا ) نفس المصدر السابق.

وعن علي بن جعفر قال : سمعت أبا الحسن ( عليه السلام ) يقول : ( ليس كل من قال بولايتنا مؤمنا ولكن جعلوا انساً للمؤمنين ) الكافي ج 2 - ص 244.

نعم الجماعة هم أهل الحق وان كانوا عشرة في قبال أهل الأرض جميعاً، إذن فالقول بأن الجماعة هم الطائفة الأكثر عدداً مخالف للقرآن الكريم والسنة المطهرة ولسنة الله تعالى في الدعوات الإلهية .

وقد روي النهي عن أن يكون الإنسان تابعاً لسواد الناس بلا دليل أو برهان أينما ذهب الناس ذهب معهم، وقد وصف مثل هكذا شخص بـ ( الإمّعة ):

عن أبي عبد الله (ع) انه قال لرجل من أصحابه : ( لا تكونن إمعة تقول: أنا مع الناس وأنا كواحد من الناس ) معاني الأخبار ص266.

وعن الكاظم (ع) انه قال للفضل بن يونس : ( أبلغ خيراً وقل خيراً ولا تكن إمعة. قلت : وما الإمعة ؟ قال : لا تقل : أنا مع الناس وأنا كواحد من الناس . إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : يا أيها الناس إنما هما نجدان نجد خير ونجد شر فلا يكن نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير ). تحف العقول لابن شعبة الحراني - ص 412.

وعن ابن مسعود انه قال: ( لا يكونن أحدكم إمعة. قالوا وما الإمعة يا أبا عبد الرحمن ؟ قال : تقول إنما أنا مع الناس إن اهتدوا اهتديت وإن ضلوا ضللت ألا ليوطنن أحدكم نفسه ألا ان كفر الناس أن لا يكفر ). مجمع الزوائد للهيثمي - ج 1 - ص 180.

ولله در أبي الحسن (ع) عندما قال: ( ... أيها الناس ، لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلة من يسلكه، إن الناس اجتمعوا على مائدة قليل شبعها كثير جوعها والله المستعان ... ) الغيبة للنعماني ص25.

وحتى مفهوم الأمة ربما يتوهم منه كثرة العدد فقط، أي إن أمة محمد (ص) متمثلة في الطائفة الأكثر عدداً، وان الطائفة القليلة لا يمكن أن يصدق عليها عنوان أمة محمد (ص)، وهذا الفهم خاطئ جداً كسابقه، ويرد عليه ما قلته فيما سبق عن الجماعة، إضافة إلى اننا نجد أن القران الكريم عبر عن فرد واحد بأنه أمة، حيث قال الله تعالى عن نبيه إبراهيم (ع): { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }النحل120.

وكذلك روي في تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } بأنهم أصحاب القائم (ع) الثلاثمائة وثلاثة عشر شخصاً:

عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في قوله تعالى: ( ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة )، قال : ( العذاب خروج القائم ( عليه السلام ) ، والأمة المعدودة عدة أهل بدر وأصحابه ). الغيبة للنعماني - ص 247.

إذن فأمة محمد (ص) أو جماعة أمته هم أهل الحق وان قلوا، أو وان كانوا عشرة ، والخارج عنهم وعليهم في ضلال والى النار وان كان كل سكان المعمورة، والاعتماد والاعتبار على الكثرة في تحديد ذلك إنما هو من الأوهام المخالفة للقرآن والسنة. وما بعد الحق إلا الضلال المبين ، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين.


ابو طالب
مشترك جديد
مشترك جديد

عدد الرسائل : 13
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 30/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى