اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولوكره المشركون، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً.
في دعاء كميل
( اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء
ما هي هذه الذنوب .. ؟ وهل للمذنب بهذه الذنوب له القدرة على الدعاء لله ليغفرها له ؟
[/b]
Marwan Alhakeem- مشترك جديد
- عدد الرسائل : 18
العمر : 68
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/06/2008
رد: اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء
الى Marwan Alhakeem حسب علمي إن هناك لقمان الحكيم و لم اسمع بوجود مروان الحكيم ... فأي مروان تقصد هل هو اسم شخصي أم شخصيه تأريخيه
نور عيني أحمد الحسن- مشترك جديد
- عدد الرسائل : 19
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 05/07/2008
رد: اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء
(اَللّـهُمَّ اغْفِرْ لي الذُّنُوبَ الَّتي تَحْبِسُ الدُّعاءَ).. هذه الفقرة من كلام الإمام علي -عليه السلام- فقرة مخيفة، لأن الإنسان قد يكون في موضع الإجابة: عند قبة الإمام الحسين، وعند الميزاب، أو في جوف الليل وهو باكيا داعيا، ولكن لا يعلم أن هذا الدعاء له مانع وهنا المصيبة!.. مثلا: أنت تأتي بغصن رطب وتجعل هذا الغصن في النار، فلا يحترق الغصن.. النار محرقة، ولكن الرطوبة في هذا الغصن الطري تمنعه من الاحتراق؛ لذا فهي أولا تجفف الغصن وتزيل الرطوبة، ثم يحترق الغصن.. فإذن، مع وجود المانع، أنت مهما كثرت المقتضي، فالذي له مانع لا يؤثر أثره.. مثلا: إنسان يجلس في سيارة، قدمه على البنزين من ناحية، وقدمه الأخرى على الفرامل.. فهذه السيارة لن تمشي، إذ لابد من رفع المانع حتى يؤثر المقتضي أثره.. والدعاء الذي فيه مانع من موانع الاستجابة، هذا الدعاء لا يرتفع.
ولكن ما هو الذنب الذي يحبس الدعاء؟..
إن أمير المؤمنين -عليه السلام- تعمد الإبهام، ولم يذكر التفاصيل؛ حتى يعيش الإنسان حالة الخوف والهلع.. -مثلا- لعل هذا الذنب من الذنوب التي تحبس الدعاء: هناك من ظلم إنسانا في مسألة مالية: إنسان اقترض منه مالا، وامتنع عن السداد؛ هذا إنسان سيء.. وهنالك إنسان يظلمك في نفسيتك، يقوم بعمل يجعلك لا تنام الليل، كتهمة أنت منها بريء.. أي أن هناك ظالما يستحق الدعاء عليه، وأنت دعوت على هذا الظالم.. ولكن رب العالمين له ملفات، وله ملفاتك السابقة أنت أيضا، وهكذا نحتمل يأس الجواب: أننا لو أردنا أن يستجاب لدعوة المظلومين، فأنت أول الضحايا؛ لأن هنالك من ظلمته أنت أيضا.
إذا كان بناؤنا على أن نعجل العقوبة على الظالمين، فأنت ظالم ومظلوم: بالنسبة إلى فلان مظلوم، ولكن بالنسبة إلى فلان أنت ظالم.. فالملائكة تؤمر بإيقاف العقوبة على ذلك الرجل، لأنه لو كان البناء على إجابة دعوة المظلومين؛ لما بقي على وجه الأرض من دابة.. فالذي يريد أن يدعو على الغير حيث ظلمه، لابد أن يفتش في نفسه: هل ظلم الغير، أم لم يظلم الغير؟!..
وقد رأينا في التاريخ بعض العلماء الكبار وبعض الصالحين، بإشارة من رب العالمين ينتقم لهم، أحد العلماء الكبار في الأزمنة المتأخرة، أحدهم أهانه ولم يعرف قدره من عامة الناس، سكت عنه وكأنه فوّض أمره إلى الله عز وجل، وفي ساعته مات الرجل، فلما سمع بخبر موته تألم، وقال: يا ليتني كنت واجهته، فسكوتي عنه قتله.. فلو كنت انتقمت لنفسي من خلال كلمة أو من خلال اعتراض، لعل الله -عز وجل- ما عجل له العقوبة.. ولكن سبب ذلك هو سكوته على ظلم الظالم، واعتراضه القلبي، فأذهل رب العالمين العقول بهذا الرجل.. ومن هنا البعض يسأل: هل ندعو على المؤمنين؟.. وهل نلعن المؤمن الظالم؟..
نقول: إياك أن تلعن مؤمنا ظالما!.. فالمؤمن على كل حال في قلبه مقدار من الإيمان: بالله، وبرسوله، وبأوليائه؛ ما يمنعه من اللعن، فلا تبادر بلعن المؤمن.. حتى أن البعض يقول: أنا أوكلت أمر فلان إلى الله عز وجل.. وهذا كلام خطير جدا!.. إذا أوكلت أمره لله -عز وجل- إذن، هو في طريق الانتقام الإلهي.. فالأفضل أن تطالب بحقك، وإن لم تصل إلى حقك قل: يا رب!.. أنت تولاه، أو تصرف معه بما يناسب الحكمة.. وهذا شيء جيد!..
ومن المواقف التي توجب نزول الرحمة على المؤمن، ما كان يعمله إمامنا زين العابدين -صلوات الله عليه- في شهر رمضان.. قال الصادق (ع): (كان علي بن الحسين (ع) إذا دخل شهر رمضان لا يضرب عبدا ًله ولا أمة، وكان إذا أذنب العبد والأمة يكتب عنده: أذنب فلان، أذنبتْ فلانة يوم كذا وكذا، ولم يعاقبه فيجتمع عليهم الأدب، حتى إذا كان آخر ليلة من شهر رمضان، دعاهم وجمعهم حوله ثم أظهر الكتاب.. ثم قال: يا فلان!.. فعلت كذا وكذا ولم أؤدبك، أتذكر ذلك؟.. فيقول: بلى يا بن رسول الله!.. حتى يأتي على آخرهم، ويقرّرهم جميعا، ثم يقوم وسطهم ويقول لهم: ارفعوا أصواتكم.... وقولوا: اللهم!.. اعف عن علي بن الحسين كما عفا عنا، فاعتقه من النار كما أعتق رقابنا من الرق، فيقولون ذلك، فيقول: اللهّم!.. آمين رب العالمين.. اذهبوا فقد عفوت عنكم وأعتقت رقابكم رجاءً للعفو عني، وعتق رقبتي فيعتقهم....) الخبر.. فبعض المؤمنين في محطات في السنة يقول: اللهم!.. إني أبرأت ذمة كل من ارتابني، على أمل أن تعفو عني أنت أيضا، وهذه نفسية كريمة.. وفي دعاء الأيام الإنسان يبرئ ذمم جميع المؤمنين، حتى يبرئ رب العالمين ذمته أيضا.
إن الذي يدعو بشدة ولا يستجاب له الدعاء، قد يبتلى بسوء الظن بالله تعالى.. فهو يذهب لزيارة الأئمة عليهم السلام، ويشد الرحال لهذه الأماكن الطاهرة، ولا تستجاب له دعوة.. والبعض قد يرجع ومشكلته تعقدت أكثر، فيعكف عن الله ورسوله وأئمة أهل البيت، ولا يعلم أن هناك ما يوجب له حبس الدعاء.. قد يقول قائل: أنا أدعو، وحسب الظاهر ليس عندي ذنوب تحبس الدعاء، أي كل علاقاتي طيبة: مع زوجتي، ومع أولادي، ومع الوالدين، والأهل، والجيران.. فلماذا أموري معقدة في هذه الحياة، ولا تستجاب لي دعوة؟..
أولاً: إن المؤمن يجب أن ينظر لأموره بقرب وبدقة.. قد يظن أن الزوجة راضية عنه، ولكنها عندما تُسأل في غيابه، تبدي شكواها بما لا يخطر على بال الزوج.. فإذن، الإنسان لا يلقن نفسه أولا أن الناس راضون عنه، ولا بأس بسؤالهم والاستفهام منهم.. وهذا شيء جيد!..
ثانياً: ما المانع أن يطلب الإنسان من الله -عز وجل- أن يبصره بعيوبه (إذا أراد الله بعبد خيراً: زهده في الدنيا، ورغبه في الآخرة، وبصره بعيوب نفسه).. كيف يبصره بعيوب نفسه؟.. الله -عز وجل- له طرق كثيرة؛ منها الإلهام، مثلا: تكون بحاجة إلى موعظة بليغة، فتفتح الإذاعة أو التلفاز؛ فترى المتحدث يتحدث وكأنه يعلق على نفسك، وعلى عملك، وكأن الله -عز وجل- رتب الأمور كي يكون هناك متكلم في تلك الساعة؛ ليوصل إليك الفكرة.. وقد يقول إنسان: ذهبت إلى المجلس، وكأن الخطيب يتكلم معي.. فرب العالمين يوفق بين الأسباب: يلهمك إلهاما أن تذهب إلى المجلس، ويلهم الخطيب أن يتكلم في الموضوع الفلاني؛ حتى تتم الصفقة في هذا المجال.. وباب الإلهام باب وارد، فقد يأتي لإنسان في منامه من يقول له: يا فلان أنت كذا وكذا!.. المهم إن الإنسان الذي يحمل همّ نفسه، رب العالمين يوصل له الفكرة بما يراه مناسبا.
إن الإنسان بعض الأوقات يمكنه أن يكسب جائزة كبيرة، وهو أن يقول: ربي!.. أنا لا أعرف الذنوب التي تهتك العصم، والتي تحبس الدعاء.. يا رب!.. أنا أسألك أن تغفر لي هذه الذنوب.. فالمؤمن أحيانا يعيش حالة الأنس والقرب من الله تعالى، ويقطع بالإجابة؛ عليه أن يستغل هذه الفرصة، ويقول: يا رب!.. اغفر لي كل هذه الذنوب.
فإذن، إن الذي يعيش الخوف من الذنوب التي تحبس الدعاء، عليه أن يستغفر أولا، ثم يشد الرحال إلى مواطن الطاعة.. فإذا رجع من هذا السفر، يكاد يطمئن أنه رجع نظيفا نقيا.
(اَللّـهُمَّ اغْفِـرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ النِّقَمَ).. النقمة من كلمة انتقام، والانتقام الإلهي انتقام مخيف، فاسألوا ربكم أن لا يتعرض أحدنا للانتقام الإلهي.. إذا صار بناء رب العالمين على الانتقام، فإنه يجتث الإنسان من جذوره، يسلب منه النعم بحيث لا ترجع إليه ثانيا، مثلا: إنسان في بداية موسم محرم، يرتكب معصية كبيرة؛ رب العالمين ينتقم منه، فيسلب منه نعمة البكاء والتأثر بمصيبة أهل البيت.. بعضهم يكاد يموت، يقول: أنا ما الذي جرى علي؟!.. يحضر مجالس أهل البيت، والناس كلها تتفاعل وهذا المسكين لا تنزل منه دمعة واحدة؛ وهذه رائحة العقوبة والانتقام!.. ولعل كلمة النقمة موحشة أكثر من كلمة البلاء، وان كانت كلمة البلاء مخيفة أيضا!.. هناك بعض البلاءات كأنها موقفة، بلاء متراكم كالسحب المتراكمة، ولكن يأتي ظرف مناسب وإذا بهذا البلاء المتكدس ينزل عليك دفعة واحدة، وذلك يشبه عالم القضاء بالعقوبات مع وقف التنفيذ، مثلا: إنسان يرتكب مخالفة لا يعاقب، ولكن يكتب ذلك في سجله، كما في عالم التوظيف -مثلا- موظف يرتكب مخالفات بسيطة يكتب له في سجله، إلى أن يصل للمخالفة الأخيرة، فيؤخذ بقرار فصله، وإن كانت المخالفة الأخيرة، ذنب صغير، يقال له: طفح الكيل.. وهكذا رب العالمين، من الممكن أن تكون له هذه السياسة.
بعض المؤمنين له حالة جميلة: كلما نزل عليه بلاء ولو بسيط: كحمى، أو صداع -مثلا- قبل أن يتأثر يقول: رب ما الذي عملته؟.. يفكر ما الخطأ، أو ما الذنب الذي سبب له هذه العقوبة!.. فهذه حركة جميلة: قبل أن يتأذى على فقدان بعض أمواله، ينظر إلى المعصية التي ارتكبها.. قال الصادق (ع): قال الصادق (ع): (ولربما ترك في افتتاح أمرٍ بعض شيعتنا {بسم الله الرحمن الرحيم}، فيمتحنه الله بمكروه، وينبّهه على شكر الله تعالى والثناء عليه، ويمحو عنه وصمة تقصيره عند تركه قول {بسم الله}.
لقد دخل عبد الله بن يحيى على أمير المؤمنين (ع) وبين يديه كرسي، فأمره بالجلوس عليه فجلس عليه، فمال به حتى سقط على رأسه، فأوضح عن عظم رأسه وسال الدم.. فأمر أمير المؤمنين (ع) بماء فغسل عنه ذلك الدم، ثم قال: ادن مني!.. فوضع يده على موضحته -وقد كان يجد في ألمها ما لا صبر له معه- ومسح يده عليها وتفل فيها، فما هو أن فعل ذلك حتى اندمل فصار كأنه لم يصبه شيء قط، ثم قال أمير المؤمنين (ع): يا عبد الله!.. الحمد لله الذي جعل تمحيص ذنوب شيعتنا في الدنيا بمحنهم، لتسلم لهم طاعاتهم، ويستحقوا عليها ثوابها....
فقال عبد الله: يا أمير المؤمنين!.. قد أفدتني وعلّمتني، فإن أردت أن تعرّفني ذنبي الذي امتحنت به في هذا المجلس حتى لا أعود إلى مثله.. قال: تركُك حين جلست أن تقول: {بسم الله الرحمن الرحيم}، فجعل الله ذلك لسهوك عما نُدبت إليه تمحيصا بما أصابك.. أما علمت أنّ رسول الله (ص) حدثني عن الله -جل وعزّ- أنه قال: كل أمرٍ ذي بال لم يُذكر فيه بسم الله فهو أبتر، فقلت: بلى بأبي أنت وأمي، لا أتركها بعدها، قال: إذن تحظى بذلك وتسعد).
وطبعا رب العالمين إذا أحب عبدا، يؤدبه في الدنيا بأقل زلة حتى يوقظه من نومته.. ونحن نرتكب عشرات المخالفات ولا نرى شيئا، فمن نعم الله على عبده المؤمن، أن تعجل له العقوبة في الدنيا قبل الآخرة.. هذه العقوبات المعجلة تكون خفيفة؛ لأنها تكون بعد كل معصية فلا شيء متراكم.. وفي نفس الوقت هذه العقوبات، توجب الاستغفار السريع.. والمؤمن الذي يريد أن يتخلص من النقم، عليه أن يصفي الحساب مع ربه دائما، قد يقول قائل: الأنبياء هم أفضل الناس، فلماذا هم أكثر الناس بلاء؟.. في رواية عن الإمام الكاظم (ع): (المؤمن مثل كفتي الميزان: كلما زِيد في إيمانه، زِيد في بلائه)، فالبلاء للأمثل فالأمثل، كلما زاد المرء إيمانا زاد بلاءاً!..
كل الأنبياء عاشوا في بلاء ومحن، وكذلك أئمة أهل البيت (ع) عاشوا بين قتيل وسجين ومنفي ومسموم.. فإذن كيف تقول: بأن المؤمن الذي لا يريد البلاء، يصفي حسابه مع رب العالمين؟..
الجواب هو: إن هنالك فرقا بين البلاء الذي يأتي بعد معصية، وبين البلاء الذي يأتي بعد الطاعة.. وهنا تقسيم رباعي جميل، فهنالك أربع حالات في الإنسان لا يخلوا منها: إما يقوم بطاعة بعد طاعة، وإما بمعصية بعد معصية، وإما بمعصية بعد طاعة، وإما بطاعة بعد معصية.. فكل ما نقوم به في هذه الحياة، لا يخرج من هذه الصور الأربعة، فما حكم هذه الصور؟..
- الطاعة بعد الطاعة.. هي علامة القبول.. مثلا: إنسان ذهب للعمرة فشك أن عمرته مقبولة، عندما رجع للبلاد وفق للقيام بعمل صالح مباشرة، مثلا: أصلح بين متخالفين؛ هنا يعلم أن هذه العمرة مقبولة.. فإذا قام بطاعة ثالثة، يعلم أن إصلاحه لذات البين أيضا مقبولة وهكذا.
- المعصية بعد المعصية.. مثلا: إنسان كذب كذبة، وعندما رجع للمنزل اغتاب مؤمنا؛ هذه علامة الخذلان.. لأن مرتكب الذنب بعد الذنب، إنسان مخذول وغير موفق.
- الطاعة بعد المعصية.. مثلا: إنسان عصى ربه فاغتاب مثلا، ثم وفق لصدقة معتبرة.. هذه علامة التوبة، وقبول التوبة.. مادمت قد وفقت للطاعة؛ أي لولا قبول رب العالمين والرضا، لما وفقك لمثل تلك الطاعة.
- المعصية بعد الطاعة.. وهي علامة الرد.. مثلا: إنسان جاء من العمرة لوطنه، وعند أول وصوله ارتكب كبيرة من الكبائر.. فلو كانت هذه العمرة فيها خير، لحجبتك عن هذه المعصية.
فإذن، إن المؤمن إذا وقع في البلاء بعد الطاعة المتواصلة، يُعلم أن هذا الإنسان -إن شاء الله- على خير، وهذا يسمى بلاء رفع الدرجة، لا بلاء رفع العقوبة.. فمرة ترفع عقوبة الإنسان بالبلاء، ومرة ترفع درجة الإنسان بالبلاء.. وفرق بين هذا وذاك!..
ولكن ما هو الذنب الذي يحبس الدعاء؟..
إن أمير المؤمنين -عليه السلام- تعمد الإبهام، ولم يذكر التفاصيل؛ حتى يعيش الإنسان حالة الخوف والهلع.. -مثلا- لعل هذا الذنب من الذنوب التي تحبس الدعاء: هناك من ظلم إنسانا في مسألة مالية: إنسان اقترض منه مالا، وامتنع عن السداد؛ هذا إنسان سيء.. وهنالك إنسان يظلمك في نفسيتك، يقوم بعمل يجعلك لا تنام الليل، كتهمة أنت منها بريء.. أي أن هناك ظالما يستحق الدعاء عليه، وأنت دعوت على هذا الظالم.. ولكن رب العالمين له ملفات، وله ملفاتك السابقة أنت أيضا، وهكذا نحتمل يأس الجواب: أننا لو أردنا أن يستجاب لدعوة المظلومين، فأنت أول الضحايا؛ لأن هنالك من ظلمته أنت أيضا.
إذا كان بناؤنا على أن نعجل العقوبة على الظالمين، فأنت ظالم ومظلوم: بالنسبة إلى فلان مظلوم، ولكن بالنسبة إلى فلان أنت ظالم.. فالملائكة تؤمر بإيقاف العقوبة على ذلك الرجل، لأنه لو كان البناء على إجابة دعوة المظلومين؛ لما بقي على وجه الأرض من دابة.. فالذي يريد أن يدعو على الغير حيث ظلمه، لابد أن يفتش في نفسه: هل ظلم الغير، أم لم يظلم الغير؟!..
وقد رأينا في التاريخ بعض العلماء الكبار وبعض الصالحين، بإشارة من رب العالمين ينتقم لهم، أحد العلماء الكبار في الأزمنة المتأخرة، أحدهم أهانه ولم يعرف قدره من عامة الناس، سكت عنه وكأنه فوّض أمره إلى الله عز وجل، وفي ساعته مات الرجل، فلما سمع بخبر موته تألم، وقال: يا ليتني كنت واجهته، فسكوتي عنه قتله.. فلو كنت انتقمت لنفسي من خلال كلمة أو من خلال اعتراض، لعل الله -عز وجل- ما عجل له العقوبة.. ولكن سبب ذلك هو سكوته على ظلم الظالم، واعتراضه القلبي، فأذهل رب العالمين العقول بهذا الرجل.. ومن هنا البعض يسأل: هل ندعو على المؤمنين؟.. وهل نلعن المؤمن الظالم؟..
نقول: إياك أن تلعن مؤمنا ظالما!.. فالمؤمن على كل حال في قلبه مقدار من الإيمان: بالله، وبرسوله، وبأوليائه؛ ما يمنعه من اللعن، فلا تبادر بلعن المؤمن.. حتى أن البعض يقول: أنا أوكلت أمر فلان إلى الله عز وجل.. وهذا كلام خطير جدا!.. إذا أوكلت أمره لله -عز وجل- إذن، هو في طريق الانتقام الإلهي.. فالأفضل أن تطالب بحقك، وإن لم تصل إلى حقك قل: يا رب!.. أنت تولاه، أو تصرف معه بما يناسب الحكمة.. وهذا شيء جيد!..
ومن المواقف التي توجب نزول الرحمة على المؤمن، ما كان يعمله إمامنا زين العابدين -صلوات الله عليه- في شهر رمضان.. قال الصادق (ع): (كان علي بن الحسين (ع) إذا دخل شهر رمضان لا يضرب عبدا ًله ولا أمة، وكان إذا أذنب العبد والأمة يكتب عنده: أذنب فلان، أذنبتْ فلانة يوم كذا وكذا، ولم يعاقبه فيجتمع عليهم الأدب، حتى إذا كان آخر ليلة من شهر رمضان، دعاهم وجمعهم حوله ثم أظهر الكتاب.. ثم قال: يا فلان!.. فعلت كذا وكذا ولم أؤدبك، أتذكر ذلك؟.. فيقول: بلى يا بن رسول الله!.. حتى يأتي على آخرهم، ويقرّرهم جميعا، ثم يقوم وسطهم ويقول لهم: ارفعوا أصواتكم.... وقولوا: اللهم!.. اعف عن علي بن الحسين كما عفا عنا، فاعتقه من النار كما أعتق رقابنا من الرق، فيقولون ذلك، فيقول: اللهّم!.. آمين رب العالمين.. اذهبوا فقد عفوت عنكم وأعتقت رقابكم رجاءً للعفو عني، وعتق رقبتي فيعتقهم....) الخبر.. فبعض المؤمنين في محطات في السنة يقول: اللهم!.. إني أبرأت ذمة كل من ارتابني، على أمل أن تعفو عني أنت أيضا، وهذه نفسية كريمة.. وفي دعاء الأيام الإنسان يبرئ ذمم جميع المؤمنين، حتى يبرئ رب العالمين ذمته أيضا.
إن الذي يدعو بشدة ولا يستجاب له الدعاء، قد يبتلى بسوء الظن بالله تعالى.. فهو يذهب لزيارة الأئمة عليهم السلام، ويشد الرحال لهذه الأماكن الطاهرة، ولا تستجاب له دعوة.. والبعض قد يرجع ومشكلته تعقدت أكثر، فيعكف عن الله ورسوله وأئمة أهل البيت، ولا يعلم أن هناك ما يوجب له حبس الدعاء.. قد يقول قائل: أنا أدعو، وحسب الظاهر ليس عندي ذنوب تحبس الدعاء، أي كل علاقاتي طيبة: مع زوجتي، ومع أولادي، ومع الوالدين، والأهل، والجيران.. فلماذا أموري معقدة في هذه الحياة، ولا تستجاب لي دعوة؟..
أولاً: إن المؤمن يجب أن ينظر لأموره بقرب وبدقة.. قد يظن أن الزوجة راضية عنه، ولكنها عندما تُسأل في غيابه، تبدي شكواها بما لا يخطر على بال الزوج.. فإذن، الإنسان لا يلقن نفسه أولا أن الناس راضون عنه، ولا بأس بسؤالهم والاستفهام منهم.. وهذا شيء جيد!..
ثانياً: ما المانع أن يطلب الإنسان من الله -عز وجل- أن يبصره بعيوبه (إذا أراد الله بعبد خيراً: زهده في الدنيا، ورغبه في الآخرة، وبصره بعيوب نفسه).. كيف يبصره بعيوب نفسه؟.. الله -عز وجل- له طرق كثيرة؛ منها الإلهام، مثلا: تكون بحاجة إلى موعظة بليغة، فتفتح الإذاعة أو التلفاز؛ فترى المتحدث يتحدث وكأنه يعلق على نفسك، وعلى عملك، وكأن الله -عز وجل- رتب الأمور كي يكون هناك متكلم في تلك الساعة؛ ليوصل إليك الفكرة.. وقد يقول إنسان: ذهبت إلى المجلس، وكأن الخطيب يتكلم معي.. فرب العالمين يوفق بين الأسباب: يلهمك إلهاما أن تذهب إلى المجلس، ويلهم الخطيب أن يتكلم في الموضوع الفلاني؛ حتى تتم الصفقة في هذا المجال.. وباب الإلهام باب وارد، فقد يأتي لإنسان في منامه من يقول له: يا فلان أنت كذا وكذا!.. المهم إن الإنسان الذي يحمل همّ نفسه، رب العالمين يوصل له الفكرة بما يراه مناسبا.
إن الإنسان بعض الأوقات يمكنه أن يكسب جائزة كبيرة، وهو أن يقول: ربي!.. أنا لا أعرف الذنوب التي تهتك العصم، والتي تحبس الدعاء.. يا رب!.. أنا أسألك أن تغفر لي هذه الذنوب.. فالمؤمن أحيانا يعيش حالة الأنس والقرب من الله تعالى، ويقطع بالإجابة؛ عليه أن يستغل هذه الفرصة، ويقول: يا رب!.. اغفر لي كل هذه الذنوب.
فإذن، إن الذي يعيش الخوف من الذنوب التي تحبس الدعاء، عليه أن يستغفر أولا، ثم يشد الرحال إلى مواطن الطاعة.. فإذا رجع من هذا السفر، يكاد يطمئن أنه رجع نظيفا نقيا.
(اَللّـهُمَّ اغْفِـرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ النِّقَمَ).. النقمة من كلمة انتقام، والانتقام الإلهي انتقام مخيف، فاسألوا ربكم أن لا يتعرض أحدنا للانتقام الإلهي.. إذا صار بناء رب العالمين على الانتقام، فإنه يجتث الإنسان من جذوره، يسلب منه النعم بحيث لا ترجع إليه ثانيا، مثلا: إنسان في بداية موسم محرم، يرتكب معصية كبيرة؛ رب العالمين ينتقم منه، فيسلب منه نعمة البكاء والتأثر بمصيبة أهل البيت.. بعضهم يكاد يموت، يقول: أنا ما الذي جرى علي؟!.. يحضر مجالس أهل البيت، والناس كلها تتفاعل وهذا المسكين لا تنزل منه دمعة واحدة؛ وهذه رائحة العقوبة والانتقام!.. ولعل كلمة النقمة موحشة أكثر من كلمة البلاء، وان كانت كلمة البلاء مخيفة أيضا!.. هناك بعض البلاءات كأنها موقفة، بلاء متراكم كالسحب المتراكمة، ولكن يأتي ظرف مناسب وإذا بهذا البلاء المتكدس ينزل عليك دفعة واحدة، وذلك يشبه عالم القضاء بالعقوبات مع وقف التنفيذ، مثلا: إنسان يرتكب مخالفة لا يعاقب، ولكن يكتب ذلك في سجله، كما في عالم التوظيف -مثلا- موظف يرتكب مخالفات بسيطة يكتب له في سجله، إلى أن يصل للمخالفة الأخيرة، فيؤخذ بقرار فصله، وإن كانت المخالفة الأخيرة، ذنب صغير، يقال له: طفح الكيل.. وهكذا رب العالمين، من الممكن أن تكون له هذه السياسة.
بعض المؤمنين له حالة جميلة: كلما نزل عليه بلاء ولو بسيط: كحمى، أو صداع -مثلا- قبل أن يتأثر يقول: رب ما الذي عملته؟.. يفكر ما الخطأ، أو ما الذنب الذي سبب له هذه العقوبة!.. فهذه حركة جميلة: قبل أن يتأذى على فقدان بعض أمواله، ينظر إلى المعصية التي ارتكبها.. قال الصادق (ع): قال الصادق (ع): (ولربما ترك في افتتاح أمرٍ بعض شيعتنا {بسم الله الرحمن الرحيم}، فيمتحنه الله بمكروه، وينبّهه على شكر الله تعالى والثناء عليه، ويمحو عنه وصمة تقصيره عند تركه قول {بسم الله}.
لقد دخل عبد الله بن يحيى على أمير المؤمنين (ع) وبين يديه كرسي، فأمره بالجلوس عليه فجلس عليه، فمال به حتى سقط على رأسه، فأوضح عن عظم رأسه وسال الدم.. فأمر أمير المؤمنين (ع) بماء فغسل عنه ذلك الدم، ثم قال: ادن مني!.. فوضع يده على موضحته -وقد كان يجد في ألمها ما لا صبر له معه- ومسح يده عليها وتفل فيها، فما هو أن فعل ذلك حتى اندمل فصار كأنه لم يصبه شيء قط، ثم قال أمير المؤمنين (ع): يا عبد الله!.. الحمد لله الذي جعل تمحيص ذنوب شيعتنا في الدنيا بمحنهم، لتسلم لهم طاعاتهم، ويستحقوا عليها ثوابها....
فقال عبد الله: يا أمير المؤمنين!.. قد أفدتني وعلّمتني، فإن أردت أن تعرّفني ذنبي الذي امتحنت به في هذا المجلس حتى لا أعود إلى مثله.. قال: تركُك حين جلست أن تقول: {بسم الله الرحمن الرحيم}، فجعل الله ذلك لسهوك عما نُدبت إليه تمحيصا بما أصابك.. أما علمت أنّ رسول الله (ص) حدثني عن الله -جل وعزّ- أنه قال: كل أمرٍ ذي بال لم يُذكر فيه بسم الله فهو أبتر، فقلت: بلى بأبي أنت وأمي، لا أتركها بعدها، قال: إذن تحظى بذلك وتسعد).
وطبعا رب العالمين إذا أحب عبدا، يؤدبه في الدنيا بأقل زلة حتى يوقظه من نومته.. ونحن نرتكب عشرات المخالفات ولا نرى شيئا، فمن نعم الله على عبده المؤمن، أن تعجل له العقوبة في الدنيا قبل الآخرة.. هذه العقوبات المعجلة تكون خفيفة؛ لأنها تكون بعد كل معصية فلا شيء متراكم.. وفي نفس الوقت هذه العقوبات، توجب الاستغفار السريع.. والمؤمن الذي يريد أن يتخلص من النقم، عليه أن يصفي الحساب مع ربه دائما، قد يقول قائل: الأنبياء هم أفضل الناس، فلماذا هم أكثر الناس بلاء؟.. في رواية عن الإمام الكاظم (ع): (المؤمن مثل كفتي الميزان: كلما زِيد في إيمانه، زِيد في بلائه)، فالبلاء للأمثل فالأمثل، كلما زاد المرء إيمانا زاد بلاءاً!..
كل الأنبياء عاشوا في بلاء ومحن، وكذلك أئمة أهل البيت (ع) عاشوا بين قتيل وسجين ومنفي ومسموم.. فإذن كيف تقول: بأن المؤمن الذي لا يريد البلاء، يصفي حسابه مع رب العالمين؟..
الجواب هو: إن هنالك فرقا بين البلاء الذي يأتي بعد معصية، وبين البلاء الذي يأتي بعد الطاعة.. وهنا تقسيم رباعي جميل، فهنالك أربع حالات في الإنسان لا يخلوا منها: إما يقوم بطاعة بعد طاعة، وإما بمعصية بعد معصية، وإما بمعصية بعد طاعة، وإما بطاعة بعد معصية.. فكل ما نقوم به في هذه الحياة، لا يخرج من هذه الصور الأربعة، فما حكم هذه الصور؟..
- الطاعة بعد الطاعة.. هي علامة القبول.. مثلا: إنسان ذهب للعمرة فشك أن عمرته مقبولة، عندما رجع للبلاد وفق للقيام بعمل صالح مباشرة، مثلا: أصلح بين متخالفين؛ هنا يعلم أن هذه العمرة مقبولة.. فإذا قام بطاعة ثالثة، يعلم أن إصلاحه لذات البين أيضا مقبولة وهكذا.
- المعصية بعد المعصية.. مثلا: إنسان كذب كذبة، وعندما رجع للمنزل اغتاب مؤمنا؛ هذه علامة الخذلان.. لأن مرتكب الذنب بعد الذنب، إنسان مخذول وغير موفق.
- الطاعة بعد المعصية.. مثلا: إنسان عصى ربه فاغتاب مثلا، ثم وفق لصدقة معتبرة.. هذه علامة التوبة، وقبول التوبة.. مادمت قد وفقت للطاعة؛ أي لولا قبول رب العالمين والرضا، لما وفقك لمثل تلك الطاعة.
- المعصية بعد الطاعة.. وهي علامة الرد.. مثلا: إنسان جاء من العمرة لوطنه، وعند أول وصوله ارتكب كبيرة من الكبائر.. فلو كانت هذه العمرة فيها خير، لحجبتك عن هذه المعصية.
فإذن، إن المؤمن إذا وقع في البلاء بعد الطاعة المتواصلة، يُعلم أن هذا الإنسان -إن شاء الله- على خير، وهذا يسمى بلاء رفع الدرجة، لا بلاء رفع العقوبة.. فمرة ترفع عقوبة الإنسان بالبلاء، ومرة ترفع درجة الإنسان بالبلاء.. وفرق بين هذا وذاك!..
Ban Alqizweeni- مشترك جديد
- عدد الرسائل : 20
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 14/06/2008
رد: اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء
الى Ban Alqizweeni
ممكن أن تذكر لي مصادر الكلام الذي ذكرته
لكي نستفيد
ممكن أن تذكر لي مصادر الكلام الذي ذكرته
لكي نستفيد
نور عيني أحمد الحسن- مشترك جديد
- عدد الرسائل : 19
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 05/07/2008
رد: اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
مالك الملك مجري الفلك مسخر الرياح فالق الإصباح ديّان الدين رب العالمين الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمّارها وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها .
اللهم صل على محمد وآل محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة يأمن من ركبها ويغرق من تركها المتقدم لهم مارق والمتأخر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق .
لقد جاء أيضا في دعاء كميل فقرات في الإعتراف بالذنب و التقصير التي يتحير الإنسان في كيفية نسبتها إلى أمير المؤمنين علي (ع) نفس رسول الله (ص) ...الذي لم يكن له ذنب و لا اقترف ذنبا و لا هم بذنب ...و منها :
(((... إلهي ومولاي أجريت علي حكماً أتبعت فيه هوى نفسي ولم أحترس فيه من تزيين عدوي فغرني بما أهوى وأسعده على ذلك القضاء فتجاوزت بما جرى علي من ذلك بعض حدودك وخالفت بعض أوامرك فلك الحجة علي في جميع ذلك ولاحجة لي فيما جرى علي فيه قضاءك وألزمنيحكمك وبلاءك وقد أتيتك يا ألهي بعد تقصيري وإسرافي على نفسي معتذراً نادماً منكسراً مستقيلا ًمستغفراً منيباً مقراً مذعناً معترفاً لاأجد مفراً مما كان مني ولا مفزعاً أتوجه إليه في أمري غير قبولك عذري وإدخالك إياي في سعة من رحمتك...)))
