منتديات أنصار الإمام المهدي ع


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات أنصار الإمام المهدي ع
منتديات أنصار الإمام المهدي ع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

التقريب بين المذاهب

اذهب الى الأسفل

التقريب بين المذاهب Empty التقريب بين المذاهب

مُساهمة من طرف ابو طالب الجمعة 18 يوليو 2008 - 8:53



بسم الله الرحمن الرحيم

الموضوع منقول

بقلم : الشيخ ناظم العقيلي

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين وسلم تسليماً

قال الله تبارك وتعالى:

{ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } الزخرف213. { إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ } الزخرف92. { وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ } الزخرف52.{ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ } الزخرف8.

تعالت في الفترة الأخيرة الأصوات التي تنادي بالتقريب بين المذاهب، وهي فكرة قد تبدو للبعض ايجابية، ولكن بأدنى تأمل حر عن التعصب الأعمى يتضح أن هذه الفكرة لا تعدو النفاق والقفز على الواقع ، بل إنها من إيحاءات الشيطان (لع) ، وبأدنى تأمل كذلك يبدو مدى سذاجة الناعقين بتلك الفكرة التي لا طائل من ورائها بل لا حقيقة لها أصلاً وإنما هي مجرد محض نفاق ومحاولة فاشلة للخروج من مأزق الخلاف والتناحر ، بل محاولة هدامة لا يرتجى منها خير لا في الدنيا ولا في الآخرة أبداً .

فانا لا أقول بترك محاولة الإصلاح وجمع الأمة على كلمة واحدة، وإنما الذي أقوله يجب أن تكون الوسيلة شرعية وحقيقة منتجة لهدفها وغايتها، وهذا لا يتحقق أبداً على فرض فكرة ( التقريب بين المذاهب ).

فالدين هو الدين عند الله تعالى وهو واحد ولا يقبل القسمة على اثنين، فالحق واحد لا يتعدد أبداً بخلاف الباطل الذي يتعدد بلا حصر، ومن المعلوم أن تعدد المذاهب الإسلامية يعني أن هناك مذهب واحد يمثل الحق والدين الإلهي الذي جاء به الرسول محمد (ص)، وأما باقي المذاهب فهي باطلة وضالة ومصيرها النار وبئس الورد المورود، واختلاف المذاهب ليس في مسائل جزئية حتى يمكن التقريب فيما بينها بل الخلاف أساسي وجوهري وهو في الإمامة والخلافة بعد الرسول محمد (ص)، فالذي يؤمن بخلافة أبي بكر وعمر لا يمكن أن تقربه إلى من يعتقد بخلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) إلا أن تلغي إيمانه بعمر وأبي بكر كخليفتين، وهذا ليس تقريباً بين المذاهب بل هو إلغاء المذاهب والتوحد على مذهب الحق الخالص ، وهو طبعاً غير الذي يهدف إليه أصحاب فكرة ( التقريب بين المذاهب ).

فالتقريب بين المذاهب ليس له معنى غير أن يتنازل أصحاب المذهب الباطل عن شيء من باطلهم وكذلك يتنازل أصحاب مذهب الحق عن شيء من حقهم ، أي انك تغض النظر أو تتنازل عن ما يخالفني وأنا أغض النظر أو أتنازل عما يخالفك ، ليتقارب المذهبان أو المذاهب المختلفة، وهذا من المضحكات المبكيات، وشر البلية ما يضحك !!!

فالتقريب لا يكون أبداً إلا بعد أن تقر بالمذهب الذي يخالفك انه مذهب شرعي يصح التعبد به، ومجرد الإقرار بأحقية أكثر من مذهب هو انحراف صارخ عن الدين الإلهي ومخالفة واضحة للقرآن والسنة المطهرة، فقد روي عن طريق الشيعة والسنة الحديث المشهور الذي يخبر عن افتراق أمة محمد (ص) إلى ثلاث وسبعين فرقة كلها هالكة إلا واحدة أي كلها لا يصح التعبد بها وهي ضلال وإضلال والى النار إلا واحدة :

ذكر الشيخ الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة ص 662 : ( وبقوله صلى الله عليه وآله وسلم : إن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة منها فرقة ناجية واثنتين وسبعين فرقة في النار ).

وذكر احمد بن حنبل في مسنده ج 3 ص 145: ( عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن بني إسرائيل تفرقت إحدى وسبعين فرقة فهلكت سبعون فرقة وخلصت فرقة واحدة وان أمتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة فتهلك إحدى وسبعين وتخلص فرقة. قالوا يا رسول الله من تلك الفرقة قال الجماعة الجماعة ).

وروي هذا الحديث نصاً ومعنى في سنن الدارمي ج 2 ص 241، وفي سنن ابن ماجة ج 2 ص 1322، وفي كنز العمال ج 1 ص 210، وغيرها من مصادر أبناء العامة.

إذن فكلا الفريقين الشيعة والسنة يعتقد في نفسه انه الفرقة الناجية ويعتقد بضلال غيره، ومسألة التقريب بين المذاهب ما هي إلا نفاق لا يعدو الألفاظ الخجولة وفي القلوب ما فيها ! فكيف يمكن التقريب بين المذاهب والاعتراف بها والله تعالى ورسوله ينصون على أن الحق واحد لا يتعدد وان الفرق كلها هالكة وفي النار إلا واحدة ؟؟!!

فالمسألة ليست مسألة مجاملات ولا تبادل تحيات وشرب قهوات، بل المسألة مسألة جنة ونار مسألة هداية وضلالة مسألة رضا الله تعالى وسخطه، فلا يمكن أن يُتساهل بها بأفكار فارغة لا تمت إلى الصواب والحكمة بصلة، فيجب أن يتجه كلا الفريقين نحو مسألة ( البحث عن المذهب الحق ) لا نحو مسألة ( التقريب بين المذاهب ) التي هي كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً .

نعم البحث عن النجاة من النار ، النجاة من الضلال وسخط الله تعالى ، البحث عن الفرقة المحقة الناجية بغض النظر عن العناوين والمسميات، فالحق أحق أن يتبع ، ولا يتصور احد اني أشجع على لغة التناحر والعنف ، بل أقول لابد أن يبحث الجميع عن المذهب الحق الناجي، بالحوار والدليل والبرهان ومن القرآن والسنة المطهرة، وحاشا لله أن يترك الأمة بلا دليل تهتدي به إلى حجة الله عليهم ، لابد من قانون عام مستمد من الشرع ويخضع له العقل السليم يتوصل من خلاله إلى معرفة حجة الله وخليفة رسول الله (ص) بالحق ، وأكيد أن أول عقبة تقف أمام هذا المشروع هو التعصب الأعمى واتباع الهوى وخصوصاً من قبل المترئسين باسم الدين على رقاب الناس .

ثم إن مسألة التقريب بين المذاهب الهدف منها دنيوي محض وهي غير منتجة حتى دنيوياً ! وقد تغافلوا عن أهم شيء بل غاية الله من الخلق وهو معرفة الله تعالى وعبادته من حيث ما يريد لا من حيث ما يريد الناس، فمهما حاولوا التقريب بين المذاهب فقطعاً سيبقى السني على سنيته والشيعي على شيعيته، والنتيجة بقاء الفرق الضالة على ضلالها منتظرة مصيرها المرعب والذي صرح به الرسول محمد (ص) وهو الهلاك ونار جهنم التي لا تبقي ولا تذر ( أعاذنا الله )!!!

فليكن هدف الجميع هو الآخرة، ومن طلب الآخرة أعطاه الله الدنيا والآخرة، ولا تنال الآخرة إلا باتباع المذهب الحق، إلا بالاعتقاد بالخليفة الشرعي الحق الذي أراده الله تعالى لا من أراده الناس، ولنفرض أنفسنا في الزمن الذي فارق به الرسول محمد (ص) الحياة الدنيا، ولنعش تكليف وجوب اتباع خليفة الرسول الحق، ولنتجرد عن أي اسم أو عنوان، ولا نتبع إلا ما يرضي الرحمن، ولنعطي كل ذي حق حقه من غير تعصب أو ميل إلى احد على حساب الدين والعقيدة الإلهية حتى لا نكون من مخربي شريعة سيد الخلق اجمع المصطفى الأمجد محمد (ص).

ومن الغريب جداً ما يروج له هذه الأيام من انه لا فرق بين شيعي وسني وبين مسلم ومسيحي !!!

عجيب والله !! عدم الفرق يعني الاتحاد والاتفاق التام، بينما الواقع يشهد بخلاف ذلك تماماً، بل الله تعالى ورسوله يشهدون بخلاف ذلك تماماً، بل حتى العقل لا يقبل بعدم وجود الفرق بين عقيدتين مختلفتين وان كلاهما حق ويجوز التعبد به !!!

نعم أنا لا أقول بالتقاطع والتدابر والتقاتل الذي لا يرضي الله تعالى، فليكن من يخالفني عقائدياً صديقي وجاري وشريكي في العمل بما يرضي الله تعالى، ولكن هذا لا يعني مصادرة العقيدة والمداهنة والمجاملة على حساب الحق، بل من أعظم الأخلاق أن تحب لغيرك النجاة دنيا وآخرة ونيل رضا الله تعالى، ولا يتحقق ذلك إلا باتباع الفرقة المحقة التي نص الرسول (ص) على أنها بين اثنتين وسبعين فرقة ضالة هالكة إلى النار.

إذن فعلينا أن نكون واقعيين وان لا نضحك على أنفسنا بأفكار بائرة، وان نحث الخطى بالدليل والبرهان للبحث عن المذهب الحق لنخرج اكبر عدد ممكن من فرق الضلال الهالكة إلى الفرقة الناجية المرضية من قبل الله تعالى، وما بعد الحق إلا الضلال المبين.

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه المخلصين الثابتين على الحق المبين.


ابو طالب
مشترك جديد
مشترك جديد

عدد الرسائل : 13
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 30/05/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى