المخالفات البينة - الحلقة الخامسة - الأحتكام الى الطاغوت

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليما


قال تعالى :((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ
يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ
وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً)) النساء :60
بعدما أسس نظام الحكم في العراق وجعله بالإنتخابات ( حاكمية الناس ) وزج مقلديه العميان في الوادي الآخر وهو المطالبة بالدستور الوضعي ومعناه الزهد في القرآن الكريم الذي هو دستور المسلمين , عمد إلى أصباغ مؤسسات الدولة العراقية الأمريكية بالصبغة الشرعية من خلال دعمها بفتاواه التي ما سبقها أليه أحد , فعمد هذه المرة إلى إضفاء الشرعية على المحاكم الحكومية .
ربما يكون الكلام في هذا الجانب من باب بحث في النتائج , فهو بعد أن أقر حاكمية الناس التي تتضارب مع حاكمية الله وإقراره صحة العمل بالدستور الذي كتبه أناس لا حظ لهم في الدين , بل أن أغلبهم ليسوا بمسلمين , بل أسوأ من هذا حيث صرح أحد أعضاء لجنة كتابة الدستور أن ما أخرهم في طرح الدستور للتصويت عليه هو الاختلاف بينهم حول الترجمة الأصح له , بمعنى أنه جاءهم جاهزاً وباللغة الإنكليزية , فتمعن !!
لقد كان بعض المجتهدين الذين سبقوه يرفضون الاحتكام إلى المحاكم التابعة للحكومة بسبب اعتماد قوانينها على دستور وضعي , وبما أن الدستور الحالي هو دستور وضعي فعلى أي دليل أستند المرجع الأعلى على فتاواه التي منها ما يتعلق بالقضاء فيقول (.... إيكال ذلك إلى المحاكم العراقية المختصة ) !! ص 347 , وثيقة رقم 33.
فعلى أساس الآية المباركة أعلاه عزيزي القارئ وهذه الفتوى ومثيلاتها فمن بتصورك قد نهج المنهج الآلهي في هذه القضية , ومن نهج المنهج الشيطاني لإبليس اللعين ؟؟؟
وتجد نظيرات الفتوى أعلاه في الصفحات التالية في الكتاب موضوع البحث :
62 – 98 – 125 – 143 – 149 – 152 – 159

النظم والقوانين:

في جواب على سؤال حول التصدي للمجرمين والقتلة ومحاسبتهم أفتى المرجع الأعلى لشيعة العراق والعالم بـ ( ... بل يرى سماحة السيد مدّ ظله ضرورة تطبيق النظم والضوابط القانونية في هذا المجال وعدم التجاوز عليها بوجه والله العالم ) !! ص 122, وثيقة رقم 67 ص 385
وعندما سأل عن ما يسمى ( قانون إدارة الدولة العراقية للمرحلة الانتقالية ) , أليك الفقرة المتعلقة بموضوعنا حيث يقول ( وهذا أمر مخالف للقوانين ... ) ص 119 , وثيقة رقم 65 ص 383
فأي النظم والضوابط القانونية عنى بها , هل هي النظم والضوابط القانونية القرآنية التي لم يلتفت لها ولو مرة واحدة في مسيرته السياسية المسايرة لقوات الأحتلال , ولكن من المؤكد أنها النظم والضوابط القانونية التي سنها في الدستور الذي ما هنئ له بال حتى رأى الملايين من المغفلين والغافلين عن كتاب الله وسنة نبيه الجاحدين لولي الله ودستوره يقفون طوابير على مكاتب الأستفتاء ليشاركوا معه في طعن صاحب العصر والزمان بخنجر المرجعية المقدسة وليقولوا نهاراَ جهارا ( أرجع يبن فاطمة لا حاجة لنا بك ) .


والحمد لله وحده وحده وحده