و قد سئل ولي الله و القائم مقامه في الخلق و القائم مقام جده أمير المؤمنين (ع) : الإمام الحق السيد أحمد الحسن (ع) عن هذا و إليكم الجواب الشافي المنير :
(((
أجريت مأخوذة من جريان الماء فإذا جرى الماء باتجاهك لابد أن يغمرك وحكما أي قضاء وإمضاء بعد قدر وتقدير سبقه وهوى النفس والعدو هو القرين وهو النكتة السوداء الموجودة في فطرة الإنسان أو تشوب الإنسان بالظلمة والحكم المجرى هو قبول الإنسان لهذه النكتة السوداء وتشوبه بالظلمة أي رضا الإنسان بوجوده أو قبوله لهذا الوجود المفترض ، فتجاوزت ...... حدودك، وخالفت ...... أوامرك أي بسبب قبولي لوجودي والمتحقق بتشوّبي بالظلمة فأنا متجاوز لحدودك ومخالف لأوامرك مع أن هذا التجاوز وهذه المخالفة هي الذنب الذي لا يفارق إنسانية الإنسان وبدونها لا يبقى إلا الله الواحد القهار وهذا التجاوز وهذه المخالفة لأني لم أسعى سعي محمد (ص) لإزالة شائبة العدم فعلي صلوات الله عليه دون رسول الله محمد (ص) ، ومحمد (ص) كشف له حجاب اللاهوت وخاطبه تعالى ( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ) (الفتح1-2)
وهذا الذنب هو شائبة الظلمة والعدم وهو المخالفة والتجاوز الأول أما أمير المؤمنين علي (ع) فقد قال (لو كشف لي الغطاء ) فلم يكشف له غطاء اللاهوت إلا بمحمد (ص) فعلي يعرف الله بمحمد (ص) أي أن علي يعرف الله سبحانه بالله في الخلق (محمد (ص)) .
فلك الحجة لأني مقصر عن اللحاق بمحمد (ص) ومرافقته في كل أحواله فكان لرسول الله محمد (ص) حاله مع ربه سبحانه وتعالى لم يكن لأمير المؤمنين علي (ع) ولا لغيره من الأنبياء والمرسلين نصيب فيها ورسول الله (ص) خص بأن قرينه أسلم لأنه في آنات كشف الحجاب والفتح المبين لا يبقى شائبة الظلمة والعدم ولا يبقى محمد (ص) بل لا يبقى ألا الله الواحد القهار نور لا ظلمة فيه سبحانه وتعالى عما يشركون .
ولا حجة لي فيما جرى علي فيه قضاؤك والزمني حكمك وبلاؤك فالحجة لك علي وليس لعبد من عبادك حجة عليك سبحانك ، فحكمك وقضاؤك وبلاءك يجري على عبادك بتقصيرهم في النظر إلى أنفسهم والالتفات لها قال سيد الموحدين علي (ع) (( إلهي قد جرت على نفسي في النظر لها فلها الويل إن لم تغفر لها )) أي قد أتيتك يا ألهي بعد تقصيري وإسرافي على نفسي ونظري لها والالتفات أليها ، معتذراً .......... قبولك عذري وإدخالك إياي في سعةٍ من رحمتك ، أي إن لم أكن أهلاً أن أكون الله في الخلق فاجعلني الرحمن في الخلق وإن لم أكن أهلا ً أن أكون المدينة فأجعلني بابها ، (ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) (الإسراء: من الآية110) ، وقد كان لعلي (ع) ما طلب فهو باب الله في الخلق وهو الرحمن في الخلق (وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً) (مريم:50).)))
و للزيادة : فلننظر إلى كثير من توقيعات المعصوم الطاهر المطهر الذي لا ذنب له و لم يلم بذنب قط صلوات ربي عليه و على آله وليي أحمد (ع) سنجدها هكذا "المذنب المقصر
احمد الحسن"
بالله عليك أين هو هذا الذنب و أين هو هذا التقصير...فهو كآبائه صلوات ربي عليهم يرون وجودهم أكبر و أعظم ذنب
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
يقول وجودي و روحي له الفداء :
(((...الإنسان يتخلص من الأنا عندما لا يرى نفسه و لا يرى إلا ربه قبل كل شيء ومع كل شيء وبعد كل شيء . ودائما فلنلتفت الى الشيطان والشر المستبطن فينا ولنعمل كل ما في وسعنا لقتله فأعدى أعدائنا هي أنفسنا هذه النفس التي تقف بصلافة ودون حياء لتثبت أنها موجودة في مقابل وجود الله سبحانه وتعالى ربما ان تحرك الإنسان بهذا الاتجاه وراقب وحارب عدوه بل ألد أعداءه نفسه سيصل الى ما شاء الله من المعرفة التي يريدها الله للإنسان .
اما ان كنتم تريدون الحق كله فالحق أقول لكم إننا لابد أن نخجل مما نحن فيه فماذا نريد نحن ؟؟ نريد الآخرة نريد الجنة نريد بقاء وخلود وكمال و..و..........
ولكن من منا يستحي من كرم الله وعندما ينظر إلى وجوده لا يريد ولا يرضى أن يكون موجوداً في مقابل الله سبحانه فلا يختار البقاء والخلود ولا حتى في الآخرة و الجنة بل يطلب الفناء حياءً من الله ؟؟
)))
الحمد لله رب العالمين
مالك الملك مجري الفلك مسخر الرياح فالق الإصباح ديّان الدين رب العالمين الحمد لله الذي من خشيته ترعد السماء وسكانها وترجف الأرض وعمّارها وتموج البحار ومن يسبح في غمراتها .
اللهم صل على محمد وآل محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة يأمن من ركبها ويغرق من تركها المتقدم لهم مارق والمتأخر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق .
لقد جاء أيضا في دعاء كميل فقرات في الإعتراف بالذنب و التقصير التي يتحير الإنسان في كيفية نسبتها إلى أمير المؤمنين علي (ع) نفس رسول الله (ص) ...الذي لم يكن له ذنب و لا اقترف ذنبا و لا هم بذنب ...و منها :
(((... إلهي ومولاي أجريت علي حكماً أتبعت فيه هوى نفسي ولم أحترس فيه من تزيين عدوي فغرني بما أهوى وأسعده على ذلك القضاء فتجاوزت بما جرى علي من ذلك بعض حدودك وخالفت بعض أوامرك فلك الحجة علي في جميع ذلك ولاحجة لي فيما جرى علي فيه قضاءك وألزمنيحكمك وبلاءك وقد أتيتك يا ألهي بعد تقصيري وإسرافي على نفسي معتذراً نادماً منكسراً مستقيلا ًمستغفراً منيباً مقراً مذعناً معترفاً لاأجد مفراً مما كان مني ولا مفزعاً أتوجه إليه في أمري غير قبولك عذري وإدخالك إياي في سعة من رحمتك...)))
و قد سئل ولي الله و القائم مقامه في الخلق و القائم مقام جده أمير المؤمنين (ع) : الإمام الحق السيد أحمد الحسن (ع) عن هذا و إليكم الجواب الشافي المنير :
(((
أجريت مأخوذة من جريان الماء فإذا جرى الماء باتجاهك لابد أن يغمرك وحكما أي قضاء وإمضاء بعد قدر وتقدير سبقه وهوى النفس والعدو هو القرين وهو النكتة السوداء الموجودة في فطرة الإنسان أو تشوب الإنسان بالظلمة والحكم المجرى هو قبول الإنسان لهذه النكتة السوداء وتشوبه بالظلمة أي رضا الإنسان بوجوده أو قبوله لهذا الوجود المفترض ، فتجاوزت ...... حدودك، وخالفت ...... أوامرك أي بسبب قبولي لوجودي والمتحقق بتشوّبي بالظلمة فأنا متجاوز لحدودك ومخالف لأوامرك مع أن هذا التجاوز وهذه المخالفة هي الذنب الذي لا يفارق إنسانية الإنسان وبدونها لا يبقى إلا الله الواحد القهار وهذا التجاوز وهذه المخالفة لأني لم أسعى سعي محمد (ص) لإزالة شائبة العدم فعلي صلوات الله عليه دون رسول الله محمد (ص) ، ومحمد (ص) كشف له حجاب اللاهوت وخاطبه تعالى ( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ) (الفتح1-2)
وهذا الذنب هو شائبة الظلمة والعدم وهو المخالفة والتجاوز الأول أما أمير المؤمنين علي (ع) فقد قال (لو كشف لي الغطاء ) فلم يكشف له غطاء اللاهوت إلا بمحمد (ص) فعلي يعرف الله بمحمد (ص) أي أن علي يعرف الله سبحانه بالله في الخلق (محمد (ص)) .
فلك الحجة لأني مقصر عن اللحاق بمحمد (ص) ومرافقته في كل أحواله فكان لرسول الله محمد (ص) حاله مع ربه سبحانه وتعالى لم يكن لأمير المؤمنين علي (ع) ولا لغيره من الأنبياء والمرسلين نصيب فيها ورسول الله (ص) خص بأن قرينه أسلم لأنه في آنات كشف الحجاب والفتح المبين لا يبقى شائبة الظلمة والعدم ولا يبقى محمد (ص) بل لا يبقى ألا الله الواحد القهار نور لا ظلمة فيه سبحانه وتعالى عما يشركون .
ولا حجة لي فيما جرى علي فيه قضاؤك والزمني حكمك وبلاؤك فالحجة لك علي وليس لعبد من عبادك حجة عليك سبحانك ، فحكمك وقضاؤك وبلاءك يجري على عبادك بتقصيرهم في النظر إلى أنفسهم والالتفات لها قال سيد الموحدين علي (ع) (( إلهي قد جرت على نفسي في النظر لها فلها الويل إن لم تغفر لها )) أي قد أتيتك يا ألهي بعد تقصيري وإسرافي على نفسي ونظري لها والالتفات أليها ، معتذراً .......... قبولك عذري وإدخالك إياي في سعةٍ من رحمتك ، أي إن لم أكن أهلاً أن أكون الله في الخلق فاجعلني الرحمن في الخلق وإن لم أكن أهلا ً أن أكون المدينة فأجعلني بابها ، (ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) (الإسراء: من الآية110) ، وقد كان لعلي (ع) ما طلب فهو باب الله في الخلق وهو الرحمن في الخلق (وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيّاً) (مريم:50).)))
و للزيادة : فلننظر إلى كثير من توقيعات المعصوم الطاهر المطهر الذي لا ذنب له و لم يلم بذنب قط صلوات ربي عليه و على آله وليي أحمد (ع) سنجدها هكذا "المذنب المقصر
احمد الحسن"
بالله عليك أين هو هذا الذنب و أين هو هذا التقصير...فهو كآبائه صلوات ربي عليهم يرون وجودهم أكبر و أعظم ذنب
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
يقول وجودي و روحي له الفداء :
(((...الإنسان يتخلص من الأنا عندما لا يرى نفسه و لا يرى إلا ربه قبل كل شيء ومع كل شيء وبعد كل شيء . ودائما فلنلتفت الى الشيطان والشر المستبطن فينا ولنعمل كل ما في وسعنا لقتله فأعدى أعدائنا هي أنفسنا هذه النفس التي تقف بصلافة ودون حياء لتثبت أنها موجودة في مقابل وجود الله سبحانه وتعالى ربما ان تحرك الإنسان بهذا الاتجاه وراقب وحارب عدوه بل ألد أعداءه نفسه سيصل الى ما شاء الله من المعرفة التي يريدها الله للإنسان .
اما ان كنتم تريدون الحق كله فالحق أقول لكم إننا لابد أن نخجل مما نحن فيه فماذا نريد نحن ؟؟ نريد الآخرة نريد الجنة نريد بقاء وخلود وكمال و..و..........
ولكن من منا يستحي من كرم الله وعندما ينظر إلى وجوده لا يريد ولا يرضى أن يكون موجوداً في مقابل الله سبحانه فلا يختار البقاء والخلود ولا حتى في الآخرة و الجنة بل يطلب الفناء حياءً من الله ؟؟
)))
Rebel- مشترك جديد
- عدد الرسائل : 40
نقاط : 0
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 20/06/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى